قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وصفولي الصبر الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل الرابع عشر

رواية وصفولي الصبر الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل الرابع عشر

رواية وصفولي الصبر الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل الرابع عشر

قضي سليم ليلته يفكر في مدللته يعلم انها تشتاقه مثلما يشتاقها وأكثر ولكنها مازالت تشعر بالألم من تصرفه ولها الحق، هل يستطيع ان يلومها وقد وعدها من قبل انه لا فراق ولا بعاد مرة ثانيه، لكنه سيفعل المستحيل حتى، تسامحه فحبهم يستحق، ابناءهم يستحقون العيش معهما سويا، نداءه تستحق ولن ييأس حتى، تعود الي سكنه، فتستكين روحه بوجودها.

تجلس نداء مع صغيرها تحاول اطعامه دون فائدة
نداء: خلاص يا سولي مش تاكل خليك براحتك وانا هكلم بابا سليم اقوله مش يجي النهاردة واقوله انك مش عاوز تشوفه
سولي: وقد قفز من مكانه يحتضنها بسعادة قائلا:
بابا هيجي عندي النهاردة، هياخدنا معاه ونعيش معاه هو وتيته جميلة
نداء بحزن وخوف من تعلق ابنها الشديد بسليم:
وانا يا سولي مش عاوز تكون معايا، مش بتحبني.

سولي: بحبك اوي اوي كتييير بس بحب بابا وتيته وانت عندك بيبي وعايش جواكي لكن أنا عندي بابا واحد وهو لوحده واكيد زعلان
نداء: انا بحبك اكتر من البيبي ومن اخواتك ومن روحي ومن العالم كله، انت فرحة عمري كله، اهم شئ حصل في حياتي، يمكن انت مش فاهم، بس اللي انت عاوزة هعمله المهَم تكون سعيد وبس.

عاد سليم الي القاهرة توجه الي شركته وانهي ما لديه من اعمال متعطلة، توجه للجامعه واعتذر من طلابه وقابل دكتورة رحاب واخبرها بما حدث.

رحاب: بص يادكتور سليم بغض النظر عن اسبابك اللي انت شايفها مقنعة وكانت بدافع حبك وخوفك على نداء، بس نداء غضبها منك سببه ناريمان ونظراتها المريبة، لان انا نفسي معجبنيش نظراتها ولهفتها عليك، أنا عارفة وواثقه من عشقك واخلاصك لنودي بس للاسف الغيرة عند الحبايب زي الإعصار بيدمر الاخضر واليابس ونداء سنها صغير وغيرتها قوية زي ما حبها قوي
أنا بكلمك عن تجربة، َاتمني تقدر توصل لمراتك وجهة نظرك وترجعها.

سليم: بس المفروض يكون عندها ثقة ان لا ناريمان ولا غيرها فارقين معايا
رحاب: لو جالك واحد وقالك انه معجب بنداء هتعمل ايه، بلاش يقولك لو لمحت انت في عيونه نظرات اعجاب ليها هتتصرف ازاي
سليم: هقتله
رحاب: الله يسامحك يادكتور، مش للدرجة دي انا بقولك مثلا
سليم بابتسامة: انا فعلا بغير عليها بجنون وهي متقبله الموضوع بالعكس بتتصرف بطريقة بتحسسني ان هي اللي أكبر مني بتحتويني وقت غيرتي جدا.

رحاب: يبقي مفروض تحس بيها وتعذرها
سليم: حاضر يا دكتورة رحاب واتمني دكتور محمود ميكنش زعلان مني الايام اللي فاتت كانت صعبة عليا ومكنش عندي طاقة ارد على اي حد
رحاب: ولا يهمك اهم شئ انك بخير وان شاء الله تسافر وترجع انت ونودي والأولاد وتعزمونا عندكم لان انا بقيت بتشائم اعمل عزومات عندي، ممكن ناريمان تكون مراقبة المكان.

يتحدث فارس مع زينة بالهاتف تشعر انه يريد قول شئ ثم يتراجع
فارس: المهم نودي ومراد عاملين ايه وحشوني جدا
زينة: بيسلمو عليك حبيبي انت كمان وحشتهم، ايه رأيك تاخدلك اجازة اسبوع وتجيب ماما وتقضوا الاسبوع عندنا
فارس: ياريت انا فعلا محتاج اغير جو وابعد عن الشغل فترة
زينة: طيب قولي مالك بقي وايه مضايقك
فارس: انا معجب بزميلة سارة، اسمها عزة
زينة: ايوة عارفاها شفتها اكتر من مرة مع سارة، بنوته جميله ومؤدبة.

فارس: بس معرفش ليه بتتعامل معايا باسلوب عدائي وكل ما احاول اكلمها تتهرب، خايف تكون مرتبطة
زينة بتفكير: خليني اشوف الموضوع ده، انا عندي موبايل سارة ممكن اكلمها واسألها واهو الموضوع يبقي بعيد عنك
فارس: ياريت يا زينة بجد انا اول مرة اتحط في موقف زي ده وانكسفت اكلم مازن او ماما
زينة: عيب ياض احنا طول عمرنا اصحاب، ربنا يسعد قلبك ياحبيب أختك.

انهت المكالمة مع اخيها، توجهت للنزول لكن تفاجأت بوجود مهاب ينظر اليها نظرات عتاب ولوم
مهاب: بقي انا معنديش عقل ومبعرفش اخد قرار يا ست زينة
زينة: انا مقصدش كدة وانت عارف اني انفعلت علشان نداء ماهو حرام كل ما حياتها تستقر وتحاول تنسي وتعيش يجي سليم ويعمل حاجة تبعدهم عن بعض، كفاية اللي حصلها قبل كده
مهاب: بس انت كنتي قاصدة كلامك يازينة، مش عاوزة تنسي، رجعتي البيت بس مرجعتيش ليا.

زينة: لو سمحت يامهاب انا مش عاوزة اتكلم، سيبني انزل لماما والاولاد
مهاب: مش قبل ما نتكلم واعرف هتسامحيني امتي هترجعي تنامي في حضني امتي انا عارف اني اتصرفت بهمجية بس مفروض انك اقرب واحدة ليا اعذريني، انا لما عرفت ان سليم ممكن لا قدر الله يحصله حاجة مكنتش فاهم ولا عارف اتصرف ازاي
زينة: خلاص مش زعلانة، بس مش تعمل كده تاني يامهاب ارجوك انا بحبك وبيصعب عليا نفسي اوي لما بتزعلني.

عادت زينة لمهاب، قلبا وقالبا، سامحته فقد اخطأ ولكن من منا لا يخطأ
توجهت الي طفليها والحجة هدى
زينة: اسفه يا ماما هدى اتأخرت واكيد الولاد اتشاقو عليكي
هدى: لا يا ام مراد العيال كويسين وز الفل، ربنا هاديهم عقبال امهم وابوهم
زينة: امم حضرتك زعلانه مني بقي علشان ابنك حبيبك.

هدى: حبيبي وحبيبك يازينة ومش علشان غلطة او موقف تنسي انه حبيبك وسندك، من يوم ما دخلتي بيتنا يابنتي وانت زينة في قولك وفعلك عمرك ماحد سمع صوتك انت وجوزك بضرب بيكي المثل لاخواتك البنات عشان يقلدوكي، اول مرة تعلي صوتك على مهاب قدام حد وتغلطي فيه
زينة: بس حضرتك مش حد غريب.

هدى: انا زي ما بيقولو قي المثل، أدعي على ابني واكره اللي يقول امين، غصب عني حتى، لو مهاب غلطان قلبي بيحامي له، لو اخواته البنات زعلوه قلبي بيزعل من غير لساني ما ينطق مش لأنه ولد وهما بنات، لأ لان مهاب اول فرحتي، طول عمره شايل الهم لحاله وملوش حد غير سليم طول عمره بيحبه وروحه فيه، مهاب له ولاد عم كتير محدش فيهم بيسأل عنه غير للمصلحة
اقتربت هدى من زينة واحتضنتها بحنان قائلة.

انا لما اموت هتكوني مكاني، هتكوني امه وحبيبته وستره وغطاه، هتضللي عليه يازينة وتسامحيه لانه مهما عمل بيحبك
زينة: حقك عليا ياماما متزعليش مني واوعدك اني هنفذ كلامك وربنا يطول عمرك ويخليكي لينا كلنا.

تجلس بمفردها كالعادة فخطيبها موجود وغير موجود تشعر ناحيته بفتور غريب، عند مقارنته بنديم تكون كفة مروان الرابحه، شاب وسيم جدا، ثري، يعمل مهندس بشركة كبيرة، لكن قلبها لم يرجح ذلك فقلبها يصرخ باسم نديم فقط
سما: انت لسه بتحبي نديم ياسارة
سارة: وهو الحب بايدينا يا سما او النسيان ياريت كان النسيان سهل او بيجي بسرعه.

سما: انا اسفه وحاسة اني السبب، انا بقيت معقدة بس والله العظيم من خوفي عليكي، كسر القلوب والظلم وحشين اوي واتمني متجربيش الاحساس ده ابدا.

سارة: حبيبتي انت ملكيش ذنب انا للاسف مكنش عندي استعداد كافي اني اتمسك بنديم، يمكن المشكلة اللي حصلت بيني وبينه شجعتني انهي الموضوع، للاسف بابا فضل قافل علينا وبعدنا عن الناس لحد ما بقينا شخصيات مهزوزة معندهاش ثقة في نفسها ولا في الناس، انا لما حسيت بحب نديم خفت، انا اضعف من اني اتحدي بابا وماما علشانه، يمكن انا مستاهلش حبه وأكيد ربنا هيعوضه بواحدة تستاهله وتتحدي الكل علشانه.

نداء متحدثة مع شقيقها
نداء: صح يانديم، اللي انت عملت صح يا حبيبي مينفعش نصلح غلط بغلط اكبر، صوفيا كمان متستاهلش انك تجرحها وتاخدها تعويض لغياب سارة
نديم: عارف يا دانا علشان كده قابلت صوفيا النهاردة وشرحتلها كل شئ وزي ما انا توقعت اتصرفت بمنتهي الهدوء وفهمت موقفي
نداء: خلاص انا شايفه ان انت تكمل الماستر بتاعتك وتركز في شغلك اكتر، وانا موجودة جنبك حبيبي متقلقش ومش تفكر.

نديم: مع اني سعيد جدا بوجودك، بس سليم صعبان عليا.

نداء: انت اكيد عارف اني مش هبعد كتير، بس لازم ابعد يا نديم انا وسليم مش زي اي اثنين متجوزين او بيحبو بعض وخلاص، انا لما سليم بيبصلي بلاقي روحي جوة عيونه، حبي ليه صعب يتوصف بالكلام، هو نفسه مش فاهم انا بحبه ازاي، لازم ابعد علشان ارجعله نداء، دانا اللي انت عارفها مش الموجودة حاليا، انا هروح للدكتور مازن ثاني، حسه اني محتاجة اتكلم معاه مش هقدر اكمل حياتي بالحالة دي.

نديم: هههه بجد انت فعلا تؤامي، النهاردة اخدت رقمه من بابا وهروحله خلينا نروح سوا يمكن يلاقي علاج لمشاكلنا.

نداء: علاجي اني انسي اللي فات او اتناساه، انا اخترت اكمل حياتي مع سليم يبقي المفروض الماضي نبعد عنه، انا اول ما شفت ناريمان وعرفت انها بتتعامل مع سليم، برغم انه قتلني بتصرفه، بس كلامي له كان اصعب، حسيت بجرحي والمي لما بعدنا عن بعض واتجوزت عمر كأنه انبارح، لازم اشوف حل لازم اسامحه بجد واسامح نفسي.

توجه سليم الي بيته ليجد والدته جالسه بمفردها احس بالذنب يتملكه فهي لم تبتعد مطلقا عن سولي يرافقها اينما ذهبت
سليم: مساء الخير يا ست الكل
جميلة: مساء النور ياقلبي
سليم: انا حجزت التذاكر بكرة باذن الله
جميلة: طيب اقعد وقولي هتعمل ايه
سليم: اكيد هجيب نداء والولاد يا ماما
جميلة: مراتك بدأت في الشهر السابع، يعني ممنوع تركب طيارة وفي خطر عليها وعالجنين
سليم: وبعدين يا أمي انا مفكرتش في الموضوع بالشكل ده.

جميلة: انا شايفه انك تجيب سولي، وهي اكيد هترجع باذن الله بعد ما تولد
سليم: بس انا مقدرش اعيش كل الوقت ده من غيرها
جميلة ببعض السخرية: اه صحيح، اصل المرحوم ابوك هو اللي زعلها وخلاها تسافر
سليم بابتسامة: ايه ده يا مدام جميله بتغلطي في المرحوم قاسم ليه بس
جميلة: لأنه كان زيك تمام يا سليم، اوقات كان بيبعد بدافع الخوف وكتير قلتله اني مش بخاف غير من بعده، ربنا ما يبعدك عن مراتك ولا اولادك يابني.

سافر وسيب امرك لله هو هيحلها ان شاء الله.

بعد وصوله الي الاراضي الكندية وجد دكتور عمار بانتظاره ليحتضنه باشتياق ومحبة
عمار ببعض العتاب: حمد الله عالسلامة يا دكتور
سليم: انا اسف وعارف ان حضرتك زعلان مني وده حقك
عمار: وياتري عارف انا زعلان ليه
سليم: علشان نداء.

عمار: لأ مش علشان نداء لانها بنتي بس مراتك وانتو حرين مع بعض، انا زعلان منك لاني كنت فاكر ان علاقتي بيك كأب وابنه تخليك تلجأ ليا تتكلم معايا، تشتكيلي لو حاجة مضيقاك، مش تتصرف كأني مش موجود
سليم: بعتذر من حضرتك، واوعدك مش هتتكرر تاني
عمار: ماشي هسامحك علشان صعبان عليا اللي نداء هتعمله فيك
سليم: ربنا يستر، بنتك عقابها صعب وبيطول.

توجها معا الي بيت عمار وجد الجميع بانتظاره القي التحية عالجميع طفليه قاسم وعمار اشتاقهم بشدة، سولي الذي احتضنه بتملك يطمئن نفسه انه امامه، اخذ سليم يقبله بمحبة وسعادة
سليم: سولي حبيبي وروحي وحشتني
سولي ببكاء طفولي: مش تسبني ثاني يا بابا ارجوك ومش تزعل ماما علشان مش تاخدني منك وتسافر
سليم: حاضر يا قلب بابا حقك عليا ياعمري مش هزعلك ومش هزعلها ابدا، ظل محتضنا اياه حتى، يهدأ، ولكن مهلا، اين هي!

جاسمين: بتدور على حاجة سليم
نديم: تقريبا ضايع منه حاجة يا جيجي
عمار: مفيش حاجة ناقصه، ولادك قدامك، زي الفل
سليم بخجل: فين نداء
بدأ الجميع بالضحك بصخب على لهفته للقائها وخجله الواضح
عمار بمحبة وهدوء: وصل الدكتور سليم لغرفة اختك وتعالي يانديم
اقترب من غرفتها سوف يراها الأن، دق نديم ليستأذن بالدخول
فتحت نداء الباب لتبتسم له قائلة: وحشتني يا دكتور...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة