قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الرابع عشر

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الرابع عشر

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الرابع عشر

دخلت مع عائلتها بهو الفندق الذي يقام به الحفل
ولكن قبل أن تذهب معهم نحو القاعة إستأذنت منهم للذهاب إلى الحمام وطلبت منهم أن يسبقوها
إبتعدت عنهم وغيرت مسارها نحو المرحاض لتعدل
وجهها و مكياجها وتغير أحمر شفاهها من العسلي الفاتح إلى الماروني الغامق فوالدتها أصرت هذه المرة ان تضع القليل فقط ولكن لم تكن سيلين إن لم تعاند وتفعل ما تريده هي...

إنحنت إلى الأمام بجذعها وأخذت تمشط خصلاتها بأصابعها لتزيد من حجمه وما إن إعتدلت بجسدها حتى أخذت تحرك رأسها يمينا وشمالا بدلال لترقص معها خصلاتها المصفف بشكل الويفي.

وما إن انتهت من وضع لمساتها الأخيرة حتى أخذت تنظر لنفسها بغرور فهي ترتدي فستان ذهبي من الحرير يلتف حول قوامها بإتقان يصل طوله إلى أسفل ركبتيها مع كم شيفون شفاف مطرز بنعومه من نفس اللون يصل إلى نهاية ذراعها مع فتحة صدر صغيرة و حذاء عالي جدا
سحبت حقيبتها الصغيرة بيدها ثم خرجت تمشي بخطوات واثقة لتتفاجئ به يقف أمامها يقطع طريقها وهو يقول بإعجاب.

- وأنا اقول إيه النور اللي هل علينا ده، كان لازم يعني أعمل الحفلة دي كلها عشان أشوفك بس
رفعت حاجبها بحدة وهي تقول
- وعايز تشوفني ليه يا غالب بيه
نظر لها كالذئب الجائع وقال
- غالب بس بلاش بيه دي
سيلين برفض
- لاء انا من رأيى إننا نحافظ على الألقاب أحسن وبعدين كنت عايز تشوفني ليه
- شغل طبعا، ما إن قالها حتى زوت مابين حاجبيها وهي تقول بإستغراب ممزوج بعدم إقتناع.

- شغل! شغل إيه ده اللي يخليك تعمل الحفلة دي كلها عشان تكلمني زي ما حضرتك بتقول
كان ممكن تكلم والدي بده ونتقابل فالشركة بطريقة رسمية أكتر من كده
- أكيد هشرحلك وجهة نظري بس مش هنتكلم هنا يا آنسه إتفضلي معايا وهتفهمي كل حاجة في وقتها
قالها وهو يفسح لها الطريق لكي تتفضل معه لتنظر له بضجر ثم تخطته وهي تود أن تصفعه بقوة فهو كائن لزج ونظراته لها تزعجها.

في داخل القاعة كان يقف الهجين عند أحد الطاولات بمفرده يراقب الأجواء بعينين كالصقر يرتدي بدلة رسمية سوداء بشكل كامل حتى قميصه كان أسود ولكنه تخلى عن ربطة العنق فهو لايهوى إرتدائها فهى تشعره بالتقيد.

وقف بإستعداد ما إن وجد سعد وعائلته يدخلون أخيرا ولكن لحظة! أين، سيلينا، هل يعقل لم تأتي معهم، عند هذه الفكرة أصبحت الاجواء باهتة بنظره دون طعم، تنهد بضجر حقيقي، لدرجة بأنه كاد أن يخرج من المكان المزعج هذا ولكن ما إن التفت بعدما حمل متعلقاته ليخرج
حتى تجمدت أطرافه وتثبتت قدميه بالأرض عندما وقع نظره عليها وهي تدخل بغرورها المعهود وجمالها الفاتن مع، مع آخر شخص توقع أن تدخل معه...

أخذ عقله يكرر عليه السؤال وكأنه لايريد أن يصدق عينيه، هل هي الآن حضرت الحفل برفقة غالب منصور ذلك الساذج الذي يكاد وجهه أن يتشقق من شدة إبتسامته الواسعة فهو بالتاكيد لايصدق بأن سيلينا تقف إلى جانبه وترافقه
ولكن مازاد نيران الهجين أضعاف مضاعفة هو عندما وضع الآخر ذراعه حول خصرها الدقيق وكأنه يريد أن ينسبها له، ولكن فعلته هذه حمقاء لأنها جعلت سيلين تبتعد على الفور عن مرمى يده بإنزعاج وهي تقول.

- إيه قلة الذوق دي لو سمحت ماتلمسنيش
نظر لها غالب ببراءة حمل وديع
- أنا أسف بجد مش قصدي أضايقك أنا كنت حابب أساعدك بس
- شكرا وفر خدماتك لغيري، كانت تتكلم بضيق ثم تركته وذهبت نحو والدها الذي ما إن رأها حتى إبتسم لها بحب
- سيلين تعالي يا حبيبتي
وقفت إلى جانب والدها بفخر وكأنها تود أن تصرخ وتقول هذا الرجل العظيم يكون والدي أنا...
علي طاولة قريبة منهم نطق يحيى ونظراته تتنقل بين شاهين و الأخرى.

- شايف اللي أنا شايفة، ده بدء يتحول
أومأ له ياسين وقال بغموض
- دي أول مرة أشوفه مايعرفش يسيطر على إنفعلاته بالطريقة دي
يحيى بمشاكسه
- شكله وقع فيها خلاص، وبصراحة هي تستاهل دي قنبلة ذرية
حرك ياسين رأسه برفض لهذه الفكرة وقال
- وقع؟ لا ماظنش بس أكيد عجباه
رد عليه يحيى بذهول
- كل ده وعجباه بسسسسس.

- ماهو الراجل لما تعجبه ست بيعمل المستحيل عشان يوصلها إسألني أنا، قالها وهو ينظر إلى ميرال وهي تتشارك الحديث مع والدتها وإبتسامة هادئة تزيد ثغرها الجميل ليبتسم بشكل لا إرداي معها ثم ترك يحيى بمفرده و أخذ يقترب منها وكأنها تجذبه بتجاهلها كالمغناطيس برزانتها، وشخصيتها.

ولكن ما إن إلتقت عينيها الواسعة بخاصته حتى بعث لها قبلة بالهواء، فعلته هذه جعل تيار كهربائي يصيب فتاته ويقشعر جسدها بأكمله وكأن قبلته هذه وصلتها حقا
إبتسم بثقة ما إن رأى تأثيره عليها ليسحب هاتفه وبعث لها رسالة نصية محتواها ( هستناكي بالشرفة لو إتأخرتي هاجي عندك ولا هيهمني حد ) وضع هاتفه بجيب سترته ثم ذهب بقرب الشرفة بعدما تأكد من قراءتها لرسالته.

أما ميرال مسحت رسالته التي وصلتها للتو وكأنه لم يبعث شئ ثم تنهدت وأخذت تنظر حولها لتنهض وتذهب نحو والدها الذي يقف برفقة سيلين وما إن وصلت لهم حتى قالت بإبتسامة صغيرة وهي تمد له يدها
- ممكن ترقص معايا؟
إبتسم لها سعد وذهب معها بعدما قال
- أكيد طبعا، ده عرض مايترفضش بصراحة وبعدين هو أنا أطول أرقص مع القمر ده.

أخذ سعد يتمايل مع ابنته بسعادة بلغت عنان السماء بعدما سحبها إلى وسط المكان لتضحك عليه ما إن رفع يده إلى الأعلى ليجعلها تدور حول نفسها عدت مرات ثم أعادها له كما كانت
كان مظهرهم في غاية الجمال بالنسبة للجميع إلا ياسين كانت نظراته لهم حاقدة فهي تجاهلته للمرة التي لا تحصى، حرك رأسه بتوعد لها وإنتظر أن يمر عليهم القليل من الوقت ثم ذهب لهم وهو يبتسم ليقول لسعد: تسمحلي أرقص مع الأنسة.

تلاشت ضحكة سعد ونظر إلى صغيرته ثم إلى الآخر وقال بجدية فهو لا يرغب بأن ترقص إبنته مع رجل غيره
- لأ
نظر ياسين بإستعطاف مصطنع له وهو يقول بهزار
فهو توقع رده هذا
- لااااء ليه ياباشا، دي حبة صغيرة بس، وبعدين ده أنا حتى هرجعهالك
سليمه لا ناقصها إيد ولا رجل، هاااا قولت إيه؟!

- إتفضل، قالها بضيق حقيقي وهو يسلمه إبنته بيده ليستقبلها الآخر منه بترحاب شديد وما إن أخذ يراقصها بخفة حتى أخذت عينيه تأكلها حرفيا ليقول بعد برهة من الصمت بإعجاب
- رقصك حلو
- وإنت كمان مش بطال، ما إن قالتها بجمود وهي تبعد نظرها عنه وتضع مسافة معقولة بينهم حتى سحبها من خصرها له مرة أخرى يرفض بها بعدها عنه هذا وهو يقول
- لسه زعلانة مني يا حبيبتي.

- إيه حبيبتي دي! أنا مش حبيبة حد إنت ماتهمنيش أصلا عشان أزعل منك أو لاء حالك حال كل الموجودين اللى هنا وجودك مش بيضفلي حاجة وغيابك مش بيأثر فيا، فمتديش لنفسك حجم أكبر من حجمك
- بجد يعني مش بهمك، قالها وهو يقترب من وجهها وينظر إلى عمق عينيها بطريقة جعلتها تبتعد عنه قليلا وهي تقول بإنزعاج
- أيوة بجد
إنحنى عند أذنها وهمس بخفوت شديد
- بس إنت تهميني
ردت عليه بنفس درجة صوته وقالت
- وإنت أخر همي.

زاد من إحتضان خصرها وسند جبهتها على خاصته وأخذ يقول
- ميرال أنا أسف، أسف بجد مششش
قاطعته وهي تبعد يده عنها ثم وقفت أمامه وهي تقول بثبات تام لتنهي هذه المهزلة من وجهة نظرها
- الأنسة ميرال لو سمحت، أنا مش عايزة أشوفك تاني و لو شفتك ياريت تتعامل معايا بحدود الشغل وبس، لأني ببساطة رجعتك غريب بنسبالي زي ما كنت في أول مرة شفتك فيها...

رمت كلماتها بوجهه دون أدنى مجاملة أو تعاطف فهو حتى لا يستحق نظرة واحدة منها ثم تركته يقف خلفها وحيد لتذهب نحو والدتها التي كانت تراقب كل شئ بتمعن من بعيد وهي تتكلم مع زوجها تحاول على قدر المستطاع أن تشتت إنتباهه عنهم
أما عند يحيى المسكين كان يتأفأف بضجر من هذه الأجواء فهي لا تستهويه، نظر إلى شاهين وقال بعدما طفح منه الكيل
- أنا هرجع للوكر.

ليقول شاهين له بلامبالاة فكل تركيزه منصل على تلك المهرة البرية
- إعمل اللي يعجبك
- تمام لو إحتاجتني إبقى كلمني، سلام، قالها يحيى وخرج من القاعة لا بل من الفندق بأكمله متوجها الى الوكر الذي وصله إليه بوقت قياسي ليتوجة مباشرتا نحو شقته بتعب وضجر من يومه الممل هذا.

أما عند غاليه ما إن اخبرها يحيى في الصباح بأنه لن يعود اليوم و سيتأخر حتى الغد، كان هذا الخبر بالنسبة لها كالعيد، قامت بتنظيف المنزل بهمة ونشاط ثم إغتسلت وغيرت ثيابها لأخرى مريحة وجميلة فهي قد سأمت حقا من الثياب الفضفاضة والطويلة والغير المهندمة...

وما إن أنهت كل أعمالها وعنايتها الخاصة بنفسها وبجسدها حتى ذهبت وجلست عند النافذة كعادتها تراقب هولاء الناس غريبى الأطوار طول الليلة والنهار فهذه تسليتها الوحيدة، في سجنها هذا
ولكن مالفت نظرها هو دخول شاحنة نقل كبيرة إلى هذا القطاع لينزلون منها الحمل الذي كان عبارة عن صناديق حديدية مستطيلة الشكل وبالتأكيد كانت ثقيلة لأنها وجدت كل أربعة اشخاص يحملون صندوق واحد...

وكان من ضمن الموجودين بهذا التجمع. زوجها المبجل الذي كان من المشرفين ع هذا النقل مع شخصين آخرين ذات هيبة مخيفة أخذت تقارنهم بعلتها وكابوسها! وجدت ان يحيى اهون بحدته من الآخرين الذين يحيطون به، بل هو بمقارنته بهم ذو قلب رحيم وعطوف
ولكن ما إن تم كل شى على مايرام وبدء المساء يحل والظلام يعم المكان بالتدريج حتى إختفى الجميع من الشارع.

لتبدء بعدها ضجة كل ليلة بروتينهم المعتاد مرت الساعات عليها وهي شاردة بذهنها بعيدا تفكر بوالدتها القعيدة، تقسم بأنها تكاد أن تموت من شدة شوقها لها، ياااالله كم تتمنى أن تحتضنها بين ذراعيها وتشم رائحة الجنة منها، نعم الجنة ياسادة، فهي تعتبر والدتها هذه هي جنتها على الأرض.

نزلت دموعها ببطئ على وجنتيها بقهر لتزداد هطول الأمطار من مقلتيها وغصة كبيرة بدأت تخنقها وهي تفكر بكل ما حدث لها في الأوان الاخيرة...
أخذت تضرب على فخذيها بإختناق أكبر ولكن ما إن زاد أنينها حتى دفنت وجهها بين ركبتيها وأخذت تبكي بحرقة قلب مزقت به نياطها دون شك بعدما إحتضنت نفسها بخوف فطري.

بعد مدة هدأت نوعا ما ونهضت نحو الحمام لتغسل وجهها بالماء البارد وما إن انتهت وخرجت حتى شهقت بخوف عندما لمحت شخص يدخل من الباب ويضئ النور بشكل مفاجئ وهذا ما جعلها تغمض عينيها وتفتحها من سطوع الإضاءة عدة مرات فهي قضت وقت طويل بالظلام وما إن نظرت له مجددا حتى وجدته يقف أمامها وهو يضع يديه بجيب البنطال كان شكله في غاية الأناقة و الوسامة ببدلته الرسمي هذه.

زمت شفتيها بحسد عندما وقع نظرها على بشرته التي تلمع بإشراق على عكسها تماما كان لونها باهت
وبرغم حقدها عليه لم تستطيع أن تمنع عينيها من النظر له بإعجاب فهو دائما وأبدا مايكون أنيق ونظيف بصورة مستفزة لها...
يا خسارة شكلك ده بكل المعاصي اللي بتعملها
قالتها مع نفسها ولكن ماجعلها تفوق من شرودها به هو نظراته الوقحة التي كانت تسافر على كل تفاصيل جسدها وكأنه بدء يعريها من سترها.

إعتدلت بوقفتها وإرتدت قناع البرود بعدما قررت أن تذهب إلى الغرفة وتغلقها عليها دون أن تتكلم معه فهي متعبة حقا ومزاجها لا يسمح لها بجدال.

أما عند يحيى ما ان دخل شقته وأضاء النور حتى وجدها أمامه بهيئتها الجديدة والتي لم يراها عليها من قبل كانت ترتدي فستان منزلي قطني باللون الأسود يصل طوله لركبتيها مع ربع كم اي يعني ملابسها كانت تظهر يديها و ساقيها بسخاء له، أما فتحة العنق كانت كارثية فهي واسعة تظهر من خلالهما عظام الترقوة بشكل مغري بالله كم يود أن يلثمها بحب، وما زاد زينتها هذه فتنة هو شعرها المنكوش الذي لطالما كان يذمها به ولكن لماذا الآن أصبح يغريه.

اخذ يبتلع لعابه بصعوبة وكاد أن يقترب منها ليتذوق ما لذ وطاب من رحيقها الطبيعي إلا انه فاق من سكرته بها ما إن وجدها تتخطاه لتحبس نفسها داخل تلك الغرفة اللعينة لتحرمه منها ومن رؤية جمالها هذا.
عند هذه الفكرة تحرك جسده مباشرتا ووقف أمامها ليمنعها من الدخول وهو يقول بإستفزاز سافل مثل صاحبه
- طالما عندك حاجات حلوة كده ياغلاتي حرماني منها ليه، ماتمتعيني بيها،؟

الله مالك كده إهدي ياغلا انت خايفة كده ليه مني ده أنا حتى جوزك
قال الأخيرة عندما وجدها تبتعد من أمامه بخوف من مغزى كلامه هذا ولكن ما إن نطق بكلمة جوزك حتى تبخر خوفها كله ولوت شفتيها بضجر من هذه الحقيقة المرة التي لطالما يرميها بوجهها
إبتعدت من أمامه لتتخطاه وتدخل الغرفة إلا أن كلامه أوقفها ما إن سمعته يقول بصوت شاعري مليئ بنبرة الإغواء وكأنه على وشك أن يقدم لها العرض الذهبي.

- أكيد في صفقة هترضينا إحنا الإتنين
. يعني هات وخد فاهماني انت صح، هدلعك وأعيشك ملكة متوجة وفي حاجات كتير أوي هتتغير، فكري فيها وهتلاقي ان ده أنسب حل ليك، لأن مافيش داعي آخد حاجة بالغصب طالما ممكن إنها تتوفر ليا بالتراضي.

إنصدمت غالية منه حقا فهو كان يتكلم بثقة يحسد عليها حقا وكأنه متأكد من ردها وبأنها ستطير فرحا وهي تصرخ بالموافقة من عرضه هذا الذي لا يرفض وما زاد صدمتها حقا هو ما إن أنهى كلامه حتى ذهب وجلس على الأريكة وهو يضع قدمه على الأخرى ونظره معلق عليها وأخذ يخرج هاتفه أمامه ينتظر خضوعها.

إبتسمت له بسخرية بمعنى إنك تحلم بالتأكيد، ثم إلتفتت لتدخل وتغلق الباب بوجهه كرد الطبيعي على طلبه السافل هذا إلا أنها توقفت ما إن ذكرها هاتفه الخاص بشئ ما، عند هذه اللحظة إلتفتت له وهي تقول بلهفة
- عايزة أكلم ماما، إنت عندك رقمها صح
حرك رأسه بنعم وإبتسم بإنتصار ثم قال
- صح، بس ياترى هتديني إيه في المقابل
غالية بتذمر.

- مقابل ايه بس، ده أنا بغسل هدومك وبنظف البيت وبعملك سم هاري تطفحه، عايز إيه أكتر من كده
رفع يحيى رأسه بكبرياء وقال بغطرسة
- الغسيل والتنضيف ده مقابل إقامتك هنا ياهانم والاكل انتى كمان بتطفحي منه زيى، ده غير إنه
علي حسابي
عضت على شفتيها بتفكير سريع لتخرج من هذا المأزق، وبالفعل ماهي سوى ثواني حتى أبتسمت بمكر لا يستهان به وهي ترفع إحدى حاجبيها و تقول.

- طب ردا للجميل إني لحد دلوقتي مابلغتش عنك إنك حابسني هنا
قطب جبينه بترقب وإعتدل بجلسته وقال بإستفهام
- تبلغي عني ازاي؟
غالية بتوضيح مضحك لاتستطيع ان تقنع به طفل صغير ولكن هذا ماخطر على بالها
- من تلفونك هو صح في رمز سري ماقدرش أفتحه بس بقدر اتصل على مكالمة الطوارئ وأبلغهم إني محبوسة عندك ووقتها هتروح بخبر كان وتعفن فالسجن أكتر ما إنت معفن
نظر لها بصدمة وكأنها كان فضائي وقال.

- إيه الهبل ده،؟ بس خليني ماشي معاكي للأخر لو كنتي بلغتي فعلا ياحلوة ماكنش حدش هيروح فيها بخبر كان غيرك، مافيش حد يقدر يخرج من المكان ده سليم إلا بامر مني أنا، يعني ماكنش حد هيتأذى بجد من ده كله غيرك...
تأفأفت غالية وهي تقول
- يعني بردو عايز مقابل
- بالضبط كده
نظرت له غالية بمكابرة
- طيب أطلب حاجة معقولة بس تكون مؤدبة
- ماليش أنا فالأدب بس عشان خاطرك هطلب منك أكتر حاجة مؤدبة فقاموسي وهي بوسة من...

قطع كلامه وهو يرتكز بنظراته الذابلة على شفتيها الوردية بتمني
طلبه هذا جعل أمعائها تمتعض بإشمئزاز شديد وكأنها تود أن تتقيئ بوجهه من مجرد التخيل فقط، نعم هو وسيم للغاية لا تنكر هذا ولكن فكرة إنه يدخن ويشرب الكحول هذه النقطة فقط تجعلها ترفض الفكرة من جذورها...
- مشيها بوسة من الجبين او الخد حتى، ما إن قالتها وهي على وشك البكاء حتى رد عليه بمنتهى البرود.

- تؤ، مش عايز غير من اةةةةةة، قطع كلامه واخذ ينظر لها بوقاحته المعهودة
أخذت تحرك ساقها بإنفعال وما هي سوا دقيقة حتى صرخت به بغيض بنهاية المطاف فشوقها لوالدتها غلبها
- مااااشي موافقة
ليسألها يحيى بتأكيد وكأنه لا يصدق ما سمعه منها
- موافقة، موافقة على إيه بالظبط؟ قوليها عشان أتأكد من موافقتك
- إنك، أووووف بقى، موافقة إنك تبوسني هااا.

ما إن قالتها وهي على وشك البكاء حتى وقف بطوله المهيب على الفور وذهب نحوها ومسك يدها ليقبل باطن كفها وهو ينظر إلى عينيها بلهفة ولكن ما إن لمح نظرتها الخجولة والإحمرار الذي طغى على وجنتيها بشكل لذيذ حتى حب أن يشاكسها قليلا فقال بتكبر وهو يتحسس ذقنها ووجنتها بأمله
- لاااا يا حلوة فهمتيني غلط عايزك إنت اللي تقربي مني و تبوسيني ولو ما عجبتنيش هخليكي تعديها.

- إاااايه أنااااا، باستك عقربة يا بعيد أوعى كده مش عايزة منك حاجة...
قالتها بغضب وهي تنفض يده عنها لتهم بالإلتفات إلا إنه منعها من الإبتعاد ما إن سحبها من رسغها نحوه وهو ينحنى بسرعة البرق لها ليقبل شفتيها ويكتم أنفاسها بإحترافية جبارة مما جعلها تذوب كمكعب الثلج بين ذراعيه من وقاحة أفعاله معها...
صدمها برقته وحنانه معها ليجعلها بأقل من ثانية واحدة تائهة بين أضلاعه، كان ما تشعر به.

إحساس غريب! وخطير يطوف بها ليغزوا رئتيها بعطره الرجولي الممزوج برائحة السجائر...
بعد ثواني طويلة مرت عليها إستطاعت بصعوبة شديدة أن تلملم شتاتها المبعثر لتضع يدها الصغيرة بخمول على كتفيه وأبعدته عنها وهي تقاومه بضعف ليستجيب لها ما إن بدء يبتعد عن ثغرها ببطئ وعينيه تلمع بالمكر والمتعة ولكن لم تخلوا أيضا من الحنية عليها، إستغربت نظراته لها هل هذه عينين يحيى أم إن فعلته هذه جعلتها تتخيل.

ولكن وضعها لم يكن يسمح بالإستنتاج فهي تشعر بأن هناك دوار برأسها وقدميها لا تقوى على حملها
وهذا مالاحظه الآخر الذي ما إن رأها بهذا الحال حتى ضحك بإستمتاع شقي ليتركها ويذهب نحو الأريكة ليجلسها عليه وهو يخرج هاتفه وأخذ يتصل
كانت غالية في المقابل متسمرة بمكانها وقلبها يدق بعنف ونبضاتها العالية غير منتظمة رفعت يدها ولمست شفتيها الرطبة لتمسحها بقرف متأخر وهي تنظر له.

بإستغراب ممزوج بإنزعاج فهو يتصرف بشكل طبيعي، هل هو أيضا تأثر أم هي فقط، بالتأكيد هي فقط، فالآخر محترف بعمله ولم تكن هذه المرة الأولى له مثلها
خرجت من حربها النفسية هذه ما إن مد لها يده بالهاتف وهو يقول
- خدي بيرن كلميها وطمنيها عليكى
بس اوعي تلفتي نظرها أو تحسسيها بحاجة.

أخذته منه بيدين ترتجف لتبتلع رمقها الناشف للمرة الالف الليلة وهي تضعه على أذنها وما إن وصلها صوت والدتها النائم حتى نست كل شئ وأخذت تصرخ بفرحة ممزوجة بشوق حقيقي
- مامااااا حبيبتي
- غالية،! ما إن نطقتها والدتها بدموع حتى ردت عليها بلهفة
- أيوة أنا غالية ياقلبها وعمرها كله، عاملة إيه با حبيبتي.

سحبها يحيى من رسخها لتجلس إلى جانبه أخذ ينظر لها بتمعن وهو يزيد من قربه منها ليرى كيف تتحدث معها بلهفة واضحة وإشتياق لا يوصف ولكن ما إن زاد بتركيزه بها و بكل حرف تنطقه حتى
وجدها تكرمش معالمها بإنزعاج عندما طبع قبلة عميقة على وجنتها بإستمتاع وتلذذ قاتل مما جعلها تبعده عنها وهي تتأفأف بقلة حيلة منه...

قضت ساعة كاملة مع والدتها على الخط وهي تحاول على قدر المستطاع أن تقنعها بأعذار واهية بعدما كذبت عليها وأخبرتها بسفرها لمحافظة أخرى ومدى سعادتها المطلقة مع زوجها الحبيب
لتغلق الهاتف أخيرا وهي تودع والدتها بدموع القهر
لتصمت قليلا ولكن صمتها هذا لم يدم طويلا ما إن إلتفتت له وهي تنفجر به غاضبة.

- إنت لازق فيا كده ليه، ما تبعد شوية، هي ناقصة قرف أوعى كده، قالتها وهي تبعده عنها وتذهب إلى غرفتها وأغلقت الباب عليها من الداخل
لينظر إلى أثرها بقليل من الصمت ثم قال بإستنكار مضحك
- صحيح خيرا تعمل شرا تلقى، البنت دي زي القطط بتاكل وتنكر وخداني لحم ورمياني عضم ومن يومي مظلوم معاها...

في القاعة ما إن أشرفت الحفلة على الإنتهاء حتى اخذ شاهين يقترب منها و نظره معلق بها وهو لايعرف من أين اتى بكل هذا الثبات وضبط النفس هذه الليلة وإكتفى بمراقبتها فقط من بعيد فهي كانت ماتزال تقف مع ذلك الرجل المتطفل عليه وعليها وتتناقش معه بجدية ولكن الآخر كانت نظراته لها إعجاب ممزوجة برغبة واضحة، فهو رجل ويعرف نظرات الرجال على ماذا تحتوي.

إقترب منهم بشكل يسمح له بسماع حوارهما ما إن رأى غالب يلتفت للأخرى ويقول لها بعملية
- نتكلم فالجد بقا
نظرت له سيلين بإهتمام وقالت بقبول
- نتكلم
- أنا عندى مصنع خياطة ممتاز وهفتح بوتيك كبير ليه عدة أفرع هتكون متوزعة على أهم مراكز التسوق في القاهرة ده في الأول بس وبعد ما ننجح إن شاء الله هيبقى متوزع على محافظات مصر وشوية شوية مع بعض ممكن نوصل العالمية
سيلين بإستفهام.

- العالمية،؟! كلامك حلو بس بردو مش فاهمة المطلوب مني إيه
- تدخلي معايا شريكة، ما إن قالها بثقة حتى نظرت له بإستغراب: شريكة؟
- أيوة، تدخلي شريكة بإسمك، تصممي مجموعتك الخاصة، والمصنع ينفذ كل شئ انت عايزاه
والبوتيك يعرض شغلك، وبكده هتبقى ليكى ماركتك الخاصة، الإدارة ليكي والدعم المالي مني
لتقول سيلين بتهكم خفي فهي لم يخفى عليها
طريقته المغوية هذه
- وفايدتك إيه من الليلة ده كلها.

إقترب غالب منها أكثر بوقفته ليعتصر قبضته بعنف ذلك الذي يراقبهم من قريب بغيرة نارية وخصوصا ما إن سمعه يقول لها بمغزى خفي فهمه هو.

- بغض النظر بأن فايدتي كبيرة أوي وأكبر مما تتصوري، إلا إني رجل أعمال يعني مستحيل أفكر بأي خطوة من غير ما أكون عامل حسابي عليها ودارس فايدتها ليا وعائدها المالي هيكون قد إيه، يعني كل ده بزنس از بزنس وده غير إنه سيطك سمع بلوس أنجلوس من عرض واحد بس وإختفائك بعدها خلى الكل يستغرب حركتك دي
فأكيد ظهورك بعدها هيخلي الكل يلتفت لعرضك.

اللي هتقدميه وهتبقي نقطة مهمة تتسلط عليها الاضواء بعالم الموضة بالوطن العربي
، هاا قولتي إيه؟
ردت عليه سيلين بعملية
- قولت هفكر و هدرس إقتراحك ده وأستشير عيلتي لأن قرار مهم زي ده مش هقدر أخده من حوار واحد بينا
- حقك وتأكدي إني بنتظر ردك ده على أحر من الجمر، صمت قليلا ثم أكمل، بعيد عن الشغل تعرفي إنك طالعة حلوة أوي الليلة وأنا محظوظ
اوي إني واقف معاكي
إبتسمت له بمجاملة وقالت
- ميرسيى.

- هستنى موافقتك اليومين دول وكوني متأكدة انه يسعدني إني أشتغل مع ايقونة زيك
قال الأخيرة وهو يمسك يدها ليقبلها برغبة خفية لم يفهمها سوى الاخر...
حركته هذه جعلت شاهين يغلي كالبركان من شدة غضبه ليطفح الكيل معه وكأن فعلته هذه أنهت صبره ليتحرك نحوهم بخطوات تأكل الأرض ليسحب يدها منه بشكل مفاجئ مما جعل سيلين تشهق.

وقبل أن يتكلم الآخر بإستفسار بماذا هناك حتى عالجه بسرعة البرق بلكمة بكل قوته على إحدى عينيه جعلته طريح الأرض ثم خرج من القاعة وجرها معه بطريقة خفية خلفه لكي لا يلفت النظر لهم أكثر من هذا ويراهم والدها
وقف أمام المصعد وهو مايزال يمسكها من معصمها وأخذ ينتظر وصوله بأعصاب مشدودة بعدما ضغط على زر الخاص...

اما سيلين المسكينة كانت تقف إلى جانبه وهي تنظر له دون أن تنطق بحرف فهي مصدومة حقا من فعلته معها، وصمته هذا بالتاكيد لا يبشر بخير وبالفعل حدسها كان محق ما إن إنفتح الباب حتى وجدته يدفعها بعنف داخل المصعد حتى كادت أن تقع ولكنها استطاعت ان تتوازن بآخر لحظة
إلتفتت له بغضب لتصرخ بوجهه برفض لما يفعله معها ولكنها صعقت عندما وجدته يغلق الباب عليهم من الداخل ونظراته الإجرامية تتوعد لها بالهلاك.

إبتلعت لعابها بصعوبة وقطعت أنفاسها برعب حتى كادت أن تختنق عندما سمعته يقول بطريقة هادئة مثيرة للرعب
- إيه اللي كان موقفك مع الزفت ده
إبتعدت عنه قليلا ثم رفعت نظرها له بشجاعة مزيفة وهي تقول
- وانت مالك، حاشر نفسك باللي مالكش فيه ليه
- لما أسألك تردي وبلاش طولت لسانك، فاااهمة.

قالها وهو يقرصها من عضدها بقوة فتاكة مما جعلها تصرخ بألم وعينيها تلمع بالدموع ولكن قطع صوتها ما إن اغلق فمها بكف يده الأخرى ودفعها على الحائط وحاصرها بذراعيه وهو يقول بحدة مخيفة
- هشششششششش صوتك ما يعلاش لأدفنك بمكانك
أبعدت يده عنها وأخذت تقول بعدم تصديق لما يحصل
- إيه اللي بتعمله ده، إنت إتجننت رسمي ولا إيه
إستدار برأسه لجهة اليمين وهو يقول بغضب.

- وماتجننش ليه هااا وانت جايالي بالشكل ده بتعرضي جمالك للي رايح واللي جاي، عجباكي نظراتهم ليكي مش كده
كلامه هذا جرحها ولكنها أصرت أن تردها له الصاع صاعين ما إن أومأت له بتأكيد لتزيد نيرانه أكثر بفعلتها هذه ما إن قالت وهي ترفع ذقنها إلى الأعلى بغرور.

- اه عجباني بصاتهم ليا وأوي كمان بس إنت إيه اللي حارق دمك بالشكل ده أنا معرفش. أوعى تكون بتغير عليا، تؤتؤتؤ أزعل منك ده الراجل بيتربط من كلمته، هو مش حضرتك قولت إن نفسك إنسدت مني وانى طلعت مش قد كده في آخر مقابلة ولا أنا فهمت غلط ولا إيه الحكاية بالظبط، ولا هو كلام إمبارح إتمحي بأستيكا يامتر ماتسبتلك على رأي.

أخذت تنظر له بتحدي ولكن سرعان ما تحول لإستغراب ما إن طال صمته فهي توقعت سيثور عليها بعد كلامها هذا ولكن كان هو في عالم آخر يراقب ملامحها بتمعن فقربه منها اعطته مساحة واسعة لإكتشاف تفاصيلها ولكن بدلا أن يهدء من وجودها بين يديه وأمامه حتى وجدت بأن غضبه إزداد ما إن أخذ يستنشق عطرها بقوة بعدما دفن وجهه بعنقها بهدوء لتجده يقول بغيرة قاتلة
- كنتي واقفة جنبه أكيد شم ريحتك زي كده صح.

إرتعشت شفتيها من أفعاله لتقول بصوت حاد ترفض قربه منه وهي تدفعه عنها
- شاهين عيب كده، ااابعد
صرخ بها شاهين بجنون على عكس هدوئه منذ ثواني
- ليه أبعد، اااااه صح قولتيلي لأن حرام، ليا حرام ولغيري حلال، و إنك تبيني ده كله عادي مش كده.

قال كلامه الأخير بإنفعال مجنون أكبر من ذي قبل وهو يتلمس جسدها بجرأة جعلتها تدفعه عنها بكل قوتها وما إن رفعت يدها لتضربه حتى مسكها من رسخها وأخذ ينزل يدها وهو يعتصرها مما جعلها تغمض عينيها بوجع وهي تكز على أسنانها ولكن سرعان ما فتحتهم بصعقة ممزوجة بذهول ما إن.

وجدته يقبض على خصلاتها بقوة من خلف ليرفع وجهها له وأخذ يبتسم بشر وهو ينظر إلى حدقتيها بإستمتاع ليقترب بوجهه منها ليلمس أنفه أرنبة أنفها ليرجف جسدها بين ذراعيه وقشعر جلدها رغما عنها ما إن شعرت بأنفاسه الحارة تضربها وتمتزج بخاصتها
لتتنفس أنفاسه والعكس صحيح أيضا
- مالك؟ قالها بخبث وهو يشدد من قبضة على خصلاتها المموجة ليرفع وجهها ويقربها منه أكثر ليزداد إلتصاقه بها.

- شاهين، سسسس، سبني، قالتها وهي تحاول أن تحرر نفسها ولكن كيف وهو قيد يديها بيده بكل أحكام كالغلال ويده الآخرى يثبت بها رأسها أمامه تماما...
أخذ يمرر انفه على وجنتها وهو يستنشقها ببطئ قاتل ليقترب من أذنها وأخذ يهمس لها بتملك مليئ بفحيح الأفاعي
- عارفة وقفتك دي مع غالب هتدفعي تمنها غالي اوي لأنك ملكي أنا
أبعدت رأسها على الجهة الأخرى وقالت برفض
- أنا مش ملك حد، وبعدين بأي حق بتحاسبني، إنت مالكش حكم عليا.

مسك فكها وضغط عليه دون رحمة وهو يقول
- هيبقى ليا كل الحق فيكي سيلينا، صدقيني هيبقى وهتشوفي، وبكرة هتجيلي برجليكي لحد عندي
نظرت له بحقد لا آخر له ثم أخذت تقول بصعوبة من بين شفاهها المزمومة
- إنت مريض
ترك فكها وقال بتأكيد مخيف- صح، أنا مريض وهطلع مرضي كله عليكي إن ماسمعتيش الكلام
حركت رأسها برفض لتترقص خصلاتها معها بغرور وهي تقول بعناد لا آخر له.

- مش هسمع الكلام وهشتغل مع غالب، أكيد سمعت حوارنا وده أكيد اللي جننك، كنت هرفض بس عند فيك هوافق
- عناد! قالها وهو يبتعد عنها وأخذ ينظر إلى الأرض ويضحك بتوعد ثم رقع نظره لها وأكمل، انت اللي لعبتي بالنار وغرورك وعنادك ده هما اللي ساعدوني
سيلين بترقب
- ساعدوك بأيه؟
- إنك تبقي ليا وملكي، بسسسسسس مش حبا فيكي إوعي تفكري إن ده كله بعمله عشان معجب ولاحاجة بس إنتي إتحدتيني وانا اللي يتحداني بكسره.

لتقول سيلين بصوت غاضب مليئ بالكبرياء
- لا عاش ولا كان اللي يكسر سيلين سعد الجندي يا إبن اللداغ
نظر لها شاهين بترقب
- شكلك بتحبي باباكي اوي
سيلين بصدق وفخر
- اكتر مما تتخيل
شاهين بإنتصار
- طالما كده، أنا إتطمنت أنك فعلا هتجيلي بنفسك
قطبت حاجبيها وقالت بجهل
- مش فاهمة كلامك
- حلوة اوي وذكية أوي أوي بس غرورك وقلة خبرتك في الحياة هما اللي وقعوكي معايا، وأه صحيح بكرة هتلاقيني فمكتبي لو عوزتينى فحاجة.

- مش هعوز منك حاجة
- هتعوزي وهتفتكري كلامي ده، ما إن قالها بثقة حتى ردت عليه بتعمد
- لو عوزت حاجة هكلم غالب يجي يساعدني
رفع حاجبه وقال
- هي بقت كده
- أيوة كده وأعلى ما بخيلك إركبوا و وريني أخرك
- ما أنا هوريكي بس بعد ماهوري التاني، قالها وهو يضغط على زر التشغيل ليفتح الباب على الطابق الأرضي ليخرج منه ويتركها وحدها.

رمت قناع القوة وسندت نفسها على الحائط وهي ترجف ما إن خرجت هي أيضا بعده، أخذت تنظر حولها بضياع وهي لاتصدق كل ماعاشته الآن، يا لله هذا الانسان ماذا يريد منها، هذا ما كان يدور برأسها
فاقت من دوامتها على صوت والدتها الغاضب
- سيلين كنتى فين بقالي ساعة بدور عليكي ميت مرة قولتلك بلاش تختفي بالشكل ده باباكي ممكن يطين عيشتي
نطقت بتوتر خفي
- كنت فالأسانسير
داليا بعدم اقتناع
- كل الوقت ده فالاسانسير بتعملي إيه،؟

- هاااا، ما ان قالها بتردد وشرود حتى نظرت لها بشك وقالت بترقب
- هااا ايه وبعدين انت مالك وشك أصفر كده ليه إنت عيانة
- لاء أنا تمام
داليا بعدم إطمئنان
- تمام؟ مش باين يا لا قدامي باباكي وميرال فالعربية مستنين حضرتك تنزلي، وبعدين ابقا اشوف الهانم مالها!
أومأت لوالدتها بنعم وأخذت تتبعها وهي تعدل شعرها وفستانها لكي لا يلاحظ والدها عليها شئ.

أما الهجين ما إن تركها وخرج من المكان بأكمله وإستقل سيارته بخفه حتى أنطلق بها بسرعة و
أخذ يتصل على إحدى رجاله وهو يقول بعدما فتح الآخر الخط
- إسمعني كويس، عايز غالب منصور في خلال ساعة واحدة بس يكون متعلق بالمستودع بتاعي، سامع...
سااااعة واحدة لو إتاخرت عن كده هعلقك إنت مكانه.

أنهى المكالمة ورمى الهاتف ع الكرسي الذي بجواره ثم أخذ يزيد من سرعته أكثر وهو يعصر الدركسيون بأنامله بقوة و بتوعد لا يبشر بخير بتاتا
بعد إنتهاء الحفل وعودة الجميع لمنازلهم
في وقت متأخر في فيلا الجندي كانت تقف في المطبخ تعد لها كوب من الشوكولاته الساخنة بعدما جافاها النوم، كانت ترتدي بجامة حريرية من اللون الرصاصي مع خف منزلي برأس أرنب رصاصي أيضا.

إبتسمت بسعادة وأعجاب ما إن إنتهت من إعداده ورفعته لفمها وتذوقته بإستمتاع، خرجت متوجهة إلى الأعلى وما إن وصلت إلى هدفها وفتحت باب غرفتهاوكادت أن تذهب إلى سريرها لتتابع أحد الأفلام عبر حاسوبها المتنقل إلا إنها إنتفضت بخوف عندما وجدت نور غرفتها يطفئ
كتمت أنفاسها برعب و رجفت أطرافها وتجمعت الدموع بعينيها عندما وجدت نفسها تقف بوسط الظلام وهناك شخص يحتضنها من خلف ولكن ما ان نطق ب.

- صدقيني ماقدرتش أنام وإنت زعلانة مني
شهقت بصدمة كبيرة حتى كادت ان تصيبها سكتة قلبية وهي تلتفت له لينسكب كوب الشوكولاته الساخنة بعفوية على صدره ليبتعد عنها بسرعة وهو يتأوه بألم شديد
تركته ميرال وذهبت نحو زر الإضاءة وما إن إنتشر النور بغرفتها حتى إلتفت له بغضب وصرامة لتوبخه ولكنها صعقت عندما وجدته ينزع قميصه عنه ورماه على الأرض وذهب نحو الحمام الخاص بها
- الله يخربيتك يا ياااسين إنت بتعمل إيه هنا،!

قالتها وهي تذهب خلفه لتصمت بذهول أكبر من ما كانت عليه عندما رأته يفتح الصنبور ليرمي بعض الماء البارد على صدره
كانت تقف عند الباب تنظر له بعدم تصديق ثم تنظر للساعة التي قد تجاوزت الواحدة بعد منتصف الليل...
شحب وجهها برعب ماذا سيحدث لو دخل والديها عليها الان ووجدوه عندها بهذا الوقت المتاخر.

- واقفة كده ليه روحي هاتيلي تلج، قالها بوجع ما إن راها تقف كالبلهاء أمامه دون حراك، ولكن كلامه هذه جعلها ترفع حاجبه لتقول بإستفسار بعدما عقدت ساعديها أمام صدرها
- ممكن أعرف انت دخلت هنا ازاي؟ و عديت البوابة والحرس اللي عليها إزاي؟
إبتسم ياسين بسخرية وقال بمكر وهو يلعب بخصلاتها الناعمة.

- أنا لو حبيت أوصلك ألف حرس مش هيقدر يبعدني عنك، و دلوقتي ممكن شوية تلج عشان أعالج اللي بوظتيه حضرتك ولا انى عايزة تشوفيني مولع كده وأكيد زمانك بتقولي إن ربنا خد حقي منه
أخذت تنظر له بعمق بقربه هذا منها لتتنقل من عين إلى الاخرى بتوتر خفي ثم نزلت بمقلتيها إلى صدره العاري لترى عليه بقعة متوسطة الحجم شديدة الاحمرار.

عند هنا أومأت له برأسها وذهبت نحو الحمام واخ5رجت منه صندوق صغير خاص بالأسعافات الاولية لتخرج لاصقة خاصة بالحروق ورمته عليه وهي تقول بضيق
- خد عالج نفسك
- تعالي صلحي اللي عملتيه وحطيلي المرهم ع الحرق
ما إن قالها وهو يغمز لها حتى صرخت به بصوت خافت
- ياااسين بلاش أسلوبك ده معايا ولم ليلتك دي يا إما والله هصرخ وألم عليك البيت كله فبلاش تجنني وتخليني آخد الخطوة دي فعلا.

- خلااااااص يا أم قلب اسود هحطه أنا، قالها بضجر مصطنع منها ولكن ما إن وضع القليل من هذا الدواء على الحرق حتى تأوه بصوت عالي متعمد وكأنه يصرخ وهذا ما جعلها تركض له وتضع يدها على فمه بسرعة واخذت تنظر نحو الباب وهي تقول بخوف
- ماتعليش صوتك، هتفضحنا...
صمتت وأبعدت يدها عنه ما إن وجدته بكل سفالة يقبل يدها التي تغطي بها شفتيه ثم قال بتلاعب اعصاب.

- اااالله، مش كنتي عايزة تصوتي، قولت أوفر عليكي وأصوت أنا، وبعدين وماله لما نتفضح، دي هتبقى أحلى لحظات حياتي عشان وقتها هكتب عليكي عشان نداري ع الفضيحة وتبقي وقتها ملكي أنا وبس
نظرت له ميرال بعدم رضا وقالت بإستنكار
- وهو ده الحب بوجهة نظرك
- أيوة.

- لاء دي أذية ليا ولسمعتي، والحب والأذية مايجتمعوش بقلب واحد لشخص معين، هات ده، قالتها وهي تأخذ منه المرهم ودفعته ع الأريكة وجلست هي أمامه على الطاولة وأخذت توزع المرهم بالتساوي وهدوء على موضع الإصابة دون أن تنظر له
ولكن ما إن تقلصت العضلات أسفل سبابتها بألم حتى إقتربت بوجهها منه وأخذت تنفخ عليه، لا تعرف بأن فعلتها هذه خطفت قلبه منه.

- مرمر إنت حلوة أوي، ما إن قالها بتلقائية حتى رفعت رأسها له ونظرت لعينيه بحدة وكأنها تطلب منه أن يصمت و لكنه لم يصغي لها وأكمل بإبتسامة
مش قصدى على شكلك أنا كان قصدي روحك ونقائك، بذكاءك البرئ ده اللي ممكن يوصل لدرجة السذاجة، وهدؤك الساحر اللي سحرني من أول ما شفتك، أنا عمري ما شفت واحدة زيك كده بخليطك المتجانس ده...

كانت تسمع كلامه بقلبها قبل أذنيها ولكن تصنعت اللامبالاة وأكملت عملها وكأنه لا يقول شئ وما إن إنتهت حتى نهضت وقالت بجمود
- أنا خلصت ممكن تمشي بقا قبل ما حد يحس بوجودك هنا وتعملي مشاكل
- حاضر، همشي عشان خاطر عيونك الحلوة دي بس، قالها وهو يمسك رأسها بشكل مفاجئ بين يده ليقربها منه وأخذ يقبل عينيها بشفتيه المتلهفة.

وبفعل مقاومتها كاد أن يتركها إلا إنه سحبها مرة أخرى وقبل جبينها بعمق شديد ثم نزل بشفتيه وقبل أنفها بخفه وهو يضحك بخفة عليها ما إن وجد بشرتها تقشعر تحت لمساته وأنفاسه الحارة لها
- إبقي ردي ع إتصالاتي، ماشي ياقلبي، قالها بهمس شاعري أسرها وبرغم هذا لم تستسلم له وحركة رأسها بنفي وهي تقول بغضب وهي تبعده عنها
- جت ضربة بقلبك تجيب أجلك وتخلصني منك.

- وماله، من حقك تدلعي عليا كمان وكمان، بس مسيرك تليني يا مرمرتي...
ختم كلامه وهو يقبل وجنتها ثم إبتعد عنها وذهب من باب غرفتها عادي وكأنه من أصحاب هذا المنزل ولكن ما جعلها تفتح عينيها بصدمة هو عندما رات قميصه مرمي على الأرض، هذا يعني إنه خرج من الفيلا عاري الصدر.

خرجت خلفه تبحث عنه وبيدها قميصه ولكنها لم تجده وكأنه إختفى أو تبخر، عادت أدراجها إلى غرفتها وذهبت نحو هاتفه وإتصلت به وما إن فتح الخط حتى وجدته يقول
- معقولة وحشتك بالسرعة دي، قولي أيوة وفرحيني
- نسيت القميص، تعالى خده، قالتها بصوت مهزوز من كل ما حدث معها الليلة وهذا ما جعله يبتسم وهو يقول
- خليهولك، ده تذكار، تذكار من مجنونك.

ختم مكالمته بهذه الكلمات البسيط التي بالتأكيد لامست قلبها وجدرانه المتينه التي بدأت تلين
رغما عنها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة