قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وصفولي الصبر الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل الثالث

رواية وصفولي الصبر الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل الثالث

رواية وصفولي الصبر الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل الثالث

يجلس صفوت مع زوجته يتحدث اليها قائلا
صفوت: الواد مهاب طول عمره عصبي وخلقه ضيق يامحفوظه، مكنش ينفع يضرب جوز اخته، اه هو غلط بس كان يتعمله قعدت رجاله ويترد عليه لكن بعد ماضربه ضيع حقنا، غير كده مصمم يطلق اخته والبت صغيرة، وكمان اخواتها بنفس البيت.

محفوظه بتعقل: ماتتكلمش معاه دلوقت ياحج صفوت اصبر عليه لما يهدي، مهاب مبيتحملش الهوا الطاير على اخواته ومربيهم عالغالي، سيبه يفكر بعقل وبعدين كلمه والحمد لله العيب مش من بنتنا، يعني تتكلم وقلبك جامد...

ناديه والدة زينه لا تشعر بالارتياح بكندا فاغلب الوقت مازن بعمله وزوجته تعمل ايضا، تشعر بالقلق على ابنتها حاول والد زينه كثيرا مصالحة زوجته واولاده واستطاع ان يسامحه الجميع ولو كبداية الا زينه، رفضت تماما الاستماع اليه واكتفت بمحادثته الدائمه لمهاب ليطمئن منه على احوالها.

مر يومان لم تفارق فيهما نداء اخيها مطلقا حتى، اثناء تناول الطعام تجلس بجانبه تطعمه كطفل صغير، وهو سعيد للغايه بقربها ووجودها جانبه لا يترك سليم الصغير يحمله بين يديه وسليم الكبير يريد ان يقتله ويقتلها معه.

فخلال هذان اليومان لم تتحدث اليه بجمله كامله، فكلما حاول التحدث اليها يأتي نديم فتترك سليم وتسرع الي اخيها، حتى، توأمها الصغيرين لا يفارقون خالهم، هذا الضيف الطفيلي الذي سحب الاهتمام الكامل من نداء واطفالها حتى، جميله والدته ترحب به وبشدة والجميع تناسي ان هناك طفل كبير يشعر بالغييييرة الشديدة.

استغل سليم فرصة وجودهم جميعا بحديقة المنزل بصحبة عمار وجاسمين اللذان انضما اليهم لتناول الغداء ليسحب نداء الي غرفتهما وهو يغلق الباب خلفه، وهو ينوي الانتقام
نداء بتعجب: في ايه ياسليم بتقفل الباب ليه الاكل هيبرد وماما كانت بتتكلم معايا
سليم: وحشتيني
نداء مبتسمه: حبيبي انت كمان وحشتني
سليم وهو يمسك يديها بقوة: وحشتك اازاي ان شاء الله هو انت شيفاني اصلا
نداء: هو انا اصلا بشوف غيرك.

هدأ سليم قليلا ثم اكمل: نداء انا عارف ومقدر انك محرومه من نديم سنين، بس لو كملتي بالطريقه دي، هقتله
نداء: سليم انت عاوز ايه دلوقتي
سليم: مش عاوز حاجه بس متأكليهوش بايدك تاني انت ناقص تقعديه على رجلك زي عمار وقاسم، وخفي شوية من الاحضان اللي مبتخلصش دي، انا خلاص قربت اتجنن
نداء وهي تقترب منه: وايه تاني يادكتور
سليم: هقولك وايه تاني ياقلب الدكتور.

في الخارج يتحدث الجميع بمرح وسعادة ولكن نديم لاحظ هدوء سولي، ليقترب منه يجلسه على قدميه ويحتضنه بمحبه، لتبتسم اليه جميله قائله
جميله: سولي حبيب تيته هادي بطبعه يانديم، زي سليم وهو صغير
نديم وهو يقبل رأسه: ربنا يبارك فيه هو واخواته، فعلا هو هادي كتير عن عمار وقاسم، ثم اكمل ضاحكا دول طالعين زي نداء وهي طفله
جميله بتساؤل: معقول نودي كانت شقية.

جاسمين: جدا جدا، كانت شقية ودلوعه وحركتها كتير كل دقيقه كانت تعمل مصيبه ونديم ينقذها
اخذ الجميع يضحكون على ذكريات وطفولة نداء بينما هي بالداخل تحاول مصالحة هذا الحبيب الغاضب.

مرت الايام كانت هادئه الي حد ما لم يكن بها مايقلق غير هذه المفتونه بسليم والتي تحاول دون فائدة لفت نظره اليها.

جميله وهي تتحدث الي سليم: انا عاوزه اسافر اعمل عمرة يابني
سليم: زي ماتحبي ياماما ان شاء الله بكرة هشوفلك الاجراءات
جميله: تسلملي حبيبي، كان نفسي احج بس الحج هياخد وقت ونداء مش هتقدر لوحدها عالولاد، ان شاء الله السنه دي اعتمر والسنه الجايه احاول اروح الحج
سليم: ربنا يتقبل منك يا امي ويطولي في عمرك
نداء وهي تقبل اليهم: صباح الخير ياماما، صباح الخير حبيبي
سليم وجميله: صباح النور.

جميله: تعالي حبيبتي افطري
نداء: مليش نفس ياماما ومصدعه
سليم: اكيد مصدعه، طول الليل بتتكلمي مع اخوكي في الموبايل، انا مش فاهم صمم يروح شقتكم ليه ماكان قاعد هنا
جميله محاولة تلطيف الاجواء: اه والله يابنتي كان مسلينا والولاد بيحبوه.

نداء بادب: ربنا يباركلي في حضرتك، هو حابب يتعرف عالبلد ويخرج شويه، وفارس اخو زينه في شقته لوحده بعد سفر مامته وجواز زينه، بيخرجو سوا ومرتاح ليه بيقول انه ولد مهذب ومرح، لتنظر ناحية سليم
اصلا لو كنت حضرتك عرضت عليه يخرج معاك، او بينتله انك مهتم بيه شوية مكنش هيمشي، هو لاحظ غيرتك الغريبه منه
سليم باندفاع: انا مش بغير منه هو اللي واخد مني موقف ومبيحبنيش.

نداء: خلاص هو وحش والحمد لله مشي من عندك، ايه المطلوب
سليم بغضب: اتكلمي معايا كويس ولو عاوزة تروحيله وتقعدي معاه لحد ما يسافر اتفضلي
نداء بدموع من كلماته وهجومه: حاضر يا سليم، هروح اقعد معاه
جميله: في ايه ياسليم عالصبح، ايه الكلام الفاضي ده هاتسيب بيتها وتروح فين يابني، ربنا يهديك انا مش عارفه مالك
غادر سليم المكان دون رد، دون ان يلتفت الي نداء وبكاءها، تعجبت والدته وتوجهت لمراضاة ندا.

توجه سليم الي عمله بالشركة دخل الي مكتبه دون كلام طلب من سكرتيرته الغاء جميع المواعيد واكتفي هو بالجلوس وحيدا يقرأ بعض الكتب.

بالبيت جلست جميله مع نداء تحاول تهدئتها حتى، استطاعت احتواء الامر
جميله: متزعليش حبيبتي، انت اكتر واحدة عارفه هو بيحبك ازاي وبيغير عليكي، هو غلطان وانا مش هعديهاله، بس انت كمان غلطتي انك واجهتيه بغيرته من نديم و احرجتيه قدامي
اللي بيحب حد بيقبله بعيوبه قبل مميزاته يانونو وسليم معاكي بيعيش طفولة اتحرم منها ومراهقه اتحولت غصب عنه ليتم وحرمان من أبوه وحمل مسؤوليه..

خايف تنشغلي عنه، خايف تبعدي تاني وهو ماصدق قربتي منه، انا عارفه انك محتارة تراضيه ولا تراضي نديم، ده غير تعب الحمل
بس انت لما سليم بيزعل منك مش هتقدري تركزي في اي حاجه، صح
اومأت نداء برأسها دون كلام
جميله يبقي خلاص تعالي نصالحه وهو هيصالحك ويعتذر
بالشركة استمع لطرقات خفيفه عالباب...
سليم: ادخل
السكرتيرة: اسفه يافندم، بس مدام ناريمان مصممه تقابل حضرتك
سليم: خليها تتفضل.

خرجت السكرتيرة لتدخل ناريمان متلهفه لرؤيته
مدت يدها تصافحه وبادلها التحيه
ناريمان: حضرتك اكيد بتقول عليا قليلة الذوق وبجيلك من غير مواعيد
سليم: لا ابدا يا مدام ناريمان تشرفيني، تحبي تشربي ايه
ناريمان: اللي يعجبك انت
سليم: هشرب قهوة، قهوتك ايه
ناريمان: مظبوطه
سليم بعد ان قام بطلب قهوة لهما: خير حضرتك في حاجه في الشغل.

ناريمان: لا مش شغل، بابا هيطلع معاش وهنعمله حفله اخر الشهر ونفسه انك تشرفنا، بس خاف ترفض طلبه، قلت اجيلك انا يمكن توافق ومتكسفنيش
احس سليم بنظراتها الجريئة فتحدث بجدية: اسف والله انا بخلص شغل متأخر وبروح يدوب بقضي ساعتين تلاته مع ولادي ومراتي لاني مشغول عنهم طول الوقت
ناريمان بضيق من ذكره لنداء واولاده
هو حضرتك عندك اولاد غير سليم الصغير
سليم بفرحه: ايوة عندي تؤام، عمار وقاسم.

ناريمان: واوو ماشاء الله لذيذ موضوع التؤام ده
طيب حضرتك ممكن تجيب الاولاد ومدام ونداء وتكون فرصة نصلح الامور بينا، ايه رأيك
سليم: خليها مره تانيه نداء مبتقدرش تخرج لان الولاد اشقيه وهي كمان حامل
ناريمان بمكر: ماشاء الله، ايه ده بتربطك بالولاد ولا ايه بس بصراحه عندها حق، انا لو مكانها اخبيك جوة عيوني يادكتور سليم، محظوظة جدا مدام نداء بيك
سليم: في الحقيقه انا المحظوظ بوجودها في حياتي مش هي.

ناريمان: اوك يادكتور هسيبك تفكر واتمني توافق وتشرفنا لان بابا بيتمني حضورك
سليم: ان شاء الله هحاول وبلغيه تحياتي
غادرت ناريمان وهي تتمني ان يحضر الحفل فتكون بدايه تقارب بينها وبينه.

ظل سليم يفكر فيما حدث بينه وبين نداء يعلم انه المخطيء ولكن لا يعلم ما مشكلته وهل حقا يغار من اخيها، ولكنها ايضا مخطئة لما تبتعد وهذا البعد يقتله..
قطع تفكيره مرة ثانيه دقات خفيفه بالباب
سليم خير يا أسماء مش قلتلك الغي كل المواعيد
تفاجأ بصوتها المحبب اليه...
نداء: بس انا مش محتاجه مواعيد انا ادخل في اي وقت صح؟

سليم ومازال يحاول استيعاب الامر هل نداء بالشركة، هي لم تاتي اليها منذ ان حملت بتؤامهم، هل جاءت بعد مغادرة ناريمان، ماذا لو تقابلت معها، ماذا ستفعل
قطع تفكيره همسها القريب
نداء: بقيت بتقسي عليا كتير ومش بيهمك زعلي، وبتتهمني اني اتغيرت وانت اللي اتغيرت يا سليم
سليم: انا متغيرتش، كل الحكايه اني تعبت ومش هتحمل تبعدي تاني لاي سبب، حتى، لو سبب مؤقت.

نداء: يعني بتعاقبني ياسليم، بتطردني باسلوب غير مباشر وبتقولي اروح اقعد مع نديم هتقدر تتحمل اروح اقعد معاه.

سليم وقد اعلن الاستسلام امامها، لا مقدرش، وخلاص كل شيء انتهي اول ماشفتك قدامي مش فاكر حاجه غير اني بعشقك، ايه رأيك نهرب انا وانت يومين لوحدنا في اي مكان
نداء بسعادة: ياريت بس هنروح فين
سليم: اي مكان محدش يشاركني فيكي، المهم تبقي معايا
نداء: اوك احنا نستغل فرصة ان ماما وبابا موجودين ونديهم قاسم وعمار
وسولي ماما جميله مش هتسيبه، دي حتى، عايزة تاخده معاها العمرة
سليم بتعجب: بس هي مقالتليش الصبح.

نداء: هي طلبت مني اكلمك، لانها عارفه انك بتخاف عليه
سليم: انا بخاف عليه وعليكم كلكم واكيد صعب عليها تهتم بيه الموضوع مش سهل
نداء: طيب ايه رايك تروح معاها تعمل عمرة انت كمان والسنه الجايه لما ان شاء الله اولد نسافر كلنا نعمل عمرة او حج
سليم بفرحة: فكرة حلوة يانونو انا اصلا مش مطمن ان ماما تسافر لوحدها وطالما هي عاوزة تاخد سولي يبقي اسافر انا كمان، نفسي فعلا اعتمر ونفسي تتحجبي
نداء: اتحجب!

سليم: ايوة، من اول لحظة شفتك اتمنيت تتحجبي ومحدش يلمح جمالك غيري، بس وقتها مكنش حقي اطلب ولما اتجوزنا العلاقات كانت متوترة
نداء: متوترة جدا، بس لو كنت طلبت مكنتش هرفض
انت كل كلامك مقتنعه بيه حتى، لما بكون زعلانه منك
سليم: كله، كله
نداء: ايوة كله كله، اي حاجه بتقولها وبتعملها حلوة وبتعجبني، مع اني لسه مخاصماك
سليم: مهو احنا هنسافر لوحدنا واصالحك براحتي، بعيد عن ولادك، ونديم بيه.

نداء: حبيبي هو ممكن الراجل يعاني من مراهقه متأخرة في السن ده
سليم بصدمه وتوعد: مراهقه متاخرة، ماشي هنتحاسب بعدين
نداء بدلع وشقاوة: ايه يادكتور، انا بس بسال مجرد سؤال برئ متنساش اني لسه صغيرة، وانك اكبر مني كتييييير
سليم: وهو يحملها بين يديه بخفه: على فكره انت مش بتاكلي كويس مفروض وزنك يزيد مع الحمل مش يقل
نداء: كده كويس، عشان تقدر تشيلني
سليم بحب: انا لو بايدي اشيلك جوة قلبي.

نداء: عشان خاطري بلاش تزعلني ياسليم، بجد مش بقدر اتحمل عصبيتك بتبقي شرير خالص
سليم: حاضر ياقلبي، بس خلينا نسافر يانداء بجد تعبان ومحتاجلك، محتاج اشبع منك
نداء: حاضر حدد المعاد ونسافر علطول..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة