قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل السابع

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل السابع

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل السابع

ينظر إلياس من نافذة القطار حينما كانت سرعته تهدأ اى انه ع وشك الدخول على المحطه المذكورة الاقصر نهض من مكانه وأمسك يد والدته وأردف
يلا يا ماما وصلنا
سارا خلف بعضهما بين مقاعد عربة القطار حتى وصلا إلى الباب للنزول ينتظران ان يقف القطار مع من ينتظرون أيضاً،.

وقف القطار وهبطا، أخرج إلياس علبه مناديله المُعقمه ومسح يده عدة مرات ومسح على مقبض الحقيبة خاصتهم وأمسك يد والدته حتى رأت هي من بعيد مَناع ودرويش وعمّار ووليد!
خالك مناع ودرويش أهم
قالتها ب إبتسامة ترحاب وشوق لشقيقيها، ومن ثم هرولا ناحيتهم وأقبلوا بحفاوة يصافحونهم
إبتعد إلياس فنظروا لبعضهم البعض، فقال مناع مُرحباً بشقيقته زاهية
حمدلله عالسلامة يا زاهية، حمدلله عالسلامة يا إلياس يا ولدى.

الله يسلمك يا مَناع، معقول كدا تيجو كلكم
قالتها زاهية ف أجابها درويش
ويعنى هو إنت ِ بتيچىىكل يوم ياخيتى
نظرت زاهية إلى الشابين اليافعين الوسماء الذان يقفان ينتظرا دورهما في الترحيب بزوجة عمهم الراحل، قالت وقد اتسعت حدقة عينها فرحا
لاء متقولوش وليد وعمار! الله أكبر الله أكبر.

قامت بإحتضانهما بشدة، اما عنهم فعانقوها ولكن على استحياء شديد ومن ثم حملوا الحقائب ورحلوا الى السيارة الخاصة كى ينتقلوا الى قريتهم..
سرحانة ف إيه؟!
قالتها حبيبة إثر مساعدتها لحفصه في المطبخ وهي تعد الطعام، ف أجابتها حفصة
مش عارفه الوكل دا هيكفى عمتى وولدها وابوى وعمى درويش وبعدين نبجوا ناكلوا أنا وإنت ِ
ولا اروح بسرعة ادبح دكر شرشار كمان وانضفه واسلجه؟!

ضحكت حبيبة وقالت برصانتها التي بدت ان توضح على معالم شخصيتها
على فكرة حلو جوى الل عاملاه، إحنا من امبارح فالمطبخ بنحضر، ايشى لحمه وفروج وملوخية ورز وبطاطس ووز كمان عاوزة تدبحى شرشار (بطة)
كانت تضع حفصه بعض التوابل ب إناء الطهى وتقلب وهي تتحدث الى حبيبة
أصلك مش عارفه، عمتك زاهية ديت بجالها ياما مچاتش، ومش معيچيبها العچب زى مابيجولوا
وابوكِ لو چه ولجى الوكل مش تمام هيحطنى ف حِلة الشوربة ويطبخ علىّ.

ضحكت حبيبة بشدة، وأكملت م كانت تعده مع حفصه..
بينما على الناحية الاخرى، في طريقهما للبلدة كان يتحدث جميعهم عدا إلياس
برغم جذب وليد وعمار للحديث معه
بجالك كدا كام سنة چيتش هنا يا ولد عمى؟!
أنتبه إلياس ف أجاب ب إقتضاب وهو يراقب الطريق عبر نافذة السيارة
مش فاكر، يمكن من وانا فثانوى، كنتو انتو صغيرين جدا
قالها ب استهزاء، فقام عمار بالرد عليه ساخراً ولكن بحدود الأدب.

ياااه سبحان الله الايام بتعدى بسرعة، وچيت وإحنا متوظفين أنا مهندس بالادارة الهندسية لمجلس المدينة
ووليد موظف بالائتمان ببنك فيصل الاسلامي، دا غير المكتب الل هنفتحه ونديره سوا
المرة الچاية لما تيچوا هتكون ولادنا چت وجدمنالهم فالمدارس!
نظر درويش ناحيته ف صمت عمار، ف أردف وليد
وإنت شغال ايه على كدا يا إلياس؟!
انا ماسك شركتنا طبعاً، احنا من اكبر شركات التمويل فمصر
قالها وأنفه مرفوعه، فلاحظ مناع حتى أردف.

عشان كديتى بعد وفاة ابوك من زمان وامك عايزاش تسيب مصر ولا تاچى
عچبتها جاعدة بحرى
ضحكت زاهية وقالت
والله مش القاعدة يا مناع، مى وإلياس كانوا اتعودوا على عيشه القاهرة وباباهم الله يرحمه مات صغير أوى
وكان سايب ماله وشركته وكان لازم اوقفها على رجلها من بعده ولما إلياس كبر ومى اتجوزت
سلمته الراية وانا قعدت فالبيت
تعجب عمار من حديث زاهية فقال وليد متدخلاً بالحديث.

غريبة يعنى يا مرت عم، فيه ست منينا تعرف تبجى فمصر وحديها وتدير شركة
وتربي ولادها بعيد عن اهلها، با ماشاءالله عليكِ ارفعلك القبعه
قالها ضاحكاً، فضحكت معه زاهية واردفت
عمك وليد الله يرحمه اتجوزنى صغيرة أوى وهو كان صغير، وانا كنت هاخد دبلوم المعلمات عنده
بس سيبت كل حاجه وكان هو خد حقه فالميراث واتفق مع ابوك وعمك انه هيبدء مشروعه فمصر
ووقفت جمبه وعلمنى كل حاجه، ويدوب ربنا رزقنى بالتوأم مى وإلياس.

وهو ربنا اختاره، الله يرحمك يا وليد
الف رحمه ونور، الفاتحه يا چماعة
قرأ جميعهم الفاتحه على روح المتوفى حتى وصلا الى مقصدهم.
هبطوا جميعهم من السيارة، هرول ناحيتهم الحچ عبدالرحمن والحچ عبداللاه
وزوجاتهم يرحبون بيهم، ومن ثم بدأت المجادلة حول استضافهم وبخصوص الطعام المحضر لهم
في أى منزل سيكون منزلهم ومبيتهم؟!
الصحون معبأة، سفرة طويله مملوءة بما لذ وطاب من تحضير حفصه وحبيبة.

والجميع يجلس عدا حبيبة وحفصه صعدا للدور العلوى ينتظرون الإشارة!
على الطعام كان حديث الذكريات، كان يترقب إلياس الأجواء من حوله
فهو كان يقوم بمسح الاماكن التي يلامسها ويجلس عليها، يمسح الكوب قبل الشرب منه
يمسح الصحن قبل وضع طعامه به، يتكلم ب حساب
ينظر ب حساب، يأكل بطريقه منمقه وبحساب شديد وبدون شهية، طيلة الوقت يرتب ما أمامه دون شعور منه، حتى نظر له خاله درويش وأردف
معجول الكلية الحربية رفضتك!

نظر إلياس اليه واردف يتحدث بجدية وثقه بعدما خلا فمه من الطعام
عندى مشكلة ف رجلى، زائد ان وقتها كان وزنى زايد أوى عن دلوقت
هز درويش رأسه، ف أخذت تتلفت زاهية حولها ومن ثم قالت
هى فين حبيبة؟! أنا من ساعة م جيت لا جت تسلم ولا حاجه
مفيش غير حفصه بنت مناع بس الل جت، هي فدرس ولا إيه
تلعثم درويش بعدما ابتلع طعامه وقال
حبيبة مينفعش تيجى تسلم عليكِ عشان إلياس، ابجى اطلعى إنت وسلمى عليها فوج.

م أنت ملبسها النقاب ودا ود عمتها ياخوى متحبكهاش
قالها مَناع غاضباً من تصرفات وتحكمات شقيقه الزائده على إبنته، ف أردف درويش
يوووه، بِتى وأنا حر وجولنا تفتحش الحديت الماسخ دا كل شوى يا مَناع!
تعجبت زاهية، بينما التفتت أنظار إلياس إلى شدة خاله درويش على إبنته حتى إنه لايريدها ان تراه
او تصافحهم!

وحدها النظرات تعبر الشارع المزدحم دون أن يدهسها أحد!
كان ينظر عمار ناحية منزل حبيبة وهو يجلس على السور ب الدور العلوى المكشوف السطوح لمنزلهم
ف قام وليد ب طرق احد كتفيه طرقه بسيطه وجلس بجانبه على السور..
فاكر الحركه دى وإحنا صغيرين لما كنا نعملوها كان ابوك ولا ابوى يشوفنا حد منهم يجعدوا الليل كله ينادوا وبهدلة وآخر جلة جيمة
ضحك عمار على مضض فلاحظ وليد واردف له
مالك يابوعمار.

نظر عمار إلى ناحية منزل حبيبة مرة اخرى وأردف
ايه ياعم إلياس ديتى! دمه واجف وعيجرف ويتكلم بحساب، ومعرفش على كديتى
هو هيبات عند عمك درويش عادى وحبيبة هناك ولا إيا؟!
أمتعض وجه وليد وأردف
عامل نفسه مدير حسابات القرية الذكية، ولا كأننا ولاد عمه وزينا زيه ويمكن أحسن
صمت الاثنين ف استطرد وليد حديثه
اهو العيد يعدى بالطول ولا العرض ويغور من هنيتى منشوفش وشه
متجولش كدى برضو ود عمنا وعيب علينا
تنهد وليد وأردف له.

بس مرت عمك زاهية بجت شبه بتوع مصر صوح، ولا كأنها من هنيتى ولا شبه الحريم بتوعنا
تحسهم بيتبدلوا ياخى
لم يجيبه عمار فهو على ناظريه ناحية منزل حبيية، قلبه يدق غيره ان يراها ذاك الالياس
ان يصافحها، ان يتحدث إليها، أما عنها هي فكانت تقف تعدل من هندام ملابسها ونقابها لأن أخيرا امر درويش لها بالخروج ومصافحه عمتها وولدها القادمان من القاهرة.
يا أهلا أهلا الله اكبر الله اكبر، ارفعى النقاب اسلم عليكِ كويس.

قالتها زاهية وهي تعانق حبيية بشدة، عبس وجه درويش واردف
تبجى ترفعه فوج معلش يا زاهية ياختى
بصوت هادئ نبراته ترتعش خوفاً من الوقوع في خطأ لاتعلمه أردفت حبيبة
حمدلله عالسلامة ياعمتى
الله يسلمك ياروح عمتك الله يسلمك ياقمراية
كان ينظر إلياس ناحيتها بشغف، من هي التي تختفى خلف ذاك القناع الاسلامى!
وتخضع لقول والدها ولا تجادله!
نظر درويش إليها فهمت بالرحيل سريعاً، ف انتبهت زاهية لتتوجه بالحديث الى شقيقها متعجبه.

صغيرة يا درويش عالخنقة دى، نقاب! دا مى بنتى لبست الحجاب لما اتخرجت من الكلية
وضع درويش كوب الشاى من يده واردف
معلش يابت ابوى، كل واحد وطريجته مع ولاده!
يفتح عمار باب الغرفة، ويضئ الضوء ليدلف إلياس خلفه
فيردف عمار
الاوضة نضيفه ومترتبه، عملتها امى ليك مخصوص، متجلجش هما جالو تبات هنا عشان مفيش غيرى فالبيت
عِند عمى عبداللاه جدتك دهب والبنات ساعات بتروح أخوات وليد وعيالهم، فيمكن مترتاحش.

على صمته يترقب إلياس الغرفه مع حديث عمار، ولم يجب سوى بكلمتين ب إقتضاب
تمام، شكراً
كان يتنفس عمار الصعداء بصعوبه، ولكن يجب عليه الترحاب به فهو ضيفهم وابن عمه بالوقت ذاته، أنهى عمار حديثه معه قبل أن يرحل وأردف
الحمام آخر الطرجه على يدك اليمين، وفيه واحد تانى تحت
عن إذنك..
تركه ف أخرج إلياس من حقيبته الخاصه زجاجه معقم والكثير من المحارم الورقية، وشرع في تنظيف المكان من حوله.

في منزل درويش كانت العمة زاهية تجلس مع حبيبة بغرفتها، تنظر لها وتتحدث وتشاركهم حفصه بعدما قطعت بعض ثمار الفاكهه وقدمتها لها
قمر ربنا يحرسك، وشكلك وجسمك اكبر من سنك يابنت هناء، طالعالها وطالعة لجدتك لولية
كانت احلى بنت فالبلد، كانت حلاوتها تغلب الأجانب
ابتسمت حبيبة فقالت حفصه ساخره
م عشان كديتى ياعمتى عمى درويش جافل عليها ضبه ومفتاح لدرچة ان لو اتنفست غلط يشعلجها فالسجف!

ضحكت زاهية وهي تنظر لحبيبة وتسير بيدها على خصلات شعرها الناعمة الكثيفه، وتنظر لعمق عيناها
ونقاء بشرتها، فسبحان من خلق وأبدع!
مَرت الايام واليوم وقفه عيد الاضحى، وقد حانت فكرة مسك بأن تقنع العم درويش
بخروج حبيبة معها هي وصديقاتها يوم العيد
أخذت اثنتان من صديقاتها، وذهبت إلى هناك وشرعت في التوسلات والرجاء أمام العمة زاهية
مراراً وتكراراً، ودرويش على رفضه مازال
ومِسك لم تبث رجاءاتها ف العائد كثير ويستحق!

م خلاص يا درويش، سيبها تخرج مع قرايبها وتفك على نفسها
قالتها زاهية ف اردف درويش صارماً
انا جولت لاه، بتى لابتاعت فُسح ولاخروج
م دا برضو غلط ياخويا، دا عيد كل سنه وانت طيب
إيه الفكرة انها متخرجش يا خالى؟!
قالها إلياس منتبهاً للامر ف أردف درويش متفاخراً ب اسلوب تربيته الخاطئ لإبنته ظناً منه ان هذه هي الطريقه الصحيحه
انا بنتى مش زى حد ولا زى بنات حد، فيه اسلوب معين ممشيها عليه من يوم م اتولدت.

وهي متجدرش تكسره ياولد اختى
انتظرت مسك ان يفرغ من حديثه وقالت
عشان خاطر ربنا ياعم درويش، وخلى حفصه تاچى معانا
خلاص بقا يا درويش عشان خاطرى أنا المرة دى، اول مرة اطلب منك طلب
خضع درويش لاول مرة لرجاءات مسك وشقيقته، ف وافق ولكن بشروط ان تكون حفصه معهم
وان يعودا قبل غروب الشمس!
أما عن حفصه فكانت بالداخل ترتب المنزل ترتيبات العيد مع أم بَخيته وهاهى تغلق الباب وتدنو ناحيتها والشرر يتطاير من عينيها.

أم بَخيته من غير لف ولا دوران هسأل سؤال وحياة بتك تچاوبي بصراحه لاحسن ومصحف ربنا الشريف
اخليها حروجه انهاردة وحكاوى ماشوفناها جبل كديتى
فزعت أم بخيته وانتبهت مع تهدج نبرات صوتها قائله
ايا يا حفصه يابتى خير
فيه ورق معفن وجوابات وجلة أدب ورباية لاجيتهم فدولاب حبيبه جال والموضوع ديتى من بدرى
ومفيش حد غريب عيدخل ولايخرچ على الاوضه غيرك يابوز الاخص
منين الورج دا وصاحبه عاوز ايه؟!

تلعثمت ام بخيته وارتبكت تنظر هنا وهناك تريد الخلاص، ف أقتربت منها حفصه أكثر وأردفت
هاه، ورج، ورج ايا وو
أم بَخيته! الله فسماه لاخليها ليالى غبرة، انطجى!
نظرت أم بخيته بعمق في عينا حفصه وأدركت ان لافرار!
صلاة العيد..
يصلى الجميع بالمساجد بقريتهم، يحضر إلياس معهم ع مضد..
بجلباب جديد كان الجميع يرتدى ومتعطراً وب ابتسامة مُشرقة يستقبلون عيدهم.

وبعد الصلاة مباشرة وتناول الإفطار، إلى وادى الملوك، وادى الملكات، معبدهابو، الحديقة الدولية، متحف الأقصر
كانت هذه رحلة مِسك وصديقاتها بالاشتراك مع حبيبة لأول مرة عن العادة وبرفقة حفصه، كانت تضحك حبيبه من قلبها، كانت تشاركهم الحديث ولكن بحساب ليس كمثلهم
فمسك وصديقاتها كانوا يلعبون ويلتهون، يأكلون المثلجات يتحدثون ويضحكون
كانت تستمع فقط، وكل حين وآخر ان شاركتهم الحديث، ولكنها كانت سعيدة.

وعلى فجأة ظهر وليد!
مسك! عتعملوا ايا هنيتى؟
نظرت له إبن شقيقته مسك نظره خبث وقالت وهي تتلوى بمكانها
العيد يا خال كل سنة وانت طيب، أنت ايه الل چابك وايه عرفك اننا هنيتى
اقترب وليد من مسك وأمسك بوشاحها وقام بلكمها بقوة في رأسها بقبضه يده بطريقه مضحكه اضحكتهم جميعاً، ف نظرت إليه حفصه نظره متوعدة وقالت له
وليد معلش بس يا ولد عمى عاوزاك على چَنب دجيجتين
تعجب وليد وأردف.

طب ثوانى نسلموا، عامله كيف يا حفصة، ازيك يا حبيبة
مش خلاص سلمت! بجولك عاوزاك دجيجتين خلى عندك دم بدل م نتكلموا عالمكشوف ونشوف الورج والشعر وجلة الادب...
هنا ادرك وليد الأمر، فاتسعت حدقة عيناه وذهب ناحية حفصة وأخذها بعيداً
ف رن جرس المباراة وبدأت حفصة
وليد ياعبداللاه! بجا لما نكون من سُكان مدينة الرحاب يبجا ساعتها ينفع جلة الادب والمسخرة
وشغل حكاوى القهاوى وسامية الاتربي
تصنع وليد عدم الفهم واردف.

عتتكلمى على ايه؟!
ياااض استعبط أمانه، بجا مچند الست الغلبانه أم بخيته وتبعت چوابات وتاخد صور
طول المدة دى، تفتكر مكنتش هعرف!
طب وحياة ابوك وابوى لاجول لعم درويش وعم عبداللاه خلينا نعرف جلة الرباية دى اخرها إيه
ابتلع وليد ريقه بصعوبة واردف
لاه لاه يا حفصه، ابوس ع يدك، مكنتش نجصد والله
كيف يعنى تجصدش ليلتك طين وايامك سواد چاك العذاب! من ميتى بتوع كديتى إحنا.

بت عمك ولحمك ودمك وعمك درويش صعب واقسم بالله كل يوم يبيتها باكيه على أى حاچه
دا لولا عمتى زاهيه م كانت شافت العيد الغلبانه ولا شافت ناس
وانت عاوز تكمل عليها وتچيب لها مصايب، عيب عليك وع تربيتك
عيب والله
شعر وليد بالخزى وأطرق برأسه أسفل وهو يردف
أنا بنحبها يا حفصه!
قالها ف ارتجف قلب حفصه، ليس لشئ ولكنها لأول مرة تتعرض لموقف كهذا
أحدهم يعترف بحبه لحبيبه شقيقتها وإبنتها وابنه عمها وكل حياتها.

هذا الذي يردف عما بداخل قلبه، كان في مخيلتها في اعوام سابقه مازال طفلاً صغيراً!
اكمل وليد وقد ترقرت بعيناه الدمع، ويكأن قلبه هو المتحدث وليس لسانه
انا مش بنحبها انا بنعشجها، حبيبة جواى يا حفصة من يوم م اتولدت
والله العلى العظيم الل چواى ليها لا حسيته لحد ولا هحسه
اقسم بالله عملت كديتى عشان بنحبها م نجصد نأذيها، لو فيه أذى هيطول حبيبة بسببي
يارب يطولنى ويفرفرنى وهي تبجى ف أمان!
بس غصب عنى والله.

تنهدت حفصة وقالت له
عاوزها اطلبها يا ولد عمى، عاوزها جول لعمى يخطبهالك
لكن كديتى غلط، عليك وعليها
ووزن الدهب الل طالبه عمك!
نظرت له حفصه بتحدِ وقالت
عاوزها! انحت فالصخر لو طولت تبيع هدومك وتچيب الدهب يوزنها بيع
بيع اعضائك، ومتتخلاش عنها! سامع
لكن طريجتك دى غلط، ودلوك كمان حاسه انك جايل لمسك ع انها تطلع برضو عشان تشوفك
كل دا لاء يا وليد كل دا لاء وغلط ومش سكتك معاها!
في هذا التوقيت..

كان عمار بمنزل درويش يدعو زوجة عمه زاهية للانضمام بمنزلهم لوالدته وزوجه عمه عبداللاه، ف قد اعطاه عمه درويش الإشارة ب أن يذهب لها ويأتى بها
حاضر ياعمار هقوم اغير وجاية معاك
ترجلت خطوتين ومن ثم عادت وربتت على كتف عمار وقالت
كبرت ياعمار ,كبرت وبقيت راجل وبقيت تتكسف وخجلان ع طول كدا
ضحك عمار وهو ينظر اسفل خجلاً ف اكملت زاهية
لو مى صغيرة كُنت جوزتها لواحد منكم ي أنت ي وليد، بس خلاص اتجوزت وخلفت وبقيت جدة.

أبتسم عمار واردف لها برصانه
كل واحد ونصيبه يامرت عمى، يالا عشان مستعجلين
مستعجلين ليه يعنى
جدتى دهب خلتهم يعملوا مصبوبة ومفروكه عشانك ولازم تيجى، وإنت عارفه جدة دهب لو مطاوعناش ايامنا كلها الل جاية ربراب
ضحكت زاهية بشدة وصعدت ترتدى ثيابها، فجلس بمفردة عمار حتى دلفت حبيبة تضحك بشدة ورفعت نقابها ومن ثم وجدت عمار أمامها!
نهض ببطئ ينظر لها بشوق العالم كله، واقترب خطوات قليله منها.

واردف لها بعينان تلمعان حُباً
كُل سنة وانتِ طيبة ي حبيبة!
هتف الى نفسه دون ان تسمعه
كل سنة وانتِ حبيبة عمّار، كل سنة وانتِ عيده، ،
------------------------------
سَألتُكِ: هزّي بأجمل كَف عَلى اَلأَرْضِ غصنَ الزمان! لِتَسقُط أوْرَاق ماضٍ وحاضرْ ويولد في لَمْحَة توأمان: ملاك، وشاعر! وَنَعْرِف كَيفَ يعودُ الرَّماد لهيبًا إذا اعترفَ العَاشِقَان! (محمود درويش).

العيون بتحضن، وبتتكلم، وبتوصف، وبتحس، وبتقول كل الكلام اللي مبيتقلش.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة