قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الثاني والثلاثون

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الثاني والثلاثون

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الثاني والثلاثون

- لاء، يخص سلطان، ما إن قالتها داليا حتى استطاعت بها أن تستحوذ على جميع انتباهه ليقول بسرعة حاسمة
- أنتي فين عشان أجيلك
- هستناك بعد ساعة بالكافيه ع النيل
اسمه
- مسافة السكة وهكون عندك، قالها وهو ينهي المكالمة ثم عاد الى غرفته وما إن فتح بابها حتى تخطى سيلين التي أتت نحوه لتسأله من المتصل ولكن بفعلته هذه جعلها تقف مذهولة لتبتعد عنه قليلا وأخذت تراقبه كيف أخذ يبدل ثيابه باستعجال.

حاولت أن تتجاهله ولكن فضولها طغى على كبريائها الذي انخدش لتجاهله لها: رايح فين
ذهب أمام المرآة ليرتدي السترة وهو يقول بانزعاح من سؤالها هذا: مش شغلك...
اقتربت منه وسحبته من ذراعه ليستدير لها وهي تقول بانفعال طفيف: لاااااا الكلام ده تقوله لرجالتك اللي تحت مش ليا ومافيش خروج غير لما أعرف في ااايه، هااا، ختمت كلامها وهي تعقد ساعديها أمامه بجدية تامة مما جعله يرفع حاجبيه بندهاش من جرائتها وهو يقول.

- إيه الجنان ده، مالك؟!
- شاهين بلاش تجبني وتوديني ع الفاضي قولي رايح فين وأنت متشيك كدة، قالتها وهي تنظر الى ثيابه فهو كان يرتدي بدلة سوداء مع قميص من نفس اللون دون ربطة عنق بل ترك أول ثلاث أزرار مفتوحة
- متشيك؟! ليه هو أنتي امتى شفتيني غير كدة...
قالها باستغراب من كلامها هذا وهو يرفع زجاجة عطره ليرش منه إلا أنه قبل أن يفعل ذلك وجدها تسحبها منه وهو تقول بجبروت أنثى شعرت بالغيرة
- مش هتحط منه.

نظر لها بحدة وهو يعقد حاجبيه بغضب دلالة على عدم قبوله لتصرفاتها الغريبة الأطوار هذا إلا أنه التفت ليذهب دون أن ينطق بحرف فهو لا يملك وقت للمجادلة الآن ولكن توقف ما إن سمعها تقول بحسم
- وديني لأهلي أنا مش عايزة أبقى هنا، انا مش فاهمة ليه حابسني عندك وأنت مش فاضيلي...
ذهب نحوها مرة أخرى وقال بهمس موجوع
- عايزة تسبيني
رفعت ذقنها للأعلى بمكابرة ثم قالت: أيوه!

مال بوجهه لها وقال باستفسار وهو ينظر الى بؤبؤ عينيها: هتقدري من غيري
توترت نظراتها علامة على كذبها ما إن قالت بغرور. : أكيد، هقدر
- يابختك ياريتي كنت أقدر أعمل زيك...

قالها بابتسامة بسيطة تحمل في طياتها حزن فظيع بدأ يسيطر على روحه برغم أنه يعلم بأنها غير صادقة وتكابر لتحفظ ماء وجهها أمامه إلا أن مصدر حزنه هذا صادر عن شعوره بأن فراقهم هذا حقا أصبح قريبا خاصة بعد اتصال والدتها هذا، فبالتأكيد ما تخبئه سيقلب الموازين...
- طب هات حضن قبل ماتمشي طيب، قالتها بشكل عفوي أظهر شوقها الكبير له ما إن وجدته يهم بالذهاب بتهرب من ما يشعر به.

ترك أوكرة الباب والتفت لها وهو مصدوم بشكل مضحك: أما عجايب بصحيح مش كنتي عايزة تسبيني من شوية
سيلين بتلعثم: هااا، صح كنت، بس غيرت رأيي أصلك صعبت عليا، يالاااا هفضل معاك و أهو هكسب فيك أجر بسسس لازم توديني أشوف بابا أصله وحشني أوي...
- وحشك أوي يعني
لوت فمها بزعل لذيذ وقالت بصدق
- أووووي، ده حتى قلبي بيعيط عليه.

- سلامة قلبك يا روح قلبي أنتي، ما إن قالها حتى باغتته بسؤال قد سئلته إياه ألف مرة سابقا ولكنها تحب سماعها منه
- بتحبني؟!
- أنتي شايفة إيه
ذهبت نحوه وأخذت تمرر يديها على سترته وكأنها تهندم مظهره وهي تقول بثقة ودلع خطير الاخر
- إنك بتحبني وبتموت فيا، وبتعشقني عشق مالوش حل، ماهو أصله عشق الهجين ده مابيلقش غير لسيلين بسسسس ماينفعش ابدا يبقى لغيرها
مش ده كلامك، صح ولا أنا غلطانة.!
- صح ياعشقي أنتي.

وسحبته نحوها من تلابيبه بحركة تحدى ممزوجة بانتصار وهي تقول: شفت يامسكين أنا موقعاك ازاي، انتقامك انقلب عليك أهو زي ما وعدتك...
و زي ما أخوك وجع أختي وجعتك
- لو وجعي وعذابي وانكساري على إيدك أنتي!
أنا راضي فيه و أبصملك عليه بالعشرة و أرفعلك رايتي كمان، بس اللي واخد بالي منه و واضح زي الشمس هو إنك كمان بتحبيني
سيلين بإنكار قاطع: ماحصلش!

- متأكدة، قالها وهو يقترب بجسده منها بشدة لتقول بتوتر و شكل ملحوظ ما إن التصق بها
- روح لشغلك مش كنت مستعجل بس متتأخرش
ابتسم بخبث وأخذ يتحسس وجنتها الناعم ما إن لاحظ شدة تأثيره عليها: أمشي يعني
- هااااا، آاااه تمشي يالااا، قالتها وهي تشيح له بيده ليبتعد عنها وما إن استجاب لرغبتها وابتعد حتى قال بمراوغة
- طب والحضن؟!
- ماله.

- مش كنتي عايزة، قالها وهو يسحبها الى صدره لتحاوطه بذراعيها وهي تدفن وجهها بعنقه وأخذت تستنشقه لتقول بغمغمة وكأنها ستفقد وعيها
- ريحتك حلوة وبحبها.

احتضنها بقوة ألمتها ثم قبل صدغها وأبعدها عنه بصعوبة بعد دقائق، فقد كانت تتمسك به وكأنه اكسير حياتها كله، حاوط وجهها ذو الملامح الناعسة بكفيه الكبيرين و أخذ ينفخ عليها أنفاسه بهدوء لتغمض عينيها باستمتاع هائم ليقترب أكثر منها و أكثر حتى ابتسمت بخفة ظنا بأنه سيقبلها أو دعنا نقول هذا ما تمنته هي، إلا أنها كرمشت وجهها عندما أخذ يهمس لها داخل أذنها بعبث لا يستهان به
- واضح أوي إنك مش بتحبيني.

فتحت فمها بذهول كادت أن تدفعه عنها وتضربه على صدره من شدة غيظها إلا أنه لم يسمح لها بالتعبير عن ما بداخلها فهو قال ما يريده ثم ابتعد من فوره وخرج دون أن يعطيها المجال بالرد حتى.
أخذ ينزل الدرج وهو يضحك باستمتاع ما إن وصله صراخها عليه وهي تقول: بكرهكككككككك
خرج من داخل المزرعة وتوجه نحو سيارته التي سرعان ما فتحوا له بابها الحرس، صعد بها وأخذ يتصل على اخيه الذي ما إن رد عليه حتى قال
- أنت فين؟

- هروح أشوف بس يحيى من ساعة ما اديته المنوم ما أعرفش أخباره ايه، صحي ولا لاء
- سيبك منه وتعالالي ع المكان اللي هبعتهولك
- في حاجة؟!
- تعالى وهتعرف
- ماشي، ما إن قالها الآخر حتى أغلق الخط وشغل سيارته ليتحرك بها متوجها لهدفه الذي سيغير مجرى حياته كلها
بعد فترة طويلة من الزمن توقف أمام أحد الكافيهات المطلة ع النيل، كان المكان مكون من طابقين
. الطابق الأول مغلق بشكل كامل أما الثاني مكشوف.

دخل بخطوات مترددة، أول مرة تحصل معه، الآن كيف سيقوى على سماع ما هو مخبئ بين السطور وهو يعلم بأن ما إن سينكشف كل شئ بعدها لا مجال هناك لتراجع...
صعد الى الطابق الثاني وذهب نحو الطاولة الذي دله عليها النادل ليرى أخيه وحماته يجلسان ينتظران قدومه، وما إن اقترب منهما وجلس أمامهما، حتى قال ياسين بضجر فقد انتظروه كثيرا
- ما لسه بدري...

رمقه شاهين بنظرة حادة من طرف عينيه الشبيهة بنظرات الصقر حتى صمت الآخر وابتلع باقي كلامه...
وجه كلامه لتلك التي تملأها الحيرة و الخوف
وقال بعملية مباشرة: سمعيني اللي عندك إيه
- بسهولة كدة...
ياسين بتدخل: عايزة مقابل يعني
داليا بتوضيح: شرطين
- يبقى اللي عندك مايلزمنيش لا عاش ولا كان اللي يتشرط على ولاد اللداغ، ما إن قالها شاهين وهو يهم بالنهوض إلا أنها سرعان ما قالت بتعديل.

- اعتبره مقابل اللي هقوله، زي ما ياسين قال
- اللي هما ايه
- أول حاجة وأهمها ترجع سيلين...
خنجر سام انغرس بثنايا قلبه من طلبها هذا، كان يعرف بأن هذا ماسيحصل، خرج من دوامة ألمه ما إن أكملت وقالت، وسعد
شاهين بستفسار
- ماله سعد أرجعهولك هو كمان ولا إيه
- مش عايز يعرف اللي هقوله دلوقتي تحت أي ظروف
- التاني سهل بس الأول ما وعدكيش غير لما أسمع منك، اتفضلي قولي اللي عندك
- عايز تعرف إيه اسأل وأنا أجاوب.

شاهين بجدية: كل حاجة حصلت عايز أعرفها، أدق التفاصيل عايز أسمعها مهما كان تافهة
رطبت شفتيها بلسانها وقالت: تمام. شوف أنا وسعاد كنا صحاب من زمان أوي تقدر تقول من أيام المدرسة ده غير إننا كنا جيران، الباب بالباب يعني
بس الحكاية بدأت بجد لما أول ما دخلت ثانوي لفت انتباهي أخوها اللي كان دايما بيوصلنا بنفسه، بغض النظر عن وسامته إلا إنه خطفني بشخصيته وحبه لأخته كان حنين عليها وبيعاملها كأنها بنته...

فكرت وقتها أنه المشاعر اللي تولدت جوايا ليه إنها مجرد أحاسيس مراهقة واعجاب مش أكتر وهيروح مع الوقت بس اللي حصل مع الأسف أنه تحول لحب من طرف واحد حاولت أطلعه من قلبي كتير إلا إني لاقيت نفسي بغرق فيه أكتر وده اللي لاحظته سعاد وكشفتني من عيوني اللي كانت تلاحقه من غير ماحس
وفضل حبي من طرف واحد لحد ما دخلنا الجامعة
يعني سنين مرت وأنا مش شايفة غير سعد...
وقتها لاحظت تغير سعاد وسرحانها اللي مالوش آخر.

عرفت من تصرفاتها إن في حد دخل بحياتها و فعلا شكي طلع بمحله لما جت واعترفتلي بأن في واحد مش سايبها بحالها بيلاحقها بكل مكان لحد ما عرف يسرقها من نفسها و ورطها بحبه، وهي دلوقتي حبته بجد و عايز يتقدم لها بس سعد رافض لأنه مقطوع من شجرة
برغم رفض أخوها اللي معذبني إلا إني فرحت لفرحتها أصلها كانت بتتكلم ولمعة عنيها فاضحاها، زيي بالضبط لما بشوف سعد اللي كان مش.

حاسس فيا خالص ولا كأنه شايفني، بس كلام سعاد ليا ساعتها فوقني لما لاحظت حالتي دي
قالتلي احنا بنحب مرة واحدة، لو حبك لأخويا حقيقي وأنتي متأكدة من مشاعرك ليه وعايزاه بجد ماتضيعهوش منك، الحاجة اللي مش بتجيلك روحيلها أنتي وخديها ليكي...

و فعلا عملت بنصيحتها دي وروحتله وقلتله بحبك خبط لزق كدة من غير مقدمات لدرجة أنه فكر إني بهزر وسابني ومشي بعد ما قالي بانزعاج، أنتم هتبطلوا مقالبكم دي امتى، اكبروا بقى أنتي والمجنونة التانية...
ماقلكمش وقتها حالتي بقت ازاي كرهت نفسي لأن مع إني نطقتها ليه ماحسش فيها. أسبوع فضلت بسريري عيانة عيوني مانشفتش من الدموع من خيبتي...

وما خرجتش من اللي أنا فيه غير لما جت سعاد وخدتني على بيتهم بالعافية قال إيه في حاجة مهما لازم تقولهالي وتاخد رأيي فيها. و أول ما وصلنا قالت لي روحي على أوضتي أنا هجيب حاجة نشربها سوا
عملت اللي هي عايزة بس أول ما دخلت انصدمت بأنه واقف قصادي، كنت ناوية أخرج تاني بسرعة إلا أنه وقفني لما قال...
- وانا كمان بحبك...

طلع الأستاذ غرقان زيي وأكتر كمان بس كان بيمثل أنه تقيل لأني صاحبة أخته وصغيرة ومش وقت الكلام ده، فكان مستنيني أكبر شوية ويتقدملي.

مستحيل أقدر أوصفلكم وقتها فرحتي كانت قد إيه بعد اعترافه ليا بس الفرحة دي ما دمتش كتير، كلها كم يوم وجتني سعاد بالجامعة وقالت أنها معزومة ع الغدا ولازم أروح معاها عشان ماتبقاش لوحدها وسعد يشك لأنها عمرها ما طلعت لوحدها دايما احنا مع بعض، هو ماهر كان بوقتها خطيبها. بس سعد ودماغه متركبه كدة بيرفض الخروجات دي
و روحت معاها وياريتني ما روحت، هناك كان أول مرة أشوفه مع ماهر، سلطان.

ما إن نطقت اسمه حتى زاد تركيز الأخوة اللداغ
بما قالت وبما ستقول فبالتأكيد المغزى يكمن هنا، وخاصة عندما أكملت بتنهيدة
عرفتني عليه سعاد على إنه صاحبه بس لاحظت انزعاجها هي كمان من اللي اسمه سلطان زيي لأن نظراته كانت جريئة ليا و واضح للكل، حاولت أعتذر وأقوم بس الموقف كان هيبقى مش لطيف فاستحملت عشان خاطر صاحبة عمري أهو غدا
وهيعدي أو ده اللي أنا فكرته.

بس اللي حصل بعدها هو إن سلطان ده بقى بيظهرلي بكل مكان، خنقني بملاحقته ليه، شهور وأنا بحاول أتجنب مضايقاته ليه وقولت لوتجاهلته هيزهق ويمل، بس العكس حصل، وخصوصا بعد جواز سعاد وماهر اللي تم بسرعة، كنت بلاقي كل لما أصده بيزيد إصرار عليا حتى لما خطبني
- اااايه خطبك؟! قالها ياسين بمقاطعة وهو مصدوم من ما سمع، ليجدها تحرك رأسها بنعم وهي تكمل بشرود وكأنها تنظر من نافذة وهمية تطل بها للماضي.

أيوة خطبني فوق الألف مرة كل لما يشوفني يقولي عايز أتجوزك، بس لما كنت برفض كان بيبان وشه الحقيقي وخصوصا لما قالت لي سعاد أنه مش كويس وحكتلي أنه بلطجي زي جوزها مع الأسف بس الفرق هنا إن ماهر تاب وهي حبته خلاص بس حذرتني أنا قبل ما أقع بالمحظور مع إنها عارفة جنوني بأخوها إلا إنها حبت تنبهني من باب الحذر.
بس أنا لما واجهته بحقيقته ورفضته بشكل قاطع فضل يهدد بأنه هيقلب حياتي جحيم...

وقتها جريت على سعد وطلبت منه يتجوزني...
ما إن قالت كلامها هذا حتى ابتسمت وقالت للذان يجلسان أمامها عندما وجدت علامات الدهشة واضحة عليهم من تصرفاتها
ماتستغربوش، أيوة أنا اللي اعترفت بحبي في الأول ليه وأنا بردو اللي عرضت عليه الجواز
ياسين بتعجب: طب ليه كل ده، أنت قمر و ألف من يتمناكي
داليا بصدق: وأعمل بالألف إيه وأنا مش بتمنى غير حبيبي.
- يابخته، ميرال مش طالعة ليكي ليه.

- لو كنت بقبت ليها زي سعد كانت هتبقى ليك زي داليا، قبل ما تسأل ليه شوف أنت أديتها ايه، اللي زرعته حصدته يا ياسين باشا
- احمممم ياريتني ما اتكلمت. كملي كملي ماتركزيش معايا...
نظرت الى الهجين الذي كان صامت ويراقب تعابيرها بدقة وينصت لكلامها بإصغاء، لوهلة شعرت بأنها تجلس الآن أمام جهاز كشف الكذب...
تنهدت للمرة التي لا تحصى وأكملت بوجع...

قلت له اتجوزني بس هو رفض وقالي كملي جامعة الأول، دي آخر سنة ليكي مش عايزك تشغلي نفسك بالكلام ده، و كان عايزني أطلع تقدير امتياز أو أقل حاجة جيد جدا...
ومع اصراري إلا أنه مشى كلامه عليا وقعد يذاكرلي بنفسه لحد ما نجحت ب تقدير جيد، مع أنه عاتبني عليه بس اللي هو ميعرفوش صح أنا كنت بدرس بس بالي مشغول باللي كل يوم يجيني الجامعة...

تخيلوا أربع سنين ملاحقني مثل ظلي لا أنا حنيت ليه وحبيته لأني كنت وما زلت مابشوفش غير ابن الجندي. ولااااا حتى هو رحمني وعتقني منه، وبرغم كل اللي عشته من خوف وتوتر من ناحية سلطان إلا إني كنت حذره جدا إني ماخليش سعد يحس بحاجة واللي كان بمصلحتي إننا جيران كنت بشوفه من غير ما أطلع من العمارة وده اللي خلا سلطان مايعرفش بعلاقتنا.

ومن الناحية التانية سعد كمان كان مشغول بشغله ماهو هو اللي ماسك الشغل كله بعد موت باباه...
المهم تخرجت وعملت حفلة صغيرة ولاقيت بنهايتها سعد بيحدد موعد كتب الكتاب وبعدها بأسبوعين جوازنا، رفض حكاية الخطوبة قالي أنتي كبرتي قصاد عيني وبقالنا سنين بنحب بعض وقاري فتحتك من زمان، مالهاش لازمة الشكليات دي
وأنا وافقت من غير مناقشة قولت لما سلطان يشوفني أتجوزت أكيد خلاص يعني هيقطع الأمل وهيروح بطريقه...

بس بعد يوم واحد من كتب الكتاب اتعرض سعد لحادثة قوية خلته عقيم، الكل انهار من الخبر ده و أهلي وقتها طلبوا مني إني أرجع أفكر بالارتباط فيه لأن الوضع تغير وكانوا قلقانين عليا لأني بنتهم الوحيدة، بس هما مايعرفوش إني ماقدرش أشوف غيره، بحبه، الحب ساعات بيكون لعنة...

مرت علينا أيام سودة نفسيتي تعبت وفي يوم رحت لسعاد شقتها وقتها كنت لسه عارفة أنها حامل بسيلين وعندها ميرال، بس قبل ما أدخلها لاقيته قصادي بشكل يخوف...
كان يومها أول مرة أشوف وشه الحقيقي اللي بجد، قالي اطلقي منه لو خايفة عليه، لا حسن أقلب الطربيزة على اللي فيها وعليا وعلى اعدائي
. بس أنا تمسكت بسعد أكتر و بيوم وليلة اتجوزته من غير لا فرح ولا هيصة و طبعا ده بطلب مني برغم اعتراض الكل وأولهم هو.

بس قراري كان نهائي ومن يومها اختفى سلطان ومابقتش أشوفه زي زمان، بس وراء كل هدوء عينك ما تشوف إلا النور، ماهر وسعاد حياتهم اتدمرت بالتدريج، سعد شغله بقى بيلاقي فيه صعوبة
ده غير أنه كانت أعصابه تعبانة 24 ساعة بسبب موضوع الخلفة...
بعد جوازنا بشهر، أمي وأبويا اتقلبت فيهم العربية وخسرتهم في يوم واحد، اختفوا من حياتي بلحظة، الوضع بقى لا يطاق من جميع النواحي...

مهما أقولكم على اللي عشناه وقتها مش هتصدقوا ولا هتفهموا لحد ما قررنا نسافر...
بس فجأة جت رسالة لسعد بالليل من ماهر بيوصيه على مراته و أولاده بطريقة خلت سعد يضرب أخماس بأسداس و وقتها خرج بسرعة من البيت ومرجعش لغاية تاني يوم منهار جسديا ونفسيا وهو شايل بين إيديه طفلة لسه مولودة وعند رجليه كانت واقفة ميرال وهي مرعوبة، والباقي أنتم عارفينه
وبس كدة.

انتفض شاهين وقال: نعمممممم بس إيه، أنتي جيبانا هنا عشان ده بس
داليا بمقايضة: شوف يا شاهين أنا مش هكمل إلا لما تديني وعد راجل بجد إنك هترجع سيلين...
- دي مراتي على سنة الله ورسوله أرجعها فين
- بس دي بنتي انا اللي ربتها من أول ساعة اتولدت فيها...
- كملي
- أنت لازم ترجعها، سيلين معاك بخطر ماينفعش أنها تفضل قريبة من سلطان وخصوصا هو مطلع نابه الأزرق على بناته...
- بقولك كملي.

اضطرت لفعل ما يريد وهي تقول: شوف أنا هكمل مش عشان أنت قولت لاااا، بس عشان أنا متاكدة لما تعرف الباقي أنت بنفسك هترجعهالنا.
- اخلصي وسمعيني
- المهم زي ما أنتم عارفين أخدنا البنات وسافرنا واستقرينا هناك، و أكيد عارفين ازاي رجعنا هنا تاني بفضل ياسين باشا طبعا...
فكرت إن بعد السنين دي كلها إن خلاص مستحيل الماضي يرجع تاني ده فات عليه أكتر من 25 سنة...
بس طلعت غلطانة لما شفته بين الحضور بخطوبة ميرال...

ده كان أول وآخر لقاء مابينا بعد السنين كلها ولحد دلوقتي ماشوفتوش تاني...
شاهين بتساؤل: اللي فهمته إنه بخطوبة ياسين وميرال تقابلتم وتكلمتم صح
- صح
- الحوار كان ايه...

- في الأول ما عرفتوش، ملامحه متغيرة أوي، بس لما اتكلمنا قالي بصريح العبارة أنه أي حد كان سبب في بعدي عنه أداله تذكرة ذهاب بلا عودة إلا سعد قال ايه عشان يحرق قلبه على بناته اللي متعلق فيهم ويدمر عيلتي اللي تعبت فيها عشان يديني درس لأني فضلت عليه واحد عقيم.

ولما جاب سيرة ماهر سألته هو اللي قتله، وقتها اعترف على نفسه بأنه هو اللي قتله لأنه هو السبب إني اتجوز غيره، لأن بنظره إني رفضته عشان سعاد قالتلي على طريقة شغلهم، ما يعرفش إني أول ما فتحت عينيا ع الدنيا كانت على ابن الجندي
بس اللي لفت نظري أنه قال في أخ للبنات أكبر من ميرال بسنتين، بيكون ابن ماهر من الحرام وأنه أخفى وجوده عشان سعاد متعرفش وتسيبه...

أخذ شاهين يكلم نفسه بتفكيره بطريقة شبه هستيرية: يحيى، مستحيل يكون ابن حرام سنين وأنا مخبي الحقيقة عن يحيى عشان شاكك فيها مش ماهر اللي يخلف بالحرام مش ماهر
- شاهين، اسمعني، برغم كل اللي حصل واللي سمعته مني دلوقتي، سلطان بيكره ماهر بطريقة غبية، لدرجة أنه دمر عيلة اللداغ كلها و أولهم أنتم
في حلقة مفقودة أنت اللي لازم تعرفها مش معقول
عمل كل ده عشاني أنا بس...
شاهين بغموض: ماشي أنا هتصرف ارجعي لبيتك أنتي.

- وسيلين
- ساعتين تلاتة كدة وهجبهالكم بإيدي، ما إن قالها حتى التفت له ياسين بصدمة كبيرة وكأن هناك دلو من الماء البارد سكب عليه
نهضت داليا بلهفة وهي لا تصدق ما سمعت هل ستعود ابنتها أخيرا إلى أحضانها لتتركهم وتذهب بسرعة خوفا منه أن يغير رأيه
أما عند شاهين كان لا يزال جالسا بسكون، ولكن يقسم بأن المراجل الملتهبة بداخله متأججة بشكل يصل لعنان السماء...
ابتسم بسخرية مؤلمة ما إن سمع أخيه يقول
- هنعمل ايه.

- بعد اللي سمعته همحي سلطان بالوكر اللي دمر حياتناااا، مستحيل أسيب شمس بكرة تطلع عليه
ياسين بحقد: ماشي بس نهاية سلطان على إيدي أناااا غير كدة مش لاعب
نهض عن كرسيه وحمل متعلقاته وهو يقول بهدوء مخيف: وهو كذلك مش هنختلف ع النقطة دي...
روح ليحيى واجمعوا الرجالة وأنا هوصل سيلين لأهلها وهجيلكم
- هترجعها؟!
- لازم
- مش هتندم.

- أكيد هندم، بس هندم أكتر لو تأذت بسببي ده عارف مكانها ومافيش وقت أدور ع مكان غير ده، مش هقدر أجازف فيها. على العموم أنا رايح وأنت اعمل اللي قولتلك عليه. قالها وهو يتركه ويخرج خارج الكافيه كلها ليستقل سيارته وعاد بأدراجه الى المزرعة.

في الوكر، كان يجلس بمخزن الخطايا الموجود تحت الأرض، هذا المخزن ليس لخزن الأسلحة كما يظن البقية، لا هذا يختلف فهنا بالذات يتم زهق الأرواح لكل من يعادي سلطان لا بل هو شيطان متنكر بزي إنسان...
كان يجلس على الكرسي كالكوبرا القاتلة ينظر الى بقعة معينه في الأرض، هنا وبهذا المكان بالتحديد قتل ماهر اللداغ وهنا توعد له أمام جثته بأنه سيجعل أولاده يعيشون كما عاش بعذاب طيلة حياته وها هو نفذ كلامه...

ابتسم بانتصار وهو ينظر إلى الجهة اليسرى ليجد غالية جثة هامدة على سرير حديدي و فاقدة الوعي تتأفأف بضجر فهي بهذا الحال من ليلة أمس، ولكن ما أثار استغرابه هو ثيابها الغريبة فهي ترتدي شيئا واسعا يغطيها من رأسها حتى قدميها لا يظهر منها سوا وجهها...
شعر بضيق من سترها الغير معتاد هذا...
نهض من مكانه وذهب نحوها. وما إن وصلها حتى أخذ يسحب عنها ذلك الذي يغطيها وكأنه خيمة.

وعندما فشل كاد أن يمزقه عليها إلا أنه ابتعد ما إن دخل رجاله وهم يرمون أمامه ما أراد منهم
رفع حاجبيه باستمتاع وهو لا يصدق بأنه أخيرا حصل على انتقامه، ثم نظر الى رئيس الحرس وهو يقول
- فين التحليل اللي عمله شاهين
- اتفضل، قالها وهو يقدم له أوراق تحاليل ال DNA وما إن فتحها وقرا النتيجة حتى قال
- صلة القرابة من الدرجة الأولى ههههههههههه...

صمت وأخذ يدفع بقدمه جسد ذلك النائم الذي لا حول له ولا قوة وهو يقول: شفت ولاد عمك عملوا إيه باخواتك، يا يحيى يا للداغ يا ابن ماهر اللداغ...
بقى شاهين مستغفلني وطلع كاشفني وعايز يتأكد
بس على مين ده أنا سلطان، خليت الكل يفهم إني سافرت عشان أرتب أموري على رواق وأخطط بمزاج عالي، ازاي اتغدا فيكم كلكم قبل ما هو يفكر بس يتعشا فيا...
نظر الى رجاله وقال باستغراب: قدرتوا عليه ازاي ده معجون بمية عفاريت...

- والله ياحاج احنا دخلنا وشفناه نايم زي ما أنت شايف كدة. شكله واخد منوم قوي شوية
- طب اربطوه بالعمود ده لغاية ما يصحى وفتحوا عنيكم بالمكان، شاهين وياسين مستحيل يسيبوه
أكيد هييجوا هنا عشانه...
- لو ده حصل. أوامرك ايه
- أول ما يحطوا رجلهم بالوكر تكتفوهم وتجيبوهم هنا
ترموهم عند جزمتي، وآدي قعدة، قال الأخيرة وهو يعود لمقعده مرة أخرى، ليجلس عليه باسترخاء ونظراته السامة تملأ عينيه.

- نكتف مين ده الهجين بنفسه وده غير كمان ياسين اللي مايتلعبش معه، همس بها الرجل بقلق وهو ينظر إلى البقية برعب...
أمام و أعلى المخزن الأرضي كان هناك نافذة صغيرة تطل ع أحد الشوارع الخلفية المجهورة للوكر، كانت النافذة مغلقة بشريط لاصق أسود ولكن هناك كانت عين مترقبه لهم تنظر لهم بصدمة.

ابتعد عن النافذة وسند ظهره على الحائط المجاور له وهو لا يصدق ما رأى وما سمع، وهذا الشخص لم يكون سوا حودة الذي سرعان ما سحب هاتفه ليتصل بالهجين إلا أنه ضربه على ركبته بعصبية ما إن وجده قد انطفئ بسبب أنخفاض بطارية الشحن، يااا الله هل هذا وقته الآن، كيف سيوصل ما يحدث هنا للهجين دون أن يخرج من الوكر.

علي الطرف الآخر كان طول الطريق تتردد كلمات داليا في أذنه، هو واخوته كانوا بيد سلطان كحجارة الشطرنج يحركهم كيفما يشاء...
جعلهم ينتقموا من أنفسهم، نعم أنفسهم، فقد أكلت عائلة اللداغ بعضها البعض بسبب انتقام لا وجود له...
أطفأ محرك السيارة ما إن توقف أمام مدخل منزل المزرعة، نزل بخطوات متثاقلة ودخل بتعب وكأن هناك هموم كالجبال تجثو على عاتقه.

ابتسم بتلقائية ما إن وجدها تغفو على الأريكة وبيدها كيس من رقائق البطاطس...
اقترب منها وجلس على الأرض ليرفع يده ينضف فمها الذي يعشقه من بقايا الطعام، طفلته الجميلة...
همس بها وانحنى وقبل ثغرها بقبلة سطحية طويلة يودعها بها...
أخذت تتحرك أسفله لتبعده عنها بانزعاج وهي تقول بنعاس...
- مش كدة كتمت نفسي، أنت جيت امتى
- بحبك
أخذت تمط ذراعيها بكسل بعدها قالت
- طيب.

- عايزة تشوفي سعد، ما إن قالها حتى اعتدلت بجسدها بسرعة وقالت
- بابا، ااااااكيد
- موافق بس بشرط
أمسكت يديه وقالت بصدق: هعملك كل اللي أنت عايزه بس خدني ليه
شاهين بحزن: ياترى هوحشك زي ماهو وحشك كدة
سيلين باستفهام: وهتوحشني ليه وأنت معايا ليل نهار
- روحي غيري هدومك وأنا مستنيكي.

- هتاخدني دلوقتي، قالتها بذهول، لتصرخ بحماس وسعادة ما إن أومأ لها برأسه لتنقض عليه وأخذت تقبل وجنته بقوة عدة مرات متتالية ثم تركته و أخذت تركض للأعلى وهي تصفق بيديها بعدما قالت بترجي
بس وحياتي عندك ما تغير رأيك، أوعى تغيره لحد ماهنزل، هاااا أوعى
جلس شاهين على الأريكة وهو يضع رأسه بين يديه بضياع لا يعرف ماذا يفعل، عقله مشغول يخطط ويدبر، وقلبه ينازع على أخذ روحه منه، كيف سيستطيع الاستغناء عنها، كيف.

رفع وجهه للسقف وأخذ يسحب أنفاسه بصعوبة وكأن الهواء اختفى من المكان، يرغب بالبكاء، صعق من رغبته هذه واستنكرها. هل يريد البكاء وهو لم يبكي قط منذ وفاة عمه، لااااا مستحيل أن يسمح لنفسه أن يضعف الآن...
مسح وجهه ونهض من مكانه عندما وجدها تنزل وهي تقول بلهفة: يالا بينا أنا جاهزة
- أنتي لسه معرفتيش شرطي
- قولتلك إني موافقة عليه مقدما
- عايزك ماتحبيش غيري تحت أي ظروف حتى لو مت...

ما إن كاد أن يتكلم حتى وضعت كفها على فمه لتقاطعه وهي تقول بعتاب
- بعد الشر عليك، ايه الكلام ده هو ده وقته...
يالا بينا
غصة خنقت حنجرته وهو يقول: مستعجلة تسبيني
ابتسمت بحب وقالت وهي تمسك يده و أخذت تشدد عليها بقوة: مش هسسيبك أبدا هنروح نزورهم و أشوفهم ونتعشا كلنا مع بعض، وحشتني اللمة.
وفي آخر الليل هرجع معاك...
شاهين بتهكم مجروح: وسعد هيسيبك ترجعي معايا كدة عادي.

- أنا مراتك، مافيش بالدنيا دي قوة تقدر تاخذني منك إلا لو أنت سمحت ليهم بده، هااا نمشي بقى
- نمشي، قالها ببهوت وخرج معها من المنزل لا بل من المزرعة كلها، مما جعلها تلتفت للوراء وأخذت تنظر للمكان وهو يبتعد عنها بل العكس صحيح هي من تبتعد عنه، وكأن قلبها قد أعلمها بعدم العودة، و بأن العد التنازلي قد بدأ.

- مالك،؟! قالها شاهين بجمود وهو يضغط على الدركسيون بأنامله ليجدها تقول وهي تعتدل بجلستها بجواره لا بل اقتربت منه وحضنت ذراعه اليمنى بتملك وهو يقود لتسند صدغها عليه
أما الآخر التزم بالصمت التام فهو كلما اقترب من مكان سكن عائلة الجندي زاد اختناقه ليجدها تهمس بفرحة: أخيرااااا هعيش معاك بصورة طبيعية...
- عايزة تكملي معايا
- طبعا...
- ليه، قالها وهو ينظر لها ثم عاد بنظره للطريق.

أما هي لم تبعد عينيها عنه وقالت: لأني مانفعش أكون لغيرك، سيلينا اتخلقت لشخص واحد وبس اللي هو أنت...
عاد ونظر لها وقال: انتي ليا وبس...
- أنا للهجين والهجين اللي، قالتها وهي تمرمغ وجهها بكتفه ثم ما إن رفعته حتى ألصقت جسر أنفها بذقنه لتنطق بهسيس، بحبك...
توقف بشكل مفاجئ، لم يريد أن يسمعها الآن، لم يريد هذا على الإطلاق...

ابتعدت سيلين عنه بخيبة أمل فهي لم تتوقع ردة فعل هكذا على اعترافها له، ولكنه محى كل شئ من ذاكرتها ما إن وجدته يقول بتهرب: وصلنا،!
نظرت حولها وعضت شفتيها بحماس ثم نزلت بسرعة ولكنها توقفت ما إن وجدت هاتفه يرن وما إن رد عليه حتى تغيرت معالم وجهه للاجرام وهو يصرخ ب ياسين.

- يعني إيه يحيى مش موجود. هو صغير وهيتوه، أنت بتقول إيه الشقة مقلوبة. صمت و أخذ ينهج بانفعال وبصوت عالي ثم ابتلع لعابه، تمام حاول تتواصل مع حودة أنا بكلمه من الصبح وتليفونه مقفل، اتصرف يا ياسين، أنا شوية وهكون عندكم...
رمى هاتفه ونزل من السيارة والتفت نحوها و أبعدها عن الباب و أغلق باب المقعد الذي كانت تجلس به ثم قال: شقة أهلك بالدور التاني على إيدك الشمال.

انرسمت على شفتيها أجمل وأرقى ابتسامة يمكن لذلك المتيم أن يراها عليها، تركته وصعدت على درج العمارة بلهفة طفلة ليتبعها الآخر بخطوات ثقيلة وما إن وصلت هدفها حتى أخذت تطرق باب الشقة بحماس فهي لا تصدق أنها أخيرا ستنجمع مع عائلتها
ولكن ما إن سحبها من عضدها نحوه حتى قالت وهي تكاد أن تطير فرحا
- شاهين أنا مش مصدقة إني خلاص هشوف بابا...

- بصي في عينيا، قالها وهو يحاوط وجنتيها إلا أنها لم تصغي له وكادت أن تلتفت نحو الباب لتطرقه مرة ثانية إلا أنه ثبتها أمامه بقوة وأكمل بقهر وانكسار
- اسمعيني بس مافيش وقت
نظرت له باندهاش من حزنه الواضح الذي لاحظته للتو عليه لتقول باندهاش: في ايه مالك
- أنتي طالق!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة