قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الحادي والخمسون والأخير

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الحادي والخمسون والأخير

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الحادي والخمسون والأخير

توقفت سيارة الهجين أمام المخازن الصحراوية الموجودة لشركاتهم على طريق أسكندرية
وما إن نزلوا منها حتى أمسكت ميرال يد زوجها عندما وجدته يهم أيضا بالنزول معهم لتنظر حولها بخوف وهي تقول بترقب
- سايبني ورايح على فين...
- أجيب حق خدك الحلو ده، قالها وهو يتحسس وجنتها لتحرك رأسها بنفي سريع وهي تقول.

- لأ مش عايزة، بالله عليك يا ياسين بلاش تئذيه ولا تكسره حتى أنا عارفة إيدك تقيله قد ايه، عشان خاطري، لو بتحبني صحيح سيبه
ليرد عليها برفعة حاجب و عدم رضا لما سمع منها
- ما أنا هسيبه حاضر وهعمل اللي أنتي عايزاه، بس قبلها أنا عايز حق مراتي منه يا مرمر وهجيبه...
ميرال وهي تتمسك بذراعه: طب خدني معاك...

- تؤ، قالها باستفزاز وهو يغمزها ثم أبعد يدها عنه ونزل ليغلق عليها الأبواب الكترونيا ثم التفت ودخل الى المخزن خلف البقية غير آبه لندائها عليه وضرباتها على النافذة
زادت ابتسامة ياسين مكرا وخبثا عندما وجد غريمه ملقى على الأرض ليبدأ برفع أكمام قميصه الى المرفق وما إن وصله وقبل أن ينطق بحرف انحنى نحوه بخفة وقبض على مقدمة ثيابه ليجبره على الأستقامة بشراسة.

ليعالجه بكف رجولي ما إن استقام أمامه بالفعل مما جعله يرتد مرة أخرى الى وضعه السابق ويفترش الأرض وهو يتأوه بخفوت ليعاود بسحبه للمرة الثانية وكرر نفس الشئ وقام بصفعه ولكن هذه المرة بشكل أكبر وقبل أن يسقط وضع يده خلف عنقه وأنزله بقوة للأسفل ليرفع ركبته للأعلى بنفس الوقت لتنصدم بأنفه بحركة عنيفة.

جعلت يحيى يطلع صفير إعجاب وهو يكرمش وجهه بوجع بشكل لا إرادي وهو يقول لشاهين الذي كان يقف إلى جانبه يكتف ساعديه أمام صدره و يتابع ما يحصل بهدوء
- إيه رأيك ياهجين؟!
- رأيي إن ياسين بيهزر، ما إن قالها حتى ذهل الآخر منه وقال
- كل ده وبيهزر، ده بيلاعبه وكأنه كيس ملاكمة، ااااخ شفت الحركة دي، ده بيضرب
ولا يبالي
أومأ له شاهين برأسه ثم قال بنبرة ذات مغزى
- ومن امتى ياسين بيضرب كدة،؟

أغلق يحيى عينيه قليلا بتركيز: تصدق صح، ياسين مع كل ضربة لازم يكون في كسر قصادها، بس دلوقتي ماسمعناش ولا صوت عظمة للتاني، ده معناه إنه بيلاعبه فعلا...

- مش قولتلك، قالها وهو يفرد ذراعيه ليضع كفيه بجيب بنطاله ما إن وجد ياسين يلفظ الآخر من بين يديه بعدما طبق عليه كل الحركات الرياضية التي يعرفها والتي لا يعرفها وجعله بالكاد يتنفس ليقول لحودة الذي كان يقف يراقب بصمت بأن يجعله يمضي على بعض الأوراق ليضمن عدم إزعاجه لهم مرة أخرى، اوراق كفيلة أن تجعله هو وعائلته كلها بخبر كان...

وعندما انتهى من ما يريد منه حتى تركهم وخرج لتلك التي كانت كاللبوة المحبوسة داخل السيارة تريد أن تتحرر لتفتك به وهذا ما حصل بالفعل عندما فتح الباب لها حتى وجدها تريد النزول إلا أنه دفعها بخفة للخلف وصعد الى جوارها لتنهال عليه بالضرب بقبضتها وهي تقول بغضب ممزوج بنزعاج
- عملت في إيه أكيد موته صح أاااكيد.

وما كان رد فعل ياسين عليها سوا أنه حبسها وقيد حركتها ما إن حاوطها بذراعيه بقوة وجعلها تلتصق بصدره وهو يقول باستفزاز
- هششششش اهدي. أموته ده إيه ليه شايفاني مجرم
حركت رأسها لتبعد عن نظرها خصلاتها المتمردة التي غطت وجهها لتقول بعدها: شايفاك أسوأ بكتير
تمعن بجمالها قليلا ثم داعب أرنبة أنفها بخاصته وهو يقول: وطالما أنا كدة بتحبيني ليه.

أبعدت ميرال نفسها عنه قليلا بزعل وقالت- مش بإيدي، لو كنت أعرف إنك كدة ماكنتش حبيتك
- وأديكي عرفتي، حبيني بعيوبي قبل مميزاتي بقى...
ما إن قالها بجبروت وغرور حتى نظرت له من طرف عينيها وهي تقول
- ليه هو أنت عندك مميزات
ياسين بابتسامة عاشق- طبعااا أنتي، يانصي الأبيض
ميرال بقلق جاد: مش وقت الكلام ده قولي عملت ب عمر ايه
ياسين بتذمر وغيرة
- يوووووووه، ماتجيبيش سيرته.

- حاضر بس طمني عليه الأول، ما إن قالتها بجدية حتى قبض على عضدها بنفعال وقال
- أطمنك عليه ده إيه، ماتتعدلي ياميرال هو أنتي مش بتسمعي بتقولي ايه، قال طمني عنه قال بلاش تخليني أنزل أدفنه بإيدي دلوقتي
- يعني هو لسه عايش
- يهمك أوي كدة، ما إن قالها وكادت أن ترد بتأكيد إلا أنها لاحظت نيران الغيرة تندلع من مقلتيه بشدة أكبر وكأنه يكبت غضبه ليسمع ردها فقط لينهي حياة الآخر دون رفة عين.

لتتوتر قليلا من نظراته الحارقة لها وهي تقول
- مش بيهمني أكيد بس أنا باحس بتأنيب الضمير مش أكتر
ياسين بنزعاج: لا اطمني وريحي ضميرك، هو تمام مافيهوش كسر وده عشان خاطرك عندي بس ولا أنا عمري عملتها مع حد...
- طب هو فين دلوقتي، ما إن نطقت بكلماتها هذا حتى صرخ بها بغيظ ممزوج بغيرة قاتلة
- ما خلصنا بقى يامرمر بلاش تخلي عفاريت الجن والإنس تتنطط قصادي وأطلعلك جناني اللي على حق وأنتي مش قده.

- لالا خلاص، ما إن قالتها بخوف حتى ابتسم بتلقائية عليها ليسحبها لصدره مرة أخرى وأخذ يعتصرها بقوة إلا أن قربه منها لم يدوم طويلا عندما وجد أبواب السيارة الأمامية تنفتح ليصعد كل من شاهين ويحيى الذي قال له بعدما استدار له بجذعه العلوي
- و دلوقتي هنصلح اللي هببته امبارح عشان نخلص بقى من الدوشة دي
ياسين بترقب: ازاي؟!
- سعد الجندي، قالها شاهين وهو ينظر له من خلال المرآة ليفتح ياسين عينيه وهو يقول.

- بتهزر صح، أوعى تقول أنه اللي في بالي
- هو اللي في بالك، هنروح نستسمح الراجل...
ده حقه علينا والا ايه، قال الأخيرة وهو يغمزه ويؤشر للتي بجانبه ما إن وجده سيرفض
تنهد ياسين ثم التفت لميرال التي كانت تنظر له بعمق وكأنها تريد قراءته ليهمس لها
- أنتي شايفة إيه.

ردت عليه بنفس همسه وهي تبادله النظرات بترجي: شايفة إن ده الصح، أنا عايزة أعيش معاك براحة بال، أنا تعبت من المشاكل، عايزة أرتاح ومش هرتاح إلا لما بابايا يرضى عن جوازنا بطيب خاطر
- يعني!
قاطعته بإصرار: يعني بلاش مكابرة واسمع منهم
أبعد نظره عنها و زفر أنفاسه بقوة ثم قال لأخيه: ماااااشي، أتفضل
- ومالك بتتنك عليا كدة ليه، ما إن قالها شاهين برفعة حاجب وعدم رضا حتى رد عليه باختناق.

- وحياة عيالك ياشيخ سبني في حالي كفاية أوي الحفلة اللي هتتعمل عليا لما نوصل
أبتسم شاهين بتشفي وقال: تستاهل آدي آخرة تهورك أنت انعديت من يحيى ولا إيه
اعتدل يحيى بمكانه باستغراب
- إيه ده إيه ده، ماله يحيى...
شاهين وهو ينظر للطريق
- مالوش بس متهور حبتين
ليكمل عنه ياسين وهو يشدد من احتضانه لعشقه
- قول تلاته أربعة عشرة، مين يصدق إن ده أخو القمر الهادي والراسي اللي قاعد جنبي.

- طب كويس فاكر إني أخوها. ما إن قالها بغيرة أخ وهو يلتفت لهم حتى انفجروا بالضحك عليه ف الآخر يكاد أن يتميز غيظا منه فهو حقا يغار على أخته
مرت عليهم عشر دقايق من الضحك والمشاكسة ولكن سرعان ما صمتوا عندما توقفت عجلات السيارة أمام مدخل العمارة السكنية.

وما إن نزل شاهين ويليه الآخر حتى ضغطت ميرال على ذراعه التي كانت تحتضنها بيدها لتجعله ينظر لها لتذبل أهدابها له بتوسل بأن لا يرفض النزول فهو كان ينوي تأجيل الأمر وعلى مايبدو بأنها قرأت أفكاره
وهذا ما جعل ياسين لوى فمه بضجر وأخذ يغمغم بخفوت: ده أبوكي غتت
- ياسين احترم نفسك كله إلا بابا، قالتها وهي تضربه بقبضتها على كتفه ليضحك عليها وهو يقول بذهول
- ودانك دول ولا ودان فيل، أنتي سمعتيني ازاي.

تجاهلت كلامه وقالت بتحفيز: يالا ننزل
- اممممممم، همهم بها بتفكير وعدم اقتناع لتحركه بضجر وهي تقول
- هااااا
- عشان خاطرك، أنزل ياقمر، ما إن قالها وهو يلتفت بوجهه لها حتى قبل جبينها بحب عندما وجدها تبتسم له بسعادة
انتفضوا معا ما إن طرق يحيى على النافذه بقوة وهو يقول بغيظ: ماتخلصونا بقى
- في حاجة،؟ قالها ياسين وهو يفتح الباب وينزل ليسحب ميرال تحت جناحه عندما نزلت هي الأخرى ليرد عليه يحيى بغيظ أكبر.

- مافيش حاجة اتفضل
غمزه ياسين بخبث ثم تركه وتوجه نحو مدخل العمارة ليلحق بالهجين أما يحيى ما إن هم هو الآخر بالدخول إلا أنه لفت نظره حوده الذي كان يسند جسده على مقدمة السيارة التي خلفهم مع الحرس، كان حرفيا شارد في اللا شيء
قطب يحيى جبينه باستغراب وفضول ثم ذهب نحوه وقال بعدما سند ساعده على كتف الآخر
- بالك مشغول بإيه،؟! أوعى تقولي الست الدكتورة هي اللي مدهوله حالتك وشغلاك بالشكل ده.

ابتسم حودة ونظر له بطرف عينيه وقال
- هو في غيرها
ابتعد يحيى قليلا عنه وقال باستغراب
- هي لسه زعلانة
سحب نفس عميق بضجر وقال: هو أنا لحقت أصالحها، ما أنا بقالي يومين محبوس هنا
- هو أنت مش قولت باباها وافق وهي وافقت
- ايوة، ما إن رد عليه بتأكيد حتى قال الآخر
- يبقى خلاص حدد معاد الفرح
حودة بصدمة: فرح إيه ده
- فرح الجيران، مالك ياحودة هيكون فرح إيه يعني. فرحك أنت
اشاح حودة بيده وهو يقول: مش لما أخطب الأول.

- خطوبة ايه لاااا احنا مش بتوع خطوبة احنا نخش ع الدخلة على طول
ضرب حوده كفيه ببعضها وهو يقول: بقوله البنت زعلانة ومش بترد عليا بقالي ساعة بحاول معاها ولا الهوا، يقولي فرح
وضع يده على كتفه وقال بخبث: اسمع مني بس، سيبك منها وكلم باباها واتفق إنك تعمل الفرح نهاية الأسبوع ده
حودة بتفكير: وهو هيرضى
- مش عايزين حاجة منه، الفرح علينا والشقة جاهز
وبكدة هتبقى ليك يا معلم
- لالالا ماينفعش أخذها كدة.

- شكلك مش عايزها عشان كدة بتتلكك
- لا طبعا عايزها بس بمزاجها
- مزاج إيه يا أبو مزاج أنت كدة عمرك ما هطولها ياض، البنات دول مش بيجوش غير بالأمر الواقع هو احنا لو نستناهم هنخلل جنبهم وهما لسه بيفكروا...
كلم باباها دلوقتي واتفق معه وماتشيلش هم الفرح ده عليا هدية مني ليك
- بس كدة هتزعل أكتر
- ابقى صالحها ولا أنت متعرفش تصالح، قالها وهو يغمزه بمشاكسة ليضحك حودة عليه مما جعل الآخر يكمل كلامه بتأكيد...

أيوه كدة اضحك وخدها من فك الأسد ولا أنت ناوي تستنى خمس سنين تانيين بلاش تخيب خيبتنا
حودة بفزع: لا خمس سنين إيه أنا جبت آخري، تصدق أنت صح، أنا هتجوزها نهاية الأسبوع ده ويا أنا يا هي
- أيوة كدة ياوحش، وربنا يقدرنا على فعل الخير
قالها وأخذ يضحك وهو يصعد خلف البقية بعدما وجد الآخر أخرج هاتفه لينفذ فكرته.

في الأعلى رن جرس الباب أكثر من مرة لتتوجه نحو الباب داليا وهي تمسح يدها المبللة بالمنشفه وما إن فتحته حتى صرخت بفرحة عندما وجدت ابنتها أمامها التي سرعان ما رمت نفسها بأحضانها بلهفة لتقبلها داليا بحب كبير ثم أبعدتها عنها وأخذت تنظر لها وهي لا تصدق بأن ميرال أمامها الآن
- حبيبتي طمنيني عنك أنتي كويسة.

- أيوة كويسة يا قلبي أنتي، ما إن قالتها حتى ابتعدت عنها وركضت لوالدها الذي خرج للتو من غرفته على أصواتهم ليستقبلها بذراعين مفتوحتين ثم حاوطها بقوة و حنان يكفي العالم بأسره ليقبل رأسها عدة مرات ثم أبعدها عنه قليلا ليلفت نظره ثيابها فقد كانت ترتدي فستان الخطوبة وعليه سترة رجالية الخاصة بيحيى ليلتفت لسيلين وهو يقول لها
- خدي أختك خليها تغير هدومها وترتاح.

أومأت له سيلين بصمت وتحركت نحو أختها التي احتضنتها هي الأخرى ثم أخذتها معها للداخل ليقول ياسين بتدخل وهو مذهول
- ترتاح ده إيه احنا هنمشي
تجاهلت سيلين كلامه ودخلت مع أختها الغرفة لتلحق بهم داليا بسرعة وأغلقت الباب عليهم
وهنا ابتسم سعد قليلا وهو ينظر للأرض ثم رفع نظره له وتقدم نحوهم وهو يقول
- لو عايز تمشي، امشي لوحدك
ياسين بذهول: أمشي لوحدي إيه! وميرال،؟

- مالكش حاجة عندي، ما إن قالها سعد وهو يجلس على الأريكة و واضعا ساقا على الأخرى حتى انفجر ياسين بوجهه وهو يقول بنفعال
- ماليش ايه دي مراتي
سعد بحدة نوعا ما: ودي بنتي، وأنت سرقتها مني
كاد أن يصرخ إلا أنه صمت وتريث قليلا وقال بعدما رمقه شاهين بنظرة ذات مغزى: بص أنا عارف إن الطريقة كانت غلط بس أنا بحبها ومقدرتش أشوفها بتروح لغيري وأسكت، وأنت عارف ميرال دماغها ناشفة قد إيه.

سعد بجمود: مهما كانت أسبابك. أنا مقدرش أسلمك بنتي كدة.
صك ياسين على أسنانه وقال من بينهم
- يعني ايه؟!
رد عليه سعد بحدة: يعني عايز أشوف بناتي بالفستان الابيض زيي، زي اي أب، خدها صح مني ولو لمرة واحدة زي أي راجل، ولاااا أنتم ماتعرفوش تعملوا كدة.

عم الهدوء ع المكان بسبب كلمات سعد الحادة والتي طعنتهم بالمقتل حتى يحيى الذي دخل للتو عليهم توقف بمكانه ما إن سمع كلامه ليشرد قليلا فهو أيضا لم يرى غلاته بهذا الفستان، بالتأكيد هذا الشيء مقدس عند كل فتاة وهو حرمه عليها.

نظر ياسين لشاهين الذي كان حاله لا يقل عنه ليكمل سعد كلامه بجدية- والكلام مش بس ليك، لأ للإتنين التانيين كمان. يعني حتى غالية أنا بعتبرها بنتي ومش هديها ليحيى إلا لما يعملها فرح لأن أنا عرفت ظروف جوازه ماكنتش أحسن منكم
تدخل يحيى بفزع وهو يقول- لا بالله عليك ياخال أنا حفيت لغاية ماخلتها ترضى عني تيجي أنت دلوقتي تقلب باللي فات ليه
- في إيه هو أنت مش عايزها.

- مش عايزها ده إيه، دي حبيبتي وأم ابني، ما إن قالها حتى رد عليه سعد ببرود
- وماله ده حقك بس اعملها فرح الأول وخدها. غير كده مش هطول ظفرها
شاهين بتدخل وهو يقول: أيوة بس ماينفعش فرح بعد ما خلفنا هو احنا بأوروبا
سعد بلا مبالاة- والله دي مشكلتكم!
يحيى بتأكيد لكلام الآخر: طب خلي ياسين بس و احنا اعفينا وزي ما قال شاهين مش هينفع خالص بعد ما خلفنا
صمت سعد بتفكير قليلا ثم قال: طيب ماشي نمشيها ياسين بس...

ليقول يحيى بتفائل وسعادة: حلوووو كدة بصوا بقى الخميس اللي جاي فرح حودة إيه رأيكم نعمل معه فرح ياسين، هااا قولتوا ايه
- أنا موافق طبعا ما إن قالها ياسين حتى ربت سعد على فخذه بيده ونهض من مكانه بهمه وهو يقول
- ماشي ولغاية الوقت ده مش عايز أشوف وش واحد منكم قصادي
- نعممممممم، قالوها الثلاثة معا بصدمة
رفع سعد حاجبه وقال: في ايه مالكم، ده اللي عندي يالا اتفضلوا.

كاد ياسين أن يعترض إلا أنه توقف عندما وضع شاهين يده على كتفه وهمس له
- اخرس خالص وبلاش تبوظ الدنيا واحمد ربك أنها
جت على كدة، ده أنت خطفت بنته قصاده وكتبت عليها بالمسدس، يعني تنفذ اللي طلبه من سكات
ياسين بتذمر: أيوة بس أسبوع كتير اتحرم منها هو أنا لحقت أتهنى بيها
شاهين باختناق منه- أومال أنا ويحيى نقول ايه اتعاقبنا معاك
لوى ياسين فمه بضجر ثم قال بابتسامة مصطنعة لسعد الذي كان ينظر له بعدم رضا.

- ماشي ياعمي أنا هعملها أحلى فرح بمصر كلها وكل طلباتها مجابة، في حاجة تانية
- لاء، وزي ما قولتلك مش عايز أشوف خلقة حد فيكم ليوم الفرح، و دلوقتي اتفضلواابتسم الثلاثة له بإصفرار ثم تحركوا وخرجوا وهم على وشك الإنفجار لينزلو الدرج وهم يتأفأفون بعدما أغلق باب الشقة بوجههم دون أدنى مجاملة
ليجدوا حودة يقترب من يحيى ما إن وصلوا لبوابة العمارة الخارجية وهو يقول
- أنا كلمت باباها وقالي خلي الفرح كمان شهر.

- شهر اااايه لااااااء هو أسبوع مافيش غيره، الخميس فرحنا يعني الخميس، قالها ياسين
بضيق ثم توجه للسيارة لينظر حودة باستغراب ليحيى الذي قال له بتوضيح
- ماتستغربش أصله اتفق مع سعد الجندي أنه يعمل فرحه معاك يوم الخميس، وحكم علينا المفتري مش عايز يشوفنا ليوم الفرح
- طب أعمل إيه باباها مش موافق
ليقول شاهين بابتسامة عابثة: هنخليه يوافق
حودة بتفكير- تقدر تقنعه
شاهين بابتسامة جانبية: عيب عليك.

يحيى بحماس: حلوووو طالما الهجين هيتصرف يبقى كله تمام يالا بينا
حودة بعدم فهم: على فين؟!
شاهين يحرك عنقه ليطرقع عظام رقبته وهو يقول- نروح القاهرة ونخطبها ونحدد الفرح وش لوش الحاجات دي ماينفعش بالتلفون
- تصدق صح يا له بينا يلا
قالها يحيى بتأكيد وهو يربت على ظهر حودة ثم تركه وذهب ليتحرك هو الآخر بسرعة نحو سيارة الحرس وانطلق بها خلفهم ما إن تحرك الهجين بسيارته.

في الأعلى عند سعد ما إن طرد أولاد اللداغ و أغلق الباب بوجههم حتى التفت ليرى أمامه أم غالية بكرسيها المتحرك عند باب المطبخ وعلى ما يبدو بأنها قد سمعت كلامهم كله، ليقترب منها ببطء وما إن وصل عندها و وقف أمامها قال
- ايه رأيك باللي عملته...
أومأت برأسها: هو ده الصح...
سعد بترقب: يعني ما ادايقتيش لأني منعت يحيى من أنه ياخدكم معه.

- لا بالعكس أنا فرحانه لأنك حابب تاخد بحق غالية وتعززها زي ما أنت عايز حق بناتك وتعززهم، ودي أول مرة تحصل من يوم موت باباها الله يرحمه ماشفتش حد بيدافع ليها غيري عشان كدة تلاقيها ساعات شرانية وعدوانية
لأنها تعودت تجيب حقها بنفسها زي ما أنت شايف لا أب ولا أخ ولا حتى أمها تقدر تعملها حاجة بعجزها ده، أنا بحس إني بقيت بزيد تعبها بهمي ده.
قالت الأخيرة وهي تضرب الكرسي براحتها بخفه ليرد عليها سعد بهدوء.

- ماتقوليش كدة، يمكن تشوفي إنك عاجزة بس اللي متعرفيهوش إن غالية بتستمد طاقتها منك، أنتي الحضن اللي لما تتعب بتترمي فيه. أنتي نعمة كبيرة بحياتها، ربنا مايحرمها منك ولا يحرمك منها، عن إذنك
قال الأخيرة ما إن لاحظ غالية تنظر لهم بحزن لينسحب من بينهم بهدوء وذهب نحو غرفته
لتبتسم الأم بحزن ما إن وجدت ابنتها تأتي نحوها لتنزل وتجلس أمامها لتمسك يديها وقالت
- ليه بتقولي كدة.

- سمعتي كلامي، ما إن قالتها حتى حركت غالية رأسها بنعم وقالت بتنهيدة
- أيوة وياريتني ماسمعته...
- ليه بتقولي كدة ماهي دي الحقيقة، أنتي بتتعبي معايا أكتر من ما بتتعبي مع ابنك. وبعدين أنا بقيت بتكسف وأنا هنا، رجعيني لبيتي وعيشي أنتي مع عيلتك براحة بال
غالية بانفعال: بيت إيه اللي ترجعيله، عايزة ترجعي عند تحية وخليل من تاني، وبعدين عيلة ايه اللي عايزاني أعيش معاهم من غيرك...

ده أنتي عيلتي، حتى يحيى برغم عيوبه كلها إلا أنه بيموت فيكي وبيقولك يا أمي وبلال متعلق فيكي أكتر مني، أنتي ليه عايزة تزعلينا...
- أنا أزعلكم؟!
غالية بتأكيد وعينيها امتلأت بالدموع
- طبعا تزعلينا لما تفكري إنك تقل عليا، طبعا تزعليني أنا بالذات لما أشوفك مش مرتاحة معانا
ده معناه إني فشلت إني آخد بالي منك زي ما أنتي خدتي بالك مني طول السنين دي...

مامااااا عشان خاطري لو بتحبيني بجد بلاش تفتحي السيرة دي ويمين بعظيم لو قولتي كلامك ده تاني أنا بنفسي هرجعك لبيتك عند تحيه بس وقتها مش هترجعي لوحدك هرجع معاكي بعد ما هاطلق من يحيى وأرميله ابنه و وقتها هفضالك لأن شكلي كدة قصرت معاكي جامد وانشغلت عنك
شهقت الأم وهي تقول بعصبية: تفي من بقك يابت تطلقي ده إيه وترمي مين ده انا اللي هرميكي بمية جزمة لو عملتيها.

نظرت لها غالية بقوة وقالت: هعملها، أنا مجنونة واعملها، وأنتي أعرف الناس بجنون بنتك، ف خلينا عايشين بما يرضي الله يا أمي وبلاش تخلوني أقلب عليكم وأنتم مش قدي
- أنتي بتهدديني يابت بطني
- آااااه
- جاتك أوه، غوري من وشي، روحي شوفي ابنك
- أنا مش عايزة أروح أشوف ابني هو أصلا بيلعب مع سيلا وسعد جوا. أنا عايزة آخد حضن كبير منك.

قالت الأخيرة وأحتضنتها بقوة وهي تدفن نفسها فيها لتبتسم بسعادة كبيرة ما إن وجدت والدتها بادلتها الحضن وأخذت تملس على حجابها وهي تدعي لها بالسعادة وراحة البال
في الداخل عند داليا التي ما إن دخلت الغرفة خلف بناتها حتى سحبتها ميرال من رسغها وضمتها بحب أم وهي حتى الآن لا تصدق بأنها امامها
- طمنيني عنك يا قلب أمك أنتي
ميرال ببتسامة: أنا كويسة يا حبيبتي
داليا وهي تتفحصها: هو أذاكي، عملك إيه.

مسكت إيدها وضحكت ثم قالت بتوضيح
- ماما ياسين بيحبني مستحيل يأذيني
سيلين وهي تنظر لها بنص عين: وطالما عارفة ده ليه خضعتي لتهديده مع أنه مش هيئذيكي حتى لو رفضتي
ميرال بتوتر- هااا
سيلين بخبث: هااا ايه يا حلوة اعترفي اعترفي إنك بتحبيه
ميرال بضيق مصطنع وهي تضربها: سيلين بطلي رخامة أنا مصدعة
سيلين بمشاكسة: أيووووه كملي الأسطوانة و قولي إنك مصدعة وعايزة ترتاحي.

ميرال بتأكيد: فعلا أنا عايزة أرتاح يا أم لسانين وأنا بقول سيلا طالعة لمين وااااء
قاطعتها داليا وهي تسألها: بتحبيه
ميرال بتهرب: ماما أنتي هتعومي على عومها
داليا بإصرار- بصي بعنيا وقوليلي وطمنيني عليكي أنتي بتحبيه صح، وافقتي عليه من قلبك مش تحت تهديد
- مامااا!
داليا بحدة: ردي عليا يابت أنتي ومن غير لف ودوران أنتي لسه بتحبيه ومبسوطة من اللي حصل.

ميرال بتوتر ممزوج بخجل: بصراحة، أيوة لسه بحبه ومبسوطة أوي من اللي عمله
- الحمدلله، دلوقتي بس اطمن قلبي عليكي، قالتها داليا وهي تحتضنها بقوة لتأتي سيلين بسرعة وتحتضنهم معا. ليكون هذا أجمل حضن ثلاثي جمع بين البنات و الأم التي ربتهم وحبتهم بروحها قبل قلبها
فكت سيلين هذه الأصرة الذهبية ثلاثية الأبعاد وابتعدت عنهم عندما رن هاتفها وما كان المتصل سوا ياسين لتعطي الهاتف لميرال فهو بالتأكيد يريدها هي...

لتأخذه منها الأخرى وما إن ردت عليه حتى انفجر بوجهها
- شفتي أبوكي عمل إيه
لتقول ميرال بترقب وهي تبتعد عنه
- لاء معرفتش هو حصل إيه
- قال إيه مش هيرضى آخدك ولا أشوفك غير لما أعملك فرح
- هو قالك كدة، ما إن قالتها باستفسار حتى أومأت لوالدتها برأسها عندما أشارت لها بأنها ستخرج وما إن أشارت لسيلين أيضا أن تخرج معها إلا أن الأخرى أبت ذلك وأصرت على البقاء.

كادت ميرال أن تدفعها للخارج لكي تبقى وحدها إلا أنها لغت الفكرة عندما جاءها صوت ياسين الذي كان يغلي كالبركان من الغضب
- أيوة تخيلي
تجاهلت ميرال وجود سيلين وقالت: وأنت مدايق ليه ما تعملي فرح ولا هو كتير عليا
- كتير إيه أنتي كمان أنا أديكي عمري كله مش بس أعملك فرح بس وأنتي معايا مش بعيدة عني، ده أنا هتجنن عليكي. بس عشان خاطرك هستحمل الخمس أيام دول مع أنه صعب عليا.

ميرال باستغراب: خمس أيام، ليه هو أنت ناوي تعمل الفرح امتى
- الخميس اللي جاي، ما إن قالها حتى ردت عليه بانزعاج
- هو أنا هلحق أجهز نفسي امتى، لالا ماينفعش كدة خليها كمان أسبوعين أقل حاجة
- ميراااال مااااا تجننيش. تلحقي ولا لاء مافيش تأجيل لو السما انطبقت ع الأرض، سااامعة مافيش تأااجيل، ما إن صرخ بكلماته هذه بعصبية حتى شحب وجهها بخوف منه لتقول بخفوت
- حبيبي مش كدة هدي أعصابك.

تلاشى توتره وتشنجه من همسها هذا ليقول لها بنفس الهمس- بحبك
ابتسمت بخجل: وأنا كمان، يالااا سلام، ما إن ختمت كلامها حتى أنزلت الهاتف عن أذنها وأنهت المكالمة ثم رمت هاتفها على السرير وأخذت تنظر لسيلين التي كانت تتمعن بها مرة ثانية والأخرى حتى انفجرت بالضحك بصوت عالي لدرجة سعد الذي بغرفته ابتسم بشكل تلقائي عندما وصله صوت قهقهتهم
بعد مرور خمس أيام...

مرت على أبطالنا بين المد والجزر وبين الشوق والحنين لبعضهم، فهم بهذه المدة فرض سعد فعليا قوانين صارمة عليهم وخاصة ميرال التي منعها حتى من محادثة ياسين عبر الهاتف الذي أخذ يحترق وينطفئ غيظا ولم يستطع حتى أن يرى خيالها من بعيد خلال هذه المدة
وها هو أخيرا جاء اليوم الموعود.

في فيلا زينة كانت في غرفة المكتب وهي تنظر للمسدس الذي بداخل الخزانة لتمد يدها له وتخرجه وأخذت تتفحصه قليلا ثم التفتت لفتحي و وضعته أمامه على سطح المكتب وهي تقول بحقد
- دي فرصتنا، ياسين مشغول بفرحه ومش هيكون فاضي لينا
- أنتي بتخافي من شر ياسين لأنك شايفاه قبل كدة
بس أوعي تستخفي بالهجين وتحاولي تئذيه بأعز ما ليه
زينة بغل: سيلين لازم تموت...

فتحي برعب: نهارك أسود هو أنتي مفكرة لو ماتت هيبصلك ده لو سابك عايشة أصلا
- لاء مش هيبصلي بس أقلها أكون حرقت قلبه عليها
سنين عمري كلها وأنا بجري وراه، ربيته وكبرته وشفته بيكبر قصادي وأنا نفسي فيه، من لما كان عنده 17 سنة وأنا بحاول معاه...

ده ااااايه الجبروت اللي هو في ده، أنا مش فاهمة، بقى أاانا زينة أجدعها راجل مايقدرش يقاومني إلا هو مسح بكرامتي الأرض، كل واحد يشوفني بيريل عليا ويتمنى رضايا إلا هوووو بيستحقرني، بيشمئز من لمستي...

استحملت كل حاجة منه وتقبلت كل حاجة إلا أنه يحب، عارف يعني إيه يحب، يعني كل حاجة أنا كنت عايزاها وباتمناها بقت لغيري وقصاد عيني، وعايزني أسكت طب ازاي وأنا نار قايدة فيا، عايزة أنتقم منه بأي شكل ومنها هي بالذات مش عايزاها تتهنى فيه، عايز أموتها وهموتها
فتحي بتساؤل وفضول: عايزة تموتيها ازاي بقى
- أنت اللي هتعمل كدة، ما إن قالتها حتى انتفض بفزع من مكانه وهو يقول.

- أنا ااايه، اااايه، أنا ولا أعرفك، أنا آخري معاكي شغل، حركات خارجة عن القانون ماشي، سرير مايضرش، بس ألعب بعداد عمري وآجي جنب ولاد اللداغ ده اللي مش هيحصل ابدا، سامعة أبدا، عايزة تموتيها موتيها بس بإيدك أنتي أنا ماليش دعوة، أنا مش مستغني عن عمري
ختم كلامه وتركها وخرج من غرفة المكتب ومن الفيلا بأكملها مما جعل زينة تضرب سطح المكتب بيدها عدة مرات وهي تصرخ بغضب ثم قالت بتوعد.

- هقتلها يعني هقتلها وبإيدي، والليلة آخر ليلة ليها
صمتت وأخذت تنهج بأنفاس عالية منفعلة وهي تنظر بإصرار إلى نقطة وهمية في اللا شيء
مساء في قاعة أعراس مكشوفة عبارة عن حديقة كبيرة واسعة مزينة بأرقى وأجمل التجهيزات وكل شيء كان على أكمل ما يكون
كانت تركض سيلا بفستانها الأبيض المنفوش وهي تضحك بشقاوتها المعتاده لتتوقف بعد مدة وأخذت تتنفس بصعوبة ليقف إلى جانبها بلال وهو يقول
- إيه تعبتي.

حركت رأسها بنعم وقالت: أيوة
- طب تعالي، قالها وهو يمسك يدها وأخذها لأحد المقاعد وما إن جعلها تجلس عليه حتى ذهب وأتى لها بكأس من الماء و جعلها تتجرعه بيده وما إن انتهت حتى أخرج منديل ورقي من جيب بنطاله وأخذ يمسح فمها بهدوء ثم اقترب منها وقبل وجنتها وقال
- عروستي طعمها حلو أوي
سيلا بندهاش وفرحة- أنا عروستك!

- أيوة، هاتي وحدة كمان بقى، قالها وهو يقبلها للمرة الثانية وما إن كاد أن يقبلها للمرة الثالثة على التوالي حتى نظر الى الأرض بخوف عندما وجد نفسه يرتفع عنها للأعلى من قبل شخص
وهذا الشخص لم يكون سوا شاهين اللداغ الذي حمله من الخلف وهو يقول بغيظ مضحك
- وبعدين معاك يا ابن يحيى
هو أنا مش قولتلك أوعى تبوس بنتي تاني
نظر له بلال ببراءة: قولت ياعمو
كز على أسنانه وقال: وطالما أنا قولت...

أنت بتبسوها ليه بقى؟ هااااا
بلال بتلقائية: لأن طعمها حلو
- يحيى! تعالى خد ابنك من وشي، ما إن صرخ بها حتى جاءه يحيى والتقط ابنه من بين يد الآخر بسرعة وأخذ يقبله وهو يضمه ثم نظر له وقال
- إلا قولي ياوحش عملت إيه عشان خليت عمك مولع كده، قولي عملت ايه وفرحني
- بوست عروستي سيلا، ما إن قالها بعفوية حتى فتح شاهين عينيه على وسعهما بصدمة وهو يقول بستفسار
- عروسة ايه يالااااا.

نظر له بلال وقال: عروستي سيلا ياعمو. أنا بحبها
يحيى بفخر وسعادة: ااااالله أكبر، جينات اللداغ طلعت شغالة بدري عند ولي العهد، ابني يا ناس بيحب وهو يادوب خمس سنين أومال لما يدخل الجامعة هيعمل إيه، هو صح احنا بعصر السرعة بس مش لدرجادي يا حبيبي أنت كدة هتجيب ضرب لأبوك
صرخ به شاهين وقال: غوروا من وشي جاتك داهية بتربيتك السودة.

- تعالى نمشي يالي جايبلي الكلام، قالها وهو يبتعد عنه بضحك ليقول بلال بحزن: بس أنا عايز ألعب مع سيلا وسعد
- عمك الرخم هياكلنا لو قربنا منها دلوقتي لما تشوفه انشغل بالمعازيم خدها واجري اتفقنا
- اتفقنا، ما إن قالها بلال بحماس حتى اقتربت منهم غالية وهي تقول- ربنا يستر من اتفقاتكم دي انا مش بطمن ليها، الأب وأبنه لما ينجمعوا بيخربوا الدنيا.

ضحك يحيى لها وهو ينزل بلال الى الأرض والذي سرعان ما ركض نحو سعد الصغير ليلعب معه
اقترب يحيى من غلاته وأخذ ينظر لها بإعجاب فهي كانت ترتدي فستان محتشم جدا باللون الأوف وايت
مع حجاب ومكياج رقيق
- هو القمر نزل عندي وأنا معرفش
غالية بدلال: حلوووو يعني؟!
يحيى بصدق: وأنتي بأسوأ حالاتك بشوفك أحلى وحدة فما بالك دلوقتي- كلامك ده بيدل إنك بتحبني
- بيدل؟ هو أنتي عندك شك
- لاء بس ده دليل قوي عارف ليه.

- ليه يا غلا الروح
- لأن اللي بيحب حد بجد فعلا بيشوفه أحلى حاجة
- أنتي مش بس حلوة أنتي من برا ومن جوا كمان يا نعمة ربي ليه، قالها وهو يبتسم لها بهيام عاشق ولهان لتبادله نظرات لا تقل عنه لتقترب منه خطوة لتكون شبه ملتصقه به لتهمس له
- احنا أربعة صح، أنا وأنت وبلال وماما
يحيى بستغراب: أيوة، فيه حاجة
- لاء مافيش بس حبيت أقولك بعد سبع شهور هنبقى.

خمسة، ختمت كلامها وهي تبتعد عنه وتلتفت لتهرب منه قبل أن يستوعب ما سمع حركة شقية منها إلا أن الآخر كان أسرع منها ليمسكها من مرفقه وجعلها تعود لوضعها السابق وهو يقول
- تعالي هنا، أنتي قولتي ااايه، خمسة
يعني ااااء
قاطعته وهي تفجر مفاجئتها له: أنا حامل
رفع حاجبيه وأخذ ينظر حوله للحضور ثم عاد بنظره لها وقال بغيظ: يعني أنا لو دلوقتي رزعتك ببوسة قصادهم هتزعلي صح
غالية وهي تفتح له عينيها بتحذير وتقول.

- بوسة ايه يا مجنون
- طالما أنا مجنون، خليني أوريكي الجنون، ختم كلامه وهو يخلل أنامله بخاصتها وسحبها خلفه نحو
كراج السيارات وما إن وصله حتى ذهب عند مقبس الكهرباء فيها لينزل السكين للأسفل بعدما دفعها للحائط ليعم الظلام بالمكان كله ومع هذه اللحظة
اقتنص ثغرها بقبله قاتله قوية شغوفة جعل بها أعصابها تنهار وهنا أخذت تبادله بحب لا يقل عنه.

دقايق معدودة مرت عليهم بسحر لا يوصف ليبتعد عنها وأخذها بسرعة خلف إحدى السيارت العالية ليختبئ خلفها ما إن وجد رجالهم يقتربون من المكان ليرفعوا سكين الكهرباء ليعم الضوء بالمكان مرة أخرى.

وما إن ابتعدوا حتى نظر لغلاته التي كانت تنظر له بعمق وقبل أن يتكلم تفاجأ بها حرفيا عندما وجدها تلصق شفتيها به وأخذت تقبله هي هذه المرة ليمسك وجهها بشوق وتولى عنها القيادة لا يعرفون كم مر من الوقت ثواني أم دقائق ولكن كل ما يعرفونه بأنهم أصبحوا كليا لبعضهم البعض لا يستطيعون العيش من دون الآخر
ابتعد عنها واحتضنها لا بل حطم عظامها حرفيا من شدة لهفته لها ليجدها تهمس له بسعادة لا توصف.

- نفسك المرادي بولد ولا بنت
- عايز تنين، عايز بنت شبهك تطلع عيني بشقاوتها و عايز أخ ل بلال، ف اللي ربي يرزقني فيه أنا راضي بيه
- بحبك يا يحيى، بموت فيك، قالتها وهي ترفع نفسها على رؤوس أقدامها لتقبل فكه برقه ثم عادت لطولها الطبيعي وهي تحتضنه من صدره بابتسامة حالمة ثم ابتعدت عنه وابتسمت له بخجل ممزوج بفرحة عندما انحنى وقبل ثغرها بسطحية ثم عاد بها.

للحفلة التي أعلنت عن وصول العروسين ليقف حودة و ياسين على آخر الطريق باستعداد تام لاستقبالهم...
لحظات مرت عليهم بتوتر شديد
لتظهر ميرال أخيرا مع سعد الجندي وهنا توقف الزمان عند ياسين ما إن وجد حوريته أمامه بالفستان الأبيض، برغم بساطة الفستان إلا أنها كانت حقا أميرة بطلتها وجمالها المميز.

ابتلع ياسين لعابه عندما أصبحت أمامه تماما مد يده ليأخذها إلا أن سعد لم يعطيها له وأخذ ينظر له قليلا ثم قال: أوعدني إنك عمرك ماهتأذيها تاني ولا تنزل دموعها. أوعدني إنك هتحافظ عليها زيي
و أكتر مني
ابتسم ياسين واقترب من ميرال وأخذ ينظر الى داخل عينيها وكأنه يود أن يخترق روحها وهو يقول
- أوعدك، إني أحبها أكتر من نفسي و دايما هتكون الأولى في حياتي لاااا دي هتكون اللي من حياتي.

اوعدك مش هأذيها تاني، أوعدك دموعها مس هتنزل
طول ما أنا عايش، أوعدك إني هحافظ عليها زي عينيا و أكتر و عمري ما هحب حد زيها أبدا
اتسعت ابتسامته لتتحول لضحكة ما إن ضحكت له ميرال ليلتقط كفها بلهفه من سعد الذي لمعت عيناه بالدموع
أما عند حودة ما إن أخذ عروسه من والدها حتى قال لها: مبروك يا حبيبتي
لم يكون رد هدى عليه سوا أنها نظرت له بعدم رضا مصطنع ليقول بتنهيدة.

- مش هتفكيها بقى ده أنا بقالي أسبوع مع وشك الخشب ده...
هدى بجمود: وخد عندك شهر كمان بالوش ده
- شهر إيه، لااااا ياحبيبتي أنتي فاهمة غلط الليلة مش خطوبتنا الليلة فرحنا، يعني في دخلة ودلع والذي منه وفي حاجات عسل أنا هموت وأدوقها
ما إن قال جملته الأخيرة وهو يعض على شفته السفلية حتى قالت باحراج
- حودة!
- ياقلبه
هدى باحراج أكبر: إيه قلة الأدب دي
- هو أنتي لسه شفتي حاجة
- مش عايزة أشوف حاجة منك أنا زعلانة.

- أصالحك، ما إن قالها حتى ردت عليه بسرعة
- لا سبنا متخاصمين...
- لا والله أبدا ما يحصل، يحصل الفرح ده وأنا أصالحك للصبح هو أنا عندي أغلى منك يا روحي
هدى وهي على وشك البكاء: أنت بتخوفني ليه
حودة بجدية مصطنعة وهو يكبت ابتسامته عليها
- لااااااء خوف إيه أنا عايزك تترعبي
- ياااا مامي، ما إن قالتها بخوف حقيقي حتى ضحك من قلبه عليه وسحبها نحوه وحاوط خصرها.

وأخذ يتمايل معها بعدما صعد معها للمكان المخصص بالرقص كمل فعل ياسين أيضا، ليأخذ يداعبها بكلماته وأفعاله ليجعلها تبتسم له أخيرا رغما عنها
أما سيلين كانت تقف إلى جانب والدتها داليا وهي تنظر بابتسامة لأختها التي كانت تتوسط ستيج الرقص مع ياسين وهي تكاد أن تطير فرحا من شدة سعادتها
لم تشعر بابتعاد والدتها عنها فهي كانت تتمعن بفرحة أختها فهي حتى الآن لا تصدق بأنها عادت كما كانت سابقا و أكثر بهجة...

شهقت بخفه عندما شعرت بذراعين قويتين تحتضن خصرها من الخلف لتسند ظهرها على صدره براحة لا توصف وهي تغمض أجفانها عندما سمعت صوته عند أذنها يهمس لها
- وحشتيني
فتحت عينيها قليلا والتفتت له برأسها له لتلتقي نظراتهم ببعضها باشتياق لتنطق اسمه بتخدير
- شاهين
- يا نبض قلبه أنتي، قالها وهو يقبل وجنتها لتقول بخجل
- أنت بتعمل ايه دي الناس حولينا
شدد من تقييدها بين ذراعيه وهو يقول بتذمر.

- بقولها وحشتيني تقولي الناس، وبعدين اللي
يغير مننا يعمل زينا...
كادت أن ترد إلا أن رنين هاتفه جعله يبتعد عنها وهو يخرج هاتفه من جيب بنطاله وما إن رأى المتصل فتحي حتى ابتسم لها وهو يقرص وجنتها ثم تركها
وذهب بعيدا ليرد عليه بكلمات مقتضبه مترقب
- عملت اللي قولتلك عليه
- أيوة
- حلو، صورلي بقى اللي هيحصل صوت وصورة
بس لو فكرت تلعب
- ألعب ده ايه، لاااا أنا مش قدكم خالص...

حاضر هعمل اللي أنت عايزه هقفل دلوقتي و أول ما تتحرك وتطلع هتصل فيك كاميرا. عشان تشوف كل حاجة صوت وصورة زي ما أنت عايز
- وأنا مستني، قالها شاهين و أنهى المكالمة ونظر بغموض قاسي في اللا شيء بعدما تجهمت ملامحه
علي الطرف الآخر بالتحديد عند زينة كانت تنظر لنفسها بالمرآة الموجودة عند باب الفيلا الداخلي وهي تقول.

- الليلة، آخر ليلة ليكي، مستحيل أخليكي تتهني فيه، هقتلك يعني هقتلك وبإيدي حتى لو كان بعدها هموت عادي المهم أحرق قلبه عليكي زي ما حرق قلبي عليه لما فضل وحدة زيك عليا...

صمتت وفتحت حقيبتها لتتأكد من المسدس الموجود فيه لتتحرك بإصرار وهي تخرج متوجهة نحو سيارتها وما إن فتحت باب السائق واستقرت خلف الدركسيون حتى وضعت حقيبتها بالمقعد المجاور لها لتشغل المحرك ولكن ما إن ضغطت على مكابح البنزين حتى انفجرت بها
ليصدح صوت الانفجار الشديد من سماعة هاتف شاهين الذي كان ينظر لها من خلال شاشته الصغيرة لتنعكس بحدقتيه الغاضبه ألسنة النيران المندلعة من بقايا سيارتها...

ليأتيه صوت فتحي بعدها وهو يقول
- اظن كدة إني عملت اللي عليا
أغلق الخط دون أن يرد عليه ليضع هاتفه بسترته
وهو يعود بأدراجه مرة أخرى داخل الحفل لينظر لسيلينا الخاصة به بابتسامة حب عندما وجدها ترقص مع والدها على الاستيج وضحكتها تشق وجهها الجميل
- دي نهاية أي حد يفكر يلمس شعرة منك.
ده لا عاش ولا كان اللي يفكر بس يأذي عشق الهجين.

ده أنا أمحيه قبل مايعملها، قال كلماته هذه مع نفسه بصوت خافت ثم تحرك بهمة نحو الدرج ليصعد على الأستيج متوجها نحوها
وما إن وجدها أخذت تدور حول نفسها حتى سرقها بخفة من والدها وهو يقول
- بعد إذنك دي بتاعتي
ابتعد سعد عن المكان ليحتضن زوجته داليا وأخذ ينظر لبناته ويحيى كيف أخيرا أصبح لكل منهم شريك حياته الخاص
همس لداليا وقال: تفتكري أنا صنت الأمانة صح.

- صنتها ياحبيبي. صنتها، قالتها وهي تميل رأسها على كتفه وهي تنظر لهم هي الأخرى
أما سيلين كانت ترقص معه وهي تمرر نظراتها عليه بطريقة وكأنه هو أعظم انجازاتها لينطق لسانها بصدق: بحبك...
ابتسم وقال بثقة: وأنا لاء
رفعت ذقنها بكبرياء وقالت بعدم تصديق
- بجد!
مال بها للأمام ليجعلها تميل هي للخلف بحركة جميلة جدا وهو يقول: أيوة بجد لأني مش بحبك، انا بعشقك، بعشقك يا عشق الهجين.

قبل ما بين عينيها وهم بوضعهم هذا لتتوقف الموسيقى وصفق الحضور لهم جميعا مما جعلها تستقيم بجسدها ليحتضنها من خصرها ونزل معها ليجدوا أولادهم يركضون نحوهم
لتحمل سيلين سيلا وشاهين حمل سعد وقبل أن يكملوا طريقهم قال يحيى وهو يرفع هاتفه ويصورهم
- استنوا خلوني أصوركم باللحظة الحلوة دي
لتضحك له سيلين من كل قلبها لتحتضن سيلا لتجد شاهين يقبلها من صدغها وهو يضم سعد له.

وهنا تم التقاط الصورة بهذا الشكل لتبقى من أجمل الذكريات لهم ولنا، لتبدأ الستارة بالنزول بهدوء عليهم حتى تلاشت الصورة تماما ليتم طي آخر ورقة لهم معانا بروايتهم.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة