قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل التاسع عشر

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل التاسع عشر

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل التاسع عشر

أكواب العصير وصحون الفاكهه وصحون الحلويات الشرقية المُعدة من قبل العرائس زمزم وعبلة كل هذا موضوع على المنضدة بغرفة إستقبال الضيف أمام عمار ووليد ووالديهم الحج عبدالرحمن والحج عبدالااه والسيدة تحيه والسيدة عظيمه وبعض من أزواج شقيقات وليد حاضرون أيضاً.
تنحنح الحج محسب وأردف وتكاد الدماء تتجمع بوجهه من عِظم فرحته
والله شقتنا البركه، يا أهلا وسهلاً.

نظر الحج عبدالرحمن إلى الحج عبداللاه أى انه هو من سيبدأ الحديث أولا
من غير م نلف وندور يامحسب، كلمتك أننا چايين نطلب زمزم وعبله بناتك لعمارووليد وان شاء الله الشجتين بتوعهم يخلصوا وندخلوهم على خيرة الله، ايه رأيك
اتسعت بسمه محسب للشقين من وجهه بينما أعتلت زغرودة والدة الفتيات، ف أردف محسب
يابوى خدوهم معاكم وانتو مروحين دا كلام يا حچ دول بناتكم
ضحك الجميع ف دنى وليد من أذن عمار وأردف بهمس.

طبعاً ناخدهم وإحنا مروحين، توزيع مصايب من بدرى هو
غمزه عمار بيده أن يصمت وظل عمار على نظرته لأسفل دون كلام، نادت والدة زمزم على الفتاتان
وم أن دلفا في أبهى حِلتهم، صافحا السيدات والدة وليد ووالدة عمار.

وقاموا ب القاء السلام من بعيد على البقية للإحراج وجلسا، زمزم عيناها مثبته ناحية عمار كاد قلبها أن ينخلع من مكانه، بينما كانت عبله تتشدق بشفتيها تنظر ناحية وليد الذي كان ينظر لها ممتعضا ودنى ثانية من أذن عمار قائلا
حاطين كل واحدة منهم ٤كيلو بويا جال يعنى عرايس وهما شبه عمك محسب بس من غير عِمه!
إنت هتسكت ولا هتخليهم ياخدوا بالهم، خللى اليوم يعدى يا وليد.

عاوزهوش يعدى يا ابو اخوه، يارب تخرب يارب بالبنات البوم اللى ملزجينهم فينا دول
كتم عمارضحكاته ومن ثم دلف شقيق زمزم وعبله الأكبر والشقيق الذي يليه مُرحبين بهم، وبين حديث طويل عن تفاصيل الزيجتين وقد تم الإتفاق
اعتلت الزغاريد وتمت قراءة الفاتحه، قام الحج عبداللاه بالاستئذان
ب أن يتركوهم وقت بسيط ليتناولوا العشاء معاً، بالبداية تلعثم محسب وتشاور إبنه الاكبر ولكن والدتهم أقنعتهم.

وضع العشاء بالخارج للجميع، وبالداخل كان العشاء مُعد لأربعتهم عمار وزمزم وعبلة ووليد!
كُل وسمى الله، انا وعبله الل عاملين الوكل دا كُله
رفع عمار بصره الى زمزم وتصنع الابتسام وأردف
مانا باكل، تسلم ايديكم
تحب اجطعلك من الفروچ، ولا استنى خد اللحمه دى أنا مسوياها زى التليفزيون
وكُل مكرونه عاملاها بالموتزريلا
ضحكت بخفه وأردفت
والله بعتت بت أخوى للبندر تچيبها عشان اعملهالك وتعچبك
سرحت بعيناه وأردفت بهيام قلبها.

يارب تعجبك وبالهنا والشفا على بدنك
لم يستطع عمار الرد سوى بالابتسام لها فقط وأردف ب كلمتين
تعبتِ نفسك، الوكل زين تسلم ايدك
كانا يأكلا عمار وزمزم تحدق به بغرامها المُفعم، وعلى الناحية الاخرى كان وليد على جلسته وعبله تنظر له وهي تأكل
ماتاكل ولا محتاچ عازومه ياك!
إمتعض وليد بشفتيه وأردف
واكل جبل م ناچى
طب زود، هنكون عاملين الوكل دا كله وتاكلش!
يابوى شبعان مشاركانى أنت ِ؟

رفعت عبلة أحد حاجبيها واردفت وجزء من فخذ الدجاج بفمها
عنك م كلت يعنى هنبوسو يدك، عنطزه كدابه عارفاش على ايا
خريچ تجارة أنجلش وموظف كابير فالبنك يابت العيان
رمقته عبله من أسفل لأعلى بعدما وضعت بفمها ملعقه ارز وقالت
ما ايوه كابير السفاره، وانا معاى بكالوريوس تربية سمعت عنها يا أستاذ ولا جالولك تعالا نخطبلك الل واخدة ساته إبتدائى
نظر لها وليد بتعمق وأردف محذراً إياها
هتتكتمى ولا نجلبوا الصونيه!

تركت عبلة الطعام ورفعت أحد حاجبيها وقالت
تجلبها على مين!
على أى حته مش عاچبانى عتمسكى فالكلام ليا
آآه عنحسب!
لاه تحسبيش
تمتم بسره وهو ينظر لها وهو تأكل بنهم وكأنه آخر طعامها على الأرض
كُلى كلك السريع من بدرى، دم فخلجه اسماعيل يس الل إتوكست بيها!
إنتهوا من طعامهم، جلس الجميع سويا مرة اخرى، قدمت الفتاتان الشاى وبناء على طلب عمار فنجان القهوة
الذي كانت تصنعه زمزم بقلبها لا بيداها!

إنتهت الزيارة على موعد ل شراء الشبكه وتلبيسها وتحديد موعد الزفاف
حاولت زوجه شقيق زمزم وعبلة الأكبر أن تدخل وهي تمزح وإقترحت أن يتبادلوا ارقام الهواتف كى يتم الاتصال بينهم ففترة الخطبه، كان الأمر صعب للغاية على عمار
فهو على صمته منذ بداية الزيارة، اما عن وليد اعترض بالبداية وعندما نظر الجميع له حوّل الموضوع للمزاح
ووافقوا بالنهاية، وانتهت الزيارة ورحلو.

وزمزم ممسكه بهاتفها ودونته عمار عمرى وأخذت تقبل الإسم
بينما دونت عبله وليد ب إسمه العادى وهي تتمتم
ملكوم فزوره ولسانه طويل بس عسل، حىّ أما يتلفاه!
لم تكن تراعي إنني طفلة ما زلت أرهب ساعات الليل وظُلمة الغرفة، وأصوات التنفس العالية التي أشعر بها بالإضافة للزفارات الحارة التي كان يقشعر بدني أثرها..
الآن ظهرت لي أخيراً، ظهرت لي على حقيقتك البشعه.
بعد فوضي مشاعري البلهاء، كُنت اظن لوهله إنك خلاصى الوحيد.

المكان ما زال مظلماً وساعات الليل متوقفه، بل الساعات متوقفه ليلاً ونهاراً!
ارى المكان مظلما حتى وإن كانت الشمس تنتصف بمنتصف المنزل طول اليوم.
لم يكن يرعبني مظهره كما تُرعبني نظرة عيناه...
كونّ إن هناك أحدهم ينظر لعيناك، لأفعالك، لتصرفاتك، يراقب كل فعلٍ لك ويثبت إنه حقيقة يمكنك الشعور بها، او اللاشعور كلاهما واحد عندى.
تختلف ملامح السخرية عن ملامح الخوف..!

مازال قلبي ينبض بقوة عندما أسمع هسيسه خلفي، صوت أنفاسه الكريهه
لكني حاربت للنظر حاربت الاحساس...
لن انظر!
لن أنظر!
ظلت أردد هذا داخلي كثيراً ربما ساعات، مع إغماضي لعيني..
يمكنني تخيل الآن أنني في الملاهي، أو أعود بذاكرتى قديماً واتخيل يوماً قد سُعد فيه قلبي حقاً!
ل كلمه أحدهم، او لفعل مقتحم اسعد قلبي ولو لدقائق!
لكن كل ما كُنت به كان الأسوأ حقاً! فتحتُ عيناي مُجبرة..

مازال لم يسأم من أفعاله معى، أظنها النهاية..!
ألن تشرق الشمس أبداً..!
وضعت يداي على عيني وانا أنظر لنافذة غرفتي مع مرور أول شعاع للضوء، شعرت ب الجوع كاد يلتهمتى ويحطم أنسجة معدتى الداخليه، نظرت إلى قطعة الكيك الجافه التي بجانبي
ومن ثم دلف إلياس سجانى، هرولت ناحيته ب آخر ما عندى من قوة
إلياس، أنا جعانه
دفعها بعيداً عنه ودلف إلى غرفته وفحص بعض الأوراق وجلب منها البعض وترجل منصرفاً مرة أخرى إلى الخارج.

أمسكته حبيبه وقالت ب وهن شديد
أبوس ايدك هموت من الجوع، إنت بتعمل معايا كدا ليه؟ أنا مش بقيت بعمل كل الل يرضيك
أمسكها إلياس من معصمها وقال بعنف وهو يهز جسدها بقوة
عندك الأكل جوا، إطفحيه ومتوجعيش دماغى
حرام عليك أكل إيه الل أكله؟ دى بتاعت كيك ونشفت ومن امبارح
هنا انفاس الغضب من إلياس تصاعدت، أمسكها بقوة من أطراف ثوبها
وأقترب منها جدآ كادت أنفاسه الكريهه لها تحرق وجهها وملامحه
وأردف بشراسته المعهودة.

عشان مش عايزة تكونى عبدة ليّا ياحبيبة، لسه بتعاندى أوامرى لسه بتتمردى
هفضل أذلّك لحد م تركعى تحت رجلى
سامعااااه!
ترقرقت الدمعه بعيناها وجثت تحت قدماه تقبلهم بحرارة وهي تبكِ بشدة وتتوسل له، لم تكن تعلم أن تلك الأفعال تجعله يشعر بالنشوة أكثر، بالانتصار، بالفخر، بأحساسيس تخصّه وتخصّ مرضه النادر.

ضحك إلياس ضحكاته الهيسترية، رفعها إليه وهرول بها إلى الفراش ومن ثم قذفها عليه بقوة، مزق ثيابها كعادتة بوحشية، وبدأت مغامرة من مغامراته معها المُقززة من جديد.
مرّت فترة..
أقنعت حفصه عمها درويش بالسفر إلى حبيبة للإطمئنان إلى حالها، تريد أن تراها وجهاً لوجه
تريد ان تشعر بعناقها، بأنفاسها
ترى عيناها وهي تتحدث، تشعر بها، تطمئن وحسب!
بالإتفاق مع زاهية شقيقته ووالدة الياس، سافر درويش إلى القاهرة.

ذهب أولا ً الى شقيقته ورحبت بهم بحفاوة ومن ثم ذهب جميعهم إلى إلياس وحبيبة!
وما إن فتح الباب لهم
يا أهلاً اهلا ياخالو، حمدلله عالسلامه
رمقت حفصه حبيبة تقف بالخلف، تخطت وقفه إلياس وبسرعه البرق
هرولت إليها وقامت بعناقها بقوة كادت أن تفتت عظامها من شدة الاشتياق!
كان جلبي هيوجف لو فضلت عارفاش أشوفك أكتر من كديتى!
سنه يا حبيبة!
على صمتها حبيبة لا تعلم بماذا تجيب، رحبت ب والدها وقبلت يده على مضض.

رحبت بحماتها زاهيه وجلس جميعهن
كانت ترتدى وشاحها حتى لا يروا شعرها القصير المقصوص بشكل رث!
تقمص إلياس شخصيته الثانيه، أخذ يرحب ويقدم الضيافه لهم ويبتسم لهم وإلى إلياس ولكن مازال قلب حفصه غير مطمئن حتى قالت
عن إذنك يا ولد عمتى، هناخدها بس چوا فالأوضه
اعتبرنى أمها وعاوزة نتكلمو معاها
نظر الياس نظرة توعد مُحذراً عبلة، نظره تحفظها هي عن ظهر قلب ومن ثم أردف إلى حفصه
إتفضلوا طبعا البيت بيتكم!

ولجت حفصه إلى غرفه نوم حبيبه، وأوصدت الباب وقامت ب إحتضانها مرة أخرى، فخارت مشاعر حبيبه وكأنها كانت حبيسه، بكت بحرارة ب أحضانها كطفله ضائعه واخيىاً وجدت أمها!
فيكِ إيه يابتى؟!
حاولت حبيبة عدم التحدث، فهى تعلم العقاب
مفيش، بس ماصدقت أشوفك وحشتينى أوى
والله ما أكتر منى، إتوحشتك جوى جوى ويعلم ربي أبوك من ميتى اجوله ننزل
طمنينى عليكِ زين معاكِ چوزك ولا مش زين؟
والكُليه وزملاتك! طمنينى يابت عمى.

وبالرغم من ألمى الذي فاق ألمها الآف المرات إلا انها هي الحقيقة الوحيده في حياةٍ ملأها الزيف والنفاق والقسوة، ستظل حفصه، ستظل أمى!
أنا كويسه متقلقيش عليا
هبط الوشاح رغماً عنها ف رأت حفصه منظر شعرها الغريب، هلعت ووضعت يدها على فمها وقالت
إيا دى يا حبيبة! ايا الل حصل لشعرك
تلعثمت حبيبه ووضعت الوشاح ثانية وأردفت
لاء ماهو، هو، هو كان بيقع لوحده ومعرفتش حل غير إنى اقصه.

كانت تنظر حفصه بحزن لها ولحالها الغير مطمئن وقالت
تجصيه مش تچدريه! دا كان يا محلى شعرياتك يا حبيبة برضو ديتى كلام!
إقتربت حبيبة منها وأمسكت يدى حفصه ب حب وأردفت لها
سيبك منى، إحكيلى عنك عاملة ايه واخبارهم ايه فالبلد
انا حاسه أنى بقيت فكوكب تانى
صمتت حفصه وإبتسمت وشعور الخجل يختلجها لأول مرة وأردفت تنظر لأسفل
إنى اتخطبت يا حبيبة!
إتسعت حدقه حبيبه فرحاً وقامت ب إحتضانها بقوة وتقبيلها وأردفت.

بجد! بجد بجد يا حفصه! أخيراً مين هاه
همام كرم، نعمل ايه بجا جدرى
ضحكت حبيبة بشدة وأردفت لها
أقولك ع حاجه، كنت حاسه كان بيبان عليه وانتِ تديله فجنابه وهو راضى
ضحكا الاثنتين، ف أكملت حبيبة
والجواز أمتى؟
لسه جدامنا شوية، دم يدخل عليه مش خبط لزج كويس إنى وافجت من الأساس
تعمقت حبيبه بعيناها الحميلتان بمقلتى حفصه وقالت بخبث مضحك
وإيشمعنا دا الل وافقت ِ عليه يا حفووووصه! رغم أنه أصغر منك.

وكنتِ كل ما تشوفيه تشبعيه كلام
تنهدت حفصه بعدما قضمت شفاتها السفلى خجلاً وقالت شاردة
معرفش يا حبيبة، والله مانعرف، ايوة عزعج له وعنديله فالكلام
بس غلبان وطيب، وحسيت أنه ممكن يكون عيحبنى صوح وشارينى
وممكن يعوضنى
إبتسمت حبيبة وقالت لها
طب وإنتِ؟
إنى! بس يابت بطلى جلة أدب اومال الچواز علمك جلة الحيا ياك!
ضحكا الاثنين وأردفت حبيبة
عمارووليد عاملين إيه؟!

هنا دب قلب حفصه، هل ستخبرها، لابد من إخبارها فهو أمر سيعرف بالتأكيد
فهما ابناء عمومه زوجها، ومن عائلتها
بعد تفكير قالت لها
خطبوا الاتنين بنات محسب زمزم وعبله، والچواز باين بعد كام شهر
على نظرتهاحبيبة إلى حفصه حتى إمتلأت عيناها بالدمع، بكت في صمت وهبطت عبراتها
ف قامت حفصه بتهدئتها وربتت على كتفها قائله
كانوا هيعملوا ايه يابت عمى بس! سُنة الحياه
مسحت حبيبة دمعتها وهي تتحدث بصوت متهدج ووجهها أحمر وأنفها.

مش زعلانه انهم هيتجوزوا، أنا زعلانه ان خلاص كلكم هتبقالكم حياتكم
وأنا هنا هفضل لوحدى، خلاص هتنسونى يا حفصه
ووحدك ليه يابتى، ما معاكى چوزك، اينعم انا عجبلوش
بس هو چوزك بردك وزين معاكِ، مش صوح؟!
قالتها حفصه فشردت حبيبة ونظرت الجهة الأخرى وفي نفس اللحظة كان وليد أمام خزانته
يُخرج قميصاً لارتداؤه فتذكر، ذات مرة أثناء إحتفالهم ب ليلة حِنة إحدى شقيقاته.

وقد رأى حبيبة ويرتدى نفس القميص، فكانت هي تقوم بغسل يدها من اثار الحنه الخضراء
رأته وبعد القاء السلام قالت
على فكرة، جميص نبيتى ميمشيش مع بنطلون بنى
نظر وليد إلى نفسه وأردف لها
أومال ينفع عليه إيه
شوف انا مش بخرچ كاتير، بس بحس أن بنعرف فالذوج
قميصك يمشى عليه بنطلون ابيض، اسود
إبتسم وليد وأردف لها
خلاص ماشى نغيروه
ضحكت حبيبة
صح هتغيره؟!
طبعاً، حبيبة أمرت!

عاد وليد من ذاكرته بعدما تنهد وهو ينظر إلى القميص وأعاده ثانية إلى الخزانه
بينما أمسك هاتفه واتصل ب عمار الذي كان يمسك وشاحاً ملتصق به بعض الشعيرات البُنيه
واردف
أيوة يا وليد
يلا عشان نتأخروش، ربع ساعه وابجى تحت أنى
ماشى
أغلق عمار وقبّل الوشاح بحرارة عدة قبلات وهو يشتم رائحته وتذكر حينما
إقتحم منزل درويش فجأة يوم زفاف حبيبة
وحينما تحدث إليها وولجت حفصه تخبره أن عليه الذهاب في الحال.

نظر حوله فوجد ذلك الوشاح ف أردف إلى حبيبة
بتاعك صح! هخليه معاىّ، أهو أى حاچه تصبرنى على بُعدك يا أغلى من روحى
أخذه وفر هارباً إلى حيث أتى، استفاق من شروده حينما سمع صوت طرقات على باب غرفته
ف هرول يخبأه بحقيبه تحت سريره، وفتح الباب ليجدها والدته..

ملابس، اشياء واغراض للمطبخ، اوانى وأطقم للاكواب والزجاج والاركوبال
وأطقم الصينى باهظة الثمن، كل يوم تجهيزات وكل يوم تخرج الفتاتان مع والدتهم وزوجات اشقاؤهم
يبتاعون الكثييير ويعودون.
إقترب موعد الزفاف، وتم فرش شقه كل واحدة منهن، زمزم فرحتها تخرج خارج قلبها كادت تكون مسموعه
أما عن عبله ووليد فمازالا على مشاداتهم سوياً المُضحكه.
إسبوع يا عبله! إسبوع وهبجى فحضنه يالااااااهوى يابوى!

وقعت زمزم على فراشها تحتضن الوسادة، فضحكت شقيقتها وهي تمشط شعرها أمام المرآة
إسبوع وهيبجى لقاء اندر تيكر وچون سينا، عشان ولد عظيمة لو متلمش هلمه إن شاء الله
أمسكت زمزم الهاتف وقامت بالاتصال ب عمار إثر عمله في مكتبه على الحاسوب فنظر إلى الهاتف وجدها خطيبته، زمت شفتيه وأوقف ماكان يفعله وأجاب
الو، ايوة يا زمزم
كانت تنام على وجهها وتلعب بخصلات شعرها
عطلتك ياعمار؟
ولايهمك، فيه حاچه ولا عتتصلى عادى؟

قامت زمزم بتنعيم صوتها وأردفت وهي تتقلب على فراشها وشقيقتها تضحك ساخرة
إنت فالمكتب دلوك؟
آه
كنت عاوزة نسمع صوتك وو و بس
إبتسم عمار وأردف
تسلمى يا زمزم، فيه حاچه ناجصاكِ وأنا مروح أعديهالك؟!
دبت زمزم على صدرها وهي تزفر بحراره وتشير لشقيقتها وتسبل بعيناها غراماً
وتهمس ب أذن شقيقتها
يابوى يا مرارى عليه وعلى عسله يارب كرمتنى والله
عادت الى عمار
لاه عاوزاش غير سلامتك.

طيب هستأذنك بس أخلص الى معاى جبل م اجفل، هكلمك جبل م أنام
قبلت زمزم الهاتف عدة مرات واردفت
ماشى، مش هننام مستنياك
اغلقا الهاتف، ف تشدقت عبله بشفتيها وتصنعت فعل مصمصة الشفتين وقالت
منحنحين ودم داخل عليكم
نظرت زمزم لها وقالت
أومال عايزانا نعملوا كيف ولا نتكلموا كيف
هوريكِ أنى، دنا ووليد لو طولنا كل واحد فينا يولع فالتانى چوا التليفون منتأخرش
ضحكت زمزم بشدة، ف أمسكت عبله بالهاتف وقالت.

بُص هنوريكِ المعاملة الصوح
إتصلت ب وليد فقام بفعل غلق الخط، مرة اثنين ثلاثه حتى أجاب
نعم يا ملكومه، نعم يا خطيبة الهم
ضحكت زمزم لأن عبله كانت تضع الهاتف على مكبر الصوت، ف أردفت عبله
عتكنسل ليا يا سيادة القنصل
فالمكتب يا مرار عشتغل مش فالكباريه عرجص عاوزة ايا خبر ايا تن تن تن تن
كنت نجولك راچع ميتى من المكتب عشان نكلمك جبل م ننام عاوزاك فموضوع.

زفر وليد بحراره وترك الهاتف وعاود وأمسكه واردف ممتعضاً بقسمات وجهه
يابوى سيبينى السبوع دا اجعد فيه فالشغل، اجعد مع اصحابي
اجعد فالحمام ابكى يمكن يلبسنى چن
واسبوع ونكدى براحتك وأحكى فالل عاوزاه
لاه إنهاردة! روح وهرنلك ويكش تردش يا ولد عظيمه
هما جالولى، جالولى الايام الطين هناك اهيت جولتلهم لاه لسه فيه وكت
راح نزل الجفا على جفاى الحمدلله ولاجيتك جدامى
تصنعت عبلة الضحك وأردفت.

خلصت تعديد زى المرة الل مات چوزها، خلص ورنلى عشان باقتى خلصت
طب الحمدلله
وليد! كلمه واحدة تخلص وتكلمنى عشان عاوزاك فموضوع ماشى
روحى ياشيخه من هنا لحد م اروح نكون طلعنا عليكِ نصلوا فالچامع، غورى
چاك غورة
أغلقا الاثنين بينما كانت زمزم كاد أن يقف قلبها من الضحك، فنظرت لها شقيقتها وقالت
عتضحكى شوفتِ السيرك القومى
طب م تجولى انك مش عاوزاه زى إلياس
نهضت عبله واردفت بنبرة صوت بها دهاء
لاه، مين جال عاوزهوش!

يعنى عاوزة وليد وعتكلميه كديتى، كل دى فتره خطوبة م عدلتوا سوا حتى مرة
هو على كديتى، انا وهو جط وفار لناش فالدلع وجلة الربايةبتاعتك انتِ وبشمهندس عمار نبع الحنان
دم ياخده
قامت زمزم بصفع شقيقتها بالوسادة بقوة وقالت
تدعيش عليه يا ملكومه ان شاء الله انتِ..
نامت زمزم بمكانها تحلم بيوم عُرسها، والذي كانت تقوم بعدّ السويعات حتى إقترابه وتتمتم بداخلها
إنّي منحتُكِ ساعِدي يا ساعدي، فلتستريح من عنائك والتَّعَب.

كل الرجال معادن في ناظرى، يا زوجي أنت الوحيدُ من ذَهب.!
وكَأنّك جِئتَ لِ تداوي جَرحَ الأيامِ، فَ استوطنَ حُبكَ فُؤادي، وأصبحتَ تغفُو في صميمِ قلبي، وتتجول في طُرقات وتينِي، وَإن ضاقت بىّ الدّنيا أجِد صدرَك أوسع منها، أجِدكَ سندًا لي أتّكأ عليهِ حينَ أمِيل، دُمتَ لي فِي الدّنيا وزوجًا فِى الجنة.

ذبح عجلان بيوم الحِنة، اليوم فرحة عارمه ليلة حنة عمار ووليد، فرحه منزلهم منذ اعوام منذ اليوم اللذان ولدوا به.
اليوم حنتهم وغداً عُرسهم، تم توزيع اللحم للفقراء والمساكين بالنجع ب أكمله، الاحتفال مُقام بمنزل الحج عبدالرحمن والحج عبداللاه والحج محسب.
جميع شباب النجع حضروا لهما فهما اصدقاء للجميع، صوت الاغانى والزغاريد كانت تصدع الجدران.

لم يحضر الياس وحبيبة، ولكن زاهيه قد حضرت هي وإبنتها مى وزوجها وأولادها.
على الأحصنه كان وليد وعمار على صوت المزمار البلدى الذي تم استئجاره في هذا اليوم، والشباب حولهم بالتصفيق والرقص بالعصا.
حتى زملائهم بالعمل قد حضروا، كان لايوجد مكان خالِ لاحد من عظم الحشود التي حضرت، أما عن شقيقات وليد فكانت فرحتهم مدويه، صغيرهم وأميرهم فرحته اليوم.

جلبته إحداهن هو وعمار وأوسطوه بدائره والسبعه فتيات واولادهم حولهم وكانوا يتراقصون حولهم وتتعالى الزغاريد وتقوم تحيه وعظيمه بتلاوة المعوذات خوفاً من الحسد أن يصييهم بهذا اليوم.
تناسى وليد امر زواجه الذي لا يريده وأعتاد الامر وسط الصخب ورقص مع شقيقاته بينما أكتفى عمار يالتصفيق برغم علامات الحزن بعيناه والذي يخفيه من وقت لآخر ب إظهار فرحته المزعومه.

خرج الشباب إلى اصدقاؤهم حتى أتى ميعاد الحنه، أخذ همام الصنيه الكبيرة وبها عجين الحنة الخضراء.

وتراقص بها أمامهم وقد حمل الشباب عمار ووليد على اكتفاهم وسارو بالبلدة كلها يلتفون بها وبكل أنحاءها حتى فتحت كل النوافذ لتراهم ومن السيدات من قامت بفعل الزغاريد ورش الملح من أعلى، فهى عادة في بلاد الصعيد حمل العريس واللف بالبلدة كلها به وبحنته وخلفه الشباب يتغنون أغنياتهم، حتى مرّوا تحت منزل محسب لتنظر الفتيات المدعوة عند العرائس زمزم وعبله وقاموا بفعل الزغاريد ونظرت زمزم وعبله وقامت زمزم بقراءه القران بسريرتها خوفاً على حبيبها عمار من الحسد لأنه كان ب أبهى حِلته وهو محمول على الاكتاف وسط حشد الشباب.

وبيوم العُرس،
تجهزت الفتاتان بمكان تجهيز العرائس والتجميل، وعلى ازواجهم الذهاب كلا من وليد وعمار ب جلبهن حتى البلدة
ومن العادة ان يمروا على منزل والدهم أولاً وسط صخب وفرحه وتصفيق وتوزيع الشيكولاته والعصائر
والمياة الغازية ومن بعدها يأتى الازواج كل واحد منهم يأخذ زوجته في السيارة حتى منزل الزوجية.
يقف وليد أمام المرآه ينظر لهيئته ف دلف والده
يالا يا وليد، ولد عمك مستنيك تحت والعربيات.

تلجلج وليد وشعر بالخوف وأردف
طب يتعشوا بيت صالح
إتعشوا
عليان چِه هو وعياله؟!
چُم، خَلِص
محمود شعلان واخواته مچوش خلى فعلمك
أمسك الحج عبداللاه ذراع وليد ليخرجه عِنووه
فض عاد، يالااا
يابووووى عاوزش عاوزش
هبط وليد وذهبوا وجلبوا الفتيات والجميع خلفهم بالزغاريد والتصفيق ورش الملح حتى المنزل، فقد تزوج عمار ووليد بمنزل جميل يملكونه أيضاً.
بعيد نسبياً عن منزل أبائهم ولكنه بنفس النجع.

صعد الثنائيات بعدما وقفت والده كل واحد منهم ممسكه بكوب اللبن
وقد جعلت زمزم ترتشف رشفه ويكمل بعدها عمار
وكذلك الأمر عبلة ووليد.
دلف كل واحد منهم إلى شقته واغلقوا الباب.
كان يتحدث وليد إلى نفسه وهو يقوم بتبديل ثياب عُرسه، متأفف
رجع وخبط وطوم تاك وجرف أما الواحد چاله طرش بدرى بدرى، وفرحان جوى ابوى
هو وعمى چايبين مزمار بلدى ورجاصه وفرسه (حصان) وهاتك يا رجص وزمر وطبل.

ولا چوازه ابوزيد الهلالي، وأنا والغلبان دا جلبونا غلى بوزنا وخدنا اتنين ربنا وحده عالم بيهم
إثر تحدثه أتاه صوت من داخل الغرفه الاخرى وفي درجاته للعلو، اى أنه قادم نحوه
ياوليييد، يا وليييد
رفع وليد أحد حاجبيه وقال متعجباً
عاوزة ايه بت المركوب دى؟
دلفت عبلة كما هي بهيأتها كعروس، واقتربت منه وقالت له
انت كل ديتى بتعمل ايا؟ وسايبنى وحدى فالاوضه چوا.

كان ينظر وليد لها يضم شفتيه ك فم البط، وينظر لها ب تمعن ومن ثم قال
مانا چاى يا طبلة هروح فين، من انهاردة ولبستك العُمر كله بجينا زى الچزمة والشراب بالظبط
عبست عبلة بوجهها وقالت تمط شفتيها
طبلة وچزمة وشراب! دا كلام يتجال من عريس فليلة فرحه على عروسته يا سعادة البيه
يابت هو دا الكلام الل بيتجال فالفرح اومال فاكره أيا، اوعى تفتكرى ان بيجعدوا يحبوا فبعض.

ويعملوا كليب عمرودياب ودينا الشربينى، دا هناك في Mbcمصر
هنا تلاجى الچديد وبكلمك بالأمانه
جلست عبلة إلى الفراش ب فستان زفافها الجميل وقالت
لا ياخويا، عايزاش الامانه عاوزة زى عمرودياب ودينا الشربينى
صحيح فالاول كنتش جابلاك، بس دلوك لاه، دلوك إنت چوزى وأختى بصراحه جالتلى بلاش دبش عالأجل إنهاردة!
تعوجت شفتى ولسد ووضع كفيه على بعضهما فوق بطنه واردف.

لا والله فيها الخير أختك، وعاوزة نبجوا زى عمرودياب ومرته؟ ماهو طلجها فالاخر، عاوزانى اطلجك والمصحف مستعد والمأذون تحت لسه بيتعشى
نهضت من مكانها وقالت باندفاع
وليد! فُض مش يوم فرحنا الفال ديتى چاك وچع بطنك!
تنفس وليد عدة مرات، وقام بطقطقه رقبته وحاول أن يساير الأمر على الأقل هذه الليلة
جلس وليد وأمسك يدها وأجلسها بجانبه وقال.

انا كويس انى بهزر لأن حاسس من هول الل أنا فيه هتنزل عليا چلطه، تلاقى عمار فتح دماغ اختك
فوج!
دبت عبله على صدرها وقالت بخوف
يا مُرى! ليا كدى هو انتو واخدينا غصب؟ جول وتخبيش عليا ياولد عبداللاه
نظر وليد الناحية الأخرى يحدث نفسه
يعنى عبيطه وهبلة ماشى، وكمان غبية كل دا محساش؟
نظر ناحيتها وتصنع الابتسامه وأردف
وه!مين جال خدناكم غصب، دحنا الحب واصل لركبنا، شايفه ركبي إتأثرت إزاى!

عقدت ذراعيها ونظرت اليه بتحفز ف وقف وليد وأمسك يدها ليأتيها نحوه وهو يتحدث
تعالى يالا نعدى الليلة على خير...
لاه، عاوزاش هنام فالاوضه التانية
استهدى بالله يابت الناس كنت نهزر معاكِ ايا واخداها جفش ليه
لاه، اوعا كديتى
هنا تصنع وليد العصبية قائلا
اسمعى يابت الچزم! تلاته بالله العظيم م عديتى الليله ع خير لاكون راميكى من فوج
تعالى جولت
ضمها إليه بقوة فالتصقت به تنظر له وإلى حدقتيه.

أيوة كدا لازم نزعجوا، جبر يلم مايخلى، ,
إستعدت زمزم، خلعت فستان زفافها ودلفت إلى المرحاض
توضات وصلت، ذهبت لترتدى قميص نوم أبيض مخصص لهذه الليله
رشت بعض زخات العطر ذو الرائحه النفاذة، وضعت القليل من مساحيق التجميل
ومشطت شعرها وانتظرته.
بينما كان عمار بالداخل، إنتهى من صلاته ويجلس على سجادة الصلاة
تنهد ونهض يترجل نجو غرفتها ويقف، يترجل ويقف
ذهب وارتشف القليل من الماء واستعاذ بالله من الشيطان.

فتح الباب ف وجد زمزم هكذا أمامه، واردفت بصوت ناعس
إتأخرت جوى وأنا مستنياك يا حبيبي
نظر لها بتمعن حتى رآها حبيبة للحظه!
إقترب لها وهو على نظرته لها ب أنها حبيبة تنظر له نظرتها الذي يعشقها، جلس بجانبها بالفراش وامسك وجهها وقبلها عدة قبلات بنهم وشراهه، إبتسمت هي وشعرت ب إحساس كانت تحلم به طيلة عمرها.

لفت يداها حول جذعه وضمته بها بحب بالغ، ألصقها به اكثر واكثر ولثم عنقها كثيرا وهو يتنفس به حتى شعرت بدغدغه حواسها ب اكملها وذهابها بعالم معشوقها عمار وحده، قام عمار بخلع سترته وأنزل ملابسها من على جسدها وامسك غطاء الفراش وولج تحته وقام بتغطيته هو وهي تحته وأطفأ الاضاءه.
---------------------------.

بِعْتِيَنّى عَلِشانِهُم
وعِنيِكَى مَعْصُوْبَة
يَاهَلِ تَرَى خْايِنّة
وَلَا زَيَّى مَغْصُوْبَة(هشام الجخ).

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة