قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وعاد من جديد الجزء الاول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل العاشر

رواية وعاد من جديد الجزء الاول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل العاشر

رواية وعاد من جديد الجزء الاول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل العاشر

كانت انجلينا جالسة بشرود تحدق في سقف الغرفة، فقد وجهها لونه وبرزت عظام خديها
كانت شاحبة وهزيلة كالاموات
مر عليها اليوم سبعة اشهر منذ ان حبسها ليون في جناحها القديم بعد ان استرجعها بالقوة من فيلا ديمتريوس حيث ذهبت بعد طرده لها
ديمتريوس حاول بكل ما اوتي من قوة ان يثني ليون عما يفعله هذا الاخير فقد كل تعقل لديه منذ ان عرف بحملها يلومها على ربط مستقبله بها عن طريق طفل اخر.

اخر مرة كان بغرفتها جاء لتهديدها بعد ان علم من مارتا انها ترفض قطعا تناول الطعام.
اقترب منها عيناه تلمعان برغبة في القتل
احضر صينية الغذاء هذه المرة بنفسه
كلي! قال بجفاء -
رمقته انجلينا باحتقار شديد قبل ان تشيح بنظرها عنه
هل انت صماء. انظري إلى ايتها اللعينة عندما اكلمك!
عندما لم تتكلم وضع صينية الطعام امامها وهو يزفر: يجب ان تاكلي
رفعت رأسها لتقابل عيناها عينيه. نظرت اليه بحقد عميق.

قبل ان ترمي بالصينية على الارض بقوة اجفلته لثوان.
فل تذهب انت و اوامرك الى الجحيم. وفر غطرستك لشخص اخر ليونايديس انا لم اعد اخافك لن اكل ابدا. ولن ترغمني
اظلمت عينا ليون بطريقة مفزعة. صفعها بقوة حتى انفجرت الدماء من جيوب انفها بغزارة.

ليقترب منها يهزها بعنف وحشي: لا تعانديني ايتها الحقيرة ستأكلين رغما عنك
صمت للحظة اعطاها فيها ظهره. تنفس بقوة محاولا استعادة هدوءه قبل ان يلتفت اليها مجددا. ويقترب منها ليقول: اتعرفين ما الذي سافعله بك ان لم تاكلي
ظلت عيناها مركزتان عليه في تحد واضح. وكأن صفعته وجهت لشخص اخر غيرها.
سادخلك مصحة نفسية
اتعرفين ماذا يفعلون بأمثالك هناك. سيربطونك ثم
يزجون بالطعام في فمك كأي حيوان قذر.

اهذا ما تريدينه. اهذا ما ترغبين به انجلينا. لانني سأكون سعيدا جدا بتلبية هذا الطلب! سخر بقسوة.
خارت قوى انجلينا اخيرا وبدات بالبكاء بهستيرية،
قبل ان تقفز على وجه ليون محاولة
تمزيقه بأظافرها، امسك يديها الاثنين بيد واحدة بسهولة قربها منه ليهمس كلماته التي كانت تقطر حقدا: ما زلت نفس القطة المتوحشة الوضيعة التي اتيت بها من احقر احياء نيويورك.

لم تتغيري أنجلينا. كل الرقي اللذي كنت تحاولين الظهور به ليس سوى قناع لوجهك الحقيقي المقرف.
كان بطنها اللذي اصبح ظاهرا بمحاذاته حاول ان يمسك بها لكي لا يؤديها، بينما لم تكف عن التلوي محاولة فك حصاره.
تسمر من الصدمة حين احس بركلة قوية وصلت الى يده. تاوهت على اثرها انجلينا من الالم لتنحني قليلا الى الامام
ضربته الصدمة بعنف لتعيده الى الواقع. يا الهي ما الذي يفعله هل اصبح مجنونا. انها زوجته ام طفله.

طفله البريء اللذي يتعذب في احشائها من سوء معاملته لها كان هذا كثيرا عليه
اقترب منها يلمس وجهها الذي ذاق للتو عنفه. ابعدته عنها بحركة مشمئزة كان انفها مازال يسيل بالدماء من اثر الصفعة القوية التي تلقتها.
انا اسف قال دون شعور
اسف على ماذا؟ على احتجازي ام على حرماني من رؤية ابني ام ضربي الان. لا أدري ما الذي تأسف عليه حقا ليون.

تهكمت بسخرية مريرة.
اقترب منها ليمسك بها يحاول ان يضمها اليه. دفعته بكل قواها لكنه لم يتزحزح.

قاومت وقاومت وفي الاخير استسلمت تضع راسها على صدره
تبكي بحرقة
ربت على شعرها برفق
يكفي أجابي مو!
انا لا استحق دمعة واحدة من عينيك الجميلتين
استمر بكاءها ليصبح هستيريا كان ابنها الذي يحس بضغط امه يرتفع اصبح هو الاخر منزعجا احس ليون ببضع ضربات خفيفة على يده
انه ابنه الذي يتحرك بداخلها كيف تمكن، متى اصبح بدون رحمة
احس بان انجلينا ترتخي بين ذراعيه، كانت قد فقدت وعيها من الصدمة والخوف.

خرج الطبيب وفي عينيه اسئلة كثيرة:
سيد اورليوس زوجتك
قد تعرضت للتعنيف لقد عاينت بنفسي اثر ذلك على وجهها. ومن مسؤوليتي التبليغ عن ماحدث.
انا من فعلت ذلك. قال ليون ببرود.

هل هناك شيء اخر تريد ان تضيفه ايها الطبيب
كان الطبيب ينظر الى ليون بنظرة غريبة لكن من كان هو ليتحدى ليون
شرح الطبيب باظطراب: - سيدي ان زوجتك في طور التعرض لانهيار عصبي حاد ضغط دمها مرتفع واذا كان يهمك ان تعرف فهي قد تفقد الطفل في أي لحظة.
تحول وجه ليون الى وجه شيطاني كان صدره يهتز من الغضب
وما الذي تفعله انت اوقف ذلك! قال امرا
انصح ان تحاولوا تهدئتها قدر المستطاع هذا هو السبيل الوحيد.

ليس لدي ما افعله، اعطيتها مخدرا لترتاح لكن هذا ليس حلا، عليها ان تنقل الى المستشفى فورا .
رحل الطبيب تاركا ليون في حالة صدمة.

بعد اربع ساعات.

فتحت انجلينا عينيها كانت ام ليون جالسة قربها
ظنت انها تحلم حاولت يدها لمس كانديس اللتي ابتعدت عن يدها لا اراديا
ابتسمت انجي ابتسامة يشوبها الالم
اذا انت حقيقية لست من نسج خيالي
ما اللذي تريدينه انجلينا سألتها بجفاف
لاشيء بالمرة
انا لا اريد الاعتذار منك على ما فعلته ماذا سيفعل لك الاعتذار وما كنت لاطلب الصفح، انا ايضا ام ما كنت لاسامح قاتلة طفلي.

لكن هل تريدين ان تعرفي شيئا اذا كان فيه عزاؤك انا ايضا ادفع الثمن الان انا احترق في الجحيم، عرف ليون كيف يجعلني اتمنى الموت كل يوم دون ان اجد سبيلا اليه
كانت السيدة كانديس ضد كل ما يفعله ابنها بزوجته وقفت في وجهه مرار
السيد سيزار الذي كان من الممكن ان يتصدى لابنه، كان في لندن يتعافى من ازمته القلبية التي اصيب بها اياما قليلة بعد معرفته بالحقيقة.

لقد احب انجي كأبنته لم يتخيل يوما ان تكون المسؤولة عنموت ابنه
صوفية كانت قد رحلت قبل ذلك عائدة الى لندن من اجل دراستها
لم يكن في البيت سوى ليون والسيدة كانديس
حاولت ان تخفي المها مما يحصل لهذه الفتاة اللتي قتلتابنها لكنها لم تكن تستطيع كان لها قلب ينبض عكس ابنها
لقد تقبل الله دعائك سيدتي قالت انجي بوهن انا الان اتمنى الموت كل يوم
اعرف انك لن تسامحيني يوما لكني اريد ان اطلب طلب اخيرا.

ماذا انجي، ماذا تريدين
اريد رؤية ابني لمرة واحده فقط اتوسل اليك
اطرقت السيدة كانديس قليلا قبل ان تضغط على الزر طالبة من مارتا احضار الطفل
احضرت مارتا الطفل اللذي اصبح في سنته الاولى
الان، حبست دموعها وهي تعانقه وتلثم اصابعه وتشتم رائحته ابنها اللذي اصبح كبيرا الان
بكى الطفل لانه لم يعد يعرف امه
اعطته للسيدة كانديس بحنان
قبل ان تقول انا اخدت منك ابنك في الماضي
اليوم ساعطيك ابني بدلا عنه.

لم تفهم كانديس شيئا وقبل ان تستطيع الاستفسار قفزت انجي من السرير
مسرعة نحو الباب اللذي كان مفتوحا
خرجت الى الرواق اللذي لم تره منذ شهور ركضت بسرعة نحوالسلم
كان ليون يخرج من غرفته حين صدم بانجي تركض في الرواق محاولة الهرب. حاول الامساك بها
لحقها كانت على حافة السلم المؤدي الى الردهة الفسيحة
اقترب ليون وعلى وجهه ارتسم الخوف لاول مرة
كانت واقفة على الحافة اقترب خطوة قبل ان يتراجع كانت تقترب اكثر.

كلما اقترب منها
حاول ان يستخدم المنطق معها لكنها لم تستمع كل القهروالالم الذي عانته جعل افكارها متبلدة كانت على شفير الانهيار
انجي حبا بالله لا تفعلي -
- لا ليون لا تحاول معي ولا تقتربمني اكثر لم اعد استطيع الاحتمال، انا اسفة لموت لوشياس لكنني احببتك بصدق وظننت ان لوشياس سامحني لذلك اتيت انت لتنقدني مما كنت اعيشه لكنك انتقمت مني قالت بمرارة والان انا سؤتم لك انتقامك كاملا
اتمنى ان تكون سعيدا.

وقبل ان يفهم ما يحصل تركت انجلينا نفسها تهوي على الدرج في سقطة حرة
دوى صراخ كانديس ومارتا اللتان كانتا تشاهدان المنظرالمخيف
اتسعت عينا ليون غير مصدق هل هي حقيقة ام انه يحلم
انجي رمت بنفسها من على الدرج تنشد الموت لتبتعد عنه ركض باتجاهها كانت فاقدة للوعي في اخر الدرج وقد غطت دماء غزيرة ساقيها
حملها راكضا الى سيارته نحو المستشفى يلعن نفسه الف لعنة لما فعله بها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة