قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثامن

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثامن

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثامن

نهض ببطئ ينظر لها بشوق العالم كله، واقترب خطوات قليله منها
واردف لها بعينان تلمعان حُباً
كُل سنة وانتِ طيبة ي حبيبة!
هتف الى نفسه دون ان تسمعه
كل سنة وانتِ حبيبة عمّار، كل سنة وانتِ عيده، ،
وقفت حبيبة لدقائق ومن ثم انزلت نقابها على وجهها مع قول عمّار لها بخوف وحذر
إطلعِ يا حبيبة فوج لاحسن عمى درويش يكون چاى ويشوفك واجفه!

صعدت حبيبة سريعاً وتقابلت مع عمتها زاهية تهبط وابتسمت لها وسألتها عن نزهتها اليوم هل كانت سعيدة بها أم لا؟
هبطت زاهية واصطحبها عمار الى منزله ومضت الليلة.
رحلا الضيفان، إلياس ووالدته مع الكثير من الاغراض المعبأة ليأخذوها معهم المعروفه لدى صعيد مصر الزيارة وقاما وليد وعمار باصطحابهم إلى محطه القطار.

مرّت الأيام، استلما وليد وعمار عملهم نهاراً، وشهر وانتهى المكتب الهندسى وقاما ب استلامه وإدارته سوياً، عمار ب أعمال الهندسه ووليد الحسابات المالية للمكتب..
شهور مرت، لا شئ بيومهم سوى العمل وإثبات جدارتهم به، ولكن حتى لو مرت أعوام
بداخل كُل منهم حُلم منشود يود أن يصل إليه، كلمات حفصة لوليد آخر مرة حرّكه
وخوف عمار من أن يسبقه أحد لقطف وردته جعل هذا الأمر يشغله ليلاً ونهاراً..
وأخيراً..

سوف تتزوج آخر شقيقه بشقيقات وليد ولم يبقَ سواه، قرع الطبول
واصوات الاغانى العالية والزغاريد وامتثال المنزل ب أكمله للفرحه العارمة، الحج عبداللاه يشعر بفرحة لإكمال رسالته للنهاية مع فتياته ولم يبق سوى وليد، أما عن عظيمة فهى والدة العروس والافراح وليالِ الملاح لم تترك منزلهم كُل فترة والأخرى..
ياعمى هي فالاچازة ولو حبيبة مچاتش معايا مش هنروح!
تأفف درويش واردف لحفصه.

يووه ي حفصه مش كل مرة تجعدى تتحايلى وتعكرى مزاچى، حبيبة رايحاش الحنة روحى وحدك
ولا شوفى مين من خياتك رايحه معاكِ
تحوقلت حفصه وطرقت كف ب كف وقالت
ياعمى، حبيية طلع عنيها فالمذاكرة السنة دى وجاعدة ع نار مستنية النتيچة
وجسمها نزل النص وعنيها دخلت لچوا وخست واصفرت، تروح تفك عن روحها يعنى هي بتروح فين ولا مين بيشوفها
انا جولت لاه
قالها درويش بعصبية بالغه ونهض من مكانه فقالت له حفصه تتبع رجاءاتها.

طب ورحمة خالتى هناء لا توافج تزور النبي ياشيخ!
صوت التصفيق والزغاريد، ورقص الفتيات وجلوس العروس بالمنتصف مُزينه وترتدى ثوبها الجميل
دلفت حبيبة بردائها الاسود ونقابها ومعها حفصه، قاموا بمصافحة كل من الحاضرات
حتى وصلا الى زمزم وعبلة صافحوهم وجلسوا بجانبهم، اقتربت زمزم من أذن عبلة شقيقتها وأردفت وهي تلتوى بشفتيها
شايفه حبيية چاية ب إيه الحنة؟ ب اسود ومرفعتش النقاب جال
اصل چمالها جاطع وهنحسدوها.

إلتوت شفتى شقيقتها وهي تنظر ناحيتها واردفت لزمزم
منحبهاش البت دى، وتنكه ومغرورة كديتى وداخل عليها دم
في هذا الوقت قامت الجدة دهب بمناداة إحدى الفتيات حفيداتها ل تأتى لها بطبلة وقامت بقرعها والغناء
ردى وراى يابت منك، افرحى يادى الأوضة، جياكى عروسة موضة
افرحى يادى المندرة، جياكى عروسة سكرة
افرحى يادى القاعة، جياكى عروسة الساعة
قامت الفتيات والحاضرات من النساء بالترديد خلفها، فقامت عبلة بالنهوض من مكانها.

وامسكت وشاحاً ولفته حول خصرها واخذت تتراقص ودهب تنظر لها إعجاباً
ومن ثم امسكت يد شقيقتها زمزم تدعوها للرقص معها وبعد عدة مرات وزمزم خجله والفتيات ينادونها
نهضت وأمام شقيقتها اخذا يتراقصا في مشهد جميل وتعالت الزغاريد واخذت تصفق والدتهم لهم فرحا
والجدة دهب تغنى وعيناها تمشطاهم من أعلاهم لأسفلهم إعجاباً.

تنظر لهما حبيية، تريد ان تنفرج عن سجنها وتتعايش سِنها الحقيقي ولكنها حبيسة رداءها وافكار وقوانين والدها الصارمة!
نظرت لهما حفصه وهي تصفق لهما مع ابتسامتها ومن ثم لاحظت شرود حبيية فربتت على كتفها حباً.
انتهيا عبلة وزمزم من رقصتهما، وقامت دهب بدعوة الفتاتان بالجلوس بجانبها فجلسا واردفت لهما
بنات محسب انتم صح! ايا الحلاوة دى يابت منك اتچوزتوا ولا مخطوبين؟
أجابتها والدتهم بالنيابة عنهما وقالت.

لسه يا حچة دهب النصيب مجاش
چاكم اللكايم اومال جاعدين لحد دلوك كيف، دلوك ياچى النصيب ي معدولة
ضحكن الحاضرات، فنظرت دهب ناحية حفصه وأردفت لها ساخرة
خليكِ جاعدة يابت مناع زى عِقد الحزون لا مخطوبة ولا متجوزة وخدامة فبيت عمك لحد م حبيبة هتتجوز وانتِ تجعدى على عودك
شعرت حفصه بالضيق وخاصة عندما ضحك معظم الجالسات ف ردت عليها ب أدب فهى في منزلة جدتها وإمرأة مُسنة على كل حال.

والله ي چدة عيتجدم وييچى كد كدا وانا الل عنرفض، ماهو مش أى چوازة ولا أى واحد
أنا بت مناع المنتصر نچم الدين، وأبوى علمنى ان الل ميجدرنيش ميستاهلنيش
قامت دهب بفعل مصمصه شفتيها و اطرقت كف على كف ومن ثم قالت
النبي چدعة يابت مناع، متطلعيش لأمك دماغك مطيورة ومتكمليش سنة چواز وعاوزة تطلجى عشان چو البلد مش ع هواكِ
تنهدت حفصه بنفاذ صبر، ف دنت حبيبة منها وقالت تهدئها.

حجك عليا انا، ست كابيرة ومتجصدش ي حفصه كأنك مش سامعاها
قبل إنتهاء الحنة، وأخذ الفتيات عجينة الحنة الحمراء كما فالعادة ليقوم جميع الفتيات بوضعها بكفوف يديهم
رحلا حفصه وحبيية حسب تعليمات درويش والتزاما بقوانينه المعروفه عدم قيام حبيبة للرقص وعدم رفعها للنقاب طالما هي خارج المنزل حتى لو كانت وسط سيدات وفتيات مثلها!

انك وإن سلكتَ دروب الوِصال المُظلمة مِت حباً، مِت شوقاً، فلا تتعجل ْ فتُحرم، إذاْ كانت خيراً أتت إليك وتغيرت تدابير الكون لك، وإن لم تكُن، فسيؤتكم الله خيراًً مما أُخذ مِنكُم، فلا تتعجل!
جلس الحج عبدالرحمن أمام عمار واردف
هاه ي عمار، ايه الموضوع المهم الل عاوزنى فيه
تلعثم عمار، ابتلع ريقه ولايعرف من أين يبدء ف استطرد الحج عبدالرحمن له
وفين وليد؟! ماهو عمركم م طلبتوا طلب إلا مع بعض.

نظر عمار إلى عينا والده بعمق وأردق يحدثه
لايابوى، المرة دى دا طلبي أنا لوحدى
طب خير جول؟!
صمت عمار يحاول تهدئه نفسه وترتيب الكلمات داخله ف أردف له والده ثانية
ماتجول يا ولدى، ولا عاوز وليد يجول بالنيابة عنك زى كل مرة؟! إنت تعوز حاچه تجوله
هو يعوز حاچه انت تجول
قالها ومن ثم قهقه الحج عبدالرحمن، إبتسم عمار واردف بشجاعة
ماهو مينفعش وليد المرة دى ياحچ، دا موضوع يخصنى وحدى
طيب أنا سامعاك يابشمهندس جول.

ابوى أنا عاوز نخطب!
تعجب الحچ عبدالرحمن ومن ثم ابتسم واردف
تخطب! طب تثبت فشغلك ودنيتك ونخلص شجتك وبعدين نخطبولك ونچوزوك
انا وامك مستنين الساعه دى من زمان يا ولدى
رفرف عمار ب أهدابه عدة مرات وتنحنح واردف له
ماهو أصل عريسانها كتير، وانا خايف تروح منى
مين هي يا ولدى
أخذ عمار شهيقاً طويلا واردف ب اسمها مرة واحدة
حبيية بت عمى درويش!
إعتدل عبدالرحمن بجلسته واردف متحدثاً بجدية
حبيبة! بت درويش.

ايوة يابوى، نروح نخطبوها الساعة دى الاسبوع ديتى الشهر دي
رفع عبدالرحمن حاجبه واردف
حيلك يا ولدى، نخطبها معنديش مانع، بس شرط عمك المغفلج نعمله فيه ايه؟
عمى أكيد حاطط الشرط للغريب يابوى عشان محدش يتجدم
وبعدين هما مستنين تچيها كليه طب، وانا مهندس ومتوظف
وولد عمها، اكيد شرطه دا مش علينا
وكمان لو هطول اجدم روحى ليها مهر نجدموه، بس تبجى نصيبي
قالها وقد لمعت عيناه، شعر والده بالحب ينبض بين جناب قلب إبنه ووحيده.

رقت مشاعره لحاله واردف له عبدالرحمن
إسمع يا ولدى كلام العجل، هنروح ونخطبوها ونشوف كلام عمك ولو ركب دماغه
يبجا خلاص يا ولدى م نصيبك
نهض عمار من مكانه اعتراضاً وأردف
مش نصيبي كيف يابوى؟!
مش نصيبك وخلاص هنعترضوا ع حكمه ربنا
مش حكمة ربنا دا شرط عمى الل مالوش لازمه، ولو حكمت تدينى ورثى كله ونچيب الدهب الل عاوزه
عبس وجه عبدالرحمن وأردف غاضباً.

ايه كلامك الماسخ الل عتجوله ديتى! ورث ايا الل اديهولك تبيعه وتتاجل بيه بت درويش
ياك الل خلجها مخلجش غيرها، اسمع آخرة الجول
هنروح ونتكلموا عليها، طلع عاجل وحط شرطه ع چنب وانه زى م بتقول للغريب بس
يبجى خير، عاند وركب راسه يبجا الموضوع اتجفل يا ولد تحيه وشيله نهائى من راسك ومعايزش اسمع فيه كلام تانى!

هما توأمان! نفس الشعور بنفس القرار في نفس اللحظة؟!
ايعقل هذا؟ وهل إلى هذا الحد هما ملتصقان..
امى نادى على ابوى
قالها وليد ف اردفت له الجدة دهب
عاوز ابوك وامك ف ايه يامعدل، اكيد فلوس ولا يچيبولك المرة دى عربية م انت منتول وداخل علييك دم من بدرى
امتعض وجه وليد وردف لها ساخرا
عارفه ياچدة انتِ لو تروحى تموتى خميس وچمعة ثم تعودى للحياة السبت الدنيا هتتظبط والله
بعكازها قامت بضربه في أحد ساقيه.

غور كنك غاير، چاك الحِزن عليك وعلى الل چابك
هنا كان الحج عبداللاه دالفاً إلى الداخل وسمعها ف أردف لها ضاحكاً
والل چابه عملك ايا بس ياحجه!
نهضت دهب من مكانها وهي تتمتم
معرفش يربيه لاهو ولا أمه، طاعون أما ياخد الكل
ضحك الحج عبداللاه، ف اقتربت عظيمه واردفت
اهو ابوك جوله انا ماليش صالح
خير يا ام وليد؟
وليد يجولك ياحچ
نظر الحج عبداللاه إلى ولده ف ابتسم وليد واردف بثقه.

اباه، فيه واحدة فدماغى من زمان جوى، واهو دلوك خلصت دراسة وعنشتغل
والحمدلله، ف جولت دا احسن وقت اجولك فيه انى عاوز نخطب، حبيبة بت عمى درويش
عبس عبداللاه ورفرف ب أهدابه وأردف بصوت يشوبه الاسي
وايشمعنا حبيبة؟
ابتسم وليد ونظر لاسفل قدمه وقال بخجل بالغ
بنحبها يابوى من وهي صغيرة! ومعاوزش حد ياخدها منى
تنهد الحج عبداللاه وأردف متعجباً
وهو يعنى مفيش غير بت درويش الل في النجع كله!
انتبه وليد بجدية وقال.

مش فاهم يابوى
كيف مش عارف، دا حتى انت وهو راسين فطاجيه، عمار ولد عمك راح يخطبها انهاردة وابوه عاوزنى نروح معاه!
وقف وليد مذهول! ثمة رصاصة اخترقت قلبه؟
هل قول والده صحيحاً؟ عمار إذاً يحبها مثله، عمار سبقه إليها؟!
ستتزوجه؟ اهكذا هو بالفعل الأمر يا أخى الوحيد وصديق دربي!
هل كُنت مخطئاًبأنىِ أريك الجزء ألا فضل دأئما، أريك الحياه الطيبه الشغف الحب وكثير والكثير من العطف.

واترك لي الجزء الغامض، ذلك الجزء من الحزن والحسره والالم، اترك لي الاسود، اترك لي ذاتى المشتته خذلانى المتكرر ويأسى المحتم، لا تنخدع ابدا في ابتسامتى يا أخى ولاتلك الكلمات المداويه ولا تشجيعى المستمر وإخبارك بأن كل شئ على مايرام ها انا هنا اتحدث من قاع يأسئ وآلمى كلمات اتشبس بها قابعا في حزن ينهشنى!
يعنى إيه يابوى؟
يعنى يا ولدى هي مش نصيبك، سواء كانت من نصيب ولد عمك او لاء فهى كانت فدماغه.

وولد عمك دا اخوك، يعنى عمرى م اعادى اخوى عشان چوازه!
شاور على اى بت تانيه ونخطبهالك، لكن بت درويش مش نصيبك ومش هنخسر اخوى ولا ولده عشان چوازتها، شيل طلبك فجلبك ولو عاوز تفضل على ود مع ولد عمك متچبش سيرة!
ترك وليد المكان وفر هارباً الى حديقتهم، جلس وحده متألماً يناجى قلبه ويبكِ لسوء حظاً لم يدركه يوماً أنه سيأتى حتماً.
بغرفة استقبال الضيف لدى منزل درويش..

كان يجلس عمار ووالده الحج عبدالرحمن وعمه الحج عبداللاه، وضعت حفصه صنية بها ثلاثة أكواب شاى وفنجان قهوة كما طلب عمار وذهبت..
جلس درويش أمامهم وقد عاد بظهره للخلف مع قوله
خير يا حج عبدالرحمن
تنهد الرجل ونظر نحو عمار وأردف
درويش، انهاردة أنا چاى اخطب حبيبة لولدى البشمهندس عمار.

إبتسم درويش، وامسك كوب الشاى بينما بالخارج كانت تقف حفصة تستمع وتحتضن حبيبة، تعجبت حبيبة وظنت انه هو صاحب الخطابات المجهولة ف ابتسمت
ونعود الى غرفة الاستقبال، عمّ الصمت المكان ف كسره الحج عبداللاه
هاه يا درويش جولت ايه؟
بعد اذنك ياعمى وبعد اذنك يابوى
قالها عمار، ف افسحا له مجال الحديث
انا هنكمل تعليمها عندى أى ان كان الكلية الل هتچيها,وشجتى شهور وتخلص
والل عاوزه انا تحت امرك فيه وسداد.

نظر له درويش مالياً وأردف بنبرة صوته الصارمة
هتاجلها بالدهب يا بشمهندس؟!
نظر عمار إلى والده وعمه، ومن ثم قال الحج عبدالرحمن
احنا جولنا الشرط المغفلق ديتى للغُرب..
قاطعه درويش واردف بنبرة صوت عالية نسبياً
للغرب والقرب، الشرط دا للى يستاهل بتى وينحت فالصخر ويچيبه
وزن بتى دهب، دا مهرحبيبة درويش المنتصر بالله نجم الدين، وعالجريب جبل الغريب
نهض الحج عبدالرحمن معترضاً
وه! مش كلام ديتى يا ولد عمى!

اعترض الحج عبداللاه وأردف
مش الدهب هو الل هيخلى چوزها يستاهلها، جالك عمار هيخليها تكمل الجامعة عنده
والمهر الل تطلبه والدهب الل تعوزه شبكه، والفرش احسن فرش ان شالله يتچاب من مصر
والشِجه هنبنيها فالبيت البحرى هيتچوز هو ووليد هناك، هو شِجه ووليد شِجه
والبيت البحرى مبنى على قيراط ارض، ودا مهندس ومتوظف وزينة شباب النجع وزينة بيت نجم الدين كله
عارفش عتتحفلط انت وتتنك على ايه يا ولد عمى!

وضع درويش ساق على الأخرى واستند بظهره الى مقعده، وقال بغرور
وانا بتى هتبجى داكتورة، وحلاوتها مچابتهاش بت من بنات النجع، وأدب وأخلاج الشمس مش بتشوف وشها، وانا شايف ان دا الل يستاهل بتى، وزنها دهب
جوموا بينا، جعادنا هنيتى جِلة جيمة لينا كُلنا
نهض الحچ عبدالرحمن ينفض عباءته، ومن ثم نهض الحج عبداللاه وعمار، سمعا حفصه وحبيبة ففرا هاربتان الى أعلى سريعاً.

ترجلا عبدالرحمن وعبداللاه ف وقف عمار أمام عمه درويش وعيناه تتحدث توسلاً
ياعمى مش كدا، الدين مجالش كدا دا حديث رسولنا الشريف جال
(إذا أتاكم من تَرضَون دِينَه وخُلُقَه فأنكِحوه إن لا تفعلُوه تكن فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ كبيرٌ. قالوا: يا رسولَ اللهِ وإن كان فيه؟ قال: إذا جاءكُم مَن تَرضَون دينَه وخُلُقَه فأنكِحوهُ).
وفي حديث تانى جال.

(تَزَوَّجُوا الودودَ الولودَ فَإِنِّي مكاثِرٌ بِكُمُ الأنبياءَ يومَ القيامَةِ)
والل بتجوله مش من الدين ياعمى
تقاعص درويش في جلسته وأردف
خلصت كلامك يابشمهندس! وانا مهر بتى انت عرفته، عرفت تچيبه بتى ليك
معرفتش، الطريج الل تمشى فيه بتى عاوزك تمشى الناحية التانية!
رحل عمار معهم ونظر لأعلى بعينان يتحدث أسي وألم، لم يصعد الى منزله ذهب إلى الحديقة فوجد وليد هناك، تماثل وليد انه بخير وقام بسؤاله.

كدا تروح تخطب ومتجوليش؟؛
فك عمار رابطه عنقه وأردف بضيق شديد
وليد عاوزش اتكلم
صمت وليد وعلم كل شئ، فالخطاب يتضح مابه من عنوانه، تم رفضه
والاكيد انه بسبب الشرط الصعب!
مامرت الدقائق حتى انضم إليهم همام وجلس
كنت معدى جولت اشوف جاعدين ولالاه، مالك يابوعمار
تأفف عمار ونهض راحلاً مع قوله
انا ماشى
نظر همام ناحيته وأردف الى وليد الذي ترقرت الدمعه بعينيه وهو ينظر ناحية عمار
هو ماله
راح اتجدم لحبيبه ورفضه عمك.

اندهش همام ورفع حاجبيه قائلا
اترفض! عمار اترفض، اومال انا لو اتجدمت للى عايزها هيضربونى بالنار
دا متوظف وكليته بسم الله ماشاء الله وشجته تحت امره فين المشكلة؟
تنهد وليد وأردف
المشكلة فالشرط بتاع عمك درويش الل مش عارف فيه چن عليه اسمه بته تتوزن دهب ولا معمول سحر له بيه حاچه تفلق!
صمتا الاثنين ف قام همام بسؤال وليد
طب وأنت زعلان ليه؟!
صمت وليد وهم بمسح دمعه توشك عالنزول ف تعجب همام واردف.

عتبكى! مفيش راچل عيبكى يابواخوه، ولا فيه صعيدى عتنزل منه الدمعة
رفع وليد وجهه إلى همام قائلا
ليه يعنى الراجل عيحسش، معندوش جلب!
تعجب همام واردف له متسائلا فالامر بغاية الغرابة عليه
زعلان من الل حصل مع عمار ولا فيه حاچه تانى؟!
صمت وليد فتابع همام
هو فيه ايه يا وليد؟
همام، همّ الدنيا فوج جلبى، ورحمة ميتينك ياشيخ ياتسكت يا تبطل سؤلاتك دى لأن عنديش إچابة.

تفهم همام ان امر وليد امر جلل وإلا ما الذي حوله من حِس الفكاهه والمرح الى هذا الصمت والبكاء والحزن الا اذا كان أمراً صعب لايمكن تخيله ولا الحديث عنه.

كرات الصوف وإبرة الكروشيه بيد عبله، وشقيقتها زمزم تقوم بترتيب غرفتهم إثر تحدثهم سوياً ف اردفت عبلة
سبحان الله لا نحبها ولا نطيجها، جال وهتبجى داكتورة ومستنين طب تچيها
كانت زمزم شاردة وهي تقوم بترتيب الفراش، فقامت عبلة بمنادتها
زمزم! ايا فينك
مفيش
عتفكرى ف إيه، بجولك عالبت حبيبة المخوتة دى، جال دكتورة جال
ايوا صحيح ابوكِ رد عالعريس الل چايلك واخوه الل چاى ليا وجال لاه
انتبهت زمزم وأردفت لها.

طب الحمدلله، انا مكنتش مرتاحه وخوفت يوافج
لاه ماهما كانوا عاوزين يسكنونا مصر، وابوكِ مارضيش
عادت زمزم لصمتها، ومن ثم استمعت إلى صوت صهيل خيل يقترب، هرولت ناحية النافذة
وفتحتها ل تجده أمامها، عمار!
فوق الحصان يقوده بسرعه عابس الوجه يرتدى جلبابه داكن اللون وقد نبتت ذقنه وشاربه، وقفت تترقبه ومع كل خطوة له كان يهتز قلبها.

هو يفكر بحبيبه ولايستطيع ان يخرج خارج بوتقه احزانه، وهي بالاعلى تفكر به وبحزنه فتتنهد وتنظر إلى السماء مناجية ربّها، يارب
تفتكرى يكون عمار هو صاحب الچوابات يا حفصه؟!
قالتها حبيبه ووجهها بدا عليه الشحوب، ف اردفت حفصه شاردة
أفتكر وجعة مربربة بين ولاد العم ولا الافلام الهندى
استفاقت من شرودها ونظرت إلى حبيبة منتبهه لتوعكها
انتِ لسه تعبانه؟! الدوا معملش معاكِ نتيجة.

اومأت حبيبة رأسها نفيا ً، ومن ثم هرولت ناحية المرحاض تتقيأ لتفرغ كل مافى معدتها
وهرولت خلفها حفصه فزعه لتردف
لاه مش معجول كديتى، استفراغ واسهال من الصبح انا هجول لعمى نطلع بيكِ عالمستشفى
وسرعان م كانا في المشفى ليخبرهم الطبيب انها نازلة معوية حادة ولابد من حجزها ليتم حقنها واعطاءها المحاليل المغذية المناسبة.

لاندرى من أين سمع هذا خبر وجود حبيبة بالمشفى، وانتظر خروج عمه درويش إلى الخارج يجلب لها العلاج
فدلف إلى الغرفه، لتتفاجئ حبيبة وحفصه به فيردف عمار بنبرة تحمل الحنين والشوق والعشق المدفون
الف سلامة عليكِ ياجلبي، انا معرفتش اجعد مكانى لما شوفت عمى طالع بيكِ بليل وإحساسي كان فمحله
هرولت حفصه ناحيته خوفا تخرجه خارج الغرفه.

يخربيت مطنك اطلع برة چاك العذاب، دا هوايل علينا وعاللى جابونا يامخبل عمى درويش لو شافك
هيجتلك ويجتلها يا مُرى
نظر عمار ناحية حبيبة واردف
مش هسيبك يا حبيبة سامعة، مش هخلى حد يبعدك عنى
انا همشى عشان عمى، بس هستنى برة المستشفى لحد م تطلعى بالسلامة
ومتخافيش مش هتسبب ف أذيه ليكِ يابت عمى، اروح انا واسمى ولا يحصلك شر يا حبيبة
تركها وانصرف، فهرولت خلفه حفصه تتفحص المكان فلم تجد عمها، تنفست الصعداء.

وحمدت ربها ودلفت تمسح على رأس حبيية مع قولها
وبعدين فمسلسل مسرح العشاج ديتى، يارب چيبها چمايل!
----------------------------------------.

فكرك هنسي الغدر واصالح
ولا القلب عاد بيسامح
لا مش ممكن، ( من كتاب غناوى العشق والتوهه خالد عبدالمعطى)
إسمع منى، حاول تحب كل حاجه بتحزنك وبتشيلك الطين، جايز تمشى وتسيبنا زى كل حاچه حبيناها!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة