قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الخامس عشر

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الخامس عشر

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الخامس عشر

في الوكر، دخل الهجين من باب الحديد للمستودع الخاص به وأخذ ينزع سترته ببطئ وعينيه تترقب فريسته المعلقة أمامه بحدة، ورجاله حوله كالكلاب الجائعة تسيل لعابها على عدوهم هذا، ينتظرون فقط أمر معلمهم لينقضوا عليه وينهشوا لحمه بأنيابهم الحادة.

ابتعدو قليلا ما إن وجدوه يأمرهم بهذا بأشارة منه ولكن ما جعلهم يبتسمون باستمتاع عندما وجدو الهجين يعالجه بركلة على صدره دون أي مقدمات ليسقط الآخر على الأرض وهو يتأوه بعنف.

ذهب و وقف أمامه وهو يضع يده على خاصرته وأخذ يميل برأسه الى اليمين ثم الى اليسار ببطئ ومعالم الإجرام تزين ملامحه المخيفة كل من يراه الآن يقسم بأنه غير طبيعي، قلص مابين حاجبيه باستنكار عندما سمعه يقول بصعوبة وخفوت بعدما بصق الدماء من فمه
- عاااايز مني ايه يا شاهين، هو احنا مش هنخلص من زمان ولا ايه
شاهين بنفي: تؤ مش هنخلص، طول ما أنت وسخ مش هتخلص مني، هكون كابوسك اللي مش تعرف تخلص منه.

مسك غالب صدره وأخذ يسعل عدة مرات ليقول بعدها بوجع واضح: هو أنا عملت ايه، أوعى تقولي ان كل ده عشانها هي، عشان بنت الجندي
عض شاهين شفته السفلية وهو يبتسم باستهزاء ثم عاد الى جموده بلمح البصر وأخذ يرفع أكمام قميصه الى المرفقين وهو يحرك رأسه بتوعد...
ليقترب منه أكثر بخطواته الثقيلة و الواثقة لينحني بجذعه له وهو يقول بهمس أقرب ما يكون للجنون.

- آه عشانها. عشان سيلينتي أنا ممنوع حد يقرب منها، فاهم ممنوع إنك تفكر فيها حتى، قال الأخيرة وهو يركله مره أخرى ولكن هذه المرة على فمه ما إن تذكر عندما قبل يدها
نزف أنفه و أخذ يسعل الدماء بغزارة أكثر على مايبدو أن أسنانه قد انكسرت
رفع غالب رأسه المغطى باللون الأحمر بتعب، كان منظره حقا مرعب وكأنه مشرف على الموت، ليتنفس بصعوبة وهو يعصر عينيه بألم جبار وما
إن فتحهم حتى أخذ يصرخ به بوجع.

- ليه كل ده ياهجين أنا عملت ايه هو احنا مش أعلنا السلام مابينا من سنين ايه اللي خلاك تكسر الاتفاق دلوقتي
جلس أمامه على إحدى ركبتيه وقال: كسرت الاتفاق لما شفتك زي ديل الكلب ماتعدلتش قربت منها برغم تحذيري ليك...
- ما كنتش أعرف إنها تخصك، من امتى أنت ليك بالستات أصلا، ولما حذرتني فكرت أنه بسبب الشغل عايز تبعدني عنها، فقولت طالما نيتي خير ليه لاء أكيد أنت مش هتمانع لما آخذها تشتغل معايا.

يعني كل الحكاية بزنس از بزنس ومافيهاش حاجة لو استمتعت معاها شوية
- تستمتع!
غالب بإنكار كاذب ونفي سريع ما إن رأى الموت يطوف فوقه من نظرات الآخر له: لاااء قصدي، ااااء قصدي، إني كنت عايز اتجوزها يعني نيتي حلال
صمت بخوف ما إن وجد الآخر يتمعن به وما هي سوا ثواني قليلا حتى انفجر شاهين بالضحك عليه وكلما سكت عاد يضحك مرة أخرى ولكن فجأة
. هدأ وقال بجدية.

- حلال مين يابتاع الحلال أنت ده باين إنها اسطوانة جديدة نزلت السوق الكل يستخدمها الأيام دي، ده احنا دفنينه سوا يا غالب يامنصور...
- احنا ياما اتنافسنا ايه الجديد في ده دلوقتي؟ طول عمرك ساكت مالكش في حد بسسسسس ماكنتش اعرف إنك هتعمل كل الليلة دي عشان قربت منها وأنت عايزها، من امتى الهجين بتهمه ست عشان يتحرق دمه عليها بالشكل ده.

- تؤ، كل الليلة دي عملتها عشان أعلمك الأدب وتعرف مقامك كويس اللي شكلك كده نسيته وعشان كمان متدخلش في اللي مالكش فيه.
وعنيك دي هطلعها بيدي لو شفتك تبص على خيالها بس، ده أنا لسه ملفاتك عندي، وممكن بتلفون واحد بس أخليك تلبس اساور توصلك للبدلة الحمرا وحبل المشنقة بس ايه ماقولكش عليه حرير كده يستاهل يتلف حولين رقبتك ويقطمها ليك لأنك رفعتها وبصيت لأسيادك.

ابتلع غالب لعابه باختناق ورجفت أطرافه بشكل تلقائي من كلامه ف الآخر لا يمزح معه بل يعني كل حرف ينطقه وعلى مايبدو بأنه على استعداد تام لتنفيذه بكل ممنونية
ليقول بصوت متألم لاهث ممزوج بتعب
- عايز ايه دلوقتي بالضبط؟!
- روحك، عايز روحك، قالها بمنتهى البرود المستفز وهو يخرج سلاحه ويضعه على إحدى عيني الآخر وأكمل بغيرة قاتلة، كسرت بقك لأنك بس بوست يدها ولفظت اسمها، فاضل ايه بقا.

لينطق غالب برعب وهو يفتح عينيه على وسعهما ما إن وجد فوهة المسدس أمام نظره بهذا الشكل المخيف: ايه!
- لااااء فكر معايا وبلاش غباء، فاضل عينك ياحيلتها اللي أكلتها فيها وايدك اللي لمست وسطها
- لااا لااا بلاش تعمل كده، خلاص التوبة يا شاهين مش هقرب منها تاني.

- هو مافيش تاني أصلا عشان تفكر تعمله، بس المرادي هكون حنين معاك عشان خاطر المعرفة اللي مابينا، قالها وهو ينهض ويضع السلاح خلف ظهره ليمسك يده من الرسغ بعدها وضع قدمه على عضده يثبته على الأرض ليحرك ساعده بقوة الى الجهة المعاكسة مما ادى اللي كسر وخلع عظم المرفق من المفصل وهذا ما جعل ذلك الاخر يتلوى بقوة كالسمكة التي خرجت من الماء للتو هذا غير صراخه الذي ملأ المستودع.

- المرة دي رحمتك وسبتلك عينك اللي بصتلها فيها شفت انا رحيم فيك قد ايه! بس أوعى تستغل طيبتي دي وأتعلم من الدرس البسيط ده لأن أنت لسه ماشفتش وشي التاني، ونصيحة مني بلاش تشوفه لأنك مش قده فعشان كده خلينا حبايب أحسن، هااا هتسمع الكلام ولااا
صرخ غالب وهو يحتض يده لصدره بألم جبار: خلاص! مافيش ولااااا، اللي أنت عايزه هيكون
- هنشوف، رجعوه بيته ولو شيطانه وسوس ليه عشان يعمل حركة كده ولا كده. خلصوا عليه.

قال الأخيرة بأمر لرجاله وهو يسحب سترته ليتركهم ويخرج بهيبة وجبروت خطير ومخيف
تارك خلفه إحدى ضحاياه
بدأت الأصوات في الخارج تنقشع قليلا تعلن عن نهاية الليل، اي الثلث الاخير منه، ليذهب كلا منهم الى وكره بالتدريج.

في شقة يحيى كان لايزال جالس على الاريكة ونظره معلق على ذلك الباب المغلق اللعين الذي يمنعه ان ينظر الى غلا روحه، تنهد بنشوة واستمتاع غريب وكأنه قادر الآن على الطيران، هذا الشعور لايشعر به سوا عندما يكون بحالات السكر المفرطة التي يغيب بها عقله ولكن الغريب الآن كيف يشعر بكل هذا وهو لم يشرب قطرة حتى.

لم يشرب نعم! ولكنه تذوقها، تذوق ذلك الطعم الرهيب الذي سرق عقله منه وجعله عاجز عن وصف حالته، ارتسمت شبه ابتسامة على فمه وهو في حيرة حتى الآن لايصدق بأن صاحبة السان السليط فعلت به كل هذا من مجرد قبلة عابرة...
لااااا لم تكون عابرة، لأنها كانت معها هي، مع غلاته، لا ينسى تعابير وجهها المشمئزة منه وكأنه أمامها لا يمثل أكثر من حشرة مقرفة...

غريب هذا اليوم في أوله متعب وآخره ممل ولكن كان ختامها مسك معها هي، سند جسده على ظهر الأريكة وفرد ذراعيه عليه وهو يرجع رأسه الى الخلف باسترخاء وما هي فترة قصيرة حتى نام بعمق ما إن استلقى على ظهره براحة.

اما عند غالية ما إن تأكدت بأنه قد غط بنوم عميق حتى فتحت الباب بهدوء وخرجت وهي تحمل ثيابه كلها بين ذراعيها وذهبت نحو الحمام لتضعهم بالحوض ثم سحبت مسحوق الكلور وافرغته عليهم وهي تكز على أسنانها وتقول بصوت بالكاد تسمعه هي
- قال ايه عايز بوسة، باستك عقربة، آه ياناري يا ما نفسي يكون هو بدل الهدوم دي.

رمت العلبة بعدما أفرغت محتواها تماما وأخذت تنتظر النتيجة لتبتسم بانتصار وتشفي عندما وجدت ألوان ثيابه بدأت تتلف تدريجيا بشكل مريح لأعصابها وما إن تأكدت من أن كل شئ كما تريد هي حتى عادت بأدراجها الى غرفتها لتتوسط فراشه بنعاس شديد، توترها واستعجالها جعلها تنسى إغلاق الباب
ولكن هذا الهدوء كله لم يدم عليها ما إن ارتفع رنين الهاتف مما جعل الآخر يستفيق بانزعاج، اعتدل بجسده وسحب هاتفه من الطاولة أمامه.

يحيى بصوت مبحوح ناعس
- أيوه ياحودة عايز ايه
حودة بعملية- أنت فين ياباشا احنا جاهزين من بدري
ضغط يحيى على جسر أنفه وهو يقول بعدم تركيز بعدما عكش وجهه: ليه، في إيه يازفت ما تتكلم عدل
قطب حودة حاجبيه باستغراب وابتعد عن من حوله ليقول بتوضيح على مايبدو بأن الآخر قد نسى موعدهم.

- احنا دلوقتي بالمخزن مستنينك عشان نتحرك ونصرف البضاعة اللي وصلت النهاردة الصبح ما أنت عارف أوامر الحاج سلطان مافيش بضاعة تبات بالمخازن لازم تتوزع بنفس اليوم
ما إن أنهى كلامه هذا حتى استقام يحيى بطوله على الفور وأخذ يحمل متعلقاته الشخصية وهو يقول بجدية
- أنا جاي حالا، رتب كل حاجة لغاية ما أوصل.

أنهى المكالمة دون أن ينتظر الرد من الآخر وهو يسب نفسه كيف نسى موعد عمله، توجه نحو باب الشقة ولكن قبل أن يخرج وجد نفسه مايزال يرتدي البدلة الرسمية التي ذهب بها على الحفلة، ذهب نحو الغرفة وفتحها ليرفع حاجبيه بتفاجؤ بأنه فتح معه بالفعل. شيئ عجيب بالنسبة له وهو أنها لم تقفل عليها من الداخل.

نسي توتره واستعجاله وابتسم بهدوء ما إن وجدها تنام على السرير بالعرض بشكل مضحك منكوش شعرها ولعابها يسيل من بين شفتيها المفتوحة قليلا
كان منظرها كارثي حقا...
أبعد نظره عنها بصعوبة فهي تغوي بكل حالاتها...
أخذ ينزع سترته بسرعة ليفتح الدولاب بعدها بهدف تغيير ثيابه بأخرى مريحة ولكن وقف متسمرا بمكانه عندما وجده خالي تماما لا يوجد به حتى قطعة واحدة...

أخذ يفتح جميع أبواب الدولاب وهو مصعوق حرفيا أين اختفت ثيابه؟ وما هي سوى جزء من الثانية حتى التفت لتلك المجرمة ليحركها من كتفها بقوة وهو يقول باستعجال
- غلا اصحي، غلاااااا
دفعت يده عنها بضيق مليئ بالنعاس وهي تقول: عايز ايه
- هدومي فين؟

- هتلاقيهم كلهم بالحمام، قالتها وهي تتثاوب لتنقلب على الجهة الاخرى ولكن سرعان ما استفاقت وفتحت عينيها بفزع وهي ترفع رأسها عندما وجدته يتركها ويذهب نحو الحمام وماهي سوا لحظات معدودة حتى صرخ بأسمها بانفعال مخيف و غاضب
جعلها.

تنهض عن السرير بسرعة لتغلق الباب بالمفتاح من الداخل وما أن كادت أن تدفع طاولة الزينة خلفه لكي لا يستطيع ان يصل لها ولكن قبل تنفذ فكرتها الثانية هذه وجدته يضرب الباب بقدمة بقوة وهو يصرخ
- افتحي الباب يا غلا لا حسن أكسره فوق دماغك
غالية برفض: مش هفتح
صرخ يحيى وهو يغلي كالماء الساخن: افتحي و واجهيني بلاش تستخبي زي الفار مني خليكي قد أفعالك.

غالية باستفزاز: كل العصبية دي عشان بس حبيت أغير استايلك وأكسب فيك ثواب
صرخ بها يحيى بانفعال: ده أنا هخنقك بايدي دي وأدفنك بنفسي وأكسب في الناس كلها ثواب
غالية بمكابرة: لكل فعل رد فعل أقوى، مش كنت عايز مقابل لمكالمتي لأمي وعاملي فيها يا ما هنا و يا ما هناك واستغليت شوقي ليها، اشرب بقا
رجفت أوصالها رغما عنها عندما سمعته يقول بتوعد ولكن بصوت بارد عكس ماكان عليه منذ قليل.

- فعلا لكل فعل ردة فعل أقوى، فاستحملي بقا للي هيحصلك، أنا هروح دلوقتي عشان عندي شغل
بس لما هرجع عايزك تكوني مجهزالي نفسك ياعروسة هااا ياعروسة، بمزاجك غصب عنك هتمم جوازنا وابقى احلمي إنك تشوفي أمك أو تكلميها تاني
- لااااا استنى إلا أمي، قالتها بنفي مفزوعة مما سمعت أخذت تفتح الباب بسرعة ولكنه قد فات الأوان. خرج بالفعل وتركها لوحدها تتلاطم بين أمواج افكارها التي لا ترحم.

صباحا في فيلا الجندي كان يصدح صوت موسيقى محفزة من غرفة ميرال التي كانت تقف أمام المرآة تمشط خصلاتها الرطبة بنشاط وعقلها لا يتوقف عن إعادة شريط ماحدث معها في الليلة الماضية ف ياسين الخاص بها لا يتوقف عن مفاجئتها، لقد خاطر بكل شئ وجاءها هنا ليراضيها فقط...
ابتسمت بفرحة وهي تحمل قميصه بين يديها وأخذت تستنشق منه عطره. يا الله لما لا تشبع منه هل هي أدمنته أم ماذا، فقد نامت وهي تحتضنه بهيام...

تنهدت وذهبت لتخبئ قميص ذلك المجنون ثم أخذت تفتح رباط مئزر الحمام لترتدي بنطال من قماش الكتان الأسود مع سترة من نفس النوع واللون تحته قميص ابيض أنيق، تعشق هذا الستايل الكلاسيكي فهو يلائم شخصيتها جدا
أطفأت الموسيقى وسحبت هاتفها و حقيبتها ونزلت الى الأسفل بخطواتها الرزينة المدروسة اقتربت من طاولة الطعام.

- صباح الخير، قالتها وهي تقبل والدها من وجنته ثم ذهبت نحو والدتها وفعلت نفس الشيء أما أختها اكتفت بأن تبعث لها قبلة في الهواء وهي تضحك
سعد بابتسامة: شكلك فرحانة
- جدا، ومفرحش ليه وأنا عندي أب زيك
داليا بعتاب: بس أب ياميرو
ميرال بنفي سريع: لاء طبعا وأحلى أم كمان ماتزعليش يادودو.

انمحت ابتسامتها ونظرت باستغراب الى سيلين التي كان شكلها متجهم وبالها مشغول بتهديد الآخر لها فهي لم تنسى ما قاله، ولكن قبل ان تسألها مابها أو تستفسر منها حتى
ارتفع صوت جرس الباب الداخلي مما جعل سعد ينهض ليرى من الطارق الذي أتى صباحا دون موعد سابق، ولكنه
لم يكن يعرف بأن المصائب تأتي دون استئذان
فتح الباب ليرى أمامه رجلا مدنيا يسأله بعملية
- حضرتك سعد الجندي
نظر له سعد باستغراب وقال: أيوة أنا...

- امضيلي هنا
- امضي على ايه؟
- استلامك للانذار
- انذار ايه؟
- انذار الدفعة الأولى من قرض البنك اللي واخده حضرتك
ليقول سعد بصدمة: دفعة ايه دي، لسه فاضل سنة بحالها عليها
- معرفش أنا عبد مأمور اتفضل امضيلي هنا وابقى شوف الحكاية دي مع المحامي بتاعك
كلامه الأخير جعل سيلين تفتح عينيها على وسعهما
وهي تهمس مع نفسها: المحامي بتاعك!

اقتربت من والدها الذي أخذ الظرف وفتحه ليصعق بالفعل مما يرى، أمر محكمة بدفع القسط الأول
داليا باستفسار: في ايه ياسعد
سعد باستدراك الموقف لكي لا يجعلها تقلق: مافيش يقلبي في لخبطة أكيد أنا هتصل ب شاهين اللداغ ونشوف ايه الحكاية...
قالها وهو يخرج هاتفه وأخذ يتصل عليه ولكن هاتفه مغلق أو خارج نطاق التغطية، أخذ يكرر اتصاله كثيرا ولكن النتيجة واحدة، مش بيرد!

- أنا هتصل ب ياسين هشوفه فين، ما إن قالتها ميرال بعفوية وهي تخرج هاتفها لتتصل به حتى نظر لها والدها بتمعن جعلها تتوتر لتعدل كلامها على الفور، اااااء قصدي ياسين بيه
- هاتي أنا هكلمه، قالها وهو يسحب منها هاتفها وبالفعل أخذ يتصل عليه وهو يراقب تعابير ابنته التي فضحتها، ف ميرال بريئة جدا وشفافة جدا
لا تستطيع أن تخفي مشاعرها.

خرج من تفكيره بأبنته عندما جاء صوته المتلهف على الطرف الآخر: صباح الخير يا حبيبتي
فتح سعد عينه بغضب على ابنته وهو يقول من بين أسنانه المصطكة: صباح النور يا ياسين بيه
انتفض ياسين واخذ يعتدل بجلسته و يحمحم بحنجرته وهو يقول بثبات بعدما مرر باطن يده على وجهه من هذا الموقف: سعد باشا!
سعد بجمود: حضرتك فين؟
- أنا قربت أصل الشركة، في حاجة؟
- كنت عايز أوصل للمتر شاهين وبكلمه تلفونه مقفول.

ياسين باستغراب: شاهين واخد اجازة النهاردة
بس قولي قبلها هو في حاجة
- في حاجات مش حاجة وحدة بس
- حاجات،؟ لاء طالما كده مش هينفع نتكلم بالتلفون احنا لازم نتقابل، أنا وصلت الشركة أهو
- وأنا ربع ساعة وهكون عندك، سلام، قالها سعد وهو ينهي المكالمة وأخذ ينظر الى ابنته التي تقف أمامه بإحراج...
- يالااااا ياميرال و رانا شغل، قالها وهو يتركهم ويخرج من بهو الفيلا لتلحقه الأخرى بتوتر واحراج من هذا الموقف السخيف.

أما سيلين ما إن خرج والدها حتى جاءتها رسالة من رقم مجهول. كان محتواها
( يا اما تختاري كبريائك أو باباكي، مستنيكي تجيني برجليكي لحد عندي على عنوان مكتبي في )
تحركت لتخرج من الفيلا إلا أن والدتها أوقفتها وهي تسألها: رايحة فين أنتي كمان
التفتت ونظرت الى والدتها وقالت بتوتر
- عندي مشوار مهم لازم أعمله
- مشوار ايه ده
- لما أرجع هبقا أقولك، يا لا سلام، قالتها بسرعة وهي تخرج قبل ان تباغتها بسؤال آخر.

علي الجهة الأخرى كان يقف أمام الجدار الزجاجي المطل على الشارع العام ينتظر وصولها بثقة متناهية
لترتسم ابتسامة خفيفة على وجهه ما إن لمحها تنزل من تاكسي و تدخل الى البناية
استدار وذهب الى الكرسي خلف المكتب ونظره معلق بالباب ينتظر ظهورها منه بشوق وأخذ يعد ببطئ وترقب لوصولها، ارتفع صوت طرق الباب ليليه دخول السكرتير الخاص وهو يقول بجدية
- في وحدة برا عايزة تقابلك اسمها.

- سيلين الجندي، قالتها بدلا عنه وهي تتخطى لتذهب نحو ذلك المتغطرس لتضرب يدها على سطح المكتب بقوة وهي تسأله بانفعال...
- أنت عايز مننا ايه؟
نظر شاهين الى السكرتير وقالت بهدوء
- اتفضل أنت اليوم أجازة
أومأ له وخرج لينظر شاهين لتلك الكتلة من الأنوثة المشتعلة أمامه وهو يقول باستمتاع وقح يريد أن يلعب بأعصابها
- عايزك.

- عايزني تعمل فيا ايه، قالتها وهي تستقيم بوقفتها وتفتح فمها بغباء فهي لم تفهم مقصده مما جعل الآخر ينفجر عليها بالضحك لتشرد هي بمنظره فهي لأول مرة تراه يضحك من قلبه
وما إن هدأ حتى نهض من مكانه وذهب نحوها وسحبها من ذراعيها نحوه وقال بعدم تصديق
- انت ايه بالضبط، غبية ولا ذكية، كبيرة ولا صغيرة هتجننيني معاكي أكتر ما أنا مجنون بيكي. صمت وأخذ يمرر نظره على ملامحها.

الجميلة ثم انحنى نحو أذنها وأكمل بهمس. عايز
أعمل فيكي كل حاجة تخطر في بالك ياعسل أنتي
دفعته عنها ما إن فهمت مبتغاه منها وهي تفتح عينيها عليه بغضب ليضحك مرة أخرى عليها وما إن عم الهدوء بينهما حتى وجدته يقول بجدية
- شوفي عايزك تشتغلي عندي
سيلين بذهول: أشتغل ايه عندك؟
- ترتبي شقتي تهتمي بأكلي تنظمي مواعيدي يعني مديرة بيتي واااء
قاطعته بصدمة: انت بتهزر صح
ليرد عليها شاهين بجدية لا نقاش فيها: لاء...

اقتربت منه ونظرت الى عينيه بغضب أنثوي مغري له وهي تقول: عايزني أشتغل خدامة عندك
بادلها النظرات ببرود وقال- وليه تفكري فيها كده...
رفعت سبابتها له وهي تقول
- أنت عايز تذلني صح ده الهدف الرئيسي
- سيلينا سيبك من كل ده وفكري إن مصير سعد بايدك أنتي...
- بابا مش صغير وهيعرف يخرج من الحكاية دي كلها بنفسه من غير ماحد يساعده
شاهين بخبث: هيخرج منها آه بس ده لو أنا كنت عايز كده. الخيوط كلها بايدي.

سيلين باختناق وحقد: ليه كل الأذى ده بابا عملك ايه، بتكرهه ليه
شاهين بعصبية: بلاش نفتح بالسيرة دي أحسن ليكي ولعيلتك واستغلي العرض اللي قدامك
سيلين باستحقار: أنا كنت صح، أنت وأخوك في حاجة وراكم
ليقول شاهين من بين أسنانه بغيرة خفية
- سيبك من أخويا وركزي معايا أنا
- اللي فهمته أنا هو إني لو اشتغلت معاك يعني لو وافقت على عرضك ده، هتأجل قرض البنك وتسيب بابا في حاله ومش هتتعرضله
رفع حاجبه قليلا وقال: طبعا.

- هفكر بعرضك
رفع حاجبه بتكبر: ليه هو أنتي عندك خيار تاني، لو ماقررتيش النهاردة اعتبري العرض ده ملغي وأنا مش مسؤول ع اللي هيحصل بعدها
نظرت على الأرض وهي تكز على أسنانها بضيق وما إن رفعت بصرها له حتى قالت: ماحبتش أسلوبك معايا، بلاش تكلمني بالطريقة دي تاني لأن مهما كان موقفي ضعيف مش هسمحلك تقلل مني
تجاهل كلامها هذا وقال: لازم تعرفي إنك لو وافقتي في شرط لازم تنفذيه في الأول.

لتقول سيلين بذهول كبير: كمان بتتشرط عليا
شاهين بمكر: الشرط ده ليكي مش ليا
- اللي هو؟
- نكتب ورقتين عرفي عشان تكوني معايا براحتك
سيلين برفض قاطع: أنت بتقول ايه، ايه العرض الرخيص ده، أنت مفكرني إيه، لاء طبعا أنا مش موافقة
- براحتك، وطالما انت رافضة اتفضلي عشان ورايا شغل، قالها ببرود وهو يذهب خلف المكتب ليرتدي نظاراته الطبية وأخذ يفتح احد الملفات ولكن ما إن طال وقوفها أمامه حتى نظر لها وقال بعملية.

- اتفضلي
رفعت ذقتها بغرور تداري به عن اضطراباتها الداخلية لتتركه وتخرج وهي تحاول أن تستوعب كل شيء قاله لها منذ قليل...
اما شاهين ما إن خرجت حتى سحب هاتفه واتصل بأحد رجاله ليملي عليه الأوامر التي يريد تنفيذها
رمى الهاتف على سطح المكتب بأهمال وهو يقول
- هتوافقي يعني هتوافقي ماعندكيش حل غيره
، مابقاش أنا شاهين لو ماسجلتك على اسمي.

في الشركة بالتحديد بمكتب سعد الذي كان يدقق عقود القرض امام ياسين وهو لا يصدق مايرى
- أنا مستحيل أمضي على قرض ضخم بالشكل ده والمدة تكون شهر واحد بس عارف ده معناه ايه، إن تعب سنين عمري هيطير، ده غير الخساير ده المشروع لسه في الأول خالص، أكيد فيه غلط
أخذ ياسين يتفقد العقود بعدم رضا وهو يقول: غلط إيه، ما العقود أهي، ودي امضتك، ما أنا قولتلك بلاش القرض ده وحضرتك اللي أصريت وقولت على مسئوليتي.

- ايوة دي امضتي بس المدة كانت سنة عشان ندفع القسط الأول مش كل شهر دفعة أنتم عايزين تجننوني
اقتربت منه ميرال وأمسكت ذراعه وهي تقول
- اهدى يابابا أكيد في غلط بالبنود والمتر شاهين هيحلها
سعد بانفعال: هو شاهين فين؟ انا مش عارف أوصله
ياسين بكذب: أنا راسلته ع الجيميل بتاع الشغل هو مسافر عنده حاجة مهمة هيقضيها وبكره هيكون هنا بإذن الله
لتقول ميرال بمحاولة أن تجعل والدها يطمئن.

- خلاص طالما هيوصل بكرة يبقى تمام هو يشوف إيه الحكاية ويحلها
جلس سعد بتعب اعصابه وهو يقول: لازم تتحل وإلا هتكون نهايتي لو البنك حجز ع الشركة والفيلا
ميرال بحزن على والدها: ماتقولش كده ياحبيبي كل حاجة هتتحل صدقني
حرك رأسه وأخذ يفكر ويفكر، ثم قال لشريكه الذي أمامه- بص أنا لقيت حل مؤقت...
ياسين بترقب كالأفعى: حل ايه؟

- النهاردة هتوصل شحنة الأسمنت والحديد لو قدرنا نتصرف فيهم بسرعة مع اللي عندنا هنقدر ندفع القسط الأول ده لو مالقيناش حل بديل يعني، صح هنخسر فيها شوية بس أهو خسارة عن خسارة تفرق
أخذ ينظر له ياسين بانزعاج داخلي فعلى مايبدو أن هذا العجوز الذي أمامه ليس بالسهل ان يتم القضاء عليه من حركة واحدة.

نظر له ياسين بخبث وقال: إن شاء الله هتتحل، أهم حاجة أي خطوة عايز تعملها بلغني فيها قبلها لأننا احنا الاتنين في مركب واحدة
نهض سعد وقال: أكيد طبعا، و أنا دلوقتي هروح أشرف بنفسي ع فرع التشحين عشان أتأكد من موعد وصول الحمولة
ياسين باقتراح: هاجي معاك
سعد برفض: لاء خليك هنا، أنا اللي هتابع وهبلغك بكل جديد
أومأ له ياسين بموافقة: ماشي اتفقنا
نهض ياسين واقترب من فتاته ما إن خرج والدها.

من المكتب: القمر لسه زعلانة مني؟
- نعم، قالتها باستفهام
ياسين بحب وهو يقرص وجنتها
- بقولك لسه زعلانة مني يامرمر
ميرال بانزعاج: أنت بتتكلم بجد احنا في إيه ولا إيه خلينا في المهم
- وهو في أهم منك، قالها وهو يتحسس خدها الناعم لتنظر له بحزن، أيوة بابا أهم
- ده بالنسبالك أنتي إنما أنا مافيش أهم منك
- ياسين، ما إن نطقت اسمه بتذمر من كلماته هذا حتى وجدته يقول بمشاعر جياشة.

- يااااا عمر ياسين أنتي ونور عيونه، اااااخ ياميرال ااااخ، أنا تعبت وعجزت بالتعامل معاكي ارحميني بقى، عايز أوصلك بأي طريقة ومش عارف، توهتيني معاك ولففتيني حوالين نفسي
ميرال بذهول من كلامه هذا
- أنا خليتك تلف حوالين نفسك، أنا!

- أيوة أنتي يامفترية، جيت لحد عندك وأنا رافعلك رايتي وقولتلك إني بحبك وسلمتلك قلبي في ايدك من غير مقابل عايزاني أعملك ايه تاني، ده غير مكالماتي اللي مش بتردي عليا فيها، أنا لو قعدت أعدد عمايلك معايا مش هخلص، شكلك بتتبسطي لما تلاقيني بجري وراكي مش كده
ميرال بنفي: لا والله مش كده، بس أنا قولتلك إني ماليش بالجو والكلام ده من الأول
- وأنا مش عايز غير موافقتك بس
- أوافق على ايه؟

- تتجوزيني، عايزك تكوني مراتي ولازم توافقي مافيش حل تاني لأني مش هسيبك مهما عملتي
. ااااايه ساكته ليه...
ياااجبروتك ياشيخة ده الحجر هيلين على حالتي دي وأنتي لسه معنده، وااااه اوعي تقولي إنك مالكيش في دي كمان أنا ممكن أروح فيكي بداهية، فاهمة أنتي بتاعتي، بتاعتي أنا، يخربيت امك على جمالك ده
قال كلامه الأخير وهو يحتضن وجهها وأخذ يقبل وجنتها بعمق مما جعلها تبعده عنها وهي تبتسم رغما عنها بخجل وتقول.

- أوعى كده أنت ماصدقت ولا ايه، سبني بقى
ياسين بترجي جميل: قولي موافقة يامرمر إنك تكوني ليا وأنا أسيبك
- لو قولتها هتسيبني
- طبعا هسيبك
- طيب أنا موافقة أكون ليك وعلى اسمك، يا لا سبني بقى ورايا شغل
ابتسم باتساع لسماعه موافقتها ليقول بمكر وخداع
- حاضر هسيبك بس بعد ما، قطع كلامه وهو يرفع وجهه لها ليحتضن شفتيها بخاصته بعمق
ابتعد عنها وسند جبهته على جبهتها وهو ينهج بعنف و يقول بسعادة: بحبك ياميرال بحبك أوي.

رفعت يدها لوجنته واخذت تتحسس شعر ذقنه وهي تقول بحالمية: وأنا كمان بحبك
ابتعد عنها وأخذ ينظر لها بتفاجؤ، هل هي الآن اعترفت له؟ اخذ يتلفت حوله بعدم تصديق
ليبتلع رمقه ثم قال بتساؤل
- اللي سمعته ده بجد؟
اقتربت منه قليلا وهي تهمس بشقاوة طفيفة
- ايوة بحبك...

كادت ان تتركه وتركض خارج المكتب إلا أن يده كانت أسرع لها ما إن سحبها له واحتضنها من خصرها ليدفن وجهه بتجويف عنقها لتتجمد بين ذراعيه ما ان سمعته يهمس لها بانفاس حار
- قوليها تاني، قولي بحبك ياسين
ميرال بخجل: ياسين بطل بقى الله
ياسين بإصرار عاشق: قوليها وأنا أسيبك
ميرال بتذمر: أنت بتضحك عليا مش كده
ياسين باعتراف مضحك: أيوة
- رخم، قالتها وهي تضربه على صدره بقبضتها الصغيرة.

ضحك بحب وأخذ يقبل قبضتها ويقول: اعمل ايه يعني ما أنتي اللي طعمك حلو أوي أوي أوي، ختم كلامه وهو يقبل مابين عينيها بسعادة لا توصف ثم ابتعد عنها وهو يقول، يا لا امشي من هنا لا حسن اكلك
التفتت لتفتح الباب ولكن ما إن أدارت مقبض الباب حتى احتضنها من الخلف وهو يقول بتمني: قوليها تاني قبل ما تمشي عشان خاطري
استدارت بوجهها له وأخذت تنظر الى عينيه وهي تقول بسعادة وكأنها طفلة لاتصدق مايحدث معها الآن: أنا بحبك.

ابتعد عنها وقال بابتسامة: ياااا لا روحي بسرعة قبل ما أغير رأيي
خرجت مسرعة وهي تهرول بسعادة لتسلك طريق الدرج استغنت اليوم عن المصعد فهي تشعر بأنها تملك طاقة لا آخر لها
أما عند ياسين ذهب الى مكتبه بملامح متجهمة ليتصل على أخيه بالرقم الخاص الذي بينهما وما إن أتاه الرد حتى قال بضيق
- ممكن أعرف ازاي تبدأ باللعب من غير ما تقولي
- اهدى
ياسين بانفعال: أهدى ازاي وأنت خربتها هنا
- لاء لسه الخراب مابدأش.

رفع طرف شفتيه بسخرية وهو يقول: وعلى ما اعتقد أنه مش هيبدأ لأن سعد لقى حل
- حل إيه؟
- هيتصرف بحمولة الحديد و الأسمنت، ما إن قالها ياسين حتى جاءه الرد على الفور
- هيتصادر على الحدود أنا بلغت عنه من الصبح أصلا
ياسين بصدمة من سرعة أفعال أخيه: هو أنت لحقت تعمل كل ده امتي أنا كنت معاك امبارح في الحفلة وكل حاجة كانت تمام ايه اللي خلاك تقلب بالسرعة دي
- مالكش في...
- هدي اللعب شوية وبلاش تدخل بالحامي كده.

- لاء حامي ايه بس ده أنا لسه بسخن
ياسين بتفكير: شوف أنت اديني شهر بس أكون أنا كمان خلصت كل اللي في بالي واعمل اللي يعجبك
- تؤ شهر كتير، ما إن قالها برفض حتى صرح بانزعاج
- شاهين بلاش تبوظلي شغلي باستعجالك
- ما أنت اللي بارد ومش عارف تلين دماغها أعملك ايه يعني
تأفأف وقال: لانت خلاص بس أديني وقت بلاش تقلبها عليهم و عليا
- هبقى أشوف
- أنا قولت ل سعد إنك مسافر و بكرة هتيجي وتحلها.

- تمام، قالها الهجين وهو ينهي الخط مع أخيه ثم نهض متوجه نحو الوكر
علي الجانب الاخر بالتحديد في وقت الظهيرة أخذ رامي يتسلل هو ورجل آخر بهدوء الى داخل الوكر مستغلا هذا الوقت بالتحديد لعلمه بأن يحيى ورجال الأمن غير موجودين هنا لا يوجد سوى عددا قليلا. استطاع أن يتجاوزهم بتخفي
وما إن صل الى العمارة التي تقطن بها غالية حتى أخذ يضحك بشر وهو يخرج هاتفه ويتصل بعدوه اللدود لينتقم منه ويجعله يشعر بالعجز.

في مكان آخر أي في أحد المخازن الصحراوية الخاصة بسلطان كان يقف يحيى يشرف على العمل وما إن انتهى كل شيء على مايرام حتى نظر الى الرجال الذين معه وقال بأطراء
- الله ينور عليكم، شغل أبيض مية مية
اخذ يضحك معهم ثم توجه الى سيارته ولكن قبل أن يصعد أتاه اتصال من آخر شخص توقع أنه سيتصل به وهو رامي، ضغط على زر الإجابة وقبل ان ينطق بحرف سمع الآخر يقول.

- ايه رأيك أعملك بث مباشر وأخليك تشوف بعينك ازاي هاخدها منك و أوجع قلبك عليها زي ما وجعت قلبي
- تاخد ايه؟
- غالية، ما إن نطق اسمها حتى رد عليه بشر
- لو مستغنى عن عمرك انطق اسمها تاني
ليقول رامي بحقارة: ده أنا مش بس هنطق اسمها ده أنا هلمس كل حتة فيها كمان.

- اخررررررس يا، صرخ بها وهو يصعد بسيارته ليجد الباب الذي بجانبه يفتح أيضا ليصعد معه حودة ولكنه لم يعيره اي انتباه وانطلق باقصى سرعته ولكن ما جعله يضرب الدركسيون بجنون عندما سمعه يقول وهو يفتح مكالمة فيديو
- طب شوف كده و وريني هتعمل ايه لما تشوفها في حضني...

نشفت الدماء بعروقه وجف فمه وعجز عن النطق ما ان رأى بأن ذلك الكلب يصور له كيف يدخل الى داخل العمارة وبدأ يصعد الدرج ببطئ وكأنه بافعاله هذه يرمي الكاز على نيرانه، وما ان وصل الى باب الشقة الخارجي حتى اخذ
يصرخ بأعلى صوته: اووووعى تاذيها او تلمسها حتى أنا بقولك أهو، هقتلك يارامي هقتلك، موووووتك هيكووووون على يدي ساااااامع على يدي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة