قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل الرابع والعشرون

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل الرابع والعشرون

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل الرابع والعشرون

أصوات الطلق النارى دوت بالمكان، إحداث الجلبة وصراخ النساء ورؤية درويش يذهب وفي عينيه الشرر
جعلت الجيران تتصل بالشرطه خوفاً من الذي سيحدث ولكنه قد كان وحدث!
أتت الشرطة ووجدت ثلاث جثث، حجاج واثنين من أولاده وواحد مُصاب وإصابة درويش البالغه!

وعندما سئل بقية شهود العيان من الاولاد أجابوا ب أنهم كانوا يقوموا يتنظيف السلاح وكان العم درويش بصحبتهم يقضى السهرة معهم وقام السلاح بتفريغ النيران بهم من دون قصد..
إجابة غير مقنعه لطفل صغير، ولكنهم لم يقولوا غير ذلك ونفوا أى إتهام بالقتل او إحداث جلبه أو إحداث مشاكل بينهم مثلما إتدعى الجيران.
تم نقل درويش وإبن حجاج إلى المشفى والاخرون تم تغسيلهم وتكفينهم ودفنهم دون عزاء!

فمن الواضح أن هناك رد من بقية عائلة حجاج مرسي، لم يخبروا الشرطه م حدث حتى تتم إجراءات قانونية ضد درويش، لم ينصبوا عزاء لوالدهم واشقاؤهم.
هل بدأ الثأر؟ هل فتح درويش باب جهنم؟ وعلى مَن سيكون الرد؟ من مَن سيؤخذ الثأر وعلى مَن ينتوون أبناء حجاج الباقيين واشقاء حجاج؟
جلست حفصه تفرك يديها، تتقلب بفراشها و ب رأسها يدور ألف أمر جلل
حتى إنفرجت شفتيها عما بداخلها تتحدث إلى زوجها.

وجالو ايه فالمستشفى يا همام، هيموت عمى درويش؟
جلس همام وتنفس بعمق ثم اخرج زفره وتحدث ينظر فالفضاء أمامه
جالو أن له كذا عمليه، الرصاص كله صايب ضهره
عمى مناع سايبهوش وعم عبدالرحمن وعم عبداللاه رغم الجطيعه بس چُم
حتى وليد وعمار
وضعت حفصه يدها على قلبها خائفه وقالت
يامرارى لو حصله حاچه؟ طب وحبيبة وعرفت طيب؟
منعرفش، چوزها اتصل ولا أمه العمه زاهية، حدش يعرف والله.

الدنيا مجلوبة فبيت حچاج، وكل الناس عارفه ان عمك درويش راح وطلج عليهم النار
وهما خبوا فالمحضر ومعملوش عزا، يعنى فيها رد ياحفصه
عمك درويش فتح بوابة النارمن تانى بين بيت عبدالمعطى وبيت نچم الدين
أخذت تفكر وتحك ب جبهتها، ومن كثرة قلقها شعرت بمغص بمعدتها أثر الحمل والتوتر.

فهرولت ناحية دورة المياة وأفرغت مافى معدتها، كان يقف همام على باب المرحاض ينتظرها حتى انتهت ف قام ب إخراجها بسرعه وأعادها إلى فراشها فقالت هي بخوف
أنا عاوزة نتطمن على حبيبة، عرفت ب أبوها معرفتش نتطمن
تچيبلى رقم المخفى چوزها ونكلموه أو رقم عمتى زاهيه، سامعنى ياهمام
تتشجلب وتطمنى على حبيبة
كان يقوم همام بتهدئتها ولوح لها بكفى يديه
حاضر حاضر، بس أنت ِ إرتاحى.

وفي الجهة المقابله من النهر..
كانت أمنية تضع خطتها مع حبيبة إثر جلوسهما بدورة مياة الكلية بعيداً عن انظار الحارس المُعين من قبل زوجها
بس أنا خايفه!
قالتها حبيبة ويداها ترتجف، فقامت أمنية بتهدئتها وأردفت لها
يا حبيبة كفاية خوف، هو لو كان عرف انك كلمتينى اصلا مكانش جابك تانى الجامعة
هو عشان بس انتِ طولتِ فالمدرج وممكن يكون بصّ عليكِ الزفت الل معينه دا وقاله قاعدة مع واحدة وبيتكلموا وطولت، بس.

طب هنعمل ايه دلوقت؟
طبعاً إنت ِ متعرفيش عنوان بيتك صح؟
أومأت حبيبة رأسها نفيا ً فتابعت أمنية
كل السنين دى ومتعرفيش يا حبيبة؟
هعرف منين، العربية مفيمه وبيجيبنى ويودينى وأنا معرفش شوارع القاهرة اصلا
صمتت امنية وطرقت ببالها فكرة ف أردفت لها
طب عندى فكرة رهيبه، إنهاردة وإنت ِ مروحه هطلع وراكِ ب أوبر
وهعرف العنوان
وبعدين
نظرت أمنية هنا وهناك وقالت بصوت هامس لها.

بصّى، فاليوم الل هننفذ فيه خطتنا، هقولك تعملى ايه بالظبط بس عاوزة ميبانش عليكِ
أنا مش بس هخلصك من الواطى المريض دا، أنا هجبله إعدام
إصبرى عليّا
في بهو المنزل الواسع كان يجلس إلياس مع والدته زاهيه ويتحدثا بشأن درويش وماحدث له
يعنى حصل إيه
كانت تتحدث زاهية وهي قلقه ومقلتيها غير مستقرتين وشفتيها ترتجف
خالك مناع بيقولى قتل ٣ واتصاب واحد وهو بين الحياة والموت فالمستشفى
مش عارفه انزل له البلد ولا أعمل إيه.

هنا شعر إلياس بالخوف، هل سيموت درويش؟ هل ستبطل حجته بالنسبة لحبيبة وم أن علمت سينفك زمام الحبل المقيدة به وترحل عنه؟
شعر أيضاً بالخوف مما فعل خاله أن يكون له رد فعل عكسى عليهم
ماما مفيش نزول، بيقولك جريمه قتل وس وج ودول فالصعيد يعنى ممكن جدا تتحول المشكلة لتار
تنفست زاهية بعمق وقالت
ماهو دا الل خايفه منه وعامله حسابه، هتقول لحبيبة؟
إرتجفت مقلتى إلياس وقال لها.

لاء طبعاً، حبيبة إيه الل اقولها، هي داخله على امتحانات وممكن تتعب
وإنت ِ ياماما اما تكلمينا متجيبيش سيرة
صمتت السيدة وهي تنظر ناحية إبنها وأردفت
إلياس، هي حبيبة بخير معاك، يعنى انتو كويسين سوا؟
رفع إلياس لها بصره وأردف
ليه ياماما بتسألى السؤال دا
هزت السيدة رأسها يمينا ً ويساراً وأردفت
معرفش، البنت انطفت وخست عالاخر وضعفت واتبدلت وبقت ساكته دايما ولما باجى ازوركم بتبقى متلفحه كدا كأنها بتخبي نفسها منى.

نهض إلياس وترجل نحو دورق مياة مملوء وكوب وأخرج منديلاً معقماً ونظف الكوب وملأه ماء وشرب منه وأردف إلى والدته بعدها
هى كويسة، اظن هي لو متضايقه او فيه شكوى منى كانت قالت
بس أنا حاسه ان فيها حاجه
التفت إلى والدته بجسده قائلا
عادى ياماما، أنا شايف عشان المذاكرة صعبه متنسيش كلية الطب
ومسؤلياتها، وبتروح كل يوم، زائد واجباتها الزوجية
وكمان دى طبيعه حبيبة، قليلة كلام وهادية
تذكر شيئاً ف إستطرد إلى والدته.

المهم إوعى تجيبي ليها سيرة عن الل بيحصل فالبلد أو الل حصل لباباها
صمتت زاهية فلم يعد لحديثها جدوى، وانشغلت بخوفها على شقيقها درويش وماحدث بالبلدة
وماهو القادم الله وحده يعلم به.
صوت عالِ ناتج عن مشادة كلامية حادثة بين عماروزمزم اثناء تواجدهم بمنزلهم بغرفه نومهم تحديداً.
ليه مش وكته، انا م صدجت أنى وافجت
قالتها زمزم بعصبيتها المفرطه ف أردف عمار متعصباً بعض الشئ.

انتِ إيه محساش باللى حصلان فالبلد، محساش بجلبان الدنيا حوالينا
وكت سفر وعمليات وروح وچى دلوك
جلست زمزم إلى فراشها الوثير وقالت بصوت متهدج
أنا من يومها بعمل بحث عالمستشفيات فمصر الل بتعمل العمليات دى وبتنچح
والاسعار، انا م صدجت لاجيت المستشفى وحچزت كمان
هنا إنتبه عمار فنهض من مكانه وأمسك ذراعها بقوة وتحدث ب آخر مافيه من صبر.

دا الل هو كيف يعنى؟ من دماغك وأنا تحصيل حاصل، سيادتك تقررى وتحچزى وأنا يدوب عليا أسافر وادفع، شايفانى طرطور ولا خدام الست
قالها بنبرة عنيفه مع هزة لذراعها في يده، ف اردفت هي على وشك البُكاء
إنت ليه عتحسبها كديتى، ليه حاسسش بالنار الل چواى
عبلة أختى حملت ٣مرات علىّ ومرت أخوى حملت وچابت توأم بعد فرحنا ع طول
حتى حفصه الكابيرة فالسن حامل، ليه حاسسش انى بتعلج ب أى أمل ياخى
طرق عمار كفاً بكف قائلا.

ماهو مش معجول ياناس الل نباتو فيه نصبح فيه، كل دا وحاسسش يا زمزم
يعنى بدل الدكتور روحنا ل خمسه
عاوزين نعملوا إشعه صبغه حاضر، عاوزين بكد كديتى تحاليل ليا وليك ياعمار
حاضر، لاه هنكشفوا عند الداكتور الفلانى بيجولوا قوى وشاطر حاضر
لاه نروحو الاقصر نكشفوا دكاترة هنيتى على كدهم حاضر
طب انا سمعت ان الحجن المچهرى زين وهينفع ياعمار جولت ومالو حاضر.

معلش ياعمارفلوساته كاتيره ومالو يابت الحلال حجك علىّ أفضل معاكِ لآخر المشوار
بس چه مرار عمى درويش والمصايب الل حصلانه فالبلد، نعملوا ايه
نصبروا شوية، العجل والمنطق بيجولوا كديه
صمتت تستمعه زمزم للآخر وقد ضيقت عيناها وأردفت
عتعايرنى يا عمار؟
زفر عماربنفاذ صبر قائلا
هو دا الل فهمتيه من كلامى؟
يعنى وأنا مالى ببيت حجاج وعم درويش، انا عاوزة اسافر احجج حلمى الوحيد فالدنيا.

يعنى سفرى هيعمل ايه ولا جعادى هنيتى هيسوى إيه؟
صمت عمار ونهض من مكانه مترجلاً يرحل من الغرفه فهرولت خلفه قائله
أنا تعبانه ياعمار
والله أنا الل تعبت
قالها مديراً لها ظهره وفي طريقه للخروج من المنزل، وتركها تنظر ناحيته تكظم غضبها ولاتعلم ما العمل الآن إذا ً.
إسمع منى، حاول تحب كُل حاچه محزناك ومشيلاك الطين، چايز تمشى وتسيبنا زى كُل حاچه حبيناها.

قالها وليد ضاحكاً، فتنهد عمار ونظر إلى السماء من فوقه ليلاً متلألأ بها النجوم إثر جلوسهما بحديقتهم كعهدهم.
استطرد وليد حديثه قائلاً
جصدى اجولك، شيل من على دماغك الحريم بطبعهم زنانين ورغايين وسرطان حكاوى ورط
يعنى عندى أنا عبلة مثلاً، مرة تَخينه ورغاية بت چزمة
أرچع من الشغل يا ولية عاوز آكل تجولى إصبر علىّ دا حصل وحصل وولدك عمل وعمل وعمل يا ولية إتكتمى مصدع ناولنى حباية بنادول شالله ياكلك جطر.

تجولى اصبر إنت چاك الحزون حصل وحصل وحصل يا وَليه طب أنام ساعة إفصلى إتفصلت كهربا مخك ياباعيدة تجولى أن شالله أنت وتكمل بردك
ضحك عمار بخفه ف دلف همام مترجل نحوهم بعدما القل عليهم تحية السلام
سلامو عليكم، والله حسيت أنكم جاعدين هنيتى
تعالا إتلم البيض الفقرى على بعضه
قالها وليد ساخراً، ف جلس همام وتناول كوب الشاى الذي أمامهم
ف أردف وليد
الكوباية دى بتاعتى يا دحش
يبجوا يعملولك غيرها، سيبنى ياراچل فحالى.

ضحك وليد وأشار إلى صدره وأردف
شوف مش جولت، البيض البايظ بيتلم ع بعضه، فيك إيه يا حزين إنت كمان
م خلاص إتجوزت ست الحُسن والجمال حفصه منّاع وحامل وهتچيبلك ولى العهد
إيه الل مزعلك
تنهد همام وأردف إلى وليد
حفصه جالبه مُخى نتطمنوا على حبيبة نكلموا حبيبة، چيبت رقم إلياس وليد
ورنيت فيش رد، ورقم العمة زاهية ولما ردت جالتلى هي بخير ومخبيين عليها عشان دلوك هي ف إمتحانات.

حفصه مش مصدجه تجولى لاه أروح يعنى أروح، اتطمن واشوفها قُبالى كديتى
طب الحمل يابت الناس تجولى أبداً، طب أنا عنديش أجازة
معارفش أعمل معاها إيه بس
أمسك وليد من كوب الماء وتجرع منه، ومن ثم رفع ساقه إلى الاريكه الخشبيه ووضع يده عليها قائلا
يادى الحريم الل عاوزة تهچ على راسها لمصر، فاضل عبلة كمانى عشان تبجى كملت
إنتبه عمار ف أردف إلى همام.

أيوة صوح، حبيبة نزلتش لأبوها ولا حتى چات تشوفه، كلام حفصه عنده حج كدا الحكاية تجلج
رفرف وليد ب أهدابه وأردف بعد تفكير
تصدج ممكن يكون ولد عمك عاوزش يچيبها عشان الحصلان وخايف، اصل بيت حجاج هيردوا على مين
عم درويش عندوش وِلد عندوش غير حبيبة
دا كدا الأيام المرار بدأت وطبلت
الخوف اننا منعرفوش رد بيت حچاج على مين؟ دا مات من عنديهم ٣
قالهاعمار بنبرة تختلجها الخوف، ف سأله همام
كل ديتى عشان الحمار والبهايم؟

لاه، الموضوع أكبر من كديتى، عيجولوا أنهم سرجوا الدهب بتاع عمك درويش
تنهد عمار بحزن وأكمل
مهر حبيبة، الل طمع فيه عمك وحده واستخسرها فيّ
اهو خسره، وخسرها، وخسر الكل حواليه
تعجب همام منه بينما يعلم وليد إلى ماذا يرمى عمار، فتسائل همام
انت لسه عتحب حبيبة ياعمار؟
نظر عمار ناحية همام وأردف يتحدث بعيناه ليس شفتاه
تجدر تنسي حفصه؟! حتى لو نصيبك كان مع غيرها
أراح همام بظهره للخلف وأردف.

الحمدلله ان النصيب كان معاها والبركة فيك يابو عمو، انا أصلا نتخيلش عشرة ست غيرها
ثوانى دلوك عشان فعلاً الكلام يجلج، انتو الاتنين تاخدوا حريمكم
وتنزلوا مصر سوا، همام وحفصه يروحوا لحبيبه وعمار يكشف ع زمزم
والكل يتطمن وترچعوا لأن شكل الأيام الچاية مش مطمئنه وربنا يستر..
أنا خلاص عرفت العنوان، إنهاردة وإنت ِ مروحه أنا هكون وراكِ ب أوبر ومبلغه البوليس
ومبلغه منظمة حقوق المرآة كمان، ومتخافيش هنبقى وراكِ.

أول م تدخلى شقتك، أعملى أى شىء يستفزه
خليه يضربك، بس مش ضرب عادى، عاوزة من التعذيب الل حكتيلى عنه
معلش استحملى، هتكون آخر مرة يا حبيبة ان شاء الله
بالفعل، سارت حبيبة على خطوات خطة أمنية حرف حرف حتى دلفت إلى شقتها وجدته ينتظرها
وأمامه الطعام الجاهز كالعادة مردفاً إليها بصرامه
أنا أكلت، تعالى كُلى البواقى ورايا
هنا وقفت حبيبة وتنفست بشجاعه وقالت
إنت إيه يا أخى؟ ايييه رُد عليا كُنيتك تبقى إيه.

هنا نهض إلياس من مكانه بعدما إبتسم ساخراً لها وهو يقترب منها وأمسكها من وشاحها بقوة وهو يطيح برأسها يميناً ويساراً
ماهو أنا لو فاهم نفسي كُنت فهمتِك، أنا أبقى إيه؟!
وعلى حين غِرة كعادته صفعها صفعه مدوية أطاحت بجسدها الهزيل أرضاً
وهو يصرخ عالياً
إتجرأتِ وبقيتِ تتكلمى وتعترضى وتزعقِ فوشى كمان يا حتة حشرة
وانا مبحبش حد يقرب منى، القُرب منى نااار بتحرق الل يتجرأ!

إنهال عليها ضرباً ففرت هاربه منه، ف دلف إلى غرفة التعذيب كما تسميها
حبيبة بينها وبين نفسها، يحتفظ ب الأاحبال والقيود والكرباج وأدوات قضم الأظافر
والجهاز الصغير الذي يشعل به النيران ويقوم بحرقها في جسده ب أدوات الطعام كالملعقه والسكين والشوكه.
دلف وأمسك الكرباج وخلفها ركض وأنهال عليها، أخذت تصرخ مراراً وتكراراً.

في هذا الوقت كانوا يصعدون رجال الشرطه واعضاء جمعيه حقوق المرأة وأمنية ووالدتها، وفي الوقت ذاته
كانت تطأ أقدام حفصه وهمام شارع منزل إلياس وحبيبة ويصعدون بالمصعد نظراً ب أن المبنى فارغ من السُكان تماماً ولا يقطن به سواهم،
دفع رجال الشرطه باب المنزل عندما أخرجوا اسلحتهم ب وجه حراس إلياس الذان يقفان بالخارج.

دفعوا بقوة حتى وجدوه هكذا يضربها ضرباً مُبرحاً متلبساً تماماً كشكوى أمنية التي قدمتها وقامو أعضاء الجمعيه بتصويره وهو يضربها حينما غاب عن وعيه وقبل أن ينتبه إليهم!
أصابته حالة من الذعر وأردف يصرخ
مين دوول، أنتو عاوزييين إيه؟!
كانا قد وصلا حفصه وهمام فوجدوا الباب مفتوح والجمع هذا بالشقه، دب بقلبها الذعر والهلع.

هرولت للداخل لتجد حبيبة باكيه وثيابها مقطعه إثر الضرب ورجال الشرطة تسحب إلياس معها وتصوير الكاميرات مازال كما هو، إنهمرت عبرات حفصه على الفور وهي تعانق حبيبة قائله نجيباً
يامُرررى يا حزوووونى، كنت حاسه يابتى، كنت حاسه يابتتتى
عندما شعرت حبيبة ب أنها أخيراً ب أحضان حفصه، وأن إلياس قد تم القبض عليه مُتلبساً بفعلته بها
شعرت بالأمان الذي لم تشعر به أبدا، استكان جسدها وفقدت الوعى!

يا مُرى ياهمام الحجنى ياخوى، إلحجنى
هنا أخرج همام هاتفه مسرعاً لايدرى ماذا يفعل، ضغط زر الاتصال بعمار الذي كان بطريقه إلى المشفى هو وزمزم
فتعجب من الاتصال وأجاب
أيوة يا همام
تحدث همام لاهثاً انفاسه ونبرة صوته خائفه على غير العادة
عمار، الحجنى عاود على بيت إلياس ولد عمك هوصفلك العنوان تيچى طوالى
دب بقلب عمار الخوف، ف رفع أحد حاجبيه بينما ركزت زمزم بالمحادثة المدارة
ليه خبر إيه فيه ايه عندك.

تعالا وانت تعرف، جواااام عارفش أتصرف!
هبعتلك العنوان دلوك فرسالة يالا ع كديتى
اغلقا الهاتف ووصلت إلى عمار الرسالة قرأها وأردف الى السائق ب أن يغير طريقه
وسيدفع كل م يطلبه من أجره، تعجبت زمزم فقالت
إحنا ايه يودينا لبيت ولد عمك مش هنروح المستشفى!
عمار على صمته، يشعر ب أن هناك شيئاً حادثاً مع حبيسة قلبه حبيبة قلبه
لم يجيب زمزم ف أعادت هي السؤال عليه
هنروح نعمل إيه هناك، وميعادنا عند الداكتورة؟

إنتبه عمار ف أردف لها
ياستى مش كنا رايحين وجدامك همام أتصل، اهو ياخبر بفلوس
هملينى دلوك عاد بزياداكِ
صمتت زمزم وعبست بوجهها، تبدل الطريق وسيذهب إلى حبيبته أولا
سيكون لقاء عاصف، تُرى ما هو الذي حدث عندها حتى يستنجد به همام بهذه الطريقة ليغير طريقه
ويعود إليهم؟!
---------------------------.

وما بين وعدين، وامرأتينِ وبين قطار يجيء وآخر يمضي هنالكَ خمسُ دقائقَ أدعوك فيها لفنجان شايٍ قبيل السَفر هنالكَ خمسُ دقائق بها أطمئن عليكِ قليلاً وأشكو إليكِ همومي قليلاً وأشتُمُ فيها الزّمان قليلاً(نزار قباني).

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة