قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وصفولي الصبر الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل الثامن

رواية وصفولي الصبر الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل الثامن

رواية وصفولي الصبر الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل الثامن

سارة: ياماما اهدي شوية، كده غلط على صحتك، وكمان بابا هيتعب لو شافك كده، لازم نفكر بعقل
والدة سارة: اي عقل، اختك مكملتش سنه جواز واتطلقت وهي حامل، والكلب استغل انهم في غربة ولوحدها وخلاها تتنازل عن كل حقوقها عشان تطلق
سارة: متقلقيش التنازل ده باطل لانه اجبرها عليه انا كلمت دكتور سليم وقالي انه هيتصرف وفي محامي شاطر بيعرفه كويس وهيتولي الموضوع ويجيب لسما حقها.

والدة ساره: طيب واختك، دي روحها فيه وبتحبه
سارة: وطلع ندل ومتجوز في السر واهانها وضربها يبقي خلاص تدوس على قلبها ياماما
والدة سارة: ربنا يعديها على خير، انا الغلطانه ابوكي كان رافض انها تسافر وتبعد، بس انا السبب استعجلت على جوازها وادي النتيجه
شعرت سارة بالقلق من كلام والدتها، فهل زواجها من نديم وسفرها سيقابل بالرفض.

توجهت نداء بصحبة حبيبها المتقلب الاحوال الي بيت زينه لتقضي اليوم بصحبتها وقد اخذت تؤامها معها ليقضيا يومهما مع جاسمين وعمار
زينه بسعادة: وحشتييييني يانودي
نداء: انت اكتر يازينه، الحياة بجد من غيرك ممله، مهاب ده وحش اخدك مني
زينه: مهاب، هو فعلا وحش
نداء: لا بقي ده شكله مزعلك بجد
زينه وهي تبكي بحزن لتبدأ في روي ماحدث بينها وبينه.

نداء بتعقل: بصي انا مش بدافع عنه بس مفيش انسان كامل، مهاب واضح وصريح اه عصبي بس ده عيبه الوحيد، لكنه بيحبك وبيعشق ولاده وبيته، متنسيش ان مشكلة اخته اكيد مأثرة عليه
زينه: فاهمه يانداء وبديله العذر لكن المرة دي خفت منه، لازم اعاقبه علشان يقلل من عصبيته شوية
نداء: ماشي ياستي عاقبيه بس متطوليش، قوليلي فارس عامل ايه في شغله؟

زينه: الحمد لله مبسوط جدا من الشغل مع المكتب اللي سليم بعته عنده، بيقول ان المحامي المسؤول عن المكان راجل عنده ضمير ومحترم، وبيتعلم منه بسرعه
نداء: سليم لو بيمارس المهنه ومتفرغ ليها كان هيدربه بس فارس حابب يمارس المحاماة ويشتغل فيها، اعتقد ان المحامي ده هو اللي متابع قضية سما اخت سارة وبنت خال سليم
زينه: ايوة وطلب من فارس يشرف عالتفاصيل وجه سألني لو ليا علاقه بسارة واختها قلتله انها معرفه عادية.

ظلت نداء تتحدث مع زينه دون توقف يتخلصان من بعض همومهما ويمرحان بصحبة نداء الصغيرة والمولود الجديد
زينه: قوليلي جاسمين وعمار هيسافروا تاني ولا هيستقروا هنا
نداء: مش عارفه والله ومش سألتهم، اتعودت يازينه على بعد امي، بعدها مش بالمكان وبس بحس بيني وبينها اسوار بحاول اهدمها ومش عارفه نفسي ارجع قريبه منها زي الاول، بس معتقدش ان اللي فات بيرجع تاني.

ببيت الحاجه هدي يجلس مهاب بغرفته يشعر بالوحدة بعد ان كان البيت مبهجا بوجود تلك الشقية الكبيرة ونسختها المصغرة
الحاجه هدي بمحبة وهي تستأذن بالدخول..
انت صاحي يامهاب؟
مهاب: اتفضلي ياأمي صاحي..
هدي: مالك ياحبيبي قاعد لوحدك ليه اخواتك تحت بيتغدوا تعالي اتغدي معاهم
مهاب: مليش نفس كلوا انتو بالهنا والعافية
هدي: الله يهنيك ويسعدك، تحب اروح لزينه اراضيها واجيبها يابني؟

مهاب: لا يا ست الكل سيبيها ترتاح انا عارف اني غلطان ولولا ستر ربنا وكرمه كنت هضيعها واضيع ابني، بس غصب عني احساس اليتم ده احساس صعب مبيتنسيش، انا طول عمري لوحدي بحاول اظهر قوي ومضعفش علشان احافظ على اخواتي واحل محل ابويا لكن احساسي اني مليش سند بيعجزني، اتجننت لما سمعت اكرم بيتكلم ببجاحه وكأنه بيتحداني ومحستش بنفسي غير وزينه واقعه عالارض.

تعرفي يا أمي انا كنت بغير من عمر الله يرحمه برغم مرضه الا انه كان عنده اخ وسند زي سليم كان نفسي سليم يبقي اخويا انا، سندي وعزوتي بدل ما انا مقطوع كده...
هدي وهي تحتضنه بمحبة: ربنا مايقطعك يابني ودايما حسك بالدنيا يا رب، اطمن ياحبيبي زينه مكلماني الصبح وقالت يومين وراجعة.

مر يومان، اقترب موعد سفر نديم، اراد اخبار سارة بعلاقته بتلك الفتاه بكندا ولكن انشغالها بمشكلة اختها جعله يتراجع
نديم متحدثا الي سارة بالهاتف: لازم اشوفك وحشتيني وقربت اسافر، ايه مش عايزة تشوفيني
سارة: اكيد عاوزة اشوفك
نديم: خلاص تعالي ومش هنتأخر هستناكي في نفس المكان اللي اتقابلنا فيه اخر مرة.

عادت مي الي اكرم الذي حذره مهاب كثيرا من تكرار مافعله مع شقيقته
أكرم: حمد الله على سلامتك يامي
مي: متشكره
اكرم: عارف انك زعلانه، وعندك حق واكيد بعد ماعرفتي انك سليمه وان انا اللي مبخلفش شايفه اني مش مناسب ليكي.

مي: انا مكنش فارق معايا اي حاجة في الدنيا غيرك، انت عارف ومتاكد اني كنت بتمني الخلفه عشانك، عشان محدش يعايرك ولا تحس انك اقل من اخواتك ومتنماش الخلفه دي من حد غيرك، لو انت نسيت الحب اللي كان بينا فانا منسيتش
أكرم: انا اسف
مي: خلاص يا اكرم اللي حصل حصل
أكرم: انا اعتذرت من مهاب وهتابع معاه زي ما قالي وان شاء الله ربنا هيكرمنا، بس تسامحيني، ويمكن ربنا يكرمنا من غير سبب ولا ايه؟

سارة: يعني ايه ياعزة! كان بيمثل انه بيحبك عشان فاكر انك بنت صاحب الشركة!

عزة بحزن: ايوة كان طمعان وفاكر اني بنت ناس اغنيا ولما عرف ان ابويا موظف على اده وان عمي رضوان يبقي قريب بابا وبيساعدنا، قالي ان جوازنا هيبقي عبئ عليه وان ظروفه صعبه ومش ناقص حد يصعبها اكتر، وجعني بكلامه اوي ياسارة هو الرجاله حصلها ايه مبقاش واحد يحب واحدة غير لما يحسب هيستفيد ايه من وراها ومن ورا اهلها، هو اللي كان بيشاغلني لحد ما حبيته.

سارة: حبيبتي اه كتير بيفكروا بنفس طريقه صابر ده لكن في ناس كويسه ومحترمه احمدي ربنا انه ظهر على حقيقته من اولها وبعدين هو لسه في حد اسمه صابر ياشيخه؟
ياعزة انت جميله ومتعلمه واهلك ناس طببين واصلهم طيب احمدي ربنا انه بعد عن طريقك واحد زي صابر وصولي وبتاع مصلحته...

احست سارة بخوف يسيطر عليها، طلاق اختها، وصدمة عزة بأول تجاربها، هل حقا الحب وهم لا وجود له ننبهر بالبداية بمن امامنا ثم تصدمنا الحياة بواقعها المرير، ام ان الحب هو الحياة التي لا يجدها الكثيرون بسهولة ويظلون امواتا، هل يختلف نديم عن غيره من اشباه الرجال هؤلاء ام ان قلبها اخطأ بالاختيار؟

افاقت من افكارها على اتصال من نديم
نديم: سارة حبيبتي، انا وصلت المطعم اتأخرتي ليه؟
سارة: اسفه يانديم نص ساعه واكون عندك عزة صاحبتي كانت عندي واخرتني عليك
نديم: براحتك انا منتظرك خدي الوقت اللي يلزمك
وصلت سارة لمكان وجود حبيبها الغامض، ابتسمت رغما عنها ونظر هو اليها باشتياق
نديم: وحشتيني ياسارة
سارة بخجل: متشكرة
نديم: متشكرة ازاي يعني، حبيبتي مينفعش الكسوف الزيادة ده، احنا مش فاضيين.

سارة: وبعدين معاك هزعل منك بجد، انا عارفه انك بتتعامل مع بنات احلي مني واكيد عندهم جرأة اكتر، بس انا اول مرة اتعامل مع شاب واخرج معاه لوحدنا
نديم: وانا معجب بكل شئ فيكي واولهم كسوفك ده، واه فعلا البنات بكندا كتير بس مش فارقين معايا، يلا بقي نتغدي انا مفطرتش ولا اكلت خالص النهاردة
سارة: ليه كده.

نديم: برغم اني نفسي اسافر بسرعه بس قلبي تعبني اني هسيبك ولو بايدي وانت توافقي هروح اتقدم لوالدك ونتجوز قبل ما اسافر واخدك معايا
سارة: صعب يانديم، ماما وبابا بعد طلاق سما بقي عندهم عقدة واحساس بالخوف بزياده للاسف مسألوش كويس عن جوز اختي فلو انت اتقدمت وعرفو اني هسافر معاك وبصورة نهائية هيرفضو
نديم بغضب بسيط: ولو رفضو انت ايه موفقك، هتتخلي عني بسهولة كده؟

سارة: الموضوع مش بالبساطة دي، سما اختارت جوزها ووقفت قدام الكل علشانه، تخيل انها هددت بابا لما رفض جوازهم انها ممكن تنتحر، تخيل احساسها ايه بعد ما اكتشفت انها ضيعت نفسها واتحدت ابوها علشان واحد خاين، باعها من غير سبب..
نديم: وانت شايفه اني ممكن اعمل معاكي كده؟
سارة: مش قصدي، انا بس خايفه
نديم: يبقي مبتحبنيش، اهم شيء بالحب هو الثقه والاحساس بالأمان.

سارة بعيون حائرة: ابدا والله انا فعلا بحبك جدا وده اللي مخوفني ارجوك بلاش تزعل.

بينما نداء وسليم عائدان من بيت زينه تنظر اليه بغضب طفولي ويبتسم هو بمحبة
سليم: هتفضلي تبصيلي كده كتير
نداء: ليه مقلتليش على مشكلة مهاب وزينة يادكتور
سليم: اولا لانه مهاب حكالي بصفتي اخ وصديق مقدرش اخون الامانة واقولك مع اني متأكد ان زينه هتحكيلك بس مكنش ينفع اقول
ثانيا بقي علشان مشفش التكشيرة اللي على وش حبيبي دي وانا اكتر شئ بيضايقني اشوفك زعلانه.

ابتسمت رغما عنها وتحدث هو بعد لحظات من نظراته العاشقة لها
سليم: دكتورة رحاب عاملة حفله بمناسبة عيد ميلاد سليم وسلمي وقالت انها عاملة الحفله مخصوص علشان تشوفك
نداء: الله، نفسي اشوفها جدا امتي هنروح
سليم: بكرة الساعه ١٠
نداء: ان شاء الله
مضي اليوم وجاء موعد الحفل، واقفا بانتظارها وبجانبه ابنه الروحي وامتداد أخيه، من جمع بينه وبين حب حياته بعد سنوات عجاف افترقا فيهما رغما عنهما.

لينظر سليم بانبهار وفرحة لا يمكن وصفها، يشعر بأن العالم يتجسد بين يديها، وتنظر هي اليه بخجل وتوتر من نظراته
نداء: ايه رأيك؟
سليم وقد حملها بين يديه يدور بها وهو يقهقه بسعادة، حبيبته قد اكملت سعادته بعد ان عادت اليه واصبحت اما لاطفاله، ارتدت الحجاب كما تمني لن يتمتع احد بجمالها سواه، مفاجأه رائعه
نداء: ايه رأيك مبسوط يادكتور
سليم: بحبك يانداء، بحبك.

توجها معا الي الحفل كانا محط انظار الجميع يتأملهم الحاضرين باعجاب وتبتسم اليهم رحاب بسعادة واشتياق لتحتضن نداء بمودة، تلك الطالبة الجميله المتفوقه التي كانت تري بها اختا صغيرة وربما ابنة
رحاب: وحشتييني جدا يانودي، ماشاء الله زادك الحجاب جمال على جمالك ربنا يحفظك
نداء: حضرتك وحشاني اكتر وكان نفسي اشوفك.

اخذت نداء تتحدث مع استاذتها وقدوتها، تلك التي شهدت اولي لحظات الحب الذي نشأ بين نداء وسليم، وبالمقابل يقف سليم لا تحيد عينيه عنها ليقضي على تلك الامسية وربما على احلام وطموحات البعض، صوت ناريمان تنادي بلهفة قائله:
دكتور سليم مش معقول ايه الصدفه الجميلة دي!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة