قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وعاد من جديد الجزء الاول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الرابع

رواية وعاد من جديد الجزء الاول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الرابع

رواية وعاد من جديد الجزء الاول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الرابع

تمطت انجلينا في فراشها، تحس بشيء مختلف، جالت بنظرها تحدق في ديكور الغرفة لتستوعب انها ليست في غرفتها وبسرعة عادت اليها احداث الليلة السابقة تطرق راسها بعنف.
لم تتعود بعد على كل هذا الضغط، البارحة بعد رحيل ليونايدس
تمكنت من اكتشاف الجناح لاول مرة.

كان رائعا بكل ما للكملة من معنى، فتحت باب مقابلا لها كان حماما من السيراميك الازرق المزخرف بالوان زاهية كل ما كانت تحتاجه كان موجودا، من العطور الفرنسية الى بلسم الشعر والزيوت العطرية والأملاح برائحة الافندر والتي كانت تعشقها في الماضي.
تنفست الرائحة الغنية بعمق، وهي تتخيل نفسها وسط المغطس الكبير مع فقاعات الصابون.

اغرتها الفكرة، فتحت صنبور المياه تملؤ الحوض قبل ان تعود الى الغرفة للاطمئنان على اندي، والذي كان نائما كالملاك
دخلت غرفة تغيير الملابس تبحث عن ملابسها
كانت هناك ملابس مرتبة بنظام متقن
لكن اين ملابسها هي، هنالك خطا.
حدثث انجلينا نفسها وهي تمسك بصدغها صداع راسها بدا يشتد
لم تكن في مزاج يسمح لها بالتفكير في أي شيء الان، ستستعير احد قمصان النوم وغدا ستجد ملابسها الخاصة.

اختارت قميص نوم بلون ازرق داكن قبل ان تنطلق مسرعة الى الحمام
كان الحوض قد امتلئ، وضعت انجلينا القليل من الاملاح العطرية برائحة اللافندر واشعلت الكثير من الشموع برائحة استوائية منعشة
قبل ان تنزلق في الحوض الكبير تنشد القليل من الراحة.
كان الاحساس منعشا للغاية، ظلت مسترخية لنصف ساعة الى ان شعرت ببرودة المياه لتخرج الى غرفة النوم.
اطمانت على اندي قبل ان ترتدي قميص النوم والذي لدهشته الكبيرة ناسبها تماما.

لتندس بعدها في السرير الكبير بجانب طفلها
تقلبت في السرير لدقائق.
لكن النوم أبى ان يداعب جفونها، اخرجت اخيرا حبوبها منومة من حقيبتها بعد ان فشلت تماما في الحصول على نوم طبيعي بلعت قرصين كاملين لم يتاخر مفعولهما و نامت نوما بدون احلام.
بعد ان استعادت انجي وعيها بالكامل التفت لتحمل صغيرها لكنها لم تجد اندي قفزت من فالفراش كانه صعقها تيار كهربائي و انطلقت تركض نحو الباب.

وفي اللحظة التي كانت تهم فيها بفتحه ظهر ليون يحمل الصغير
كان وسيما جدا شعره ندي من اثر الاستحمام غير لباسه الرسمي بقميص مقلم وشورت قصير لم يكن يشبه رجل الاعمال المتزمت القاسي اللذي راته في نيويورك
ابتسم لها ابتسامته الساحرة قبل ان يقول –
ارى انك استرحت من تعب السفر، سمحت لنفسي ان اخد اندرياس في جولة، امي قامت بنفسها باطعامه وتحميمه
من غير وعي ثارت انجلينا صارخت بليونايدس.

- بحق الله، من تظن نفسك لتدخل غرفتي وتاخد ابني وانا نائمة
تغيرت ملامح ليون بسرعة واختفت الابتسامة الجميلة من على وجهه
لتحل محلها نظرته المرعبة، اجاب بعنف
- انت التي اظن انك ما زالت لا تفهمين وضعك الصحيح في هذا البيت
اندرياس ابني انا ايضا، اذا سمحت لنفسي ان أتي لاخده صباحا فهذا لان له اما مستهترة، بكى اندرياس لوقت طويل قبل ان أتي لاخده
انا اكيد انك لم تكوني نائمة انت كنت في غيبوبة،.

هدأت ثورة انجلينا بعض شيء، وضعت يديها على شعرها تحاول ان ترتب من خصلاته المبعثرة قبل ان تنتبه انها امام ليون بقميص نومها الحريري القصير شعرت بالخجل وغزا الاحمرار وجهها غطت صدرها بيديها قبل ان تسرع الى الروب الملقى على السرير تستر به جسدها، من نظراته المحدقة باستهجان
تصرف غريب، من عارضة سابقة كفي عن الثمتيل انجلينا صورك تملاء المجلات والانترنت بملابس اقل من هذا بكثير
علق ليون بسخرية.

حياتي ليست شأن من شؤونك فاسكيس كانت اول مرة تستعمل اسمه الثاني لمخاطبته، حرك ليون كتفيه علامة على عدم اكثراته قائلا
اظن ذلك، رفع ليونايديس طفله لمواجهته مهدهدا الصغير
سأخد هذا الفتى القوي معي في نزهة صباحية بدلي ملابسك انجي
سأبعث مارتا بالفطور سبق وان تناوله الجميع بالفعل
لم تجد انجلينا سوى جملتها الصغيرة للرد على هجوم ليون البارد
اسمي انجلينا لا اسمح لك ابدا بتدليلي
طبعا انجي.

خرج صافقا الباب وراءه وهو يضحك
انجلينا عبرت عن ثورت غضبها بان رمت روبها على الباب المغلق
اللعنة عليك ايها المغرور انا اكرهك
كان ليون قد ابتعد.

بعد عشرين دقيقة فوجئت بطرق على الباب
كانت قد اخدت حماما سريعا، اختارت قميصا من الستان الاخضر بلون عينيها تماشى مع بنطال بلون كريمي وصندال عالي بنفس لون القميص كانت تبدو رائعة
الملابس كانت على مقاسها تماما، ترددت كثيرا قبل ان تختار منها، هي تعرف انها ليست ملابسها لكنها كانت مجبرة لا يمكنها ابدا النزول بفستان مجعد يكفيها الطريقة التي نظروا بها اليها امس لن تضيف الى القابها الحالية لقب متشردة.

- تفضل قالت مخاطبة الطارق
- فتح الباب وظهرت منه سيدة عجوز تجر عربة طعام، لا شك انها رئيسة الخدم
حدثت انجلينا نفسها
- سيدتي لم يعرف السيد مذا يمكن ان تحبي على الفطور لذا احضرت لك كل شيء
كانت انجليزيتها سليمة من الواضح انها ليست يونانية
شكرتها انجلينا بتواضع
- القهوة فقط، لا اتناول شيء اكثر منها في الصباح سيدتي
- يمكنك ان تناديني مارتا
- وانت بامكانك دعوتي انجي.

ابتسمت العجوز التي استشفت مدى طيبت انجلينا ردت بابتسامة متحفظة
-سارحب بذلك كثيرا سيدتي
- ماذا قلنا ردت انجلينا معاتبة المراة العجوز بلطف
انجيفقط لا مزيد من الالقاب
- اذا مارايك انجي ان تجربي طبق الاومليت الذي اعددتهخصيصا لك، انت ترضعين طفلا ويجب ان تتغذي.
ابتسمت انجلينا تتذكر ان ليون هو من زعم ذلك لتحتفظبطفلها الى جوارها.
من اجلك ساكلها
ابتسمت المراة قبل ان تتوجه نحو الباب مخاطبة انجلينا.

- يمكنك مناداتي في أي وقت انجي ما عليك سوى الضغط علىالزر 9 الهاتف يعمل كمجيب ايضا
- اشكرك كثيرا ردت انجلينا بأدب
لا داعي للشكر
انصرفت مارتا تاركة انجي تأكل بنهم انستها محنتها انهالم تأكل شيئا منذ غذاءها باثينا
بعد ان اكملت الوجبة الدسمة قررت النزول الى الطابقالسفلي للبحث عن ابنها وكذلك لتستكشف مكان اقامتها الجديد.

نزلت السلم الحلزوني الشكل الذي يفضي على الردهة الكبيرةكان كل شيء حولها يوحي بالفخامة والذوق
امتد سجاد ازرق ملكي على طول الدرج
ثريا الكريستال كانت تلمع كلما لامستها اشعة الشمس
المنبعثة من النوافذ الضخمة التي تغطيها ستائر منالساتان المزين بحبات الكريستال
تحس الان بانها سندريلا في الحفل الراقص
لم يخرجها من تاملاتها سوى صوت صوفية
ارى ان الملابس التي اخترتها لك قد اعجبتك
نزلت انجلينا اخر درجتين.

قبل ان تقابل صوفية اخت ليون الصغيرة
لم تكن صغيرة بمعنى الكلمة كانت في سن انجي ربما اصغرمنها بسنتين
هكذا فكرت انجي وهي تمد يدها للفتاة
صافحت صوفية اليد الممتدة اليها بابتسامة مرحة
مما اعاد اللون الى وجه انجي على الاقل صوفية لا تكرهها
- انا اعتذر منك اذا كان استقبالي ظهر باردا
لقد كنا في حالة من الصدمة ليون لم يخبرنا ابدا عن وجودكسوى من اسبوع.

تخيلي صدمة امي وابي فنحن كنا نعد لزفاف ليون سكتت صوفيةوكأنما احست انها ستجرح انجلينا بكلامها عن زواج ليون بامراة اخرى بينما هي الامالحقيقية لابنه
- لا عليك كل هذا اصبح من الماضي اضافت صوفية مشجعة يجبعلينا ان نغير الكروت التي ستطبع وكذلك سناخد موعدا عند السيدة ليليان لك لكيتباشر في خياطة فستان الزفاف.

كانت صوفية تتكلم بسرعة وهي تدفع انجلينا نحو الممرالرخامي، منحت هذه الاخيرة الكثير من المعلومات اللتي عجز عقل انجي على تحليلها، كانت ترد بابتسامة رقيقة على كل ما تقوله، مستحيل ان تضيع عليها فرصة صداقة صوفية، ليون وحده من يدين لها بتفسير.
توقفا امام باب كبير طرقته صوفية موضحة هذا مكتب ابي لكنليون يستعمله كلما كان هنا لزيارتنا
كانت انجلينا تتحرق لتسال عن طفلها
صوفية قرات ذلك في عينيها.

اردفت - اذا كنت تريدين السؤال عن اندي انه مع امي، لاتعرفين مقدار حبها لهذا الصغير يذكرها بلوشياس
اصبحت خفقات قلب انجلينا مظطربة وهي تسأل بهمس: من هولوشياس
لوك هو اخي، توفي العام الماضي في حادث بسردينيا، امي لمتتعافى من صدمة موته بعد، لا اظن اني رايتها تضحك منذ ذلك الحين الى ان رأت اندي.

احست انجلينا بنصل حاد ينغرس في قلبها ام ليون لازلتمفجوعة على موت ابنها لهذا تريد ان تعوض حبه في اندرياس، وعدت انجلينا نفسها انهالن تحرمها منه بعد اليوم، فلينعم بحب جدته، مزيد من الحب لن يؤذي
هكذا فكرت وهي تحدق في الباب الكبير المغلق قبل ان يفتح ويطل منه ليون
انت هنا اخيرا اضاف محدقا في انجلينا بنظرة اعجاب واضحة
كان قد غير ملابسه الصباحية الى بدلة انيقة باللونالرمادي.

مما اظهر بوضوح جسده الرياضي وطوله الفارع، من غيرالعادل ان يكون وسيما الى هذه الدرجة فكرت انجلينا وهي تنظر اليه بصمت.
اظن اني ساذهب الأن اريد ان الاعب اندي قليلا، ذلك صغيرملاك لم ارى طفلا بجماله،
لا تنسي انجلينا تعالي للبحث عني بعد ان تنتهي أسأليمارتا، ستدلك على مكاني اضافت صوفية قبل ان ترحل لتتركهما معا.
- ارى انك تتأقلمين بسرعة انجي.

انجلينا لم تكن مهتمة بالصراع لم تعلق على مناداتهابانجي هو يريد ان يغيظها وهي لن تسمح له ولو بهذا الانتصار الصغير
بل ووجدت نفسها تسايره في لعبته مستعملة اسم ليونلمخاطبته
ابتسم لها ابتسامته التي تذيب القلوب
تفضلي بالدخول لدي ما اريد ان اطلعك عليه
- المزيد من الاوامر ليون اجابته بتهكم
ضحك وغمزت عيناه بطريقة رائعة
فالحقيقة ليس أمرا هو اقرب الى طلب
تفضلي
تبعته و جلست حيث اشار.

- انجلينا قال مخاطبا: - انت تعرفين ان علاقتنا لم تكن، لنقل اننا لم نوطد معرفتنا ببعضنا جيدا واعترف انني كنت قاسيا في حكمي عليك
قاسي اهذا ما يسمي العذاب النفسي الذي اذاقها طوال شهرشدت على يديها بعصبية
اكمل ليون عندما لم تعلق
اظنك عرفتي اني كنت في طور الارتباط بفتاة اخرى
هزت حاجبها الايمن بسخرية مع ان قلبها كان ينبظ بالمداخل صدرها بشعور لم تستطع تحديده.
لاحظ ليون ذلك واكمل.

لم يعد هذا ممكنا بعد اليوم الان اندريس اصبح في الصورةوانا غير راغب بزوجة أب أابني اريده ان يعيش حياة طبيعية، سكت قليلا يتفرسملامحها المستغربة والمندهشة
كانت مشاعر كثيرة تسيطر عليها، لوهلة لم تستوعب حركةليون والذي نزل على ركبته امامها مخرجا من سترة جيبه علبة مخملية سوداء
وقبل ان تعرف الغرض من العلبة، فتحها قائلا: انجليناستيفنز، هل تقبلين الزواج بي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة