قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل التاسع والعشرون

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل التاسع والعشرون

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل التاسع والعشرون

دخل الى المستشفى بملامح متجهمة وبال مشغول بما سيقوله الآخر هل سينكشف المستور أمامه أم أن هناك خبايا أخرى ماتزال ضائعة منه بطيات الزمن و أوراق الماضي
ما إن وصل الى الطابق المطلوب حتى سحب نفس عميق ثم خرج من المصعد ليجد أمامه أخيه الذي كانت علامات الاستفهام التي لا تبشر بالخير تزين وجهه ولكن تخطاه وهو يتجاهل استفساراته ويقول
- سعد فين؟
مشى موازينا له وقال
- في أوضته مستنيك
- أيوه اللي هي فين،؟

- أهي قريبة أهي، قالها وهو يفتح الباب له ليدخل الهجين وهو بعده...
علي صوت دخولهم هذا فتح سعد عينيه بذبول
ثم أخذ يحاول الجلوس بوضعية مريحة ليستطيع مجادلة ذلك الذي وقف أمامه بعنفوان غاضب...
نعم لم ينطق حرف واحد بعد ولكن تكفي نظراته لتجعلك تعرف مدى غضبه منك.

اعتدل بجسده بمساعدة زوجته التي كانت تقف الى جواره لتلبي طلباته عندما يطلبها أما ميرال لم تحرك ساكنا بدخولهم هذا فهي كانت تجلس على الأريكة المركونة جانبا دون أن تصدر أي تعابير بما يحصل حولهم، لا شكلا ولا مضمونا كانت كلوح الثلج خالية من المشاعر.

ولكن بالطبع كلها آذان صاغية لهم تريد معرفة ماهو سبب كل ماحدث معهم، أجل! دائما ما كانت تقول لياسين إن أسببابه التي دفعته ليفعل بها هذا لن يغير شئ بالنسبة لها ولكن من داخل أعماقها تتمنى أن يكون عنده سبب قهري يجعلها تغفر له أو على الأقل تعطية عذره
أما عند الهجين كان يقف أمام السرير المستلقي عليه آخر شخص يتمنى أن يبقى معه بمكان واحد ولكن للضرورة أحكام...
تكلم سعد بجمود: اتفضل أقعد حوارنا هيطول.

- هنتكلم كدة، قالها وهو ينظر حوله بمعنى هل سنتحدث أمام عائلتك ليرد عليه بتأكيد
- أيوه، اللي هحكيه هما عارفينه قبلك
التفت ياسين بسرعة نحو فتاته باستغراب وهو يفكر هل يعقل أنها على علم بالماضي وما حدث به
حك شاهين طرف حاجبه وهو يضحك بسخرية ثم حرك رأسه بنعم دون أن يتكلم وكأنه يصبر نفسه ثم سحب أحد المقاعد من عند الحائط و وضعه أمامه وجلس عليه بالإتجاه المعاكس ليسند ساعديه على ظهر الكرسي وهو يقول بجدية.

- قول اللي عندك
- عايزة تعرف إيه
- من الصفر، عايز أعرف كل حاجة بدأت ازاي
- وياترى هتصدق، اللي زيك الشك بياكل من عمره
- مالكش فيا، قول اللي عندك وأنا هعرف بطريقتي إن كنت كدبت عليا والا لاء
- قبل ما اتكلم سيلين فين، ما إن قالها بقلق حتى رد عليه بخبث متعمد
- في حضن جوزها هتكون فين يعني
سعد بانزعاج من رده المستفز هذا
- بنتي ترجعلي يا ابن اللداغ
شاهين بلا مبالاة: عشم إبليس، سيلينا بتاعتي.

رد عليه بتوعد: هترجعهالي زي ما أخدتها و وقتها هخليك تحفى عليها ومش هتلاقيها...
قال ياسين بتهكم ممزوج باختناق: اللي يسمعك تقول كدة ويشوف حرصك عليهن يصدق بجد إنهم بناتك
- الأب هو اللي بيربي وأنا ربيتهم بروحي
شاهين بجدية: بلاش تدينا دروس بالإنسانية والقيم الأخلاقية خلينا بالمفيد، أنت قولتلي بالسجن إنهم بنات ماهر مش بناتك صح ولا أنت وقتها كنت بتقول أي كلام وخلاص
نظر سعد لميرال وقال بوجع.

- هما فعلا بنات ماهر وأختي سعاد...
ما إن نطق جملته هذا حتى تعرق جسد ياسين بأكمله
فهو لايريد هذه الحقيقة يرفض تصديقها تماما ليقول بانفعال
- اااااانت كداب، هي وصلت فيك إنك تنكر أبوتهم عشان بس تحميهم مننا
- عجيب أمر الناس، لما بنكدب الكل بيصدق ولما نتكلم ونقول الحقيقة الكل بينكرها، وده بيدل إن الإنسان بيصدق اللي بيجي على هواه وبس...
ما إن نطقت ميرال بهذه الكلمات وهي تنظر الى.

الأرض بشرود حتى صدم كل من ياسين وشاهين الذي التفت لها ليعود بنظره بحقد الى سعد وهو يقول بصوت آمر
- قول اللي عندك من غير لف ودوران
- وسيلين...
- مالهااااا!؟
- عايزك ترجعهالي قصاد اللي هقوله
شاهين بقهر وصدق: ماتخافش عليها لأن لو طلع كل اللي في بالي صح وإني عشت أنا وأخويا السنين دي كلها بكدبة، أنا بنفسي هرجعالك لأن وقتها مش هينفع تبقى معايا أصلا
- وعد
- من غير وعوووووود
نظر له بصمت قليل ثم تنهد وقال بسرد.

- قبل 30 سنة تقريبا، جاني واحد عايز يخطب اختي مني، كان إنسان محترم وسمعته نظيفة أو ده اللي تخدعت فيه وقتها، اسمه ماهر اللداغ، بس كان عيبه أنه مالوش أهل ولا كبير جاني كدة يخطب بطوله، كل لما كنت بسأل عنه محدش بيعرفه...

وده اللي خلاني أرفض إني أديله أختي الوحيدة اللي هي أمانة أمي وأبويا ليا، سعاد كانت شبه ميرال بالشكل وحتى طبايعها، كانت زي النسمة الباردة بالصيف، هادية وعاقلة وتصرفاتها موزونة بس كل ده تغير لما دخل ماهر بحياتها وحبته...
ياسين بتساؤل: ليه رفضته؟
رد عليه سعد بغل فهو لم ينسى أفعاله وكيف رمى له ابنته: لأنه كان زيك، مالوش لا أصل ولا فصل...
وزي ما بيقولوا ع الأصل دور يا باشا
شاهين بنزعاج: كمل!

- المهم لما سمعت سعاد إني رفضته ماقتنعتش بالرفض ده وأصرت عليه، وأنا من كتر حبي ليها وافقت إني أجوزها ليه بس بشرط تبقى قصاد عيني وقريبة مني، وده كان أكبر غلط عملته في حياتي، ولحد دلوقتي بدفع تمنه
شاهين بتركيز: وبعدين
- خمس سنوات عاش وسطنا لا عارفين إيه هو شغله ولا حتى شفنا ليه صاحب أو حد من أهله وبالوقت ده ربنا رزقهم ب ميرال أول فرحتهم وبقينا أنا وماهر صحاب.

بس كل لما كنت بسئله عن أي حاجة بالموضوع ده كانت سعاد بتقف في وشي وتقولي، بلاش تحسسه أنه لوحده بلاش تزعله خلاص هو بقى مننا، ماهر مافيش زيه، سيبه بحاله ماتقالبش عليه المواجع...
هو صح كان مافيش زيه وبيموت بمراته وبنته ومعيشهم أحلى عيشة بس بردو كنت شايف إن في حاجة غلط ماهو مستحيل الإنسان يكون كامل بالشكل ده والكمال لله وحده طبعا، بسسسس
كل ده تغير لما حملت تاني بولد...

صمت سعد عندما وجد الصدمة تزين معالم الأخوين اللداغ إلا أنه تجاهل ذهولهم هذا وأكمل...
هنا بقى لاحظت ان التوتر اشتغل ما بينهم، وبقت تصرفات ماهر غريبة وخصوصا لما بقت سعاد على وش ولادة وفي ليلة قلبت كل موازين حياتنا جاني رسالة من عمكم
ما إن نطق ب كلمة عمكم حتى رفعت ميرال رأسها.

لهم وهي لا تصدق ما يقول والدها عن أي عم يتكلم الآن ولكن عندما أكمل كلامه حتى وضعت رأسها بين يدها وكأن هناك من ضربها وجعلها تتوه بين ما تسمع وما تشعر به الآن
نظر ياسين للهجين ثم قال بترقب
- رسالة إيه دي!
- جاتني رسالة من ماهر محتوها كان إن سعاد وبنته وابنه اللي جاي بالسكة أمانة عندي لو حصله حاجة ومرجعش...

أنا أول ما قريت الرسالة قومت خدت بعضي ورحت لشقتهم عشان أشوف في إيه، بس أول ما وصلت شفت أختي بحالة ما يعلم فيها إلا ربنا والقلق كان بياكلها أكل، سألتها عن جوزها و وريتها الرسالة اللي بعتهالي، فكرت إنها ممكن تطمني بس اللي حصل إنها انهارت أكتر وقامت تعيط وتقول أنه أكيد مش كويس وأنها ياما ترجته مايروحش ليهم و إنها راضية تعيش معاه بالظلمة بس هو ماسمعش كلامها وقال أنه لازم يروح ويتفاهم معاهم عشان يقدر يعيش صح بعد كدة.

ولما سألتها راح فين ماقالتش غير أنه راح لوكر الأفاعي اللي عاش وكبر فيه...
وكر الأفاعي، وكر الأفاعي، وكر الأفاعي...
أخذت تتردد هذه الجملة بعقل ميرال التي سحبت شعرها بقوة للخلف وأخذت تنظر حولها كالمجنونة لتنزل دموعها بصمت عندما التقت نظراتها بالآخر فهي تذكرت كلامه لها عندما أخذها لمكان غريب وما إن وصل حتى قال بإجرام.
- اهلا و سهلا فيكي بوكر الأفاعي
قطع تواصلهم النظري هذا كلام سعد...

ايه المكان ده و ايه كان قصدها معرفش بس اللي فهمته وقتها أنه متورط مع ناس مابيرحموش تقدر تقول عليهم مافيا، وقبل ما استوعب اللي بسمعه منها سمعنا صوت الباب و أول مافتحنا شفنا ماهر قصادنا غرقان بدمه
عمري ماهنسى الليلة دي ولا اللي شفته فيها...
وقتها مش فاكر بالدوشة دي كلها غير انهيار أختي
وصراخ ميرال اللي ماكنتش تقول غير...
دممممم، بابا كله دم
وسعاد من حبها لجوزها ماستحملتش اللي بتشوفه.

حصلها حالة ولادة وكلها أقل من ساعة لاقيت ممرضة بتديني طفلة بإيدي و تقولي أمها تعيش أنت
شاهين بشك: طفلة هو مش كان ولد
داليا بتوضيح: الدكاترة قالوا إنها كانت حامل بولد بس اللي شفناه إنها جابت بنت، جت وقتها سيلين
ياسين بعدم اقتناع
- ولد؟ وجت بنت، هي فزورة
داليا باستغراب: عادي بيحصل غلط من النوع ده
قطب شاهين حاجبيه بشك وقال: دكتورة وحده تغلط ممكن، بس كل الدكاترة يقوله إنها حامل بولد وتيجي بنت ازاي،؟

ليقول سعد: حكمة ربك
نهض شاهين عن الكرسي برفض لمنطقهم وأخذ يمشي أمامه كالأسد المحبوس بالقفص
- اللي شفته أنا بحياتي خلاني أشك بصوابع إيديا
نظر له سعد بضيق: يعني!؟
شاهين بغضب وهو ينهج
- يعني كمل حصل بعدها إيه
- دخلنا وقتها بسين وجيم بسبب اللي حصل ولولا ستر ربنا ومعارفي الكتير كنت رحت فيها...
شاهين بمقاطعة مرة أخرى وكأنه يبحث عن أي ثغرة ليكذبه: لسه معرفناش، كتبت البنات باسمك ليه؟

- خفت عليهم من اللي عمل كدة. أكيد مش هيصعب عليه أنه ياخدهم مني لأن ماهر حذرني من ده...
و أنا وقتها ماكنش ينفعش اسيب الحكاية للحظ، دول أمانة ماهر ازاي أسيبها تضيع مني
زي ما ضاعت أختي قبلهم
كتبتهم باسمي عشان محدش يعرف يوصلهم.

حكاية سيلين كانت سهلة بس ميرال صعب لأنها كانت كبيرة كان وقتها تمت الأربع سنين على ما اظن، بس زي ما أنتم عارفين إن كل شئ بالفلوس بيمشي وده اللي حصل معانا، حليت كل حاجة وقفت قصادي بكام قرش، وأخدتهم وطرت فيهم لبر الأمان
بس ماكنتش أعرف إني بنفسي هرميهم بالنار من تاني بعد ما حطيت إيدي بإيد عدوي من غير ما أحس ورجعتهم من تاني هنا بعد ما قولت أكيد بعد السنين دي كلها الموضوع أندفن واتنسى خلاص.

عشان اتفاجأ بعدها إن ماهر ليه ولاد أخ، هما اللي دمرو بناته، بس الغلط مني لأني لااااااحظت اسم العيلة وقولت أكيد ده شبه أسماء مش أكتر مع إن الاسم مميز، لاحظت الشبه اللي بين شاهين وماهر وقولت يخلق من الشبه أربعين...
بسسسس ازاي فاتني كل ده معرفش يمكن الكبر
خد من عقلي وخلاني أخرف بدري يا إما أنتم اللي لعبتوها صح وعرفتم تلفو الحكاية.

بس لما لاحظت إن أنتم كمان زي ماهر لما سألت عليكم بعدما خطب أخوك ميرال مني وجيت وقتها ونبهتها إنها ماتغلطش غلطة امها ماسمعتش كلامي
تقول حالفة أنها تشرب من نفس كأس أمها و تمشي على صراطها بسسسسسس اللي بيختلف هنا إن ماهر كان راجل بجد وحبها مش زي اللي قصادي دلوقتي...

صمت وأخذ ينهض من مكانه حاولت داليا ان تساعده إلا أنه رفض وأبعد يدها عنه وما إن استقام بطوله و وقف أمام شاهين حتى سحبه من قميصه بقوة لا تتماشى مع ضعف جسده وحالته الصحية وهو يكمل بغضب ممزوج بتعب.

قولت إني أنا اللي قتلت أبوكم وعمكم وع الأساس ده دمرتم حيااااااتي. وأخدت بنتي مني. فين دليلكم يابشوات على كلامك ده، فين دليلك يامتر على كلامك ده ماتنطق. ااااااازاي تحاسب حد من غير ما تتاكد من التهمة اللي متوجهة ليه، وحتى لو
كنت مذنب فعلا زي ما أنا بنظركم دلوقتي
أبعد يده الممسكة بتلابيبه وقال بانزعاج
- وأنت فين دليلك على كلامك ده...
- عندي أوراقهم الأصلية لما تولده بأسم ماهر اللداغ.

شاهين بسخرية: فين ده أنا دورت مابين أوراقك اللي بالفيلا كلها وحدة وحدة ومالقتش حاجة من ده، حتى فتحت الخزانة اللي كانت بمكتبك هناك وبردو مافيش حاجة، العب غيرها يا ابن الجندي
رد عليه سعد بعصبية بعدما سند نفسه على طرف سريره: ساعات الذكاء الشديد بيأدي للغباء يامتر
. بقى عايزني أشيل ورق زي ده يوديني بداهيه بخزانة الفيلا ده اسمه تزوير بأوراق رسمية وأنت أعرف الناس جزاتها بيكون إيه قانونيا...

أنا أول ما هطلع من هنا هبعتهوملك بنفسي ومع إني متأكد إن جواك مصدقني من غير أي دليل بس السؤال هنا أنكم ماجتوش ليه وخلصتوا عليا طالما عندكم تار عندي، ليه رحتم لبناتي؟
عشان تأذوني فيهم صح، أنا مش عارف مين اللي فهمكم ده وغرضه ايه من ده كله، بس اللي أعرفه إن الحكاية تقلبت عليكم وتلعب فيكم، وبدل ما تأذوني لوحدي أتأذيتم معايا...

أنا معرفش أنتم مريتم بأيه بحياتكم بس كل اللي أقدر أقوله إن اللي زرع فكرة الأنتقام دي بدماغكم أين كان، كان عايز يأذيكم بحبايبكم أكتر ما يأذيني أنا...
وبصراحة هو نجح بده، والنتيجة أهي، واحد واقف قصادي بيتمنى العفو على اللي عمله فيها وعمره ماهيطوله والتاني خدها ليه وفكر كدة أنه كسب وميعرفش أنه أكتر واحد خسران هنا. سيلين خلتك تحبها بجنون. وابقى قابلني لو عرفت تعيش من غير شقاوتها من تاني...

وقف بمنتصف الغرفة وقال: سلطان
ما إن نطق أسمه حتى شهقت داليا بصمت لينظر لها الهجين بترقب غاضب ليسمع سعد يقول بستنكار
- ومين ده كمان أوعى يكون ليه تار عندي
شاهين بهدوء غريب وهو ينظر الى داليا التي شحب وجهها لدرجة مخيفة: متعرفش حد اسمه سلطان
- لاء
- متأكد
- أنا قولتلك كل اللي أعرفه ومش هخاف منك لو كنت عارفة.

- وأنا هعرف بمعرفتي إن اللي قلته صح ولا في حاجة ناقصة، قالها الهجين وتوجه نحو الخارج وما إن كاد أن يخرج بالفعل بعدما فتح الباب حتى توقف عندما تكلم الآخر بتهكم
- وجاي على نفسك ليه، عايز تعرف الحقيقة بعد إيه
هااااااا ايه، بعد ما كل حاجة خربت على إيديكم خلاص، أنا دلوقتي كل اللي عايزه هو سيلين ترجع لحضني.

نظر له الهجين من طرف عينيه برفض واستنكار لطلبه هذا آلا يعرف بأنها ملكه هو، حرك رأسه بنفي ثم تركه وخرج وما إن حاول ياسين اللحاق به حتى وجه له سعد كلام بصيغة أمر حاد متجاهلا وجع صدره الذي أخذ يفتك به
- ياااااسين، ورقة طلاق بنتي توصلني
تمعن الآخر النظر به مثل أخيه تماما ثم نظر الى تلك التي تجلس وهي بعالم آخر ثم تركهم وخرج وأغلق الباب خلفه دون أن يعلق على طلبه هذا.

لتجلس داليا بمكانها وهي تغطي فمها بكفها برعب حقيقي وضياع حرفي، نظرت الى زوجها الذي عاد الى فراشه واستلقى عليه بتعب. ماذا يجب ان تفعل هل تتكلم وتقول له بأنها هي السبب لكل هذا أم تلتزم الصمت خوفا من انفصاله عنها بعد كل هذه السنين...
كانت تظن ان الماضي انتهى ولكن على مايبدو أن القدر مصر على كشف ما خبأته، نهضت من مكانها وتوجهت نحو ابنتها التي دفعت ثمن صمتها هذا.

جلست الى جوارها وسحبتها تحت ذراعها لتحتضنها بحنان وأخذت تبكي وهي تقول مع نفسها بعدما قبلت رأسها
- سامحيني يا حبيبتي، سامحيني ياقلب أمك أنتي، ماكنتش أعرف إنكم اللي هتدفعوا ثمن غلطتي، ياريتني وافقت اتجوزه وقتها ياريتني
ولا إني أشوف عيلتني ضاعت مني بالشكل ده
- ماتعيطيش يا حبيبتي كل شيء هيرجع زي ما كان...
قالها سعد بإرهاق وجهد وهو ينظر الى زوجته بحنان التي ردت عليه وقالت بانهيار.

- بناتنا ضاعوا مننا و اللي تكسر ما يتصلحش...
- صح بس وقتها نقدر نعتبره درس لينا ونبدأ من جديد
انتفضت ميرال ونظرت لوالدها وقالت
- وسيلين!
- هترجع، وغلاوتها عندي لهترجع، دي نور عيني اللي بشوف بيها مستحيل اسيبها ليه
قالها سعد بتأكيد ثم اغمض عينيه بخمول وهو يفكر بما سيحصل معهم بعد الأن
في الاسفل
ما ان صعد شاهين بسيارته حتى لحق به ياسين وقال بتسائل بعدما استقر الى جانبه
- هتعمل ايه دلوقتي.

شاهين بغموض- يحيى فين؟
- معرفش!
- كلمه خليه يلحقنا ع الوكر
- ليه في حاجة
- من غير ليه اعمل اللي بقولك عليه
- ماشي، قالها ياسين وهو يخرج هاتفه تزامنا مع تحرك اطارات السيارة لينطلق بهم نحو هدفهم
في شقة يحيى كان يجلس على الاريكة امام التلفاز وهو يدفن وجهها بعنق زوجته التي كان يحتجزها بين ذراعيه بقوة وكأنه ان تركها ستفر منه...

اخذ يعض وجنتها ثم يقبلها من نفس المكان ولم يتركها حتى تئفئفت منه بضجر وهي تقول بعدما مسحت وجهها بقرب
- اووووووف وبعدين بقى! سبني اتفرج ع الفيلم
يحيى بتفاجئ مصطنع من تذمرها هذا
- ااااالله هو انا عملت ايه، دي هي بوسة
يتيمة من الخد...
شهقت غالية بصدمة مضحكة
- بوسة يتيمة ايه ده انا خدي تهرا
كز عليها وهو يقرص بقوة من وجتها التي كان قد تحول لونها للحمرار الشديد
- ماهما اللي طعمهم حلو اعمل ايه انا.

- لا واللهي، قالتها وهي تدفعها عنه بضجر ثم اعطته ظهرها وهي تكتف يديها، مسكها يحبها
من فكها واخذ يحركها يمنى ويسرى بمشاكسة
وهو يقول
- مالك يابت ماتفكيها شوية
التفتت له وهي تضرب يده وتقول بعصبية
- اوعي كدة، في ايه؟
مال عليها بجسده ليجعلها تستلقى بشكل تلقائي
علي الاريكة وهو يعتليها برغبه عشق لا اخر لها
- في عسل عايز يتاكل وهو عامل
نفسه مش واخد باله
كرمشت وجهها وقالت- الفاظك بيئة زيك.

- قال يعني جايبك من جادن ستي اش كان جبتك من حارة ماتعيشي عيشة اهلك، قالها وهو يضربها كف خفيفي عن طريق الهزار ليتاوه بوجع عندما ردت له الضرب بدفعه قوية جعلته ينقلب على الارض وهي تقول بشراسة راقت له بعدما نزلت عن الاريكه وسندت نفسه على صدره
- وماله الحارة يا ابن الحواري مش عجباك
دفعها عنه ليرتطم بمقعد الاريكة ليمسك هو ظهره بوجع بعدما اعتدل بجلسته
- ااااخ ده اكيد مش لسان ده مبرد، منشار...

- ده اللي عندي، قالتها وهي تلعب بشعرها المنكوش ليقول لها بستهزاء وقصف جبهة
- روحي مشطي بالأول وابقى العبي في
تركت شعرها وقالت بغضب لذيذ
- هو ده طبيعة شعري اذا كان عجبك وبعدين
انت مش سامع احمد حلمي بيقول ايه
- بيقول ايه يابت
- طلقني لو مش عجبك طلقني.

- طلق ايه بس تفي منك بئك، ما ان قالها حتى تفت عليه بشكل تلقائي مما جعله يفتح عينيه من فعلتها هذه ولكن قبل ان يتحول الى وحش حاولت ان تهرب من امامه ولكن هيهات وجدت نفسها مقيده بجسده بلمح البصر وهو يقول
- بقى انا وافقت أفضل معاكي النهاردة بالبيت عشان تهزقيني يامقصوفة الرقبة انتي
رفرفت غالية بأجفانها وهي تقول
- واهون عليك.

- وما تهونيش ليه ياحيلتها، قالها هو يضربها كف ألمها نوعا ما وما كان ردها سوا انها نحنت برأسها وعضت كتفه ثم قالت بعدما ابتعد عنه
- جت كسر بيدك وضربة بمعاميعك
عض شفته السفليه بتوعد وقال
- اعمل فيكي ايه
- والله انت اللي بديت، و وحدة بوحدة هاااا
صرخ بها بذهول وهو يعتها من طرف ثيابها
- هو انا صاحبك ده انا جوزك ياهانم
- جوز جزمة وانت الصادق، غمغمت بها بصوت خفيف مما جعله يسحبها نحوه ويقول.

- انتي بتقولي ااايه يابت انتي سمعيني
نظرت لها وقال بشفاه مذمومة
- ببرطم عليك
- ايوه يعني بتبرطمي تقولي ايه، ااااانطقي قبل ما اطلع شعرك ده بيدي، ما ان قالها حتى مشك شعرها
لتنظر لها بغضب لتتحول نظراتها هذه للمكر في ثانية واحدة ثم قالت برقة
- يحيى!
ابتلع لعابه وقال بتوتر من رقتها التي فاجئته بها
- نعم!
- حبيبنا المصطفى قال ايه
حرر شعرها وقال: ايه.

همست لها وكأنه طفل تريده ان يفهم ماستقوله بالحرف: رفقا بالقوارير، وانا قارورتك
- يعني ايه
- يعني خف شوية عليا هو انا قدك، ما ان قالتها حتى اشاح لها بيده لتنضرب بوجهها بشكل عفوية وهو يقول
- ما انتي اللي تجيبيه لنفسك بصراحة
مسكت انفها بألم ثم نظرت له وقال بمسايسة
- ان صغرت عقلي انا، كبر عقلك انت
يحيى بقتناع: تصدقي معاكي حق، ما انتم فعل ناقصات عقلا ودين.

- حوش دينك اللي بيخر منك، قالتها من بين اسنانه مع نفسها ثم تنفست بصبر وهي تبتسم له لتناديه بدلع، يحيى!
تنهد بحرارة وقال: ياااا دي اسمي اللي بيضيعني كل ما بتنطقي، قولي عايز ايه، أمري
كادت ان تمازحه الا انها غيرة رأيه ما ان وجدت يستجيب لها لتقول بترقب
- ايه رأيك تقوم تتوضى ونصلي سوا بنية ان ربنا يوفقنا بحياتنا اللي مش باين ليها ملامح دي.

ما ان نطقت كلماتها السابقة هذا حتى عم الصمت بينهم لينظر لها بنزعاج واضح لتبادله بترجي وهي تمسك كفيه ليقطع عليهم تواصلهم هذا صوت هاتفه الذي ارتفع ولم يكون سوا ياسين الذي ما ان رد عليه حتى قال
- يحيى
- اعوذ بالله من غضب الله، ده صوت بذمتك
- مالك يايحيى
- ياعمي بلاااااش تنطق اسمي قول اللي عايزه بلاش تبوض النغمى التي اتعلمت عليها ودني من الكروامن بتاعي، قالها وهو يغمز لغلاته بحب.

ياسين بعدم فهم: مالك يالاااااا هو انت شارب ولا ايه على العموك الهجين عايز يشوفك بالوكر
- الهجين؟ ربنا يستر، ماشي هاجي حالا
اغلق الخط ثم تركها ونهض لتقف معه وهي تقول
- على فين؟
توجهة الى غرفتهم واخذ يغير ثيابه
- عندي شغل ياحبيبتي لازم انزل
غالية بمسايرة: وماله تعالى نصلي وبعدها انزل عشان ربنا يوفقك بشغلانتك
يحيى بتهرب: مافيش وقت لازم انزل حالا
- هي كلها خمس دقايق، ما ان قالتها حتى رد بضيق واضح.

- غلااااا بلاش زن انا مش ناقص صداع
رفعت يدها واخذت تمررها على صدره وتقول: سلامتك، انت بس لو تسمع كلامي...
يحيى برفض قاطع: اسمعيني كويس، انا لا هسمع ولا عمري هسمع، في فرق في اني بحبك وفي اني ابقى خاتم بصباعك
- طب تعالى نجرب سوا
ضرب بسبابته على رأسه وقال قبل ان يخرج من الغرفة: سبق وقولتلك انك عدوت نفسك صح
- يحيى، ما ان قالتها حتى وجدته يلتفت لها بغضب لتكمل كلامه بحزن، خد بالك من نفسك
انا وامي مالناش غيرك.

تلاشى غضبه منها واقترب ليسحبها من رأسها ليقبل أرنبة انفها بخفه ثم قال بعدما انحنى واستنشق عطرها بقوة: حاضر...
- طب انا عايزة اشوف ماما وحشاني
- حاضر، عنيا ليكي، جهزي نفسك لما ارجع بالليل هاخدك ليها دي وحشاني انا كمان
نظرت له بتفاجئ سعيد: بجد امي وحشاك
- ايوه، ومالك مستغرابه كدة ليه...
غالية بتفكير: ابدا بس
قاطعها وقال: بس ايه؟ عارفة ليه بحبها ياغلاتي
- ليه؟!
- لانها جابتلي وحدة زيك وخلتني اسعد واحد في.

الدنيا دي. قالها وهو يقبل وجنتها ثم سحبها خلفه للباب الشقة وهو يكمل، تعالي بقى اقفلي الباب ورايا
غالية بصدمة
- انت مش هتقفله بالمفتاح زي كل مرة
يحيى بحب: لااااا هثق فيكي...
- وانا بإذن الله هطلع قد الثقة دي
- اوعى تفتحي لحد!
- تمام اي اوامر تانية
- ايوه
- ايه
- هاتي بوسه...

ما ان قالها حتى توقع انها سترفض او انه ستدفعه للخارج ولكنه وجدها تقترب منه لترفع نفسها على اصابع قدميها وهي تسحبه من ياقته ليتنحي قليلا لها...
طبعت قبلة خجوله على فكه لترجف خلايا جسدها
ما ان استشعرت شعيرات ذقنه المهذبة وهي تداعب ملمس شفتيها...
حررته من قبضته لتبتعد عنه الا انها وجدت خصرها معتقل بين ذراعه الايمن وهو يهمس بتخدير من فعلتها هذه: بحبك غلا، بحبك غلااااااتي.

اومئت له بإحراج وهي تنظر الى صدره لا تقوى
الى النظر له. لتقول بعدما وجدته طال بنظراته لها
- مش هتمشي بقى
- همشي
- طيب يالا
- قلبي مش مطاوعني اسيبك، ما ان قالها وهو يقترب منها حتى ابتعد بسرعة وهو يقول بعدما ارتفع رنين هاتفه مرة اخرى
- بس مضطر امشي وألا هتعلق من الهجين...
يالا سلام.

- سلام، قالتها وهي تغلق الباب خلفه بالمفتاح من الداخل لتسند ظهرها عليه بهيام وهي تعض اناملها بسعادة فمشاكسته لها تروق لها ولكن سرعان ما اختفت ابتسامتها عندما تذكرت بيئته التي يعيش
بها وطبائعه الكارثية فهو لا يروق له سوا المعاصي
لا تعرف كيف ستجعله ان يستقيم حقا أن كانت هي عنيدة فهو اعند بأضعاف وخاصة بهذا الموضوع...

تحت امام العمارة ما ان خرج يحيى حتى رفع احد الشخاص هاتفه واتصل بذلك الذي كلفه بمراقبتهم
- ايوه ياحاج، الباشا نزل
- وغالية؟
- لسه فوق
- عينك عليها وزي ماقلتلك قبل كدة اول ما تلاقيها نزلت هاتهالي
- طب ليه نستنى ما اطلع اجيبهالك دلوقتي
- تطلع فين اوعى تستهين ب يحيى ويغرك ضحكته
ده نابه ازرق، ده مستحيل يسبها كدة اكيد في مراقبه عليها لحمايتها ان ماكنش منه يبقى من اخوه
اللي ممكن يبلع اي حد يفكر بس يزعله.

- وطالما كدة عايزها ليه
- عجباني، وبعدين هو أنا هعمل ايه يعني هستعيرها منه ساعة زمن أحلي مزاجي بيها وهرجعها ليه من تاني ولا من شاف ولا من دري. وهي حالها حال اي ست هتسكت من خوفها من الفضيحة، ماهو احنا ببلد بالمواضيع دي الست هي الغلطانه مهما تكون ظروفها
- و دلوقتي العمل إيه يا حاج، هي مش بتنزل
- هتنزل، هيجي وقتها وهتنزل، الصبر بس
- ماشي نصبر ونشوف لما تنزل ست الحسن والجمال
تستاهل ده كله ولا لاء.

- لاء هي حلوة آه بس عادية
انفجر به الشخص باختناق
- وطالما عادية، عايزها هي بالذات ليه
- نفسي راحتلها الله، أنت هتحاسبني ولا إيه
- العفوا مش قصدي...
- يالا روح شوف شغلك وفتح عينيك كويس، سامع
أغلق الخط بوجهه ورمى الهاتف على الطاولة وما إن عاد ليسند جسده على ظهر الكرسي حتى وجد يدين ناعمة احتلت منكبيه وأخذت تدلكهم بهدوء
- اااايوه كدة يازينة دوسي ع الحتة دي، والله محدش بيفهمني وبيفهم جسمي ده قدك.

زينة بخبث ودلع: من يومي فهماك يا حاج...
بس مين اللي عايزها دي
- وحدة كدة عجبتني
توقفت يدها وأخذت تفكر ثم قالت وهي ترفع حاجبها: وماله حقك، اللي يعجبك. رجالتك تجبهالك لحد عندك، هو احنا عندنا كم سلطان عشان نزعله
صمتت ولم يرد عليها وأغمض عينيه براحته ما إن وصلت بتدليك إلى رأسه وعنقه ثم انحت بجذعها العلوي وقالت بفحيح عند أذنه
- إلا قولي يا حاج
- خير
- شاهين غاطط فين مش باين بالوكر بقاله مدة.

- اتجوز وغرقان بالعسل مع مراته، ما إن قالها ببرود حتى انتفضت وكأن صاعقة أصابتها وهي تبتعد عنه وتقول.
- ااااااااااااايه أتجوز، امتى ده حصل
- ومالك زعلتي كدة ليه
ضرب كف بكف وهي تقول بغيرة
- ده كسر القوانين أنت ازاي ساكتله
سلطان بلا مبالاة: سبيه يعيش يومين معاها
ده بردو دراعي اليمين
ضربت زينة فخذها بغل: افرض حملت منه
هنعمل ايه ساعتها
- شاهين مش صغير عشان تفوته النقطة دي
أخذت تحرك قدمها بتوتر وهي تقول.

- طب جوازهم ده هيبقى لحد امتى
- وقت ماهو يعجبه
- غريبة من امتى أنت بيعجبك الحال المايل ده
- جوازه منها انتقام، هي بنت عدوي، كل ما طولت عنده أبوها بيتكسر أكتر
زينة بانفعال وغيرة كبيرة: ومالقتش غير شاهين
سيد الرجالة اللي يتجوزها ما كنت رمتلها أي راجل من رجالتك وخلاص
- عجبت شاهين أقوله لاء يعني، وبعدين البت
قادرة ومحدش كان هيعرف يطبقها غير الهجين بنفسه ده حتى ياسين اعترف بنفسه أنها قوية.

ومش من نوع السهل خالص...
- وهي وقعت بشاهين صح
- عندك شك بقدرات الهجين
- ده أنا هموت وأشوفهم
- اللي هما إيه
- قدراته
- زينة! أنتي للناس الكبار سامعة
ردت عليه بتوتر: هاا لاء أنت فهمتني غلط، أنا قصدي إن شاهين ليه وزنه بالوكر أكيد مش سهل وعرف ازاي يوقعها
- طب قومي يالاااا اعمليلي لقمة أطفحها.

- من عنيا يا حاج، قالتها وهي تنهض من جانبه وما إن اختفت من أمام أنظاره حتى زفر بانزعاج ثم عاد يسترجي بجسده مرة أخرى قبل أن تأتي وتعكر مزاجه بكلامها هذا...
في المستودع الخاص بالهجين
صدح صوت ياسين بالمكان وهو يسئله: أنت طلبت تشوف يحيى ليه ده أنا فكرتك هتيجي تواجه سلطان وتستفسر منه على اللي سمعته من سعد.

شاهين بنفي: و تفتكر لو سألته أو واجهته هيرد ولا هيلف ويدور وبكدة هيبقى أديناه إنذار أنه ياخد باله و حذره من الحكاية دي
- أنت مصدق سعد، ما إن قالها ياسين حتى رد عليه شاهين وهو ينظر له بتمعن
- مش مهم إني مصدقه والا لاء بس أنا عارف ومتأكد إنك أنت أكتر واحد مصدقه
- أشمعنى
- لأنك أكتر واحد فاهم سلطان ودارسه كويس
ياسين بتغير محور الحديث- ناوي على ايه؟
- أعرف الحقيقة.

- أيوه ماشي أنا معاك بس هتعرفها ازاي أو بمعنى أصح أنت مخطط لأيه
- عملت فحص جينات لسيلين
ويحيى
- توقعت إنك هتعمل كدة، بس تفتكر إنهم توأم
- يمكن، لأنهم شبه بعض كتير وده اللي لفت نظري بعد ما سمعت كلام سعد
- شبه ااايه؟ لا مافيش الكلام ده
- لأنك مش معاشر سيلين
- دي نعمة من ربي فضل فيها عليا، دي لا تطاق
- يااااااسين
- خلاص آسفين ياعم
- هو يحيى تأخر ليه.

- ده العادي بتاعه مش حاجة جديدة يعني، بس أنت طلبت منه أنه ييجي عشان تقوله أنه ابن عمنا ولا إيه بالضبط رسيني ع الدور
- أقوله إيه بس، وهي دي حاجة تتحكي
- أومال هتخليه طول عمره يدور على أصله...
ده مش عدل يا شاهين أنت غلطت لما خبيت عليه كل السنين دي...

- وهو فين العدل بحياتنا، وبعدين عايزني أقوله اااايه، عمي اللي أنت بتحبه من كتر حبنا ليه يطلع أبوك في الحقيقة اللي خلفك بالحرام وتبرأ منك عشان حبيبته اللي تجوزها وخلف منها بنتين وبعد ما كبروا احنا انتقمنا منهم بالغلط ده...
- و احنا ما لنا من كل ده ليه محسسني أنه الغلط فينا. هو كان يعني احنا اللي عملناه فيه كدة. والا كان لينا يد من أساسه ده احنا زينا زيه وكبرنا وشفنا.

إن واقعنا مرار طافح واللي رايح واللي جاي بينهش
فينا ولولا إننا بقينا يد وحدة كان زمانا الله يرحمنا
- أيوه كلامك صح بس ماهنش عليا أخلي يحيى يكره ماهر. فاكر كان حنين علينا قد إيه وكان بيعافر عشان يطلعنا من الوحل ده، ده أنا بحبه أكتر من أبويا بذات نفسه
ولولا إني سمعت سلطان بالصدفة يقول إن الولد ده ابن ماهر كان بجد هيضيع بين الرجلين، فاكر وقتها كان ردة فعله شرسة ازاي.

تتوقع كان وقتها هيتقبل مساعدتنا ليه لو عرف إننا أهله بجد، هو أنت مش شايف هو بيحقد لحد دلوقتي على كل واحد ليه صله باللي هو فيه
- طب لو طلع توأم سيلين زي ما أنت شاكك
- ياريت
- غريب أمرك يا أخي
- ساعة بتقول ياريت يطلعوا مش بنات ماهر وساعة بتقول ياريت يطلع توأمها، أنت عايز ايه بالضبط
- لو طلع توأم كدة هيطلع عمي مظلوم ومرماش ابنه بالشارع زي ما فهمت من سلطان بسسسس وقتها لازم أرجع سيلين ل باباها
- ليه.

- أنت مفكر إن لو طلع كلام سعد صح أنا هسيب سلطان في حاله عارف ده معنى إيه اننا نبقى عايشين كل السنين دي بكدبة منسوجة بدهاء
يعني احنا كبرنا على إيد قاتل اهلنا
- أنت بتهزر صح مش لدرجاتي
- أنت ليه رافض كلامي مع إنك شايفه عين العقل.

- لأنها كارثة يااا شاهين، عارف أنا عملت ب ميرال اااايه ازاي بعد ده كله تطلع بنت عمي، ازاي بعد سنين من الطاعة والولاء لشخص خلانا نشرب السم عشان لما نكبر ناخد بتارنا وفضلنا مفكرين أنه مفضل علينا وهووووووب بعد ده كله نلاقي نفسنا في دوامة ظلمة مالهاش آخر
- طب لو طلع كلامه صح.

- أنا أول واحد هشرب من دمه، قالها وهو يتذكر كيف كان يطلب منه احضارميرال للوكر وكيف لما جاء بها رفض أن يخرجها و لولا قوته لكانت أصبحت فريسة سهلة لرجال الوكر
- لمتكم دي موغوشاني ربنا يستر، قالها يحيى وهو يدخل عليهم المستودع ليبتسم له الهجين وهو يقول
- اهلا، تعالى
- تعالى، قالها وهو يتوقف عن التقدم لهم ثم أكمل، أنا خفت كدة
شاهين بتهديد: تيجي من نفسك ولا اجي أنا.
يحيى بتفكير: لو قمت أنت هاتضرب صح.

- ع الأغلب كدة، ما إن قالها شاهين حتى أسرع الآخر وجلس أمامه وقال
- لالا كله ولا زعل الكبير أهو قعدنا قول اللي عندك
شاهين بترقب: عندك كم سنة
غابت ملامح يحيى المبتسمة ليحل محلها الاستنكار وهو يقول: بقى أنت جايبني المسافة دي كلها وخلتني أسيب البونية بعد ما لانت شوية عشان تسألني عندك كم سنة، بذمتك ده اسمه كلام
- يحيى، ما إن نطق شاهين اسمه بحدة حتى
سحبه ياسين من ثيابه وقال له.

- يخربيتك ماتقوله عندك كام ده هياكلنا
- في إيه هو ده سؤال بردو. على العموم 30 سنة
ياسين بصدمة: يخربيت الجواب ده، حطم كل التوقعات ده طلع أكبر من ميرال بسنتين...
- هو في إيه بس
ياسين بسفالة ذات مغزى فهمها الآخر
- في حلاوة بالطحينة تاكل
- آكل وماله ليه لاء، هاتها بقى عشان نسمي، قالها يحيى وهو ينهض ويهندم ثيابه ليصرخ بهم شاهين
- اخفوا من وشي أنتم الاتنين والا لا أقلكم أنا اللي سايبهالكم متخدره.

قالها وهو يتركهم ويخرج وما إن وصل عند سيارته حتى تنفس بعمق وقال بضجر ما إن رأى زينة أمامه
- خيررررر مع إني أشك أنه ممكن يطلع منك خير
- وحشني يا شاهين
- وبعدين
- امتى هتحس فيا
- لاااا بقولك إيه أنا مصدع ومش ناقص قرفك ده خالص اوعي كدة، قال الأخيرة وهو يبعدها عن طريقه ليجدها تقول بانفعال
- طبعا مش عايزني في غيري مالي حضنك
- نعم!؟ تفضلتي قولتي ايه
- الست اللي متجوزها أحلى مني بأيه.

- أحلى بأيه! تعرفي تعدي لكام ده مافيش مقارنة أصلا مابينكم عشان أعملها، ده كفاية اسمها لما بسمعه باتهز، تخيلي الهجين يتهز لمجرد حروف مكونة من اسم حبيبته
- حبيبتك،! هو مش جواز مصلحة
- مين اللي ضحك عليكي بده، سيلينا بالنسبالي هي النفس اللي بيطلع وينزل ده...
- وأنااااا فين من كل ده
- أنتي كنتي ولا حاجة من قبل ما تدخل حياتي...
و دلوقتي هي بقت كل حياتي يعني لا أنتي ولا أي ست غيرك بتعنيلي حاجة.

- خاف عليها لأذيها
رد عليها باستخفاف: تأذي مين! ده اللي أكبر منك ماقدرش يطول شعره منها تيجي أنتي تأذيها ده أنا أدوسك بجزمتي زي الصرصار ولا هتهزي فيا شعره، فوقي لنفسك واعرفي أنتي ناوية على إيه دي سيلينا عشق الهجين مش أي حد وخلاص
ختم كلامه وصعد الى سيارته وتحرك بها عائدا أدراجه لتلك المغرورة الشهية البريئة، مزيجها غريب يحرق فؤاده، يريدها له ولكن القدر
وآه منه يقف أمامه ليبعدها عنه...

وصل الى المزرعة وما إن أطفأ المحرك حتى سند ذراعيه ع الدركسيون وأرجع رأسه للخلف وهو مغمض العينين، لااااايعرف كيف سيستطيع الاستغناء عنها إن كان والدها صادقا حقا
فتح عينيه ونظر نحو النافذة ما إن وجد احدا يطرقه بقوة عليه ليجد معشوقته أمامه وهي بقمة انزعاجها فعلى مايبدو أنها غاضبه منه
ابتسم بخفة ثم نزل من السيارة ما إن وجدها تؤشر له بسبابتها ليفعل ذلك...
وقف أمامها وقال: مالك زعلانة ليه؟

سيلين بجوع: فين الأكل بتاعي
شاهين بتفكير: أكل ايه؟
- ده أنت ناسي بقى، ما إن قالتها وهي تلوي شفتيها
حتى رد عليها بسرعة وهو يتذكر ما طلبته منه قبل خروجه اليوم
- اووووبا والله انشغلت ونسيت هطلبلك حالا
كتفت ساعديها وهي تقول بزعل
- مش عايزة...
- ليه بس
- أهو كدة مش عايزة وخلاص، قالتها وهي تتركه وتتوجه نحو الداخل لتذهب نحو أوراق الرسم المنثورة بالأرض وما إن جلست حتى اخذت ترتبهم فوق بعض.

أما شاهين ما إن لحق بها حتى رمى سترته وأخذ يفتح أكمامه ورفعه لساعديه ثم جلس إلى جانبها بعدما نزع حذائه وقال بحب وهو يبعد عنها خصلاتها المتمردة
- حبيبتي جعانة
- أوعى إيدك كدة، قالتها وهي تبعد رأسها من مرمى يده ولكنه لم يستمع اليها و واصل مداعبة بشرتها وهو يقترب منها بهدف تقبيلها ولكنه توقف عن ما كان ينوي ما إن باغتته بسؤالها المعتاد
- هو أنت هتخليني أشوف أهلي امتى
تنهد بضجر ثم قال بتملك.

- مافيش أهل انسيهم أنا كل أهلك
- إيه الثقة اللي بترفع الضغط دي
- أنتي هتتقبلي واقعك امتى، أنا دلوقتي كل حياتك زي ما أنتي كل حياتي
- أخليك كل حياتي ازاي وأنت دمرتني ودمرت عيلتي، ومع ده كله أنا مستعدة أتقبل وجودك لوصلحت اللي عملته...
شاهين بقهر: مافيش حاجة بتتصلح بعد كسرها صدقيني
- والحل إيه دلوقتي لا أنا قادرة استحمل أعيش معاك بالشكل ده. ولا أنت قادر إنك تصلح اللي هديتو
- أديني وقت
- قد إيه
- أسبوعين بس.

- هتعمل بالوقت ده إيه
- هحبك فيه أكتر من أي وقت هتلاقيني ممكن احبك فيه
سيلين بضجر: لااا مش عايزة، شاهين اسمع مني رجعني لأهلي وكلم بابا واعتذر منه وشوفوا مشكلتكم فين وحلوها مع بعض. أنا متأكدة إن في سوء فهم ما بينكم بابا مستحيل يقدر يأذي حد
نهض من مكانه وهو يقول: ربنا يسهل
قطبت جبينها بزعل ونهضت هي الأخرى وما إن توجهت نحو السلم للصعود للأعلى حتى توقفت
وهي تلتفت له لتباغته بسؤال لم يتوقعه منها الآن.

- هو أنت عندك كم سنة
اقترب منها بخطواته وأخذ ينظر اليها كيف أبدع و تفنن الخالق برسم ملامحها ليهمس لها بصدق عاشق
- شهرين، شهرين بس يا سيلينا
صمت قليلا وأخذ يتبادل معها النظرات منها المحتارة لما سمعت ومنه المؤكدة ثم بحركة سريعة سحبها من معصمها ليجعلها تقف أمامه وهو يكمل بخفوت ساحر بالكاد هي سمعته، يعني عمري اتحسب من أول يوم شفتك فيه ومن وقتها بقيتي هنا، قال الأخيرة وهو يؤشر على رأسه.

- أنا موافقة يا شاهين
- على إيه
- اني أديك الأسبوعين اللي عايزهم بس بعدها توديني أشوف بابا وأهلي اللي هم وحشوني أوي
- بس اللي أوله شرط آخره نور...
- عايز إيه
- عايز أعيش معاكي بالجنة، عايز الأسبوعين دول
تحبيني فيهم زي ما بحبك
سيلين بكذب: بس ياهجين أنا مش بحبك
سحبها نحوه وقال: وماله يا عشق الهجين...
هخليكي تحبيني ومجنونة فيا كمان
- هتعملها ازاي دي
أخذ يستنشق عطرها ويقول- ده شغلي بقى. بس أنتي سبيلي نفسك.

نطقت بتردد: خايفة؟!
نظر الى حدقتيها: من إيه؟
- خايفة إنك تخذلني بعد ما أسلمك روحي
- ثقي فيا...
- لو وثقت فيك هتصلح كل حاجة مع بابا ونعيش بعدها صح
شاهين بغموض: هصلح كل اللي عملته
سيلين بترقب: أعتبر ده وعد منك
- تعالي بحضني بإرادتك وكوني ملكي وما تتعبنيش.

ما إن قالها وهو يفتح ذراعيه حتى وجدها ترتمي بأحضانه وهي تحتضن عنقه بذراعيها ليرفعها من أسفل ظهرها بهمة ليجعلها تحاوط خصرها بساقيها بعدما بادلها الآخر هذا الحضن بشكل أعنف من أي مرة كانت معه سابقا، هذه المرة تختلف، هذه المرة سيلينا معه بإرادتها. تريده كما يريدها تبادله نفس الشغف
نظرت حولها عندما وجدته يصعد بها على الدرج لتقول: واخدني فين
شاهين بسفالة وهو يغمزها: نبدأ صح.

أكمل طريقه بصمت وما إن وصل الى غرفتهم وتوجه بها الى السرير حتى رماها عليه لتصرخ بتهرب: شاااااهين
أغلق شفتيها بسبابته وهو يقول بعدما هبط على عنقها يلثمها بعشق هائم
- هشششششششششششش، سيبيني أركز.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة