قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل التاسع والثلاثون

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل التاسع والثلاثون

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل التاسع والثلاثون

كان يقف ينظر لها كيف تختفي من أمامه وهو في قمة ذهوله من ما سمع وما إن اختفت داخل العمارة حتى التفت نحو يحيى الذي كان هو الآخر لا يقل عنه بالاستغراب ليقول له بشبه ضحكة مليئة بالقهر
- سمعت اللي سمعته...
- أكيد في حاجة غلط صح
- ده أنا اللي هعمل معاهم الصح لو اللي في بالي طلع صح. قالهاوذهب خلفها بسرعة ليلحق به يحيى وهو يحاول أن يهدئه ولكن لم يصله حتى فالآخر كان
يمشي وكأنه قد سرق من الفهد سرعته.

أما عند سيلين ما إن وصلت شقتهم ودخلت حتى أرادت أن تغلق الباب ولكنها ارتدت للخلف بتعثر عندما وجدت شاهين يمنعها من ذلك عندما دفع الباب بغضب وهو يقول بتساؤل مباشر
- دي بنتنا صح؟
دخول شاهين بهذا الشكل جعل داليا تسحب سعد الصغير وتدخل به للداخل بسرعة لتذهب بعدها لزوجها الذي دخل يغير ثيابه ولا يعرف بحجم الكارثة التي أتت عليهم الآن.

أما عند سيلين أخذت تنظر له بلا مبالاة واستخفاف كاذب وما إن استدارت متجاهلة سؤاله هذا لتصل لسيلا التي كانت مايزال جسدها يرتجف من الخوف مما حدث في الأسفل
ولكن منعها من الذهاب عندما قبض على عضدها وسحبها نحوه بقوة مما جعلها تلتفت له رغما عنها بألم وخاصة عندما تعمد على غرز أنامله بلحمها ولكنها برغم الوجع تحاملت على نفسها ولم تظهر له ذلك خاصة عندما وجدته يصرخ بها بجنون
- على فين مش قبل ما تردي على سوالي.

- أرد على إيه أنت مالكش حاجة عندي، قالتها وهي تحاول أن تحرر ذراعها منه ولكنها توقفت بصدمة عن المقاومه ما إن سمعت سيلا تهمس لها بصوت خائف وهي تشدد من احتضانها
- مامي بابي بيزعق علينا ليه
شاهين بذهول من ما سمع: قالت بابي! يعني اللي سمعته تحت صح، دي بنتي
حاولت سيلين أن تستدير مرة أخرى إلا أن شاهين شدد عليها قبضته بشكل أقوى جعلها تتأوه بصوت مسموع رغما عنها فهو قد جن جنونه الآن.

- إيدك،! قالها سعد بصوت صارم وهو يبعد يده عن سيلين التي ما إن رأت تدخل والدها حتى انسحبت بسرعة لغرفتها لتضع صغيرتها فيها وما إن دخلت حتى وجدت داليا تدخل خلفها مع سعد اللداغ الصغير الذي ركض بسرعة نحو والدته التي استقبلته بلهفة لتضمه معا هو وأخته لأحضانها بحنان شديد وهناك رعب سكن قلبها، وفزع انزرع بأوصالها من فكرة أن يأخذهم منها الآخر إن علم بأنهم قطعة منه هو كما هم قطعة منها هي.

في الصالة كان يقف شاهين أمام سعد كالحيوان الهائج الذي أصبحت أصوات أنفاسه مسموعة لمن حوله ليقول له الآخر بضيق شديد منه
- إيه اللي جابك يا ابن اللداغ، المكان هنا مش مرحب بيك
- ازاي عايزني ما اجيش و روحي عندك، ما إن قال كلماته هذه حتى نظر له سعد بجدية ممزوجة بتهكم وقال
- والله و فيك الخير إنك لسه فاكر روحك زي ما بتقول بس أحب أقولك، بنتي أنا مش روح حد، دي روح أبوها وبس.

رفع شاهين طرف فمه وقال بسخرية: مش لما تبقى أبوها بصحيح، سيلين بنت ماهر اللداغ مش سعد الجندي
- وماهر أمنها عندي وراح وبقت بنتي أنا من ساعتها
زفر شاهين أنفاسه باختناق من هذا الحوار ليقول بصيغة أمر وجبروت
- أدخل ناديها عايز أكلمها، عايز أفهم ليه عملت كدة
سعد برفض: مافيش كلام ما بينكم عايز تتكلم أنا أهو قصادك ولو مش عجبك اتكل و وريني عرض اكتافك.

ضحك الهجين قليلا ثم تحول وجهه للغضب الأسود وهو يقول: اتكل اااايه، أنا مش هتحرك من هنا غير لما أفهم منها كل حاجة...
- عايز تفهم ايه، قالتها سيلين بثبات تحسد عليه و لا كأن الذي أمامها الآن الذي تبكي عليه بحرقة كل ليلة
نظر لها سعد بانزعاج من حضورها الآن ليقول لها
- سيلين خشي جوا أنتي
نظرت لوالدها وقالت: بابا من بعد إذنك عايزة أتكلم معه على انفراد.

- هو أنا هستناكي لحد ما تستأذني، قالها شاهين بنفاذ صبر بعدما رأى سعد سيرفض ذلك ليذهب نحوها وبكل جبروت مسكها من يدها ودخل بها أو دعنا نقول سحبها خلفه إلى أقرب غرفة لهم والتي كانت خاصة لسعد و زوجته
كاد أن يلحق بهم سعد بغضب ف الآخر قد تعدى الحدود المعقولة، ماذا يظن نفسه ذلك البربري إلا أن يحيى منعه من ذلك عندما وقف أمامه وقال
- سيبهم يتكلموا، هما الاتنين محتاجين ده صدقني.

مسكه سعد من تلابيب ثيابه وصرخ به
- وأنت مين كمان
- أنا يحيى اللداغ اتقابلنا قبل كدة بس ماجتش فرصة نتعرف على بعض أكتر، قالها يحيى وهو يمسك يده وينزلها عنه باحترام غريب لم يظهر عليه إلا في حالات نادرة
هدأ سعد نوعا ما من ردة فعل الآخر وقال بترقب: أنت أخوهم صح
- تؤ، ابن عمهم، ابن ماهر اللداغ وسعاد الجندي
ما إن نطق بهذه الكلمات حتى شحب وجه سعد بصدمة لا مثيل لها.

عند شاهين ما إن أدخلها الغرفة و أغلق الباب عليهم حتى قال بترقب غاضب
- البنت اللي كانت تحت
نظرت له سيلين بهدوء وقالتها: مالها
شاهين بتردد: بنت مين
- بنتي أنا، ما إن قالتها وهي ترفع منكبيها حتى صرخ بوجهها بعدم التصديق
- وما بلغتنيش ليه إنك خلفتي، كنتي مستنية ايه
سيلين بتلاعب اعصاب: وأبلغك ليه، أوعى تكون مفكر إنك أبوها لأنها قالتلك يا بابي.

عض شفته بقوة من غيظه منها ثم قال: أنا مش مفكر أنا متأكد، والا هتكوني خلفتيها ازاي
- خلفتيها ازاي!، قالتها وهي تقترب منه و ترفع حاجبها بعدما كررت سؤاله ثم رفعت نفسها قليلا وهمست عند أذنه، اممممم بسيطة هشرحلك، عملت مع غيرك اللي كنت بعمله معاك وخلفتها.

جزء من الثانية فقط و وجدت أنامله انغرست بداخل شعرها الكثيف وسحبها للأعلى لتتأوه بوجع لم يتحمل هو منظرها متألمة بهذا الشكل ليدفعها على إحدى الزوايا ليحاصرها حرفيا بجسده الذي قد زاد ضخامة عن السابق وهو يقول بجنون قاتل
- مش أنا اللي يتقالي الكلام ده، مش أنا...

وبعدين مستحيل، دي بنتي أنا، بنتي دي ثمرة حبي ليكي وشغفي فيكي، مستحيل يكون في حد بحياتك غيري. أنا أعرفك أكتر ما تعرفي نفسك فبلاش تلعبي بغباء معايا لأن رد فعلي هيأذيكي، لأني متأكد إن مش سيلينا اللي ممكن تكون لواحد تاني...
أنتي انخلقتي لراجل واحد بس واللي هو أنا ومهما بعدت عنك محدش يقدر يوصل للي أنا وصلتله فيكي
انا ليا فيكي أكتر ما ليكي...

- أنت مستفز، أوعى كدة، قالتها بعصبية وهي تضع يدها على صدره العريض تريد أن تدفعه عنها إلا أنه صمت قليلا
فقد ضاعت منه الحروف عندما لمسته كفيها، يا الله تلك الفاتنة بلمسه عفوية منها جعلته ينهزم أمام نفسه ويغلبه الحنين لها وخانته عينيه مع تبعثر دقات قلبه ما إن بدأت بالتجول على وجهها باشتياق كاشتياق رمال الصحراء لقطرات الغيث...

ابتلع لعابه ما إن وجدها تهدأ بالتدريج هي أيضا ليأخذ يتلمس ملامحها بهوس عاشق مجنون، بدأ يمرر أطراف أنامله عليها، من جبينها الدافيء لرسمة عينيها الذباحة لشموخ أنفها وغرورها الجميل نزولا لشفتيها المغرية بتفاصيلها الغير موزونة التي تفقده تعقله و ما إن تلمس انتفاخهم حتى اجتاحته رجة كهربائية جعلت خلايا جسده كلها تستنفر وتثقل انفاسها هي...

عقد حاجبيه بشوق لها، ياالله، كم يتمنى ان يستبدل مكان أنامله بفمه ليرتوي منها الآن...
أكمل سير رسمته لذقنها الناعم ليصعد بيده لخديها الممتلئة وما إن احتضن وجهها حتى رفعه له أكثر ليقبل أرنبة أنفها بتريث لينحني بعدها بوجهه بثمالة ليدفنه بعنقها المرمري بعدما حرر وجنتيها واعتقل خصرها بقوة ليهمس لها بهيام
- الحلوة دي بنتنا، صح.

دفعته عنها وقالت بغضب من نفسها قبل أن يكون منه هو: بنتي أنا، أنا، سااامع بنتي أناااا، أنت مالكش حاجة عندي
قرر التلاعب بنقطة ضعفها أمامه ليقترب منها بخبث وقال بهمس مغري لأي أنثى فما بالك بواحدة متيمه به: ماله جسمك ياحبيبتي بيترعش كدة ليه
بيطالب بيا صح، اعترفي إني نقطة ضعفك زي ما أنتي نقطة ضعفي ياعشق الهجين...
أبعدت يده الوقحة عنها وهي تقول بانفعال وقهر: بترعش من قرفك ده.

حاوط خصرها بتملك ولصقها به ثم قال
- لسه بتموتي فيا سيليناااا
رفعت وجهها ونظرت له بغضب وهي تقول
- ابدااااااا...
- وحشتك ريحتي صح، قالها بتعمد ليذكرها كيف كانت وما زالت مدمنه عليه، قالها وهو يشدد من احتضانها باستمتاع رهيب لم يشعر به منذ سنين ف الأخرى ما إن سمعت كلماته المستفزة حتى أخذت تتلوى بين ذراعيه تريد الخلاص منه وما ان فشلت من تحرير نفسها حتى صرخت
- بكرهك...

لصق جبينه على خاصتها وقال بعدما امتزجت أنفاسه الراغبة بأنفاسها الغاضبة، ليقول بعدما لاحظ تأثيره عليها الذي تحاول أن تسيطر عليه
- لسه عايشة على ذكرياتي لسه مافيش راجل يملى عينك غيري، أنا روضتك ليا سيلينااا عارفة يعني روضتك يعني مهما عملت مكانتي مش هتتغير عندك
بكى قلبها منه لتقول بغصة داخلية ونفور ظاهري
- أنت ليه بتعمل كدة...

أبعد نفسه عنها وحررها كليا ورجع خطوة للخلف وهو يقول ببرود وغرور: عادي، بس حبيت أعرفك أنا ايه بالنسبة ليكي وتبطلي الهبل اللي بتحاولي تقنعيني فيه، وهو إنك ممكن تخلفي من غيري...
ههههههههههه اللي قدامك مش تلميذ يابطتي...
أنتي مش بتتحملي إنك تحاوري غيري بالكلام...
حتى لسانك مش بيقبل ده...
سيلينا لما كنتي عندي أنا عرفت ازاي استحوذ على روحك قبل جسمك، أنا الهجين مش أي حد عشان يتنسي ويتغير بغيره بسهولة...

- وفخور أنت بده، ما إن قالتها بخفوت حتى تنهد بوجع ورد عليها بتعب حقيقي
- لا، لأن عذابي ماقلش عنك بحاجة ويمكن أكتر، ده أنا بقت تجيلي تهيئات بشكلك، عميتي عيوني عن غيرك وجننتيني فيكي...
بسسسسس يا سيلينا مهما غلاتك عندي كانت كبيرة ده مش معناه إني مش هاطلع من عنيكي السنين اللي خبيتي فيهم بنتي عني
مهما حبك كان كبير عندي اللي عملتيه مش هيشفعلك عندي
- عمري ما شفت ببجاحتك، وليك عين تتكلم...

مش أنت اللي سبتني ورمتني. مش أنت اللي ما ثبتش جوازنا وخدعتني بالمأذون اللي جبته وخلتني أحس بشعور بنات الليل، عارف حصلي إيه لما عرفت إن مافيش حاجة تثبت جوازي منك عارف لما تكون برئ وأنت غلطان و وسخ بنظر الكل ومش قادر تثبت براءتك. عارف اللي زاد على كل ده هو حملي منك...
شهووووور بتوحم على ريحتك. أقسم بالله جنيت حرفيا في غيابك، بقيت بشمشم باللي رايح واللي جاي يمكن تطلع ريحته زي ريحتك...

وصل فيا الحال إني أجيب البرفيوم بتاعك وأشمه زي الهبلة بس كان قلبي بيحترق على ريحتك أنت...
كنت فين، هاااا فين وأنا بتعذب كل ده، كنت فين لما كنت ببكي عليك عايزاك، ليه أذتني كدة أنا عملتلك إيه عشان تعمل فيا ده
صمتت ولمعت الدموع بعينيه ثم أكملت بحسرة على ما كانت عليه سابقا...
أنا اللي كنت بقول مافيش بنت زيي، مستحيل حد يقدر يكسرني، كنت بشوف ميرال ضعيفة بس أنا طلعت منك ومن تجربتك دي مافيش أضعف مني...

علي الأقل ميرال حرقته أول ما أذاها بس أنا معملتش حاجة، يبقى أستاهل لأني حبيتك برغم عيوبك اللي كانت واضحة ليا، وأذاك لينا كان علني...
أنا بقالي سنين بادفع ثمن غبائي معاك
- و أديكي خدتي حقك مني وحرمتيني من بنتي...
قاطعته بضيق: ماعندكش بنات عندي
نظر لها بتمعن ثم قال: ده آخر كلام عندك يعني
- أيوه مالكش حاجة عندي
- اسمها إيه
- سيلا
- الكامل.

- سيلا سعد الجندي، ما إن نطقت هذه الحروف حتى شعر شاهين بأن هناك خنجر مسموم غرز بقلبه. لأول مرة يعجز عن النطق، لسانه ثقل وصدره قد تحجر...
لم يستطع أن يعطي ردة فعل سوا أن يومئ لها برأسه ثم تركها وخرج ليجد سعد جالسا بالصالة لوحده ليتركه متوجها لباب الشقة وما إن فتحه حتى أخذ ينزل الدرج بسرعة يشعر بأنه يريد الانفجار.

وصل الى مخرج العمارة ليجد يحيى وياسين أمامه ليتركهم ويذهب نحو سيارة دون أن ينطق بحرف ليتبعوه بهدوء وهم ينظرون لبعضهم البعض فحالته لا تسمح لهم بطرح أي سؤال من الأسئلة التي تجوب بعقلهم
في الأعلى عند سعد كان يجلس بالصالة بشرود عميق من ما سمعه من يحيى، فذلك ما إن أخبره بنسبه ومن هو حتى تركه وخرج من الشقه بأكملها ما إن وجد رده تأخر عليه ظنا منه بأنه لا يصدقه.

ذلك الشاب محق كيف يصدق بأن لسيلين كانت توأم نعم يتذكر بأن الأطباء قالوا بإن سعاد حامل بمولود ذكر ولكن عند الولادة وجد سيلين فقط...
تأفأف بقوة وأمسك رأسه وأخذ يدعكه بقوة فهو يكاد أن ينفجر من شدة الصداع لم يشعر بشاهين عندما خرج لم يشعر سوا بسيلين التي جلست أمامه على الأرض وهي تضع كفيها على ركبتيه و وجهها الجميل غارق بالدموع لتناديه بتوسل
- بابي...

فتح سعد ذراعيه لها لتنهض من جلستها لتجلس الى جانبه على الأريكة وهي ترمي رأسها على صدر والدها وأجهشت بالبكاء وهي تقول
- قولي أعمل ايه معه
- اللي لازم يتعمل، قالتها داليا وهي تدخل الى الصالة وتأتي لتجلس أمامهم لتبتعد الأخرى عن والدها وهي تمسح دموعها وتقول
- اللي هو ايه
داليا بعقلانية: طالما عرف وكل شئ اتكشف لازم يكتب عليكي رسمي بقى، وتسجلوا الولاد بإسمكم بلاش الماضي ينعاد من تاني.

سيلين برفض: مستحيل أربط اسمي بأسمه
- بلاش أنانية يابنتي، أنتي لو لوحدك تمام تقدري تاخدي القرار اللي يعجبك، بس أنتي بدل الطفل عندك تنين منه، واديكي شفتي قلب البيت علينا ازاي لأنه عرف بسيلا بس تخيلي بقى لما يعرف في سعد كمان، مش بعيد ياخدهم منك
فتحت سيلين عينيها بخوف ثم قالت برفض
- ياخد اااايه، أنا آخد روحه منه قبل ما يعملها، دول ولادي انا.

- خلينا نفكر بعقل، شاهين جبروته يهد الحيل هو أنا اللي هعرفك عليه أوووعي تكوني شفتيه أنه سكت وطلع كدة لا ياحبيبتي ده من الصدمة بس، ده لما يقعد مع نفسه شوية هيطلع البلا الازرق على جثتك
ده الهجين ياعشق الهجين مش هو بيقولك كدة بردو، ده متملك فيكي عايزاه يكون مع ولاده عادي. وبعدين ولادك كمان محتاجين أبوهم، فعشان كدة فكري كويس بكلامي و قرري
ليقول سعد بضيق من ماسمع: أنتي بتقولي إيه...
أنا مستحيل أرجعها ليه.

- أنا كنت أكتر وحدة رافضة إني أخليها معه بس دول بينهم عيلين دلوقتي، وبعدين أنا ماقلتش ارجعي ليه أنا قولت اكتبوا كتابكم رسمي وسجلوا الأطفال بإسمكم ويبقى بعدها ينفصلوا رسمي، اسمعيني يابنتي أنتي وضعك مايسمحش إنك تعندي
- شاهين خسر كل حق ليه عندي لما نزلني قصاد بابكم وطلقني وأداني ظهره ومشي وهو كان عارف عملته دي عملت فيا إيه
سعد وسيلا ولادي أنا وبس، مالوش حاجة عندي
- تفتكري هيسكت.

- يسكت مايسكتش أنا اللي عندي قولته ليه ويبقى يوريني يقدر يعمل إيه، قالتها وهي تنهض ثم سألت والدتها عليهم، فين الولاد مالهمش صوت ليه
- سعد بيلعب جوا، وسيلا نامت
- غريبة مش من عوايدها
- كانت مرعوبه معرفش مالها سألتها ما ردتش، جت بس وخبت نفسها بحضني ونامت وهي بوضعها ده
- أما أدخل أشوفهم، قالتها وهي تتوجه للداخل لتنظر داليا لزوجها الذي كان شاردا لتقترب منه وهي تقول باهتمام
- مالك يا حبيبي.

ليقول سعد بقهر رجل مسن قد شعل الشيب رأسه
- تعبان!
داليا بلهفة: سلامتك ياقلبي من ايه
- من كل حاجة، المرض هد حيلي، عمال أشوف بناتي موجوعين ومافيش حاجة بإيدي أعملها، سحب بنتي ودخلها الأوضة قصادي ومقدرتش أعمل حاجة، العمر بيهد يا داليا وكله كوم ويحيى اللداغ كوم تاني
- أخو شاهين الصغير.

- لاء ابن عمه و أخو البنات، يحيى ماهر اللداغ ابن سعاد وتوأم سيلين يا داليا، ما إن قالها سعد حتى شهقت الأخرى وهي تضع يدها على فمها متفاجئة
نعم كانت تعلم بأن هناك أخ ولكنها لم تعلم بأنه أخ شرعي للبنات، لتسئله باستفسار
- مين اللي قالك الكلام ده
- هو اللي عرفني على نفسه وسابني ونزل
- تفتكر كلامه ده حقيقي.

- معرفش بس اللي أعرفه بجد ان احنا داخلين على ايام سودة، طالما شاهين ظهر يبقى ياسين هيظهر كمان ده لو ماكنش ظهر وبنتك مخبية ده عننا
- ربنا يستر
في الداخل عند سيلين ذهبت عند سعد الجالس بحزن بعدما دثرت سيلا بالغطاء وقبلتها من رأسها
- حبيبي ماله، قالتها وهي تحتضن رأسه تحت ذراعها وأخذت تداعب شعره لتجده يقول بتساؤل ممزوج باختناق
- بابا ليه ما سلمش علينا، ليه مشي على طول
سيلين بستغراب
- مين قال إن ده باباكم.

نظر لها وقال ببراءة: سيلا
- وهي عرفت منين
- من الصورة
- صورة ايه
- دي، قالها بعدما نهض وأخذ صورة والده من غلاف الوسادة ليشحب شكل سيلين من ما ترى، سحبت منه الصورة وقالت بذهول
- جبتوها منين
- سيلا قالت إنها شافتها عندك لما كنتي نايمة فلما سألتك قولتلها ده باباكي، يعني بابا بتاعي أنا كمان صح
- صح يا حبيبي صح، قالتها باستسلام فلا مجال للكذب بعد الآن لينظر لها بحزن مضاعف.

- أومال ليه ما جاش يشوفنا ويسلم علينا...
سيلين بتهرب من كثرة الاسئلة
- عنده شغل وكان لازم يمشي بسرعة
سعد بتذمر ورفض لما يسمعه دائما- كل مرة تقولي كدة، صحابي كلهم عندهم باباهم بيلعب معاهم ويفسحهم وبيحبهم وبيشوفهم كل يوم إلا أنا معنديش أب، شغل، شغل، أنا بطلت أحبه لو جي قولي له سعد مابيحبكش
لتقول سيلين ما إن وجدته ينهض من جانبها ويهم بالخروج: تعال هنا رايح فين.

- رايح عند جدو، قالها بزعل طفولي ثم خرج وتركها لتسحب شعرها بقوة واختناق فهي لا تعرف ماذا تفعل حقا
في إحدى الشركات السياحية العائدة ملكيتها لأخو الدكتور عمر، بالتحديد بقسم المحاسبات
كانت تجلس خلف مكتبها تراجع ملفات الإحصاء اليومي والأسبوعي والشهري قبل تسليمه للإدارة.

كانت تحاول أن تغرق نفسها بالعمل وتحاول على قدر المستطاع أن تتجاهل ما حدث معها في الصباح ولكن هيهات يأخذها عقلها رغما عنها للحظاتها الدافئة معه...
لتغمض عينيها بشكل تلقائي، لم يقل شغفه بها لا بل جعلها تشعر بأنها تطير بين السحاب، رفعت يدها لتتحسس شفتيها فهي تشعر بلمساته لها الآن.

فتحت عينيها بسرعة واعتدلت بجلستها أكثر و أعادت خصلاتها خلف أذنها ما إن وجدت باب المكتب يفتح عليها دون استئذان وهذا المتطفل عليها لم يكن سوا عمر الذي أتى نحوها بسرعة وهو يقول
- أنا مصدقتش لما عرفت إنك جيتي الشغل، الحيوان ده أخدك فين؟ عمل فيكي ايه؟
أنا لولا خدني على خوانه كنت خليته ينام الليلة بقسم الكسور...
- هدي أعصابك عمر المسألة مش مستاهلة.

- ازاي مش مستاهله أنا كنت هروح ل باباكي لولا إن جالي تلفون وقالولي إنك هنا بالشركة
ميرال بضيق: كنت عايز تبلغ أهلي بأيه، لا طبعا أوعى تعمل كدة...
- أومال أسيبه ياخدك كدة، أنا مش عارف حبيتي في إيه المجرم ده
- عمر!
- ماتقوليش إنك لسه بتحبيه
- أنا مش هرد عليك لأن الضرب شكله أثر عليك و دلوقتي ممكن تتفضل عندي شغل
- لسه مش بتستحملي تسمعي كلمة عليه مش كدة.

- موضوع ياسين معايا أنا، أنت ليه دايما بتحاول تتدخل فيه...
- لأني بحبك وبغير موت عليكي منه، عارف إنه ساكن فيكي ولسه بتحبيه
ميرال بكذب و مكابرة: غلطان أنا مش بحبه
عمر باستغلال الموقف: اثبتيلي ده و وافقي عليا
- أنا لسه مراته قانوني، أوافق عليك ازاي
رد عليها بنفعال: لاء أنتي طليقته من سنين...
وبعدين مش كنتي عايزة ترفعي دعوة طلاق ليه لحد دلوقتي ما مشيتيش فيها، اديني موافقتك وسيبي الباقي عليا.

- عايز موافقتي لأيه بالضبط
- إني أرفع قضية الطلاق و أوعدك بنفوذي إنك هتاخدي حكم الانفصال من أول جلسة أنتي بس اسمعي مني
ميرال بتردد- أيوه بس أنا لسه مافتحتش بابا بالموضوع ده
- هيوافق، صدقيني باباكي يريد مش هيعوز غير مصلحتك وراحتك، وياسين مستحيل يبعد عنك طول ما أنتي مأجلة الخطوة دي، لأنه لسه عنده أمل لرجوعك ليه، ميرال أنت لسه عايزة ترجعي ل ياسين
شردت قليلا بتفكيرها ثم قالت بحسم: لاء.

- حلووووو، يبقى وافقيني بكلامي عشان نخلص منه للأبد
أومأت له وقالت: تمام أنا موافقة.
- أنتي بتتكلمي جد
- أيوه
- أنا هروح فورا لصاحبي المحامي وهمشيلك بكل الإجراءات واللي يحتاج امضتك هجيبه لحد عندك...
اتفقنا
- اتفقنا، ما إن قالتها بابتسامة باهته حتى نهض عن كرسيه بحماس ثم خرج بلهفه متوجها لصاحبه وهو يغمغم مع نفسه بانتصار.

- والله و وقعت بإيدي يا ابن اللداغ، إن مخليتك تطلقها غصب عنها وأخدها ليا مبقاش أنا الدكتور عمر
في القاهرة بالتحديد في إحدى المستشفيات الحكومية التي تعم بالضجة كان يجلس بغطرسة على أحد مقاعد الحديقة الامامية وهو يدخن سيجارته ونظراته تخترق مجموعة من الفتيات بتفحص وكلما مرت من أمامه احداهن غمزها بوقاحة لتقابله الأخرى ببتسامة خجولة مصطنعة.

فلما لا فهو برغم سلوكه السافل معهم إلا أنه يروق لهم كثيرا، ولكن ما إن زاد بتصرفاته معهم لدرجة بعث قبلة بالهواء لواحدة منهم حتى اعتدل بجلسته بوجع عندما وجد هدى تضربه على كتفه من الخلف بكل قوتها وهي تقول بغيرة
- أنت بتعمل إيه...
- ببوس، ما إن قالها ببراءة لا تصل له بصلة حتى ردت عليه بغيظ
- قليل الأدب
- الله! أبوسك تزعلي، أبوس غيرك كمان تزعلي.

أعمل إيه بس عشان ترضي وبعدين بصراحة أنا بقالي زمان أوي ماشفتش مزز كدة دول شوية بنات إنما ايه صواريخ
هدى بذهول: وأنا مش بنت
حودة بسخرية متعمدة: أنتي بنت. أشك، ده أنتي مسترجلة أكتر من الحارس اللي واقف هناك
شهقت بعدم تصديق لما سمعت
- أنا مسترجلة، وطالما أنت شايفني كدة ليه بتجري ورايا
نظر لها من طرف عينيه وقال
- ساعات الواحد نفسه تروح للفسيخ
- فسيخ!

رمى سيجارته على العشب ودعس عليها بحذائه وهو يقول: لو خلصتي خليني أوصلك
هدى برفض: لاء مش عايزة توصلني هكلم حد من اخواتي وأنت خليك جنب المزز بتوعك...
مسك إيدها وهو يقول: لا خلاص جيتي أنتي وسديتي نفسي على جنس حوا كلهم...
أبعدت يدها منه وهي تقول
- أوعى كدة أنا مخصماك
- مش لايق عليكي دلع البنات، امشي يالا، قالها وهو يتخطاها ويخرج أمامها بهدوء متوجها لسيارته لتلحق به بحزن شديد من كلامه معها...

وما إن صعدت إلى جانبه حتى انطلق بها نحو منزلهم
ولم يفتح معها اي حوار من أي نوع بل شغل المسجل وأخذ يدندن مع الأغاني وكأنها غير موجودة
أما هدى كانت تنظر له بين الحين والأخرى مستغربة وضعه هذا هو دائما مايغرقها بأهتمامه و دائما ما يستغل الفرصة ليكلمها ولكن اليوم كان مختلفا
نظرت له بتمعن ما إن توقف أمام عمارتها لتقول له
- عندي شفت بالليل ع الساعة 7 كدة ماتنساش تجيني
- طيب
هدى بتردد: حودة!

رد عليها ببرود: عايزة ايه
- هاااا ولا حاجة...
- يبقى اتفضلي انزلي، ما إن قالها بطريقة وكأنه يريد فقط الخلاص منها حتى سألته بحيرة وقهر
- أنت ليه مش طايقني كدة
رد عليها بعبث مدروس ولا مبالاة مصطنعة اجادها: أنا أبدا، بيتهيألك
- حودة أنت شايفني ازاي
- ازاي يعني ايه
- يعني بنت حلوة
- عادية
- عادية!
- أيوه يالا انزلي عندي شغل.

- طيب، سلام، قالتها وانتظرت رده ولكنه أشعل سيجاره أخرى وتجاهلها تماما مما جعلها تشيط وتنطفئ في الوقت ذاته...
فتحت الباب ونزلت و اغلقته بكل قوتها من غيرتها وانزعاجها منه
ليبتسم الآخر بخبث فقد نجح أخيرا بهز ثقتها وغرورها بنفسها وهكذا ستأتيه هي بمزاجها...

في الأعلى عند هدى ما إن دخلت شقتهم وألقت السلام حتى توجهت لغرفتها ورمت متعلقاتها بغضب على الطاولة الموجودة ثم نزعت ثيابها وما إن ارتدت بيجامة منزليه حتى رمت نفسها على السرير تريد النوم ولكن أي نوم سيزورها بعدما جعلها الآخر تشتغل كالجمر بسبب كلماته
مرت الساعات طويلة عليها لا هي مستيقظة ولا هي نائمة لتنهض بآخر المطاف وترمي فراشها بغضب على الأرض لتذهب للمرآة واخذ تنظر لنفسها بتمعن.

فتحت شعرها وأخذت تمشطه بأناملها...
ثم توجهت لدولابها وأخذت تخرج ثيابها وترميهم ع السرير تريد أن ترتدي أجمل ما لديها تريد أن تثبت للآخر بأنها تتمتع بأنوثة تفوق تلك الفتيات التي كان ينظر لهم
بعد مرور ساعتين اي ما يقارب السابعة مساء كانت تضع ملمع الشفاه ثم أخذت ترش عطرها بغزارة وما إن انتهت تماما حتى حملت متعلقاتها عندما وجدته يرن عليها لكي تنزل فقد اتى على حسب الموعد.

في الأسفل كان حودة ينتظرها وهو يطرق على الدركسيون بخفه بأنامله وما إن التفت نحوها عندما فتحت الباب وصعدت حتى رفع حاجبيه من منظرها الساحر هذا مع رائحة عطرها الفاتن الذي ملأ رئتيه
- مالك بتبصلي كدة ليه، حلوة مش كدة
- يعني، قالها بتعمد ان يرفع ضغطها وقد نجح بذلك فهو ما إن نطقها وانطلق بها حتى وجدها ضربته بحقيبتها بكل قوتها وهي تنفجر به وتقول.

- شوف بقى دي أنا مش هتغير عشان أرضيك، عجباك أو لاء رأيك مش مهم بالنسبالي، أنت آخر همي...
توقف بسيارته بمكان مظلم و أخذ ينظر أمامه وهي ما زالت تتكلم وتتكلم بسرعة من حرقة قلبها وغيرتها ولكنه بحركة سريعة ما إن التفت لها حتى أسكتها بقبلة مميتة ليجعلها تعافر بمطالبتها بالاوكسجين ولكن الآخر لم يستجب لها ويبتعد عنها حتى كادت أن تفقد وعيها من الاختناق.

اخذ يبتسم بحقارة وهو يقول: معلش ملمع الشفايف كان بيغريني
هدى بلهاث: أنت ااااء
قاطعها بقبلة صغيرة سطحية ثم قال بدلا عنها
- قليل الأدب صح
أومأت له وهي تبتلع لعابها وقالت بتأكيد: أوي
داعب ذقنها بأبهامه وهو يقول باستمتاع
- وأنتي حلوة أوي
- بجد ااااء قصدي مش مهم رأيك بالنسبالي أنا واثقة بنفسي.

- ماشي ياواثق أنت، قالها وهو يمسك يدها بكفه الكبير وما إن غلغل أصابعه بخاصتها حتى استأنف طريقه لمكان عملها وهو يبتسم لها بسعادة لا توصف، فهذه أول مرة يشعر باحساس الحب المتبادل من الطرفين فهو قد تلوع لسنين بما يكفي من طرف واحد
مساء بالأسكندرية، في حديقة الفندق كان شاهين يجلس على إحدى الطاولات الموجودة غير مهتم للبرد الذي بدأ ينقر عظامه من شدته.

كان يبتسم باتساع رغما عنه كلما مرت أمامه صورتها وهي تركض له وتنادي ب بابي
كم هي جميلة، يريد رؤيتها طول الوقت، لأول مرة يشتاق لشخص أكثر من سيلينا الخاصة به
مسك هاتفه وأخذ يتصل عليها وما إن أتاها صوتها الهادئ حتى قال بجمود مصطنع
- سيليناااا
- شاهين! أنت جبت رقمي منين
- أنا لو عوزت حاجة بعرف أجبها كويس أوعي تكوني مفكرة إن السنين دي كلها معرفتش أوصلك لااااا أنا اللي ماكنتش عايز أعرف مكانك.

- وطالما أنت بايع أوي كدة بتكلمني ليه
- بنتي! بنتي عندك وعايز أشوفها
سيلين بتعمد: وأنا قولتلك مالكش حاجة عندي
شاهين بانزعاج من ما قالت: أنتي مفكرة إنك ممكن تقدري تحرميني منها بعد ما عرفت بوجودها
- شاهين أنا قولت اللي عندي
- ماشي يا عشق الهجين ماشي، قالها وهو يغلق هاتفه بغضب ثم أخذ يتنفس بانفعال شديد ليأتيه صوت ياسين الذي أتى نحوه وجلس أمامه ما إن قال
- هتتفجر يا هجين من عشقك
- عايزة تمنعني من بنتي.

تنهد بعمق ثم قال: يابختك
- بتحسدني على إيه
- إنك عندك بنت من حب عمرك ويحيى كمان عند ولد ودلوقتي نزل مصر عشان يشوفه بس قال ايه واحشني ومش قادر يستنى لبكرة، إلا أنا بختي مال لو عندي طفل من ميرال كان هيبقى خط رجوع قوي مابينا
طبطب على فخذه بمواساة فهو قد لاحظ حزنه المنطوي بين حروفه ليقول له
- كل شئ قسمة ونصيب
- أنت غلطت يا شاهين أصلا احنا ولاد اللداغ كلنا غلطنا فعشان كدة استحمل ردات فعلها.

- إن شاء الله، ما إن قالها حتى ارتفع رنين هاتفه ليرى المتصل سيلين...
قطب جبينه باستغرب وما إن ضغط على زر الإجابة حتى رفع حاجبيه بفرحة
، قبل عشر دقائق من هذا الحدث عند سيلين ما إن أنهت اتصالها مع شاهين حتى تأفأفت بانزعاج وعادت الى سيلا التي كانت ترقد بفراشها ودرجة حرارتها مرتفعة
أخذت تمرر سيلين يدها على جبين صغيرتها وما إن وجدتها قد انخفضت قليلا حتى نهضت لتأخذ الدواء للمطبخ...

لتنظر سيلا بسرعة لأخيها وقالت
- مامي كانت بتكلم بابي صح
سعد بحيرة: معرفش، يمكن لا
سيلا بتأكيد: لاء هو، سمعتها قالت شاهين وبابا اسمه شاهين
قالتها وهي تأخذ هاتف والدتها و أخذ تفتحه واتصلت على آخر رقم ليقول سعد بستفسار
- أنتي بتعملي إيه
وضعت سبابته على فمه الصغير وقالت
- هششششش، هكلم بابي
- بس كدة ماما هتزعل
سيلا بلامبالاة: يبقى بعدين أصالحها
كاد أن يتكلم سعد إلا أنه صمت عندما وجدها تبتسم له باتساع وهي تقول.

- ده بيرن!
انتظرت قليلا وما إن أتاها صوته الخشن وهو يقول بجمود: عايزة ايه!
- بابي!
شاهين بتحفز: مين؟
- بابي أنا سيلا
نبض قلبه بقوة من ما سمعه الآن ليقول بهمس
- سيلا
- أيوة أنا بنتك حبيبتك، ما إن قالتها حتى لمعت الدموع بعينيه وخنقته الغصة وهو يقول
- أنتي ااااء
قاطعته وهي تقول بدلال طفولي
- أنا عيانة وعايزة أشوفك
شاهين بخوف فطري عليها: عيانة؟
- أيوه أنا عيانة، سيلا عيانة مش هتيجي تشوفها
بقى.

انعصر قلبه بوجع ما إن سمعها تكمل كلامها بزعل شديد منه، أنت وحشني أوي، عايزة أشوفك
معقولة سيلا مش وحشاك...
كانت تتكلم بشوق حقيقي صادق لوالدها ولكنها سرعان ما قطعت الخط وخبأت الهاتف بأحضانها عندما دخلت والدتها عليهم
نظرت سيلين لهم بشك ثم عادت لمكانها السابق الى جانبهم وأخذت تملس على شعر صغارها وتقبلهم مع بعض بحنان
أما عند شاهين انتفض من مكانه ما إن انقطع الخط لينهض معه ياسين وهو يقول: رايح فين.

حمل متعلقاته وهو يقول: رايح أشوفها
ياسين باستغراب: دلوقتي، الوقت تأخر
شاهين بابتسامة واسعة والفرحة تلمع بعينيه
- بنتي عايزة تشوفني تتصور الوقت هيوقفني
- بس كدة ممكن تحصلك مشكلة معاهم مين اللي قال إنهم هيرضوا تشوفها
- هروح وأشوفها وهاخدها بحضني لو كلفني ده عمري كله، قالها وهو يخرج من الفندق ليلحق به ياسين بسرعة فهو مستحيل أن يتركه يذهب لوحده.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة