قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وعاد من جديد الجزء الاول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الحادي عشر

رواية وعاد من جديد الجزء الاول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الحادي عشر

رواية وعاد من جديد الجزء الاول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الحادي عشر

في رداء المستشفى كانت انجلينا تبدو كالاشباح فقدت نظارتها وتكونت كدمات زرقاء على وجهها وجبينها وبقايا دماء على انفها، كانت تنظر الى النافذة مستلقية على فراش المستشفى الكبير اللذي ابان على هشاشتها.

كانت تراقب المطر اللذي ينزل على زجاج النافذة كانها دموع. الغرفة هادئة جدا الى من صوت دقات قلب صغيرها القوية الصادرة عن الة اتصلت ببطنها المكشوف اللذي كان يعاني بدوره من الكدمات.

كانت الكدمات اقل همها فهي الان تصارع لكي لا تدخل في مخاض مبكر
كان ليون جالسا بصمت واضعا يديه على راسه يفكر بعمق
فور وصوله ردهة المستشفى حاملا انجي المدرجة بدمائها ركض نحوه العديد من الاطباء والمسعفون.

كان تنزف بغزارة فاقدة الاحساس بالعالم
استحال قميص ليون الابيض الى اللون الاحمر القاني
- هل انت بخير سيدي هل اصبت بطلق ناري، اجلس ودعني اتفحصك قال احد المسعفين والدهشة بادية عليه.

دفعه ليون عنه بقسوة: - ابتعد عني انا بخير
كان يراقب ما يفعلونه من النافذة الزجاجية وقلبه يقصف صدره بقوة، استمروا لنصف ساعة في انعاشها.

توقف قلبها مرتين ثم عاد
كان في كل مرة يتوقف قلبها فيه يتوقف قلبه هو ايضا عن الخفقان
الان قد مرت ساعة منذ ان تفقدها طبيب التوليد
امسكت بيد ليون دون شعور حين رات ابنها كانت الة المستشفى ثلاتية الابعاد كان يمكنها رؤية وجه صغيرها وسماع خفقات قلبه السريعة.

نظرت الى ليون من بين دموعها قائلة انه ابني صحح ليون لها بحنان
- ابننا حبيبتي ابننا معا
ابتسم الطبيب وهي ينظر الى الزوجين كانا رائعين معا وهما ينظران بلهفة الى تقاطيع وجه الجنين لم يظهر عليهما الخصام او الكره كانا كا ي زوجين ابتليا بحادث مأسواي.

- الطفلة بخير سيدة اورليوس
صحح لهما مشجعا
علت الدهشة وجه ليون وانجلينا. سيرزقان بطفلة
أنا طالبة طب في السنة الرابعة
كطبيب أرجوك. اشرح لي ماذا تعني بان الطفلة بخير، وتحدث
ظهرت الدهشة على وجه ليون لم يكن يعرف عنها سوى انها عارضة عديمة الحياء
ابتسم الطبيب وهز رأسه بتفهم ليقول: ليس هنالك من وجود لعلامات لتمزق المشيمة او أي اصابة للجنين، لا تمزق رحمي
فقط نزيف تمكننا من تقليصه والحد منه.

- ماحجم النزيف قالت انجلينا باهتمام
اطرق الطبيب قليلا قبل ان يقول: - كبير، لكن لداعي للخوف كل شيء تحت السيطرة الان
فقط ارتاحي وحاولي ان تسيطري على انفعالاتك
نتمنى لو تجتازين هذه الازمة ويستمر الحمل بشكل طبيعي
اذا لم تسر الامور كما نريد، كان ينظر الى ليون اللذي استحال لونه شاحبا و
- سنقوم بتوليدك بطريقة طبيعية وليس هنالك خطر على الطفل الان بعد ان اجتاز شهره السابع.

خرج الطبيب تاركا انجي وليون يحدقان في الفراغ بصمت. انتبهت الى انها لازلت تشد على يده بقوة.

نفضتها عنها كانها عقرب سام
انجي حبيبتي لا تفعلي. أنا
اخرست اخر كلمة في حلقه
وهي تقول بصوت مهزوز: كذبه اخرى ليون، الا تمل من الكذب؟ من فضلك يكفي لا تقل شيئا
كان ينظر اليها والالم يعصر قلبه: - لا تقل أي شيء. لانني غبية واصدق، حتى بعد كل اللذي حصل واذا قلت لي: انا احبك انجلينا وانا اسامحك على موت ليوشياس وسنربي أطفالنا معا
سأكون متاكده من انك تكذب، لكن مع ذلك ساصدقك ليون!

لهذا لو تبقت لك ذرة من شرف لو احببتني لذرة واحدة، لا تضف اي كلمة وارحل، ارحل من هنا. لم اعد استطيع. لم اعد استطيع التحمل بعد.

كانت الدموع تسيل من عينيها بغزارة. اخذت نفسا عميقا. حاولت ان تمسح وجهها قبل ان تان بالم، اقترب منها بلهفة:
- هل انت بخير
ادارت وجهها ببطء نحو لتقول: من فضلك اسمعني: كان هناك شيئان مهمان في حياتي، شخصان. وهما الاثنان سلبا مني.
لوشياس سلبه القدر. وانت سلبتني ابني
-ابنك لم يسلب منك انجلينا سيكون بقربك دائما ولوشياس، اطرق قليلا قبل ان يقول قد نستعيده.

استفزت جملته انجلينا بعمق. قالت بغضب صارخ: بحق الله بماذا تهذي؟ اتتخيل نفسك مكانه. انت تفكر انك مثله
تظن ان بداخلك لوشياس؟!
ابتسم ليون بحزن. يعرف جيدا انه لن يصل ابدا الى أن يكون بأخلاق لوشياس: - اريد ان اقول اكثر من هذا ان اريد ان اقول ان لوشياس...
قاطعته بغضب: -انت لا تعرفني جيدا ليون، لو كنت عرفتني كما عرفني لوشياس.

لو كان لوشياس هنا اليوم معنا، اذا قام من قبره وجاء ليقف امامي مثلك ويقول لقد عدت من اجلك انجلينا.

أتعرف ماذا كنت ساقول له؟ ان يرجع الى مكانه حيث هو الان اليوم انه لم يعد يهمني
اليوم عائلتك تمكنوا من ان يكسروني ويحرقوا قلبي لان
سأطلب منه أن يذهب ويرجع لي حياتي، أن يذهب حتى ولو كان سيذهب الى الجحيم.
انا لم يعد يهمني!
كانت معالم وجه ليون حزينة بشكل مفرط يحاول كبث دموع في عينيه
- لن يقدر انجلينا، لن يقدر
بل يقدر. قالت انجلينا بثقة غريبة و قد فقدت السيطرة على مشاعرها.

- لقد اعاد لي حياتي مرة في الماضي
-ماذا سأل ليون وعيناه تنظران اليها بذهول. ما الذي تحاولين اخباري به الان.
تريد الحقيقة ليون؟
انا لكي اكون مع لوشياس كنت لاضحي باي شيء في الوجود، سوى بشيئ واحد، ما كنت لاضحي به ابدا من اجلي. ما كنت لاجعله يعاني عميقا بسببي.

رن هاتف ليون لمرات عديدة حاول تجاهله. جاءت رسالة نصية طارئة
نظر الى النص بسرعة وتغيرت اساريره الى صدمة كبيرة
انجلينا لم تنتبه كانت كل احاسيسها مركزة على ما تقوله
أنصت لي جيدا ليون. الا تريد ان تكون مكانه اذا
انت الان محل لوشياس
أتعرف شيئأ.
- لو كان لوشياس هنا مكانك. لأحنى راسه وهو يكلمني
لوشياس كان ذا قلب طيب. كان يخجل. كان يخاف على مشاعر الاخرين.

لوشياس يعرف كيف يعامل الجميع مهما كانت مراكزهم الاجتماعية، لوشياس لم يكن يوما مهتما بالنفوذ او المال.

لوشياس لو كان حيا و راى ما فعلته اليوم،
لكان دفن نفسه في التراب،
هل تظن انك يمكنك ان تحل محله
قلي تكلم ماذا بقي في جعبتك من كذب وخداع
انا اسمعك الان
انسابت دمعة يتيمة على وجه ليون
خرج من غرفة انجي صافقا الباب بقوة
قبل ان تنهار هي في بكاء مرير.
بعد مضي ساعات قضتها في هدوء تتأمل الشارع من زجاج نافذتها بعينين ميتتين طرق الباب بخفة قبل ان يفتح ويظهر ديمتريوس.

بقامته المديدة وملامحه الشديدة الوسامة: تهللت اسارير انجلينا من الفرح. رغم كل الألم شعرت بسعادة غامرة لرؤية ديم بعد كل تلك الشهور.

اقترب منها معانقا. وهو ينظر الى وجهها بتفحص.
- حبيبتي ما اللذي حصل
وضع يده بخفة على بشرتها. وجهها كان مغطى بالكدمات والخدوش.
يا الهي ما الذي فعله بك ذلك السافل. ساقتله اقسم لك
صرخ ديم بعصبية وهو يجز على اسنانه من الغيظ.
هون عليك ديم. ليون لم يفعل لي شيئا انا الوحيدة المسؤوله عن وجودي في المستشفى
اردت زيارتك كثيرا متى عدتي؟
علت معالم الدهشة وجه انجلينا
- متى عدت؟

ليون قال انه ارسلك الى منتجع. بعيدا عن الضغوط لتتمي حملك بهدوء بعيدا عن العائلة.

- الحقير شتمت من بين اسنانها
اه ذلك المنتجع، لقد عدت للتو ولاني احمل وزنا زائدا في بطني خل توازني و سقطت من على الدرج والنتيجة هي كل ما تراه. لكني محظوظة حاولت جاهدة الابتسام. لم يحصل شيء انا بخير والطفلة ايضا بخير.

لم يكن يصدقها لكنه لم يقم بتكذيبها بالمقابل
انجي هناك شيء مهم اريدك ان تعرفيه
ماذا ديم قل بسرعة اعصابي لا تحتمل
لا، يجب ان تكوني قوية اذا اردت سماع ما ساقوله
اخذت نفسا عميقا قبل ان تقول.
تكلم
- انجلينا. لوشياس كان يعرف
قالت وبوادر الألم ترتسم على ملامحها الشاحبة.
- بخيانتي؟
- لا، ليس خيانتك. لوشياس علم بمرضك قبل انتحاره بايام
كانت الصدمة قوية على انجلينا غطت فمها تكبث صرختها.

الجهاز قربها اصبح يعمل بطنين مزعج اصم اذنيها قبل ان يصبح
الم بطنها غير محتمل
ديم احضر الطبيب اظن انيادخل مرحلة المخاض.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة