قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الثامن والأربعون

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الثامن والأربعون

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الثامن والأربعون

لتعود بنظرها ليدها ما إن شعرت الآخر بدأ يقرب من خنصرها ولكن ما إن بدأ يضعها حتى جفل بفزع و وقع الخاتم منه على الارض عندما احتل المكان بشكل مفاجئ صوت الطبل البلدي العالي مع المزمار
وهنا دقت ساعة الصفر ليتفاجئ الحضور بدخول درجات نارية سوداء لا حصر لها تدور حولهم داخل القاعة ليليه اقتراب صوت الطبل أكثر و أكثر مما جعل الحضور ينظرون لبعضهم بصدمة ولكن ما جعل صدمتهم هذه تمتزج بالذهول
عندما وجدوا ياسين يدخل من الباب الكبير للقاعة وهو يفرد ذراعيه كالنسر يميل هنا وهناك يرقص بكل جبروت مع رجاله
مما جعل ميرال تفتح فمها بذهول و أخذت تنظر ل عمر الذي كان لا يقل ذهولا عنها ثم انتقلت بنظرها لسيلين التي تحركت بغضب نحو شاهين الذي كان ينظر لأخيه بفخر وكأنه يقدم استعراض مميز
وما إن اقتربت منه حتى سحبته من قميصه نحوها وهي تقول: ايه اللي بيعمله أخوك
- بيبارك ليكم على طريقته، ما إن قالها باستفزاز
حتى صرخت به بانفعال
- شاهين
رد عليها بغزل وحب: ياعيونه أنتي
- لو عمل حاجة بأختي، ما إن قالتها سيلين بتهديد وهي ترفع سبابتها بوجهه حتى قاطعها هو بتأكيد
- أيوة أختك دي، شايفاها مش كدة. ياسين ده بقى هيطلع الخمس سنين من عينيها، مش احنا اللي بنضرب على قفانا ونسكت
سيلين بفزع: أنت فرحان كدة ليه، أنتم ناويين على ايه؟ !
- أيوة فرحان و جدا كمان، بصي رقصه حلو ازاي، قالها وهو ينظر إلى ياسين الذي كان مندمجا مع حودة بالرقص ثم أخذ ينزع عنه سترته الشتوية وهو يبتسم بخبث ليرميها لأحد رجاله بهمة ثم أخذ يرفع أكمام قميصه وما إن رفع نظره لقاتلته لتلك التي سرقت منه راحته وجدها بقمة الأناقة والجمال، ليكز على أسنانه من الغيرة وعينيه لمعت بحزن ممزوج بتوعد هل فعلت كل هذا بنفسها لأجل ذلك الحثالة الذي يقف بجوارها كالأهبل
أخذ يخرج بعض النقود الورقية من جيب بنطاله ليذهب نحو صاحب الطبل ليضع له قسم منه ثم ذهب نحو الآخر و وضع الباقي داخل بوقه ليجده يجلس على الأرض على إحدى ركبتيه وزاد من حماسه بالعزف
ليعود ياسين بفرد ذراعيه مرة أخرى و أكمل رقصته ولكن هذه المرة أخذ يقترب من تلك التي لا تستطيع ابعاد نظراتها عنه وكأن هناك غراء خفية علقت عينيها به، كانت تراقب كل حركة منه بملامح شاحبه فهي تعرفه لم ولن يمرر هذه الليلة على خير و بالفعل هذا ما حدث
ما إن اقترب كثيرا منها حتى التفت لأحد رجاله وسحب مسدسه الخاص منه وانحنى لها ليمسكها من رسغها بإحكام وسحبها له لتصبح داخل أحضانه بلمح البصر
رفعت رأسها للأعلى وهي تنظر إلى داخل عينيه بقوة عندما وجدته يضع فوهة المسدس بطرف عنقها. ضحك لها بعبث ثم جعلها تستدير بسرعة ليحتضنها من خصرها ما إن وجدها أخذت تعافر على تحرير نفسها منه بغضب...
ليصبح وضعهم ظهرها مسنود على صدره وذراعه اليسرى محتجزها بها ويده الأخرى يزرع مقدمة المسدس بجانب عنقها البض بالتحديد كان يغرزه أسفل فكها بجانب الحنجرة
ليرفع جميع رجال وكر الأفاعي سابقا أسلحتهم باستعداد بشكل رسمي للرمي
كل شئ حصل بثانية أو اثنتين لا أكثر ومنظرهم بهذا الشكل جعل الموسيقى تنطفئ ليعم السكون بالمكان و أرتفعت وتيرة الفزع بين الحضور
تحرك عمر نحوهم بسرعة ليأخذها منه أو هذا ما أراد فعله وما تمنى ولكن شاهين سحبه من منكبيه ليجعله يعود أدراجه للخلف ثم دفعه بعنف لرجالهم الذين ما إن أمسكوه حتى أخذوا يضربوه بقوة جعلوا صوت تأوهاته يعلو بالأرجاء ثم تم جره الى زاوية بعيدة في القاعة ليرموه بها بعدما أصبح خرده لا ينفع لشئ
- لا جواز بالإكراه، قالها المأذون الذي دخل عليهم
مع رجال الوكر وهو ينظر بريبة للأجواء هذه وماذا يحصل هنا
- أكتب ياشيخنا أكتب، مافيش إكراه ولا حاجة، ولا ايه، قالها ياسين وهو ينظر الى سعد الذي كان ينظر الى ابنته ميرال بعتاب وكأنه يخبرها ألم أقل لك بأن الآخر لن يصمت و إن رد فعله ستكون كارثية، يعلم بمقدار حب ياسين لها ويعلم أيضا بأنه سيصونها فهو حقا نادم عن ما جرى بالماضي ولكن هو شخصيا يرفض هذه الطريقة حتى وإن كانت آخر حل أمامه...
رفع سعد حاجبه والتفت قليلا للخلف ما إن سمع همس يحيى له الخافت: وافق...
ليقول سعد بانزعاج منه- أنت بتقول كدة دي أختك لو نسيت ده...
ليقول يحيى بعدما نظر بابتسامة ل ياسين كيف يشدد من احتجازها وهو يتبادل النظرات معها بغيرة وكأنه يود أن يخبئها عن الحضور
- عشان هي أختي بقولك وافق، ميرال مستحيل كانت توفق إلا كدة، حتى مقاومتها ليه كبرياء مش رفض، مافيش خوف بعنيها بالعكس ده في تحدي
تنهد سعد وقال بقلة حيلة فهو الآن لايوجد حل آخر أمامه سوا الرضوخ فهو يعلم من يكونوا هؤلاء
- طيب لو وافقت هيئذيها مش كدة
يحيى بنفي: تؤؤؤؤ، مش ياسين اللي يقدر يأذيها مع إن مكر وكر الأفاعي كله في ياسين بس يجي قصاد بنتك العنيدة دي! ويبقى سبحان الله عاجز معاها حرفيا...
كاد أن يرد سعد عليه الآن، إلا أن صوت ياسين الحاد قطع حديثهم عندما وجده يقول للمأذون بأمر
- يالا ياشيخنا أنت مستني ايه، البت دي فرهدتني
مش راضية تثبت.
- بس يابني الجواز لازم يكون في قبول وإلا هيكون باطل
- أكتب يا شيخنا وما تركزش كتير، ما إن قالها بحدة حتى أومأ له المأذون بخوف وهو يقول
- حاضر، فين وكيل العروسة
تقدم سعد بقهرة أب نحوه وجلس الى جواره وقال: أنا...
ليحرر ياسين خصرها ليمسكها من معصمها بقوة وسحبها خلفه رغما عنها نحو المأذون وما إن جلست حتى جلس هو الآخر ليقول المأذون
- عايز أسمع موافقة العروسة
نظر لها ياسين وقال: أنتي موافقة مش كدة
حركت رأسها ب لا وقبل إن تنطقها، وجدته يضع المسدس مرة أخرى عليها ولكن هذه المرة وضع فوهته بجبينها وقال بغضب وملامح إجرامية
- سمعيني صوتك، أنتي موافقة تتجوزيني ولو عايزة تشتري موتك، ارفضي
أغمضت عينيها بألم ما إن ضغط على جبينها بقوة لتحرك رأسها بنعم وتقول بصوت مبحوح
- موافقة
- شاطرة يا حبيبتي، قرص ذقنها بخفة ثم التفت للآخر وقال بجدية. اديك سمعت ياشيخنا موافقتها بنفسك، أكتب بقى عشان أنا جبت آخري منك، ختم كلامه وهو يضع يده بيد والدها...
لتبدأ مراسم كتب الكتاب أمام نظر الجميع وما إن انتهى وتم توقيع الطرفين ونطق الآخر بجملته المشهورة التي يتم من خلالها اعلانهم زوج وزوجة حتى شعر بأن جبال الهموم التي كانت تستقر على عاتقيه أنهدت لاااا بل تلاشت أثقالها عنه تماما...
وما إن نهض من مكانه وسحبها معه لتقف أمامه حتى قبل أعلى جبينها بعمق رغم اعتراضها لذلك إلا أنه لم يهتم لرفضها هذا
ابتعد عنها قليلا ثم انحنى بجذعه بسرعة ليحملها على كتفه كشوال البطاطا لتصرخ ميرال بفزع من حركته المباغته هذه، ليخرج بها تحت اعتراضها بعدما قال للجميع: نستأذن احنا بقى، عشان شهر العسل
خرج بها من القاعة ليضعها بالمقعد الأمامي لسيارة سوداء عالية ذات دفع رباعي وما إن أغلق الباب عليها والتف هو ليصعد خلف الدركسيون حتى انطلق بها مسرعا
في داخل القاعة
كانت غالية تقف بينهم بندهاش لا يوصف من كل ما حدث الآن، نعم هي تعرفهم جيدا إلا أن جبروتهم هذه المرة زاد عن حده، فقد أخذوا الفتاة من وسط الجميع وبموافقة والدها أيضا...
التفتت تنظر الى والدتها التي كانت تجلس تستغفر الى جوار داليا التي كانت صامته ولم تنطق بحرف واحد حتى. وأما الجمر المشتعل كان وكأنه مزروع داخل محجر عينيها من شدة الإحمرار فهي تكبت كل حزنها بداخلها وهذا ما جعل وجهها محتقن
أما عند سيلين كانت قد فتحت عينيها بقوة هل والدها رضخ لهم بهذه السهولة، لماذااااا؟ !
كيف وافق على هذه المهزلة، نظرت لشاهين الذي كان يكتف ذراعيه ويراقب كل ما يحدث بابتسامة باردة بعدما أعطى تعليماته لرجاله لإنهاء هذه الفوضى وإخراج الحضور بسرعة. وعدم ترك أي دليل ورائهم بأسلوبهم الخاص
ليبتسم لها باتساع ما إن وجدها آتية نحوه مسرعة لتقول له بغيظ ما إن وقفت أمامه ودفعته من صدره
- مبسوط أنت مش كدة
لم يتحرك إنش واحد من دفعتها هذه ولم يغضب منها بل العكس حصل، رد عليها ببرود تام بعدما أومأ لها بجفونه
- فوق ما تتخيلي، وبعدين هو ده الصح حتى لو كانت الطريقة غلط من وجهة نظرك، بس ياسين بيحبها فعلا
سيلين بحيرة ولكنها ترفض هذا الأسلوب: أيوة بس مش بالشكل ده أنتم ليه كدة على طول تصرفاتكم همجية، لو كان بيحبها فعلا كان عرف ازاي يخليها تسامحه بطيب خاطر، دي ماما مانطقتش حرف لحد دلوقتي كاتمة بقلبها لو حصلها حاجة.
قالت الأخيرة وهي ترفع سبابتها بوجهه بتهديد ليقاطعها وهو يرفع حاجبه وقال بلا مبالاة
- والله ده اللي عندنا، احنا ولاد اللداغ كدة الحاجة اللي عايزينها بنطلبها مرة وتنين ماجتش بالذوق ناخذها بالعافية حتى لو كان تحت التهديد و أظنك مجربة ده...
- طب وعمر، ما إن قالتها حتى رد عليها بنزعاج
- ماله سي زفت، ماهو مرمي زي كيس الزبالة ولا ليه أي لازمة...
سيلين باستفسار: يعني مش هتعمله حاجة
قلص عينيه بترقب وقال: حاجة زي ايه،؟ ! وبعدين تعالي هنا أنتي مهتمة فيه كدة ليه
- أنا مهتمة فيه لأن أنا عارفة اللي بتحطه بدماغك بتنسفه...
شاهين بتكبر: البتاعة ده أصغر من إني أحطه بدماغي أصلا ولو كنت حابب أنهيه مش هستنى لحظة وما كنتش قولت للرجالة يرموه قصاد بيته...
و دلوقتي يا له ياقلبي هاتي العيال خلينا نمشي وأنتي حلوة كدة وشبه الكاتوه اللي عايز يتاكل
سيلين باستنكار: نمشي فين؟ !
- نروح لوكاندة أنا حاجز هناك لينا
سيلين برفض- روح لوحدك أنا مش هاجي معاك إلا لما ترجعلي أختي ولغاية ما تجيبها قصادي تحلم أرجع معاك
صعق شاهين من كلامها هذا: نعممممم، ! وأنا مالي بكل ده، أجيبلك ياسين منين دلوقتي عشان أرجعلك أختك
- اللي سمعته يا ابن اللداغ ده اللي عندي ويالا دلوقتي تعالى رجعنا لشقة بابي لاحسن الراجل
يروح فيها بسببكم، يالا...
قالت الأخيرة وهي تضرب شعرها للخلف بغرور لتتركه وتذهب نحو أطفالها الذين كانوا بقمة حماسهم لما حصل ظنا منهم بأنه فقرة من فقرات الاستعراض
ليستقبلها سعد اللداغ ما إن ركض لها وهو يقول
- مامي أنا كمان عايز مسدس زي عمو ياسين
بلال بحماس هو الآخر: وأنا كمان عايز زيه، وأنتي ياسيلا مش عايزة
- لأ، أنا عايزة فستان زي مامي ميرال عشان تيجي وتاخدني بمسدسك، ما إن قالتها سيلا بلطافة لذيذة حتى شهقت سيلين بصدمة من ما سمعت
التفتت بجذعها نحو زوجها الذي كان هو الآخر لا يقل منها صدمة ليأتي يحيى ويحمل ابنة أخته للأعلى و أخذ يقبل وجنتها بقوة ثم قال بضحك
- اااااااالعب يا بنت الهجين، شكلك هتشوف معاها أيام سودة بالمستقبل
اقترب و أخذ سيلا منه ليحتضنها وهو يقول بنزعاج: هاتها هنا هريت خدودها أنت وابنك، دي حبيبة أبوها وبس مش هديها لأي حد مهما حصل، دي بتاعتي أنا
ابتسم سعد الجندي بحزن شارد فهذا المشهد ذكره بما مضى مع بناته وكيف كان يجن إن اقترب أحد منهم، ليتنهد وهو يقول
- غيرك كان أشطر يا ابن سامر، هو أنت مش سامع، كل ساق سيسقى بما سقى...
قطب شاهين حاجبيه ورد عليه بعدما أنزل سيلا على الأرض التي ركضت لبلال وأخيها تلعب معهم
- بنتي خط أحمر
نظر له سعد بقهر وقال: دلوقتي عرفت معزة البنت عند أبوها قد إيه مش كدة، بنتك ممنوع حد يلمس شعرة منها وبناتي أنا عادي مش كدة
عم الصمت بينهم لترتفع وتيرة التوتر بالأجواء لتنظر غالية ل يحيى بمعنى انهي هذا الحوار وبالفعل
تدخل يحيى بسرعة ليغير مسار الحديث وهو يقول
- يالا ياجماعة نمشي، دي القاعة فضيت
- يحيى، ما إن قالها سعد حتى نظر له الآخر ليكمل كلامه، خد عيلتك والحقنا ع البيت
- بس أنا وشاهين حاجزين- اتكلم عن نفسك، أنا رايح أبات مع مراتي، ما إن قالها حتى تفاجئ الجميع فهو وسعد لا يطيقان بعضهم البعض ولكن كل شئ يهون ليكون بقرب عشقه...
أنهى مشهد الذهول هذا عندما حمل أطفاله على ذراعيه وتركهم وخرج لتلحق بها سيلين بسرعة ليبتسم بالخفاء فهو يعلم نقطة ضعفها صغارها فهو ما إن أخذهم وذهب حتى اتبعتهم بشكل تلقائي
أما عند البقية ذهب يحيى نحو حودة الذي كان مهموم برغم محاولته عدم اظهار هذا
- فيك إيه، قالها وهو يربت على منكبه ليتنهد الآخر بضجر وهو يقول
- مافيش ياباشا
يحيى برفعة حاجب: مش عليا. انجز في ايه؟
- عايز أتجوز
ابتسم يحيى باتساع وهو يقول
- حلوووو، نخطبها امتى
حودة بتعب: نخطب ايه بس دي العروسة زعلانة
- الزعلان نراضيه
- دي دماغها جزمة قديمة، سنين وأنا بحاول معها
- خدها غصب
- مش عايزها كدة، عايزها تبقى ليا بمزاجها
- مزاج إيه يا أبو مزاج، الستات دول محتاجين ليهم خريطة خاصة فيهم عشان نعرف أزاي نمشي معاهم ومانتوهش...
- آه والله
- سيبك منهم ده صنف يقصر العمل وتعالى وصل خالي ومراته لبيته
- وأنت!
- جاين وراكم أكيد ماهو جتنا أوامر عليا من سعد الجندي إننا نبات عنده الليلة...
- مبسوط بلمتك دي معاهم مش كدة يا باشا مش ده اللي كنت بتتمنى أنه يحصل من سنين...
ما إن قالها حودة حتى تهرب يحيى منه بسرعة خوفا بأن يضعف وتخونه عينيه على النعمة التي هو فيها الآن...
ليتركه ويذهب نحو أم غالية أخذ يدفع كرسيها المتحرك للخارج ليتبعه البقية بتعب من هذه الليلة
علي الطرف الآخر، بعد وقت طويل وصمت أطول بينهم وصل لهدفه أخيرا
ليفتح ياسين باب شاليه صغير جدا أقرب ما يكون شكله للكوخ من العصور القديمة بتقنيات حديثة...
لتدخل ميرال أمامه وهي تنظر للأرجاء بقلق داخلي لتلتفت بخوف للآخر الذي ما إن أغلق الباب بالمفتاح بقوة حتى قال بنبرة لا تبشر بخير
- أهلا و سهلا بمدام ياسين اللداغ، !
هااا إيه رأيك بالمكان أهو بعيد عن الدوشة، بيت صغير أوي بوسط بستان، يارب يكون عجب سيادتك ولايق بمقامك أميرتي، قولي رأيك بصراحة فيه لأني ناوي نبقى هنا شهر العسل كله...
لأني ما اعتقدش إني هلاقي مكان مناسب زي ده لينا، مكان بيليق للعرايس بجد. هنا مهما تصرخي محدش بيسمعك يعني تقدري تاخدي راحتك ع الآخر
ختم كلامه وهو يغمزها بوقاحة لترد عليه بتوتر من نظراته الخارقة لها بغضب، أول مرة تراه بهذا الشكل
- بسسسس احنا ياااا ياسين جوازنا ده باطل
ياسين بمراوغة: طبعااااا، مش باطل، صح أنتي كنتي متوقعه عريسك يكون واحد تاني، بس أنا عملت عليه تعديل بسيط أتمنى يعجبك
ردت عليه ميرال بانزعاج من أسلوبه المستفز هذا: وأنت فرحان بتعديلك ده يعني
ليقول ياسين بسخرية مريرة و وجع يغطي نبرته وبرغم قوته الآن إلا أنه مجروح منها حتى النخاع
- ومفرحش ليه، ماهو أنا لو معملتش كدة كان زمانك مع الدكتور عمر بتتعشي بأفخم مطعم فيكي ياأسكندرية تضحكي وتهزري معه ومش مهتمه باللي كنت هعيشه وقتها
كنت هتعذب وها أدمر بس عادي أنا مش مهم عندك صح، مش مهم إني أتجنن لما أعرف إنك هتكوني لغيري، مش مهم إنك تسيبيني محبوس بدوامة حبك وتروحي تعيشي لنفسك...
صرخت به بقهر: أنت بتتكلم وكأنك المجني عليه...
وكأني أنا اللي غلطت بحقك...
لينفجر بها ياسين بوجع كبير وكأن بفعلتها هذه رشت ملح عليه فهو تجرع المر من يديها حرفيا
- انتي بتقولي فيها، ما أنا فعلا مجني عليا بحبك...
عاااايزة إيه تاني ندم وندمت وعذاب وتعذبت أكتر منك كمان...
ومع كدة فضلت سعادتك عليا، بسسس، هو صح أنا كنت عايزك تعيشي حياتك مع راجل يعرف قيمتك ويصونك، حررتك مني عشان أخلصك من عذابي...
قولت كفاية عليكي كدة تعب وقهر معايا...
فكرت وقتها إني لو عملت كدة اني ممكن أحصل منك على احترام او إعجاب، مش عارف أحدد كنت مستني منك ايه بالضبط بس كان كل همي إنك تنسي اللي حصلك مني وتشوفي مستقبلك...
كان كل همي أرجع أشوف ميرال اللي حبيتها زمان مش بقاياها، حبيتك لدرجة إني تخليت عنك مقابل إنك ترجعي تبتسمي من تاني، حتى لو كانت ابتسامتك دي لغيري، كنت راضي!
كنت مستعد أعمل أي حاجة عشانك وكنت مستعد أتقبل كل حاجة منك بس مش بعد أسبوع يا ميرال
مششششش بعد أسبوع من طلاقنا، ده أنتي لو كنتي ناوية تستهزئي بيا وبمشاعري مش هتعملي كدة، ياجبروتك ياشيخا!
لتقول ميرال بوجع على وجعه هذا: لاء أنت فاهم غلط، أنا ماكنش قصدي حاجة، مش قصدي أأذيك
صرخ بوجهها بانفعال وحرقة: لااااااأ قصدك، خدعك غرورك بنفسك وأعماكي عني وعن الأذى اللي ممكن تسببيه ليه بعملتك دي، ولا أنا مش مهم عندك صح، طبعاااا مش مهم إيه السؤال الغبي ده
صمت قليلا ثم مسكها من رسغيها بشكل مفاجئ جعلها تنتفض بخوف ما إن أكمل كلامه
أسبوع وأنا بدوق المر بغيابك عني، في المقابل أنتي عملتي إيه هاااااا عملتي إيه، روحتي وجهزتي نفسك وتشيكتي لخطوبتك، كول الشياكة دي ليه هو صح
قال جملته وهو يهزها بين يديه بقوة آلمها بها مما جعل ميرال تتلوى بين يديه وهي تقول
- ياسين سبني، أنت بتخنقني
زاد من قبضته عليها لدرجة جعلها تتأوه وهو يقول بسخرية: إيه وجعتك ياحلوة، أومال مفكرتيش فياااا ليه، ! ماقولتيش شعوره هيكون إيه لما يشوفني كدة بالحلاوة دي كلها لغيره، عارفة يعني إيه تبقي كدة لغيري
- أوعى كدة، أنا معملتش حاجة غلط عشان تيجي وتحاسبني، صرخت بكلماتها هذه وهي تحرر نفسها بأعجوبة منه وأخذت تعود للخلف ليعض على شفتيه ثم قال بتأكيد ممزوج بتوعد
- صح، أنتي معملتيش حاجة غلط، الغلط مني، مني أنا يوم ما سبتك وقولت حرام خليها تعيش، بس هصلح غلطي ده دلوقتي لما اخليكي تكوني مراتي فعليا
أخذت ميرال تؤشر له بيدها بنفي وهي تقول بفزع
- لا لا لا...
كز على أسنانه بقوة ثم قال من بين أسنانه المصطكة: وليه لاء، إيه اللي يمنع، أنتي مراتي شرعا وقانونا
- جوازنا باطل المأذون قال، لا جواز بالإكراه وحصل تحت تهديد، ما إن قالتها حتى ابتسم بتهكم موجوع وقال
- بس لما سألتك قولتي موافقة، كادت أن تعترض إلا أنه كرر كلامه بقوة أكبر وصوت أعلى، وافقتي، !؟ كنتي تقدري ترفضي ببساطة
هااا ما رفضتيش ليه اووووعي تقولي إنك خفتي مني ومن تهديدي...
ميرااااال بالله عليكي ماتضحكيش عليا بالكلمتين دول، أنتي عارفة ومتأكدة كمان إني مقدرش أذيكي ابدا، عارفة اني روحي فيكي...
قوليلي دلوقتي وافقتي ليه مع إنك كنتي تقدري ترفضي هممممم مش بتردي ليه، أنا أقولك ليه
لأنك من جواكي كنتي مبسوطة باللي بعمله...
موافقة عليه بس غرورك بيمنعك تقوليها...
لأنك من جواكي بتحبي ياسين ده اللي قصادك...
بتحبي ياسين اللي خدك من وسط الكل بالسلاح
بتحبي البربري اللي جوايا على الغبي اللي أخد يترجاكي تسامحي على غلطة عملها بحقك وندمان عليه ويوم ما فضل سعادتك على سعادته...
روحتي لغيره
ميرال باختناق: أنا مش كدة
صرخ بها: أومال أنتي ايه، معقولة عملتي كل ده عشان بس تعاقبيني بمغامراتك مع الدكتور...
- أنت قالتها الدكتور مش صايع زيك، ما إن قالتها بتهور حتى قبض على عضديها وأخذ يغرز أنامله بلحمها دون رحمة وهو يقول
- الصايع ده أنتي بتموتي فيه فمتستفزنيش احسلك، الصايع ده نفسك فيه أكتر ماهو نفسه فيكي، تحبي اثبتلك
قالها وأخذ يزرع قبلات غاضبه متفرقه قوية على معالم وجهها الذي امتعض على الفور وأخذت تدفعه عنها لتهرب منه بعيدا وهي تقول بنفعال حاد
- مش هيحصل يا ياسين، مش هتاخدني غصب تاااااني مستحيل أسمح بده أنه يتكرر
- بسيطة، يا إما تكوني ليا بمزاجك أو، قالها وهو يقترب منها وما إن وجدها تريد الفرار منه حتى حاوط خصرها بساعده وسحبها نحوه بسرعة ليخرج سلاحه من خلف ظهره و وضعه بيده و وجه مقدمته نحو صدره هو، تتخلصي مني، شفتي بسيطة ازاي
ميرال برعب وهي تريد الهروب منه
- أوعى كدة يا ياسين
- لاااا لاااا مش هسيبك، أنا تعبت يا إما تكوني ليا وأعيش معاكي بشكل طبيعي زي أي راجل ومراته والليلة، ياموتيني بإيدك
قال الأخيرة وهو يضع سبابته على الزناد لتفتح عينيها برعب فهي حقا استشعرت صدق كلامه أو بمعنى أصح جنونه الرسمي...
ميرال وهي على وشك البكاء
- أنت بتعمل إيه مش كفاية اللي حصل
ياسين بهمس: ماهو عشان كفاية لازم نحط حد لكل ده حبك تعبني ميرال، قد ما تعبني تعبتك...
و اوعي تفكري إني باختبرك ولا حاجة، المسدس مليان بالكامل ودي الطريقة الوحيدة اللي تقدري تخلصي فيها مني...
ما إن قال جملته الأخيرة حتى نزلت دموعها بهدوء على وجنتيها ليرفع يده و أخذ يمسحها وهو يحرك رأسها
ما تعيطيش ياقلب ياسين أنتي، ما تعيطيش
أنا عايز قرارك مش دموعك، تعالي معايا نكتشف حقيقة مشاعرك ليا إيه مع بعض...
قالها وهو ينحني نحوها ليقبلها إلا أنها دفعته عنها بقوة ليعود للخلف وهو يضحك بوجع لرفضها المستمر له وكأنه حشرة بنظرها، ألهذه الدرجة تشمئز منه ومن لمساته لها
- متقربش مني، ما إن قالتها حتى أخذ يتقدم نحوها وهو يقول بحزن: المسدس بإيدك اضربي لو فعلا عايزاني مقربش
ما إن وصلها حتى أرادت الفرار إلا أنه كان أسرع عندما حاوطها بقوة وهو يقول: مافيش مفر مني
مافيش، يا إما موتي يا إما حضني
صرخت به: مش عايزاك، افهم بقى
- طب اضربيني، مستنية ايه، أنا أخدتك قصاد الكل بالتهديد. يعني مش هتاخدي فيا يوم واحد سجن...
يالا اضربي...
وضع المسدس على موضع قلبه وقال بإصرار كبير
وهو يستفزها ويضغط على اعصابها
- موتيني ميرال، موتيني، أنا اللي خليتك تحبيني بجنون بعدها سبتك وغدرتك وخذلتك
موتيني، !
مترددة كدة ليه هااااا، مش أنا ياسين اللي هنتك واغتصبتك ورميتك وعذبتك مش كنتي عايزة تاخدي حقك مني، اهو أنا قصادك أهو يا له اضربيني بقولك ااااضربيني
أغمضت ميرال عينيها بقوة وهي تقطب جبينها
وأخذت تضغط على الزناد بالتدريج وااااء

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة