قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وصفولي الصبر الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل التاسع

رواية وصفولي الصبر الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل التاسع

رواية وصفولي الصبر الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل التاسع

التفت سليم ليجد ناريمان قادمة باتجاههم بلهفة واضحة..
ناريمان: مش معقول حضرتك تعرف رحاب ومحمود يادكتور سليم؟ انا مش مصدقة اني شفتك بجد سعيدة جدا
تحدثت رحاب بدلا من سليم عندما لاحظت شروده ونظراته ناحية نداء التي كانت تنظر اليه ترجوه ان ينفي ماتفكر به..

رحاب: اهلا ياناريمان، دكتور سليم زميلي بالجامعه واكتر من اخ، ونداء كانت طالبة عندي لما كانت بالجامعه، رحاب ياجماعه بنت خال محمود جوزي واكيد هو اللي عازمها
ناريمان: مدام نداء معرفتكيش مبروك عالحجاب..
اكتفت نداء بالايماء برأسها دون كلام ثم وجهت حديثها لرحاب
نداء: كل سنه واولادك بخير يادكتورة رحاب، بعتذر من حضرتك لازم امشي علشان الاولاد ميتعبوش ماما.

لاحظت رحاب وجود خطب ما ناحية ناريمان وان سليم ونداء تبدلت ملامحهم تماما
رحاب: تسلميلي يانودي، نورتي الحفلة والدنيا كلها هشوفك تاني ان شاء الله
نداء وهي تنظر باتجاه سليم: ان شاء الله، حضرتك هتروح معايا يا دكتور سليم ولا اكلم نديم يجي يروحني وتكمل انت سهرتك
سليم: يلا بينا، تصبحي على خير يادكتور رحاب بلغي سلامي لمحمود.

نداء بعد ان توجهت مع سليم الي السيارة:
دي ناريمان العزبي ياسليم، صح
سليم: ايوة هي
نداء: وانت بتشوفها فين او ايه علاقتك بيها علشان تفرح اوي لما شافتك، دي كانت هتطير من السعادة بوجودك
سليم دون رد...
نداء بحدة بعض الشئ: بكلمك على فكرة ومنتظرة رد
سليم: بعدين نتكلم وبلاش تعلي صوتك
نداء بقوة: انت بتهزر صح، هتتكلم ودلوقتي ومتخلنيش اعلي صوتي فعلا.

سليم: بتشتغل معايا يانداء، جات لي واعتذرت هي ووالدها وانا لقيت ان الموضوع فات عليه وقت طويل وانت وهي مش هيكون بينكم احتكاك او تعامل فقلت عادي، انا اتحرجت ارفض.

نداء: انا مش لاقية كلام ارد عليك بيه ومش مصدقه اي حاجه سمعتها، انت ايه، انت بتتعمد تهد اللي بينا لييييه ليه بتحاول تأذيني مش كفاية اللي حصلي بسببك، ها مكفكش، شايف اني استحق اكتر فقلت تكملها بالخيانه، انت اناني مبتفكرش غير في روحك، دلوقتي فهمت ليه متغير بقالك فترة...
سليم: اهدي وقلتلك متعليش صوتك.

نداء: هعلي صوتي وهتجاوب عليا غصب عنك من امتي بتتعامل معاها من امتي بتمد ايدك ليها وتسلم عليها ياسليم، قولي وهي بتبصلك وعنيها في عنيك مفكرتش فيا محستش اني ممكن اموت من غدرك اللي ملوش مبرر
انت فعلا اناني، معندكش احساس بس انت مش غلطان انا سامحتك مرة بعد ما دبحتني بايدك واتخليت عني وقلت غصب عنك، بس طلعت غبية غبية غبية استحق كل اللي يحصلي.

بكرة الصبح العقود اللي بينكم تتفض، ومش طلب مني ده امر متنساش ان ابني له نص الشركة وانا وصية عليه
سليم بغضب ودهشه: ابنك، من امتي سليم ابنك لوحدك؟
نداء: من زمان، من يوم ما اتخليت عني واتجوزت اخوك، من النهاردة، من النهاردة كل شئ هيتغير
سليم: وانا مش هفض شراكتي معاها انا مش هطلع عيل قدام الناس علشان اوهام في راسك، هسيبك يومين تهدي وبعدها نتكلم.

نداء: انت ايه مبتفهمش عربي، انا مبطلبش منك ده حقي انا شريكة معاك لو انت نسيت، وهتنفذ كلامي بالذوق بدل ما ارفع قضية وافض الشراكة بينا
سليم: مش هيحصل، واتفضلي انزلي علشان متخلنيش ازعلك
نداء: وديني عند بابا، وابني هيجي معايا
سليم: نداء بلاش جنان كفاية الكلام اللي قولتيه خلاص انزلي واطلعي بيتك الصبح نكمل كلام
نداء: مش قبل ما اعرف قرارك، انا ولا شغلك مع الست دي.

سليم: يانداء بلاش لوي الدراع واسلوب التهديد ده
نداء: بعد صمت طويل، انا هسافر مع نديم بعد بكرة، ياريت توقعلي اوراق السفر، وده مش لوي دراع ولا تهديد ده قرار مستحيل هرجع فيه.

ببيت مهاب يجلس بغرفته كالعادة يبكي حاله فقد تركته زوجته وقت احتياجه اليها لم يستطع ان يصارحها بحقيقة الأمر، ان اخبرها بما يعانيه وخوفه من فقدان سليم لن تصمت طويلا وسوف تخبر نداء وقد حذره سليم بشدة، ولا يعلم ما الحل هل حقا سليم مريض، هل يجرؤ على تركه وحيدا هكذا، لا لن يحدث، لا يكلف الله نفسا الا وسعها، هكذا ظل يردد مهاب لن يحمله الله هذا العذاب فالله وحده يعلم انه لا طاقة له على فقدان اخيه وصديقه الصدوق، افاق من شروده على همهمات صغيرة يعشقها لقد جاءت اليه زينة الدنيا وبهجتها وتقف امامه تنظر اليه باشفاق على حاله.

زينه: ماما هدى قالتلي انك مش بتروح الشغل وحابس نفسك في اوضتنا، قلت يمكن ولادك وحشينك
احتضنها مهاب بقوة واحست هي بوجود شئ يؤلمه فتركته يرتاح على كتفيها
مهاب: انا اسف يازينة ارجوكي متبعديش تاني انا مليش غيركم.

استعدت للرحيل، لم يعترض على سفرها بل وقع اوراق السفر دون مناقشة..

سافرت نداء رغم رفض جميله لما يحدث الا انها لم تستطع فعل شئ، تشعر ان الحياة تعاندها وتقف لها بالمرصاد، حرمت من زوجها وابنها الأصغر واعتقدت ان العذاب قد انتهي ولكن ماهذا، توجهت والغضب يملؤها الي سليم تود ان تعلم منه سبب تلك التصرفات، كيف يترك زوجته تسافر، كيف يتخلي عن ابنائه
جميلة بصوت عالي يملؤه القهر: سيبت مراتك وولادك ليه يابني، انا عملت ايه اتعاقب بيه في الدنيا كده؟

توقفت عندما شاهدت دموعه المتحجرة بعينيه، لقد شاهدت تلك النظرات من قبل، نظرات العجز واليأس
جميلة بخوف قاتل: سليم انت تعبان؟

في كندا تجلس تنظر من النافذة، لا تشعر بشئ سوي انها اخطأت، تعاتب نفسها على سذاجتها وتهاونها معه، ولكن اين حبه لها، اين هذا العشق..
افاقت على صوت طفلها، النسخه المصغره لقاتلها القاسي، من يذكرها بحب اطاح بكيانها ولم تجد له رادع.

سولي: ماما، انا عاوز بابا سليم
نداء بغضب: قلتلك خلاص احنا هنعيش هنا علطول ايه مبتسمعش الكلام ليه
سولي: بس انا بحب بابا وعاوزه، ثم بدأ في البكاء
نداء وقد فاض بها: اسكت قلتلك هو مش عاوزنا، مش عاوزنا، اخذت نداء تصرخ وكأنها تراه امامها، سليم اتخلي عني تاني ياسولي باعني للمرة الثانيه، بس المرة دي اصعب، المرة دي قضي عليا، ومن غير سبب انا معملتش حاجة
والله ماعملت حاجة..

اتي اليها نديم مسرعا ليبعدها عن طفلها الذي لا يفهم سبب غضبها القوي وصراخها عليه ليأخذه بعيدا عنها متحدثا اليه
نديم: سولي حبيب خالو ممكن متزعلش من ماما هي حاليا تعبانه ولما بيكون الانسان تعبان بيتعصب وبيقول حاجات ميقصدهاش
سولي: حاضر ياخالو، وبابا تعبان كتير انا سمعته بيقول لعمو مهاب، انا تعبان وهسيب نداء لوحدها زي عمر ماسابها يامهاب، يبقي مفروض مش نزعل من بابا ونصالحه، صح مفروض نسامحه هو كمان.

نديم وهو لا يصدق ماقاله ابن اخته...
انت متأكد ياسولي ياحبيبي من الكلام ده
سولي: ايوة بس مش قلت لحد لان بابا قالي اي كلام تسمعه بين اثنين بيكون سر ومتعرفش حد بيه، بس هو وحشني فقلتلك علشان تصالحه مع ماما ونرجعله كلنا.

ابتعد نديم عنه قليلا، لا يعلم ماذا يفعل ان علمت نداء بما قاله سولي سوف تعود الي مصر وحالتها لا تسمح بذلك ولكنها لن تنتظر، وربما كان الطفل يتوهم او يكذب، ونديم لا يريد ان تبتعد شقيقته مرة ثانيه، لكن ماهذا انها ليست نداء سوف تنتهي حياتها ببعدها عن سليم وهو لا يريد ذلك لم يكن يعلم انها تحبه بتلك الدرجه، توجه نديم الي شقيقته ليخبرها بما قاله سولي ولكنه تفاجأ بها ترمي بكل ما تناله يداها تصرخ بقوة وغضب تلعن قلبها وحبها لسليم حتى، جاءت والدتها واحتضنتها بقوة حتى، هدأت قليلا واشارت لنديم بالابتعاد...

بينما يتحدث هاتفيا الي احد اصدقائه قائلا
سليم: نصيب سليم ابن اخويا عمر يتوثق علشان لو حصلي حاجة يبقي نصيبه محفوظ ومحدش من اخواته يظلمه ولا هو يظلمهم، وفي حالة وفاتي مهاب هو المسؤول عن كل شئ يخصني او يخص الأولاد لحد مايوصلوا لسن الرشد وبعد كده يتصرفوا..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة