قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثامن عشر

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثامن عشر

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثامن عشر

والأخوة تدوم عمراً وسنين، مدام يحمل بين طياته الوفاء والأمل
فاظفر ب أخٍ وصديق مخلصاً في محبته ووده، تبقيان معا ما بلغ الأجل.
مرّت فتره، وتغير فيها الكثير..
كان عمّار في طريقه إلى منزل همام وبحوزته شيئاً ما، وما أن دلف إلى المندرة مكان استقبال الضيف كانت هناك العديد من الفتيات والفتيان بعمر المرحلة الثانوية ينصرفون ومعهم الكتب والاقلام.

من الواضح أن قد انتهى همام من القاء الدرس الخاص لهم، خرج همام ليجد عمار وبعد ترحاب ودعوة له ليشرب معه كوب من الشاى الثقيل حتى ميعاد الدرس القادم، أردف عمار له بالآتى
مش عايز نعطلك ياهمام
بابتسامته الصافيه أردف همام
مش هتعطلنى ولا حاچه، كدا كدا الحصة الچاية لسه باجيلها نص ساعه والولاد تاچى
اجعد نشربوا سوا كوبايتين شاى بالنعناع
إبتسم عمار وأردف له برصانته كعهده.

طب مدام هنجعد ونشرب، يبقى لو مرت عمى عتعرف تظبط الجهوة يبجى فنچان مظبوط
أشار همام إلى عيناه، ودلف إلى الداخل بينما كان يريح عمار ظهره إلى الاريكه الخشبيه وينظر إلى المنضده والاقلام والاوراق وشرح همام على السبورة المُعلقه ف أبتسم.
عاد همام وجلس بجانب عمار وأردف له
والله وحشتنا يابوعمار، الشغل واخدك خالص انت ووليد
هز عمار رأسه وأردف بذبول
الدنيا لاهيانا كلنا ولازم تلهينا، سُنة الحياة ياولد عمى.

أوما همام ب رأسه ناظراً لأسفل، ف استطرد عمار حديثه
وإنت بسم الله ماشاء الله عليك، الدروس والمدرسة ربنا يكرمك يارب
على ابتسامته مازال همام فنادت والدته ليجلب صنيه القهوة والشاى معا، تناولهم منها ووضعها أمام عمار وجلس ثانية وقال
هنعمل ايه بس ياعمار، لازم نفحت فالصخر لسه المشوار طويل بس أنا عندى أمل
المشوار طويل على إيه
على أنى أوصل
دنى عمار منه وأردف بصوت يكاد يكون مسموع
وليد جالى إن عينك على بت عمك حفصه!

إندهش همام وأحمرت أذناه خجلاً فضحك عمار بخفوت وأردف
عتتكسف ليا؟ مكسوف إنى عرفت! عادى يابو عمو اذا كان النچع كله عارف إنى كنت دايب صبابة فحبيبة درويش وأبوها كسر جلبي عادى يعنى
هنا شعر همام بكسرة وخذلان عمار، ف أراد تخفيف حدة الموقف عليه واردف
متعرفش ربنا مخبي لك ايه يا ولد عمى
هز عمار رأسه إيجابا وأردف بعينان تنطق حزناً والعبرات ساكنه بها.

على جولك، المهم، كنت تجول ان الطريج صعب على انك تتچوز حفصه يعنى؟!
تنهد همام بحزن وأردف
أيوة
متخافش، هي فقرية وعترفض فالناس
بس هييچى وكت وهتجبل ياعمار، ساعتها اجف اتفرچ عليها وهي بتروح زى م حبيبة م راحت منك
كلمه أصابت قلب عمار كالرصاص، أشاح عمار في لحظتها بوجهه بعيداً وقد أدرك همام ب أنه جرح عمار بكلماته عن دون قصد، ف تحدث معتذرا عما بدر منه
أنا آسف والله م اجصد، أنى..

إسمع ياهمام، أنا چيتلك انهاردة عشان حاچه واحدة يمكن ربنا بعتنى
يمكن باللى هعمله ديتى ربنا يطيب خاطرى المكسور لما أجرب بين اتنين تحت سجف بيت واحد
مط همام شفتيه بعدم فهم ف أكمل عمار
إنت عارف إنى حوشت مبلغ كويس وحولته لدهب وكت لما اتجدمت لحبيبة
وبعدين رجعته تانى وچبت منه عربيتى أنا ووليد
وبعمل فشجتى حالياً ومش ناجصنى حاچه، وإنت أخوى زى وليد
مد يده عمار بحقيبة صغيره وأمسك يد همام وأمسكه إياها
وأكمل.

دا مبلغ، أنا عاوزك تبدء بيه وترميه فشجتك ياولد عمى، وتروح تطلب حفصه فورا ً
وظيفتك وچت وشغل وعتشتغل وان شاء الله بالمبلغ دا تجدر تجدم الشبكه وتبدأ فشجتك وسنه ونفرح بيكم أن شاء الله..
إتسعت حدقه عين همام ذهولاً، ما الذي سمعه؟!
قام همام بمناولة عمار الحقيبة ثانيه وأردف يتتعتع بالكلمات
عمار، إيا الل عتجوله ديتى، أنى، أنى
إنت اخوووى، زى وليد وماليش غيركم، ولما بعمل كديتى مع وليد مبيجعدش يجولى أنى ومش أنى.

إحنا إخوات يا همام، ولازم نوجف فضهر بعض
يالا عشان نفرح بيك، خللى واحد بس فينا يوصل للى كان عاوزه وجلبه مينكسرش
قالها وقد وقفت العبرة الحاره على عتبات جفونه، فقام همام بعناقه على حين غِرة عناقاً قوى أفرغ به كل مشاعر الشُكر الواجبه منه في هذا الموقف، وكل أحساسيس المحبه
ومن ثم نظر له وأردف
ربنا يباركلنا فبعض ياخوى، ويمكن ربنا يجرب لك البَعيد يا بو عمو مين عارف!
هز عمار رأسه وأردف له بحزن قلبه الدفين.

إوعى تتأخر، ماشى!
بدأو الطلاب يتوافدون على المنزل، فنظر عمار إليهم واردف له
أسيبك لشغلك ربنا معاك
تركه وأنصرف، شعر ب إحساس جميل حينما ساهم في قصة حب من الممكن أن تكتمل
أن هناك شئ فعله أدخل السرور على قلب إثنين، ومن يدرى!
بعد مرور فترة، كان التفكير والتشاور في أمر عمار ووليد من قبل الآباء قد بلغ حده
وحان وقت القرار..
إيا دى ياعمى، خرووب!
نظر الحج عبداللاه إلى المتحدث وليد ب امتعاض ولكزه بعكازه وأردف.

لا حزون، أجعد معايزش كتر كلام
جلس عمار و وليد ناظرين إلى أبائهم ينتظرون إنفراج شفاههم عن الامر الجلل الذي استدعوهم بشأنه، ف بدء
الحج عبدالرحمن قائلاً
إسمعنى يا وِلد منك ليه، دلوك أنت وهو خلصتوا علامكم وكان احسن علام
بلدنا كلها بتشهد بأن مجاش زيكم، وجيش وملكمش
وشغل واتوظفتوا دا غير المكتب الخاص الل فتحناه ليكم، يعنى ماليكمش حچه.

تنحنح عمار بهدوء كعادته قبل بداية حديثه وقال وقد تلاعب الشك بصدره وتوجهت أفكاره ناحيه أمر ما
بعد إذنك ياابوى، حچه ل إيه بالظبط
قاطعه الحج عبداللاه قائلا ناظراً إلى عمار
للچواز!
كان وليد يحتسى العصير ف وقفت جرعة ب حلقه وفعلت صوتاً مضحكاً
وأردف وعيناه متسعتان مذهولاً
مين يتچوز!
أردف إليه والده قائلاً بحده
اكون انا الل هتچوز ياااك! تتچوز انت و عمار
عبس عمار وقال برصانة موجهاً الحديث إلى والده وعمه.

بس أنا مش بنفكر فالجواز دلوك، لسه فيه حجات كاتير في دماغى والمكتب والشغل و
قاطعه والده بصوته الرخيم بعدما سعل بشدة أوقفت حديث عمار ب فمه
وهتفكر ميتى ياولدى؟ عمار! إنت ولدى الوحيد وعاوز نفرح بيك، وولد عمك وليد وحيد أبوه بردك
على البِنته السبعه، ولو جعدنا النهاردة مضامنينش نجعد أنا وعمك ليكم بكره
نهض عمار من مكانه وربت على كتف والده بحنو وقال
بعد الشر عنك يابوى.

نظر الحج عبدالرحمن بإمعان بمقلتى إبنه وأردف معاتباً إياه في نبرته
ولا هنفضل على حب بت درويش بجية عمرنا لحد م تموتنى بحسرتى عليك
دنى الحج عبداللاه من شقيقه وقال له بصوت خفيض نسبياً عما قبل
بعد الشر عليك ياخوى، تعيش ويفضل حِسك فالدنيا
إسمع ياعمار أنت ووليد خلاصة الجول يا وِلد، أنا والحج عبدالرحمن بعد وصية جدتكم دهب الله يرحمها قررنا چوازكم من البنات اللى هي وصّت بيهم جبل موتها.

صمتا الاثنين ينتظران، فقال وليد مندفعاً كعادته
طب مانختار إحنا، يعنى مثلا الطشاش ولا العمى زى مابيجولوا يابوى، وبعدين چدة دهب أذاها واصل حياة وممات، خايف تطلع لي فالاحلام ياناس
ماتسكت يا واد كنك ساكت، البنات الل اختارناها ليكم مش هتلاجوا احسن ولا اچمل منهم
ومِنا فينا علام وأخلاج وأدب ودمكم ولحمكم، بنات عمكم مِحسب، زمزم وعبلة
هب وليد واقفا بعدما فغر فاهه من هول المفاجأةً وقال بصوت عالٍ.

مين! دا هوايل علينا وعلى الل چابونا ياناس، وأنا ذنبي إيه اتچوز بت عمى مفيش فرق بينى وبين خلجتها غير شنب! يعنى هي چدة دهب هترتاح دلوك!
حد يرد مرتاحه دلوك، جعدت تسعوميت سنه تأذى فالل خلفونا وماتت ومكمله المسيرة!
لكزه عمه عبدالرحمن بعكازه وقال وهو ينهره بصوت عالِ
اجعد يا واد! ياجليل الادب حد يتكلم كديتى على جدته الل ربته! أومال عاوزين تتچوزوا مين، البنات الل بتاچى عالتليفزيون ولا بتوع المهرجانات.

لاه لا دول ولا دول ياعمى، بس بالاصول عبلة الهبلة دى اقسم بالله شبهى فالمراية بس بطرحه
تدخل الحج عبداللاه وقال
اوووووه ياوليد عاد، كنا عارفين انك فقرى اكتر من عمار وهتغلبنا وياك، خلص الكلام على كديتى، انت هتتچوز عبلةوعمار هيتچوز زمزم وكلام كاتير عاوزينش
وشوفوا يوم مناسب نروح نتجدموا ونقروا الفاتحه
كان يستمع عمار للنهاية ومن ثم إنفرجت شفتيه وقال بصوت يملأه الحزن.

طب ليه مدتوناش حق الاختيار ليه يابوى إنت وعمى؟، جولتوا نتچوز قولنا أمين بس مش بالطريجه دى أمانه عليك، وبنات عمى محسب الواحد لا عيحس حاچه ليهم ولا فاكر شكلهم حتى
ضيق الحج عبدالرحمن عيناه له يتفهم إبنه جيداً على ماذا يرمى بحديثه وقال
أهو دا كلام ماسخ عاوزش أسمعه، أمك ومرت عمك إتجوزناهم نعرفوش اشكالهم ولا سبج وكان لينا كلام وياهم، وبالعشرة الطيبة البيت اتعمر.

كله عيتچوز كديتى بنفس الطريجه، موادنكمش كليات فمصر عشان تبجو بتوع بنادر وعاوزين تحبوا زى بتوع البندر وشغل جلة الرباية
دا حتى وَلد عمكم الل طول عمره عايش فالبندر، چِه واتچوز من هنيتى، ولو سيبناكم العُمر كله ولا هتختارو ولا هتتچوزوا وهتجعدوا على حالكم
كان يدور الحديث بين عمارووالده، و وليد يتأفف ويفرك بكلتا يديه ف لاحظه والده وقال
اجولك ياوليد، لو مش عاوز تتچوز بنت عمك محسب جول يا ولدى متتكسفش.

اتسعت عينا وليد فرحاً وقد ارتفعت حاجباه وقال
ايوة يا بوى معايزش بصراحه، دى بت هبلة ولحد اولت امبارح كانت بتجرى ورا عربية رش الناموس
ودم داخل عليها لسانها عيحدف طوب مش كلام وأخاف على صحتى منها
وضع والد وليد ساق على ساق وقال بنبرة خبيثه
ماشى متتچوزش ومالو، بس يكون فمعلومك مفيش فلوس ولا أرض ولا بيوت ولا ورث، هكتبه كله بيع وشرا
لخياتك البنات، جولت إييييه!

نظر له وليد بعدما زمت شفتيه وضيق عيناه بطريقه مضحكه وقال
لا حلوة طبلة دى ولاكنو عبله حلوة جميلة، ميتى الفرح عاوز اتچوز دلوكتى!
ارسم خطوات خارج اسوارى، أتظن أنك إستطعت منعي من الخروج إلى حريتي!
أنها تقيد روحي لذلك اخطوها بحلمى الوحيد، النجاة من كل هذا بشهادة أحملها تتحدث عنى وعن ذاتى إلى الأبد، حلمى الذي لن ينطفئ رغم ذلك السياج رغم الأسوار العاليه ورغم ااسادية التي أعيش بها.

بالجامعة، بالتحديد بكلية الطب،
كانت تتلقى حبيبة محاضراتها، وفي منتصف اليوم شعرت بالتعب ذهبت إلى الكافتيريا بمفردها وقد تابعها ذلك الحارس الذي وضعه لها إلياس طيلة الوقت.
يقف خارج قاعه محاضراتها حتى تنتهى ويعود بها سائقاً إلى المنزل وباليوم الثانى الأمر ذاته.
جلست تتناول طعامها بنهم قبل الوصول إلى المنزل وتناول الطعام به بحساب والنوم حتى الدلوف إلى المرحاض!

كانت تأكل لاتنظر إلى احد، من بعيد كانت تقف إحدى زميلاتها بالصف، منذ بدء العام وعندما انضمت لدفعتهم بالكلية أمر حبيبة يشغلها، لما هي وحيدة؟
من هذا الذي يراقبها؟ هي لاتتحدث البته؟!
ترتدى ذاك القناع النقاب وعيناها تفيض حزناً، علاماتها وتقديراتها ب الفصل الدراسي الأول عالية
هالة مُبهمه حولها، كانت تترقبها من على بُعد حتى قامت إحداهن بمناداتها
يا أمنية!

إنتبهت الفتاه وسارت وأمر حبيبة يدور ب راسها كاد أن يحطمها..
إنتهت حبيبة من تناول طعامها، ونهضت من مكانها متوجهه إلى المرحاض ف سألها الحارس
رايحه فين يا مدام؟!
هروح الحمام، ممكن؟!
ذهبت وتبعها هو حتى دلفت , قضت حاجتها وغسلت وجهها ويداها تستفيق ومن ثم خطرت على بالها فكره!
ماذا لو هربت!
ولكن إلى أين؟ لاتعلم، هي تريد الهرب من ذاك السجان وحسب وبعدها ستدبر أمرها.

تنجح فقط بمحاولة الهرب ومن بعدها سيحلها الله لها، خطت بخطوات هادئه خارج المرحاض تترقب أين يقف الحارس.
ها هو هناك لاينظر ناحية المرحاض، بخطوات بسيطه ترجلت حتى ابتعدت عن مكان المرحاض وهربت سريعاً إلى الباب الخلفى للكليه ومنه كانت تعدو بسرعه حتى باب الجامعة!

روحى تتمنى روحك لكن غرورى يأبى الاعتراف، أو خوفى!
كلا المعنيان صحيحان للغاية، واعتاد قلبي على الكبرياء فلن ينحني إليك, فاعذر كبريائي كما اعذرك دوماً، وإنتظرنى إلى حين تنفرج شفتاى عن مافى قلبي، أو لا تنفرج
في كل اللحظات، إنتظر,,
النبي يا خالتى مانعرف، جلبي مش متطمن عليها
تفوهت بالجمله حفصه ف أردفت أم زكريا زوجة أبيها لها اثناء طيّهم للملابس المغسولة
مش متطمنه كيف! هو حد زى حبيبة ولا فعيشه حبيبة.

راحت مصر وعايشه ففيلا والخدم والحشم، وكملت كليتها تبجى داكتورة
وچوزها مال وچمال وعلام وتجولى خايفه! دا شكل هناء جبل م تموت دعت لها لما جالت يابس
إلتوت شفتى حفصه وأردفت
ياخالتى عجولك نرنوا على چوزها الفجرى ديتى فين فين يرد، وهي فين فين ترد والبت عتتكلم كديتى كأنه بحساب، وبعدين الل معاه فلوس دهوت وخدم وحشم عارفش يخش عليه الحامى على جلبه
ويچيب لها تلافون نكلموها بعد م تلافونها باظ!

يمكن هي عاوزاش عشان تركز فمذاكرتها
نظرت حفصه إلى زوجه أبيها بإقتضاب واردفت تمط شفتيها
لاه، جلبي مش متطمن أبداً ابداً، الله يهديك ياعمى وتخلينا نروحوا نبص عليها مرة
يمكن جلبي يتطمن ياناس
قامت أم زكريا بتسديد لكمه في كتف حفصه بقبضه يدها وأردفت تستشيظ غضباً منها
ياختى خليكِ فروحك، هي إتعلمت وإتچوزت وإتهنت خلاص
فكرى فروحك هبابه، الل فسنك عيالهم عيرمحوا جدامهم رمح.

لم تجيبها حفصه، سوى إقتضبت قسمات وجهها ف حسب ف دلف أحد اشقاء حفصه الصغار
يردف
همام بره يا أمااه ندخلو؟
دخله يا واد، ولد خالتك سايبه واجف
دلف همام وم أن وقعت عيناه عليها إبتسم إبتسامه أوسع من إبتسامته المعتاده وأردف
يامساء الورد، ازيك ياخالتى، ازيك ياحفصه
اهلاً يابوى
إبتسمت ام زكريا وأردفت
ازيك ي همام، مبروك الشجه يا واد تخلصها وتنورها بعروستك يارب
إبتسم همام ونظر ناحية حفصه وأردف
يارب.

اجعد هروح أعملك الشاى ابو نعناع وتحكيلى، امك عامله كيف مش زينه؟
قالتها وهي تهرول ناحية المطبخ وتركته مع حفصه التي مازلت تقوم بطى الملابس وترتيبهم، ف اردف لها همام بصوت عالى وهو على نظرته إلى حفصه
زينه يا خالتى وعتسلم عليكِ، ازيك يا حفصه!
تشدقت حفصه بشفتيها وأردفت وهي تنظر يمينا ويساراً
جولنا الحمدلله يابوى، م خلاص فُض عاد
عامله كيف هنيتى مرتاحه زى بيت عمك درويش.

كانت تتحدث وهي تنظر إلى الملابس وتقوم بعملها
أهو كلها بيوتنا وكلها راحه
ربنا يريح جلبك دايماً
رفعت حفصه نظرها إليه وأردفت
مبروك صوح عالشِجه، م طبعاً دروس وبنات طالعه وداخله وبجيت مدرس وحدش عارف يكلمك يا وَلد مَنونة
إبتسم همام وأردف لها بصوت خفيض ينبنض بالحب
كُل دا عشانها والله
على نظرتها حفصه للملابس وطيّها وترتيبهاا
هى مين يا معدول؟
مد بعنقه للإمام ناحيتها وأردف بغرام قلبه أخيراً
حفصه!

تركت حفصه الملابس على فجأة، ورفعت له بصرها وقد إبتلعت ريقها بصعوبه
وأردفت تتلعثم
عاوز إيه منها حفصه؟
مش سألتينى لمين دا كله؟ بجولك لحفصه
نهضت من مكانها وقد استعدت لقذف سبابها ولعناتها ف أوقفها هو
حفصه أنا بنحبك وعاوز نتچوزك، لو جولت لعمى منّاع توافجى؟!
نظرت له حفصه وما إن انفرجت شفتيها حتى دلفت زوجة أبيها
الشاى ابو نعناع يا همام زى م عتحبه، جعمز يالا وحشتنى جعدتك ياولد اختى.

كان همام على نظرته إلى حفصه، أما عنها فتركت المكان مع قولها وهي تدير لهم ظهرها هاربه
كملى إنتِ ياخالتى، أنا رايحه نشوف العيال فين
هربت كالعادة، وأحياناً الصمت علامه الرضا
قلبه يُحدثه ب أنها راضيه ولكنها تكابر، إذا ف خير البر عاجله لا محاله!
مقص كبير كان ممسكاً به إلياس، وباليد الأخرى خصلات شعر حبيبه الناعمه الطويلة الكثيفه الملونه بلون القهوة!

كان يقص خُصلة بعد الأخرى وهي تبكى بحدة، تخبئ عيناها بيدها لاتريد رؤية المنظر، رؤية انوثتها وهي تضيع مثلما ضاع ماتبقى منها.
كان يتحدث ب إحتداد وعنف كعادته، شخصيته القاسيه السادية تفرض سيطرتها بقوة، والجانى والدها
وهي المجنى عليه الوحيد!
عاوزة تهربي! فاكرة إنى مش هعرف أجيبك؟!
عاوزة تهربي تروحى فين؟ لعمار طبعاً مش كدا
حبيب القلب الل سافر واتغرب عشانك ياهانم، وللا يكونش فيه فالملعب حد جديد من الكُليه!

إنتِ فاكرانى نايم ع ودانى؟!
فكل مرة هتغلطى غلطه هعاقبك عقاب ميخطرش على بالك، فاهمه ولا مش فاهمه
دلوقت هخليكِ مَسخ، لاشكل ولا صورة
عارفه ليه، عشان اتجرأتِ، إتجرأت على إنك تتمردى يا حيوانه
تتمردى على قوانينى! أنا هعرفك كويس إزاى الندم
وازاى الحسرة لحد م تبقى عبدة تحت جزمتى، ياحيواااانه!
كانت صامته، لاتتحدث البته، عيناها فقط كانت المتحدثه
عبراتها وشهقاتها وخذلانها ووجعها، ألا يوجد مفر!

ألا إنتهاء من هذا الكابوس؟! خصلات شعرها متناثرة هنا وهناك حولها
تماماً ك روحها البريئه مُزقت ل أشلاء بفعلته هذه وبكل فعل يقوم به معها
يجردها من نفسها حتى ينجح في أن يجعلها جماد أوامره، يتحرك كيفما يشاء وقتما يشاء،
كان وليد يناول والدته قرص الدواء وكوب المياه ويجلس بجانبها يتودد لها
يا أماااه أمانه تكلميه أمانه عليكِ جوليله
إبتلعت السيدة قرص الدواء وأردفت بعدما تجرعت جرعه الماء.

أجوله إيه، أبوك خلاص خد القرار هو وعمك وكمان دى وصية چدتك الله يرحمها
نظر وليد إلى السماء وتحدث بفروغ صبر
يعنى يارب لو روحت ولعت فتربتها مش هيبجى ذنب!
ضحكت والدته ولكزته في صدره ف أكمل هو
أمى، والمصحف الشريف مش عنحب البت دى مش عنجبلها
ليه مالها عبلة يا واد!
مالها عبله! دى هبلة دى طبلة، عبلة دى هتچيب أجلى بت معنچرة ولسانها تتلفح بيه
هي وحرق أبوها والل خلفوها وميجدرش عليها حد
زمتت والدته شفتيها وأردفت.

هى عشان بس دمها حامى، لكن طيبة وبتاعت بيوت يا ولدى إسمع منى
يارب يعنى اروح انط جدام السريع يلهفنى عشان ترتاحو
ضربته والدته في صدره بقوة وأردفت
بعد الشر عليك يا ولدى متجولش كديتى لانزعل منك والله
ياماااه سايج عليكِ النبي كلميه
طب إنت فبالك واحدة تانيه، ساعتها ممكن اكلمه انك عاوز غيرها
شرد وليد وصمت وعلى الناحية الاخرى كان عمار يقوم بنفس الأمر مع والدته
ويحاول أن يهرب من ذاك الأمر.

يبجى عشان حبيبة يا ولد بطنى!
نظر عمار لها وأردف
هنظلمها والله، وأنا مش عاوز نشيل ذنب حد حرام
وابوك عنده حج، لو سيبناك لا أنت هتتچوز ولا هتجول
تنهد عمار وأخذ يقضم بشفتيه ب أسنانه فتحدثت والدته
إسمع ياعمار، دا أنسب وكت وأنا وابوك نفسنا نشوف عوضك يا ولدى
وزمزم بت زى العسل، مؤدبة وغلبانه والله
ياماااى عنديش إعتراض عليها، بس وغلاوتك إنتِ م عندى حاجه چواى ليها
ولاهعرف
دنت والدته منه قائله.

عاشرها بالمعروف، هتنسيك الل مش من نصيبك والعيال والخلفه
والمسؤلية والله يا ولدى هيطلع كله كلام فالهوا وجول أمى جالت
بس طاوع أبوك، ابوك عاوز مصلحتك
إسمع كلامى إن شالله يرضى عليك!
هل توافق على هذه البَيّعه!
أهديكِ وردةً وقلباً وعمراً، وتهديني حُباً وقُرباً ورفقاً بقلبٍ أَحَبَ وعفَّ؟!
مش مصدجه، مش مصدجه يا منت كريم يارب الحمدلله الحمدلله.

كانت تردد زمزم كلماتها وهي تدور بغرفتها كالفراشه، تقبل الجدران والفراش والأشياء الموضوعه والمعلقه، اذا نظرت لها من بعيد ستظن ب أنها مجذوبه بلا شك!
كانت تنظر لها عبلة وهي تضحك وتعقد ساعديها أمام صدرها، وزمزم تتحدث بشوق وفرحه عارمه
أمك عتتكلم صوح! يعنى سمعتِ الل سمعته يابت ياعبلة؟
عمار چاى يخطبنى بُكره! بكررررررة
أخذت تضحك عبلة وهي تردف.

ايوة چاى يخطبك وأنا وجعتى وحظى مع الملكوم الل ميسماش وَلد عَظيمه ابو لسان عاوز جطعه
قامت زمزم ب إحتضان شقيقتها بقوة وأردفت
ربنا حنين جوى ياخيتى، جوى وبيسمع وعالم بالجلوب
والله عمرى م بطلت أدعى ولا عمرى إتراچعت حتى اما كان يحب حبيبة وأتجدم لها
نظرت إلى السماء ورفعت كفيها
يارب اشكرك واحمدك طول عمرى على نعمتك وجبرك لجلبي وخاطرى يارحمن.

فرت هاربه من أمام شقيقتها إلى والدتها مبتسمه الفرحه لم تسعها فنظرت لها والدتها فقالت زمزم
أمااه هتروحى لأم عاطف ميتى؟
نظرت لها والدتها بتعجب
أم عاطف؟ ليه
ياماااه فيه أمانه عاوزاكِ تديههالها، مرة غلبانه ومعاها أيتام
قامت زمزم ب جلب مبلغ خاص بها وأعطته إلى والدتها ومن ثم عادت إلى شقيقتها وهي تتحدث
لما ربنا يحججلك أمنيه، طلعى صدقه
ولما تعوزى ربك يحججلك حاچه برضو طلعى صدقه.

كانت تضرب عبلة كفاً بكف تتعجب لحال شقيقتها ومازالت زمزم تتحدث وگأن حديث قلبها كان حبيسها منذ زمن واليوم تم الإفراج عنه
يعنى مبجاش حلم ي عبلة! هصحى على شوفته
وانام على صوته، هعمله الوكل
واغطيه واكويله هدومه و
وتحميه وترضعيه، ايااااا كل ديتى بالراحه على روحك كنت عارفه والله أول م أمك جالت برچ دماغك هيطير يابت ابوى
قالتها ساخره ف أردفت زمزم.

طب أنا وعارفه مالى أكيد موافجه ودا اليوم الل عاوزاه من زمان، وإنتِ موافجه على وليد؟!
صمتت عبله وشردت ولم تجيبها..
تأكدى بأني وإن رأيت النور في غيرك سأختارك حتى النهاية. ،
كان يقف عمار أمام المرآه يتأكد من هيئته، شرد وأردف بصوت متهدج
وليد، أنا مش عاوز أروح!
نظر له وليد وأردف الآخر بعد تنهيدة طويلة
ولا أنا وربي يعلم بحالى شكله إيه
أقترب وليد من وقال بنبرة حزينه.

طب م تروح تجولهم، جولهم مش عاوزين نروح ومش عاوزين اصلاًچايز يسمعوا بجى
رفع عمار حاجبه وقال له معترضاً
ياسلام! وليه أنا م تروح إنت أنا حاولت معاهم ومنفعش وأديك شوفت
أنى أجولك ليه، أبويا وابوك بيسمعوك ويحبوك ويحبو كلامك
مابيحبوك إنت كمان! لاه مرايحش
إعمل معروف، مانا فموضوعك زمان شيلتهولك لوحدى
أنهى موضوع؟
بتاع شذى
لا والله، ولمّا إنت حوّلت من هندسة لتچارة انجلش وحصلت الغفلقه مين الل خد الكلام بدالك.

طب فاكر الدور الل فات فعزا عمتك سَكينة الله يرحمها جولتلهم سيبوه نايم وأروح أنا معاكم لما اتعفرت تراب يوم العاصفه
ضيق عمار عيناه وقال متحدياً وليد وقال
وففرح حامد شداد مين راح وچامل وسد مكانك وعملوا عيطه ساعتها وإنت كنت فالغردقة بتستعبط
ولمّا أمك تعبت فنص الليل مين طلع وراح للدكتور فعز البرد عشان البيه كان فمصر
وقف عمار فاغراً فاه وسدد لكمه بصدر وليد مردفاً.

وفولادة أختك شيماء مين الل راح مع چوزها ومع الجماعه وفضل واجف على رجله لحد ماجالى روماتيزم وانت كنت خالع ضرسك ومروحتش ودخل عليك دم
أشار وليد بكلتا يديه إلى نفسه ساخراً
خلاص يعنى، چت على أخوك جرمط وجالت لاه!
شرد عمار وقال بتنهيدة حزن
شكلها مفيهاش مَفر يا ولد عمى، يلا نتوكلوا على الله ونعمل الل هما عاوزينه مدام هيرضيهم
قالها ثم رفع بصره ل وليد واردف متسائلا ً.

طب أنا وعارف ليه مش عاوز أروح وتقريباً كلكم عارفين، طب وإنت؟!
لوهلة ظننت أنه يمكننى البوح بما في داخلى ثم عدت لعقلى قبل فوات الاوان.
إستفاق وليد من شروده وتحدثه إلى قلبه ثم عاد بسخريتة كعادته قائلا ً
جوم جوم، لا أنت هتتكلم ولا أنا هتكلم هي هوايل علينا وعلى الل جابونا
يلا بينا كنو هتبجى أيام مغفلجه مع بت محسب شالله عجرب يكشحها كشح!

سارا محاذيان بعضهما البعض مقصدهم واحد، وليد يتنفس الصعداء وكأنها الجاثوم تطبق على أنفاسه.
وأما عن وليد فهو شارد ماضٍ في طريقه، وبداخله يردد
لن تغيبِ ابداً عنى أو عن مخيّلتي يوما ً مهما حدث، فالبطلة تبقى المفضّلة حتى وإن ماتت في نصف الرواية!
---------------------------.

أُحِبُّ مِنَ الأَسماءِ ما وافَقَ اِسمُها وَشابَهَه
أَو كانَ مِنهُ مُدانِيا
فَيا لَيلُ كَم مِن حاجَةٍ لي مُهِمَّةٌ
إِذا جِئتَكُم يا لَيلُ لَم أَدرِ ما هِيا(إمرؤ القيس).

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة