قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل الحادي عشر

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل الحادي عشر

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل الحادي عشر

يابت انتِ حد مسلطك علىّ؟
إلتوت شفتى حفصه وجلست بجوار عمها درويش وقد ناولته كوب الشاى وهي تردف لإقناعه ب أمر ما
كعادته لايريد فِعله وقد تصدر الرأس اليابس
ياعمى ٱسمعنى بس، دلوك كل يوم إنت تودى حبيبة الكُليه لحد جِنا وترچعوا فنفس اليوم بعد ماتاخد اليوم كله محاضرات هي ووچع جلب، تاچى يدوب تاكل وتصلى وتتجلب تحسش بروحها لتانى يوم تروح الچامعة
طب ميتى هتذاكر!
جولى كديتى.

رفع درويش أحد حاجبيه بعدما قام ب إشعال سيجارة ووضعها بفمه وأردف لها
إسمعِ يابت منّاع، سكنات برة هنسكنش، بِتى متابتش فمكان غير بيت أبوها
دنت حفصه منه محاولة التودد له كى يرضى عن الطلب، وكانت تقف حبيبة بالخارج تستمع للحديث صامته
ياعمّى دى مدينة طالبات تبع الچامعة وفيها أمن ومدرسات وزبط وربط أكتر من بيت أبوها، ياعمى حبيبة عشان تطلع تلحج المحاضرة الساعه٨ عتطلع انت وهي من بعد صلاة الفجر من هنيتى.

وعتاچى مهدود حيلها فالليل، والله بالشكل دا هتسجط وما هتكمل فيها طب
وآدى دجنى لو جبلتها كليه صرف صحى حتى!
تعمق درويش بالنظر إليها وأردف ساخراً
يابت هو كل لما ارضاش على حاچه تيچى تجعدى تزنى وتخوتينى!
نظرت حفصه إليه وقالت بحنو ورجاء
أنا مكان خالتى هناء، تزعلش منى ياعمى لو أمها عايشه كان زمانك عملت كل ديتى عشان خاطرها
من غير م هي تفتح خشمها حتى، هاه جولت ايه.

هنروحوا نجدموا فالمدينة ميتى، صحيح مش هيجبلوا بعد م الدراسة بدأت
بس إحنا نچيب واسطتنا سيادة النائب، يالا يابو الداكتورة
يالا الله يرضى عليك..
وبالفعل، بعدما احتلت حفصه بحديثها وتكراره جزء من إشغال عقل درويش وافق بتسكينها مدينة الطالبات الجامعية ب قنا، وببعض الإجراءات وبتوسيط ذلك نائب بلدتهم تم قبولها.
الوصايا العشر اصبحت مائه، والعالم الكبير قد اتسع واصبح مُخيف على حبيية!

ببداية الامر سكنت من دون ان يكون بحوزتها هاتف محمول خاص بها، وهذا الامر استدعى الكثير من مجهود حفصه لإقناعه أيضاً بحتمية الأمر، فهى فتاة في بلدة غريبة عنها
والامر لايسلم من اقتناوءه، مضى أول شهر من دونه وكانت طريقة توصيلهم بها صعبه
يتحدثون إلى الهاتف الارضى للمبنى التابعه هي له، واحيانا تكون قد عادت من الجامعة وتغط في سبات عميق من شدة التعب.

فقرر درويش شراءوه لها، تعلمت عليه واصبح لاتوجد ارقام لديها سوى رقم والدها فقط!
وبيوم قرر وليد عدم الذهاب إلى عمله، ذهب أمام والديه الى العمل صباحاً ولكن حينما وصل إلى الاقصر استقل سيارة ذاهبه الى قنا!
طيلة طريقه كان يستمع لاغانى مطربه المفضل إيهاب توفيق عبر سماعات الرأس
بشتاقلك وبقولك بهواك، يالى انت هواك خلآنى ملاك، والله عمرى كله معاك.

كان قلبه يقوده إليها، يهفو ويرفرف بدقاته يريد ان يراها، يكون بالقرب منها حتى وإن راقبها من بعيد كما يفعل ب كل مرة.!
وحينما وصل، استقل سيارة إلى الجامعة، دلف من على البوابة زاعماً انه من طلبه الدراسات العليا ولم يستلم البطاقه لدخول الجامعة الى الآن.
دلف، اخذ يبحث عن كليه الطب حتى وصل، سأل عن فرقتها ب أى مدرج وقد اخبروه ب أنهم بمحاضرة تشريح..

سرعان ذهب إلى هناك ينتظرها، وما مرت الدقائق حتى خرجت هي ومن معها من صديقات تشعر بدوار ثقيل ممسكه رأسها والكل يلتف حولها يسألها عن حالها.
تم اختطاف قلبه منه، ركض نحوها ووقف بينهم وبلسان قلبه قال
حبيبة! إيه مالك؟!
نظرت له واحدة من زميلاتها بينما هي كانت لا تستطيع ان ترفع رأسها له، أردفت إحداهن
إنت مين؟
تلعثم وليد ف أجاب وهو ينظر لها خائفا عليها يكاد قلبه يشق ضلوعه
انا، ولد عمها وچاى نتطمن عليها.

رفعت حبيبة رأسها وأدركت أنه وليد! تفاجئت وأردفت ب وهن شديد
وليد! چاى ليه هنا؟
الحمدلله انى چيت ف وقت مناسب يابت عمى، يالا بينا نشوف مستشفى
نظرت له أحدى زميلاتها وأردفت له
لاء هي كويسه دوار بس عشان شافت الجثة فمحاضرة التشريح، الدكتور قال تستريح شوية وهتبقى كويسه
ولأول مرة يقوم وليد بلمس يدها دون وعى، قبض على كف يدها وأردف
طب جومى معاى
ارتجفت حبيبه ونزعت يدها بهدوء من يده وقالت له.

أنا هروح المدينه استريح، متشكرة يا وليد روَح إنت
مش هروح جبل م اتطمن عليكِ
صمت الجميع فقال أحد زملائها من الواقفين جانبها
هى ممكن لو شربت عصير فالكافتيريا هتبقى تمام، لان دا ضغط واطى
استجابت حبيبة للفكرة، نهضت مع زميلاتها، منهم من عاد الى المحاضرة
وظلّت واحدة فقط بجانبها، ف أخبرها وليد ب أنه معها ويمكنها الذهاب
ف رفضت حبيبة رحيل زميلتها، فذهب ثلاثتهم إلى كافيتريا الجامعة.

طلب وليد لها ولزميلتها العصير المثلج، كان ينظر وليد إليها بخوف، حنوه البالغ عليها
قلقه الزائد، حتى باليوم الذي اختاره كى يراها فيه كان هناك امر لديها سيحدث!
على نظراته الصامته لها وهي ترتشف العصير من تحت النقاب ففوجئ برنة هاتفه كان عمّار يتصل عبر الانترنت تطبيق الاسكاى بى ف زمت وليد بشفتيه وأجاب اتصاله.
وعلى الفور أخبره ب أنه ذهب ليطمئن إلى حال حبيية بالجامعة خاصة بعد التحاقها بالمدينة الجامعية.

وقصّ له ماحدث معها، فُزع عمار وطلب منه ان يراها ويتحدث إليها، ف وجه وليد الهاتف إلى حبيية
فنظرت حبيبة وجدت عمار أمامها عيناه قلقه ووجهه يعتريه الخوف ونبره صوته تتحشرج
حبيبة! مالك ي حبيية فيه ايه
قلبها كان يتخبط يميناً ويساراً لايعرف اين مسعاه، لايكف عن التخبط ولايهدأ
خائف مُتحير، كرر عمار نداءه عليها
حبيبة، طمنينى عليك ِ بالله جولى مالك
إبتلعت حبيبة ريقها وقالت.

مفيش مجرد دوخه بس عشان التشريح والجثه مفيش حاجه، انا شربت العصير وبقيت
كويسه يمكن كمان مروحش عالمدينه هكمل المحاضرات
كان ينظر لها عمار يتفحص عيناها اللتان تشوّق للنظر إليهم، اما عن وليد فكان يرفع الهاتف لها
وعيناه تنظر أسفل، يتحمل ويتحمل دون أن يخبر أحد..
أردف عمار إلى حبيبة
حبيبة، خُدى بالك من نفسك، كُلى زين ونامى زين، وذاكرى ومتشغليش بالك بحاچه.

وسيبيها على الله، أنا هنا بنعمل كل مافوسعى عشان نحوش مهرك!
مفيش چنيه بصرفه، كله بحوشه أول ب أول عشانك يا جلبي أنا
تعجبت زميلتها ونظرت لها قد أعجبها حديثه، فسرعان ماقامت حبيبه بنهر عمار من خجلها الشديد
عمار! لو سمحت بلاش الكلام دا وكمان انا ماليش دعوة تحوش مهر متحوشش، انا ليا بمذاكرتى وبس
وكمان شكراً عالسؤال مش هينفع اكتر معاك فالكلام.

كانت تهم بالنهوض والرحيل، ف أنتبه وليد وأغلق المكالمه مع عمار على وعد انه ستصل به ثانية
ولحق بها مع زميلتها وأردف
ممكن طيب تليفونك عشان اتطمن عليكِ، هتطمن بس ومش هكلمك تانى
أجابت حبيبه بطريقه صعبه مما اعتادت عليه ومن خوفها أيضاً
لاء طبعاً، سلام يا وليد
وقفت زميلتها وقالت له
انا معاها فالكُليه والأوضه فالمدينة، خد رقمى واتطمن عليها من عندى.

إبتسم وليد ودوّن رقم الفتاه كانت قد مضت حبيبة أمامهم معترضه وقد التحقت بها زميلتها
وقف وليد يراقبها، خطواتها تدعس فوق طيّات قلبه، صوتها يتغنى ب أذناه
حتى وإن كانت ردود افعالها صارمه، فالمُحب يظل على مُحباً حتى وإن قام حبيبه بغرس سكيناً بقلبه
سيتقبل منه القتل بروح مُبتسمة..

وفي آخر الأسبوع كانت حبيبة بالمنزل تقصّ كل ما حدث معها طيلة الأسبوع الى حفصه سواء كان بالجامعة
او موضوعات خارج الجامعه، كانت تستمع لها حفصه بردود أفعالها المُضحكه
تاره تلتوى بشفتيها، تارة تضع يدها على ذقنها متعجبه، تارة تشهق متفاجئه
تارة تقوم بمصمصه شفتيها كالعجائز! تارة تصب اللعان والسُباب.

وبعدين اتصل وليد على دينا زميلتى، وانا مردتش أرد عليه، زميلتى فاطمة عجبها تصرفى وقالت لي طالما باباكِ مش موافق متعمليش حاجه والدك قال عليها لاء
دينا بقا معجبهاش الكلام وقالت لي دا ابن عمك وبيتطمن عادى وفيها ايه
تعوجت حفصه بشفتيها وقالت ساخطه
لاه تسمعيش كلامها صاحبتك التانيه صح، وانا وليد هنشوفه ونربيه ان شاء الله
لاء يا حفصه بلاش!
تعجبت حفصه فقالت لها بعينان خبيثتان
مالك! خايفه عليه ياك.

تلجلجت حبيبة وقالت بلعثمه
لاء طبعاً مقصدش بتكلم عشان الموضوع ميكبرش
لاه تخافيش، بس هربيه برضك، اهو عندى لفًه كابيرة ابارك واهنى واسجف زى كلاب البحر
اول مرة أطلع ومناخدكيش معايا ولا اجعد اتحايل على ابوكِ، چت الكلية جطعتك منى
قالتها بعينان ترقرقت بهما الدموع فقامت حبيبة بعناقها بعمق، وقالت لها بهدوء
والله وانا مُفتقداكِ أوى
نظرت لها حفصه مازحه وقالت بطريقه هزليه.

وه! إنت ِ ايه؟ بت! إتكلمِ زين زى طريجتنا هناك اجلبي خشمك زى م إنت ِ عاوزة
هنيتى تتكلمى زيينا بدل م أمسك دماغك اضربه فالحيط!
ضحكت حبيبة بشدة ومن ثم سألتها
بتجولى فيه وراكِ لفة كبيرة، لفة ايه؟
زمزم بت عمك محسب اتقرت فاتحتها لمدرس ولد الحچ على ابوغانم.

والشبكة بكرة وعزمونى، وأختى راوية حنتها السبوع الچاى وهنروح نساعد ونخبز وهوايل علينا وعاللى چابونا، وشيماء بت عمك عبداللاه ولدت وعاوزلها واچب واروح اباركلها
ابتسمت حبيبة وقالت لها
ربنا يساعدك، حلوة الأفراح، عقبال فرحك يارب يفرح قلبك ويفرحنا بيكِ كلنا اللهم امين
إهتزت حفصه لدعاء حبيبه وقالت لها بحنانها الوارف
انا فرحتِ تبجى داكتورة كابيرة جوى، والناس توجف طوابير تحچز منك!

رن هاتف المنزل ف انتبها، فطلبت حفصه من حبيبة ان تجيب هي لأن ساقها يؤلمها قليلاً
ذهبت حبيبة نحو الهاتف وردت
الو
تهلل ثغر عمار جداً، فهو يتصل دولياً ولا يقع بباله ان تُجيب حبيبة، بل هو بالفعل يعلم ان حفصه هي من ستجيب وسيسألها عن حال حبيبة لا أكثر
تراقص قلبه فرحاً وأجابها
حبيبة! إنت ِ كويسه يا حبيبة عمار؟
تلعثمت حبيبة وصوت خفقات قلبها كادت تتعالى ف تركت السماعة وذهبت نحو حفصه
روحى ردى، دا عمار بيتصل من برة.

قامت حفصه بالكاد وذهبت والنيران تعتريها وأردفت بصرامه وعصبيه
الو، ايوا يا غراب البين نعم، نعمين ٣نعمات
اصطدم عمار بصوت حفصة ثانية، فترك الهاتف ونظر إليه ممتعضاً ومن ثم عاد يردف لها
ازيك ي حفصه، مش حبيبة الل ردت علىّ
اه هي، خير يا ولد عمى، مش ناويين نعملوا جفلة ع حكاوى چنينة الاسماك دي ولا إيه رأى معاليك!
حكّ عمار براسه وفكّر ومن ثم قال لها
ياستى بنتصل عليكم نتطمن عليكم وعليها عشان كانت تعبانه وو.

اه ساعة م كلمتها بالنت يا روميو وجعدت تحب فيها، حبيبة بتخبيش علىّ واسمع
شوف انت مسافر عشان تهبب ايه لكن لا كلام ولا سلام
ولا ورد ولا فل إنت فاهمنى
شغل العيال الل بتتلعبن دى، وتجعد تتلولو هنيتى شوية وهنيتى شوية
إلتوت شفتى عمار واردف
حفصه انا سبج وطلبت حبيبة، والبلد كلها عارفه انى مسافر نچيب مهرها
وراچع، ويعتبر خَطيبتى!
آه دا عند چدتك دهب، لما تشبكها رسمى يبجى فيه كلام تانى.

ويالا سلام ورايا شغل فالبيت وانت عتتكلم دولى وفر فلوساتك
ياستِ فدى حبيية فلوس الدنيا
ياسلااااام، ياسلاااام، طب يلا وسع بدل م نجفل ع بوزك
اغلقت الهاتف وذهبت إلى حيث مبتغاها وتركته ب أحلامه وبالقليل الذي ناله من سماع صوت محبوبته!
كيف تتنفس! كيف تَعِش!

دع قلمك يخطو فوق ورقة بيضاء يكتب بما تبقَ من روحك أي ما ستحصل عليه في النهاية ستكون أنفاسك المثقلة بضيق الحياة، بضع حروف ضائعة لا تصلح بأن تصبح قصيدة مُحملة بمشاعر ثائرة، عدة خطوط طفولية عابثة تصرخ برسمة لا تهنئ لأن تُضع بجوار لوحات فان جوخ، تداخلات قلم مبريء حتى منتصفه تصيح بك بأنها أختلاجات نفسك المُلتاعة فتلتقط بعدها أنفاس لاهثة تتسارع بداخل صدرك لتتحرر من سجن رئتاك، هل أدركت أخيرًا كيف تتنفس وكيف تَعش!

في زيارة تم الإعداد لها مُسبقاً من قبل زاهية والدة إلياس وإلياس بالاتفاق مع مدام سُعاد، معرفة سابقه لدى زاهية حيثما قامت زاهية بتعريف إلياس على أفنان إبنة مدام سعاد
في النادى وحدث تناغم بسيط بينهما، ف أخبر إلياس والدته ب أنه سيقوم بخطبتها
وها هما في هذا اليوم ستتم الاتفاقات بجلسه عائليه ودية
ماشاء الله عروستنا قمر
قالتها زاهية مبتسمه ف اشارت والدة العروس إلى البهو الآخر من الڤيلا وقالت.

ممكن إلياس وأفنان يقعدوا هنا على راحتهم على بال م إحنا نتكلم شوية
نهض إلياس وقد استبقته أفنان إلى البهو المجاور، وجلسا الى مقعدين
ف تحدث إلياس
انا مبسوط انك محجبه، دا شئ مش هيستدعى مجهود منى ان اقنعك تلبسيه
ابتسمت الفتاة وقالت بهدوء
انا حابه البسه من غير م حد م يقنعنى بيه
افهم من كدا ان لو فيه حاجه معينه حابب تلتزمى بيها او تعمليها مش هتوافقى!
تعجبت الفتاة ف أومأت بعدم فهم ف أكمل إلياس.

بمعنى ان مش حابب انك تشتغلى، يعنى متجيش فيوم تقولى عاوزة أشتغل
رفعت الفتاة حاجبيها وأردفت واضعه ساقها على الآخرى
انا مش فبالى شُغل، بس لو حبيت اشتغل ليه لاء
من غير ليه
لاء حابه أفهم
اعتدل إلياس بجلسته وأردف بثقته اللانهائية
آنسة افنان، فيه حجات هتلاقينى بقولك عليها وحابب انها تتنفذ من غير نقاش
عادت أفنان بظهرها للخلف وقالت مستهزئه
عشان إيه؟!

عشان دى طبيعة شخصيتى، انا شخص بحب اقول الكلمة لمرة واحدة واوقات كتييير مبحبش النقاش
شعرت الفتاة بالضيق وقالت
ديكتاتورى يعنى
مش بالظبط
استاذ إلياس، طريقتك غريبة جداً، يمكن الحاجه الوحيدة الل تشفعلك
انك صادق مش مُتكلف تبان بصورة احسن قصادى خصوصاً اننا فمرحلة تعارف عشان خطوبة
إبتسم إلياس ب إنتصار وأردف لها واثقاً من حديثه إليها
وانا اتصنع واتكلف ليه؟ دا جواز وإيجاب وقبول ولازم الأمور كلها تكون واضحه.

صمتت الفتاة لثوانِ وبعدها قالت بعدما حسمت قرارها
استاذ إلياس، متأسفة طلبك بالشكل دا مرفوض، فرصة سعيدة!

أنا الاحمق من اضاء لكِ شمعاً وادميتي عيناه دماً..
نظرت حفصة للهاتف وعادت بالنظر إلى همّام وقالت ب استهزاء
ايوة أيا دا اعمل بيه أيا؟
كان همام على ابتسامته وأردف لها بهدوء صوته كالعاده
دى قصيدة اتنشرت لي على منصة اليكترونية ب إسمى وجولت اوريهالك بعد ما ورتها لأبوى وأمى
وأخواتى
تركت حفصة الصحن من يدها في حوض غسيل الصحون ونفضت يداها وأردفت
طيب ألف بركة أعمل أنا ايه؟!
رفرفت أهداب حفصه لها بترجى.

انا بس بجولك ان ليا فالشعر وبعرف وعندى موهبة هتطلع للنور خلاص
مسحت حفصة يداها المبللتان ب ملابسها، وإلتوت شفتيها وقالت غاضبه بنبرة بها تعصب
طيب ماشى كسبنا صلاة النبي، جال يعنى فاهم حاچة من الل كاتبه تلاجيه غاشه من حد
ليه كدا يا حفصة
قالها وقد ترقرت إحدى العبرات بعينيه، ف أردفت حفصه
ليه كديتى أيا؟! مالى انا كتبت شعر كتبت نثر أنى مالى، أنا چاية عشان نوجف ففرح أختى وراچعة.

مش عشان خالتك هنيتى وأمك عندينا تجرفنا فالطلعة والنازلة وانا كتبت شعر وانا كتبت كتابي
وأوعى من سكتى عشان ريجى نشف وحاسه بدمى عيغلى
ترجلت خطوتان وعادت إليه وقالت
ورينى تانى كديتى الشعر دهوت
رفع لها شاشه هاتفه فقرأت الاتى..
وبعدما خوضت معك غمار الحياة وتذوقتها معك. ، انكشف المستور وأظهرت الذي طالما خبأته تحت ستار مغلف بالورود والآن كلما اقتربت لارتشف قليلاً من سعادتي تصدني عنها أشواكك.

تمتمت حفصه بِسرها سخطاً، وقالت وهي تومأ برأسها يميناً ويساراً وتلتوى بشفتيها
واقسم بالله حكاوى ماشوفناها جبل كدا
دنت منه وقالت بنبرة مُحذره مُضحكه
لو سارجها اعترف للمنصة الاليكترونية جبل ماييچو يجبضوا عليك بتهمة سرقة الاشواك!
ويلا غور چاك غورة.

بين ما يختلج صدري من صراعات وما أريد أن أفضي به، بين الماضي المنزوي داخل خبايا القلب، ومستقبل مبهم لا نعلم عنه شيء، وحاضري في المنتصف بين تلك الاحداث الناتجه السريعة، وكأنني أحاول نزعي من تلك الأشياء الملتصقة بي كنسيج العنكبوت الذي يعشش على حياتي ويحجب عنها ذاك النور!
النور، الذي أتوسم أن ينتشلني من تللك الحرب الى حياته وقلبه الذي طالما عِشت بهم سنوات ب أحلامى.

كانت تنظر زمزم إلى ذاك خاتم الخطبة ب إصبعها، تديره بأصابعها الآخرى
تفكر وتتنهد فقلبها مازال عالقاً ب عِشق مجهول، وعقلها مرتبط رسمياً بشخص تتعرف عليه بالكاد
ليصبح في يوماً ما زوجها.

------------------------------.

وأريد أن أعانقك، قبل أن يلقوا القبض على فمي وذراعى
وأريد أن أبكي بين يديك قبل أن يفرضوا ضريبةً جمركيةً على دموعي (نزار قبانى)
بالله عليكِ الكلام الحلو دا كُله لىّ أنا ولا فيه حد تانى فالمكان؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة