قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الحادي والعشرون

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الحادي والعشرون

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الحادي والعشرون

- يحيى هتموتنا، حااااااااسب عااااااااا
صرخت برعب وهي تفتح عينيها على وسعهما بعدما وجدته يحاول أن يتجاوز تلك السيارة التي أمامه حتى تفاجئت بظهور سيارة أخرى تأتي عليهم بشكل سريع من الإتجاه المعاكس.

ليدير الدركسيون بسرعة ليتلافى الارتطام بكليهما ولكن هذا ما جعل سيارته تخرج من الطريق الرئيسي لينزل الى الترابي بعدما اصطدم بعمود الإنارة ليتهشم عليهما الزجاج الأمامي وهي تنقلب بهم السيارة أكثر من مرة لتستقر بالآخر بشكلها الطبيعي بقدرة قادر...

صمت غريب عم عليهم بالمكان، كل شئ حدث بسرعة رهيبة لدرجة عقلها أستغرق عدة ثواني ليستوعب ما حدث ولكن لفت انتباهها تأوه يحيى القوي وهو يضغط على شفتيه بوجع حاول ان يداريه عنها ولكن صوت أنفاسه العالية كانت أكبر دليل بأنه يكبت أوجاعه المفرطة فقد انضرب رأسه وذراعه بالباب و لكن تجاهل هذا كله والتفت بلهفة لتلك التي تجلس الى جواره وهو يقول بخوف محب
- غلا أنتي كويسة.

ابتلعت لعابها بذهول ونظرت له دون ان ترد عليه وكأنها تريد أن يؤكد لها بأنها مازالت حية ونجت من هذا الموت المحتم...
رفع يحيى يده السليمة وأخذ يتحسس وجنتها المجروحة وهو يقول بتوتر
- غلااا ردي عليا أنتي كويسة في حاجة وجعاكي
أخذت تتنفس بانفعال ثم ضربت يده لتبعد لمساته المزعجة عنها وهي تنفجر به بعصبية
- أنت امتى هتبطل تهورك ده كنت هموت على إيدك.

قوللي امتى هتعقل أنا خلاص تعبت منك، رجعني ع الشقة أنا مش عايزة أروح معاك في أي حتة
سحب نفس قوي ثم نزل من السيارة والتف حولها وفتح الباب لها وانحنى ليفك عنها حزام الأمان ثم أمسك يدها وسحبها معه نحو الشارع العام مرة أخرى يريد سيارة الأجرة ولكن هيهات فهو الآن على الخط السريع اين يجد مطلبه هذا
رفع هاتفه بتوتر وأخذ يجري اتصال ليقول باستعجال بعدها بتعب ما إن فتح الخط: حودة تعالى ع المكان اللي هقولك عليه.

- ليه في إيه ياباشا أنت فين؟
- أنا على طريق الصحراوي عملت حادثة بالعربية
- ربع ساعة وهكون عندك، قالها حودة وهو يخرج من المستشفى بسرعة أما يحيى ما إن أنهى المكالمة حتى ذهب نحو سيارته مرة أخرى ليغمض عينيه وهو يجلس بوجع على الأرض ليسند ظهره على إطارها
شعر بلمسة يدها الصغيرة وهي تنفرد على صدره ليليه صوتها الهامس الذي عصف بمشاعره: يحيى!
فتح عينيه بشبه ابتسامة وهو يقول
- يا قلبه أنتي.

غالية بقلق- قوللي إيه اللي بيوجعك
نظر الى عينيها التي بالكاد يراها من الظلام وهو يقول: بتخافي عليا
ذمت شفتيها وهي تكرر نداء اسمه بحدة وكأنها تؤنبه: يحيى!
- ياجمال اسمي منك، قالها وهو يميل برأسه على الجهة اليمنى لتشهق برعب ما إن عكست إنارة الشارع
علي عنقه لتراه غارق بالدماء
أخذت تستكشف جسده لتجد مصدره جرح عميق بجانب رأسه وهي تقول برعب
- ااايه كل الدم ده، قولي مالك بس.

- ماليش حاجة ده جرح بسيط، ما إن قالها وهو يمسك يدها بقوة حتى أخذ يبتسم بسعادة على تصرفاتها هذه وهو يقول
- اللي يشوفك كده يقول بتحبيني
التزمت بالصمت ولم ترد ليكرر سؤاله ولكن بصيغة مباشرة: بتحبيني
- والنبي أنت فايق ورايق هو ده وقته، قالتها بانزعاج مصطنع لتتهرب من همساته المغرية هذه ولكن الذي أمامها مراوغ مكار ويرفض ردها هذا كجواب لسؤاله
- قوليها وريحيني قبل ما أموت وتبقى بنفسي يرضيكي كده.

نظرت له من طرف عينيها وهي تقول بستنكار
- تموت ايه! مش لدرجاتي يعني. أنت بتدلع
سحب شهيق بصوت عالي ثم قال بعدما كرمش وجهه بألم: وماله لما أدلع عليكي مش مراتي حبيبتي، هاتي بوسة بقا عشان يسكن وجعي ده شوية ياعلاجي أنتي
- بوسة! لا طالما قليت أدبك يبقى أنت تمام أوعى كدة، قالتها وهي تدفعه عنها وتنهض ليتأوة بصوت عالي لتعود أدراجها أمامه بسرعة وأخذت تقبل وجنته بطريقة عفوية وهي تقول بلهفة.

- أهو أهو بوستك خلاص متتوجعش...
- خلاص ماتزعليش أوي كده عليا، تعالي أما أصالحك، قالها وهو يضع يده خلف عنقها ليقربها منه و يلصق أنفه بوجنتها ويقبلها باشتياق ولكن قبل أن تدفعه أو تبدي أي رد فعل وجدو ثلاث سيارات سوداء إثنان منهما ذو دفع رباعي تنزل على الطريق الترابي متوجهة نحوهم وهذا ما جعل يحيى ينهض ويسحبها خلفه بسرعة وما كان منها سوا أن تتمسك بقميصه بكلتا يديها وكأنها تطالبه بحمايتها.

أما يحيى ما إن توضحت له الرؤية حتى زفر أنفاسه براحة عندما وجد شاهين وياسين ينزلون منها وخلفهم حودة الذي اقترب بسرعة ليطمئن عليه لينظر له يحيى بعتاب
- بتبصله كده ليه مش عايزنا نعرف ولا إيه، ما إن قالها شاهين وهو يقترب منه حتى اتبعه ياسين الذي أخذ يمرر نظره على حالته هذه التي يرثى لها ليقول بشك غاضب
- الحادث ده حصل ازاي؟

تدخل شاهين بجمود: مش وقته دلوقتي يلا بينا من هنا ونبقى نشوف إيه الحكاية، هتقدر تسوق
- لاء تعبان، قالها وهو ينظر الى ذراعة اليسرى
ليعلم الآخر بأنه مصاب ولكنه لا يريد أن يقول أمام زوجته التي لا يظهر منها سوا عينيها التي تلمع كالقطط وهي تنظر لهم بخوف من خلف ظهره
- خدهم ياحودة ع المستشفى وابقى طمني...
حودة بتنفيذ: اعتبره حصل ياهجين...

أخذ يحيى زوجته نحو السيارة وفتح الباب لها وما إن صعدت حتى أغلقه وعاد لهم مرة ثانية وهو يقول
- شاهين بلاش تتهور
ليرد عليه ببرود غريب
- التهور ده اختصاصك، قولي دراعك مالها
نظر يحيى الى يده بحيرة ثم قال
- معرفش يمكن انكسر
- تستاهل، ماهو قالك خد بالك اليومين دول، ما إن قالها ياسين بانزعاج لعدم استماعه له حتى رد عليه وهو يقول بتوضيح
- أيوه بس ماكنتش متوقع إنهم يقطعوا فرامل عربيتي.

ياسين باستفزاز: وماله وشك مخطوف كده ليه، أوعى تقولي خفت
يحيى بصدق: أيوه خفت، بس خفت عليها هي.
أنا لحد دلوقتي مش مصدق إنها طلعت منها سليمة
- بس أنت متدغدغ
- فداها
- طب يا عم روميو روح عالج نفسك وماتنساش بكرة كتب كتابي هتيجي يعني هتيجي مش عايز أعذار
- ربنا يسهل، قالها وهو ينظر الى الهجين الملتزم بالصمت الرهيب الذي بالتأكيد سيخلف بعده كوارث.

تركهم وعاد بأدراجه نحوها وما إن صعد وانطلق بهم حودة إلى هدفهم حتى احتضن غاليته تحت ذراعه وقبل جهتها وهو لا يصدق حتى الآن بأنهم نجو من كل ما حدث معهم
بعد مدة زمنية دخلوا إلى المستشفى وصعدو الى الطابق الثالث وما إن خرجوا من المصعد حتى أخذ يشدد من مسك يدها بتوتر واضح وهو لا يعرف كيف سيوصل لها خبر وفاة والدتها...
نظرت له باستغراب وهي تقول: مالك
مرر لسانه على شفتيه الجافة وهو يقول بصعوبة: غلا مامتك.

تحفزت كل خلايا جسدها وهي تقول بترقب
- مالها؟!
- لا ملهاش هي بقت كويسة الحمدلله وفاقت وعال العال والباشا جابك هنا عشان هي عايزة تشوفك
. قالها حودة وهو يقترب منهم لينظر له يحيى كالمصعوق من ماسمع منه
- فاقت! هي ماما كانت عيانة، قالتها باستفهام له ثم نظرت الى زوجها المبجل لتنفض يدها منه بغضب وهي تكمل، يعني أنت كنت عارف أنها عيانة وماقولتليش ولو ماكنتش هي طلبت ماكنتش جبتني
مع الأسف من يوم يومك أناني.

حاولت أن يمسك يدها مرة أخرى إلا أنها رفضت لينظر لها بتوسل: غلا.!
تجاهلت نظراته ونبرته هذه والتفتت الى حودة وقالت: ألاقي مامتي فين؟
- هتلاقيها بأوضة خاصة رقمها 36
تركتهم وذهبت مسرعة لا بل كانت شبه راكضة نحو جنتها التي تقسم بأنه لا يوجد شيء في الدنيا يعوضها عنها
أما يحيى ما إن اختفت حتى سحب حودة من تلابيب ثيابه بيده السليمة وهو يقول بعدم تصديق
- بقا تضحك عليا وتقولي ماتت وهي عايشة.

نظر الى الأرض وقال: حبيت أحميك من نفسك ياباشا، لو كان حصلها حاجة، عمرها ما كانت هتسامحك
- وأنت مالك بتتحشر باللي مالكش فيه ليه، غور من وشي، قالها بغضب وهو يدفعه عنه ولكن الآخر لم يصغي له وقال وكأن شيئا لم يحدث
- تعالى ياباشا نفحص ذراعك ونشوف مالها وصدقني
اللي عملته ده عشانك مش عشانها...
تأفأف و أومأ له وذهب نحو غرفة الكشف في الطابق الأرضي وهو شارد بتفكيره في ما سيحدث بعد ذلك.

وصلت غالية الى هدفها لتجد امام الغرفة خالها و زوجته تحية التي ما إن وجدتها أمامها حتى لوت شفتيها وقالت
- ما لسه بدري كنتي غيبي شهرين كمان
لم ترد عليها أو حتى تلقي السلام تخطتهم وكأنهم نكرة لا بل هم بالفعل نكرة بالنسبة لها، فتحت الباب لتدخل مباشرة لوالدتها.

توقف الزمان بها ما إن وجدت أحب الناس لها مستلقية على السرير محاوطة بالأجهزة اللعينة هذه، اقتربت منها تنظر لها بشوق لتجد والدتها تفتح عينيها قليلا وهي ترفع يدها نحوها وتقول بصوت ضعيف بالكاد وصلها: غالية أنتي جيتي
انحنت بسرعة نحوها وقبلت يدها ورأسها ثم احتضنتها وأخذت تستنشق رائحتها بقوة وهي تقول ببكاء مرير وكأن دموعها هذه تريد أن تشكي لها بكل ما مرت به.

- أيوه جيت يااااااعمر غالية. وراحتها اللي راحت منها بغيابك عنها
ختمت كلماته هذه وهي تدفن وجهها بأنحاء صدرها الدافي ليزداد صوت أنينها ما إن شعرت بحنانها وما كان من والدتها سوا أن تحاوطها بضعف، لتقول غالية بعتاب وهي تدفن نفسها أكثر فيها
- ليه جوزتيني بدري ليه والله أنا لسه صغيرة ومالحقتش أشبع من حضنك والله. انا مش قد إني أواجه الحياة دي لوحدي، تعبت ببعدك عني.

- حكم القوي ع الضعيف ياضنايا و الله غيابك عني كان على عيني
ارتفع صوت أنينها المعذب بشكل كبير وهي تشدد من احتضانها هذا غير شهقاتها المتفاوتة التي شقت صدرها. رفعت الأم كفها و أخذت تمرر يدها على رأس فلذة كبدها وهي تتلو عليها آيات من كتاب الله لتهدأ بالتدريج لتقول بعدها بتساؤل
- طمنيني عنك يا قلب أمك أنتي كويسة.

ابتعدت عنها غالية وأخذت تمسح وجهها الأحمر المغطى بالدموع الغزيرة: بفضل دعاكي الحمدلله كويسة...
- الحمدلله إني شفتك قبل ما أموت، ما إن قالتها حتى ردت عليها ابنتها بانفعال
- بعد الشر عليك إن شاء الله يوم تحية وخليل قبل يومك يا قادر يا كريم
ابتسمت الأم بضعف وقالت بلسان ثقيل
- لسه لسانك طويل زي ماهو
- لاء طول حبة كمان
- من يومك شقية يا بنت بطني
تنهدت وهي تقول- قصدك من يومك متعوبة القلب.

نظرت لها قليلا بصمت وبرغم مرضها وتعبها الواضح إلا أنها لم تستطع تأجيل سؤالها وهي تقول
- عاملة إيه مع جوزك مرتاحة
- الحمدلله
- مرتاحة يعني طمنيني
- الحمدلله يا حبيبتي ماتشغليش بالك أنتي مخلفة راجل...
- راجل ايه؟ لاء أنا مخلفة بنوته قمر ربنا عوضني بيها عن تعبي اللي شفته في عمري
- حبيبتي ارتاحي وأنا هروح أشوف الدكتور، قالتها وهي تهم بالخروج إلا أن سؤال والدتها أوقفها عندما قالت.

- جوزك فين يا غالية أنا لسه ولا مرة شفته
- يابختك، ياريتني كنت بمكانك ولا شفت طلته البهية قال ماشفتوش قال هتشوفي الأملة يعني
قالتها دون أدنى مجاملة مما جعلت والدتها ترفع حاجبيها من ردها هذا الغير متوقع ثم تركتها وخرجت لترى زوجة خالها أمامها لتذهب نحوها ومن دون اي مقدمات سحبتها من شعرها الظاهر من تحت طرحتها بقوة وهي تقول بغضب.

- ايه اللي وصل أمي للحالة دي ياحرباية، سبتهالكم زي الوردة مافيهاش غير العافية آجي ألاقيها بالشكل ده ليه عملتي فيها ايه يابوز الإخص عشان توصليها لكده، انطقي!
دفعتها عنها تحية وهي تقول بصوت عالي- اوعي كده، دلوقتي عاملة نفسك خايفة عليها بعد ما شبعتي سرمحه ومشي على حل شعرك
- ماهو أنا بقى عايزة أطلع السرمحة دي على عينك...

قالتها غالية ثم أنقضت على وجه الأخرى بأظافرها الطويلة هذا غير خصلات شعرها التي تقطعت بين يدبها.

ليرتفع صراخ تحية العالي وهي تطالب بأحد ينقذها منها ليتجمع كادر التمريض حولها لإنقاذها ولكن ولكن من يستطيع أن ينقذها من فك الأسد هذا. غير الأسد نفسه وبالفعل هذا ما حدث عندما لف يحيى ذراعه السليمة على خصرها من الخلف وحملها عن الأخرى، وأدخلها بسرعة الى الغرفة المجاوره لوالدتها وهي ماتزال تعافر للوصول لتلك الحقيرة
وهي تقول بغضب
- سبني عليها أربيها وأعرفها مقامها.

ثبت جسدها على الحائط وهو مايزال يحتضنها من ظهرها ليهمس لها بحرارة اللهب بوجنتيها
- خلاص ياقلب يحيى خلاص، البنت كانت
هتموت في إيدك ياوحش
التفتت له ليصبح وجهها أمامه وهي تقول بانفعال وشراسة لذيذة: أنت ماسبتنيش أموتها الكلبة دي ليه، هي السبب أكيد بحالة ماما دي
عض طرف شفته بتمني وهو ينحني نحوه ثغرها ويقول بوقاحة: ده أنا هروح أبوس راس ماما وإيدها كمان عشان خلفتلي العسل ده كله وبقى ليا.

كادت أن ترد عليه إلا أنها قطبت جبينها باستغراب عندما لاحظت يده اليسرى مغلفة بالجبس الأبيض
مما جعلها تمرر أناملها عليه بخفة وهي تقول
- مالها إيدك
- كسر بسيط، قالها بتمسكن ليكسب تعاطفها ولكن ردها كان غير. رد متشفي
- تستاهل، ومن أعمالكم سلط عليكم
ابتعد عنها وهو يقول: مقبولة منك ياقمر، يا لا تعالي نودع مامتك عشان نرجع لأني هنام وأنا واقف زي الحصان من تعبي.

غالية باستنكار: اودع ايه ونرجع فين، اللعبة انتهت لحد هنا يا ابن اللداغ، اتكل أنت بالسلامة وانسى إنك بيوم شفتني من أساسه.
- يعني إيه معنى الكلام ده، ما إن قالها بصدمة وهو يرفض أن يصدق ما سمعه الآن إلا أن أتاه ردها كالضربة القاضية عندما قالت بجدية وهي تقف أمامه بثبات وقوة
- يعني أنا مستحيل أرجع لسجنك ده تاني. طلقني!
الوقت: قريب الفجر
المكان: الواحات، الصحراء الغربية.

كان هجان ينام بالعسل مع إحدى الغجريات ولكن ما بدأ يعكر مزاجه هو ارتفاع رنين الهاتف، حاول أن يتجاهله إلا أن الطرف الآخر كان مصر
ابتعد عنها بضجر قليل ليرد على هذا المتصل المزعج
، اعتدل بجلسته بترقب عندما سمع غالب منصور يصرخ به ما إن ضغط على زر الإجابة وهو يقول
- أنت مش بترد ليه
هجان باستغراب: في حاجة؟
- مصيبة، يحيى ما متش، ما إن قالها حتى زوى مابين حاجبيه بتعجب وهو يقول.

- و ايه اللي هيموته واحنا لسه مانفذناش
- لا ما هو أنا نفذت
انتفض هجان من مكانه وأخذ يصرخ به ويقول
- الله يخرب بيتك. مين اللي قالك إنك تعمل كده
غالب بتوضيح: بكرة كتب كتاب ياسين والكل مشغول قولت دي فرصتنا، وكل شيء بقى تمام إلا أنه طلع منها زي الشعرة من العجين تقول قط بسبع ترواح
هجان بتحذير: ادعي المرادي تعدي على خير و أوعى مرة تانية تتصرف من دماغك
- مش هنا المشكلة
- في إيه تاني ياوش الفقر.

- ياسين جايلك وناويلك ع الشر وحسب معلوماتي زمانه وصل مكانك
- ااااااااايه ياسين، قالها هجان برعب وهو يغلق الخط بوجهه لينظر غالب بترقب الى ذلك الذي يقف أمامه ك ملك الموت فهو على استعداد تام أن يقضي عليه
- كنت عايز تتخلص منه بس شوف حكمة ربك اللي حفرته ليه هيبقى ليك، يحيى اللداغ خط أحمر
وأنت تعديت حدودك كتير أنا أسامح واعدي كتير بس لحد يحيى، لاء...
- والله مكنتش أعرف يا هجين أنا فكرته صاحبكم.

بس، وبعدين أنا عملت كل اللي أنت عايزه وكلمت هجان قصادك وماحسستوش بحاجة سبني بقى زي ما وعدتني وأنا مش هخليك تشوف وشي تاني
ابتعد شاهين قليلا وأخذ ينظر له فهو كان مقيد اليدين وهناك جنزير خشن ملفوف حول عنقه بإحكام وتحت قدميه كرسي، وضعه كامل و تام لتنفيذ حكم الإعدام.

- وأنا عند وعدي، أهو سبتك، قال الأخيرة وهو يضرب الكرسي بقدمه بقوة ليسقط ثقل جسده كله مترنحا من عنقه ليرفس بقدميه و ينتفض بمكانه بشدة قبل أن يسكن بهدوء يعلن بها خروج الروح منه
سحب الخنزير الخاص به بقوة منه ليسقط على الأرض بكل ثقله ثم بصق عليه ليتركه ويخرج بعدما أمر رجاله تنضيف المكان من البصمات ثم إبلاغ الشرطة ليكون عبرة لأعدائه.

أما عند هجان بعدما طرد تلك الفتاة التي كانت معه حتى أخذ يرتدي ثيابه بسرعة مقررا الفرار
ذهب نحو الباب بسرعة وما إن فتحه حتى تلقته ركله قوية على وجهه جعلته يسقط على الأرض
وهو يصرخ فعلى مايبدو بأن أنفه وفكه السفلي قد انكسر
وقبل أن يستوعب ماذا يجري حتى عالجة بركلة أخرى على معدته جعلت الدماء تتدفق من بين شفتيه كالنافورة، خاصة ما إن كرر الضربة مرة أخرى بنفس المكان.

رفع هجان رأسه لذلك الذي يقف فوق رأسه والذي لم يكن سوا ياسين الذي ضحك بخبث دون أن يصدر صوت ثم قال
- اللي يلعب مع ولاد اللداغ يتحمل قرصتهم
- والله أنا ما عملت حاجة ده غالب منصور مش أنا
- ماهو زمانه خد جزاته من الهجين، بس بردو لازم أسيبلك تذكار مني، اعتبره هدية يا أخي.

- لالا لاااااا ياسين، قالها بفزع ما إن وجده يقيد قدميه وأخذ يجره على الأرض الصلبة ليخرج به عند سيارته ليربطه بها ثم انطلق بكل سرعته ما إن استقر خلف الدركسيون، كان يطلق الصفيرة من بين شفتيه وهو لا يسمع سوا صرخ الآخر الذي بالتأكيد الآن انسلخ جلده عن لحمه...

بعد مدة توقف ما إن انقطع صوته، نزل ليتفحصه ليجده فاقد الوعي ولكنه مايزال حي وهذا بالتاكيد لم يروق ل ياسين الذي أخذ يمط شفتيه بتفكير كيف يعاقبه أكثر فهذا كله لم يشفي غليله منه بعد
ولكن سرعان ما ابتسم بشر وخرج من صندوق سيارته زجاجة شفافة تحتوي على ماء ولكن هذا ليس ماء عادي بل هو تيزاب ( مية نار )
فتحه ثم اخذ يسكبه ببطئ على نصف وجهه وهذا ما جعل صراخ الآخر يكاد أن يصل للسماء الأولى من ما يعيشه الآن.

فك قيده ورماه بالصحراء للوحوش المفترسة وهو يقول: ده عقاب صغير من ياسين عشان تبقى درس لكل واحد يفكر يأذينا
تركه وانطلق يعود أدراجه للوكر وهو يشغل المسجل على أغنية أكرهها للقيصر، وأخذ يردد معه هذه الكلمات بمزاج عالي وكلما انتهت الأغنية أعادها مرة أخرى دون أن يمل فهذه تذكره بمحبوبته الرقيقة...
سحب هاتفه وأخذ يتصل عليها ما إن لاحظ شروق الشمس ليأتيه صوتها الناعس المبحوح من أثر النوم
- الو.

أبتسم باتساع وقال بانتشاء
- صباح الحب يا حب ياسين
ابتسمت هي أيضا بحالمية وأخذت تمط يديها وهي تقول: صباح النور يا حبيبي، إيه اللي مصحيك بدري كده
- أنا مانمتش أصلا من فرحتي مش مصدق إن خلاص
مافضلش غير ساعات...
- قد كده بتحبني
- وأكتر بكتير من ما عقلك ممكن يتخيله
- هممممم كويس. قالتها وهي تنام على بطنها وتحتضن وسادتها بنعاس ليصرخ بها ياسين بانفعال
- بنت أنتي بلاش تلعبي بأعصابي وتهمهمي.

كرمش وجهها باستغراب وقالت
- مش فاهمة قصدك ايه
ياسين بسفالة
- قصدي أنا عايز آكلك وأنتي بتغريني بطعامتك
ميرال بحيرة: دي فزورة دي ولا ايه
- أنتي يا إما غبية يا إما نقية
- ياسين
- نعم
- بحبك
- وأنا كمان...
- يلا بقا روح نام كويس عشان تريح جسمك عايزك تكون فايق لما تيجي بالليل مش تعبان
- حاضر أي أوامر تانية
- أيوه
- أأمريني
- خد بالك من نفسك
- بهمك يعني
- أنا معنديش استعداد إني أخسرك لأي ظرف كان.

- بس أنتي رفضتيني قبل كده فاكرة
- ايه ده أنت كل يوم هتسمعني الكلمتين دول مش هتنسى
- عمري ما هنسا
- بس أنا اعتذرتلك قبل كده كتير وشرحتلك موقفي
- عايزاني أسامحك، قالها بترقب شديد ليأتيه ردها المؤكد: طبعا
ياسين بغدر خفي: تيجي معايا بعد حفلة كتب الكتاب
- آجي معاك فين؟
ليقول بخبث: نسهر مع بعض بالمناسبة الحلوة دي
ميرال بتوضيح: أيوه بس بابا مش هيرضى بده
ياسين بعصبية: تاني بابا ياميرال تاني.

- قولي أعمل إيه يعني بابايا صعب ازاي عايز أقوله هسهر مع ياسين والله اتكسف وبعدين أكيد هيرفض
- يعني أقدر أفهم من كلامك أنك هتختاري باباكي تاني
- أنت ليه مش قادر تفهمني والله صعب اللي بتطلبه وخصوصا الحفلة هتخلص متأخر عايزني آجي معاك فين بس
- تمام وصلني جوابك، قالها وهو ينهي هذه المكالمة دون أن يسمع ردها لترفع الهاتف عن أذنها وهي حزينة...

نهضت من فراشها بزعل وذهبت نحو الحمام لتغسل وجهها وأسنانها ثم نزلت ببجامة نومها الحرير ذو اللون الرصاصي الغامق دون أن تغيرها
خرجت مباشرة إلى الحديقة لتستنشق بعض الهواء النقي ولكن تفاجئت بوجود أختها تجلس قرب حوض السباحة، ذهبت بإتجاهها وما إن جلست إلى جانبها حتى احتضنتها بحب وهي تقول بحنين
- وحشتيني يا سيلي هنت عليك ماتكلمنيش طول الأيام اللي فاتت دي
- عايزاني أكلمك أقولك ايه مبروك مثلا وأنا عارفة إنك.

رايحة لنهايتك برجليكي
ميرال بعتاب: سيلين!
- شفتي كلامي مش على هواكي عشان كده بعدت عشان مازعلكيش على أمل تفوقي أو أطلع أنا اللي غلطانة
انفجرت ميرال باختناق من كل مايحدث: يووووووه أنا بجد تعبت، كل البنات تتجوز تفرح إلا أنا الكل ضدي، مش عارفة ألاقيها من مين والا مين
ارحموني بقا، بابا وأنتي وياسين، يارب أموت عشان ترتاحوا.

قالت الأخيرة وهي تبكي متوجهة الى الداخل ولكن ماهي سوا خطوتين و وجدت نفسها بحضن والدها الذي احتواها بذراعيه بحنان عندما وجد دموعها تجري على وجنتيها
رفعت نظرها له وهي تقول بغصة: بابا
- مبروك يا حبيبتي، قالها سعد وهو يقبل جبهتها لتقول بنبرة متوسلة وهي تحتصنه بقوة
- والله بحبك أكتر من نفسي حتى.
- ربنا يبارك لي فيكم، قالها وهو ينظر بحب إلى سيلين التي تقف أمامه بزعل...

عند نظراتها المدللة هذه لم يستطع أن يقاوم أكثر ليفتح ذراعه لها هي أيضا لتأتيه راكضة على الفور ليضمهما معا الى صدره وأخذ يقبلهما لتقول ميرال بتردد
- بابا
نظر لها وقال: قولي يقلبي
ميرال بقلق: أنت لسه زعلان مني
ابتسم بحزن وقال: لاء مش زعلان وربنا يوفقك بحياتك اللي اختارتيها ياقلب أبوكي أنتي، ودلوقتي يلا قومي جهزي الفطار عايزه يبقى من إيديكي النهاردة.

- بس كده من عينيا، قالتها ميرال بفرحة وهي تقبل فكه ثم تركتهم وذهبت الى المطبخ لينظر سعد الى أثرها وهو يقول بتنهيدة
- آاااه يا وجع قلبي أنتم
- احنا وجع يا بابي؟ قالتها سيلين باندهاش وهي تنظر إلى عينيه الحزينة باستغراب
- أيوه وخصوصا أنتي
- هو أنا عملت إيه بس ده أنت معاقبني ومخاصمني من غير سبب
- متأكدة من غير سبب، خدي تلفونك أهو، أنا مافتحتوش من ساعتها عارفة ليه
- ليه؟

- مش عايز انصدم كفاية عليا ضربة ميرال، لأن لو جتني ضربة منك انتي بالذات أنا مش هستحملها
- بابي أنا معملتش حاجة
- عارفة شاهين قالي إيه
شحب وجهها ونظرت له بتقرب لما سيقول، نظر لها بتمعن لقلقها الملحوظ هذا وأكمل بقهر فأصبح شكه يقين الآن، قال لو أخويا مالوش نصيب عندكم أنا أكيد ليا، كان بيتكلم بثقة غريبة، هو مش ده نفسه اللي كان عايز يحبسك بقفص زيي والا أنا غلطان
- بابا.

نظر لها سعد بحدة وقال بعدما رفع سبابته بوجهها: شوفي يا سيلين لو أنا وافقت على ياسين لما شفت ميرال تعبت لما رفضته أنتي بقى عندي استعداد أشوفك بتموتي قصادي ولا إني أديكي ل شاهين ده سامعة
- بابا أنت فاهم الحكاية غلط أنا أصلا مش بفكر بالجواز ولا بالكلام ده خالص
- أتمنى يابنت قلبي، أتمنى!

- لا شاهين ولا غيره هيقدروا ياخدوني منك، قالتها وهي ترمي هاتفها بحوض السباحة ثم عادت الى أحضانه وهي تكمل، مش عايزة من الدنيا دي غيرك
- إيه جو العشق الممنوع ده، قالتها داليا وهي تكتف يديها وتنظر الى زوجها بغيرة مضحكة
- انا أنسحب أحسن ما اضرب، قالتها وهي تريد أن تهرب من أحضان والدها إلا أن سعد تمسك بها وقال: كده بتستغني عني يا سيلي وتسبيني بوش المدفع.

- عادي. استغنيت عنك ل مامي مش لحد غريب وبصراحة كده أنا مش قد ضربها، دي بتقرص جامد تقول عقربة
ما إن قالت كلمتها الأخيرة حتى شهقت داليا بصدمة وهي تقول: أنا عقربة، تعالي هنا يابت
اختبأت خلف والدها وهي تقول
- آسفة والله ما قصدي هي طلعت معايا كده
داليا بتوعد: اطلعي من ورا أبوكي اللي مطلع عينك ده عشان أربيكي من تاني
سيلين بترجي جميل: بابي احميني منها عشان خاطري.

- أهو يلا اجري على فوق بقا، قالها وهو يحتضن زوجته لتفر سيلين الى الداخل بسرعة وهي تضحك بكل شقاوة
نظرت داليا الى زوجها وقالت بغضب
- عاجبك عمايلها دي
سعد بقبول: جدا. سيلين تعمل اللي يعجبها
- والله ماحد مقويها علينا غيرك
- حبيبة أبوها ودلوعته
- وأنا مش حبيبتك، قالتها وهي تلعب بمقدمة ثيابه بدلع لينحني نحوها وهو يقول عند أذنها
- أنت عندك شك بكده
حركت رأسها وهي تقول: أيوه عندي شك.

- خلاص نفطر ونطلع أوضتنا نريح شوية عشان أشيل الشك ده من عقلك بشكل عملي وشفهي كمان لو حابه
داليا بحب ممزوج بمياعة: حابة جدا، أيوه كده...
هو ده الكلام
- بابا الفطار جاهز، ما إن نادتهم بها ميرال حتى دخل سعد مع زوجته ليجلسوا حول طاولة الطعام.

مع عائلته الصغيرة ليمر الوقت عليهم بسرعة بين التجهيزات ولكن كلما اقترب الوقت شعرت سيلين بأختناق حتى أنها رفضت النزول للحفل ولكن تحت ضغط والدتها داليا رضخت في الأخر لكي لا تكسر قلب أختها وتتمنى من الله أن يسير كل شيء على مايرام وأن كل مايدور بعقلها من شكوك ليس سوا تهيؤات.

مساء في الحديقة الأمامية لفيلا الجندي التي كانت مزينة بشكل أقل ما يقال عنه فخم وراقي فقد حرص ياسين أن تكون التجهيزات على أتم ما يكون، وقام بدعوة أكبر رجال الأعمال
كان يقف الهجين مع بعض المدعوين ولكن بدأ قلبه قبل عينيه يبحث عن تلك التي سرقت النوم منه، أيام طويلة لم يراها بها أو حتى يسمع صوتها...

تنهد و رفع رأسه بشكل تلقائي وهو يتحدث مع أحدهم لتتبعثر الحروف من لسانه ما إن وقع نظره عليها كانت تقف بالشرفة ترتدي فستان اسود بربع كم مع شال شفاف على مرفقيها من نفس اللون وخصلاتها المموجه تتطاير خلفها بين الحين والآخر بسبب فعل الهواء، كانت كالأميرة التي تنتظر حضور فارس أحلامها.

مع إن وجهها كان حزين للغاية ولكن برغم هذا كله، جمالها لم ينقص بل زاد بنظره لا يعرف أهو بسبب شوقه لها أم هذا هو جمالها الرباني
انسحب من بين المدعوين بتريث وصعد لها خلسة وهو لا يصدق ما يفعله الآن، هل هو مراهق أم ماذا، ولكنه الآن أيقن أن الحب يفعل الأفاعيل
. لحظة. حب؟ هل هو الآن بالفعل واقع بحبها؟
وصل الطابق الثاني وتوقف وهو يفكر بسؤاله هذا.

ولكن لم يجد له الجواب أو دعنا نقول بأنه رفض أن يعترف لنفسه بهذا...
ذهب نحو الشرفة الكبيرة ليجدها تعطيه ظهرها
لينطق لسانه تلقائيا: سيلينا
التفتت له بسرعة وهي لا تصدق وجوده هنا
- أنت بتعمل إيه هنا
شاهين باستفسار
- كنت مختفية فين طول المدة دي وقافلة تلفونك ليه
سيلين بنزعاح: وأنت مالك، حل عني بقا.

نظر لها قليلا ثم بحركة سريعة مسكها من رسغها وذهب بها نحو الداخل ليبعدها عن أنظار الناس وما إن نجح بذلك حتى زرعها بداخله بكل قوته ليدفن بعدها وجهه بشعرها الناعم لينعم براحته، ليبدأ باستنشاقها بشغف كالمدمنين
رفعها من خصرها وأخذ يدور بها وهو مازال يعتصرها بداخله أكثر من السابق لدرجة آلمتها كأنه بفعلته هذه يعاقبها لمقاومتها له أنزلها على الأرض وابتعد عنها قليلا لينظر إلى عينيها الحاقدة وهو يقول بتملك.

- ياويلك مني لو غبتي عن عيني مرة تانية أنتي مش ملك نفسك عشان تعملي كده...
- والله أنت مجنون مش طبيعي...
- لو كنت أنا مجنون ف أنتي سبب جنوني، ما إن قالها وهو يكز عليها أسنانه يود أن يأكلها ياا الله كم هي شهية ومغرية له وهذا كله جعل سيلين تحرك رأسها بغرور وهي تقول.

- وأخيرا اعترفت إنك واقع فيا، أيوه كده جرب الوجع، و هو ده اللي أنا عايزاه بالضبط، هكون ليك سراب يا ابن اللداغ كل ما تقول هانت همسكها تلاقيني هووووووب اختفيت من بين إيديك، ان ما وريتك إن الله حق، ولففتك حوالين نفسك ما بقاش أنا سيلين الجندي
رفع حاجبيه بهدوء متعمد ما إن قال.

- بجد! كل ده هتعمليه فيا، اممم شوفي سيلينا نصحتك كتير. بس غرورك أعمى عيونك، لو مفكرة إنك ممكن تلعبي فيه أحب أقولك ذكائك خدعك أنتي لحد دلوقتي ماشفتيش من شاهين غير الحنية فبلاش تخليني أقلب عليك
- أنا مابتهددش
- وأنا مشتاق
- نعم.

- مشتاق ليهم، قالها وهو ينحني ليقبل شفتيها إلا أنها عادت للخلف باندهاش ممزوج بغضب من تصرفه هذا، ليضحك عليها وهو يمسكها من يدها رغما عنها وأخذ يغلغل أنامله بخاصتها وكأنها ملك خاص به غير آبه برفضها ثم سحبها معه إلى الأسفل
حاولت ان تحرر كفها منه إلا أنها فشلت وبجدارة بهذا الشئ لتقول بتوسل وهي تنزل معه الدرج
- شاهين سبني والله بابا لو شافني معاك هيزعل مني...
وقف بالبهو وقال: أسيبك بشرط ايه...

- شرط ايه، ما ان قالها بحذر حتى رد عليها
- ترقصي معايا برا وقصاد الكل
- مش موافقة طبعا انا مستحيل ازعل بابا عشان واحد زيك...
- طيب، قالها وهو يحرر يدها وتنظر لها بذهول فقد تركها مع أنها رفضت شرطه...
- ماتستغربيش إني سبتك لأن بمزاجك أو غصب عنك هترقصي معايا...
- هو كل حاجة عندك عافية
- أنتي ماتجيش غير كده، وأنا كل حاجة عايزها باخدها وأنا عايزك، وهاخدك عروسة ليه بعد بكرة يابطة.

قال الأخيرة وهو يقرص شفتيها بخفة ثم تركها وخرج لتبتعد بخطوات بطيئة وهي تفكر بكلامه هذا، اقتربت من والدتها التي كانت تقف إلى جوار ميرال، وأخذت تراقب المراسيم...
ما إن جلس ياسين الى جانب المأذون و وضع يده بيد سعد وأخذ يردد ما يملى عليه بسعادة أما والدها الروحي كان مع كل كلمة يلفظها يشعر باختناق وكأنه يتم نزع روحه منه لااااا يريد كل هذا ولكن ما باليد حيلة، أغمض عينيه وتنهد بصعوبة ما إن سمع.

جملة المأذون الشهيرة بعدما تم عقد القران
نهض ياسين واقترب من ميرال ليمسك يدها ويجعلها تقف امامه ليقبل كفيها ثم نظر لعينيها وهو يهمس لها بمغزى
- أخيرا وصلت ليكي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة