قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الخمسون

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الخمسون

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الخمسون

رفع ذراعيه ليحاوط خصرها بتملك شديد وهو يقبلها بقوة جعلها لا تستطيع مجاراة جنونه لترمي ثقلها كله عليه وهي تائهة بهجومه عليها، ضاعت حرفيا بين يديه لتغوص معه بالحب بروحها وكيانها ولم تستفيق من غرقها هذا إلا على صوت رفع الأسلحة وسحب الأقسام
أبتعدت عنه وهي تشهق ما إن تم إطلاق رصاصة بالجو لترى نفسها هي وهو محاوطين بالأسلحة السوداء.

صعق ياسين وسحبها على الفور ووضعها خلفه ما إن رأى مجموعة من الشرطة تحاوط بهم من جميع الاتجاهات وهم يطلبون منه رفع يديه و الاستسلام.

وقبل أن يفهم ما هناك وجد من يسحب ميرال من خلفه مما جعلها تصرخ ولكن ما جعل صراخها يزداد بفزع وهي تفتح عينيها بشدة هو عندما التفت لها ياسين بسرعة ليباغته أحد العساكر بضربه قوية من سلاحه على اسفل رأسه جعل التوازن يختل عنده ومع هذا قاوم الدوار الذي هاجمه ليستدير لذلك الذي غدره وما إن انقض على عنقه حتى أتته ضربه أخرى على رأسه من الخلف وهنا فقد السيطرة على جسده ليبتلعه الظلام بجزء من الثانية.

ركضت ميرال عليه بعدما دفعت عنها ذلك الذي سحبها منه وهي تصرخ ب: لا لا لا ياااسين
ولكن قبل أن تصله وجدت من يعتقل خصرها من الخلف وحملها بعيدا عنه، لتسحب الشرطة ياسين الى إحدى سياراتهم بعدما ربطوا معصميه بالكلابش
أما عند ميرال نظرت الى بطنها لتجد يدي عمر تحاوطها لتغرز أظافرها بكفيه وأخذت تخرمشه بكل قوتها لدرجة تلوثت رؤوس أناملها بدماء الآخر.

بفعلتها هذه أجبرته على تحريرها لتلتفت له بسرعة وعالجته بصفعه وضعت فيها كل قوتها وغلها منه لتخرج به كل حرقة قلبها ليجن جنون الآخر ليمسكها من رسغها وهزها وهو يقول بعدم تصديق
- بتضربيني عشان خلصتك منه
ميرال بانفعال: مين اللي طلب منك كدة؟
كز عمر على أسنانه بحقد: شكله عجبك اللي عمله صح، جا على هواكي، عجبك مش كدة، انطقي
- أيوة عجبني، ما إن قالتها بتأكيد حتى سألها
- هو أنتي لسه بتحبيه.

ميرال باعتراف غاضب: أيوة و أكتر من الأول كمان
- وأنا،! صرخ بها ليأتيه ردها القاسي بعدما التفتت للسيارة التي يرقد بها ياسين ثم عادت بنظرها له مرة أخرى
- وأنت ايه، قولي أنت ايه! أنت كنت عارف إني بحبه ومع كدة رضيت على نفسك تكون مع وحدة قلبها وروحها وعقلها وكل كيانها مع غيرك...
ذهل من ردها ورفع حاجبه وقال: بقى كدة؟!

- أنا قولتلك بدل المرة ألف إنك مجرد صديق مش أكتر، كان ردك أنا راضي بده، يعني أنت اللي ظلمت نفسك مش أنا فبلاش تلومني دلوقتي
- رضيت عشان أكون جنبك بس مش معنى كده إني أسمحلك إنك ترجعيله هو أنتي بجد فكرتي إن خطوبتنا اللي كانت هتحصل كدة وكدة، لا طبعا أنا مش هرضى ببعدك عني بعد السنين دي كلها، و دلوقتي هتيجي معايا غصب عنك...
قالها وهو يهم بمسك يدها إلا أنها نترتها منه بسرعة وقالت باستغراب من طريقته معها.

- اجي معاك فين، أنا مرات ياسين سامر اللداغ
- جوازكم ده باطل لأنه تم تحت التهديد، ما إن ختم كلامه حتى أتاه ردها الناري الذي جعلته به يفقد صوابه
- بس من جوايا كنت موافقة، وبعدين جوازنا
تم فعليا
عمر بعدم استيعاب أو دعنا نقول يرفض الفهم
- تم إيه،؟!، تم ااااايه.

- يعني أنا دلوقتي مراته شرعا وقانونا، ما إن نطقت كلماتها هذه حتى شهقت بصدمة عندما شعرت بكف حديدي نزل على خدها بكل قوته جعل أنفها ينزل دما مع جرح بسيط بطرف فمها، كف من قوته كادت بها أن تطمس بهم عينيها وقبل أن تفهم ما حدث لها أو تحاسبه على فعلته هذه
اقترب منهم أحد العساكر وطلب منها بعملية أن تتفضل معهم لأخذ أقوالها بالمركز...

أومأت للشرطي وهي تلتفت له وما إن كادت أن تتقدم معه إلا أن عمر مسكها من عكسها وهو يقول للآخر
- أنا هجبها معايا
سحبت ذراعها منه بعنف دون أن تنظر له ثم أكملت طريقها مع الآخر نحو سياراتهم وهي تمسح فمها وتحاول أن تتجاهل ألم الصفعة التي جعلت طنين بأذنها يرن.
وما إن صعدت خلف السائق بعدما فتح لها الباب حتى نظرت للذي يجلس بجاورها لتقول بهمس
- ممكن تلفون عشان أكلم أهلي.

- لما نوصل، ما إن رد عليها العسكري الآخر بعنجهية حتى قالت بتوسل
- أرجوك
نظر لها وهو يقطب جبينه بغضب يريد أن يصرخ بها إلا أن نظراته لانت بإعجاب ما إن رأى حسنها الفتاك لينزل بعينيه بجوع إلى عنقها وذراعيها وصدرها المكشوف بسخاء أمامه من الفستان. ليرفع حاجبه وهو يعض على شفتيه خلسة ليقترب بعدها من أذنها وهمس لها بسفالة وهو يمرر يده على ذراعها العاري
- يابخته، هو أنتي كنتي معه طول الليل بجمالك ده.

- أوعى كدة ماتلمسنيش، ما إن صرخت به وهي تدفعه عنها حتى نظر لهما السارق من المرآة والتفت نحوهم الضابط الذي كان يجلس بالمقعد الأمامي ليسألها بانزعاج: في ايه بتعلي صوتك ليه؟!
نظرت له بحدة: عايزة أكلم أهلي
- هو مش اللي عايز حاجة يطلبها بأدب بردو.

- أنا طلبت بأدب بس العسكري بتاعك هو اللي قليل الأدب، ما إن قالتها بقوة وعدم خوف وهي تنظر له بعينيها الكبيرتين بحدة أكبر من ذي قبل حتى شرد بها بإعجاب هو الآخر لينظر بعدها الى ذلك العسكري بحدة وتوعد ثم رد عليها بعدما اعتدل بجلسته ونظر أمامه
- لما نوصل أبقى أعملك اللي انتي عايزاه، ولغاية الوقت ده مش عايز اسمع صوتك. سامعة لأن ردي مش هيعجبك.

كان هذا آخر كلام دار بينهم ليعم الصمت طول الطريق بعدما استدارت برأسها نحو النافذة وهي تعقد ساعديها أمام صدرها وهي تغلي غضبا من وقاحتهم هذه معها ومن خوفها ورعبها على ماسيحدث. يجب أن تبلغهم بأسرع وقت، يجب.
قبل هذه الأحداث في شقة سعد الجندي.

خرج سعد من غرفته بالصباح الباكر ليذهب الى الحمام إلا أنه ما إن مر بالصالة حتى وقع بصره على ابن أخته يحيى الذي كان يغط بنوم عميق وهو مستلقي على الأريكة ليقترب منه بحب أبوي وأخذ يوقظه وهو يقول
- يحيى، اصحى يا حبيبي
امتعض وجهه وقال بنعاس: غلاتي سبيني أنام شوية
- اصحى أنا خالك، ما إن قالها وهو يربت على كتفه حتى أكمل بمشاكسة وهو يمس على رأسه بحنان أب
- قد كدة بتحبها يا ولااا.

فتح عينيه وشعر بالإحراج منه ليعتدل بجلسته بكسل وهو يقول: مين دي؟!
جلس سعد الى جانبه وقال بغمزة: غلاتك
ضحك يحيى على خاله وأخذ يمشط شعره المبعثر بأنامله وقال بتنهيدة حب: بيني وبينك ياخالي بموت فيها، هي الوحيدة اللي عرفت تجبني الأرض كدة
ربت على فخذه وقال: شكلها بنت حلال...
والله وعرفت تختار ربنا يبارك لك فيها.

- اللهم آمين، قالها وهو ينظر لباب الحمام الذي انفتح لتخرج من خلاله غلاته التي كانت تنزل أكمام جلبيتها لتنزل رأسها بخجل ما إن رأت سعد ينهض ويأتي نحوها ليقول بابتسامة بشوشة
- غالية بنتي
- لاء اسمها غلا، ما إن قالها حتى قطب سعد حاجبيه باستغراب ليعاود النظر لتلك التي تنظر لزوجها بتمعن ليسألها
- انتي اسمك غلا ولا غالية.

- اسمي غلا، قالتها وهي تضحك على نفسها بداخلها فهو لم يغير اسمها فقط بل غيرها كليا وجعل عنادها الصلب يلين معه هو فقط
رفعت رأسها لسعد الذي طلب منها ذلك ليكمل بعدها
- شوفي أنتي من النهاردة بنتي حالك حال ميرال وسيلين، ولو يحيى زعلك تعاليلي هتلاقيني سندك وبيتي ده بيتك أنتي و الوقت اللي تحتاجيه تدخلي
من غير استئذان.

- ربنا يخليك لينا يا خالو، قالتها بإحراج كبير ليستدير سعد لصوت بلال الذي خرج مع جدته من غرفتهم وهو يقول بابتسامة: صباح الخير ياجدو
- تعالى ياشقي أنت، قالها وهو يفتح له ذراعيه ليأتيه الآخر سريعا ليحمله وهو يكمل، صباحك نور يا حبيب جدو، تعالى نغسل أسناننا ونصلي الضحى مع بعض، هااا إيه رأيك
- موافق طبعا...

التمعت عيون يحيى بسعادة لا توصف وهو يبتسم لجمعتهم هذه لتقترب منه غالية وهي الأخرى تبتسم له بحب ليحتضنها بقوة دون سابق إنذار وهو يدفن نفسه داخل أحضانها كالطفل لتنسحب أم غالية بهدوء لتذهب الى المطبخ لداليا وهي تدفع كرسيها المتحرك لتستقبلها داليا بوجه بشوش نوعا ما تحاول به ان تخفي حزنها الشديد لغياب ابنتها العزيزة عنها.

أما في غرفة سيلين التي أخذت تتحرك وهي تمط ذراعيها بكسل لتفتح عينيها بنعاس وتغمضها مرة أخرى لتمرمغ وجهها بعنق زوجها بخمول بعدما وجدته يحتجزها بتملك داخل ذراعيه بقوة ولكن بفعلتها هذه جعلته يضمها له أكتر و أكثر ويطلب المزيد منها وهو يبادلها المداعبة والمشاكسة لتتخدر أطرافها من أفعاله لها إلا أنها فتحت عينيها ودفعته عنها عندما تمادى معها.

ليضحك عليها باستمتاع ما إن رأى إحمرار وجنتيها ليقول بوقاحة: هو أنتي لسه بتتكسفي مني يابطتي ده أنتي مخلفة مني توأم
ضربته بقبضتها وهي تقول: شاهين!
مسك يدها وسحبها له وقبل باطنها وقال
- ياروحه أنتي
سيلين بدلال: بطل بقى
- هو في حد يشوف الحلويات دي ويعرف يبطل...
ماتجيبي حته، قالها وهو يقترب منها بهدف تقبيلها إلا أنه انتفض وابتعد بسرعة عندما جاءهم صوت سيلا وهي تشهق وتقول.

- عيببببب يابابي، تبوس حد مش أنت قولتلي كدة لما بلال باسني
- بلال اااايه بس؟ دي مراتي وبعدين أنتي ايه اللي صحاكي بدري كدة
سيلا بصوت عالي باندهاش: اااايه ده
شاهين بتراقب: في إيه يابت
نزلت من السرير وقالت بترقب طفولي: يعني هو أنا لما أبقى مرات بلال عادي وقتها يبوسني هو كمان
فتح شاهين عينيه بصدمة مضحكة
- تتجوزي ميييييين!

أبتسمت سيلين بخفة ما إن وجدت ابنتها الشقية تقول ببراءة: بلال، هو اللي قالي كدة يا بابي، قالي لما نكبر هتجوزك...
شاهين بترقب مضحك أكثر من سابقه وهو ينهض من شبه استلقائه و أخذ ينظر لها بترقب وهو يسألها
- وأنتي قولتيله ايه يا آخرة صبري
نظرت سيلا ليديها وأخذت تلعب بأصابعها الصغيرة وهي تقول: أبدا يا بابي أنا بس سكت و تكسفت فهو قال علامة السكوت يعني الرضا.

- اااااااايه اتكسفتي، تعالي هنا يابت أنتي، ما إن قالها وهو يهم بالنهوض حتى فرت سيلا لخارج الغرفة بسرعة كالفأرة وهي تنادي على جدها...
لتنفجر سيلين بالضحك من كل قلبها عليهم وهي تتكئ عليه لينظر لها بغيظ ليغمغم بكلام خارجي وهو يسب بكل لغات العالم، لتضع يدها على فمه بسرعة ما إن وجدت سعد يستيقظ على أصواتهم وهو يدعك عينيه ويقول
- صباح الخير.

ردت عليه سيلين: صباح النور يا حبيبي، ياله قوم يا حبيبي غسل وشك وسنانك عشان نفطر...
- ماشي، قالها وهو يبعد عنه الغطاء وما إن خرج حتى التفتت لشاهين الذي سحبها له وهو يقول
- شوفي الواد هادي وراسي ازاي مش زي التانية اللي هتجيب أجلي...
عضت شفتها وأخذت تداعب لحيته ثم قالت
- بتغير عليها
ذبلت عيونه عليها وهو يقول: اووووي...
أبعدت يدها عنه وقالت: وأنااا،!

حاوطها بتملك وهو يقول: بغير عليكم كلكم، أنتم بتوعي أنا وبس، ساااامعة أنا وبس، ختم كلامه وهو يقبل مابين عينيها
لتريح بعدها رأسها بهدوء على منكبيه وكأنها تبحث عن الأمان
- مش هتحني عليا بقى، ما إن قالها شاهين وهو يميل برأسه عليها إلا أنه ابتسم بعشق ممزوج بسعادة عندما وجدها تدفن نفسها به أكثر.

وضع أنامله على ذقنها وأخذ يتحسس نعومة بشرتها لتذوب كالزبدة معه ما إن رفع وجهها له ليقبلها إلا أنها أبعدته عنها والتفتت نحو هاتفها عندما صدح رنينه
سحبته وأخذت تنظر للشاشة باستغراب ف المتصل رقم غريب ليقول شاهين بستفسار: مين ده
- معرفش، قالتها وهي تفتح الخط وتضعه على أذنها لتأتيها ضربة منه على رأسها وأخذ ينظر لها بغضب وهو يقول: أنتي ازاي بتردي ع رقم غريب.

كادت أن ترد عليه إلا أنها استبشرت معالمها وهي تقول بتفاجؤ: ميرال!
قبل هذه الأحداث بنصف ساعة توقفت سيارة الشرطة أمام المركز لتنزل ميرال معهم وتوجهت نحو المدخل لتحتضن نفسها ببرد وترقب فهي عندما دخلت لفتت نظر الجميع لها بلبسها المكشوف وشكلها المغري
دخلت الى المكتب خلف الضابط الذي كان معها بنفس السيارة ليلتفت لها بستغراب
- مين قالك أدخلي، اتفضلي لما أعوز آخد أقوالك هبقى أخلي العسكري يناديلك.

- لاء طبعا أتفضل فين، أنت شايف البرد عامل ازاي
انت عايزني أقف وسطهم لوحدي وأنا بالشكل ده
- اومال عايزة ايه
- عايزة أشوف ياسين هو فين...
- ياسين اللداغ رجل الأعمال المعروف، أخذوه ع التخشيبة لغاية ما ينفتح التحقيق بموضوع خطفك
- تحقيق إيه وخطف إيه، أنا رحت معه بمزاجي
- وفري أقوالك دي لوقت مايتفتح التحقيق
- طب عايز أكلم أهلي وأقعد هنا لغاية ما ييجو.

- أنا عارف إني مش هخلص النهاردة، قالها بضجر مع نفسه بصوت خفيض ثم أشار لها ع الهاتف وقال لها، اتفضلي هي مكالمة وحدة بس
اقتربت بسرعة وأخذت تتصل بأختها بسرعة وما إن فتح الخط حتى نادت على أختها: سيلين
- ميرال! أنتي فين يا قلبي، انتي كويسة
نظرت للضابط بترقب ثم قالت بخفوت: اسمعيني كويس مش وقت الكلام ده، شاهين فين.

- أنتي عايزة شاهين ليه، قالتها وهي تنظر لزوجها الذي قطب جبينه بترقب وما إن كادت أن تكمل كلامها إلا أنه سحب الهاتف منها وقال بجدية
- أيوة ياميرال في إيه؟ ياسين حصله حاجة؟
نطقت بلهفة وكأنها وجدت منجدها ما إن سمعت صوته: شاهين احنا بالقسم
شاهين بتركيز كامل وانتباه
- قسم إيه، وياسين فين
ميرال بصوت مخنوق
- ياسين بالتخشيبة وأنا لوحدي مع الضابط
- أديني الضابط، ما إن قالها حتى أخفضت صوتها أكثر وقالت.

- ماشي بس ماتقولش لبابا حاجة هو عيان كفاية اللي حصله امبارح
- تمام، هو ده اللي هيحصل أساسا
مدت يدها للضابط وقالت: عايز يكلمك
نظر لها الآخر بانزعاج واضح وهو يأخذه منها
ليتكلم قليلا مع شاهين وما إن عرف بنفسه حتى أعطاه اسم المركزعلى الطرف الآخر أنهى شاهين الاتصال ونهض عن السرير وأخذ يرتدي ثيابه لتذهب نحوه سيلين وهي تقول بخوف: أختي فيها هاا، ياسين عمل فيها إيه، هما ليه بالقسم، أنطق!

- اللي فهمته إن عمر الكلب له يد بالموضوع، أكيد مبلغ عليهم
سيلين باستغراب: طب عرفوا مكانهم ازاي
- معرفش أهو ده اللي مش عاملين حسابه. شوفي، قالها وهو يحتضن وجهها ثم أكمل
باباكي مش عايزه يعرف إني خارج دلوقتي هاخد يحيى بحجة الشغل، مش عايزهم يحسو بحاجة لحد ما أفهم ايه الحكاية
- تمام، بس ابقى طمني
- حاضر يا قلبي، قالها وهو يقبل جبينها بعمق ثم نزل بسرعة وقطف من ثغرها قبلة سريعة.

ابتسمت بشقاوة مع نفسها ولحقت به بعدما هندمت ثيابها ما إن تركها وخرج...
خرجت من غرفتها وجدته يذهب نحو يحيى وغمغم له بكلمات مقتضبة ومختصرة لينهض الآخر بهمة واستأذنوا من سعد الذي كان ينظر لهم بريبة وما إن خرجوا حتى التفت نحو ابنته وقال بستفسار
- في إيه؟، هما راحو فين؟
رفعت سيلين منكبيها وقالت: معرفش جاله تلفون شغل، ده اللي أعرفه.

- قلبي مش مطمن ليهم، أكيد فيه حاجة، ما إن قالها بشك وهو يرمقها بنظرات متفحصة حتى التفتت بسرعة نحو والدتها التي خرجت تضع الأطباق على الطاولة مع غالية لتناول الفطور لتذهب بسرعة لمساعدتهم هي أيضا لتتخلص من محاصرة والدها لها...
بعد مرور ما يقارب النصف ساعة في مركز الشرطة.

كانت ميرال تجلس بمكتب الضابط و إلى جانبها عمر الذي رفض أن يتركها بمفردها بحجة أنه خطيبها لتجد الباب ينفتح ليليه دخول العسكري ليعطي للضابط بطاقة تعريف بعدما أدى التحية ليومأ له برأسه وهو يقول
- خليه يتفضل
وبالفعل ما هي سوا ثواني ودخل شاهين اللداغ بهيبته المعتادة وخلفه يحيى اللداغ بغروره وغطرسته لينهض لهم الضابط وصافحه
لينزع يحيى سترته على الفور و وضعها على ميرال ليغطيها ما إن رآها بلبسها هذا...

فعلته هذه جعلت ميرال ترفع نظرها له لتلمع الدموع بعينيها وهي تقول باختناق
- ياسين ضربوه ومعرفش حاجة عنه
احتضنها يحيى باحتواء ونظر لشاهين الذي كز على أسنانه بغل وهو يلتفت لعمر الذي ما إن رمقه بحدة حتى شحب وجهه بسرعة ولكن سرعان ما ابتسم بخبث وجلس على الكرسي وقال
- ممكن أعرف إيه تهمة أخويا عشان تقطعوا عليه صباحيته هو وعروسته
الضابط بعملية- في شكوى رسمية ضده
- شكوة ايه دي.

- شكوة من الدكتور عمر وهو بأن ياسين اللداغ خطف
خطيبته قصاد الكل منه وتعدى عليه بالضرب
- في دليل على كدة، وبعدين خطف ايه؟ هو مش لازم يمر على اختفائها 24 ساعة بالأول بعدها يتم التحرك هو مش ده القانون، والا عشان الدكتور عمر ليه جماعته هنا وخلت الأمور تمشي بالسرعة دي
- 24 ساعة لو اختفت، بس دي اتخطفت قصاد الكل
بعد ما كتب عليها بتهديد السلاح
ميرال بتدخل: لاء أنا رحت معه بمزاجي.

- أنتي بتقولي ايه، ده كان يوم خطوبتنا، ما إن صرخ بها عمر حتى سحبه يحيى من طرف قميصه بإهانة جعلته يبتلع كلامه الآخر
- شفت يا باشا عايز يضربني ازاي
- يحيى،! قالها شاهين بتحذير ليبعد يحيى يده عنه و أخذ يربت على صدره وهو يقول بابتسامة مصطنعة...
- مالك في ايه، ده أنا حبيت بس أعدلك هدومك
شاهين باستكمال الحديث: العروسة بنفسها قالت أنها راحت معه بمزاجها يبقى الحكاية كلها مالهاش لازمة.

- ده اللي احنا هنعرفه بالتحقيق، قالها وهو يرن الجرس للعسكري الذي سرعان ما دخل و أدى التحية
ليقول له بتنهيدة ضجر: هات ياسين اللداغ
أومأ له الآخر وخرج لتنفيذ الأمر وبالفعل ماهي سوا دقايق ودخل عليهم ياسين وهو ملطخ الدماء من ناحية العنق والقليل من الصدر بسبب ضربهم له.

وقف أمامهم وهو يغلي حرفيا لالا بل كان كالثور الهائج ولكن ما جعل نيرانه هذه تخمد قليلا هو عندما وجد معشوقته الغالية تبتعد عن يحيى وتأتي نحوه لترمي نفسها بأحضانه وهي تبكي
ليحاوطها بلهفة عاشق و أخذ يقبل رأسها وهو يرمق عمر بتوعد أسود، لاااا بل كان يتوعد له بالهلاك رسميا، ولكن الآن دعه أولا يطمئن على حب حياته
أبعدها عنه قليلا وهو يبتسم لها بخفه ويقول
- ما تخافيش عليا يا قلبي أنا كويسسسسس.

قطع كلامه ما إن رأى وجنتها متورمة قليلا
صمت قليلا ثم انحنى نحوها وهمس وهو يتحسس مكان صفعة الآخر لها
- مين اللي ضربك
- عمر، ما إن نطقتها بصوت يغلبه البكاء حتى كاد أن يتخطاها إلا أنها احتبسته ومنعته من الحراك ما إن احتضنته وهي تقول بنفس نبرة صوته الخافتة
- عشاااااان خاطر مرمر حبيبتك، بلاش تعقد الأمور
أكتر ماهي متعقدة، خلينا نطلع من هنا الأول.

- طيب، قالها بابتسامة واسعة وهو يبعدها عنه ويعطيها ليحيى الذي سحبها نحوه ليذهب ياسين وجلس أمام الضابط ليبدأ الاستجواب الذي دام أكثر من ساعتين
وبمهارة شاهين استطاع إخلاء سبيل أخيه بضمان محل اقامته لعدم وجود أي دليل على خطف ياسين لميرال وخاصة عندما أدلت بإفادتها رسميا و نفت تهمة الخطف عنه وقالت بأنها ذهبت معه بمحض إرادتها
وهنا صرخ عمر بعدم فهم: أزاي مافيش دليل ده كان كل الحضور شاهدين على اللي حصل.

شاهين باستفزاز وجبروت لا ينتهي لأولاد اللداغ
- مافيش حد نطق بحرف من اللي بتقوله ده بالعكس كلهم قالوا انها لما شافت جوزها السابق غيرت رأيها ورجعتله بإرادتها وبعدين دي خطوبتكم تمت بعد الطلاق بأسبوع بس يعني هي لسه بالعدة، يعني الغلط منه هو
عمر باعتراض: عدة ايه!، دي بقالها مطلقة أكتر من خمس سنين
- اثبت،! همس بها يحيى له مما جعله يجن حرفيا وهو ينظر لهم ثم استأذن من الضابط وخرج. بعدما قال لياسين بهمس.

- مش هسيبك تتهنى فيها
وهنا نهض شاهين وهو يغلق أزرار سترته الرسمية وقال: نستأذن احنا
- اتفضلوا
خرجوا من مكتب التحقيقات ليقول ياسين بغل
- عمر ده عايز يبقى بالمخازن خلال ساعة بالكتير
ضحك يحيى بمشاكسة ليبتسم شاهين بهدوء ليقول الآخر: هتلاقيه زمانه متلقح بالمخازن هو الهجين هيخليها تفوت كده بردو
شهقت ميرال بفزع وقالت: هتعمل فيه إيه...
ياسين باستفسار: مالك خايفة كدة ليه ياقلبي.

- رد عليا هتعمل في إيه، ما إن قالتها بإصرار أكتر
رد عليها ياسين بغيرة: اوعي تقولي كل الخوف ده عليه
ميرال بتأكيد: طبعا، لأني عارفة اللي يقع بإيدكم بيحصله إيه
مسك فكها بحرقة قلب وقال بعصبية وصوت عالي نسبيا: ضربك، وكان عايز ياخدك مني، وعايزاني أسكت ازاي.

- ياسين بالراحة احنا لساتنا بالقسم، ما إن قالها يحيى حتى تنهد الآخر واحتضنها تحت جناحه وخرج بها من المركز بسرعة ليتخلص من نظرات الجميع لها ليتبعهم البقية
ليقول يحيى لشاهين: تفتكر إن ياسين هيعمل ب عمر إيه؟
شاهين بتخمين بسيط
- اقل حاجة يعمل من فخاده شاورمة...
رفع حاجبه وقال: والله يستاهل يدعي ربه تيجي على كدة بس، ده لو كان عايز يحفر قبره بإيده ماكنش عمل كدة.

- هو غلط لما لعب مع ياسين، ما إن قالها شاهين حتى أكد على ذلك
- غلط جدااااا، شكلنا هنشوف حاجة عنب من الآخر
- والله هو اللي جابه لنفسه يشرب بقى
قالها شاهين وهو يصعد سيارته ليلتفت الآخر وصعد الى جانبه وقبل أن ينطلق نحو المخازن حتى نظر لياسين الذي كان يجلس بالخلف مع زوجته ليغمز له بمغزى ليرد الآخر له الغمزة بنفس المغزى، ليومأ له وانطلق بسرعة نحو اااااااء.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة