قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الثالث والعشرون

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الثالث والعشرون

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الثالث والعشرون

لتقول ميرال بصدمة من فعلته
- أنت واخدني فين احنا ماتفقناش على كده، رجعني
ابتسم بمكر وقال: هو دخول الحمام زي خروجه
- ياسين والله هزعل منك ده بابا لو عرف إني خرجت معاك بالوقت ده هيدبحني، ياسين أنا بكلمك ماطنشنيش كدة رد عليا، قالت الأخيرة وهي
علي وشك البكاء ما إن وجدته لا يعير قلقها هذا أي اهتمام.

رفع يده اليمنى نحوها وأخذ يمرر ظهر أنامله على وجنتها يتحسس نعومة بشرتها باستمتاع واضح لينظر لها تارة، وتارة أخرى للطريق وهو يقول بحب
- أنتي حلوة كده ليه؟
- بطل بقى، هو ده وقته، قالتها وهي تبعد لمساته عنها إلا أنه قرصها من دقنها وهو يقول بمغزى
- عايز أحتفل معاكي لوحدنا ياقمر أنتي.
ميرال برفض: أيوه بس أنا قولتلك قبل كدة أنه مش هينفع، يا لا رجعني قبل ما الحرس يبلغوا بابا
- انسي
- رجعني أنا بتكلم جد.

- ولا أنا بهزر، يالا فكيها وبلاش تعقدي حواجبك كده وتكشري، مع إنك حلوة بكل حالاتك بس أنا بحب ضحكتك أكتر
لتقول ميرال بندم: الحق عليا أنا، ازاي سمعت كلامك ونزلت بالوقت ده بس...
ياسين بترقب: ندمانة عشان نزلتيلي
- بصراحة آه
- طب وحياتك إن ماخليت ندمك ده يبقى ندم العمر ما بقاش أنا ياسين، قالها بصوت خافت بالكاد خرج من بين أسنانه المصطكة
نظرت له بعدم فهم وهي تقول
- ماسمعتش قولت إيه.

- مافيش يا حبيبتي، ما إن قالها حتى فتحت فمها لتتكلم إلا أنه وضع سبابته على فمها وهو يكمل
هشششششش بلاش توجعي دماغي لأنك مهما قولتي وعملتي اللي أنا عاوزه هيكون
دفعت يده عنها بغيظ من عناده هذا لتكتف يدها أمام صدرها والتفتت نحو النافذة تنظر للخارج بزعل من الآخر ولكن سرعان ما توترت ما إن مر بخيالها
رد فعل عائلتها على فعلتها المتهورة هذه مما جعلها تعض أناملها ندم.

خرجت من دوامة تأنيب نفسها وجلد ذاتها على صوت المسجل ليصدح صوت القيصر بالأغنية التي يعشقها الآخر وهي، أكرهها...
نظرت له باستغراب لتجده منطلق يغنيها باستمتاع
لتقول بابتسامة صغيرة: ماكنتش أعرف إن ذوقك عالي بالشكل ده وبتسمع للقيصر
- كان لازم تعرفي بأن ذوقي عالي من يوم ما اخترتك وبعدين أنا بحب الأغنية دي لأنها بتفكرني فيكي
- بس الأغنية دي فيها تناقض غريب
- ماهو ده حالي معاكي من يوم ماشفتك...

يا لا وصلنا، انزلي...
نظرت حولها ثم قالت باستفهام
- أنزل فين دي لوكاندة
- حبيبتي اسمعي الكلام، قالها وهو يبعث لها قبلة بالهواء ثم تركها ونزل ليلتفت نحوها وفتح الباب لها ليجعلها تنزل بعدما سحبها من يدها وتوجه نحو الداخل...
اخذت ميرال تتمعن بهذا المكان بخوف فأجوائه غريبة وليس راقي، بل هو أقل من الشعبي حتى...
وبنائه قديم وأجوائه غريبة.

صعدت معه للطابق العلوي بخطوات متعثرة ولكن ما إن وصلت عند باب إحدى الغرف حتى توقفت عن مسايرته وهي مصدومة من كل مايحدث هنا ف الآخر غريب الأطوار معها هذه الليلة. لتجفل عندما وجدته يعتصر يدها بقوة كبيرة جعلها تتأوه بخفوت ليقول بعدها بترقب حاد
- مالك!
نظرت له وهي تقول بصدق: خايفة
- مني!
- هااا لاء بس، قالتها ثم صمتت وهي تبتلع لعابه ليكمل الآخر عنها باستفسار جاد.

- بس إيه ياميرال، قولي إنك مش واثقة فيا وده الواضح
- ياسين!
- يا لا نرجع، ما إن قالها واستدار لينزل إلا أنها أوقفته وهي تقول
- استنى
رد عليها بانفعال: أستنى ايه أكتر من كده، مش كفاية عليا نظراتك ليا، اللي يشوفك يقول اللي جنبك ده وحش عايز يفترسك مش حبيبك وحارب الدنيا كلها وأولهم أنتي عشان تبقي على اسمه...
ذهب وفتح الباب ليدفعها للداخل وهو يكمل بانزعاج...

شوفي بنفسك كنت مجهزلك إيه، ماهنش عليا أسيبك وأنام بأحلى يوم في عمري كنت مش مصدق إنك خلاص بقيتي ليا فعشان كده كنت عايز الليلة دي تبقى مميزة لينا، حبيت أهرب بيكي و أعيش معاكي حاجة خاصة، و ياترى إيه كان المقابل منك لكل ده، الشك، وعدم الثقة...
كانت تقف تنظر بانبهار وهي تنظر لتجهيزاته الجميلة أرضية الغرفة مليئة بالورد الأبيض مع الكثير والكثير من الشموع والبلالين البيضاء.

التفتت نحوه بخجل من شكها به وهي تقول
- مش كده والله بس أنا خفت لأن تصرفاتك غريبة وساكت مابتردش على أسئلتي
- سكت لأني كنت عايز أعملها مفاجأة
- خلاص أنا آسفة، قالتها وهي تنظر له بعشق ليرد عليها بضيق مصطنع مدروس
- بعد إيه. يا لا بينا أرجعك لبيتك
- لا استنى أنا عايزة أبقى معاك الليلة
- وأنا مش عايز، قالها برفض وهو يبعد نظره عنها لتقترب منه وهي تقول بخفوت مدلل
- وأهون عليك
ياسين بتأكيد: جدا.

ضربته على كتفه وقالت- لاء أنا كده هازعل منك
ليقول بمكر: طب صالحيني ببوسة
- حقك عليا، قالتها وهي ترفع نفسها على رؤوس أصابع قدميها لتقبل وجنته بهدوء مما جعل الآخر يغمض عينيه باسترجاء فلمساتها البسيطة هذه تطيح بعقله...

كز على أسنانه وتشنج فكه ما إن عادت الكرة على الجهة الأخرى ثم ابتعدت عنه وأخذت تنظر حولها بسعادة وأخذت تضرب البلالين المعلقة بيدها وكأنها بفعلتها هذه جعلت الزمن يعود بها للطفلة ذات الست أعوام ليس أكثر
- مبسوطة، قالها وهو يحاوط خصرها من الخلف لتحرك رأسها بنعم عدة مرات وهي تقول بعفوية
- كتيررررررررر
- عملت كل حاجة هنا أبيض عشان تليق بعروستي.

اللي جت ولابسالي أسود، ما إن قالها بعتاب حتى ضحكت من كل قلبها وهي تبرر فعلتها
- ههههههههههه وأنا كنت أعرف منين بس إنك عاملي مفاجأة حلوة زيك كده...
ذهب نحو بوكس مخملي كبير أسود وهو يقول
- تعالي خدي ده والبسيه
- ايه ده، ما إن قالتها وهي تأخذ منه هذا البوكس حتى وجدته يدفعها نحو الحمام وهو يقول
- خمس دقايق وألاقيكي قدامي، بسسسس
لو تأخرتي
رفعت حاجبها وقالت: هااااا هتعمل إيه.

ليرد عليها بسفالة: هدخل أساعدك طبعا. هيكون
ايه يعني شفتي أنا طيب ازاي...
- أنت هتقولي على طيبتك، أنت بالحاجات دي ماعندكش يما ارحميني...
- طبعا عايزة تشوفي، قالها بجرأة وهو يرفع البدي الذي ترتديه الى الأعلى قليلا لتهرب بسرعة عن مرمى يده الوقحة ودخلت إلى الحمام وأغلقت الباب عليها من الداخل
عضت شفتيها وهي تتنهد بحب عندما سمعت صوت ضحكته الرنانة التي زلزلت نياط قلبها الصغير...

نظر الى البوكس بحماس وما إن فتحته حتى رفعت ما بداخله فستان رائع ومعه جميع مستلزماته لم ينسى شيء حتى الحذاء كان معه
بعد عشر دقائق من كل هذه الأحداث كانت تقف أمام مرآة الحمام وهي تنظر الى هيئتها بذهول كانت ترتدي فستان طويل أبيض ممزوج بخيوط فضية مع أكمام طويلة من الشيفون مليء بالكريستال الناعم جدا ولكن ما جعل وجنتيها تحمر وترتفع حرارتها.

هو عندما وجدت ظهرها عاري بشكل كامل هذا غير أن قماشه شفاف يظهر ما يخفي تحته بسخاء للناظرين
كادت أن تنزعه بضجر فهو غير مناسب، إلا أنه طرق الباب عليها وقال: أوعي تقلعيه يا مرمر
ميرال بذهول: انت عرفت منين إني عايزة أقلعه.
- حافظك أكتر من نفسك يا لا اطلعي هموت وأشوفك فيه.

- لاء مش هينفع، ما إن قالتها وهي تضع شعرها على كتف واحد لتنزعه حتى شهقت بصدمة عندما وجدت باب الحمام يفتح من الخارج لتجده يدخل عليها ليسحبها من معصمها معه وما إن وقف
حتى أخذ ينظر لها بإعجاب وهو يقول بعدما رفع يدها للأعلى ليجعلها تدور حول نفسها ليمتع نظره أكثر بها: طلع عليكي أحلى بكتير مما تخيلت
ركضت نحوه واغلقت عينيه بيدها بمنتهى البراءة وهي تقول بإحراج: غمض عينيك عيب كده...

احتضنها لا بل جعلها تلتصق به وهو يقول بحرارة: بحبك
ميرال بتوتر: وأنا كمان بس أبعد شوية ماينفعش كده
- لاااا بلاش كسوف أنا عايز الليلة نشيل كل الحواجز اللي ما بينا وتكوني ملكي، قالها وهو يدفن وجهه بعنقها ليوزع بعض القبلات عليها لتبعده عنها وهي تقول
- ملكك ايه؟! لاء ماينفعش طبعا
- ليه لاء ما أنتي مراتي شرعا وقانونا
- أيوه بس ماينفعش
- ماينفعش عشان لسه ماعملناش الفرح. صح
- صح.

ياسين بخبث سام: ايه رأيك نكسر المألوف ونخلي فرحنا الليلة، فرح مافيهوش غير أنا وأنتي، من غير وجع دماغ و دوشة ناس، قالها وهو يتلمس ظهرها العاري لتتلوى بانزعاج وهي تقول برفض وضيق من تصرفاته معها
- لااا استنى كدة أنت بتتكلم جد
نظر لها ياسين بإصرار: وجد الجد كمان، دي حاجة مابينا طالما مش بنعمل غلط ولا حرام يبقى هنخاف ليه إننا نستمتع مع بعض بالوقت اللي يعجبنا. أنا عايزك وأنتي عايزاني فين المشكلة بقى...

أخذت تقاومه وعينيها لمعت بالدموع
- ااااابعد كده بلاش جنان احنا لسه مخطوبين...
- وأهو ياستي بقيتي مراتي، قالها وهو يمسك يدها اليمنى لينزع منها الخاتم ليضعه بخنصرها بيدها اليسرى ثم رفعه وقبل كفها الناعم بعمق ثم دفن وجهه بحنايا عنقها مرة أخرى وأخذ يلثمها بثمالة فهو لم يعد يصبر عليها أكثر من هذا.

أخذت تصرخ به وهي تحاول أن تدفعه عنها ولكن هيهات ما إن وجدها زادت في مقاومتها حتى أحكم من احتضانها بين ذراعيه واخذ يتقدم بها نحو السرير المليئ بأوراق الورد الأبيض وما إن دفعها عليه حتى نهضت بسرعة و كادت أن تفر هاربة منه فهي لا تصدق أفعاله المجنونة هذه إلا أنه منعها من الفرار واعتقلها بأحضانه وهو يعتليها بجسده الضخم بعدما رمى قميصه بعيدا عنه بإهمال
في فيلا الجندي.

كانت سيلين تجلس على السلم وهي تنظر الى والدها الذي على وشك أن يفقد عقله ما إن أخبره الحرس بخروج اختها دون علمه
- اهدى يا سعد بلاش تنفعل إن شاء الله خير ما إن قالتها داليا حتى نظر لها وقال بعصبية
- خير إيه، هااااااااا، بقى أنا أعرف من الحرس إن بنتي طلعت بنصاص الليالي مع خطيبها من غير علمنا ليه هي وكالة من غير بواب ولا ايه، هي ترجع بالسلامة بس وأنا أعرف اتصرف معاها كويس.

داليا بوجع قلب على ابنتها الغائبة: بإذن ربنا هترجع بالسلامة، وهتلاقي إن قلقك ده مالوش لازمة، ميرال عاقلة وياسين بيحبها و أكيد مش هيئذيها
يمكن هما حابين يقعدو مع بعض شوية و عارفين إنهم لو طلبوا ده منك مش هترضى يعني الغلط منك أنت كمان خانقهم بزيادة لدرجة خلتها تطلع من غير علمنا، يا ما قولتلك إن خنقتك دي هي اللي هطيرهم.

- أنتي تخرسي خالص بلاش تخليني أطلع كل حرقة قلبي فيكي، وبعدين مين دي اللي عاقلة ميرال؟ ده كان زمان تقولي ياسين عملها غسيل مخ، بصي الساعة كام ياهانم، دي عدت أربعة الفجر وهي لسه مظهرتش حتى تلفونها فوق مش معاها وبأكلم ياسين مقفول، قوليلي أعمل ايه بس
في وحدة محترمة تعمل عملتها دي.

داليا بترجي ف الذي أمامها يغلي: عشان خاطري ياسعد هدي أعصابك مش كده، و لو جت بالله عليك اتفاهم معاها بالراحة بلاش تمد إيدك عليها دي حبيبتك بردو و أكيد مش هتهون عليك
ليقول سعد بقهر رجل ونبرة حزينة: امد إيدي إيه بس! هي تيجي بالسلامة ومش عايز حاجة تانية من ربنا...
في الفندق...

ما إن ابتعد عنها بعدما قبل جبهتها حتى استلقى على ظهره بانتشاء و أخذ يتنهد براحة لا توصف فهو أخيرا امتلكها حرفيا كاد أن يلتفت لها ويأخذها الى أحضانه لكي يغط بنوم عميق فهو لم ينم منذ يومين، إلا أن رنين هاتفه الخاص بالعمل كان له رأي آخر
نظر الى المتصل بكسل ظن للحظة بأنه أخيه ولكن سرعان ما نهض وهو يقطب جبينه بانزعاج شديد وكأنه الآن فاق من سكرته هذه ونعيم ما كان به منذ قليل.

ذهب نحو الحمام وما إن أغلق الباب عليه حتى ضغط على زر الإجابة ليأتي صوت الآخر له وهو يقول
- صباحية مباركة ياعريس...
ياسين بجمود: عايز إيه
- سلامتك هكون عايز إيه يعني غير إنك تجبهالي هنا ولااااا يكونش حبيتها و قلبك مش مطاوعك على ده
- سبق و قولتلك يا حاج إني ماليش قلب
سلطان بانتصار: طب هاتها و اثبتلي إن ياسين اللداغ لسه زي ماهو وأنه ماوقعش بحب بنت سعد.

- بلاش رغي كتير أنت عارف مش أنا اللي أقع، ساعتين زمن كده وهتكون عندك...
قالها وهو يغلق الخط بضيق كبير ليطبق على شفتيه بقوة ثم التف وعاد أدراجه نحوها لتتسمر قدميه ما إن وجدها تحت الغطاء تدفن وجهها بالوسادة لتكتم صوت بكائها المرير، فقط جسدها ينتفض من شدة شهقاتها المجروحة.

تركها وذهب نحو الحمام مرة أخرى دون أن ينطق بحرف واحد ليقف تحت الدوش وهو مغمض العينين يحاول ان يطرد من رأسه طيفها الفتنان، سحرته بمتلاكها ظن بأنه ان امتلكها سيرتاح وسيقل اعجابه بها ولكنه الان اصبح يريدها اكثر من ذي قبل تنهد بختناق عندما داهمته كلمات سلطان السامة، ميرال مش اكتر من رغبة بالنسبة له، هذا كان اخر قرار اصدره عقله ثم اغلق الماء المتتدفق عليه وكان بفعلته هذه يمنع نفسه من التفكير اكثر، وبالفعل لم يمر سوا دقائق معدودة حتى خرج وهو قد حسم امره ليبدء يرتدي ثيابه.

ليجدها ترفع رأسها بحقد نحوه ليرى وجهها الأحمر المغطى بالدموع الحارة لتتساقط خصلاتها السوداء على وجهها وهي تقول بانكسار ممزوج ببكاء
- ليه عملت فيا كده
- ليه عملت فيكي كده؟ قالها وهو ينحني ليلتقط قميصه من الأرض وأخذ يرتديه وهو يكرر جملته هذه ولكن ما إن بدأ يغلق أزراره حتى توقف ونظر لها قليلا ثم قال بمنتهى الاحتقار
- لأنك وحدة رخيصة.

اختفى صوتها وتجمدت نظراتها عليه وهي لا تصدق ما قال ولكنه لم يهتم لصدمتها هذه وأكمل ببرود
- عملت كدة عشان حبيت أعرفك مقامك، صدقتي نفسك و إني أنا ياسين اللداغ ممكن يتجوزك أنتي، لا يا ماما فوقي أنتي آخرك ساعة أتمتع فيكي بسريري و شكرا...
عارفة أنا دفعت فيكي قد إيه، ولا حاجة...
ضحكت عليكي بفستان أبيض وشوية بلالين مع كم شمعة حلوين، ياترى في أرخص من كده.

رفعت كفها لفمها لتكتم حسرتها التي تكاد أن تقتلها وهي لا تصدق ما تسمع منه الآن ولكن ما جعلها تفتح فمها وهي لا تعرف أتضحك أم تبكي ما إن وجدته يمسك يدها وسحب الخاتم من إصبعها بقوة آلمتها وهو يقول باستحقار
- هاتي ده مش لايق عليكي هو أغلى منك، و يا لا قومي البسي هدومك عشان أرجعك للمكان اللي تستحقيه، ولا أنتي عايزة نعمل جولة تانية الصبحية لو حابة أنا تحت أمرك بصراحة أنتي اغرائك لا يقاوم.

كرمشت وجهها باشمئزاز منه ومن نفسها ومن كل شيء حولها، سحبت الغطاء عليها أكثر لتحاوط نفسها به ونهضت من السرير بانكسار وذهبت إلى الحمام لترتدي ثيابها التي أتت بها وما إن خرجت حتى أخذت تنظر لبقايا تجهيزات ليلة أمس رجفت شفتيها باختناق تزامنا مع نزول دمعتها بانكسار عندما وقع نظرها
علي ذلك الفراش الغير مهندم.

اقترب منها الآخر وسحبها من معصمه خلفه لتتمسك بيده بكلتا يديها وهي تقول بصوت مخنوق بالكاد يخرج من حنجرتها المجروحة من كثرة البكاء
- قولي أنت بتهزر معايا، ولا أقولك قولي إن كل ده مجرد حلم وهاصحى منه و هلاقي نفسي بأوضتي
زاد بكائها عندما سحبها معه بعنف ولم يرد عليها بأي شيء لينزل بها من الطابق العلوي وهي تمشي خلفه لا بل تهرول لتجاري خطواته الواسعة جعلتها تعثرت أكثر من مرة.

حتى أن فردة حذائها سقطت من قدميها على أول الدرج كادت أن تعود لترتديها ولكنه لم يسمح بهذا وجرها بشكل أقوى حتى كاد ذراعها أن ينخلع من مكانه لتنزع الفردة الأخرى لتستطيع المشي لأنه ذو كعب عالي
وصل بها نحو سيارته ليفتح الباب لها ويدفعها بعنف بداخلها وما إن التف واستقر خلف المقود حتى انطلق بها باتجاه معاكس للمنطقة التي تسكن بها
ميرال بمحاولة بائسة
- ياسين قولي ده مقلب اللي بتعمله فيا...

نظر لها باستنكار وقال: عايزاني أكدب يعني
صرخت به ببكاء: أيوة اكدب لو كدبك ده هيبرد ناري، أيوه اكدب عليا أبوس إيدك...
ياسين ببرود أقرب ما يكون للزمهرير
- تؤ، الكدب حرام
- واللي عملته فيا ده مش حرام
- حرام ليه حقي الشرعي وأخدته...
- تاخده من غير فرح واشهار قصاد الناس أنت كده حكمت عليا بالإعدام.

- أعملك ايه ما أنتي اللي سهلة، في وحدة محترمة تعمل اللي عملتيه ده، على العموم أنا ربنا كشفلي حقيقتك قبل ما تقع الفاس بالراس واتورط فيكي
- يعني ايه!
- يعني انتي بعد اللي حصل ده كله مابقتيش تنفعيني ولا تنفعي غيري، هتفضلي كده زي الأباجورة شكل بس إلا لو عجبتك الشغلانه وحبيتي تكملي نشاطك الليلي ده، و أنا معنديش مانع وقت ماتحبي كلميني.

- أنت واحد وسخ وحقيرررررر وندل اااااااه، صرخت بألم ما إن ضربها بظهر يده على وجهها لطولة لسانها لتسيل الدماء من طرف شفتيها مما جعلها تنفجر بالبكاء مرة أخرى وهي ترفع قدميها نحو صدرها لتحتضنهم وتدفن وجهها بين ركبتيها كالأطفال
نظر لها من طرف عينيها على وضعها هذا ليشعر بالوجع عليها، أخذ يضرب الدركسيون براحة يده بضجر ثم أعاد شعره للخلف وهو يتنفس بضيق
مرت أكثر من نصف ساعة وهي ماتزال تحتضن.

نفسها باحتواء ولا يسمع منها سوا شهقاتها وأنينها المذبوحة...
رفعت رأسها باستغراب عندما وجدت نفسها تأخرت للوصول الى منزلها لتنصدم أنهم على الطريق الصحراوي أي انهم أصبحا خارج المدينة لتهمس بخوف
- احنا فين...

لم يرد عليها برغم أنها كررت سؤالها هذا كثيرا ولكن ما إن وجدت بأنهم على وشك الدخول الى مكان لا تعرف ماهو أو أين يقع بالضبط، منطقة عشوائية مهجورة مكونة من بقايا من حجارة كبيرة وكأن هناك زلزال مر من هنا مع حدايد قديمة متراكمة فوق بعض...

كل ما تعرفه الآن أن خوفها تحول الى رعب عندما تعمق بالدخول ليصل الى بوابة غريبة الشكل عبارة عن سيارات محروقة فوق بعضها وحافلات لرفع الأوزان والأحجار الثقيلة، وعليها الكثير من الأمن ذو الملابس والأشكال التي تدب بأوصالك الرعب ما إن يقع نظرك عليهم، ذهلت عندما وجدته يعبر من خلالها بكل سهولة وكأنه صاحب المكان ليفتحوا له الطريق بسرعة ودون أن يسأل حتى من هو
- ياسين أنت واخدني على فين؟!

قالتها برعب بعدما هدأت شهقاتها بالتدريج وجفت دموعها على وجنتيها ما إن نظرت من نافذة السيارة بذهول لمعالم هذا المكان الغريب فهو يختلف كليا عن ما كان يظهر منه بالخارج، تنطوي على نفسها أكثر عندما وجدت نفسها محطة بأنظار الجميع...
ولكن ما جعلها تلتفت لذلك الذي يجلس الى جانبها بصدمة هو عندما سمعته يقول بصوت حاد بعدما أوقف السيارة والتفت لها
- اهلا وسهلا فيكي بوكر الافاعي
فتحت عينيها على وسعهما وهي تقول.

- افاعي ايه،!
نزل من سيارته وذهب نحوها وهو يقول
- انزلي
دفعت يده عنها وهي تقول برعب فهي لديها فوبيا من الافاعي: لالا لاء أنا بخاف منهم رجعني بيتنا...
والله ماهقول ل بابا على اللي عملته فيا، ياسين
بلاش الله يخليك بلاش، أخذت تتوسل به عندما أجبرها على النزول حافية ليفتح له الحرس على الفور باب القبو وهم بقمة ذهولهم من ما يرون الآن
نزل بها الدرج ودفعها بقوة نحو ذلك الذي يجلس خلف مكتبه لتسقط عند قدميه...

صمتت بصدمة وهي تضع كفيها على الأرض الصلبة لترفع جذعها العلوي قليلا مع رفع وجهها المغطى كليا بشعرها الطويل، لتسمع ذلك الشخص يقول بأسف مصطنع وهو يريد ان يبعد شعرها عن عينيها
- تؤتؤتؤ، بالراحة عليها النعمة ما تترميش كده...
ضربت يده بعنف قبل أن تصلها وأخذت تزحف الى الخلف وهي ترتجف ما إن وجدته ينهض من كرسيه وهو يكمل بأعجاب
- شرسة، بس حلوة أوي وهتنفعنا، عفارم عليك هو ده ياسين ابني اللي تمرت فيه تربيتي...

قال الأخيرة وهو يذهب نحو ذلك الوقف كالتمثال لا روح فيه ليربت على كتفه بأطراء ثم نادى على رجاله وهو يكمل
- خدوها للمخزن واللي يلاقي نفسه راحت لها مش خسارة فيه أنه يدوقها، مش هتغلى عليكم بالهنا والشفا
كلامه هذا كان كالسهم المسموم الذي أصاب به قلب ياسين، نعم كان يعلم هذا ما سيحدث معها هنا ولكن الفعل ليس كالكلام، لما يشعر بأن نيران الأرض اندلعت بفؤاده، أو ليس هذا ما كان يريد
ألم يكسرها لأجل هذا...

أفاق من صدمته هذه على صراخها بأسمه وهي تختبئ وراء ظهره بسرعة لتتمسك بثيابه من الخلف لتقول ببكاء هستيري وهي تقفز بمكانها وترتجف بشكل كبير وكأنها أصيبت بحالة هلع ما إن وجدتهم يريدون أن يمسكوها
- يااااااااااااااسين، ياااااسين، احميني منهم
ماتخلهومش ياخدوني والنبي، والنبي...
دفنت وجهها بظهره وكشت على نفسها كالأطفال.

ما إن وجدت يد أحد الحراس تمتد لها ليأخذها معه ولكن قبل أن يلمسها تأوه بألم قوي ف الآخر قبض على يده بعنف ليلويها بكل قوته وهو يسحب السلاح منه ليضرب به على أسفل رأسه بحركة سريعة جعله يفترش الأرض فاقدا للوعي
توقف جميع الحراس المطلوب منهم اخذها بخوف من رد فعل ياسين الغير متوقع هذا ليفتح سلطان عينيه باستغراب لتتحول نظراته للغضب وهو يقول.

- ياسين أنت اااتجننت، خدوها ورموها بالمخزن أنتم مستنيين إيه يابهايم، قال الأخيرة بأمر لرجاله ولكن سرعان ما رفع ياسين فوهة المسدس بوجههم عندما وجدهم يتقدمون نحوه ليأخذوها منه
ليرتدوا الى الخلف مرة أخرى وهم بحيرة من أمرهم، أخذوا ينظرون لسلطان تارة وللآخر تارة، لا يستطيعون ان يتجرؤا على ياسين ولا يستطيعون أن يكسروا أوامر سلطان...

التفت لتلك التي تكاد أن تموت من فرط خوفها سحبها نحو صدره لتتعلق بعنقه برعب حقيقي
ليحاوطها بذراعه باحتواء جاء متأخر منه ولكن ما جعله يرمي سلاحه وأحاط خصرها بفزع هو عندما وجدها تنزلق من بين أحضانه فاقدة للوعي...

أخذ يضرب وجنتها بخفة وهو يردد اسمها ولكن لا حياة لمن تنادي، حملها بين ذراعيه كالجثة الهامدة وأخذ يصعد الدرج بها ليخرج من القبوا وهو يصرخ بهم لفتح الباب له كاد أن يمنعه سلطان من الخروج إلا أنه عجز عن ذلك ما إن وجد جميع الحرس تنفذ أوامره بطاعة واحترام...
مما جعله يرفع هاتفه ويتصل بالرجال المسؤولين عن أمن الوكر ويأمرهم على غلق جميع مخارج ومداخل المكان ومنع ياسين من الخروج.

أما عند الآخر، خرج من القبو وهو يحملها ليضعها على الفور بسيارته بالكرسي الخلفي و ذهب الى مكانه ليتحرك بها نحو البوابة التي ما إن وصلها
حتى وجدها مغلقة ليأتيه رئيس الامن على الفور وهو يقول بتردد
- ياسين باشا ياريت تقدر وضعنا الحاج سلطان منعنا إنناااااااااء
قطع كلامه وهو يسحبه من مقدمة ثيابه بعنف جعله يختنق وهو يقول بفحيح لا يستهان فيه
- لو بايع عمرك وعايز تموت موته وسخة بجد
امنعني واقف بوشي.

- العفوا يا باشااا
- افتح،! صرخ بها وهو يدفعه عنه ليرتد الى الوراء عدة خطوات ثم أشار للباقي أن يسمحوا له بالعبور فهم يعلمون من هو ياسين اللداغ وماذا يمكن أن يفعل بهم إن تجرؤا عليه
تم فتح الطريق له ليخرج بسلام من وكر الافاعي بأعجوبة، فتح أزرار قميصه الأولى وهو يتنفس بصوت عالي ثم نظر بغضب من خلال المرآة لتلك التي ترقد بالخلف لا حول لها ولا قوة ليصرخ بغضب
وكأنها واعية وستسمعه...

- انتي عايزة مني ااااايه، ازاي بحركة وحدة منك بس خلتيني أهد كل حاجة كنت مخططلها من شهور
ازاي ضعفت قصاد ضعفك...
بس ملحوقه إن ماهديت سعد فيكي وخليته يبكي دم عليكي مابقاش أنا ابن سامر اللداغ اللي أبوكي قتله وخلانا نضيع من بعده
علي الجهة الأخرى في فيلا الجندي...

بعد ساعات من الانتظار ولم تظهر ابنته حتى الآن جلس سعد على الاريكة بتعب بعدما كان يأخذ الصالة ذهابا وايابا ليضع رأسه بين يديه بعجز وهو يقول لزوجته التي أصبح حالها لا يقل عنه
- قوليلي أعمل إيه أروح فين اجي منين، اسأل مين عنها، طب لو بلغت الشرطة على اختفائها أقولهم ااااايه بنتي كسرت نفسها قبل ما تكسرني...
جلست سيلين الى جانبه وبيدها قدح من الماء مع علاج الضغط لترفعه له وهي تقول بخوف عليه من حالته هذه.

- خد اشرب الدوا ده لحسن تتعب
- مش عايز زفت، قالها بعصبية وهو يدفع يدها التي بها دوائه من أمامه لتلوي الأخرى شفتيها وهي تقول
- بابي حبيبي بلاش تقلقني عليك بالشكل ده
ضرب كفيه ببعضهم وهو يقول بانفعال: هو مافيش حد هيجيب أخرتي غيركم، موتي على إيديكم يا بنات ماهر
سيلين بزعل مدلل: لاء احنا بنات سعد وبس
- روحي من وشي يا سيلين مش عايز أشوفك أنا لسه مانستش اللي عملتيه امبارح بالحفلة.

داليا بتدخل: سعد هدي أعصابك أنت كده هتروح من إيدي
كاد ان يرد عليها إلا أن هاتفه رن بهذا اليوم فوق الخمسين مرة وهو ما إن يرى اتصال عمل يفصله ولكن مع تكرار الاتصالات بشكل ملحوظ، أجبر على فتح الخط على مكالمة مدير خط الشحن وهو يقول
- في ايه بتزن ليه
- شحنة الحديد والأسمنت اللي كنا مستنينها
- مالها
- اتحجزت بالجمارك ودخلنا كلنا في سين وجيم
انتفض من مكانه: ااااايه ليه، إيه السبب.

- محدش عارف، بس أول ما وصلت الميناء اتقلبت
- اقفل وأنا هشوف ايه الحكاية، قالها وهو يغلق الخط بوجهه ثم أخذ يتصل بشاهين الذي كان أيضا مثل أخيه هاتفه مغلق...
كاد ان يصرخ ولكن سرعان ما أتته مكالمة أخرى ليسمع خبر آخر كالصاعقة نزل عليه وهو بأن جميع المخازن أصبحت رماد حتى مقر الشركة الرئيسي تم حرقه بالكامل ليصبح بنائه عبارة عن فحم أسود لا أكثر ليجلس بمكانها مرة أخرى بعدم تحمل لكل هذا.

- مالك ياسعد فيك ايه، قالتها داليا وهي تركض له مع سيلين التي اخذت تبكي عليه بقهر ما إن سمعته يهمس بضعف
- بيتي اتخرب يا داليا، تعب عمري كله راح بثانية، والمرادي مش زي المرة اللي فاتت
- فداك كنوز الدنيا دي كلها يا بابا، ما إن قالتها بدموع حتى التفت لها والدها ومسح دموعها هي و والدتها ليقول مع نفسه وهو يتمعن النظر بهم
- آخ لو تعرفوا إن كل اللي خسرته دلوقتي ماوجعنيش قد غياب ميرال عن عيني.

ابتعد عنهم بعدما تنهد وأخذ يحمل متعلقاته وهو يقول: هروح أشوف ايه اللي حصل عشان كل حاجة
تتهد كده في يوم وليلة واااء
صمت بترقب عندما وجد صوت سيارة تقف أمام
الباب الداخلي للفيلا و الذي كان مفتوحا على مصراعيه ليلتفتوا بصدمة نحو ذلك الذي دخل
عليهم وهو يحمل، ميرال...

ولكن ما جعل سيلين تشهق بصدمة هي و والدتها وأخذت تركض نحوها هي عندما وجدته يلقي بها من بين ذراعيه على الرخام الصلب وكأنه يرمي وسادة غير آبه بها ولا بألمها وهو يقول لسعد الذي نشفت الدماء بعروقه حرفيا
- خد بنتك مابقتش تلزمني.

- أنت عملت فيها ااااايه، قالها وهو ينقض عليه يمسكه من تلابيب ثيابه ليعالجه بلكمة على فكه عدة مرات مما جعل ذلك الذي يقف أمامه دون أدنى مقاومة يسقط على الأرض ليضحك بحقارة وهو يمسح الدماء من حاجبه ومن طرف فمه
ثم نهض بكسل وخمول واقترب منه بعدما أخرج منديل صغير من جيب بنطاله ليضعه بجيب بنطال سعد وهو يهمس بحقارة بعدما غمز له بإحدى عينيه
- شرف بنتك أهو، ابتعد عنه وقال بصوت مسموع.

وبحركة متهورة منه، ميرال بنت سعد طالق مني...
كلامه هذا جعل سيلين تنتفض من مكانها واقفة لتذهب نحوه بسرعة ورفع يدها للأعلى لتصفعه ولكن قبل أن تنزل إلى وجنته مسكها واخذ ينظر لها بغضب لترفع سبابة يدها الأخرى أمام وجهه بتحدي وهي تقول بصراخ
- لو حصلها حاجة هقتلك بإيدي
- مش هرد عليكي لأن بجد صعبانة عليا على الهجين هيعمله فيكي...

- مايصعبش عليك غالي، قالتها وبحركة سريعة كالوميض سحبت تلك الزهرية الموجودة على الطاولة التي بجانبهم لتضربه بها على رأسه بكل قوتها لتتهشم عليه مما جعله يعود إلى الوراء وهو يغلق عينيه ويفتحهما عدة مرات ليسيل خط رفيع حار خلف اذنه نزولا الى رقبته لتتلطخ ياقة قميصه بالدماء، اخذ يحرك رأسه وكأ نه يريد أن يستوعب ماحدث معه الان ولكن ماهي سوا ثانية او أقل و وجدت فكها يكاد أن ينكسر من قبضته عليها وهو يقول.

- بختك ب شاهين والا كنت دفنتك بمكانك على عملتك دي، قال الأخيرة وهو يدفعها بعيدا عنه ثم التفت وخرج من الفيلا بأكملها كادت ان تمنعه ولكنها نست كل شئ وركضت نحو والدها الذي كان بالكاد يسند نفسه على طرف الأريكة وهو يحاول أن يتنفس بصعوبة وكأن هناك صخرة مستقرة على صدره
فتحت أزرار قميصه الأولى وأخذت تمسح على صدره بالجهة اليسرى وهي تصرخ بوالدتها لتساعدها.

ولكن قبل أن تأتي نحوها أو تستوعب كل ما يجري الآن حولها وجدت والدها يضع يده على موضع قلبه يسقط على ركبتيه وهو يصرخ بألم
- آااااااااااااااااااااااااه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة