قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل التاسع

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل التاسع

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل التاسع

سالخير يا خالتى چواهر
قالتها حفصه وهي في طريقها تشترى بعض اغراض المنزل وتقابلت مع جارتهم، فردت الجارة السلام بطريقه سخيفه، لاحظت حفصة ف أردفت إليها
اومال مالك ياخالتى بتردى وتحت ضرسك حبهان ناشف!
نظرت المرأة إلى حفصه وقد قامت بفعل مصمصة شفتيها وأردفت
يعنى يابت مناع عارفاش فيه ايه
لاه عارفاش
ولدى فيه ايه يتعيب عشان ترفضيه! دا شاذلى زينه الرجالة والنجع كله وشجته چاهزة فالبيت.

ترفضيه حتى من غير ماتاخدى وتدى مع روحك وتفكرى
تذكرت حفصة شأن هذا العريس، فهو آخر شخص تقدم لخطبتها منذ شهور وقامت برفضه ككل مرة سابقه لأى رجل يتقدم لها بشأن الزواج..
تنهدت حفصة وقالت مدافعه عن حالها
والله ياخالتى چواهر الچواز جسمة ونصيب، وولدك زى الفل أنا بس الل مش عاوزة دلوك چواز مش حاطه فبالى الموضوع
نظرت لها السيدة من أسفلها لاعلاها وقالت.

اهو شاذلى ولدى اسم الله عليه خطب وشهر ويدخل ان شاء الله، نبجوا نعزموكِ يابت مناع وتحضرى وعيجبالك!
رفعت حفصة إحدى حاجبيها وأردفت وهي تلتوى بشفتيها
طب كويس ياخالة عشان ناچى فحنته ونتحزم ونرجصله، عن أذنك!
تركتها ومضت تشترى بقية قائمة اغراضها ومن ثم تعود للمنزل، أما عن حبيبة فكانت مع والدها حينما اتته رسالة قبول حبيبة بكلية الطب جامعه الاقصر، فنهض درويش من مكانه متهللة اساريره وهو يدعوها ليخبرها.

حبيبة,بت يا حبيبة، بجيتى داكتورة يابت ابوكِ، والله ورفعتِ راسي
قفزت حبيبة بمكانها فرحاً ومن ثم سحبت وشاحاً وسجدت لله شُكراً مع دلوف حفصة من الخارج
لتجدهم هكذا ويخبرها درويش فتقوم بفعل الزغرودة مراراً وتكراراً حتى يستمع كل من حولهم!
دلفت تحية إلى غرفة عمار إبنها تطمئن إلى حاله، فمن يوم تقدمه إلى خِطبة حبيبة وهو لايخرج من غرفته ولا يتحدث إلى أحد.

دلفت واغلقت الباب خلفها وجلست إلى فراشه إثر وقوفه بجانب الشُرفة ينظر إلى السماء
إسمعنى يا ولدى، عيشنا طول عمرنا عارفين إن محدش بياخد غير نصيبه
وإن مرت حد مبياخدهاش حد تانى واصل!
نظر عمار إلى والدته وعيناه تمتلئ رجاءاً، ف أكملت هي
اللى ربنا بيريده كُله خير يا عمار، ربنا مبيكتبش شر على بنى آدم ابداً
وجلبي ياماه!
ربك يتولاه يا ولدى.

بس ربنا الل خلآنى أحبها، واتعلج بيها، ربنا الل كتب كل دا عليّا ومستحيل يبعدها عنى بعد كُل الحب الل فجلبي ليها
تنهدت والدته العجوز وقالت ب حنو وهي تربت على رأسه
زمان، كنت كُل م أولد واحد من اخواتك ويموت، الل يموت على أسبوعين
والل يموت على شهر، والل أولده ميت، كنت أجول
يارب ليه مش بيعيش ليّا ذرية! كُنت خايفه أبوك يتچوز عليّا عشان يخلف عيّل يشيل إسمه.

كُنت أصلى واجول يارب ولد واحد وراضيه بيه بس يعيش، وچيت إنت
ربيتك تربية الناس كُلها بتشهد بيها، واتعلمت علام أحسن من أى حد
أبوك سمّاك عمّار عشان تعيش وتجعد، عشان تعمر من ذريتك الل متكتبش له هو.

فهمت ساعتها إن ربنا رزجنا بيك وبس، يمكن لو أخواتك الل خلفتهم عاشوا وأتوفوا كبار ياولدى، كُنت مُت انا بحسرتى أو كان ربنا كتب عليك حاچه وحشه فيك كان راح فيها أبوك، لكن ربنا أراد ان ميكونش غيرك، عشان نعرفوا نربوك ونعلموك ويبجا ليك إنت كل حاچه نحتكم عليها أنا وأبوك!
تبسم عمّار وأراد أن يداعب والدته بكلماته حينما وجد الدموع بدأت تنساب على وجنتيها.

كنتِ سيبتيه يتچوز يا أمى، كان زمان ليا أخوات بدل جعدتى وحدانى
ابتسمت والدته وقالت له مبتسم ثغرها
جولتله زمان لو اتچوزت عليّا باعبدالرحمن هسيب البيت وماهتعرف ليّا طريج، وبعدين هو أنت وحدانى؟! ليك بدل الأخ ٨، صح ولا لاء
نظر عمار الى اسفل مبتسماً ف أكملت له والدته وهي تربت على كف يده
ربنا يا ولدى له حٌكمه فكل حاچه، والل مبنعرفوش دلوكت ليه، بنِعرفه بعدين!

تركته وأنصرفت، تنفس بعمق واتجه نحو القبلة لينوى صلاته كالعادة، وفي سجدته الأخيرة؛ دعا ربَّه قائلاً
اللهم إن كانت خيراً لي فَقرِّبها مني، وقرِّبني منها، اللهم إن كانت شرَّاً لي، ،
توقَّف قلبه قليلاً! ثمَّ أكمل
ف أقلبها خيراً، وقرَّبها مني، وقرَّبني منها!
ف تبسَّم قلبه، وتبسمت روحه، وترك الأمر لمن بيده الأمر كله.

عِشرون صمتاً، لستُ وحدك صامتاً، ف كل من حَولك قد خُيطت افواههم!
كانا هُناك يجلسان، همام ووليد أمام منزل همام على الاريكة الخشبية الصغيرة الموضوعة خارج المنزل..
تنهد وليد واردف وهو ينظر بالفضاء أمامه
تفتكر الواحد يشتغل إيه ولا يعمل ايه عشان يچيب 55كيلو دهب!
تعجب همام ونظر إليه بعدما ارتشف من كوب الشاى الخاص به رشفه، وأردف له
تجصد إيه؟ عشان عمّار يعنى يعمل إيه عشان يچيب لعمك درويش 55كيلو دهب!

نظر وليد ناحيته وصمت كعهده لايبوح ولايُفصح عما بداخله، فتابع همام مردفاً بطريقة هزلية كى يخرج وليد عن حاجز صمته وحزنه ذلك الشعور الجديد عليه
ممكن يجيبهم فكذا حالة، اولاً يلاجى آثار..
قالها ضاحكاً وتابع
واخد بالك ياابوعمو، راس فرعون دهب كديتى نحفر تحت البيت نلاجيها
ضحك وليد ضحكة خفيفة فتابع همام
او تشتغل بياع مخدرات، تاچر كابير بس اتدارى عن الحكومة
واللهِ؟!

ايوة، مش سألتنى عمار يچيب ازاى ال٥٥كيلو دهب! اسمع منى
او يسرج بنك كابير، ساعتها يچيب الدهب ويتچوز حبيبة ونخلص منه المرار الطافح دا
وعمك درويش ربنا يهده
ضحك وليد ضحكه عالية وقام بصفع همام خلف أحد كتفيه ومن ثم أردف
ودلوك حبيبة اتجبلت فكلية الطب كمان! عمك درويش هيخلى المِرواح لبيته بميعاد وورجة دمغه بعد كديتى!

الفرحة عارمة بمنزل درويش، ستصبح حبيبة طبيبة كما حَلُمت وكما كانت بُغية والدتها رحمها الله، قامت حفصة بتقديم إقتراح إلى عمها وهو فعل ليلة فرح يدعو بها فتيات النجع الاقارب واصدقاء وزميلات حبيبة.

وان لمرة واحدة تجلس حبيبة معهم بدون نقاب حتى يشاركانها الفرحة، وفي طلب حفصة هذا قامت بالضغط عليه ب أنها يتيمه وهذه المرة الأولى ل حبيبة ان تفرح هكذا بعد وفاة والدتها وان من الصعب وجود هناء معها بهذا الموقف فسيعوضها جمع الفتيات هذا، وقد كان!

كانوا يتغنون ويتراقصون معها والمنزل يعجّ بالفتيات، وبالخارج يقوم درويش بتوزيع زجاجات المياة الغازية اعداد مهولة على المنازل كُلها فرحة للطبيبة المستقبلية، حبيبة درويش!
وفي اجواء الاحتفال نهضت مسك من مكانها ودعت حبيبة ان تقترب منها وقالت
غَمضى عينك يا داكتورة
ابتسمت حبيبة واغمضت عيناها فقامت مسك ب إخراج قلادة من علبه قطيفه
وقامت بتلبيسها في رقبة حبيبة متدلى منها إسم حبيبة باللغه العربيه.

فتحت حبيبة عيناها وتحسستها برقبتها متهلل ثغرها قائله
الله! دى حلوة جوى! متشكرة جوى يا مسك، دى دهب!
إبتسمت مسك وقالت
ايوا دهب، الغالى للغالى
قامت حبيبة بعناقها ومن ثم أردفت
تعبتِ روحك يامسك، دى أحلى حاچة جاتلى فحياتى
ضحكت مسك بخبث ودنت من أذن حبيبة وقالت هامسه بعيداً عن صخب الفتيات
دى مش منّى أنى، انا يدوبك وسيط ومتجوليش لحد لاحسن عمى درويش يطخ الكُل عيار ويخلص علينا.

تعجبت حبيبة وهي تلامس القلادة على صدرها وقالت
أومال من مين؟!
همست مسك ب أذن حبيبة
جدام الناس جولى انها منى حلاوة نچاحك، لكن بينك وبينى انتِ داكتورة ومخك كابير
كيف كل دا عارفاش ولا حاسه
قامت حبيبة بالتحدث إلى مسك هامسة هي الاخرى ونبرة صوتها ترتجى معرفه مَن صاحب الهدية
طب جولى مين وأنا أكيد مش هجول لحد؟! خالك عمّار؟!
أومأت مسك برأسها نافية وقالت.

كُنت فاكراكِ أذكى من كديتى، لاه مش خالى عمار ومش هنجولك هييچى اليوم وهتعرفى وحدك
تركتها مسك وعادت إلى صخب الفتيات والرقص والاغانى، وتركت حبيبة بحيرتها
أما عن حفصه ففتحت باب المنزل لتجد وليد أمامها ومعه صندوق ممتلئ من زجاجات المياه الغازية ف أردفت حفصة
ياناس أصرِخ وأجول بووووه، عاوز إيه يا جارشهم دلوك! عمى درويش لو چَه وشافك
قاطعها وليد وأردف.

عمى درويش هو الل باعتنى بصندوق البيبس ديتى وجالى وديه عالبيت عشان عايزينه
مش چيبته! يالا مع السلامه
طب اشوفها يا حفصة، بَصة من بعيد ربنا يريح جلبك ياخيتى
قالها بنبرة اشتياق بالغه، ف أردفت حفصة
إسمع عشان خُلجى ضيق، بلا أشوفها بلا أولع فيها، عاوزها اتجدم تخوتناش معاك
اتجدم بعد م عمار طلبها! ولد عمى وأخوى؟!
اقتربت حفصه منه وقالت وهي تلكمه بقبضه يدها في صدره.

ونعملك ايه إذا كنت واجف محلك سر تبعت فچوابات وتبعت فجلة حيا لحد م هو سبجك بخطوة
واصلا كديتى ولا كديتى انتو الاتنين مرفوضين عشان الشرط بتاع عمى درويش
نظر وليد إلى اسفل قدميه ومن ثم تابعت حفصة
أنا أعرف حاچه واحدة، جادر فعلا تروح تچيب الل يوزن حبيبة دهب
تشتغل، تسافر تتجلب على بوزك مالناش صالح المهم تثبت انك عاوزها حتى لو عمّار طلبها جبلك.

عالعين والراس، عارفش وهتجعد تجولى عمار چه طلبهاوعمار چه حرجها بچاز هجولك كلام ممنوش فايدة
وكلام ناس معاوزاش تعمل حاچه وعاچبها حالها كديتى، ووسع عشان هجفل الباب!
قامت بغلق الباب في وجهه وتركته يتردد حديثها بذهنه مراراً وتكراراً، هل سيفعلها أم سيبقَ بمحله كعهده؟
مناقشه حادة تدور بين عمّار ووالده الحج عبدالرحمن حول نفس الموضوع القائم والذي لاينفك عنه عمار وعن الحديث به.

يادى المرار الطافح والل ننامو فيه نصبحوا فيه
بالله عليك يابوى، بالله، انا هبعت لعمى صفوت واجوله يبعت لي الفيزا وفظرف سنه واحدة هچيب المهر الل عايزه عمى درويش، انا مهندس ووظيفتى برة مطلوبة بمرتب كابير
والوظيفه هنا هجدم على أجازة
نظر له والده وتحوقل مع طرق كفه بكف قائلا
يعنى صفوت ابوالفضل هيبعت لك الفيزا وفسنه تجيب مهر ست الحسن والچمال
الل خلقها مخلقش غيرها وطيرت عجل ولدى الوحدانى!

عشان خاطرى يابوى، انا كلمت عمى محسب وخدت رقم عمى صفوت وهنجوله
وبإذن الله اسافر وأرجع ومعايا مهرها، هعمل زى چَدى نچم الدين، مخدش حاچه من ابوه وسَافر واشتغل وچاب مهر چدتى لولية
اقترب الحج عبدالرحمن منه ووضع كف يده على كتف عمار قائلا
عاوز تتغرب وتشرب المُر عشان فالاخر نعمل الچنان الل فدماغ عمك درويش
ونچيبوا وزن السنيورة بته دهب، وإنت ولدى الوحيد وم صدجت تكبر قصاد عينى ونفرح بيك!

جولى فيها ايه زيادة عن غيرها حبيبة بت درويش؟
بنحبها يابوى، عاوز اتچوز واحدة بنحبها، عاوز يرتاح جلبي مع الل مشافش غيرها مهما روحت وچيت
حبيبة فجلبي من يوم م اتولدت، والله يابوى مهعرف نعيش مع أى واحدة غيرها
حتى لو كانت ملكة چمال، انا عاوز حبيبة
ربت الحج عبدالرحمن على يد عمار بحنو وأردف بنبرة هادئه قليلاً
يا ولدى الحُب عياچى مع العِشرة، أمك اتچوزتها عادى چدتك دهب اختارتها واتچوزنا.

ومع الوقت حبيتها وما اقدر ادخل البيت وإنتِ مش فيه يا أم عمّار
الل أنت فيه دلوك بُكرة تضحك عليه، وتتچوز غيرها وتعيشوا وتخلفوا وربنا يوفقك فبيتك يا ولدى
نظر عمار ب إصرار لعينا والده وأردف قائلا بثقه
وچدى نجم منسيش واتچوز الل عاوزها، وأنا مش هسيب حبيبة
بعد اذنك يابوى، هخلص اجراءات سفرى وهنسافر!
ثوباً حريرى، ثوباً من القطن وآخر من القماش الفاخر، الوان زاهية، حتى النقاب.

جلبوا لها العديد الوان مُبهجه تليق بطالبة كلية الطب بالفعل، الابيض، الزهرى، الرمادى، النبيتى..
درويش وحفصة مصطحبان حبيبة الى المحلات والمتجر ب الاقصر كى يحضرون اغراضها من ملابس واشياء لازمه لها للالتحاق بالجامعة،
واذ كانت تقوم حبيبة بقياس أحد الاثواب داخل غرفة تبديل الملابس، وتنتظرها حفصه بالخارج.

ودرويش خارج المحل ينظر هنا وهنا ويقوم بدفع المال، اغتنم وليد لحظة انشغال حفصه وهي تبحث لها عن ثوب اخر بشكل جديد وسط الملابس المعلقه والمعروضه.
وظهر ل حبيبة حينما فتحت باب غرفه تبديل الملابس، وجدته أمامها!
فهو منذ الصباح يتابعهم في صمت حينما علم ان هذا اليوم سيشترون لها ملابسها فبطريقه غير مباشرة قيل امامه من احدى شقيقاته والتي على صلة بحفصه.
عندما رأته حبيبة تفاجئت وخبأت وجهها وقالت له بخوف.

وليد! ايه چايبك هنا؟!
نظر لها مالياً وتفحص وجهها كله كأنه كان يشعر بالعطش والآن تجرع الماء!
أردف وعيناه تتحدث هياماً مع اختلاطها بالدمع
انا آسف يا حبيبة!
كانت تنظر حبيبة يميناً ويساراً وتردف له وهي تهتز رُعباً
أبوس يدك امشى، م صدجت ابوى بجاله فترة كويس معاى
انا ماشى حاضر، انا بس كنت عاوز اجولك انى والله رغم سكوتى لكن چوا جلبي ربنا عارف فيه ايه.

وانى مضطر اسكت ومضطر اجف مكانى، بس مش عشان ساكت يبجى معنديش جلب
اومأت حبيبة رأسها بعدم فهم وقالت
فهماش حاچه! أمانه تمشى يا ولد عمى
حاضر همشى، بس أوعى يا حبيبة مهما كان الل ربنا رايده، تنسي وليد ولا إنت عند وليد إيه ولا الوعد الل جولته ليكِ فودنك وإنت عمرك ساعات لسه..
وعلى الفور أختفى من أمامها وعاد من الباب الخلفى كما أتى، وفالوقت ذاته اتت حفصه ومعها العديد من الفساتين وهي مبتسمه قائله.

الله عالجمراية الداكتورة بتاعتنا، يلا ياعسل غيرى والبسي دول، انا هدبس ابوكِ انهاردة فكام ألف هو عندنا كام حبيبة!
في هذه اللحظة ارتمت حبيبة ب أحضان حفصه وهي تحبس دمعاتها، وقلبها يهتز خوفاً، تساؤلاً
هناك شئ غير مفهوم بالنسبة لها، أما بالنسبة لترجمة قلبها
فهو يعلم قبل إدراك عقلها، ماذا حلّ به، ,.

مازلنا كما نحن، نحتفظ بما يؤذينا بداخلنا، مازلنا نحاول أن نكون أخياراً، نحسن إلى الناس و لا نؤذي، و بسبب ما كنا نظن أنه من اللباقة، لم نعد نستطيع أن نبوح بما نشعر، فقدنا القدرة على التعبير، جمُدت الكلمات في قلوبنا، فظهرنا كما لو أننا لا نشعر.
إنت أنانى!
قالها وليد بعنف متوجهاً بحديثه الى عمّارف أردف عمار مُدافعا عن نفسه
انا أنانى! ليه كديتى يا ولد عمى!

روحت تخطب حبيبة ومجولتش، حتى ملمحتش ولا حكيت معاى
خدت قرار تسافروحدك وتسيب الشغل والمكتب بتاعنا! خلصت ورجك وخلاص مسافروينعل ابوى أنا
تبجى أنانى ولالاه!
نظر عمار الى وليد وتنهد بعمق ومن أردف
عارف ليه مجولتش ليك على ان عاوز حبيبة ورايح نخطبها
عقد وليد ذراعيه أمام صدره وأردف
إتفضل، جول ليه؟!
عشان مكنتش هتوافج وهتكسر مجاديفى وأنا عارف
وانا هعمل كدا ليه؟
جلس عمارالى اقرب مقعد وأردف له.

انت شايف انى كنت بتاع بنات، عنكلم دى ودى وشذا ورهان، فهتجولى بردك تخطب حبيبة بت عمك
الجُطة المغمضه! الل لا تعرف السما من العما لا طبعا مينفعش
مش كديتى؟
هنا نهض وليد من مجلسه وأردف بنبرة عصبية
ايوا هجول كديتى، حبيبة مش بتاعتك ومينفعشى بعد م كلمت دى ودى فالاخر ناخدوا المتربية الل متعرفش طريج بيتهم وحدها
رفع عماربصره الى وليد وأردف بنبرته الهادئه.

حرام عليك أما تبجى اخوى وصاحبي وتوأمى وتظلمنى، انت اكتر واحد عارف ان البنات الل كنت نكلمها كنت نكلمهم نتطمن على نتيچة، حد عاوز مساعدة نساعد
مشروع التخرچ، حتى شذى من اول مكالمة اعترفت ليها بالرهان ووضحت لها أن انا جبلته عشان أحذرها
وهي لجدعنتى معاها حَبتنى وكنت كل م ابعدها عنى مكانتش عاوزة!
وكان كله على يدك، كنت نتكلم فحدود الأدب والزماله
يمكن كنت غلطان، لكن دلوك وبعد كام سنه ليا علاقه بحد؟!

عملت حاچه غلط نتحاسب عليها؟!
يبجى ليه يوم م اعوز اكمل نص دينى وحياتى متبجاش حبيبة؟!
أقترب وليد من مجلس عمار وأردف له وكأن قلبه المتحدث وليس لسانه
من ميتى وأنت بتحبها؟!
نهض عمار، وشرد وسط الشجيرات بحديقتهم وأخذ يقتطف الاوراق وهو يتحدث
من يوم م وعيت ولاجيتها جدامى، حبيبة فعجلى وجلبي من وانا لسه عيّل
لمّا كنت نشتريلها بمصروفى كُل الحلويات الل عتحبها ونبعتها مع حفصه.

لمّا كنت نروح لحد بيت عمك نوجف تحته بالساعات على أمل المح خيالها فالشباك
حبيبة فجلبي من أول م تمنيت ليا زوچه وحب، احسب عمرى يا وليد و كد عمر 10مرات
حُبي ليها.
صمت وليد وهو ينظر له مالياً وأردف بنبرة متهدجه
وهتسافر خلاص واكون هنا وحدى؟! إحنا عمرنا م افترجنا
هنا ابتسم عمار وقام بعناق وليد وأردف له
عشان أجيب مهرها حتى لو هتطلع روحى، سنة واحدة وتبجى معاى حبيية فحضنى.

وإنت سنه وارجعلك، حتى ساعتها نچوزوك نوران الل هتموت عليك فالبنك دى
قالها ضاحكاً فتذكر وليد وقام ب لكزه في أحد كتفيه وهو يردد
ياخى متفكرنيش
أومأ عمار ب راسه وأردف
فيها ايه، زاميلتك وشكلها باين أنها معجبه بيك من اول يوم حكتلى واتعينت فالبنك، مفيهاش حاچه يعنى أدى نفسك فرصه چايز، ربنا يفرح جلبك وجلبي باللى يستاهلونا.

ضحك وليد بسخرية وأشاح بنظره بعيداً، فقام عمار ب اصطحابه يكملا سيرهما بالحديقه وسط الاجواء الليلة الجميلة والمناخ الهادئ في ضوء القمر ورائحة الفواكه!
وإلى الجامعة..
قام درويش بتوصيل حبيبة إلى هناك، وقد جلب جدول محاضراتها فعلم متى انتهاءها، قام بالطبع بتوصيتها الوصايا العشر، وأخبرها ب أنه سيعود ليعود بها الى المنزل.

دلفت حبيبة مُنبهرة ب أجواء الجامعة والكُليه كلية الطب كانت تنظر هنا وهناك وكأنها عصفور حبيس وأخيراً قاموا بفتح القفص له ليتنفس ويطييييير ويحلق بجناحيه.
دلفت إلى مكان محاضراتها وجلست بردائها الجميل ونقابها الابيض تنتظر حتى ظهر عمّار من بين الجموع من الطلاب، شهقت ف حاول ان يمر حتى وصل إليها وجلس على مسافه قصيرة منها وأردف لها.

الف مبروك يا أحلى دكتورة فالدنيا، أنا مكانش لازم أچى عشان عمى وعشان مسببش ليكِ مشاكل
بس غصب عنى كان لازم أودعك، أنا مسافر بليل يا حبيبتي
مسافر أجيب مهرك وراجع اخدك ليّا ولبيتى يا أغلى من نور عيون عمّار!
استنينى وعاوزك تذاكرى ومتضيعيش وقت، وخدى بالك من روحك يا أغلى من روحى
وملكيش صالح بحد نهائى عشان الچامعة دى عالم كابير جوى كل م كُنت فحالك يكون أحسن.

تركها وقد أعطاها صندوق مغلق وغادر ,حب استطلاعها فتحت الصندوق وجدت مصحفاً ملوناً جميل الشكل
وباقة ورد صغيرة ومجموعة اقلام فاخره وكشكول سلك مطبوع على غلافه الطبيبة حبيبة درويش المنتصر بالله..
ابتسمت واغلقته مرة أخرى وفكرت كيف ستخبأه من والدها حتى تذهب به إلى حفصه وتخبرها ماحدث!
على قسمات وجهه بدا الغضب، كان إلياس في طريقه على الدرج يصعد للدور العلوى وهو يتحدث بعصبيه متناهية ونبرة صوت عالية.

قولتلك كذا مرة ياماما مبحبش الاسلوب دا
اوقفته زاهية وهي تقف خلفه وقالت
إسلوب إيه؟ شايف عندك كام سنه ولسه متجوزتش، وكل مرة تطلعلى حِجة فكل بنت اختارهالك
ايه هتترهبن يا إلياس!
عاد إلياس مرة أخرى وأردف لها وهو يقوم بتهدئه نبرته قليلاً
ماما البنات الل بتقوليلى عليهم مينفعوش، متحررين زيادة عن اللزوم اسلوب معيشتهم غلط
عقد الام ذراعيها وقالت ساخرة
دق العرق الصعيدى بقا.

ايوة دق، انا لو عفكر فجواز فعاوز واحدة تبقى تحت طوعى، تحت أمر إلياس
النفس، الاكل، عشان تقف عشان تتكلم عشان تنام، تاخد إذن!
تعجبت والدته ف أكمل الياس حينما لمعت فكرة ما بعقله
أمى، هو إحنا أمتى هننزل الاقصر تانى؟!
تعحبت زاهية وقالت له بنبرة متسائله
ومن امتى بتحب نزول البلد
جاوبينى، ينفع قريب نعمل زيارة جديدة
اخرجت زاهية زفيرا عميقاًً وصعدت الدرج وهي تتحدث
وقت م تحب ووقتك يسمح قولى، ويالا بينا.

------------------------------.

الاولة: للنور
والتانية: الانسان
والتالتة: المستور
والرابعة: الكتمان
والخامسة: الدستور
والسادسة: اللي اتخان
والسابعة: المأمور
والتامنة: السجّان
التاسعة: ماهينور
والعاشرة: الجدعان (السجن عمرو حسن)
تعرفى إن عذابك ملاذى، انا مبسوط كدا، مبسوط جداً، ببقى في أعظم انتصاراتى!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة