قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل التاسع والأربعون

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل التاسع والأربعون

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل التاسع والأربعون

مترددة كدة ليه هااااا، مش أنا ياسين اللي هنتك واغتصبتك ورميتك وعذبتك مش كنتي عايزة تاخدي حقك مني، اهو أنا قصادك أهو يا له اضربيني بقولك ااااضربيني
أغمضت ميرال عينيها بقوة وهي تقطب جبينها
وأخذت تضغط على الزناد بالتدريج وهي تقول
بترجي: سبني أرجوك
ياسين برفض: ابداااا مش هسيبك، ولا تحلمي بده غير بطريقة وحدة واللي هي موتي، دي الحاجة الوحيد اللي ممكن تخلصك مني للأبد
فتحت عينيها بغضب واخذت تصرخ به
- انت ليه بتعمل فيا كدة
- بحبك، وعايزك، ودلوقتي قرار مصيرنا بإيدك، وأنتي عارفة كويس أوي إن ما ضغطيش ع الزناد دلوقتي هيحصل إيه، يالاااا مستنية اااايه، بقولك يالاااااااااا
قالها وهو يهزها بقوة مما جعلها تبكي ومع تحريكه لها فقدت السيطرة على السلاح لتنطلق منه رصاصه رغما عنها لتصيب الحائط المقابل لها ولكن ما جعلها تصرخ وتفتح عينيها على وسعهما بفزع هو تأوه ياسين وغرق عضده بالدم وهو يجلس على الأرض
لتجلس بسرعة أمامه وأخذت تتفحصه بقلق بعدما رمت السلاح بخوف وهي تقول بدموع
- يااااسين! أنا آسفة والله آسفة، حبيبي آسفة
تلاشى غضبه منها وتلاشى وجعه تماما بكلمتها الأخيرة ليرفع رأسه لها ليرى وجهها الجميل الغارق بالبكاء لتذبل نظراته عليها بعشق عندما وجدها أخذت تفتح أزرار قميصه بسرعة لتجعله ينزعه و أخذت تتفحص عضده وما إن رأت الجرح حتى شهقت وهي تضع كفها على ثغرها و أخذت تبكي بصوت عالي
أما ياسين ما إن وجد انهيارها هذا عليه حتى حاوطها بيسراه السليم وضمها له ليجعلها تدفن وجهها بصدره العاري وهو يقول
- هشششششش ماتعيطيش فداكي ياسين وعمره كله
رفعت وجهها له وقالت بشهقات وهي ترجف: أنا آسفة مش قصدي والله، أنا معرفش عملت كدة ازاي
قبل أنفها وقال باستمتاع رهيب لقربها هذا منه
- ماتخافيش يا قلبي انتي، ده جرح سطحي، الرصاصة جت من جنب دراعي بس، حتى بصي
أخذت تنظر للجرح، نعم هو سطحي ولكنه أغرق قميصه بالدماء وهذا ما جعلها ترتعب. ابتعدت عنه وذهبت نحو الثلاجة و أخرجت منها زجاجة مياه. لتعود أدراجها بعدها وتجلس على ركبتيها مرة أخرى أمامه وهي تمسح عينيها لتلتقط قميصه من جانبه وأخذت تمزقه لتبلل القليل منه ثم أخذت تنظف الجرح بصمت وتشهق بين الحين والأخرى تحت نظرات الآخر لها
وما إن انتهت وربطت عضده جيدا ونظفت المكان حتى وقفت أمامه و قالت: يالا قوم رجعني
كلامها هذا جعله يستشيط غضبا مرة أخرى هل ما زالت مصرة على البعد بعد كل ما جرى بينهما الآن، مسكها من رسغها وسحب المسدس ونهض وما إن استقام بها حتى قال بترجي
- مستحيل تطلعي من هنا، ياسين بقى مجنون فيكي والله مجنون، حبيني وخليني أعيش فيكي الليلة، أعيش حلمي معاكي، ولو اللي حصل ده ما شفاش غليلك مني
هاتي ده هنا، قالها وهو يضع يدها على المسدس وسحبه على عنقه ودفعه بقوة عليه ما إن رأى ترددها الوضح ثم أكمل. يالااا اضربي وكملي عليا
صعقت ميرال وهي تقول: لالالا، أنا مقدرش
حاوط خصرها وجعلها تلتصق بجسده ثم قال: ليه، همممم ليه لأنك بتحبيني زي ما أنا بحبك
صح
- سبني!
- عمري ما هعملها تاني، يا أنتي يا القبر، ما إن قالها بإصرار كبير وهو ينظر الى حدقتيها الدامعة بعشق حتى وجدها تبعد عنه فوهة المسدس وأنزلته عنه باستسلام وهي تغمض عينيها لتستبشر معالم وجهه وهو لا يصدق ما يرى ليمسك وجهها ورفعه له ليجعلها تنظر له بدموع ممزوجة بحنين
- ميرال! أنتي اختارتيني صح
ردت عليه بتهرب: ياسين زمانه بابا قلقان عليا
ياسين بلهفة: لالا ماتفكريش بحد تاني، خليكي معايا، خلينا باللي احنا فيه، خليني أشبع منك وأروي عطشي فيكي ياظمأي أنتي
ختم كلامه وهو يلتقط شفتيها بقبلة مباغتة شغوفة مجنونة جعلت الأخرى تذوب معه بتلقائية ليفلت السلاح من بين أناملها لتدفعه بسرعة عنها بغضب ما إن جعلها صوت ارتطامه بالارض تستفيق من ضعفها هذا الذي كانت تقاومه منذ البداية
أخذت تعود للخلف عدة خطوات وهي تنظر له كيف ينهج وهو يرمقها بحزن لرفضها هذا ولكن رفضها هذا لم يدوم طويلا ما هي سوا ثواني معدودة و فقدت السيطرة على مشاعرها فقد خانها قلبها وجعلها تجري نحوه وترمي نفسها بأحضانه لتحاوط عنقه بذراعيها لتواصل حرب القبلات المتقطعة وهي تقول من بينهم بأنفاس عالية
- بحبك ياسين، بحبك أوي، تمنيت أكرهك أوي. وحاربت كتير عشان ده بسسسس، بس معرفتش، والله معرفتش، حبك جوايا، كان أكبر من حقدي عليك
توقف وأبعدها عنه وأخذ ينظر لها بذهول فهو لا يصدق حقا ما سمعه الآن منها ليقول: أخيراااا
أخيرااااااا، يخربيت جمالك
قال الأخيرة وهو يتمعن بهيام بطول وكثافة أهدابها الساحرة ولكن سرعان ما ابتسم لها بعشق وحملها من خصرها للأعلى بذراعه السليمة لتفاجئه هي بانحنائها له وأخذت تقبله بحب عميق وكأن ثورة حبها انفجرت بداخلها وفقدت حرفيا السيطرة عليها
لينزلها على الفور وما إن لامست قدميها الأرض حتى انحنى ليضع ذراعه تحت ركبتيها ليحملها بخفة بأحضانه وهو لم يفصل قبلتها له بل أخذ يستمتع بتعبير معشوقته له وهو يتوجه بها للسرير الموجود ليتولى عنها القيادة ليجعلها تعيش معه عوض الحرمان الذي تذوقت مرارته لسنين...
الليلة سنمحي العذاب وننقش مكانه أحلامنا المحرمة عليها وسنعيش تفاصيلها بشغف، ليمر عليهم الوقت كالخيال مابين القوة واللين لتنسدل عليهم ستائر الليل بهدوء بعد وقت طويل من هوسهم ببعض
علي الطرف الآخر
في شقة سعد الجندي بالتحديد في غرفته كانت داليا تفترش صدر زوجها وهي تناغشه كالأطفال ليشدد الآخر من احتضانها وهو يقول بتعب قلب
- كفاية يا حبيبتي
ابتعدت عنه وقالت بصوت عالي من فعله
- أنت ازاي توافق بسهولة على المهزلة دي
سعد بانكسار أب: شوفيني كويس، بإيدي ايه، أنا دلوقتي محيلتيش غير المرض، ف بالله عليكي بلاش توجعي قلبي أكتر ما هو موجوع وتحسسيني بالعجز أكتر ما أنا حاسس فيه، أنا عارف إني معرفتش أصون أمانة أختي فبلاش تزيديها عليا
داليا بندم وهي ترى الحزن كيف يطوف بحدقتي زوجها: أنا آسفة يا حبيبي مش قصدي أعلي صوتي عليك
سحب نفس عميق واخذ يملس على شعرها فهو يتفهم خوفها على ابنته ليقول: ماتخافيش، أنتي ماشفتيش ميرال لمعت عينيها ازاي لما دخل ياسين بعد ما كانت منطفية، بنتي كانت بتموت بالليلة ألف مرة، عينيها دابت من الدموع عليه، كنت بسمع صوت عياطها كل يوم ويعتصر قلبي عليها ومابإديش حاجة...
ميرال عنيدة وكبريائها مانعها أنها تسامحه، واللي حصل النهاردة هو الصح ومش صح بنفس الوقت
داليا بتعجب: صح ومش صح، فزورة دي ولا إيه؟ !
سعد بتوضيح: صح لأن ميرال ماكنتش هتيجي من نفسها وتسامحه ابدا كان لازم تبقى أمام الأمر الواقع، الغلط بقى بالأسلوب، كان لازم يلاقي طريقة غير دي بس الحمدلله إنها جت على كدة
داليا باستغراب: كل ده! وتقول كويس أنها جت على قد كدة
- ده أبسط رد فعل منه على عملتها، الراجل العادي يا داليا مش بيقدر يشوف حبيبته مع غيره فما بالك بواحد بشخصية متهورة ومتملكة زي ياسين
- تفتكر إنهم هيكملوا مع بعض برغم البداية البشعة دي، ما إن قالتها حتى رد عليها بعقلانية وفهم
- الذكرى دي بشعة عندنا وممكن بالمستقبل نشوفها حركة مجنونة بس هما هيعتبروها مغامرة وكل لما يفتكروها حبهم هيزيد ببعض أكتر.
- والله زمن، سعد باشا الجندي بيتكلم كدة فين أيام زمان ياويلنا لو جبنا سيرة وحدة منهم مع راجل كنت بتغير عليهم من الهوا
- من كتر حرصي عليهم ضاعوا مني وانكسر ظهري فيهم، دلوقتي مستني أشوفهم مستقرين ومرتاحين في بيوتهم مع رجالة تعرف تحافظ عليهم لأن كل واحد منهم عرف غلطه ومش هيكرره ابدا، ولو ده حصل أقدر أموت وأنا مرتاح ومطمن
- بعد الشر عليك، اخص عليك ياسعد كدة توجع قلبي عليك بالكلام ده، قالتها بعتاب ليبتسم لها بشحوب ثم أخذ يسترخي بجسده يتعب يريد أن ينام، فهو قد تعب حقا
أسرعت داليا و أخذت تدثره ثم احتضنته بقوة وهي تقول بتمني: ربنا مايحرمنا منك
في الغرفة المجاورة كانت تقف سيلين أمام الآخر وهي تكتف ساعديها وتقول: يعني هتفضل هنا
شاهين بتأكيد: أيوة
- يابجحتك يا أخي، ما إن قالتها بغيظ حتى فتح عينيه عليها بصدمة
- أخي! لا بقى مش معنى إني سيبك براحتك إنك تسوقي فيها وتعتبريني أخوكي
سيلين بانفعال: شاهين
اقترب منها وقرصها من خصرها بمشاكسة وقال: ياعيونه
أشارت للباب- خد بعضك و روح يالا
- أروح فين أنا مكاني جنب مراتي يا مراتي، ما إن قالها برفض حتى زفرت أنفاسها بقلة حيلة ثم أخذت تأكل أناملها وهي تأخذ الغرفة ذهابا وإيابا ثم التفتت له وقالت بتفكير وقلق
- ياسين هيعمل ايه في أختي، يعني ناوي على إيه
- عريس وعروسته هيكون ناوي على إيه، قالها وهو يغمز لها بوقاحة لتضربه بقبضتها ولكن قبل أن تصله الضربة قبض على يدها وسحبها نحوه و أخذ يستمتع بمقاومتها له
سحبها رغما عنه نحو سريرها ليستلقي هو وجعلها تستلقي داخل أحضانه وحبسها داخل صدره وهو يقول: يالا نامي
- نامي ايه، أوعى كدة، العيال معانا بالأوضة
- أنا قولت نامي مش حاجة تانية بلاش تروح دماغك لحاجات هموت وأعملها اتقي شري أحسلك وبعدين العيال بسابع نومه، اسكتي بقى لا يصحوا وأطردهم و وقتها مين اللي هيخلصك مني، يالا نامي
قالها وهو يغمض عينيه ويشدد من احتوائها بين أحضانه لتنظر له بعمق وهي تزم شفتيها بتفكير وهي تتنقل بنظرها على معالم وجهه لم عليه ان يكون بكل هذه الوسامة لتنطق بخفوت
- شاهين
- همممم، همهم بها بنعاس لتقول بتأكيد
- هو ياسين مش هيأذي أختي صح؟ !
فتح عينيه وقال: مستحيل يعملها، عارفة ليه
- ليه
تنهد وقال: لأن الله عاقبنا بحبكم، عاقب ولاد اللداغ بعشق بنات اللداغ
- يعني بتحبني. قالتها بابتسامة عابثة وهي تمرر سبابتها ببطئ من جبينه إلى جسر أنفه وما إن وصلت شفتيه أبطأت حركتها أكثر ليقبل أناملها واحدة تلو الأخرى وما إن انتهى حتى قبل باطن كفها وابتسم بخفة وهو يغمض عينيه بنعاس عندما وجدها تقول
- ما ردتش عليا
- احنا رجال أفعال وليس أقوال، فعشان كدة لمي الدور العيال معانا بنفس الاوضة...
- طب هات بوسة، ما إن قالتها وهي تقرب فمها له حتى قال بغيظ من بين أسنانه
- سيلين بقولك العيال معانا، لمي الدور أحسلك طلعي شطارتك دي وجرأتك لما نكون لوحدنا
- لاء، أنا عايزة أطلعها دلوقتي. قالتها بهمس وهي تمرر كفيها على صدره بخبث متعمد ليجن جنونه وهو يعتليها بعدما نزع عنه بسرعة التشيرت الأسود الذي كان يرتديه لتصعق من ردة فعله هذه فهي كانت تلعب معه وتشاكسه لتقول بتردد
- شاااهين أنت بتعمل إيه، العيال كدة هيصحوا
- ما يصحوا أنا مستحيل أخلي بنفسك حاجة و معملهاش، عشان تعرف تاني تلعبي بأعصابي، تعالي هنا، قالها وهو يمسك فكها ليقبلها إلا أنها منعته وهي تقول بتراجع مضحك
- لا لا لا لا، توبة والله توبة. مش هعمل كدة تاني
عاد لوضعه السابق وسحبها لأحضانه واعتصرها بقوة وهو يقول بغرور: أيوة كدة...
دفنت نفسها به وقالت: تصبح على خير
- وأنتي كل الخير يا قلبي، قالها وهو يقبل شعرها ثم دفن وجهه بعتمة خصلاتها و أخذ يتنفس عطرها حتى غفى بوضعه هذا...
في الصالة خارجا كان المكان مظلم لا يضيئه سوا القليل من إضاءة الشارع العام الذي كان يدخل من الستارة المفتوحة قليلا، والذي تم فتحها من قبل يحيى الذي ما إن يقف أمامها يدخن بشراها وهو ينظر لشارع بشرود
لم يشعر بالوقت الذي مر فهو يفكر بأخته ميرال لا يعرف هل مساندته ل ياسين كانت صائبة ام لا ولكن كل ما يعرفه بأن محال ان يجد رجل يعشق انته ويخاف عليها مثله، وأضافة على ذلك هو لم يتحمل رؤيت اخيه الروحي يتعذب بهذا الشكل اكثر من ذلك
خرج من دوامة أفكاره ما إن وجد تلك العنيدة التي لم تحتل قلبه فقط لا بل احتلت كيانه تقف الى جانبه وهي تقول: سهران ليه لحد دلوقتي
- ما جانيش نوم، وأنتي
- ماعرفتش أنام قبل ما أشوفك، ما إن قالتها بخجل وهي تنظر الى الأرض ليحاوط كتفها بذراعه
وقبل صدغها ثم قال
- أنتي أحلى هدية من ربنا ليا، هااا بشري
غالية بتساؤل: أبشر بأيه
يحيى باستفسار: في حاجة بالطريق كدة ولا كدة
- يحيى أنت بجد عايزة طفل تاني، ما إن قالتها حتى رد عليها بتأكيد
- أيوة، ويارب تطلعي حامل فيه دلوقتي
- بس أنا اكتفيت ببلال
يحيى برفض- لاااا، اكتفيتي إيه، أنا عايزة عيال كتير، صبيان على بنات، عايز أعمل عيلة كبيرة وأعيش معاهم اللي اتحرمت منها طول عمري، عايز لما أكبر أنا وأنتي ونبص حولينا نلاقي أحفادنا و أولادنا
كانت شاردة بالنظر له بحب وهي مبتسمة لتقول بعفوية
- بحبك يحيى
صمت قليلا وهو يبادلها الابتسامة ثم قال
- وأنا مش بس بحبك لاء ده أنا بموت فيكي يا روح يحيى...
ختم كلامه وهو يمسك صدغه بألم لتنظر له بلهفة وهي تقول: مالك ياحبيبي
- مصدع
- طب تعالى قالتها وهي تمسك يده وتأخذ منه سجارته لتطفئها ثم سحبته خلفها نحو الأريكة وجلست هي ثم ضربت على فخذها بخفه ليبتسم لها
ليذهب بسرعة نحوها ليستلقي على الأريكة ويضع رأسه على فخذها لتتحرك يدها نحوه وأخذت تداعب خصلاته بأناملها ثم أخذت تعمل له مساج برقة متناهية وبين الحين والآخر تنحنى نحوه وتقبل جبينه ليمر الوقت عليهم بين همسات العاشقين وكأنهم لتو مخطوبين وليس زوج و زوجة منذ سنين ولديهم طفل يبلغ أكثر من الأربع سنين
اخيرا أشرقت شمس الصباح لتتغلغل الأشعة الذهبية
الأرض لتنيره بكل تفاؤل لبداية يوم جديد وأحداث جديدة
أخذت تتحرك بكسل ونعاس وهي تمط ذراعيها لتبتسم له أبتسامة واسعة ما إن فتحت عينيها و وجدت معذبها يتمعن بالنظر لها بعيون حالكة الظلام دلالة على شدة رغبته بها...
اقترب منها على الفور وقبلها بعمق وما إن ابتعد حتى وجدها
تقول بخجل وهل ترفع الغطاء عليها بعدما عبث به لتغطي ما يظهر منها: صباح الخير
- ياااصباح العسل يا عسل، هو أنا بحلم والا بعلم، قالها وهو يقرصها من
دفعت يده عنها باحراج: يااااسين عيب كدة
نظر لها بمشاكسة وقال ببراءة لا تليق به
- هو أنا عملت حاجة...
- أيوة عملت، ما إن قالتها بإصرار حتى قال بتحدي
- لو جدعة قولي عملت ايه
- يااااااااسين، ما إن صرخت به، حتى انفجر بالضحك عليها، ثم اقترب منها وهو يعزم على تكرار ماحدث معهم ليلة أمس إلا أنها أبعدته عتها وقالت: لاااااا أنا جعانة وعايز أفطر
- وماله نفطرك وبعدها أخلى فيكي...
- ماشي يالا ابعد عشان أقوم
- ماتقومي هو أنا ماسكك
- لاء، اطلع برا
- اطلع برا فين وليه ما أنا شفت المستخبي والذي منه
- أنت قليل الأدب
غمزها وقال: وسافل كمان تحبي تشوفي
- ما أنا شفت سفالتك
- لاااا ما أنا كنت امبارح بحمي بس لسه التقيل جاي
- اطلع براااا، ما إن قالتها وهي تحمر خجلا حتى ضحك عليها وهو ينهض ويرتدي قميص آخر غير الذي تلطخ بالدماء لتنظر له بستغراب وهي تقول
- جبته منين ده...
- عندي كم هدمة بالدولاب
- أنت عندك وأنا
- البسي من هدومي، يالا أنا خارج برا وأنتي ماطوليش كتير لا حسن أدخل أحميكي بإيدي
- وقح، همست بها وهي تنظر له كيف يخرج لتحاوط نفسها بالملاية ثم نهضت متوجهة نحو الحمام...
لتنظر بإعجاب ما إن دخلته فهو مصمم بديكورات رائعة ممزوجة ما بين الماضي والحاضر...
فتحت الماء الدافئ و وقفت تحت قطراته الحارة بسترخاء وبعد مرور عشر دقايق حتى أغلقت الصنبور وارتدت مئزر الحمام الرجالي الكبير وخرجت
تبحث عن ما ترتدي ولكن ما إن فتحت الدولاب حتى لوت فمها بعدم رضا لتنظر نحو فستانها الملقى على الأرض لتضطر أن ترتديه مرة أخرى فهي لم تجد شئ يناسبها أبدا...
وما إن ارتدته بالفعل وجففت شعرها بالمنشفة حتى سمعت تذمر ياسين من الخارج وهو يناديها لتتوجه له وهي تبتسم بحب ما إن رأته يقف عند طاولة طويلة بعض الشئ موجودة بالحديقة الجانبية
ولكن امتعض وجهه بعدم رضا وقطب جبينه وهو يراها ترتدي فستان ليلة أمس، فستان خطبتها
ليسألها ما إن اقتربت
- ليه لبستيه من تاني
رفعت منكبيها وقالت بتوضيح: مالقتش حاجة على مقاسي من عندك...
ياسين باقتراح: البسي قميصي...
- بس هيبقى قصير أوي
- و ايه يعني، مش أحسن من دا، ما إن قالها بنزعاج حتى سألته وهي تقترب منه
- اتضايقت
أومأ لها وقال: أيوة، بيفكرني باللي كنتي ناوية تعمليه امبارح، تخيلي لو سبتك براحتك، كان زمانك معه هو
عضت شفتيها بخجل ثم قالت: عايزني أغيره...
ياسين بصراحة: ياريت، وهاتي ليه أحرقه
- ماشي، يخرابي على غيرتك، قالت الأخيرة مع نفسها بصوت منخفض إلا أنه سمعها. ليسحبها من رسغها وهو يقول
- تعالي هنا أنتي حلوة كدة ليه يابت
- بجد أنا حلوة، قالتها بهيام وهي تخلل انامها بخاصته وتلصق أنفها بأنفه مستمتعة بلحظاتها هذه معه
- مافيش أحلى منك ولا أطعم منك ولا ألذ منك يابسكوته، قالها وهو يقترب بشفتيه منها بمعنى قبليني وبالفعل استجابت على الفور لطلبه لتحاوط وجهه بيدها وأخذت تتفنن بتعبيرها له عن مدى شوقها له
أما هو كان يقف بانتشاء أمامها، كان في قمة سعادته وهو يرى عدم خبرة الأخرى الآن. خجلها الذي تداريه عنه وعدم تمكنها بهذه الأمور تطيح به
رفع ذراعيه وحاوط خصرها بتملك شديد وهو يقبلها بقوة جعلها لا تستطيع مجاراة جنونه وتائهة بهجومه عليها، ضاعت معه حرفيا وغاصت معه بالحب ولم تستفيق من غرقها هذا إلا على صوت رفع الأسلحة
أبتعدت عنه وهي تشهق لترى نفسها هي وهو محاوطين بالأسلحة السوداء
سحبها ياسين على الفور ووضعها خلفه ما إن رأى
ااااااء

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة