قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية وعد ( رومانتيكا ) للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث

رواية وعد ( رومانتيكا ) للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث

رواية وعد ( رومانتيكا ) للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث

ذهب آدم إلى احمد في شقته وجلسوا في الصالون ودار هذا الحديث بينهم.
احمد : بقالي يومين مش بشوفك يا عم؟
ادم : شغل ما انت عارف.
احمد : شكلك مضايق!؟
ادم وهو يشعل سيجارته: مش عارف اوصل لحاجه مش فاهمها.
احمد بدهشه: مش فاهم مين!
ادم : القضية
احمد : هتبات هنا ولا؟
آدم : لو هتبات لوحدك تمام
ضحك احمد وقال: لا انهارده واخد اجازه اللي يشوفك كدا يقول عليك مؤدب.

ادم : لا اصلي بحب النظام ودماغي مش فايقه لموضوع النسوان خالص الصراحه.
احمد : طب ادخل نام ناقص ساعه على الفجر و انا هدخل عشان ابوك بيصحني من نجمه...
ضحك ادم وذهب إلى الغرفه
(أحمد صديق آدم من المرحلة الثانوية)
لم يعرف النوم طريق لادم فظل يتقلب في الفراش فتلك الوعد لم تفارق تفكيره قط وهذا اكثر شي يحزنه وتذكر ليله امس عندما كانوا في السيارة.
ولكن اغمض عينها واستسلم لنوم.

استيقظت وعد في وقت متأخر فهي اليوم اجازه من عملها ولكن ليست اجازه من مغامراتها.
اتصلت ب مايا ودار بينهم الحديث التالي
وعد : مال صوتك يا بت؟
مايا صوتها مثل الذي يوشك على البكاء: بابا يا وعد عاوز يجوزني ابن عمي وانا مش عاوزه مش طايقها.
زفزت وعد بضيق هي تكره الاجبارات التي تفرض وقالت طب ومامتك.
مايا بحسره: ماانتي عارفه يا وعد أن ماما ملهاش رأي وكلام بابا هو اللي بيمشي.
وعد : أكيد ليها حل يعني؟

مايا بياس: ومن امتى في حاجه ليها حل مش هتفرق كتير وأكملت هننزل انهارده
وعد بحماس: اكيد بس انتي جهزي نفسك بس البيت عندك هيرضوا.
مايا : هقولهم انك تعبانة وكدا وانتي
وعد : محدش واخد باله انا موجوده ولا اصلا يلا بقا انا هقوم البس وانزل تسيبي عربيتك وتيجي يااما اجيلك انا اول الطريق بتاعك بعربيتي.
مايا : تعالي انتي.

استعدت وعد بالفعل ونزلت وطبعا كالعادة في كل واحد في منزلها في حال اخر والدها في شغله أو مسافر وزين نفس الكلام ومامتها جالسه طول اليوم لا تفعل شي سوي ان تندب حظها على حياتها مع زوجها.
خرجت وعد إلى الجراج واستقلت سيارتها وذهبت إلى مايا، ركبت مايا السيارة وانطلقت وعد.
قالت وعد : اي اللي حصل.
مايا بتهكم: عادي يا وعد كدا كدا رأيي ملهوش لأزمة بس انتي ناويه علي اي.
وعد : احنا انهارده اجازه صح
مايا بتعجب: صح.

وعد : هنروح المنطقة نسأل على شعبان دا ونشوف مين صاحبه يمكن حد يدلنا على حاجه.
مايا : وآدم
وعد بضيق: ادم مش ولي أمري يا مايا دا مجرد ظابط وخلاص مفيش علاقه بينا
مايا وهي تنظر أمامها: يا ستي من غير عصبيه.

في مكان آخر
يجلسان على الأرض ويشربان الممنوعات
سيد وهي ينثفث دخان سيجارته: اكلت العيال
حسن : مش راضين يا عم قاعدين ينوحوا عاوزين الباشا يقولنا هنعمل اي فيهم والدكتور سامي مظهرش يعني.
سيد : مش عارف والله انا خايف نتقفش ونشيل الليلة وانت عارف ان شعبان اتقتل من يومين بعد موضوع البت اللي جابها دي والحوار اتهرش.

حسن وهي يمط شفتيه: ما هو غبي حد يخطف جيرانه ياعم قبل كدا ولدين صغيرين والمرة اللي فاتت البت دي اكيد عمل حاجه فخلصوا عليه.
سيد : ادينا قاعدين لحد ما سامي يكلمنا ونشوف العمليات هتبقى امتى.
حسن وهو يلف سيجارته: على رأيك.

وصلت وعد ومايا إلى حيث يسكن شعبان وسألت على تلك القهوه الشعبية الصغيرة عن أي معارف له وعرفت منهم ان له صديق اسمه عزت ودا صاحبه الوحيد اللي في المنطقة.
صبي القهوه: بصي يا هانم عزت هتلاقي في المحل بتاعه ودا اخر الشارع على ايدك الشمال.
وعد: شكرا، ومشيت وعد ومايا
تحدثت مايا وقالت: انا مش مرتاحة يا وعد خايفه.
وعد بلامبالاة: هيحصلنا اي يا مايا يعني هيقتلونا مااحنا كدا كدا ميتين يعني.

مشوا في الاتجاه زي ما وصف لهم وطبعا منظر الحي والناس الموجودين في الحارة الضيقة و البيوت متدهورة الحال ومتهالكة كثيرا واكنها اهله للسقوط في اي وقت كانت وعد تسبقها بخطوه وهي خلفها تفكر في كيف يعيشوا هؤلاء الناس.

بس هل الفقر فقر فلوس ولا فقر النفوس فهي لديهم الكثر من الاموال والدها رجل أعمال ولكن ماذا فعلت الفلوس فهي لا تحل مشاكل ولا تعطي قلبا لاب فقد احساسه فحقا لم تكون الفلوس كل شيء ولكن انها حتما ضرورية.

وكانت مايا شارده في افكارها ومعانتها هي الأخرى وخصوصا بعد ذلك الموقف الذي حدث أمامها كان يقف اب يتحدث مع ابنته بطريقه هاديه وكلها حنان فظلت تنظر عليهم اثناء السير فهي طالما حلمت بذلك الاب الذي يعامل ابنته بحنان ولكن الحياه لا تعطي كل شي حقا فهي تاخد الكثير والكثير.
كانت الحارة لم تأخذ الا عشر دقايق من الوقت ولكن مرت عليهم اكانها رحله طويله بها الكثير من المواعظ...

حتى وصلوا أمام محل كهربائي صغير جدا ويقف فيه شاب في العقد الثالث من عمره.
وعد: حضرتك استاذ عزت
عزت بارتباك: ايوووه في حاجه.
قد تأكدوا ان عزت يعرف شي مهم عن شعبان واكيد هيوصلوا إلى خيط مهم يعرفهم مكان الطفلة اللي اتخطفت او على الاقل يقدروا يكتشفوا المافيا والحد من تجاره أعضاء البشر واكنها سلعه مستخدمه كأي شي.
-ولكن هل نحن قادرين على تغير الواقع ولا سوف يقوم الواقع بتغيرنا.

وعد: حضرتك عزت
عزت بتوتر: اهاا في حاجه يا هانم
وعد: صحافة
عزت: اتفضلوا المحل مش قد المقام عارف
وعد بإيجاز: مش مهم كل دا يا استاذ عزت انا عايزة اعرف علاقتك بشعبان.
مايا: محدش يعرف اننا جايين ليك يعني امان وكمان اي مبلغ هتتطلبه احنا تحت امرك.

فكر عزت لعده ثواني معدودة وبعدين قال بندم من غير حاجه يا هانم انا وشعبان صحاب من واحنا عيال كبرنا واتعملنا مع بعض وبعدين كل واحد شاف شغله وربنا يجزي اللي كان السبب وأمه لحد دلوقتي في المستشفى عندها جلطه.
وعد: طب هو شعبان كان لي علاقه بخطف؟
ارتبك عزت وتبرجل في الكلام: معرفش
وعد: انت اكيد عارف، انت اب صح تخيل ان ابنك هو اللي مكان الأطفال دي.

تردد عزت ولكن حسم أمره وقرر ان يخبرهم الحقيقه وقال: هحكيلكم حكايتي انا وشعبان بس مش عاوز البوليس ياخد خبر انا عاوز اربي ابني الوحيد.
مايا: اتكلم والله محدش يعرف اننا جايين هنا.
بدا عزت في سرد الحكاية وكانت وعد ومايا يستمعوا باهتمام و كان مع الشعور بالألم والحسرة والظلم.

انا وشعبان كنا صحاب وجيران وبعدين بقينا في مدرسه واحده فابتدائي شعبان كان اشطر مني في الدراسة كان ذكي اوووي بس كان صاحب جدع كان بيشجعني على المذاكرة وبعدين دخلنا إعدادي وكنا مع بعض برضو واكيد كان في مغامرات كتير بس هي مش مهمه والمحطة التانيه ثانوي الحلم بقا عشان الجامعة وكدا احنا خدنا فتره ثانوي جد ومذاكرة وفي ايام تالته مكناش بنام حتى بس في الفترة دي شعبان كان بيحب واحده و هو لسه تالته ثانوي وهي جارتنا بس كانت أصغر مننا كانت هي كانت في أولى بس كانت بينهم قصه، زي بتاعت الأفلام قصه حب ابن الجيران، النتيجة طلعت وجيبنا تقديرات عالية الحمد الله ودخلنا الجامعة بقا الحلم كنا بنحلم اننا نغير حياتنا ونشتغل كل واحد فينا كان لي حلم شعبان كان شاطر اوي كأن نفسه يخلص ويشتغل حسب مجاله ويتجوز مروه بس للأسف الفرصه مسمحتش بكدا احنا كنا داخلين كليه هندسه.

قطعت وعد كلامه وعلي وجهها علامات الدهشة وهي ترفع حاجبيها: هندسه وشغال كهربائي؟

اكمل عزت كلامه: خلصت خمس سنين الجامعة و في الفترة دي كنا بنشتغل اي شغلانه زي ما بيقولوا عشان كل واحد يقدر يصرف على نفسه خلال سنين الجامعة شعبان قرر يطلب مروه من أهلها وخد امه ورحوا بس للأسف اترفض برد انت معندكش حاجه ولا لاقي تأكل واحنا بيتنا زي القمر وتستأهل انها تعيش في قصر مش في اوضه، شعبان في اللحظة اتهد جزء من سور أحلامه بس ساعتها كنت جنبه وقولتله هنتخرج وهنشتغل بس بعد ما اتخرجنا كل يوم كنا بنلف علي شغل بس بنترفض الوسطة اهم واحنا ناس غلابه فضلنا نلف يجي 3 سنين و في مره كنا راجعين لقينا فرح في الشارع سألنا وعرفنا وقتها انه كتب كتاب مروه وبكدا كانت احلام شعبان اتدمرت ومش شعبان بس وانا كمان بعدها بقا شعبان اتجه للمخدرات والشلة الضايعة بس انا فتحت محل ابويا واتجوزت واحده على قدي واهو الحياه ماشيه بس شعبان حياته انتهت قولتله بلاش المخدرات قالي واومال اعمل اي يا صاحبي عاوز انسي بس الموضوع عدا المخدرات بقا وصل لحاجات اكتر لحد ما اتعرف على الشيطان سامي وجات سكه الخطف سامي دكتور بيعمل عمليات مشبوهة وكمان بيبيع البنات وطبعا لو في طفل يتقطع ويتبع عادي، وحذرته كتير بس شيطانه كان اقوي من كلامي.

واخر يوم شوفته فيه كان اليوم اللي اتقتل في قالي انه هو اللي خطف بنت ام محمد وكان ندمان وقالي خلاص انا هبطل وهتوب بس هروح اتكلم مع سامي بس راح مرجعش.
وعد بحزن: انا مش عارفه شعبان جاني ولا مجني عليه بس كل اللي اعرفه انه اتظلم.
مايا: هنجيب حقه وحق الأطفال.
قال عزت بحسره: انتم غلابه اوووي سامي مش لوحده في ناس وراها.
وعد وهي تنظر لمايا وقد فهمت مايا ما تنوي فعله وعد.
وقالت وعد: ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة