قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الرابع والثلاثون

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الرابع والثلاثون

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الرابع والثلاثون

رفعوا الأسلحة بوجههم باستعداد تام للقضاء عليهم وهذا ما جعل الأخوة اللداغ يرفعون أياديهم للأعلى باستسلام
أما على الطرف الآخر بالتحديد عند غالية بدأت تفيق وهي تئن بألم وأخذت تتحرك بنزعاج وهي مغمضة العينين. رأسها ثقيل حد اللعنة وهناك ظلام كلما حاولت أن تبتعد عنه يعود ويبتلعها من جديد...

ولكن هذه المرة أخذ عقلها يعطيها إنذار بشكل مستمر يريدها أن تستفيق فهناك لمسات قذرة أخذت تتجول بحرية مطلقة على سائر جسدها
كانت حركاته لها قاتلة ومشمئزة أخذت تبعده عنها باستنفار ضعيف ما إن فتح عينيها بكسل، ليتلاشى خمولها هذا كله ما إن وجدت شخص غريب لا تعرفه قرب عليها للدرجة التي شعرت بأنفاسه تضرب بشرتها.

كادت أن تتقيئ بوجهه إلا أن هذا ليس وقته الآن انتفضت من استلقائها هذا بشكل تلقائي عندما وجدته يريد أن يتجرئ معها أكثر لتدفع ذلك الحثالة عنها بكلتا يديها وعادت للخلف بجلستها وهي تحتضن نفسها ولكن انهار ثباتها هذا على الفور ما إن سمعت صوته معذبها يناديها
عجزت حبالها الصوتيه بالاهتزاز عندما التفتت نحوه و وجدته مقيد بهذا الشكل وخاصة ما إن سمعت ذلك الكائن المقرف يقول وهو يلتفت له ايضا.

- ايوة غلاااا، غلاتك مراتك، اللي قلبت حالك بيوم وليلة أكيد فيها حاجة خلتك مجنون فيها بالشكل ده وانا بصراحة عايز ادوقها واكتشف إيه المميز فيها...
صرخ يحيى بأعصاب مشدودة: سلطااااااااااااااان هقتلك! لو قربت منها
- وماله نموت بس مش قبل ما أحرق قلبك عليها...
وبصراحة هي مزة، تصدق احتشامها بالشكل ده بيغريني أكتر من العريانين اللي يقفوا قصادي بمزاجهم...

ختم كلامه وهو يسحب قدمها له ليجبر جسدها من الاقتراب منه ليحتضنها بين ذراعيه وقبل أن يقبلها وجدها تغرز أظافرها بكل قوتها بكلتا وجنتيه مما جعله يدفعها عنه بعنف مما أدى إلى سقوطها على الأرض
لتنهض بسرعة غير مهتمة بألامها وركضت نحو يحيى الذي لم يكف على الصراخ بالآخر ليتركها، وما إن وصلته غالية حتى اختبأت خلفه وهي تتمسك بقميصه و تبكي بخوف.

أما يحيى وما ادراكم ما حاله يحيى ما إن وجدها تدفن نفسها خلف ذراعه حتى مال عليها بجسده بسرعة كالدرع يريد حمايتها بروحه وجسده ولكن العجززززز وآااااه من شعور العجز هذا، غلاته تبكي! وهو لا يملك قدرة على الحراك حتى.
رفع نظراته الغاضبة نحو سلطان الذي اقترب منهم وعلامات الاستمتاع تزين وجهه بوضوح. ليقول يحيى بعذاب رجل شرقي مكسور
- سيبها تمشي، سيبهااا واعمل فيا اللي أنت عاوزه
مهما هتعذبني مش هنطق.

سلطان بهسيس: ما أنا هعمل اللي أنا عاوزه و هعذبك بس بالطريقة اللي ترضي مزاجي بقطتك اللي بتخربش دي، تعالي هنااا
قال الأخيرة وهو يمد يده ويسحبها من خلف زوجها
غير آبه بجنون يحيى الذي صراخه به يكاد أن يصمه، ولا حتى كان آبها بمقاومتها له بل على العكس كان حقا مستمتعا وهو يسحب عنها الأسدال بقوة وما إن نجح بذلك بعد عناء ومقاومة ورماه بعيدا.

حتى شهقت غالية بصوت عالي مفجوع قسمت قلب يحيى به لنصفين، وما كان رد فعلها على هذا سوا أنها ما إن شهقت من فعلته النكراء هذه حتى بصقت بمنتصف وجهه
وهنا تحول كل استمتاع سلطان الى غضب ليعالجها بصفعة جعلتها تشعر بالدوار حتى انها كادت أن تفترش الأرض ولكن يدي سلطان كانت أسرع من سقوطها ما إن مسك مقدمة ثوبها الأبيض ومزق صدره إلى نصفين.

فعلته هذه جعلت يحيى يحرك جذعه للأعلى وللأسفل وهو يصرخ بأسم ربه بعجز ويبكي من ما يرى الآن...
ياااااالله، لاااااااااااا، سبهاااااااوجعه الآن و كأن هناك من يقطع من لحمه ببطئ...
وخاصة عندما وجده يدفعها بقسوة على الأرض الصلبة لينجرح مرفقيها، انحنى نحوها ليكمل على فستانها ويبدأ بتناولها بشراهة إلا أنه توقف ما احن وجد أحد رجاله يدخلون عليه بسرعة ويذهبون
نحوه ليهمس له بأمر هام جعل وجهه يتعرق لوهله.

ولكنه تظاهر بلا مبالاة وهو يستقيم بجسده وأخذ يهندم ثيابه ثم نظر الى يحيى ليجده كأفعى الكوبرا الغاضبة التي تريد فقط أن تفتك به وابتلاعه دفعة واحدة لتسحق عضامه
ابتسم سلطان باستخفاف وهو يمسح طرف فمه من لعابه الذي سال عليها ثم قال
- أنا لازم أمشي بس ماتفرحش اللي أنا بسيبه مش برجعله. قالها وهو يؤشر إلى غالية التي كانت تحاول أن تغطي جسدها المكشوف وشعرها
ولكنها ارتعبت أضعاف ما إن وجدته يكمل.

هسيبها لرجالتي، حرااام خليهم يتمتعو فيها، ماهو أنا مستحيل أخليها تخرج زي ما دخلت ما أنت أكيد سامع المثل اللي يقول دخول الحمام مش زي خروجه
صرخ به يحيى بانفعال وقلب ممزق فؤاده على نصفه الآخر: هاكل بسناني اي كلب يقرب منها
تجاهل كلامه هذا والتفت الى خمسة من رجاله الأوفياء له هو فقط، ليقول بأمر متعمد
- مرات يحيى اللداغ هدية مني ليكم، شوفوا شغلكم
اوعوا تقصروا معاها وروها الرجالة اللي على حق شكلها ايه.

ختم كلامه وخرج من المخزن الأرضي لينظر رجاله واحد للاخر بفرحة ثم لفريستهم وهم يلهثون بجوع لايصدقون كرم رئيسهم هذا
في هذه اللحظة أخذت غالية تتمتم بحالة غريبة وهي على وشك انهيار: يحيى، يحيى...
كانت تنطق اسمه وهي تريد أن تذهب نحوه برعب من نظراتهم الموجهة لها. فهي مازالت حقا طفلة لم تبلغ من العمر سوا 18 ربيعا فقط، مايحدث الآن معها أكبر من مفهومها...

كانت تريد أن تصل لزوجها فقط إلا أن أحد الرجال منعها من ذلك عندما شبك أنامله بشعرها وسحبها نحوه بقوة مما جعل يحيى يصرخ ياااااااارب.

وهو يضرب رأسه للخلف بالعمود المقيد به حتى نزف وسالت الدماء على عنقه ولم يشعر بالجرح حتى من عذابه الآن، لايعرف ماذا يفعل ايبكي كالصغار أم يصرخ، يريد الخلاص، لا بل يريد أن يكون أصم لكي لا يسمع استنجادها به وهو عاجز وخاصة عند ما وجد الآخر يحتضنها برغبة نارية وأخذ يوزع قبلاته السطحية على وجهها مما جعلها هذا تصرخ بهم وهي تقاومه بكل قوتها وهي تضربه وتبعد شفتيه القذره عنهااااا...

ليدفعها عنه بألم ما إن عضته وأدخلت سبابته بإحدى عينيه، أخذت تعود للخلف وهي تنظر له برعب إلا ان هناك من دفعها ايضا من خلف لتلتفت بسرعة لذلك الشخص لترى كلب آخر من كلاب سلطان لاااا ليس كلب آخر فقط بل خمسة أخذو يحاوطوها وكأنها أمامهم فريسة
هنا لم يبقى عقل عند يحيى لا بل أخذ يصرخ ويضر رأسه ويتحرك بمكانه كالذي كب عليه زيت مغلي هذا غير دموعه التي جعلت رؤيته غير واضحة.

أما غالية رجفت قدميها بفزع كبير ورهبة لا توصف من ما هي بها الآن ولكن قبل أن تبدي أي ردة فعل وجدت واحد منهم يسحبها من رسغها نحوه وقبل أن تصل له وجد شخص آخر يمسكها ايضا ولكنه أمسكها من طرف فستانها الممزق ليمزقه أكثر وهو يجره عنها مما جعلها تصرخ وتبكي بصوت عالي وهي تكتف ساعديها أمام صدرها الذي أصبح شبه مكشوف تريد حماية نفسها ولكن فرق القدرات بينها وبينهم لا يقارن من الأساس وخاصة عندما وجدت اثنين منهم يمسكونها من عضديها ليأتي الثالث يريد أن يبعد عنها ماتبقى من ثيابها إلا أن مقاومتها أزعجتهم ليسكتها بصفعة أو هذا ما ظن ولكن أي صفعة مهما كانت قوتها ستجعلها تصمت بل العكس حدث زاد صراخها المذبوح أضعاف وخاصة عندما شعرت بهم جعلوها تستلقي على الأرض وهناك من أخذ يثبتها من قدميها كلما دفعتها عنها تمسكه بها أكثر.

أخذ يحيى يسحب ذراعيه بقوة حتى أنه شعر بأن رسغ الكف قد انكسر إلا أن هذا لم يوقفه فهو أخذ يتلوا كالأفعى التي يتم شوائها وهي ما تزال على قيد الحياة، هذه كانت حالته عندما وجد غلا روحه أصبحت حرفيا فريسة مستلقية وعليها خمسة من أنجس الضباع يريدون أن ينهشو بها
جن جنونها وأخذت تصرخ بأعلى درجات صوتها واخذت تحرك رأسها بسرعة ما إن وجدت أحدهم اخذ يستبيح لنفسه بتقبيل عنقها.

وفي عنان مقاومتها التي لا تذكر هدأت وفتح عينيها بصدمة وتجمدت خلاياها كالموت عندما وجدت ذلك الذي اعتلاها يتفجر رأسه أمامها من قبل رصاصة اخترقت جمجمته من الخلف ليسقط الى جانبها فاقد للحياة
ثم يليه أربع رصاصات كل واحدة منهم تعرف طريقها نحو صاحبها وماهي سوا ثواني معدودة فقط حتى وقع كل من حولها صرعى لا روح فيهم...

أنزل حودة مسدسه بسرعة وأعطى ظهره لزوجة رئيسه فهي كانت بحاله لا تسمح أن يساعدها بنفسه، ركض نحو يحيى الذي كانت عينيه ككاسات الدم المتجلطة و وجهه مغطى بدموع الذل والإهانة
أخذ حوده يفكك وثاقه إلا أنه لم يستطع. فقد كان مكلبش بسلاس قوية عليها قفل. ليرفع مسدسه وضرب القفل بحذر لكي لا يؤذي الآخر وما إن نجح بكسره حتى أخذ يبعد عنه بسرعة وهو يقول
- باشااااا، اخواتك برا و ناوين يهدوا الوكر على اللي فيه.

- روح لهم وسيبني، قالها دون أن ينظر له فنظره معلق بروحه الملقاه هناك
حودة برفض: ااااايه لا طبعا لازم أبقى معاك
أخذ يحاول الاستقامه وهو يمسك أسفل رأسه الذي ينزف ليقول بصوت مبحوح من أثر صراخه
- روحلهم بقولك
حودة بإصرار وعناد فالآخر أقرب شخص له بالوكر كله: مستحيل اسيبك لوحدك وأنت بالحالة دي يا اخي، أنا هقف بعيد اعتبرني مش موجود بس حكاية إني امشي مش هيحصل.

دفعه عنه بضيق واختناق وذهب نحو تلك التي كانت كالجثة ساكنة بمكانها هامدة حالها كحال الحثالة المقتولين حولها!
ذهب نحو أسدالها الذي تدنس وسحبه من الأرض وتوجه نحوها بخطوات ثقيلة بالكاد يخطيها وما إن وصلها حتى غطاها به
أم تلك المسكينة غالية كانت بعالم آخر، لا تعرف هي الآن بماذا تشعر ولكن أقرب وصف لها هو بأنها أصبحت تشمئز وتقرف من نفسها ومن ذلك الذي يجثو أمامها.

كانت تغلي بداخلها ولكن ما يظهر منها ساكن كسكون الليل لدرجة عندما تم قتل تلك الوحوش البشرية وسقطت عنها لم تتحرك أو حتى تغطي نفسها بقت بنفس وضعيتها مستلقية على ظهرها وعينيها مفتوحة تنظر للسقف العالي والدموع تصب منها بهدوء لالا بل كانت تجري مثل الشلال منها وكأن موسم الربيع قد حل عليها ليذوب تلك الجبال الجريدة التي بداخلها وتخرج منها على شكل دموع حارة.

بدأ يتلاشى هدوئها هذا بالتدريج واخذت تبكي بصوت طفيف فهناك غصة قد خنقتها محشورة بحنجرتها لا تستطيع بلعها ولا اخراجها عن طريق الصراخ...
بهذه الأثناء مر أمامها شريط حياتها منذ الطفولة حتى هذه اللحظة وخاصة ذكرياتها مع يحيى أخذت تتكرر بشكل معها بشكل يتلف الاعصاب
ضرب. قسوة، شرب. نسوان، حبس، جوع، إهانة وااااا
نفضت رأسها تريد طرد كل ذلك الضجيج من داخلها
ولكن هيهات الضجيج زاد وكان عقلها أخذ ينتقم منها.

لا تعرف كم بقت على حالتها و وضعها هذا لم تفوق على نفسها إلا عندما شعرت به يستر عوراتها بأسدالها و جلس أمامها على ركبتيه بسرعة ليتفحصها وهو يقول بلهفة مجنونه وصوت مجروح
- غلاااا
رفعت رأسها له وهي تقول بصوت هامس
- ماتت
كلمتها هذه جعلته يشعر بالاختناق بل شعر بأن الاكسجين اختفى منه...

. سحب نفس عميق ولكن بفعلته هذه ضاق صدره عليه أكثر، كان جسده يرتجف بانهيار فحالته لا تقل عنها فكل ما رآه بعينيه صعب على أي رجل تحمله...
نزلت دمعة من حدقته اليمنى وشقت طريقها الى فكه بسرعة دون استئذان، لا يعرف ماذا يفعل أيواسيها أم يواسي نفسه...

حاولت غالية ان تستجمع نفسها وتنهض من تخديرها هذا، تعبها نفسي قبل أن يكون جسدي، جلست بصعوبه وهي تحاوط نفسها بالأسدال لتنفجر بالبكاء بشكل مفاجئ لم يتوقعه في من ثانية واحدة بس كانت هادئة، بكائها هذا جعل الآخر يقترب منه ليحتضنها إلا أنها صرخت بوجهه قبل أن يصلها
- ااااايككككككك تلمسني.

أخذت ترنجف وهي تنظر له بكره فظيع جمعت شتات نفسها ونهضت وهي تشدد من التمسك ببقايا ثيابها الممزقة، و أول ما استقامت بجسدها حتى أخذت تعود للخلف وخاصة عندما وجدت زوجها يقف معها
رفعت ذراعها أمامه وهي تقول: اوعى!
زاد وجع يحيى وهو يراها بهذا الشكل الشعر منكوش وخصلاته مقطعه والوجه متورم من الضرب والأنف والفم ينزفان وكله بكفة، ومنظر جسدها الذي استباحته الحيوانات بالنظر اليه بكفة أخرى.

شعر بنياط قلبه يتمزق وكل ذرة روح فيه أخذت تتحطم، دون شعور أو وعي أراد أن يحتضنها وما إن وصلها حتى دفعته عنها بقوة ونظرت حولها لتجد كأس ماء فارغ لتمسكه بسرعة وتكسره وبفعلتها هذه جرحت راحة يدها اليمنى ولكنها لم تهتم لأنها لم تشعر بالألم لأن جرحها الداخلي كان أقوى وطغى على جميع حواسها
رفعت نظرها لذلك الذي صرخ بها عندما وجد الدم غطى كلها بالكامل إلا أنها لم تهتم لردة فعله هذه.

أرادت الاقتراب ليربط يدها إلا أنها قالت: متقربش
يحيى بقهر: خليني اشوف إيدك بس
غالية بصوت حاد: بقولك ماتقربش
- ماااشي ماااشي بس يدك، صرخ بكلماته هذا بتوتر وهو يحاول أن يسيطر على أعصابه التالفة وما زاد الطين بلة هو منظرها هذا امامي وهي تنزف بها الشكل المرعب، نبرة صوتها المذبوحه تؤذيه حتى النخاع
- روح مش عايزة اشوف وشك تاني
- غلا شكلك نسيتي إنك مراتي
- وأنا ايه اللي دمرني غير إني مرات واحد زيك.

عشان كدة لازم تطلقني
- لو على موتي
فقدت غلا عقلها حرفيا واخذ تضحك وتبكي معا من كلامه هذا، ودون تفكير أو تردد سحبت قطعة كبيرة من الزجاج المكسور و وضعته على عنقها بسرعة
كاد ان يركض عليه لمنعها من ذلك إلا انها ضغطت على عنقها بالزجاج حتى جرحت نفسها قليلا وهي تقول بنفعال
- خطوة كمان وهدبح نفسي.

نبض قلب يحيى بقوة كأنه يريد الخروج من داخل أضلاعه فهو اخذ يرتعش عليها ليس من تهديدها لأنه يعلم بأنها متدينه ومستحيل تقدم على هذه الخطوة وتخسر اخرتها بل اخذ يرجف عليها يريد أن يأخذها بأحضانه ويداوي جروحها بنفسه
ولكن الأخرى تفضل أن تؤذي نفسها بالمقابل ان يحررها منه. كانت تقف أمامه بثبات يحسدها
عليه تنظر له بكره واضح ونفور
حاول أن يسايرها لكي لا تؤذي نفسها وهو يقول.

- ابعدي الزفت ده عنك وأنا هعملك كل اللي انتي عاوزاه
غالية بأصرار عجيب: لاء طلقني دلوقتي
- غلااا بلاش تجننيني وربنا مش ناقص اللي أنتي متوجعة منه دلوقتي أنا متوجع أكتر منك
اااارحميني بقى
- طلقني!
يحيى بعشق: مش هقدر، مستحيل أنتي بتطلبي مني حاجة مقدرش اعملها
- طلقني، قالتها بخفوت وهي تضغط أكثر على عنقها جعلت ذلك الذي أمامها يصرخ بعذاب وهو يقول
- ابعديها عنك بقوووولك ابعديها.

غالية بصوت عالي وهي تقول من بين دموعها
- أنا اكتفيت منك مش عايزة أكون معاك أكتر من كدة، مششششش عايزك مش طايقة أبص لوشك ده، طلقني!
نظر لها يحيى بعينين حمراء وقلب عنيد يرفض يقاوم فهو يرفض الاستغناء عنها، لينطق بأسمها بترجي
- غلا أرجوكي
- طلقني!
- مش هقدر والله استغنى عنك، مش بيدي.

- لو أنت ماتقدرش، أنا أقدر، ختمت كلامها وهي تسحب الزجاج بقوة على عنقها ايه بمعنى آخر ذبحت نفسها وسقطت هامدة غارقة بدمائها أمام الآخر الذي تجمد بمكانه وخرجت عينيه من محجرها من شدة اتساعها
نظر يحيى لحودة الذي كان لا يصدق ماحدث ثم أعاد نظره لغلاته وهو يقول بعدما أصبح لديه شبه اختلال عقلي وهو ينحني بطوله ويعتدل ويتلوا ويذهب ويأتي كل هذه الحركات كان يفتلها جسده وراء بعضها.

- ااايه ده، قولي ياااحودة ااااايه ده، دي ماتت، دي دبحت نفسها قصاد عيني وأنا معرفتش أعمل حاجة، ساااامع، دي مااااتت
غلااااااااااا
قبل هذه الأحداث بقليل أو دعنى نقول كان تزامننا معها، في الخارج بالتحديد في القطاع ذلك الميدان الواسع الذي لطالما شهد على حروبهم وقتل وسفك دماء اعدائهم...

وصل سلطان ورجاله من خلفه لهذا المكان ليجد رجال الوكر متجمعين بنقطة معينه وما إن لاحظوا مجيئه حتى ابتعدوا عن طريقه بسرعة ليفسحوا له المجال للعبور ليتوقف ما ان رأى
بمنتصف هذا التجمع يجلس كل من الهجين وأخيه ياسين على كرسيين اثنين من الخشب وأيديهم مقيدة للخلف...
منظرهم بهذا الشكل جعل سلطان لا يصدق عينيه
هل بهذه البساطة وصل لمبتغاه، ذهب و وقف أمامهم وعلامات الفرحة غزت ملامحه ليقول بانتصار.

- أخيرا كسرتكم يا ولاد اللداغ...
شاهين بحدة: يحيى ومراته فين؟!
- بالحفظ والصون...
ياسين بستفسار: من الآخر عايز ايه
- اوريكم حجمكم الطبيعي من غيري قد ايه...
كنتم مفكرين إنكم هتقدروا تضحكوا عليا...
ده لا عاش ولا كان، ده أنا سلطان...
شاهين بقتراح: عندي عرض ليك اعتبرها فرصة اخيرة، سلمنا يحيى وسيبنا نمشي وأنا أوعدك إني أخليك تعيش برغم كل اللي عملته
- كل اللي عملته؟ كلامك ده معناه إنك عرفت.

رد عليه بحدة مخيفه: إنك أنت اللي قتلت أبويا وعمي
سلطان باستفزاز: بس قلبي طيب ماتقدرش تنكر ده يا شاهين قتلتهم من هنا وربيت عيالهم من هنا
ياسين بعصبية: قصدك استغليتنا مش ربيتنا، كنا ليك حجارة بتحركها زي ما أنت عايز، لدرجة إنك خلتنا نأذي أقرب الناس لينا، ده أنت كنت عايزنا نرمي لحمنا ليك
سلطان باستحقار: ما أنت رميت لحمك وعرضك عند رجلي ولا نسيت.

- ايوه نسيت إنها عرضي مافكرتش بالنقطة دي. كان الانتقام عاميني بس أنت لعبتها صح علينا وصدقني هتدفع ثمن ده كله
- ههههههههههههه ضحك سلطان وذهب نحوهم لا بل التفت حولهم ليصبح واقف بينهم ليربت على كتفيهم وهو يقول، ولاد اللداغ خانكم ذكائكم لما فكرتم انكم تقدروا تضحكوا عليا، كنتم عايزين تغدروا بيا
صح، بس أنا كشفتكم وقبل ما تتعشوا بيا تغديت فيكم...

و دلوقتي، قالها وهو يدور من خلفهم و وقف أمامه ونظر إلى شاهين وأكمل، عارف إن رجالتي دلوقتي فين، بالمزرعة عند حبيبة القلب
يعني وقوع سيلين بايدي. وكلها مسألة وقت مش أكتر وهتلاقيها منورة الوكر بجمالها اللي طيرت فيه عقلك في...
وأنت أوعى تزعل هجبهالك أنت كمان بس الأول نكسر مناخير الكبير، قالها وهو ينظر إلى ياسين وهو يبتسم بابتسامة...

ابتعد عنهم خطوة ما إن اقترب منه أحد الرجال بسرعة وهو يقدم له هاتفه باتصال مهم والذي ما إن أخذه حتى قال
- هااا كله تمام الأميرة بقت تحت إيدي ولاااا
قطع كلامه وأخذ يستمع إلى الطرف الآخر بإصغاء ليبدأ يتنفس بقوة من أنفه ثم صرخ: يعني اااايه
مش موجودة، راحت فين...
رمى هاتفه على الأرض ليتكسر الى أشلاء متناثرة ثم اقترب من شاهين وقبض عليه بغضب وقال
- سيلين فيييييين...
- عشق الهجين تحلم إنك تلمس شعره منها...

- ده أنا هلمسها كلها هي وأختها، ميرال مش كدة
بكرة الصبح هجيبهم هنا وقصاد عنيكم...
- بكرة الصبح، قالها شاهين باستغراب مصطنع لينظر له ياسين وهو يقول بسخرية
- ده متفائل أوي صح
شاهين بتأكيد: جدا
سلطان بنفعال: أنتم بتقولواااا ايه
ليرد عليه ياسين: بنقول إنك متأكد إنك هتعيش لبكرة أصلا
- هعيش وهاعذبكم بحبايبكم، ما إن قالها حتى سأله شاهين بستغراب حقيقي
- ليه كل الغل ده.

- لأني أنا عايز كدة، عايز أنهي سلالة عيلة اللداغ...
برغم وساخة اللي أنتم فيه بردو فيكم حاجة بتحن لأصلكم، لولا إنكم ضعفتم وحبيتم كان زمان بنات ماهر مرمين مع البنات اللي من هنا. وأنتم لسه بمكانتكم زي ما أنتم...
شاهين بغضب: مش بنات اللداغ اللي يبقوا متاحين للكل
- شفت ااااهي رفعة المناخير دي نفسهااا كانت عند ماااهر
- سنين وهو تحت التراب وليه بتكرهه بالشكل ده.
تعرف ده معناه ايه، أنت مريض بالحقد والغل.

- المريض ده هيوريك هيعمل ايه، أنتم مفكرين إنكم كدة كسبتم لااااا أنا عامل حسابي، شقة سعد الجندي بالحي ال في الدور التاني على ايدك الشمال، زمان رجالتي بيخبطوا عليهم، تك تك تك
وهينفتح الباب وهيجروا حبايب قلبكم ويجيبوهم هنا، أنا صحيح أمرت ب ميرال بس طالما مرات شاهين مش بالمزرعة أكيد عند أهلها، مالكم وشكم قلب كدة ليه، أكيد عايزين تطمنو عليهم مش كدة.

أنا تحت أمركم هنطمن عليهم كلنا سوا، هات يابني تلفونك، قالها وهو يأخد هاتف الحرس بعدما قام الآخر بإجراء المكالمة المطلوبة ليقول ما إن رد عليه
- ايه اللي حصل معاكم كله تمام
الشخص بتوتر وحيرة: الشقة مافيهاش حد، تقول ياحاج انهم فص وملح وذاب، عيلة الجندي مالهمش أثر
- ايه الكلام ده، فاضية يعني ايه اومال أنتم لازمتكم ااايه، ازااااي.

ما إن صرخ بكلمته الأخيرة حتى انفجر الأخوة معا بالضحك بطريقة جعل الآخر يود أن يفرغ رصاص الوكر كله برأسهم...
وبلحظة نفذ ما يدور بعقله وسحب مسدس أقرب رجل يقف الى جانبه و وضعه على رأس الهجين الذي صفر بذهول من شجاعة الذي أمامه ليقول
- عرفت مكانتك وحجمك دلوقتي، مع إننا مربوطين وأنت اللي ماسك السلاح بايدك وحواليك رجالتك كلها بس أنت أضعف مننا، لأن أنت من غيرنا ولا حاجة
- مش خايف يعني.

- مش الهجين اللي يخاف وبعدين أخاف ليه وأنا بكلمة أقدر أقلبها عليك
- أزاي، ما إن قالها سلطان حتى فك شاهين يده وبحركة ذكيه نهض وجعل فوهة السلاح نحو عدوه وأطلق الرصاص عليه ليصيب كتفه...
وقبل أن يسقط على الأرض نهض ياسين وحمل الكرسي الذي كان جالس عليه وضربه به بقوة جعلته يتحطم عليه.

رفع حرس سلطان أسلحتهم بوجههم إلا انهم بهتوا حقا ما إن وجدوا جميع من في الوكر ايضا يسحب سلاحه ولكنه عليهم بحركتهم هذه أعلنوا ولائهم لشاهين فهو دائما ماكان معهم وعرف كيف يجعلهم بصفه دون أن يطلب منهم هذا
صعق سلطان من هذا المنظر ليقول بصدمة
- انتم بتعملوا ايه، أنا الكبير مش هوا اسمعوا كلامي أنا، أنا سلطان لازم ولائكم يبقى ليا.

أخذ يصرخ ويهدد ولكنه لم يحرك بهم شعرة وما إن تعب وبدأ ينهج نظر الى شاهين وهو ينهج ليقول
- أنت مفكر إن نهايتي على يدك
- مين قال إني عايز تبقى نهايتك على ايدي، أنا هسيبك لحبيبك يااااسين هو اللي هيكتب نهايتك بطريقة تليق بمقامك
سلطان بفزع وهو يزحف للخلف
- لاااااا ياااااسين لاااا.

ياسين باستغراب مصطنع: وليه لاء، ده أنا حتى تربيتك. أنا بقى الليلة عايز أطلع كل وساختي عليك لأن أنت اوعى بيها، مش بيقولوا طباخ السم بيدوقه وأنت لازم تشوف نتيجة اللي زرعته فيا
- شاهين أبوس ايدك ابعده عني، قالها ما إن وجد ياسين انقض عليه بالضرب وأخذ يمزق ثيابه بطريقة مهينة لا تليق سوا بانحطاطه
وقف بطوله وأخذ يشد الحبل حول عنقه كالكلب بعدما جرده من ثيابه ولم يبقى هناك شئ يسترة سوا شور داخلي قصير.

اخذ يسحبه من الحبل بقوة وسرعة غير آبه باصابة كتفه بالرصاص ولا حتى بتعثراته وما إن كاد يقع حتى أخذ يجره على الأسفلت وهو يصدر أصوات منه كخوار البقرة من الاختناق الذي يتعرض له من الحبل الملفوف بعناية على عنقه
بكره هذا تسلخ معظم جلده عن جسده. بقي على هذه الحال حتى وصل الى تلك الخرابة التي تقع خلف الوكر...

ليعافر سلطان وهو يريد أن يفك عنه الحبل ويهرب ما إن رأى حفرة كبير كالقبر وأكبر يملأ نصفها السفلي الجمر الأحمر المشتعل، وكلما مرت نسمة هواء عليه مهما كانت بسيطة يتأجج بها نيرانه
منظره مرعب أخذ يصرخ ويتوسل بأن يتركوه، نظر إلى شاهين الذي كان ينظر له ببروده المعتاد ليقول بتوسل شديد خاصة عندما وصل الى هاوية الحفرة
- أبوس رجلك ياشاهين أنت موتني بمسدس ولا سكين بلاش الموته دي، أبوس رجلك يا شاااهين.

- وتبوس رجله ليه ما اتبوس رجلي أنا، وهسيبك
قالها ياسين وهو يرفع ساقه قليلا للآخر لينكب عليه دون تردد ويقلبه عدة مرات وهو يتوسل بذهول ولكن قبل أن ينتهي حتى صرخ بصوت رج الوكر رجا وكل الصحراء التي هم فيها الآن
عندما دفعه ياسين من صدره بقوة بقدمه التي قبلها الآن ليسقط على ظهره ليلتصق بالجمر بشكل فضيع.

أخذ سلطان يصرخ ويصرخ وهو يحاول أن ينهض ولكن هيهات كلما أراد النهوض وأسند يده لينهض تحترق كفيه ويبعدها فورا ليعاود السقوط على ظهره مرة أخرى. بقى على وضعه هذا حتى ذاب شحم الظهر...
ولكن هذا لم يكتفي به ياسين بل أشار لرجاله بأن يأتوا له بمانجر الفحم المتبقي وأخذ يرميه عليه وعلى صدره و وجهه ولم يتوقف حتى دفنه بالجمر
وماهما زاد صراخ الآخر زادت نشوتهم معا
ولكن ما إن كب عليه البنزين حتى ارتفعت النار للأعلى.

ليبتعد الجميع للخلف إلا الأخوة كانوا ثابتين بمكانهم وهم ينظرون له وانعكاس ألسنة النيران بحدقتيهم الحاقدة وكأن نظراتهم له وهو يحترق وكيف بدأ يتلاشى صوته حتى اختفى، يشفي غليلهم ويطيب جروحهم...
أشار ياسين لأخيه برأسه وذهبوا معا واخذو يضعون التراب عليه حتى دفنوه تحت الأرض لينظر ياسين ل شاهين وهو يقول بعدما أخذ يبعد بقايا التراب عنه وهو ينهج
- مات بسرعة مالحقتش أرد قلبي فيه.

- أخدنا تارنا منه اللي هو طول عمره كان بيأكدعلى أهميته قالها شاهين وهو يمد يده له ليساعده على النهوض ليمسك ياسين يده بقوة وشدد عليها ليسحبه بقوة نحوه وما إن وقف أمامه حتى احتضنوا بعض وكأنهم يحتفلون بصورة خفية بانتصارهم هذا
ابتعدوا عن بعض ما إن وجدوا حودة يأتي نحوه بسرعة ليقول عندما وقف امامهم
- الحقوا يحيى هيتجنن
شاهين بترقب: ماله يحيى
- مراته انتحرت.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة