قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل العاشر

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل العاشر

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل العاشر

قالوا لي: ولمَ هي!
قلت لهم: وما شأنكم بها؟ ولمَ لم تكن هي بعينها؟
هي بهدوءها وجمالها، بسيئاتهاقبل حسناتها، بخصالها، بطباعها، بهجرها ودرجه قُربها حَد الوريد!
بكل قبيح فيها تخصني، بكل جميل بِها يسكننى، فلا شأن لكم بها، ولا شأن لكم لمَ هي!
أتسعت عينا مروة شقيقة وليد وهي تقرأ!
فهى عثرت على هذا الدفتر إثر وجودها بمنزل والدها وكانت تقوم بترتيب المنزل كى تريح والدتها المُسنة قليلاً.

قرأت وبداخلها ألف سؤال وسؤال، ماهذا؟
وماهذا الدفتر المملوء بكلمات مُفعمه بالغرام الخفى؟
حُب استطلاعها كان يقودها إلى أن تُكمل مابه حتى وصلت إلى إسمها، تلك المعشوقه!
معشوقة شقيقها الوحيد، وليد مُحب؟ بلى وليد عاشق!
ذاك الفتى الخجول، الهادئ ذو الحِس الفُكاهى.
شقيقها الأصغر، أصغر مافى عنقودهم، سبعة فتيات وقد أتى أميرهم مؤخراً!

اصبح عاشقاً، لإبنة عمهم ويعبر عن عِشقه بكلمات تدغدغ الحواس، اغلقت مروة الدفتر، أعادته إلى مكانه
تنهدت ببطء ونظرت ناحية النافذة، كانت تتشكك بالأمر والآن تأكدت!
دلف وليد متحمماً حينما كانت مروة تكمل مابدأته بغرفته حتى أردف لها
ايه ياست مروة، مش خلاص نضفتِ يلا عشان عاوز الاوضة
نظرت ناحيته مروة واغلقت باب الغرفه وسحبته من يده واجلسته إلى فراشه واردفت بصوت هامس
من ميتى بتحب حبيبة بت عمك!

اتسعت حدقة عين وليد! من أين علمت لايوجد على الارض يعلم بما يخفى بقلبه ناحية حبيية سوى حفصه
هل حفصه من أخبرتها؟!
تأفف وليد من ذياع سِره واردف لها
حفصه جالتك لك مش كديتى!
أومأت مروة برأسها نفيا ً وقالت
لاء مش حفصه، انى عرفت وحدى من كتاباتك الل فالدولاب واسمها وصورتها
قام وليد بنكس رأسه أسفل فتابعت مروة
بتحبها من ميتى، أنا كنت حاسه والله العظيم بس كدبت احساسي لما عمار ولد عمك راح وطلبها.

جولت أكيد بيتهيألى، اكيد مش الاتنين عيحبوها يعنى
لاء، احنا الاتنين عنحبها ي بت ابوى
تعجبت مروة وقالت
ليه يعنى! فيه ايه حبيبة زيادة
هو الجلب لما يختار واحدة، بنعرف ليه، جلبي وجلبه اختارها
زى م كل حاچه بنعملها مع بعض وزى بعض، حبينا نفس البنت
دنت مروة منه ناظرة إلى عيناه وعلى همسها تتحدث
وهو يعرف!
اومأ وليد نفياً ومن ثم تابع.

إتكتب علىّ اخرس لسانى وجلبي لما هو راح اتجدم الأول، ابوكِ جالى اكتم حُبك چواك مش هنخسر اخوى ولا انت تخسر اخوك عشان چوازه
انسابت دموعه على وجنتيه وتابع بنبرة احساسه البالغ
بس مش جادر، حاسس انى بخون عمّار فضهره، بروح ابص عليها كل يوم وهي طالعه عالكلية جبل م اروح شغلى، بعتلها سلسلة مع مسك بت أختك
روحتلها مرة وكنت خلاص هجولها انى بنحبها ودايب فيها بس وجفت! سَكتت
دسّيت إحساسي چواى ومشيت..

كلماته دغدغت احساس شقيقته به، كانت تنظر له تستمع فقط تريده يُخرج كل م اثقل قلبه
تابع وليد قوله
وحتى لو روحت، فين الل يلبي شرط عمك وتكون حلالى حبيبة!
جوليلى ليه هو عمل كديتى يابت ابوى؟
تنهدت مروة وتحدثت له
عشان عمك درويش طول عمره كديتى، شايف نفسه احسن من ابوك وعمك وبجية ناسنا
وبِته احسن بت، ومرته احسن مرة هو كديتى
لكن دلوك، مينفعش يا ولد ابوى كتاباتك ولا تروح تشوفها ولا اى حاجه.

ولد عمك سافر واتغرب عشان يچيب مهرها، فاهم دا معناته ايه؟
يعنى انت بتخون عمار
نهض وليد من مجلسه متعصباً وأردف لها بنبرة صوت عاليه
لاه! هو اصلا اترفض، وهي دلوك مش بتاعت حد عشان اخونه
ومش بتاعتك!
قالتها مروة لتقتل مابقي في قلبه من أمل، نهضت وربتت على كتفه وهي تقول
حبيبة بت درويش، وحياة ولادى لا هتاخدك ولا هتاخد عمار عارف ليه؟
نظر لها وليد مالياً ف أكملت
عشان عمك درويش طماع، والل هيحججله الشرط مش واحد منكم.

يمكن يكون داكتور من زمايلها فالچامعة
وساعتها لا أنت ولاعمار، استهدى بالله وحافظ على الباقى من اخوة وصداقه ليك بعمار
بيت نجم الدين كله مسميكم التوأم، تخسروش بعض!
غضب وليد فتحدث إليها بضيق
طب يالا اطلعِ عشان نغير هدومى رايح مع ابوكِ لبيت عمك محسب
ابتسمت مروة وتفهمت غضبه، تركته في صمت واغلقت الباب
جلس وليد مكانه، وذهب يمسك الكيس البلاستيكي واخرج صورتها
وأردف يتغنى
بحبك بحبك وبعشق هواك
بقرب بتبعد وبعدين معاك.

وراضى بعذابي، ونفسي ف رضاك
أيوة عارفه، ماهو عمى صفوت الل چابله الفيزا
قالتها زمزم بضيق اثناء تحدثها مع صديقتها هاتفياً، ف اكملت صديقتها
وطبعاً إنت ِ زعلانه صوح!
أمانة ياشيخه تسيبنى فحالى، انا معارفاش الاجيها منين ولا فين
ابوى الل وجع اتكسر ديتى، ولا عمار الل سافرمرة واحدة وساب وظيفته هنيتى
ضحكت صديقتها ب خبث وقالت
معرفش يا زمزم، سمعت حاچه كديتى عشان سفره معرفش صح ولا كِدب.

اعتدلت زمزم بمجلسها واهتمت بالأمر وأردفت
سمعتِ إيه؟
في هذه اللحظة دلفت والدة زمزم الغرفه وقالت لها
جومى اعملى شاى ودخليهم للضيوف چوا، اعمامك كلهم چايين لابوكِ إخلصى
إلتوت شفتى زمزم وأردفت لوالدتها
يابوووى ياماه، عِندك عبله فاضيه
بجولك جومى وسيبي المدعوج ديتى واعملى الشاى واختك تدخله، خلصى
اغلقت زمزم الهاتف بعدما استأذنت صديقتها وفي طريقها للمطبخ تعد الشاى الثقيل كما يشربونه ويحبونه بل ويفضلونه بالصعيد.

وقامت بمناداة شقيقتها عبلة تأخذ الصينية إلى الداخل تقدمها، اخذتها عبله وطرقت الباب
انتبه محسب وأردف الى وليد
جوم يا وليد يا ولدى خد منهم صنية الشاى
نهض وليد من بين والده وعمه وعمه مناع وفتح الباب ل يأخذ صنية الشاى من عبلة فقالت له متعجبة
ايا دى! وتاخد انت ليه الشاى؟ ليه مش واحد من أعمامى
امتعض وجه وليد وأردف
يعنى حد من الكبارات هيجوم يتلافى منك الصُنية ولا اصغر من فالجاعدة من باب الذوق.

قامت عبلة بفعل مصمصة شفتيها وناولته الصنية مع قولها
طب حاسب لتوجع عليك، الكبابي كاتير والسكرية
تناول وليد منها الصنية المملوء مع قوله لها مازحاً
شيفانى عيل توتو ياك وسعى واجفلى الباب خَلصى
قامت عبلة بغلق الباب دفعه واحدة ومن ثم ادخل وليد الشاى إليهم قدمه لكل واحد منهم وجلس
بينما دلفت عبلة تتمتم سخطاً على وليد ف تعجبت زمزم وقالت لها
مالك عتشتمى مين؟!
جلست عبلة إلى فراشها وقالت.

البارد ولد عمك، وليد، ياباى دمه بارد
ضحكت زمزم وقالت لها
ليه عملك ايه؟
خد منى الصونية بتاعت الشاى، بجوله حاسب لاتوجع جالى ياك انا عيل توتو
وزاح يدى وجالى يلا اجفلى الباب، كان هاين علىّ ازيحه اوجعه بالشاى بس خوفت من ابوكِ
ضحكت زمزم كثيراً فنظرت لها عبلة وقالت
ايه عجبتك النُكته ياك!
بصراحه، بتبجى عسل وإنت ِ متعصبه، وعارفاش ليه تشوفى وليد ولا عمار وتدجى بعركه معاهم
اهتزت عبلة برأسها وهي تتحدث الى شقيقتها.

اهو كديتى نطيج العما وهما لاه، شايفين نفسهم ومناخيرهم فالسما
على ايه يعنى!
ياشيخه حرام عليكِ، اذا كان كل مرة لما نصادف نشوف حد منهم يبجى بيساعدنا فحاچه
ودايما مؤدبين فالكلام معانا، انتِ بس الل خلجك ضيق وبتتحمليش
اراحت عبلة جسدها الى الوسادة وقالت
لا وإنت ِ الصادجه، بحبش العوچ وبحبش نكلم وِلد
بس دول ولاد عمنا
برضك المبدأ واحد!

تعجبت زمزم من شقيقتها وأمالت بجذعها إلى فراشها، وقد جذبت عُلبه مناديل ورقية مُخبأة تحت وسادة نومها وأخذت تشم عطرها مع تذكرها..
طيب مش محتاچين حاچه منى يامرت عم
قالها عمار متوجهاً بحديثه الى والدة زمزم بعدما هبط من المواصلة فقالت له السيدة
لاه ياولدى كتر الف خيرك
على ايه، توصلوا بالسلامه، مع السلامه يا مرت عم مع السلامة يا زمزم.

هبط وسقطت منه علبه مناديلة الورقية، وبسرعة البرق دون ان يلتفت أحداً اخذتها زمزم وشمت رائحتها فكانت بها رائحه عطره ورائحته الشخصية ومن يومها وهي تحتفظ بها تحت وسادتها تنام على رائحته كى يأتى لها بالاحلام كما تتمنى أن تراه..

ولا زالت القلوب معمرة بالسلام رغم رائحة الرماد التي تفوح من حولنا صغيرتى.
انا رميت الورد والعلبة جبل م بابا يشوفهم معايا، وحطيت الكشكول والاقلام والمصحف فشنطتى
يالاهوى يا حفصه لما جعد يجول الكلام ورا بعضه، معرفتش نرد معرفتش نعمل ايه
زى بالظبط وليد، ولما مسك جالتلى على السلسلة
مبعرفش نرد ب ايه، طب الل بيحصل ده!
كانت تستمع إليها حفصه ومن ثم اردفت إليها.

حجك متفهميش عيحصل ايه يا حبيية، بس أنا مبسوطه ان كل حاچه أول ب أول عتحكيهالى
ابتسمت حبيية وقالت لها بنبرة يختلجها الحب
انا وعدتك، انتِ امى يا حفصه، ولازم نجولك عشان تعرفى وتفهمينى نعمل ايه
شردا الاثنتين فقالت حبيبة
يعنى كدا الاتنين بيحبونى؟؛
وهو انا جولتلك ان الچوابات الل كُنت بتلاجيها زمان من مين؟
تعجبت حبيبة وقالت لها
لاء مجولتيش، هو أنت ِ عرفت ِ مين، أنا خمنت انه عمار.

عشان لما چالى الچامعة، جالى كلام حلو جوى زى الل كان مكتوب
أومأت حفصه برأسها نفياً وقالت لها
لاه، مش عمار، وليد
رفعت حبيبة كلتا حاجبيها مع فغر فاهها ف أكملت حفصه
مش بجولك حرب، بس أنا مش عايزة يشغلك حاچه إنت ِ هتبجى داكتورة بإذن الله ومذاكرتك صعبه
سيبك الل يحب يحب والل يخش عليه دم يخش
ابوكِ حاطط شرط، الل فيهم ينفذه يبجا ربك رايد بيه يكون حلالك.

سامعاني يا حبيبة! هو كل واحد منهم رسم طريجه ونَچح فدراسته الل بجا مهندس والل مخلص كلية التچارة انجلش وماسك وظيفه ولا العمدة فبنك كابير
انتِ بجا الدور عليكِ، ترسمى حلمك وتبجى داكتورة زى م كانت امك عاوزة
وابوك يرفع راسه بيكِ، ولا يشغلك مين عيحب مين عيبعت جوابات مين عيجيب ورد
لولا ان عمار سافر كنت روحت ساويت وشه بالطريج عالحركه دى بس ربنا نجده من يدى.

ضحكت حبيية كثيراً، فسمعا طرق باب المنزل نهضت حفصه لتفتح ف وجدته همام مع ابتسامته علامة وجهه المميزة
السلام عليكم ورحمه الله، ازيك ياحفصه
وعليكم السلام، الحمدلله خير
كُل خير ان شاء الله، خالتى چمالات كانت تعبانه شوي وعمى مناع جالى اشيع لك تاچى
تعجبت حفصه وقالت
ومكلمنيش فالتلافون ليه؟ حاضر جاية وراك
ظل همام مكانه ينظر لها وهي تهم بغلق الباب فتوقفت وقالت له
انت هتفضل كديتى متحنط يعنى ولا إيه.

انتبه همام وقال لها
لاه مستنى اوديكِ
ليه هتوه عن بيت ابوى، ولا عيله برضع فصباعى، وسع عشان نجفل
همت بغلق الباب ف رد الباب همام بكف يده وقال لها
طب بس معلش آخر حاجه وماشى ع طول
زفرت حفصه بعمق وقالت وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها
اللهم طولك ياروح، اتفضل نعم أى خدمة
هو لو واحد عاوز يخطب واحدة ومعهوش امكانيات دلوك، بس أن شاء الله ربنا هيوجف معاه ويساعده
بس هو عاوز يخطب عشان نفسه تكون چمبه وتحس بيه
يعمل ايه؟

نظرت له حفصه مع تزمت شفتيها بطريقة مضحكه واردفت
دا يروح يتربرب على ربرابه ويشوف له تُربه ويتدفن فيها بلا يتچوز بلا يتچنز چنازة تاخد عمره من بدرى
عن أذنك
اغلقت الباب بوجهه، فأشرقت ابتسامته بوجهه اكثر وكأنها ردت رداً مناسب عليه كان يتمناه لا تسُبه ككل مرة.

مضى همام وأرتدت حفصه وشاحها وعباءتها وذهبت إلى منزل والدها وجدت زوجة ابيها متعبه قليلاً ولخبرتها في الحقن، قامت بحقنها واعطاؤها دواء مناسب وقامت بتنظيف المنزل والاطمئنان الى حال اشقاؤها حتى أتى ابيها فجلس معها وتحدث إليها بهدوء كعهده معها
هتفضلى لميتى ترفضى الناس يابتى!
لا تعلم بماذا تجيب حفصه فقال لها مناع
سِنك كِبر، وخايف الجطر يفوتك، اختك الصغيرة چاها عريس وهتتخطب له.

مش عايز نموت من غير م نتطمن عليكِ يابتى
نهضت حفصه من مكانها وبحنو بالغ قالت له
بعد الشر يابوى، ربنا يزيد فعمرك ومايحرمناش منك ولا من حِسك
طب ريحى جلبي يابتى
تنهدت حفصه وقالت لوالدها
يابوى، معنديش ثقه ف أى حد بعد الل امى عملته معاك
اتچوزتها على خالتى چمالات، وحملت فيّ ع طول، كانت فاكراك هتاخدها برة البلد وتعيش فمصر زى عمى وليد الله يرحمه.

كانت غيرانه من عمتى زاهيه، بس أنت فضلت بيها هنيتى، طلبت الطلاج وولدتنى وسابتنى لحمة حمرا
وجعدت فبيت ابوها لحد مفاتتش السنة واتجوزت وعاشت برة البلد زى م كانت عاوزة
إضمن لي واحد يشيلنى فعينه ومييبنيش ويرمينى زى أمى، امى عملت فيا كديتى يابوى
إضمن لي واحد اوافج عليه ميورنيش المرار زى الل عامله عمى درويش فبته حبيية.

أضمن لي عريس منهم اجوله عليه آه، ولما أتأخر فالخلفة ميتچوزش علىّ زى م أنت عملت مع خالتى جمالات!
جولى يابوى وانا موافجه وانا مغمضه عينى..
صمت مناع ونظر لاسفل فقالت حفصه وقد ترققت بعيناها الدموع
هو أنت فاكر يابوى انا منفسيش فبيت لوحدى ويبجا معاى راجل واخلف واحن عليهم واديهم الل امى معطهونيش!
فاكر مع كل عريس عياچى لبت عمى حبيية من وهي ف إعدادى جلبي يوچعنيش انها اصغر منى وممكن ف اى وكت تتچوز وتسيبنى!

بس اطرد مخاوفى كيف واعيش عادى زى البنى ادمين؟!
رفع مناع بصره لها مع قوله
يابتى سيبيها لله والله ربك أرحم من آلام على ولدها
حاضر يابوى هنسيبها على الله، بس متغصبنيش على حاچه الل يباركلك
لو لىّ نصيب نتچوز هنتچوز، ولو ماليش يبجى حكمه ربنا
انا جايمه يابوى، كل دا سايبه حبيبة وحديها، تصبحوا ع خير
مضت حفصه في طريقها للمنزل وبداخلها يردد.

إنها دنيا إما أن تأخذي منها ثوابك ومتاعك وإما أن تتركي بشاعة العالم تُدنِس برائتك...
مرّت الأيام وحصل إلياس على إجازة وسرعان م حجز تذاكر القطار و باصطحاب والدته ذهبا إلى الأقصر..
بعد الترحاب كالعادة وتعجبهم من إتيانهم ولم يمض سوى فتره بسيطه ليس كمثل الماضى كانوا بالسنوات لم يأتوا الى البلدة.

كان إلياس متعجلاً وقد فاتح والدته ب أمر غريب هي تعجبت منه حينما قاله لها ولكنه وحيدها رحيت بالفكره ورتبت بداخلها الكلمات وفي جلستها مع شقيقها درويش
فاتحته بالأمر
بقولك ايه ياخويا، أنا عاوزة اخطب حبيية ل إلياس أبنى
تبسم درويش كثيرا وقال بترحاب
ياسلام يابت ابوى، دا نوصلوها لمصر لحد البيت، هو هنلاجى احسن من ولدك!
ابتسمت زاهيه وتبسم إلياس واردف الى درويش
يعنى أنت موافق ياخالو؟

ابتسم درويش وتهلل ثغره مالياً وأردف بثقه
طبعاً بس فيه شرط الأول
ياخالو انا موافق على اى حاجه تطلبها، بس انا كدا ليا رؤية شرعية
وحبيبة من صغرها انا معرفش شكلها ايه؟!
صمت درويش يفكر، هل يفجر قنبلته بشرطه الغريب الآن
أو يجعل ابن شقيقته يرى جمال إبنته الفتّان أولا حتى يستطيع ان يقبل الشرط؟؛
صمت لدقائق فقاطعته زاهية
جرى ايه يا درويش، بتفكر ف إيه
هز درويش رأسه وأردف
ماشى، هنخليك تشوفها رؤية شرعيه ياولد اختى.

نهض من مكانه وأخبر حفصه فكان رد فعلها مُضحكاً قامت بلطم وجنتيها من هول المفاجأة
يادى المُر والحنضل، وإلياس كمانى! راحو ولاد العم فشربه ميّه
نظر لها درويش مُتعجباً وقام بلكمها بقبضه يده في احد كتفيها مع قوله
مالك يا بت مناع، اتخبلتِ ياك؟
لاياعمى اتخبلتش لسه، هنتخبل جريب
يلا جوليلها تچهز عشان يشوفها رؤية شرعية وتطلع ع فوج طوالى.

تركها وهبط اسفل الى شقيقته وولدها، وقفت حفصه مكانها متعجبة وهي تتحدث الى ذاتها
عمار ووليد وكملت ب الياس، بيت العارف كلهم عاوزين حبيية
جوم عمى درويش ميدهاش لولا واحد فيهم
يروحوا التلاته يخلصوا على بعض، ويچوا فبرنامج خلف الاسوار
والسبب فتاة!
فتاة يفتتن بها ثلاثة ولاد عمومة واحدة راحوا فشربه ميّه!
والله خبر حلو ومعفن، لاه والل يدور الضرب عمار عشان ترّاس وعيتفاهمش.

وليد يبكى عشان حيلتوش غير البكا والضحك والمسخرة ودم داخل عليه
والياس يجرف يضربهم يروح يضرب روحه بالنار فنخلص خالص نهائى
كانت خطوات حبيبة تقترب من حفصه وقامت بمنادتها مرة واحدة
حفصه! مالك بتكلمى نفسك!
انتبهت حفصه وقالت لها
ايوة م ناجصك كمان تتكلمى زى بتوع بحرى عشان يموتوا روحهم وراكِ، متجلدليش بتوع الچامعه الله يستر عرضك ياشيخه
قهقهت حبيبة وقالت لها
حاضر مش هجلد، المهم مالك إنت ِ
انا! انا معرفش انا مين.

انتبهت حفصه فقالت لها
يالا البسي وچهزى نفسك هتنزلى تسلمى ع ولد عمتك وعمتك وكمان...
صمتت حفصه وحبيية تتابع الحديث الغير مكتمل ف اكملت حفصه
وارفعى نقابك تحت
تعجبت حبيبة وقالت
لاه طبعا ابوى يموتنى
ابوكِ الل جال
طب ليه
الياس اتجدم لك ي حبيبة، ودى رؤية شرعية!
شهقت حبيبة بصوت عالى وأشارت بأصابعها برقم ٣ مع هزة رأس حفصه وهي تقول
مش بجولك مش حكاوى مشوفنهاش جبل كديتى وفيلم هندى ممنوش آخر
يلا بينا يابتى.

ايه! إلياس مين ود عمك؟
قالها عمار وهو يتحدث مع وليد عبر الاسكاى بى، اثناء تواجد وليد بعمله بالينك في فتره الراحه
ف أجاب وليد عمار حزيناً
ايوة الياس هنيتى بجاله كام يوم ومحدش عارف چاى ليه اصلا
صمت عمار وعبس بوجهه وأردف متعصباً
ماكانوا مش بيچو غير كل كام سنة، وسيادته عيجرف ومعيسلمش وميحبش ينام عندنا عشان الناموس
بجينا حلوين دلوك
تنهد وليد واردف إليه.

خلاص انت كفاية غُربتك، امك هنا دمعتها عتنشفش عليك من ساعه م سافرت
والبيت والچنينة وكل حته ملهاش طعم من غيرك
خلص سنتك السودة دى وتعالا اخلص
اومأ عمار ب رأسه وقام بسؤال وليد
وحبيبة عاملة إيه؟ مش عتشوفها عتطمن من حد؟
ارتبك وليد واردف
وانا هنشوفها كيف ي اخوى، انا عطلع من صباح ربنا ارچع البيت ميت من الشغل فالبنك والشغل فالمكتب
الله يساعدك يابو وليد، سداد ياض طول عمرك أسد.

قالها عمار متبسماً ف نظر وليد إلى الساعه أمامه وأردف
اجولك البريك خلص، هنكلمك تانى أما نروح
لاه خليها بكره زى دلوك، بليل عندى دوام، يلا سلام
اغلقا الاثنين، وفي الوقت ذاته كانت خطوات حذاء ذو كعب عالِ يطرق الأرض بصوته الرنان
قادماً نحو مكتب وليد حتى استقر فرفع وليد بصره ليجدها نوران زميلته ومعها كوب نسكافيه وبسكويت سادة مع ابتسامة رقيقة
انت مطلبتش حاجه فالبريك ف جبتلك بسكويت ونسكافيه.

ارتبك وليد وأخذ ينظر إلى الاوراق أمامه وجهاز الحاسوب وأردف محاولا ابعاد نظره عنها
متشكر ي انسة نوران مش عاوز ناكل
لاء حاول احنا لسه بدرى لما نروح
نهض وليد من مكانه وذهب في طريقه إلى الحمام الخاص بالموظفين قائلا
معلش، عن أذنك
تركها مكانها وظلت مكانها تنظر إليه بلا جدوى ككل مرة سابقه تحاول معه وإجابته عليها يكون الصَدّ!

عاد إلياس ووالدته الى القاهرة مجدداً، كان الحوار الذي دار بين درويش وبينه مازال يدور في عقله
ومن ثم افصح عن ما بداخله وتوجه لوالدته
دا شرط تعجيزى! يعنى ايه اجيب 50ولا60 كيلو دهب عشان اقدمه مهر!
دا غير مصاريف فرح وعفش وشقه
هو خالى بيهزر! ولا بنته فيرچينا
أراحت زاهيه جسدها إلى اقرب مقعد وقالت بهدوء
البت تستاهل، جمال وأخلاق وطالبة فكلية طب
ولحمك ودمك..

ايوة ماشى، وعاجبنى جدا طريقة تربية خالى معاها تقريباً مفيش بنات كدا الايام دى
بس مش 60كيلو دهب!
والله يابنى انا حاولت معاه زى م شوفت، وخالك مش بيكدب وقال انه نفس الشرط قاله لكل حد بيتقدم لها
عاوز وغاوى، نقط بطقيتك
مش عاوز يبقى بلاها سيرة وانا هشوفلك عروسه مناسبه قريب ومتضايقش نفسك
صمت إلياس مع حكه بأصابعه في اسفل ذقنه يفكر ومن ثم قال
لاء دا جَشع، مع احترامى ليكِ يا ماما، لاء مش موافق.

خلاص شوفى حد من المناسبين بس أنت عارفه طلبي
صمتت زاهيه وصعدت إلى الدور العلوى بينما كان يتحدث إلياس الى نفسه
معادلة صعبه ان قصاد م الاقى الل عاوزه أخيراً يكون التمن غالى كدا
لاء مش عاوز، وكأنى مشوفتهاش!
------------------------------.

لماذا أراك على كل شيءٍ
كأنكِ في الأرضِ كل البشر
كأنك دربٌ بغير انتهاءٍ
وأني خلقت لهذا السفر..
إذا كنت أهرب منكِ، إليكِ
فقولي بربكِ، أين المفر؟! ( فاروق جويده)
مكنتش أعرف إنى بنحبك كديتى! ولا كان يخطر على بالى إن جلبي يشيل إتنين چواه!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة