قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية يوميات مرام وسعيد للكاتبة شاهندة الفصل التاسع

رواية يوميات مرام وسعيد للكاتبة شاهندة الفصل التاسع

رواية يوميات مرام وسعيد للكاتبة شاهندة الفصل التاسع

نجتمع أنا وصديقاتى تقريبا مرة كل عام.

فى بيتي بالطبع فغير مسموح لى من قبل (سعيد )أن أخرج مع أهلى فما بالكم بالصديقات، هو فقط يسمح لى بالذهاب إلى إحداهن حين تكون مريضة او لديها حالة وفاة. لذا فقد أجهضت صديقتى المقربة (هبة) ثلاثة عشر مرة وربما توفي والد صديقتى (علا) أربعة مرات، رغم أنه متوفى من قبل حتى أن أعرفها؛ ولكن هكذا (سعيد) لا يتذكر مصاب صديقاتى ولكنه يسمح لى بزيارتهن فقط في المصائب التي أخترعها (حفظهن الله منها)ورزق زوجي الهداية.

المهم.

بالأمس كان إجتماعنا السنوي، أعددت لهم الكعك والعصير وإنتظرتهن بفارغ الصبر حتى حضرن جميعا لأجلس بينهن وأخبرهن أن اليوم هو يوم سنتحدث فيه عن الزواج. تنصح إحدانا الأخريات بخبرتها علنا نستفيد منها، نظرن إلى جميعا وطلبن منى القيام بهذا الدور. إبتلعت ريقي بصعوبة وداخلى يقول(ملقيتوش غيرى أنا. ده أنا موكوسة)ولكنى لم أظهر إليهن أي تردد وأنا أتوسطهن قائلة: طيب بصوا بقى ياجماعة الجواز ده حاجة كبيرة قوى ومن واقع خبرتى وبما إنى الشهر اللى جاي هتم 12 سنة جواز يعنى قربت أخرج منه حسن سير وسلوك أقدر أقولكم إن نجاح الجواز في إيد الست مش الراجل. أصل الراجل كائن عجيب غريب المشاعر والتكوين وكل يوم بحال. مبيعجبوش العجب ولا الصيام في رجب وإسألونى أنا.

لو إبتسمتى في وشه بيقول ربنا يستر ولو كشرتى يقول دى ولية نكد، لو طنشتيه يقول مش مهتمة بيه ولو اهتميتى بيه يقولك دى خنقانى، لو حبيتى تشاركيه مشاكله يقولك خليكى في المطبخ، ولو قدمتيله هدية او قلتيله كلمة حلوة يقول اكيد عايزة حاجة...
لتقاطعنى صديقتى( منال) قائلة: دول مجانين بقى واحنا مش حاسين. مايلموهم في مصحة ويريحونا.

رمقتها بنظرة تقول(لو قاطعتينى تانى هعلقك)فصمتت وهي تبتلع ريقها بينما قلت بهدوء: هو الراجل كدة. طبعه كدة. خلقته كدة. من برة مغوار ومن جوة طفل صغير محتار بس في كل الحالات جبار. قبل الجواز حاجة وبعد الجواز حاجة تانية خالص، قبل الجواز بيجيب ورد وبعد الجواز بيجيب طلبات البيت. قبل الجواز بيقول كلام زي الفل ويطول، تحسى إنك بتسمعى أغنية لأم كلثوم نفسها. وبعد الجواز بيبقى أخرس ولو اتكلم تقولى ياريته سكت. قبل الجواز بيبقى بالظبط زي واحد مرشح نفسه للإنتخابات وبعد الجواز بيبقى زي الوزير اللى كل مهمته يحجم ويرفض طلبات الشعب.

نهضت (منال) قائلة بحيرة: طيب والكائن ده نتعامل معاه إزاي بس؟ ما يلموه في أي مصيبة ويريحونا؟
لأشير ل(هبة) قائلة بغيظ: مشوها من قدامى عليتلي الضغط.
جلست (منال) مجددا وهي تقول: خلاص هنكتم أهو.
لأزفر قائلة: مع الأسف الكائن ده مضطرين نتعامل معاه، القسمة والنصيب بقى والجواز شر لابد منه. ماعلينا. لازم تعرفوا برضه إن إحنا مش ملايكة والستات أنواع وفيه أنواع بتخلى الرجالة تهرب منهم وتروح لغيرهم ولا إيه؟

اومأوا برءوسهم جميعا. وظهرت الهمهمات. لتقول (سمر) بحسرة: معاكى حق يامرام. جوزى لحقته في آخر لحظة قبل ما يتجوز علية. ولولا أهله إتدخلوا وهو بيعملهم حساب كان خلاص هيبقالى ضرة.
إبتسمت قائلة: الحمد لله ياسمر. أهو جوزك كان هيتجوز عليكى ليه؟ لإنك نوع من الستات بيعيش دور الضحية. دايما منكدة عليه وتقوليله انت عامل ومش عامل لما كان هيطفش.

لأنظر إليهن واحدة تلو الأخرى قائلة: وغير سمر. فيه الزوجة اللى لازقة لجوزها ليل ونهار ومش سايباه في حاله. ، سيبيه ياخد نفسه ياسعاد جوزك مش هيطير. أما الغيورة واللى بتراقب الموبايل وبتفتش في هدومه وفي صفحته على الفيس بوك، خليكى واثقة في نفسك ياهبة قبل ما تثقى فيه. وهم يعنى البنات هيبصوله على إيه بكرش أبو حفيظة ده؟

لأنظر إلى (بسمة) مردفة: واللى فاكرة نفسها المرأة الحديدية ومحسسة جوزها إن وجوده في حياتها تحصيل حاصل. هيروح طبعا للى محسساه بأهميته. ولا إيه يابسمة؟
أطرقت بسمة برأسها أرضا. لأتنهد قائلة: أما الست اللى مبتهتمش بنفسها ومبتسرحش ودايما بعباية البيت والمنديل اللى لامة بيه شعرها. فدى جوزها إتجوز عليها خلاص ومبقاش يفيد الندم. صح ياأروى؟
قالت (أروى) بحزن: صح يامرام. مبقاش فعلا يفيد الندم.

لأقول بأسف: فيه كمان اللى عاملة زي امه وبتعمله سندوتشات وتشتريله هدومه وتحطله ورق جرايد على صدره لما يبرد وتتصل كل شوية بيه تطمن عليه. ودى بقولها جوزك إتفطم ياحبيبتى وخرج خلاص من حضن مامته. فوقى بقى.

نظرت إليهن جميعا مليا. ألاحظ أنهن يراجعن أفعالهن لأقول بإرتياح: الزوج لو بجد بتحبيه وحابة تكملى معاه. إحترميه، اهتمى بيه وبنفسك وحافظى على نضافة بيتك، وحافظى على علاقتك بأهل جوزك. راعيهم زي ما بتراعى أهلك تمام ومتقفيش ليهم على الواحدة. مفهوم يامنال؟

أشاحت( منال) برأسها. لأتجاهلها وأنا استطرد قائلة: حاولى مناقشاتك مع جوزك تبقى لوحدكم مش قدام الأطفال. ولما يتعصب جوزك بقىمتعمليش فيها أبو الرجال وتتعصبى قصاده. لأ سيبيه لما يهدى خالص وبعدين إتكلمى معاه وإوعى تخرجى أسراركم برة.
مطت (منال)شفتيها ثم قالت: واللى انتى بتعمليه في يومياتك ده إيه يامرام. ها؟

قلت بغيظ: إنت جاية مع مين ها؟ اللى جايباها معاها تقوم تروح وتاخدها في إيدها. علتولى الضغط. مش كفاية سعيد وولاده.
قالت (نسمة): سيبك منها ياكبيرة وكملى.
نظرت إلى الجميع قائلة: نيجى بقى لآخر حاجة. أوعى تعاندى مع جوزك أو تكذبى عليه وإبتسمى في وشه دايما تكسبيه. حبيه هيحبك وإتحامى فيه. وبالحنية ياهبلة هتكسبيه.
لتقول (نسمة): الله عليكى ياكبيرة. واضح ان جوازك انتى وسعيد إدالك خبرة هايلة.

قلت أنا وقد انتفخت أوداجى: أومال. قلتلكم خبرة. مصدقتونيش.
ليندفع إبنى الأكبر (عادل) في تلك اللحظة وهو يقول: ماما ماما. بابا كلمك وبيقولك هو جاي في الطريق ومتنرفز على الآخر. الساندوتش اللى انت عملتهوله النهاردة مكنش متسخن حلو. البيض كان ني. ومديره طلع عينه بسبب تليفوناتك اللى قرفاه بيها كل شوية، وبيقولك كمان خفى النكد النهاردة شوية عشان هو فيه اللى مكفيه. إرحميه بقى.

لأنظر إلى (عادل) بصدمة عاجزة عن النطق. ثم أطرق برأسى خجلا، ففى تلك اللحظة أستطيع أن أرى نظرات( منال) الشامتة وإستنكار باقى الصديقات دون أن أنظر إليهن حتى. ولسان حالهم يقول(اللى بيته من إزاز ميحدفش الناس بالطوب)لتتسلل كل منهم مغادرة منزلى. ربما لن نلتقى مجددا لمدة ثلاث أو خمس أو عشر سنوات ولكنى لم أقوى حقا على قول شيئ. وما إن غادرت آخر واحدة منهن حتى رفعت عينى إلى (عادل) قائلة بغيظ: حسبي الله ونعم الوكيل فيك وفي ولادك ياسعيد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة