قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل الرابع عشر

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل الرابع عشر

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل الرابع عشر

في جلسة لأبناء العمومه مع بعضهم البعض في يوم صيفى من بعد شمس الظهيرة، جلس الحج عبداللاه والحج عبدالرحمن والحج محسب والعم درويش والعم مناع وكرم والد همام أدعلى الارائك الخشبية الموضوعه أمام المنزل، وامامهم اكواب الشاى الساخن الثقيل وصحن المخبوزات الصعيدية المتعارف عليها.
كانوا يتحدثوا ب أمر هام، ازدات المشكلات القائمة بين درويش وجاره العم حجاج وأبنائه على الأرض.

وسقى الماء، وان احفاد جاره يأخذون من محصول درويش بغير علم منه وينهشون الزروعات
وقد قام درويش عدة مرات بنهره والتحدث إليه بصرامه وتحذيره، قام الحج عبداللاه بلفت انظار درويش ب أن هناك عداوة قديمه العهد بين الجد نجم الدين وبين عميد عائلة هذا الرجل حجاج الحج مرسى عبدالمعطى.

وان كانت بينهم مشاكل طائله حادثة على مر سنوات حتى انقضت ب أن جهه تختصر الأخرى منعاً للمشكلات والتي من الممكن أن تؤدى إلى نتائج يكون الدم هو حلها!
إقصر الشر معاه يا درويش، حجاج راچل عنيد وداخل عليه الدم ويحب المشاكل
وضع درويش الكوب أمامه وأردف بتيبس رأسه ورأيه كالعادة
أنى مبدأتش معاه، هو الل راچل مش مظبوط وعياله جلالاة الرباية وعيتحدت بجلة جيمه وعاملش حساب لحد.

وحدوا الله وهدى الدنيا يا درويش ياخوى، مش كل حاچه جفش كديتى عندك
قالها مناع ف أردف درويش له
انا ميضايقنش غير لما يجولى يابو الغايب، جبر أما يلمه هو وعياله
ضحك الجالسون فقال العم كرم
طب م أحنا عنجول يابو الغايب للى معندوش ولد يا درويش، احسن مايناديك ب إسم بتك!
نظر درويش الى كرم شذراً وأردف له متفاخراً
أنا بتى نفتخربيها وب إسمها، بتى داكتورة وزى الجمر والنجع كله محدش چاب زيّها.

إلتوت شفتى الحج عبدالرحمن وأردف
وهتجعدها چمبك بشرطك المغفلق إن شاء الله
ضحك الجميع ف أردف مناع
إسمع ياخوى، هما عندهم حق، نزل شوية من شرطك خلّى البت تشوف عدلها مع واحد إبن حلال
ماهو مش معجول چالها أشكال وألوان، آخر واحد الأستاذ بتاعها فالچامعة
أستاذ فكلية الطب، وسمع شرطك وعچبهوش ومشى!
ينفعش يا وَلد ابوى، إعقلها وتوكل..
تنهد درويش وصمت عن الحديث وبداخله يدور ألف حديث.

مَرّ ٦أشهر، كانت حبيبة قد أنهت السنة الأولى لها بالجامعة ونجحت بتقديرات عالية
ووليد لم يستطيع إدارة المكتب بمفرده ف أغلقه حتى يأتى عمار من الخارج ويديروه معاً
ولكنه بحال افضل بعمله بالبنك، وقد صارح زميلته نوران ب أن لايوجد من ناحيته لها سوى مشاعر الاحترام فقط ولايفكر في الارتباط.
أما عن عمّار، فقد اقترب موعد نزوله ومعه رصيد مرتبه الذي قام ب إدخاره من أجل مهر حبيبته الوحيدة.

حفصه، يبقى حالها كما هو بدأت اشياء تختلج بقلبها من ناحية همام ولكنها صامته
وليس الصمت وحده منهجها، بل الحديث بصرامه وسخرية معه كى لا يظهر عليها شئ.
زمزم بعد فسخ خِطبتها، لم يعد هناك اشخاص يتقدمون لخطبتها وتبقى كما هي بمنزل والدها
تدعو ربها كل ليلة وبصلواتها ب أن يحقق أمنيتها الوحيدة وأن يجمعها ب عمار!

همام استلم عمله بالمدرسة ومن بداية العام الدراسي الجديد سيصبح مدرساً لمادة اللغة الفرنسية بمدرسة ثانوية وسيضح أول حجر بطريقه للوصول إلى هدفه المنشود فيما بعد، حفصه.
عبلة وإلياس، مازالت خِطبتهم قائمه، عبلة ذات شخصية قوية
لاتخضع بالقول ولا بالأمر إلى إلياس بسهوله، كَثُرت المشاكل بينهما ودائماً هما على خلاف قائم.

يحاول مراراً إلياس معها وتكراراً وتبقى عبلة على موقفها معه، قد تفهمت الكثير من طباعه في هذه الفترة وكثرت شكوتها منه إلى والدتها ووالدها وكان ردهم الوحيد عليها أن طباعهم مختلفه بالبداية وبعد الزواج ستكون الأمور على ما يرام.
واليوم إلياس بمنزل محسب زيارة لتحديد موعد الزفاف، وبعد إلحاح كان يجلس مع عبلة بغرفه استقبال الضيوف وبرفقتهم شقيقتها زمزم.
يعنى إيه الل بتقوليه دا؟!

قالها إلياس متنفض من مكانه ف أردفت إليه عبله بصوتها العالِ وجديتها المعهودة
يعنى الل سمعته، انا عاوزاش چواز دلوك مستعديتش وكمان فيك حچات مخوفانى ولازم نعرفها ونعرف شخصيتك جوى جبل م نتدبس فيك
عقد إلياس حاجبيه وأردف منزعجاً
تدبسى فيّا! إنتِ ف وعيك وعارفه بتتكلمى مع مين وأنا ابقى إيه، انت متخلفه؟!
متشتمش واحترم نفسك، مش دايما شايفلى نفسك وواجف زى الديك الشركسى.

ودايما تجول كلام يجلل منى وعاوزنى اطيعك كأنى مكنة تجول اه ولاء وافخم فيك وامچد فيك وكأن مچاش غيرك عالارض!
نهضت زمزم من مكانها قلقه وقالت
يا چماعة صلوا عالنبي، فيه إيه بس
نهض إلياس من مجلسه واقترب من عبله وقد اعتراه الغضب وتحدث لها وعيناه تفيض شراراً
وقد كَشف عن أنيابه
إسمعِ آخر مرة تتكلمى معايا كدا! سامعه ي إما هندمك بمعرفتى على طريقتك دى
نظرت له عبله مشخصه مقلتيها إلى مقلتيه وأردفت بثبات.

أعلى مافخيلك إركبه، دى چوازه ايه المهببه دى
أخذ صدر إلياس يعلو ويهبط من الغضب وفي ظرف ثوانِ قام بصفعها صفعه مُفاجاة تفاجئت هي بها وتفاجئت زمزم بعد شهقه منها وقامت بتخبئة فمها ف صرخت عبله ودلفت والدتها على صرختها
خبر إيه! فيه ايه يا ولدى، فيه ايه يابنات!
هرولت عبلة ناحية والدتها وقد قامت بخلع خاتم خِطبتها وقذفته في وجه إلياس مع قولها.

انا مش عاوزاه سامعانى ياماااه عاوزهوووش، مدّ يده علىّ فبيت ابوى اومال عنده هيعمل فيّ ايه؟!
كان الغضب قد تملك إلياس، ف أردف كى يرفع من شأن كرامته ويصبح من هو فاسخ الخِطبة
انا الل مش عايز أكمل، طنط لو سمحتِ كلمى عمو ييجى وقوليله كل شئ نصيب وعاوز الشبكه بتاعتى!
لو كنتِ حظِّيَ لم أطلب بهِ بدلًا، أو نلتُ منكِ الرضا لم يبقَ مأمول، ،.

مرّت الأيام، وترجلت خطوات الغائب أخيراً ب أرض وطنه عمّار وفي إستقباله وليد بالطبع
وهمّام وزوج شقيقه وليد الكُبرى.
قابلهم عمار بحفاوة، نقص وزنه قليلاً وضعف جسده مع شخوب بشرته من قلة النوم والاكل
زائد تغيير لون بشرته للسُمرة بسبب الجو المشمس بالبلدة التي كان بها.

بعد الترحاب الشديد وذهابه إلى المنزل وفرحة والدته ووالده والجدة دهب والاهل أجمع بقدومه، استراح قليلاً ومن ثم قام بتوزيع الهدايا فلم ينسَ أحداً.
والدته ووالده وعمه وزوجته وبالطبع وليد وشقيقاته واولادهم وازواجهم وهمّام، حتى حفصه لم ينساها والعم درويش.
اما عن معشوقته حبيبه، ف كان لها اثمن هدية!
10كيلو دهب!
قالها وليد متعجباً ف أردف عمار يريح ظهره إلى المقعد قائلاً.

أنا حوّلت لك المبلغ كامل على حسابك وضربته بالآلة الحاسبة بسعر الدهب دلوك لاجيته هيچيب 10كيلو
دهب
كان يحكّ وليد بأسفل ذقنه ويفكر قائلاً
تفتكر ودول يعچبوا عمك درويش، دا طماع ودم داخل عليه صابغه صبغ ومش هيرضى
إبتسم عمّار بثقه وأردف بهدوئه المعهود ورصانة عقله
على حسب ما حكيتهولى وانا مسافر، ان محدش عاچبه الشرط
حتى الناس الل من برة البلد، ف لمّا اجدم العشرة كيلو هيوافج صدقنى يا وليد.

أنا طول صلاتى مبدعيش غير بحاچه واحدة، ربنا يچمعنى بيها!
مضى إسبوعاً، تحضّر عمّار وقام بالالحاح على والده وعمّه أن يذهبوا معه ليتقدموا لخبطه حبيبة للمرة الثانية
فهم من المرة السابقه حتى وإن مضى عليها الوقت على موقفهم منه ومنزعجين ولكن لأجل إبنهم وامنيته
ذهبوا معه وهذه المرة كان مصطحب وليد!
وضع عمّار العشر كيلو ذهباً خالصاً أمام درويش، فنظر إليهم درويش مالياً وأردف.

عشرة كيلو! ودول وزن بتى ليه جالولك فرخه!
نظر الجالسون إلى بعضهم البعض، ف أردف الحچ عبداللاه
إسمع يا درويش، الواد سافر واتغرب وحرم روحه من الوكل والشرب وبعد عن امه وابوه ووظيفته
وچاب لك المهر دا، مهر مفيش بت خدته فالنجع لا دلوك ولا من ميت سنه فاتت
ولا بعد ميت سنه چايه، فاستهدا بالله كديتى ويلا نجروا الفاتحه
صمت درويش، ورفع ساقه على المقعد وهو يحكّ بشاربه الكث وينظر ناحية الذهب.

ورفع بصره إلى عمار الذي كان ينتظر أن تنفرج شفتاه بالموافقه، ويفرك وليد بيده ويهز بساقه علامه على توتره وبالخارج تقف حبيبه وحفصه في صمت يستمعا ف أردف درويش
طيب سيبونى نفكر وهنرد عليك يا حچ عبدالرحمن
تهللت اسارير عمار وقد امسك وليد بيده فرحاً وهو مُبتسماً، بينما إبتسمت حبيبة بالخارج وقامت حفصه ب إحتضانها بقوة وأخذتها وهرولا إلى اعلى قبل أن ينكشف امرهم أنهم يتصنتون من الخارج.

ها قد كبرت الآن وأصبحت في قمه نضوجي وقررت التخلي عن كل الأشخاص الزائفين بحياتي فلم يبقَ لي أحد أصبحت وحيدا، ولكني أدركت أن العيش بمفردي أفضل من كثير من حياه تمتلئ بالخداع.
كويس كدا؟! مبسوط كذا بنت ترفضك ودلوقت فسخت خطوبتك وانا مش فاهمه أنت عاوز ايه يابنى حرام عليك
قالتها زاهيه بنفاذ صبر متوجهه بحديثها إلى إلياس فقال لها
عبلة دى بنت مش محترمه، على طول صوتها عالى على طول غبية ومبتفهمش أنا عاوز إيه.

مش عارفه تكون تحت طوعى، متدلعه ومحسسانى أنها جينيفر لوبيز وهي مجرد بنت مُتخلفه من الصعيد لاتعرف السما من العما واخده شهادة جامعية عالفاضى
هبت زاهية واقفه من مكانها وقالت
محدش غبي ومحدش مُتخلف، كفاياك يا إلياس كفاياك بقى ومش عشان هي من الصعيد تبقى حماره
عيب، انت اصلك صعيدى وأنا وباباك الله يرحمه واختك واهلك، عيب يابنى.

انت الل طباعك وحشه وصعبه والله يكون فعونها الل هتكون من نصيبك، اذا كنت انا مامتك ولا أختك التؤام تعبنا معاك فما بالك بالغريبة!
قالت زاهية جملتها في صراخ به من شدة نفاذ صبرها منه ومن أفعاله ف أردف إلياس بكبرياء كعهده
هتشوفى يا ماما مين الل هتقبل وهتحب دا جدا كمان وهتحب أنها تكون حرم إلياس وليد العارف بالله نجم الدين..
تركته وهي تهم بالصعود الى غرفتها مع قولها وهي تدير له ظهرها.

هكلم جدتك دهب اتطمن عليها بيقولوا عيانه، ابقى اتطمن عليها أنت كمان
إيه بتموت
قالها وهو يضحك ساخراً فنظرت له زاهية شرذاً وقالت
حتى بيقولوا عمار خطب حبيبة، وجاب وزن الدهب
تعجب إلياس وتحولت قسمات وجهه إلى الجدية وأردف منزعجاً
إيه؟! إنت ِ بتقولى إيه يا ماما؟!
بقول الل سمعته من مرات عمك لما كنت بتطمن على جدتك
شعر إلياس بالضيق، كيف يتجرأ أحدهم بأن يكسب نقطه عليه.

كيف ومن البداية كانت برأسه حبيبه قبل كل هذا ولكن الشرط المزعج أوقفه!
كيف له عمار ان يسبقه اليها ويوفى هذا الشرط، ترجل إلى والدته واردف بصرامته المعروفه
ماما لو سمحتِ لما تكلميهم تسألى عن تيته، إعرفى اتخطبت له بجد ولا لسه
وعمار قدم كام كيلو دهب لأن اكيد مش هيقدر يقدم 60ولا70كيلو
كانت حبيبة وحفصه في زيارة للجدة دهب للاطمئنان عليها بعدما اوصلهما درويش وكان يجلس أمام المنزل مع بقية ابناء عمومتهم.

بالصدفه كان عمّار بالداخل ولم يعلم درويش لأنه رأى وليد بالخارج فظن ان عمار معه.
وكانت هذه من أجمل الصدف حينما رآها تجلس هناك، ألحّ على حفصه كثيراً حتى يتحدث معها لدقائق معدودة وهي برفقتهم بعيداً عن الجمع، فصعدت حفصه إلى الدور العلوى تحججت بالبحث عن دواء معين للجدة في أشياء زوجة العم عبداللاه وكانت مصطحبه حبيبه فلحق بهم عمار.
نظر لها وبداخله يتمتم انتِ الورد وانتِ شهدها، وأناَ الساقي واناَ زارعها،.

خلاص الحلم جرب يا حبيبة يتحجج، جربتِ تبجى مرتى وحلالى ومحدش يبعدنى عنك أبدا ً
خلف نقابها تبسمت واختفت ب أنظارها عن عيناها وهي تنظر أسفل، فتجرأ هو ورفع ذقنها ملامساً نقابها وقال لها بشوق
انا عمرى م سمعت رأيك يا حبيبة، عاوزانى زى مانا عاوزك؟!
تنحنحت ورفرفت ب أهدابها خجلاً ف أردفت حفصه لهما
إخلصى وچاوبيه لولا م صدعنى م كنت وافقت على الكلام ديتى بس نعمل ايه هو فحكم خطيبك وريجه نشف يا ولداه بجاله سنين.

ضحكا عمار وحبيبه ف انفرجت شفتى حبيبه وقالت
انا مبعرفش أختارياعمار، مبعرفش أحكم ايه الل عاوزاه طول عمره ابوى الل بيتحكم فيّ
يعنى مش عاوزانى زى مانا عاوزك
قالها برقه صوت مع لمعة عيناه ف أردفت هي
بعد كل الل عملته عشانى واتكلمت بيه البلد كُلها، ايوة ياعمار لو ربنا أراد تكون نصيبي
أنا راضية ومبسوطه عشان الل يعمل كدا عشان بيحب واحدة جوى زى م حبتنى وجدام الناس وفالنور.

يستاهل ان نكمل معاه باجى عمرى من غير الخوف الل اتعودت عليه طول عمرى
دنى عمار ف ابتعدت هي للخلف وأردف بحرارة غرامه الملتهب بقلبه وترجمتها انفاسه وحروفه
عمرى م هخلى الخوف يعرف طريج لجلبك، هطمنك دايماً وهفضل دايما معاكِ
كل أمر بينا هنتشاور فيه، وحياتنا هتبجى مشاركة
مفيش يوم مش هعبر لك فيه عن حُبي وأن كرم ربنا كان واسع علىّ لما اتچوزتك
هعيشك طفولتك الل معشتهاش يا حبيبه، وهعيشك مراهقتك وسنك.

كل الل فاتك هعيشك فالجنة، ويشهد عليّ ربنا يا حبيبتي
قلبها كان يدق وجلا، كل حرف تحدث به كان له مكان بقلبها، استشعرت محبته عن قرب
لأول مرة تستشعر أنه من حقها ان يكون إحساسها هكذا دون خوف.
امسكت حفصه بيد حبيبة المثلجة من التوتر وهول الموقف واخذتها لتهبط ثانية عن الجدة دهب بينما وقف عماربمكانه مبتسماً واضعاً يده على قلبه مع قوله المعهود.

بسم الله على جلبي! يارب تم فرحتى ع خير يارب واجعلهامن نصيبي دنيا وأخرة.
عندما علم إلياس بشأن تقدم عمار لخطبه حبيبه وانه قدم عشرة كيلو ذهباً خالصاً، وان العم درويش مازال بمرحلة التفكير بالأمر ومشاورة نفسه.
قرر بأن يكون هو الحصان الرابح في هذه المعركه الضارية، فهو يعتقد أنه من أراد الزواج من حبيبة أولا ً
وليس هو ولكن العكس عمار من تقدم أولا ً ولو استباقه بالخطبه كان وليد أول من طرق بابها وطلب يدها.

جمع مالاً كان يدخره ورصيداً بالبنك مع فك وديعه معينه وبيع شقة قديمه كان يمتلكها بمكان ما ظن أنه ب إمكانه الآن الاستغناء عنها مقابل ان ينفذ الشرط ويقدم عطا اعلى من عمار ويكسب هو.
حوّل ماله إلى ذهباً خالص حينما اشترى به بأكمله ذهباً ليصبح عشرون كيلو!
على الفور دون أن يعلم والدته حتى، سافر إلى الاقصر، إلياس لايريد ان يكون خاسر.

يجب ان يُعلم عبله ووالدها ووالدته وعمار وابناء عمومته ان من لم يكن معه خاسر وب أنه التارك وليس المتروك.
وصل الأقصر دون أن يعلم احد، وبالوصف على م كان يتذكر وصل إلى البلده وإلى منزل العم درويش
وبعد الترحاب وخوف درويش ان يكون هناك مكروه بشقيقته فقد أوضح إلياس انها بخير وانه قد أتى لأمر آخر، خطبة حبيبة
قدم الذهب ونظر لابتسامه درويش الواسعه ودقائق مضت دون حديث حتى مدّ درويش يده إليه وقرأ معه الفاتحه!

مدَّ يده ليديها ليتعانقا لكنِّها أبت، ظلَّ واثقاً أنَّه سيأتي يوم و يصبحا واحداً، لكن! خانته ثقته فلم تلتفت له قط، بينما ظلّ هو متيماً بها.
كانت حفصه بمنزل عمها عبداللاه، تحقن الجدة دعب دهب المتعبه ومن ثم جلست إلى شقيقات وليد ووالدته
وكانت بمفردها من دون حبيبه، وبعد مضى وقت ارادت المغادرة فهم وليد ب أن يقوم بتوصليها إلى منزل عمها وفي الطريق..
واجف اتفرچ يا حفصه وجلبي بيتجطع واچعنى هموت.

تنهدت حفصه وقالت له إثر سيرها بمحاذاته بالطريق
هنجول ايه، انت الل اتاخرت وبعدين دا نصيب ومحدش بياخد غير نصيبه
نصيبك الحلو جاعد يا وليد ودلوك حبيبه هتبجى مرت أخوك لازمن تشيل من دماغك أى حاچة
تانيه
ترقرقت دمعه بعين وليد واردف لها
بتعامل ع الأساس دا ولو تشوفينى تجولى معنديش جلب، بس والله مافى حد هيحب حبيبة كدى
شعرت حفصه بالضيق وقالت له.

يوووه وبعدين معاك، ينفعش الكلام دا سامع خلاص عمك درويش هياخد ويدى مع نفسه وبعدها يجول اه وتدخل بيتكم على أنها مرت اخوك، لو فضلت كديتى هتجوم حرب يا ولد عمى
حرب بين الاخوات وولاد العم وندور نطحن فبعض من داخل بعضينا
ضاق بوليد ذرعاً واردف
يعنى هو زرار ياناس، لولا ان عمار سبج بيوم كنت زمانى أنا الل اتجدمت وهي خطيبتى أنا
إلتوت شفتى حفصه واردفت ساخره.

والدهب ي حزين هتچيبو منين؟ ولا هتچيب چدتك دهب وتوديها لعمك درويش وتجوله اوزنهالى جصاد حبيبة؟!
أمانه الواحد تعبان خلجه ف اسكت كنك ساكت، بلا كان زمانى بلا كان ايامى
كانت جدامك ومتحركتش، عمار اتحرك وسافر وچاب المهر وطلع عين الل چابه
يبجى أنت تحط لسان حرق أبو الل چابك فخشمك وتقول مبروك وتسجف زى كلب البحر.
وفي طريقهم للمنزل حتى وصلا، كان يراهما همام من بعيد وقد استقر بقلبه شعور غريب.

غيرة؟! ام خوف من ان يكون وليد يشعر بشيء ناحية حفصه وأن بين غمضه عين وانتباهتها
سيطلب يدها للخطبه وسيقف هو مكانه لا حراك وقلبه يتمزق!
---------------------------.

وَبينَ الرّضَى وَالسُّخطِ وَالقُرْبِ وَالنَّوَى مَجَالٌ لِدَمْعِ المُقْلَةِ المُتَرَقرِقِ (المتنبي)
أنا مش حبيبتك، انا حتة منك لو انا نسيت انت عمرك ما تنسى وخليك فاكر.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة