قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وصفولي الصبر الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل الثاني

رواية وصفولي الصبر الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل الثاني

رواية وصفولي الصبر الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل الثاني

سليم قاعد في الشركة حاسس بالملل محتاج حبيبته، محتاج وجود مهاب اللي انشغل بحياته مع زينه واولاده محتاج لوالدته اللي كل وقتها مع سليم، ليسمع طرقات عالباب تعلن عن وصول احد ما
سليم: ادخل
السكرتيرة: حضرتك مدام ناريمان العزبي برة وطالبه تقابل حضرتك
سليم بضيق وملل: خليها تتفضل نشوف عايزة ايه.

بعد قليل دخلت ناريمان ترسم ابتسامه بسيطه ونظرات اعجاب واضحه ناحية سليم منذ اول مرة رأته وهي تري فيه وسامه ورجوله نادره...
ناريمان: قبل اي شيء اسفه اني جيت من غير ميعاد سابق، بس خفت حضرتك ترفض مقابلتي
سليم: خير حضرتك في حاجه مهمه
ناريمان: اولا انا اسفه بعتذر عن اللي حصل مني انا ودنيا بس اعتقد الموضوع انتهي ووالدي اعتذر منك كتير، غير كده دكتور مهاب اهاني انا واختي قدام الشركة كلها وفسخ خطوبيته بدنيا.

سليم: الموضوع مستحيل ينتهي لانكم اتسببتو في اذية مراتي، حبيبتي وام اولادي وبالنسبه لمهاب فهو في كل الحلات كان هينفصل عن دكتورة دنيا
ناريمان: شكلي فعلا جيت عالفاضي بس احب اقولك ان السبب الرئيسي للي حصل هو مهاب لانه خطب اختي وهو معجب بواحدة غيرها، اعتقد انك مترضاش لاختك موقف زي ده، وبالنسبة لمدام نداء فاكيد مكناش نقصد الامور توصل لكده بينا.

انا كنت جايه وعندي امل انك توافق تكون شركتكم مسؤوله عن المسائل القانونيه بالمستشفي، بابا صحيا تعبان اوي ودنيا اتجوزت وسافرت وانا مش بثق في حد غيرك، ولو تحب انا مستعدة اعتذر لمدام نداء شخصيا
سليم وقد شعر بالحرج منها ومن والدها، فهو دائما ما يتحدث معه في نفس الموضوع
سليم: مفيش داعي انا موافق لان دكتور عبدالرحمن انسان محترم وله مكانه كبيرة عندي.

ناريمان بفرحه قوية وهي تمد يدها لمصافحته: متشكره اوووي يادكتور، بجد حضرتك رائع
غادرت ناريمان وشعر سليم بانه اخطأ وبشدة فلم يضع في حسبانه رأي نداء وردة فعلها...

بعد قليل جاءه اتصال من نداءه:
نداء: وحشتني
سليم: اممم مش مصدق
نداء: لا مصدقني طبعا وواثق ومتأكد انك وحشني وانت قصاد عيني، وشاغلني وانت بعيد
سليم ضاحكا: ماشي يا ست سومة، بس بردة بحب اسمعها علطول
نداء: ينفع تيجي بدري لان نديم هيوصل النهاردة وانا محتاجه وجودك معايا
سليم: ان شاء الله اعتبريني عندك، نص ساعه ياحبيبي
نداء: ان شاء الله، خلي بالك من نفسك
توجه سليم الي بيته متناسيا ناريمان وماحدث.

وصل الي بيته ليجد سليم يجلس بهدوء كعادته بجانب جدته واخويه التؤام يتشاجران، ليلتفت الجميع الي صوته الحنون...
سليم: ينفع كده ياسليم باشا، بيتخانقو وانت قاعد
سولي: بابا حبيبي
سليم محتضنا اياه: عيون بابا، سايبهم يتخانقو وانت قاعد ليه، مش قلتلك انت مكاني وانا غايب
سولي بتذمر طفولي: اصلهم مملين اوي يابابا، دول بيتخانقو علشان علبة فاضيه وانا صدعت منهم.

سليم: عندك حق، بس هما لسه مبيعرفوش الصح من الغلط وواجبك لما نكون انا وماما بعيد تنتبه عليهم
سولي: حاضل
سليم: اهي كلمة حاضل دي بالدنيا كلها
لينتبه على صوت والدته معاتبه له: ده على اساس انك مش شايفني مثلا
سليم بنفس اللهجه: يمكن حضرتك اللي مش شيفاني ونستيني، اكتفيتي باحفادك يام سليم
جميله وهي تفتح له ذراعيها تحتضنه بحب أم يزداد دائما، بحبهم لانهم حته منك. انت الاصل وهما فروعك ياقلبي معقول غيران.

سليم: يوووة انت بتقولي غيران ونداء بتقول غيران، انا مليش غيركم من حقي اغير واخاف تنشغلو عني
جميله وهي تقبل راسه ومازالت تحتضنه: احنا كلنا ملناش غيرك يابني ربنا يسعدك، ومراتك مسكينه الولاد اشقيه جداااا، غير الحمل صعب عليها، اطلعلها لانها متوتره من مقابله نديم
استأذن من والدته ليصعد البها..
خلع عنه ملابسه بهدوء واقترب منها يحتضنها بلهفه
نداء: سليم هو نديم ممكن يحبني زي الاول تاني.

سليم: حرام عليكي يانونو، ده اخوكي غلس وبيغير عليكي مني ومش طايقني من غير مايشوفني، عيزاه يحبك اكتر من كده ايه؟
نداء بدلال وحب: ماهو عنده حق، كنت دايما اقوله اني مش مؤمنه بالحب ومستحيل احب حد واضعف قدامه، لازم انا اللي اتحب وبس، فاق من الغيبوبه لقاني بعشق الدكتور ومش قادرة ابعد عنه
سليم: الدكتور هو اللي بيعشق امك يانونو.

ببيت الدكتور عبدالرحمن العزبي:
عبدالرحمن بسعاده: كويس جدا يابنتي دكتور سليم اخلاقه وشغله مفيش زيهم الحمد لله انك قدرتي تصلحي العلاقه بينا
ناريمان محدثه نفسها: لسه بدري يابابا، ده تقيل اوي بس انا مش هسيبه.

عند مهاب يجلس مع اخته الصغري مي..
مهاب: ممكن تبطلي عياط وتفهميني حصل ايه بدل ما ارتكب جنايه
مي ببكاء: اكرم رفع يده عليا قدام اهله يامهاب ولما عاتبته قالي واضربك بالجزمه كمان احمدي ربنا ان مستحملك وانت لسه مخلفتيش، مع ان اخواتي واخواتك خلفو مره واتنين
ازداد بكاءها، انا عملت كل التحاليل والاشعات معنديش مشكله ده ارادة ربنا، اعمل ايه يعني.

احتضنتها والدتها بحنان وخوف ولم يستمع هو اللي شئ اخر بل اسرع الي من تسبب في دموع وقهر شقيقته.

وصل مهاب الي بيت شقيقته ليجد جميع افراد العائله بحث عنه بعينيه حتى، وجده، اسرع اليه ممسكا اياه بقوة
مهاب: هي مين اللي تضربها بالجزمه ياحيوان ياكلب
حاول احمد شقيقه الكبير التدخل الا ان مهاب نظر اليه محذرا، ليكمل مهاب كلامه.

اختي سليمه ميه في الميه، التحاليل بتاعتك فيها مشكله تمنع الانجاب بس انا عشان متربي خبيت على اختي وعليك وقلت نصبر وتتعالج، بس بما انك واطي فهي مش راجعه تاني وانت هطلقها خلال اسبوع والا هرفع عليك قضية خلع للضرر، وبالنسبه ليكي يامها انت ومريم فانا معرفش سمعتوه وهو بيهين اختكم ولا لا بس حسابكم بعدين.

غادر سليم وسط همهمات الجميع، ونظرات الفخر والتشفي من شقيقاته، لينطلق اكرم مبتعدا يحاول الحفاظ على كرامته المبعثره
عاد الي البيت ليجد زينه تنتظره بوجه قلق
زينه: عملت ايه يامهاب، مكنش ينفع تتصرف وانت منفعل
مهاب بصوت عالي وقوي: يعني ايه، لما اهدي هتقبل انه اختي تنضرب وتتهان
زينه: انا مقصدش كده طبعا، بس مي مش متجوزه لوحدها هناك، لازم تعمل حساب مها ومريم
مهاب: متشغليش بالك انت انا ادري باخواتي.

زينه بحزن: فعلا عندك حق انا اسفه، لتغادر سريعا من امامهم
هدي معاتبه: بقي انت رايح تتخانق مع اكرم عشان اهان اختك تقوم ترجع انت تهين مراتك، هي غلطت في ايه
مهاب: يووووه يا أمي انت هتحاسبيني عالكلمه عادي مكنتش قاصد
هدي: يادكتور مراتك سكرها عالي من الحمل ومبتقعدش بتعمل كل حاجه في البيت عشان انا متعبش، ميكنش جزاتها الاهانه، اطلع يابني راضيها وطيب خاطرها دي مهما كان غريبه ولوحدها في وسطنا.

مي بعد ان توقفت عن البكاء: مظبوط ياخوي زينه نعمه من ربنا والله وطيبه وبتحبنا كلنا
أومأ مهاب برأسه ليغادر الي زوجته
في غرفة زينه تبكي بحرقة فهي بسبب الحمل تشعر باعياء وتعب نفسي وجسدي كما انها تفتقد والدتها، تفتقد نداء بشدة..

مهاب وهو يقترب من زينه بندم: اسف يازينه، عارف اني اوقات كتير بكون قليل الذوق، بس والله مش ببقي قاصد ولا كلامي قلة تقدير ليكي بالعكس، انا بحس اني قدامك مش محتاج اخاف وانا بتكلم انا طول عمري وحيد وبكتم مشاعري بحاول اظهر قوي معاكي انت بس قدرت ابين ضعفي، غصب عني انفعلت حسيت ان اكرم ضرب اختي لان ملهاش حد فاكر اني عشان لوحدي هخاف او اسيبه يكسرها، ارجوكي بلاش دموعك دي.

زينه بحزن: عادي انا اتعودت منك على كده يامهاب انت صح، جوز اختك اهانها عشان حس ان ملهاش حد، زيك كده تمام بتهيني عشان مليش حد اخويا الوحيد اللي ممكن يقفلك مسافر وسيبني ملطشه، اعتقد لولا والدتك ووقوفها في صفي كان زمانك عامل اكتر من كده.

مهاب بصدمه من كلامها: معاش ولا كان اللي يهينك يازينه، للدرجه دي شيفاني قليل الاصل انا اسف وحقك عليا ولو تحبي اعتذرلك قدامهم تحت زي مازعلتك
قدامهم انا راضي، بس انا شايف اصالحك الاول براحتي وبعدين اصالحك قدامهم ليقترب منها يعتذر باسلوبه الخاص، فكل يوم يمر بينهما يزداد حبه لها ولكنه مازال يحاول التحكم بعصبيته الزائده..

بينما على الجانب الاخر يجلس نديم يفكر كيف يتعامل مع سليم بصورة طبيعيه حتى، لا يضايق نداء، فهو لا يتعمد معاملته باسلوب سيء ولكنه يري ان سليم اخذ منه شقيقته وتؤامه وتسبب في حزنها سنوات، يفتقدها نديم بشده يريدها ان تعود الي بلدها التي نشأت بها ولكن هذا مستحيل بعد ان انجبت تؤامها من سليم وتحَمل منه اخر، اذن لابد من تقبل سليم واعتباره امر واقع...

انتهت الرحله ووصل نديم الي بيت سليم ونداء، ليجد سليم ينتظره بالخارج، استقبله سليم بترحاب شديد وحاول نديم ان يبادله الود فتلك المرة الاولي التي يلتقيان بها وجها لوجه
سليم: نورت مصر يانديم
نديم: متشكر دكتور سليم، اخيرا اتقابلنا
سليم: اه فعلا اتمني ان شاء الله اللقاء ده يقوي معرفتنا ببعض
اخذه ودخل الي البيت ليبحث الاثنان عن نداء.

وجدها سليم تنزل من اعلي لينظر لها بعيون يملؤها الحب ليلاحظ نديم نظراته ويتذكر كلمات عمار عن عشق سليم لنداء
اقترب نديم يتأملها بدقه، يا الله لم تختلف ابتسامتها الساحرة، حركاتها عندما تشعر بالتوتر، عيونها التي امتلئت بدموع الفرح الممزوج بذكريات مختلفه، لتصل اليه لتستقر بين يدي شقيقها الغائب منذ سنين
ظلت نداء محتضنه نديم لا تتحدث سوي بكلمة واحده
اسفه، اسفه يانديم.

نديم: وحشتيني اكتر من نفسي، كنت بحاول افوق وارجع للحياة تاني عشانك انت لاني عارف غبائك وعارف انك هتحملي نفسك الذنب، كل شيء مقدر يادانا ولو قدري اني افديكي مكنتش هتردد، يااااه دلوقتي بس الحياة رجعتلي من تاني، معقول شفتك اخيرا، اخيرا يانداء
نداء مشددة من احتضانه اكثر ولم تستطع ان تتحكم اكثر من ذلك بدموعها بدأت تبكي بقوة...
نداء: اسفه، كنت هموت واشوفك، بس خفت...

مكنتش هتحمل اشوفك مبتتحركش، نديم الشاب اللي مكنش بيقعد دقايق بدون حركة، بطل السباحه المتفوق بدراسته، اجمل واوسم ولد بالمدرسة، صديقي الوحيد ضيعته بايدي، حرمتك من حياتك، مش عايزني احس بالذنب، ده انا بموت بقالي سنين
نديم وقد احس بدموعها واحتباس انفاسها، اجلسها نديم واحضر لها بعض الماء لتهدأ، اما سليم فقد غادر وترك لهما مساحة من الحريه سويا.

نديم وهو يتحدث اليه بهدوء: ولو كنت مت بعيد عنك يادانا لو حصلها وقتها حادثة ومت ومكنش ليك علاقة بالموضوع كان موتي هيبقي اخف عليكي يعني
نداء بخوف: لا طبعا بعد الشر عنك.

نديم: خلاص اعتبري اني كنتي هموت في حادثة تانيه وانك انقذتيني، بدل موت وفراق للابد بعدنا عن بعض كام سنه، ثم اكمل بابتسامه، وانا قدامك هو لسه وسيم بردة وبدأت امارس هواياتي من تاني وخلصت جامعة وانت بقيتي مامي وعندك اطفال يجننو، وزوج برغم اني مش بحبه، بس واضح انه بيحبك جدا
نداء وقد ابتسمت اخيرا: الحمد لله حبيبي، مش مهم اي شئ، المهم اني شفتك، الحمد لله، وياريت تقرب من سليم وانت هتحبه وانا متاكده.

تذكرت نداء والديها فسألته بلهفه، فين ماما وبابا ليه مش معاك
نديم: عمار قالي انهم هيسيبوني معاكي براحتنا، بس انا حسيت انه عايز ينفرد بجاسمين وبيخلص مني
نداء وهي تحتضنه مرة ثانيه: احسن شئ عملوه، خليك معايا، وخليهم هما سوا
ظل نداء ونديم وقتا طويلا يتحدثان في شؤون حياته وكيف اصبحت حاله بكندا، لم يتحدثا بشء يخص حياتها هي فلم يرد نديم ان تتذكر شى مؤلم الان واكتفي باخبارها عن حياته هو.

نداء بتعجب: جيرل فريند!
نديم: ايوة من حقي يبقي عندي حد يهتم بيا
نداء: ايوة حبيبي حقك بس مش اخلاقك، مش طبعك لو حابب ترتبط، اخطب واتجوز، لكن تصاحب ويكون عندك جيرل فريند
نديم: لا خطوبة ايه وجواز ايه، انا لسه حتى، مش فاهم ازاي اتعامل مع زمايلي.

نداء حتى، لا يحدث بينها وبينه نقاش حاد قامت بتغيير الحوار ولكنها تشعر انها امام انسان مختلف، نديم الذي كان يرفض فكرة ان يرتبط بفتاة دون ان تكون حلاله، يريد ان يرافق العديد من الفتيات، يريد تعويض مافاته لم يعد يشغله ان كان الامر مسموحا به ام لا
تعلم ان مايمر به طبيعي لانسان ابتعد عن عالمنا سنوات ولكنها تخشي ان يظل هكذا طويلا ولا يعود اليها شقيقها حقا...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة