قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثاني عشر

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثاني عشر

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثاني عشر

مبروك يا مستر إلياس، ضربه موفقه
كام يبتسم إلياس بفخر فقد حصل على صفقه جديده بعمله كبيرة وناجحه بفضل الله ثم بمجهود عقله المميز وخبراته في العمل.
الجميع يهنئونه، يبتسم بزهو، طبيعته هكذا يُفضل التمجيد والتفخيم، يريد أن يشعر ب أنه محور الكون ب أكمله.
وبعد يوم عمله ككل يوم، عاد ليجد بهو المنزل فارغ، اذاً بالبديهى والدته بغرفتها.

يصعد ليجدها تقرأ ب كتاب عن الصاحبيات للسيدة عائشة رضي الله عنها، كانت تجلس على فراشها تنير
الاضاءه الجانبيه وتضع نظارتها الطبيه وبجانبها كوب اللبن الدافئ.
دلف وجلس إلى المقعد أمام فراشها، بعدما القى عليها تحية المساء.
مفيش مبروك!
انتبهت زاهية وتركت الكتاب من يدها
ايه؟ فكرت فالعروسة الل اختارتها ليك وقررت
رفع إلياس حاجبه وأردف الى والدته بنبرة متعجرفه.

ماما البنت الل رشحتيها آخر مرة دى مُتخلفه جدا، دى كل كلمه قولتها ليها نقلتها بالحرف لمامتها وباباها
ضحكت زاهية ضحكه بسيطه وقالت وهي تطرق كفاً ب كف
طبيعى هتقول لأهلها، إنت قولتلها هتلبسي نقاب وهتقعدى من شغلك
وانك مجهز شقتك فالبرج فمكان بعيد عن بيت باباها، حقها تحكى لأهلها كل حاجه وهما يقرروا
تأفف إلياس مع هزة رأسه وأردف إلى والدته وهو مصمم على رأيه النرجسي.

لاء طبعاً، المفروض اننا هنتجوز يعنى كل كلمه تكون بينا وتفضل بينا
اعتدلت زاهيه من جلستها وحملقت بمقلتى إبنها وقالت
إلياس! مش معقول كدا يابنى، إنت عاوز إنسان آلى يطيع اوامرك وخلاص
ومش من حقه لايعترض ولا يشتكى ولا يتكلم
نهض إلياس من مكانه وذهب ناحية النافذة واضعاً يده بجيب بنطاله قائلا
والله دى حياتى ودى الحجات الل طالبها فشريكة حياتى
تعجبت والدته وأردفت إليه متساءله.

وانت هتقدم لها إيه بقا؟ يعنى هي هتلاقى فيك ايه بعد م تحقق كل متطلباتك فيها
إلتف إلياس بجسده إلى حيث مجلس والدته، وقال بعدما ضحك ضحكة سخرية
هتتجوز إلياس نجم الدين! هي أصلا لو فكرت فالانتصار اللى هتحققه بس عشان هتبقى مراتى
تعرف انها حققت إنتصار العالم كله
طرقت زاهية كفاً ب كف وقالت له ساخره
ولمّا هو كدا، ليه كل بنت اتقدمت ليها كانت بترفض
رفع انفه وقال متعجرفاً
عشان كلهم اغبيا.

تنهدت زاهية وامسكت الكتاب مغلقاً ووضعته جانباً وشربت كوب اللبن ومن ثم توجهت بالحديث إليه
العشا محضراه ليك فالمطبخ، تصبح على خير
اقترب إلياس منها قبل ان تذهب في النوم وقال لها
ماما، شوفيلى بنت من البلد غير بنت اخوكِ
إلتفتت زاهية إليه بجذعها وقالت متعجبه
انا معرفش مين من بنات البلد على وش جواز، غير حبيية وحفصه بنت خالك مناع
اومأ الياس برأسه نفياً وأردف.

لاء حفصه تعليمها متوسط، وجمالها عادى، أنا عاوز واحدة جميلة جداً
وتعليمها عالى
زفرت زاهية بنفاذ صبر وقالت له
والله يابنى إنت غلبتنى، معرفش ايه يعجبك، نفصّلك عروسه يعنى!
ضيق إلياس عينيه تذكر شيئاً ف أردف
ماما وقت العيد فيه بنات كدا جم سلموا علينا وأحنا فبيت عمى عبداللاه فاكراهم
رفرفت زاهية ب أهدابها عدة مرات وقالت له حينما تذكرت
آه، بنات عمك عبداللاه ودول متجوزين.

لاء مش دول ياماما، انا مش فاكر اساميهم هما بنات عمى، عمى محسب ابو الفضل
عادت زاهية بذاكرتها وقالت
آآه، زمزم وعبلة بنات محسب، دول الل فاضلين فعياله، جدتك دهب قالتلى جوّز الكل وساب دول يتعلموا
إبتسم إلياس ابتسامة جانبيه علامة على وصوله إلى مُبتغاه
ايوة، أنا عاوزك تتكلمى على واحدة منهم وننزل البلد نرتب كل حاجه، ايه رأيك!
اطلقت زاهية زفيراً آخر وقالت له
طيب ربنا يقدم الل فيه الخير ي إلياس.

تركها وذهب الى غرفته مُبتسماً، يعلم ب أن شروطه صارمه بل عسكرية
إلياس شخص غريب الطِباع مُنذ الصِغر، لديه وسواس قهرى من النظافه
لديه اعتزاز بنفسه وشخصيته مُبالغ فيه.
وكلما اخفق في شىء ما في حياته، بحث عن انتصار أكبر واعظم كى يتخطى إخفاقه.
صدأت على باب انتظارك أحرفي
يا أيها الحلم الذي لم ينصف ِ
وأنا على قيد اللقاء معلق ٌ
وأنت لاتبدو ولست بمختفي.

طرقات كثيرة وعاليه على باب منزل درويش، فتح درويش الباب ليجده همام متهلله اساريره
ومعه الكثير من زجاجات المياه الغازية.
خير ياهمام اتفضل يا ولدى
إبتسم همام ابتسامته الهادئه وأردف بهدوء صوته كعادته
الله يبارك فيك ياعمى، أنا بس چبت حلاوة الوَظيفه الچَديده
تعجب درويش وأدخله رغماً عنه المنزل وجلس معه فغرفه استقبال الضيوف
مبروك ي همام مبروك ي ولدى، اتوظفت فين بجا.

فمدرسة صفية زغلول الثانوية بنات، هي الوظيفه بعجد بس جالو جريب هتثبت
ربت درويش على كتف همام كثيراً ونهض من مكانه يدعو حفصه من الداخل
أتت حفصه فوجدت همام يناولها كيس زجاجات المياة الغازية
دا بمناسبه ايه هتتچوز!
قالتها ساخره كعادتها ف أردف لها بعينان مملوءتان هياماً
أنا أتوظفت يا حفصه، بجيت مدرس فرنساوى فمدرسة ثانوى ودى الحلاوة
والله والله انتوا اول بيت اروحه واوزع عليه جولت تفرحوا معايا.

أمالت حفصه ب رأسها وقالت له مازحه
وايشمعنا إحنا اول بيت يا معدول!
نظر همام الى عيناها مباشرة واراد ب أن تشعر ب أحرفه ب أنها لها، ب ان تشعر بدقات قلبه المُسخرين لها
يريدها تشعر ب إحساسه المتدفق ولو لمرة واحدة، نظر لها وأردف
معجول عارفاش ليه ياحفصه؟
هل أهتز الجبل! هلى تحرك من مكانه لثانية؟ شعرت حفصه ب وخزه فقتلتها على الفور وقامت بتسديد لكمه في أحد كتفيه وأردفت مع دلوف عمها ثانية وبحوزته مبلغ مالى.

طب إتكلم چاك لكمه تلكمك محسسنا انه بجا الخواچة شارو
قام درويش ب إعطاء همام المبلغ مع قوله
مبروك ي همام، وعجبال لما تتثبت وعيجبال العروسه كمانى
نظر همام إلى المبلغ وأردف يبتعد بجسده
إيا دى ياعمى! لاه والله م ينفع انا چاى نفرحكم معاى، وكنت رايح نوزع على بيوت العيلة كلها
لكز درويش همام قائلا
إسمع يا وِلد دى نقطتك، بدل م نروح عندك البيت وياخدها أبوك.

ضحك همام كثيراً وضحكت حفصه ناظره إليه ومن ثم انتبهت وأردفت قبل أن تهم بمغادرة المكان
خدهم وحوّش، إعمل حاچه لبكره وبعده، لاحسن تعوز تتچوز واحدة يتاجلوها بحديد عِز وكتها تعمل إيه يافالح
ضحك درويش واردف لها
بتجصدى مين يا ملكومة
أجابت حفصه ضاحكه
بنجصدش ياعمى
نظر همام ناحيتها مُبتسماً وأردف لها
والله حتى لو مهرها أتاجلها بعمرى، هدفعه!

قالها فهربت حفصه إلى الدور العلوى، ومن بعدها مازحه عمه درويش ب أنه أيضاً شاعر
وبعد مضى وقت بسيط من الحديث الخفيف بارك له درويش
وغادر همام المنزل وأكمل مسيرته في توزيع حلوان وظيفته الجديدة التي طالما حَلم بها، ويظل حلماً
آخر يود تحقيقه، ولاشيء يعجز قدره الله تعالى، ,.

في الغرفه المخصصه القاطنه بها حبيبة مع زميلاتها بالمدينة الجامعية، كانت حبيبة تستذكر دروسها
بينما كانت إحداهن تتناول طعامها، والاخرى تقوم ب أداء فريضه الصلاه.
أقبلت إحداهن ناحية حبيبة وقالت لها
خدى بريك وتعالى ناكل سوا، وانا جاية جبت آيس كيك وعارفه إنك بتحبيه
إبتسمت حبيبة واردفت لها
طيب بس آخر جزء وأقوم معاكِ
طيب أنا هروح اعمل كوبايتين شاى كمان عشان نظبط الكلام.

مضى وقت، وقامت حبيبة وصديقتها وجلسا بشرفه الغرفه الصغيرة
وبيداهم كوبا الآيس كيك ففتحت صديقتها الحديث أولا ً
على فكرة وليد إبن عمك كلمنى وكان بيتطمن عليكِ
تنهدت حبيبة ف اكملت زميلتها حديثها وهي تأكل
حبيبة هو إنت ِ مش بتنبسطِ بإهتمامه دا؟
أومأت حبيبه رأسها نفيا ً وقالت لها
انا مبعرفش افرح ي دينا، أنا طول الوقت خايفه ومهزوزة، مبعرفش احس بحاجه حلوة.

لأن بعدها بتحصل لي حاجه وحشه، بسبب طريقة بابا معايا مبقتش عارفه
ايه التصرف الصح، ايه الحاجه الل تنفع وايه الل متنفعش
فبقيت بقول لكل حاجه لاء، كل حاجه بقيت برفضها
حتى لو بينى وبين نفسي
كانت تنظر لها صديقتها وتستمع إليها ومن ثم قالت
طيب وابن عمك التانى، مبتحسيش حاجه برضو وبتبقى خايفه؟!
تنهدت حبيية وتركت الكوب من يدها، وجلست القرفصاء ب أرضيه الشرفه وجلست صديقتها أمامها.

منكرش ان الاتنين بحب اهتمامهم، انا عمرى م حسيت ان فيه بيحبنى كدا
خوف حفصه عليا وحبها الشديد بحسها بتعوضنى ماما الله يرحمها
الكام سنه الل عيشتهم وفاكراهم لأمى، حتى طريقة بابا الصعبه ساعات ببرر لنفسى إنه حُب وخوف عليّا
نظرت زميلتها لها بتمعن وقالت لها مشخصه نظرها
بسألك، غير إنك بتحبي اهتمامهم لأن طبيعى تحبي إهتمامهم.

اذا كُنت أنا نفسي وإبن عمك بيتكلم عنك وبيحاول يتطمن عليكِ منى، والتانى الل انا بنفسي شوفت تعبيرات وشه وسمعت نبرة صوته، حسيت ان ايييه دا
ضحكت حبيبة برقة ف أكملت صديقتها
اه والله، انا دلوقت مش بسأل عن إنبساطك ب إهتمامهم
بسألك، قلبك ميّال لحد منهم؟!
شعرت حبيبه ب أن السؤال غريب عليها! حفصه تمنعها أن تشعر لأحد منهم.

تمنع قلبها ان يدق للحب، هي تريد قلبها يدق فقط لتعيش، وهي حفظت وصاياها عن ظهر قلب دون أن تدرى.
لأول مرة تطرق لتلك الأمور العاطفية وتتحدث بها.
هل بالفعل حبيبه تشعر بشيء إسمه الحب؟ او على أقل تعبيراً إسمه الإعجاب
الانشغال!
فهى حبيبة ذات الروح العذبه والبسمة المُشرقه، التي لو جئتَ تقطف من فؤادها وردةً لملاءت كفيك ضياءٌ وبثثتَ ف صدركَ بهجة!
بعدما أشغلها سؤال صديقتها قالت حبييه وهي شاردة أمامها فالفضاء..

زمان، كانت ماما الله يرحمها فالقاهرة سافرت لعملية هي وبابا
وسابونى فبيت عمى عبداللاه، وقتها كان عندى ٦ سنين او ٧
فاكره يوم عمرى م أنساه، سهرنا على السطوح انا ووليد وعمار
نايمين على ضهرنا وبنبص للسما
وقتها هما الاتنين كانو ف إعدادى، كنا بنبص على نجوم السما سوا وهي منورة
وشكلها حلو فوسط السما الغامقة
كان عمار يقولى انتِ شبه دى، ووليد يقوله هي شبه دى.

وأنا كنت بضحك جامد، وكانوا جايبين حلويات كتييير فضلوا يأكلونى
لحد م غلبنى النوم ونمت، صحيت وكنت قايمه انزل تحت لاقيت وليد رابط فستانى بجلابيته
صحيته يفكها وسألته ليه عمل كدا، قالى عشان السطوح مش مسور
وخايف لاقوم وحدى وهما نايمين اقع من فوق!
لمعت عين صديقتها بشدة وهي تستمع إلى حبيبه التي شردت وغرقت بدنيا ذكرياتها
وتابعت حديثها
ومرة تانيه فنفس الأيام، كنت بلعب مع بنات عمى عبداللاه وكنت بجرى.

ومعرفش ان فيه إزاز مكسور فالارض، فدخلت فرجلى
صرخت وعيطت واتبهدلت دم، يومها عمّار اتخض جامد عليّا وشالنى على كتفه
غسل رجلى وبعدين قعدنى على كرسي وقعد تحت رجلى ينضفها ويربطها كويس وبعدها باسها وقالى الف سلامه يا حبيبة إن شاء الله أنا!
تعجبت صديقتها واردفت إليها
دى أحاسيس حلوة جدا، بالشكل دا انتِ بتحبِ وجودهم وإهتمامهم
يمكن عشان معندكيش إخوات، بس إنت محدش منهم بتحبيه كدا!

لأن ببساطه مفيش تمييز لحد منهم عندك
أومأت حبيبة برأسها بعدم فهم وقالت
معرفش إنت ِ سألتِ وأنا جاوبت
دنت زميلتها منها وقالت لها بنبرة صوت مختلفه
طب لو الاتنين نفذوا شرط باباكِ وجابو وزنك دهب، هتختارى مين؟!
رفرفت حبيبة ب أهدابها وصمتت وكانت هذه إجابتها.
‏ارتبكتُ حينَ رأيتكِ، في تلك اللحظة، التي خسرتُ فيها الأمل والحب معا،
مثل وتر مقطوع، فجأة مسّه الطربُ!

كانت هناك مكالمة هاتفية تدار بين زمزم وخطيبها حول خططه المستقبلية للعُرس وعِشهم السعيد
كان هو المُتحدث وهي صامته تماماً.
وكمان بفكر أن نعمل زى برجوله بما إن هناخد الدور الاخير فبيت أبوى ونجعد فيها
زمزم على صَمتها، ف أكمل خطيبها
ونبجو نعمل مَظلة، عشان الشمس لو حبينا نجعد فالعصارى بعد أرجع من المدرسه
أصل أنا بحب نجيل( قيلولة) شوية بعد الضهر
لم تجب زمزم ف سألها خطيبها.

مالك يا زمزم، عمال نحكِ معاكِ وإنت ِ ساكته إيه الحكاية؟!
إنتبهت زمزم فقالت له
بسمعك
طب إحكِ معاى، إنت دايماً كل م أكلمك ساكته أنا بس الل عتكلم
طب هتكلم اجول ايه
أى حاچه، لازم نتكلم ونجرب لبعض يا زمزم
نفثت بنفاذ صبر وقالت
آه إن شاء الله
على الناحية الثانية من غُرفتها كان والدها يتحدث مع والدتها ب أمر مهم
إيه رأيك إنتِ؟!
تعجبت السيدة والدة زمزم وعبلة وقالت
إلياس متجدم لواحدة من البنات!

امه كلمت الحچ عبداللاه وخدت رقمى، وهو كَلمنى جولتله زمزم الكابيرة اتخطبت
جالى يبقى الصغيرة عبله!
إندهشت الأم ولكن الفرحه كانت بداخلها فقالت
وإنت عاوز عبلة تروح مصر! م انت موافجتش على الناس الل چت ليها ولأختها
عشان كانوا هيعيشوا فمصر يا حچ محسب!
دنى محسب منها واردف
بس دا إلياس وليد العارف! يعنى أملاكهم والشركات هتبجى لبتك وبس.

إلياس وحيد م إنتِ عارفه، ووليد ولد عمى عمل شركه كابيرة وولده ومرته كبروها وبجوا اتنين وتلاته
قالت ام عبلة ب همس ناحيته
يعنى إنت موافج ي حچ!
عِسى نبض البت، لو موافجه هندوله ميعاد ياچى ويجرا فاتحتها ونتوكل على الله
جومى دلوك شوفيها فين وفاتحيها
ذهبت الأم تبحث عن عبلة في الوقت ذاته الذي كان وليد يجلس بحديقتهم بمفرده
فرافقه همام وتشاركوا الحديث
وحشك خِلّك صح!
ضحك وليد للتعبير الذي قاله همام ف أردف إليه.

والله الجاعدة والمكان والبيوت، مفيش حاچه ليها طعم
نظر همام إلى السماء واردف بتنهيدة
هانت يا ولد عمى
أمسك وليد الهاتف وأردف
انا هنرن عليه، لو مش فالدوام هيرد نكلموه أنا وإنت
قام بالاتصال به عبر الانترنت، وبالفعل أجاب عمار
لحجتونى ساعه ونازل الشغل
إبتسم همام واردف له
عامل ايه يابو عمو، هبجى اخد رقمك من وليد ونكلمك
والله واحشنى
عمار عبر الاسكاى بي مبتسماً
وانت كمان يابو كرم، مبروك عالوظيفه وعجبال العروسة ياض.

رفع همام يديه إلى السماء وأردف بأمل كبير
يااااارب يارب
أمسك وليد الهاتف وقال له
عمّار ميتى تنزل، البت نوران واكله مُخى والله تعبت نصد فيها
يا وَليه انا مش بتاع مكالمات تجولى ماشى
يا وَليه أنا مش بتاع خطوبات تجولى نستناك
أنا خلاص فاضل تَكه ونكتب استقالتى ونروح نبيع چرايد فمحطه الجطر!
ضحكا عمار وهمام فقال عمار.

ماتفكر يا وليد، ياخى وكت ماچالك هبوط فالدورة الدموية چريت وچابت دوا ضغط وأكل وكانت مخضوضة م أنت الل حكتلى
هز وليد رأسه وأردف له
أيوا ماشى كلام زى الفُل، لكن أنا مش جابل يا ناس
طب إسمع دى، رايح البنك زى كُل يوم
لاجيتها جالبه بوزها، انا حطيتش فبالى
چت آخر النهار وعتدب بكعب رچلها فالسيراميك هيتخلع تحت رچليها
ووجفت جدام مكتبي وجالتلى على فكرة زعلانه منك.

بصيت لها بتكلم مين دى ياربي، جالتلى عيد ميلادى كان إمبارح وجبت لك حته تورته
وإنت حتى كل سنه وانتِ طيبة يانوران م جولتش!
ضحك عمار بشدة ف أكمل وليد
مالى أنا كل سنه وانتِ طيبة ولا كل سنة وانتِ داخل عليكِ دم حتى أنا مالى!
تدخل همّام وهو يضحك ويمسك صدره من شدة الضحك
ياخى حِن ياخى، تعمل ايه البت ليك أكتر من كديتى تولع فروحها
ماتولع ولاتغور فداهية بَعيد عنى
لوّح لهم عمار وأردف
خد الل تحبك يا وليد إسمع منى.

نظر له وليد مالياً وأردف بجدية
وايشمعنا انت هتاخد الل عتحبها؟!
أردف عمار وعيناه تتحدث إصراراً وعزيمة
عشان جلبي مختارش غيرها، ولو إتچوزت غيرها هظلمها معاى لأن والله العظيم وحياة غُربتى مافى مكان ليها
أعجب همام بحديث عمار وإصراره ف أردف له
أنا واخدك قدوة يا عمار، كمّل ياض چَدع وراچل وهتاخدها، فاضلك كد إيه
أراح عمار ظهره وأردف له
أنا بعون الله، مبصرفش مليم عشانها حتى الأكل بستخسره فنفسي.

أشار همام بيده وقال مازحاً إياه
طبعاً عملت كد كدا يابو عمار، مهندس ومرتبك كابير الله اكبر
قام وليد بلكم همام في أحد كتفيه وقال
جول ماشاء الله يا بن المركوب إنت لا تحصل حاچه ليه هناك، كفاية عين البلد كلها عليه
ضحك همام وابتسم عمار فقال لهم
فاكرين لما كنا نتمشوا فالچنينه ونغنى اغنية سوا بتاعت محمد عبدالوهاب
ونندبوا حظنا
ضحكا الاثنين فقام وليد بدندنتها وشاركه همام وتدخل معهم عمار.

كل دا كان ليه، لمّا شوفت عنيه، حن قلبي إليه وانشغلت عليه
كل ده كان ليه لمَا شفت عنيه حن قلبي اليه وانشغلت عليه كل ده كان ليه كان ليه قال لي كم كلمه يشبهوا النسمه في ليالي الصيف سابني وفقلبي شوق...
مضوا ليلهم يتغنى ثلاثتهم، يتذكرون ذكرياتهم، تذهب مُخيلتهم إلى محبوبة لكل واحد منهم
وبالاحرى إثنين منهم محبوبتهما واحدة!
------------------------------
َيا ناعِسَةٍ.

نُعَاسٌ الْلَّيْلَ عَلَىَ شَعْرِكِ بَنَىْ بُيُوَتَهُ
وَحُطَّ الْطُّوبِ وَانَا ايُّوْبَ وَمِشْ صَابِرٌ
كَلَامُكَ وَقَفَ الْلَّحْنُ الْقَدِيْمِ وَجَدَّدْنّىْ
وَشُدَّ رَبَّابِةِ الْشَّاعِرُ (هشام الجخ).

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة