قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل العشرون

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل العشرون

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل العشرون

صوت زغاريد متعالية، الكثير والكثير يتعالى
هناك صخب خارج المنزل، يبدء عمار من فتح عيناه ببطئ
فينظر بجانبه ليجد زمزم تنام على ذراعه المفرود وتغط في سبات عميق!
أهى كانت زمزم!
هل كان حلمى بها هي، حبيبة قلبي الوحيدة؟!
وحينما استيقظت وجدتها زوجتى، زوجتى التي فرضها القدر
هي وغيرها واحد، طالما لست حبيبة فكل النساء واحد لدى الأمر ذاته عنده.

ظل محملقاً بها وهي تنام هكذا ليتذكر ماذا حدث بليلة البارحه، تنهد ببطئ وأراد أن يوقظها بهدوء
زمزم! زمزم
استفاقت على صوته، تبسمت إبتسامه واسعه وأردفت بحب بالغ
صباح الخير ياغالى
تصنع عمار الابتسامه واردف لها
تجريباً أهلى وأهلك برة، ف جومى نچهز ونفتح الباب
كانت تنهض زمزم ببطئ فلاحظها وأردف لها
إنتِ زينه؟! في حاچه تاعباكِ؟
التفت زمزم إليه ودنت منه وامسكت كف يده اليمنى وقبلتها من الداخل.

وتحدثت بنبرة غرامها الواضح
تعب الدنيا راحة چمبك ياولد عمى! أنا دلوك احسن واحدة فالدنيا
وما حاسه بتعب واصل
رفرف عمار ب أهدابه وتبسم لها
طيب الحمدلله انك زينه، يالا عشان منتأخروش عليهم.

جووووم! جوووم يا وَلد عظيمه. معقول سامعش الزيطه ديت
عاوز مِدفع چمب ودنك؟
فتح وليد عيناه ليجد عبلة امامه ف أعتدل فجأة
سلام قول من رب رحيم!
إلتوت شفتى عبلة وأردفت
مالك شوفت عيفريت ياك!
أوعر!
أوعر! طب اصطبح عالصبح دا صباحية مغفلقه كنها
إعتدل وليد وأخذ يفرك بيديه عيناه وهو يتحدث
سمعتى فيه حد يصحى حد فالدنيا وهو عامل زووم بمناخيره لدرجه ان عديت الشعر الل فيها!
ضربته عبلة بقوة في أحد كتفيه وقالت بنبرة ساخره.

چاك الجرف عالصبح، يالا جوم شكل أمى وامك برة واخواتنا
ودول ليه جايين عالصبح ليه من بدرى الواحد ملحجش ينام
كانت تخرج عبلة مناشف وملابس من الخزانه وهي تتحدث
صباحية ياعريس، نعملوا ايه طول الليل صاحى معرفش نمتش ليه انت ِ
نهض وليد واخذ إحدى المناشف واردف وهو يصفعها بها
كنت عفكر فالچمال الربانى الل ربنا عطهولى، عم محسب حاطط روچ اوحمر!
تصنعت عبلة ضحكه له بلهاء ودلف كل منهم المرحاض واحد بعد الآخر.

ومن ثم كانوا في إستقبال أهليهم في شقة وليد وشقه عمار، جلس الأهل واطمئنوا لحال فتياتهم
تناولوا المخبوزات المصنوعه خصيصاً للعرائس، والعصائر والفول السودانى المحمص..
تركوا مبالغ مالية كعادة مصرية لتهنئة العرائس، وقبل صلاة الضهر مضوا إلى حيثما أتو، وعاد كل ثنائى لما كان عليه.
فبدلت زمزم ثيابها وتجهزت وتعطرت لزوجها وانتظرته، فطريقته معها بالأمس جعلتها تشعر ب حبه البالغ لها.

وأخذت تقنع نفسها ب أنه نسى أمر إبنه عمهم حبيبة أما عن عبلة فجلست بجانب وليد وجدته يمسك الهاتف
أخذته منه وقذفت به وقبل أن يعترض أغلقت الاضاء وأمسكته من ياقه ملابسه!
ها أنا أقف، لا أستطيع الرجوع ولا أستطيع المُضى، أشعر أحياناً أنى أريد ان اقف وحسب دون مضى دون كلام دون حراك دون الاكتراث لشئ!
ولكن هناك شئ يدعونى أن أكمل حتى أصل، إلى أين لا أعلم؟!
ولكنى أقاوم. أقاوم فحسب..

إنتهت المحاضرة، كانت حبيبة تجلس بمكانها تفكر شاردة، تسللت أمنية من بين المدرجات حتى وصلت لها
وجلست بجانبها وأردفت وهي تمد يدها
أنا أمنية! إزيك
إلتفت حبيبة إليها متعجبه ف أكملت أمنية
مكدبش عليكِ، بقالى سنه بحاول اتعرف عليكِ
أو بمعنى أصح أقتحمك، لأن إنت ِ مبتقربيش حد منك نهائى
وفحالك بقالك سنه وآدى التانيه، إحنا زمايل وطبيعى نتعرف كلنا ع بعض
أمعنت حبيبة النظر لمقلتى أمنية بعمق وقالت لها بنبرة متهدجه.

طبيعى لكل الناس إلا أنا، وأى حاجه بتكون عادى لأى حد برضو إلا أنا
شعرت الفتاة ب أن هناك شئ ما مريب بها! من هذه؟وما قدر الحزن الهائل واليأس الذي تتحدث به
أردفت أمنيه بحنو
مش جايز أقدر؟
تعجبت حبيبة فقالت
تقدرى على إيه؟
أساعدك، تطلعى من الل انتِ فيه دا
تعجبت حبيبة أكثر وأكثر، من هذه؟ ربما تكون المعجزة الإلهية التي طلبتها مراراً وتكراراً بصلاتها
أو ربما أيضاً تكون التخفيف والذي واصلت النداء به أيضاً.

نظرت لها حبيبة وأردفت
أنا مش فاهماكى؟! أنا بس كل الل أعرفه انى بخاف، بخاف اتكلم بخاف أقول بخاف اتنفس نفس غلط
أعذرينى مش هقدر أكمل كلام وياكِ
نهضت حبيبة مُسرعه وتركت أمنيه تنظر لها وبداخلها يقين ب أن م خُيل إليها حقيقياً
هذه الفتاة تعانى من شيئاً ما، تاكدت والإصرار اصبح الضعف فقد عزمت النية ب أن لا تدع أمرها المُريب هذا وشأنه ابداً.

أظنُ لأولِ وهلةٍ أن وردةَ روحكَ قد ذبُلتْ، لكن لم أكن أدري أن ابتسامة ووردة قادرة على أن تعيدَ انساناً إلى الحياة!
ومرّت الشهور..
كتبنا الكتاب يا حفصه، يالاهوى والله م مصدج روحى
قالها همام إثرتحدثه بالهاتف ف اردفت حفصه تتحدث
ليا يعنى؟ كانت روحك هتطلع خلاص!
تبسم همام وأردف
بس نتچوزك ونطلع عليكِ الجديم والچَديد كُله
رفعت حفصه حاجبها وأردفت.

عتستحلف لي ياك يا وَلد منونة! إسمع مش عشان كتبنا الكتاب وجربنا ندخلوا يبجى عادى ٱنت خدت علىّ
أنا ممكن أمسح بيك المكان كله زى زمان وأكتر ولا أعمل حساب لچوز ولا فرد
تضاحك همام وهز رأسه، يعرفها، يعلم ب أنها تكابر وبداخلها حنو وحب دفين لاتريد أحد أن يطلع عليه
مرر الأمر ككل مرة يفعلها وأردف لها
نفسك ف إيه يا ست البنات نعملوه فالفرح
مطت حفصه شفتيها وامتعضت وأردفت.

يابوى أنا الكلام الملزق ديتى عحبوش، إتكلم دوغرى ناجصاش حد
چاك المُر اللى يتلافاك
قهقه همام وأردف لها
طب ميتى هتحنى وتبلى ريجى بكلمه زينه يابت الحلال؟!
أما تطلع روحك، وكتها نبجى نجولوا كلام زين ونشعر فيك واجول يا سندى وياللى مفيش من بعدك
وأهون عليكِ؟!
يالا مع السلامه ياهمام، أنا شايلة الزايدة وشكل المرارة هتحصلها
أغلقت الهاتف وتحدثت إلى نفسها
كلام مشوفناهوش جبل كديتى ياربي، أيا دى ينفعش خطوبة من غير مُحن.

لازم خطوبة بالمُحن، زى شندوتش الچبنه بالطماطم مع بعض
ونرجع منلاجيش مكان فقائمه محكمة الأسرة!
دم ياخد العفش كله
خبر إيه يا محمد، الچحش اكل نص الزرعيات شايفهوشى!
قالها درويش بصوت مرتفع ف اردف له الفتى
مش حكاية ياعم درويش يعنى
لاه حكاية، وإنت وأبوك وأخواتك جاصدينها وكل مرة ع كديتى
مرة الجحش ياكل، مرة ولاد اخوك يبهدلوا الزرعه
اومال ايه الحكاية، لو ملميتوش روحكم ردى هيبجى شديد.

خرج الحج حجاج صاحب الأرض المجاورة إلى درويش وأردف له
بص يابو الغايب، إحنا عنتهددوش وأوسع م معاك چيبه
رفع درويش حاجبه وأردف وهو يضع يده بجيب جلبابه
كيف يعنى اوسع م معاى أجيبه، همكش المشاكل ي حچاچ
نظر له الرجل وقال له دون إهتزاز
درويش، جولتلك عنتهددوش، غلة وكلها الحمار من أرضك
مش أول مرة ياحجاج
وافرض!
هنا استشاظ غضب درويش ودون وعى أخرج سلاحه النارى وأطلق عيارا على الحمار فوقع ميت بالحال!

وه! موتت الحمار يا درويش
وأى حد هيتعدى حدوده بعد كديتى، مالوش غير السلاح عِندى
تركهم وأنصرف، وهم بمصيبتهم في فقد حمارهم أحد المواشى المعتمدين عليها
في أمور زراعتهم منهم من خرج ع صوت العيار النارى من أبناء هذا الرجل ومن الجيران حولهم منهم من كان يشاهد المشادة منذ بدايتها، كيف له أن يتصرف بهذه الطريقه
نظر حجاج إلى درويش نظرة توعد، واحدة ب واحدة والبادئ أظلم!

وبعضُ الحنينِ طليقُ السيوفِ حبيسُ الضلوع، وبعضُ الحديثِ قليلُ الحروفِ كثيفُ الدموع!
يعنى ايه أحس بيك؟! يعنى محساش بيك
نهض وليد منزعجاً وأردف بصوت عالِ يتحدث
فين إحساسك بيا وكل سنة چيبالى عيل، لاه ومن رحمة ربنا سَنة تخلفى وسنه تسجطى
ياست انا راضى باللى چُم ومش عاوز عيال تانى!
فغر فاه عبلة ناظره إلى وليد وتردف
على فكرة، انا بشوف الويل فحمل كل مرة وفالولادة والززن والبُكا والرضاعة.

ومع ذلك مشتكتش، مستنية إنى تيچى المرة الل نخلف فيها ليك الولد!
تنهد وليد وأردف
أنا مش عاوزه الواد، اكتفيت باللى ربنا ادهولى خلاص
عشان تتچوز عليّ مش كديتى!
قالتها ب اتساع حدقة عيناها، ف أردف لها وليد بنفاذ صبر
ياست لا هنتچوز عليكِ ولا عاوز نكرر مأساه تانى، هو أنا جادر عليكِ لما نچيب واحدة كمان
اقتربت منه عبلة وهي تتحدث صوب عيناه قائله.

إنتَ لو مش حاسس إن كُل الل بعمله ديتى مش حُب فيك، يبجى أنت أعمى القلب والنظر!
تركته وغادرت الغرفة، جلس وليد بمفرده يفكر بكل مايدور حوله لم يكن اختياره
ولا يريده ولكن مُرغماً أخاك!
إستيقظ وليد فزعاً، وفرك عيناه بقوة وهو ينظر إلى غرفته، أهو كان حُلماً
دلفت عبلة إلى الغرفة، وبطنها كبيرة أثر الحمل وأردفت له
كويس إنك صحيت، عمار مستنيك تحت عشان تروحوا المكتب
نظر وليد إليها دون تحدث يحملق بوجهها فقالت عبلة.

أيا في؟!
چبتيلى كام عيل يابت المستخبي!
طرقت عبله كفاً ب كف وهي تتعجب وأردفت
مالك سُخن ولا لسعتك عجرب يا واكل ناسك
رُدى على ّ، دا العيّل الكام ديتى؟
هو انا فالقسم هنيتى ولا خبر أيا! يابوى دا اول عيل وحامل فالسابع
استريحت يافقرى، دا مالو دا ياربي
أمسكها وليد من رقبتها وقام بخنقها بطريقه مضحكه وهو يردف
عارفه م تجعدى تچيبيلى فعيال عيال هخنجك وأرميكى فالترعة
أزاحت عبله يده وتحركت ببطئ نتيجه حملها وأردفت.

يابوى غور، أنا لا طايجاك ولاطايجه ولدك من دلوك عشان اقعد أجيب كاتير
دنا روحى طلعت ف أول عيل وورانى المرار
نظر لها وليد ب إمتعاض ونهض يرتدى ملابسه، بينما على الناحية الاخرى كانت تعتدل زمزم من على سرير الفحص بعيادة طبيب أمراض النساء والتوليد..
وكانت والدتها تنتظر، و م أن انتهى الطبيب ف أردف لها فور جلوسه على مكتبه
أنا شايف ان مالوش لازم الاستعجال، لسه بدرى انتِ تعتبرى عروسه.

قالها الطبيب فتدخلت والدتها بالحديث
أصل اختها حامل وهي غيرانه يا داكتور
قالتها وهي تضحك السيدة، فنظرت لها زمزم وقامت بغمزها ف أردف الطبيب
عارفها مدام عبلة، هي كلها تدابير ربناوفيه وقت مناسب لكل حاجه
وفي رحيلهم من العيادة، كانت تتحدث زمزم إلى والدتها
كويس معاى، كويس جوى، كلامه عالكد وطيب وبيسيبنى أعمل الل عاوزاه
نفسي نفرحه ياماى، دايما سرحان دايماً ساكت
مبسمعش صوت ضحكته غير لما يكونوا وليد وعبلة عندنا.

أو يجيه همام!
بحسه عاوز يجولى ميتى هتخلفى زى أختك، بس ساكت
عمار وحدانى ياماى، ونخاف تعدى السنه ومنحملش وأمه تجوزه على
ربتت السيدة على يد إبنتها وقالت
تحية طيبة، ومش هتعمل كديتى، وإنت جولتى هو زين معاكِ
وزى الفل، يبجى طلعى من مخك أى حاچه تانيه
وربنا يهدى سركم يابتى,,
شريط اختبار الحمل المنزلي..
وضعته حبيبة على حوض المرحاض ناظرة إليه، النتيجة إيجابية
أى أنها تحمل بين أحشائها طفلاً! تحمل طفلاً من هذا الوغد.

هذا السارق، سرق روحها وأحلامها وحياتها ولم يكتفِ بل حطمهم أمام عيناها.
كل هذا كان يدور بذهنها حتى سمعت صوت مفتاحه ويدلف إلى المنزل، خافت وألقت بالاختبار بسلة المهملات، وخرجت لتجدة يحضر الطعام كعادته
هو لايثق بها أن تعد له طعاماً، يشك ب أصابع يديه ويشك بها أن تدس له في ذات مرة سُم قاتل.
زائد وسواس النظافه لديه، جعله لا يأكل من عمل يديها ولا ينام بجانبها!

خرجت له تتصنع فرحه مجيئه كى لاينهال عليها بعذابه، أصبحت تجتنب مايضايقه وتعمل على كل ما يوده.
نظر لها الياس وأردف
مالك؟! كنت فالحمام فيه حاجه
بتلعثم أردفت حبيبة
لاء عادى مفيش، دا الأكل!
ايوة، وإنتِ عارفه هتاكلى أد إيه
هزت حبيبة رأسها إيجابا وخطت خطوات نحو الطعام وشرعت فالبدء ف امسك يدها
من أمتى بتاكلى قبلى؟
رن هاتفه، وكانت والدته فتصنع دوره الآخر ونظر لها نظره حفظتها هي وظلت مكانها صامته.

بعد حديث بينه وبين والدته وأطمأنت لحالهما سواء بالحديث مع أبنها او التحدث بإقتضاب مع حبيبة
أخبرته بميعاد حفل زفاف حفصه ابنه شقيقها مناع وأنها ستذهب لتحضر الحفل مع مى وزوجها كالسابق فهل ل إلياس إمكانية الحضور؟!
ممم، لاء شكلى مش هقدر يا ماما فيه عندى صفقة وشغل كتير.

بعد فرحة حبيبة ب أنها أخيراً ستزور بلدتها وترى حفصه عروس، عادت إليها خيبة الأمل من رفض زوجها كالعادة، يريد الاختباء بها في صومعته للأبد دون أن يراهم أحد
دون أن يدرى بهم احد مدى الحياة، حتى اقترحت والدته ب أن يظل هو هنا للعمل وأن تصطحب حبيبة معها هي وشقيقته..
أغلق إلياس الهاتف بعدما رد أيضاً بعدم الموافقه، و ظل مشخص النظر إلى حبيية
التي جثت على ركبتيها أمامه وبدات دوامه توسلاتها.

ابوس رجلك وايدك اروح معاهم، نفسي اشوف حفصه وافرح بيها
دنى إلياس منها واردف مصوب عينيه بعيناها
عاوزة تروحى لحفصه ولا للزفت عمار!
قالها بصوت مرتفع وهو يطرق المنضدة بجانبه، إهتز جسد حبيبة خوفاً وأردفت
لاء والله، هشوف حفصه بس، انا أساساً عمر م كان ليا علاقه بعمار
ابوس رجلك هبقى فايد عمتى زاهيه وابقى اتصل كل دقيقة، خلينى أروح معاهم
وانا هبقى تحت رجلك طول عمرى وعبده عندك وتحت التراب الل بتمشى عليه.

أمسكها إلياس من أطراف شعرها، وهز رأسها قائلا
عارفه إنك خلتينى دلوقت نفسي ف إيه
نظرت له حبيبة مرتعبه ف اكمل هو
أكتفك واعلقك زى م عملت من أسبوعين، وأعمل كدا معاكِ وإنت ِ متعلقه
قووومى
امسكها فكانت هي تتوسل دون أن يسمعها
طب المرة دى مش هينفع، الياس، الياااااس
نداءتها لم تكن مسموعه له، فعل فعلته ونزفت الكثير من الدماء.

أول الأمر أعتقد ان من هوله فعله حدث هذا وإن الامر عادياً ولكن حينما تجاوز الأمر وفقدت حبيبة الوعى
أخذها إلى اقرب مشفى وهناك علم الحقيقة.
كانت حاملاً في طفله الأول! وقد سقط..
عندما سألوها حينما استعادت وعيّها كذبت وقالت بأنها كانت تقوم بتنظيف المكان وسقطت من أعلى المقعد.
خرجت من المشفى، الأمر الذي جعل إلياس يقوم بمكافئتها إثر سكوتها وكتمانها الأمر.

وبعثها مع والدته إلى الأقصر تحضر زفاف حفصه وهمام بعد التوصيات الكثيرة ب أن لا تتركها وكأنها حارسها الخاص.
بفستان زفافها حفصه كانت تتوسط الفتيات كالقمر المضئ، فرحتها تبدو عليها جدا وهي تصفق وتضحك
وزوجه أبيها تدور تقوم بتوزيع زجاجات المياة الغازية وشقيقات حفصه أيضاً، المكان محشود بالنساء
وبجانبها حبيبة ممسكه يدها ولأول مرة تشعر بفرحه من فترة طوويلة، قامت زمزم بعدما استدعوها للرقص.

وتوسطت الفتيات ورقصت، كانت تنظر حبيبة لفرحتها التي تبدو عليها وضحكتها المرسومه وعيناها، دار بعقلها ألف سؤال هل سعيدة مع عمار إلى هذا الحد؟
بالطبع نعم فهو عمار، أما عن عبلة فكانت تصفق وتزغرد برغم بطنها المنفوخ وتضع المزيد من مساحيق التجميل على وجهها، تنظر لها حبيبة من خلف نقابها وتتخيل حياتهم الهادئة المليئة بالحب والأمان والاستقرار مع وليد وعمار.
ربتت العمة زاهية على ظهر حبيبة وأردفت لها ب أذنها.

قومى أرقصى زى البنات متقعديش كدا
تعجبت حبيبة وتلعثمت وأردفت لها
ارقص، اصل ياعمتى...
أنا بقولك قومى، لا أبوك ِ ولا إلياس هنا، قومى فرفشى زى البنات
يلا قومى مع مى
سمعتهما حفصه ف دنت من حبيية
واجلعى الفقر الل ع وشك ديتر ويالا جومى اسمعى كلام عمتك هو أنا كل يوم هتچوز ياك.

لأول مرة تشعر حبيبة منذ فتره بالتمرد، خلعت نقابها، برغم الذبول في وجهها بسبب عدم الراحه والنوم وجسدها النحيل بفعل عدم الأكل وشحوب بشرتها وتشقق شفتيها
إلا أن جمالها مازال موجود، ف إن ذبلت الزهرة رائحتها مازالت موجودة!
عندما نهضت الانظار كلها شخصت عليها، شعرت زمزم بالغيرة من فرق مستوى جمالها عن جمال حبيبة فهى لم تراها منذ زمن بعيد.

قامت حفصه العروس بنفسها بربط الوشاح على خصر حبيية وتوسطت الفتيات ورقصت، كانت ترقص بجسدها المتعب المهلوك، ولكن من كان يتراقص حقاً هي روحها
أيام خارج سجنها الحقيقي، ايام دون ذعر دون انتهاك لأدميتها، ترقص وتتمايل
والجميع يصفقن، كان على الناحية الاخرى
إحتفال الشباب العريس همام، وسط صخب الاغانى والتهنيات وتوزيع المياة الغازية
دنى وليد من أذن همام
عارف هتعمل ايه إنهاردة ولا هتوطى راسنا يابو عمو.

قام همام بلكزه وهو يضحك ف أردف عمار
مش بعيد تكون حفصه مخبياله مطوة تحت المخدة، الل هو هتجرب والله اغزك
ضحك جميعهم بصوت عالِ، رن هاتف عمار ي إسم زوجته فتعجب ف سأله وليد
مين
زمزم! غريبة عترن ليه هي فالفرح
هى واختها منهم للمولى، مبيفصلوش ارسال واستجبال 24ساعة
دم اما يلفح خلجتهم المعفنه
ضحك عمار ونهض يجيبها
ايوة يا زمزم
ايوة ياعمار، إنت عند همام صوح
أيوة، فيه حاچه ياك؟
لاه، كنت نتطمن بس.

أغلقت الهاتف فشعر زمزم بتعجب من مكالمتها هذه، استدعوه الشباب مرة أخرى أن ينضم إليهم
ولكن كان نظره معلقا بمنزل عمه مناع، يعلم بحضور حبيبة
ومنذ سنوات لم يراها، متعطش للغاية يريد أن يرتوى
تصنع ب أن مكالمه زمزم اقلقته فهرول إلى منزل مناع، ودلف وسط الصخب
ورآها!
رآها تتراقص بينهم وتضحك، رأى عيونها سمع صوتها
وضع يده على قلبه كالعادة واردف كلمته المعهودة
بسم الله على جلبي.

عاد خطوتين وقام بالاتصال ب زمزم ب أجابت واخبرها انه بالخارج فخرجت له
معرفش إتصالك جلجنى
يعنى انا عتصل عشان أتأكد انك بعيد عن هنيتى وإنت تيچى ياعمار؟!
لم يفهم عمار مقصدها فاستطردت هي
خلاص روح روح دلوك خليك مع العريس، وانا وعبلة جاعدين شوية ونروح البيت
ذهب عمار الى الشباب وانضم اليهم وعقله هناك عندها، عند حبيبة.!
إنتهى الحفل، ذهب همام ليجلب حفصه وسط الجموع والزغاريد زفافاً حتى المنزل وصعدا سويا ً.

وم أن دلفا الى الشقه ف اغلق همام الباب بسرعه..
في هذه اللحظة، لايدرى وليد م الذي هداه إلى الطابق العلوى بمنزل والده
ذهب إلى هناك، وم أن ذهب حتى وجدها أمامه!
وليد!
حبيبة!عتعملى ايه هنيتى؟
قبل أن تجيبه سمعوا خطوات، واحدة اثنين ثلاثة
حتى عمار أصبح مقابلاً لهما وهتف بشوق العالم كله بداخله
حبيبة! جلبي چابنى على هنيتى كأنه كان عارف!
رفعت حبيبة بصرها لهما و اردفت..
---------------------------.

جوابي ده الأخير ليكي
يامعاليكي
ياست الحسن
ياسبب الحزن والعلة
ياشجرة حسبتها ضله وطلعت نار (عمرو حسن ).

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة