قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وصفولي الصبر الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل الثالث عشر

رواية وصفولي الصبر الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل الثالث عشر

رواية وصفولي الصبر الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل الثالث عشر

جالسة بغرفتها تفكر فيما حدث، هل تسامحه هذه المرة فما فعله كان بدافع الحب والخوف عليها، لتبتسم بسخرية، اي حب هذا وقد اراد ابعادها عن حياته اراد ان يتألم وحده لم يصارحها بمخاوفه بل والأدهي انه مد يده لتلك الوقحة التي كادت ان تفرق بينهما مرة، تلك المرأة التي تطمع بأخذ ما امتلكته نداء منذ سنوات، ظلت نداء تبكي بقهر، فقد اشتاقت اليه بقوة ترغب برؤيته ولو لحظات، لم تعرف طعم الأمان سوي بين يديه فكيف يجرؤ على البعد، جففت دموعها واخذت قرارها، مستحيل ان تبتعد عنه فلا حياة بدونه ولا يهم ماحدث..

لا يهم، لا شئ بالحياة اهم من سلامته، وجوده، وفاؤه الذي لن يتغير..

بينما تجلس زينة تمشط شعر صغيرتها وينظر اليها مهاب بسعادة وامتنان فمنذ عودتها اليه تعامله كأن شيئا لم يكن لم تسأله عن سبب حزنه بل اعطته الوقت اللازم حتى، يتحدث اليها دون ضغط منها
مهاب: لو سمحتي يازينه نزلي الولاد لماما وتعالي نتكلم شوية، محتاج اتكلم معاكي
زينة: اصلا مراد نايم ونداء ماما هتاخدها معاها بيت خالك صفوت علشان بيستعدو لخطوبة حسن.

مهاب: ياااه ده انا نسيت موضوع الخطوبة ده خالص مفروض انا كمان اكون جنب حسن لو احتاج حاجة، خلاص نزلي نداء وتعالي نتكلم شوية وبعدين لو تحبي تروحي معايا اجهزي ونروح سوا، قاطع كلامهم صوت الباب يعلن عن وصول شخص ما
هبط مهاب للاسفل لرؤية القادم ليجد امامه سليم يبدو عليه الاجهاد، احتضنه مهاب بقوة امام اعين هدى وزينة، ثم ما لبث ان بدأ في البكاء بقوة وسط دهشة وتعجب الجميع.

مهاب وقد زاد بكاؤه: انت كويس ياسليم، طمني ارجوك
سليم: انا كويس الحمد لله يامهاب انا طمنت أمي وجتلك، مردتش اكلمك عالموبايل قلت اجيلك بنفسي، معرفش انك هتوقفني عالباب كل ده يابني
امسكت هدى يده واخذت بيد مهاب هو الاخر وادخلتهم الي البيت ثم سألت بحيرة وتعجب
هدى: مالك ياسليم انت ومهاب في ايه ياحبيبي؟
سليم: مفيش حاجة ياعمتي انا كويس ومهاب هيفهمك كل حاجة بس انا عاوز انام شوية ممكن؟

هدي: طبعا يانور عين عمتك، تعالي ياحبيبي اوضتك انت ونداء جاهزة ومتوضبة يابني
سليم وقد أحس بسعادة عند سماع اسم نداء وكأن الحياة تعود مرة ثانيه
سليم: اسف يازينة جوزك شغلني ومأخدتش بالي منك انت ونودي
زينه: ولا يهمك يادكتور نورت البلد، نونو عاملة ايه
سليم وقد غامت عيناه حزنا وحنينا لوجودها
سليم: الحمد لله بخير يازينه، عن اذنكم هرتاح شوية
صعد مهاب وسليم الي الأعلي بينما بقيت زينه وهدى معا.

هدي بقلق: سليم شكله ميطمنش يازينه، هو زعلان مع نداء ولا حاجة
زينه بنفي: مانت عارفه ان نداء روحها في دكتور سليم ومبتقدرش على زعله ابدا، للاسف انشغلت عنها ومتكلمتش معاها من فترة بكرة بأذن الله هتصل عليها واشوف اخبارها.

صعد سليم بصحبة مهاب الي احدي الغرف عله ينال بعض الراحة
مهاب: الدكتور قالك ايه ياسليم
سليم: بعد ان انتهي من سرد ما اخبره به الطبيب
مهاب: الحمد لله، ربنا رحيم بينا وان شاء الله يبعد عنك كل سوء
سليم: الحمد لله على كل حال يامهاب، انا اسف قلقتك عليا، بس انا تايه ومش عارف اتصرف
مهاب بمحبة وهدوء: انت اخويا وصاحبي الوحيد، بعتبرك اب مع اننا نفس السن، واخوات في الرضاعة بس طول عمرك بتحسسني ان ليا سند وامان.

ربنا يخليك ليا ولاولادك وامك، ونداء.

اغمض عينيه بألم، ثم تحدث قائلا
سليم: تفتكر هقدر اخليها ترجع تاني وتسامحني، ولا خلاص نداء اكتفت من ظلمي ليها
مهاب: ان شاء الله هترجع ومفيش حاجة هتحصل انت بس ارتاح شوية ولما تصحي نفكر في حل، وكمان نشوف هنروح خطوبة حسن ابن عمك امتي
ذهب سليم في ثبات عميق فهو لم ينم منذ فترة طويله وتوجه سليم للاسفل لمحادثة والدته وزوجته.

هدى: يعني سليم عنده ايه يا مهاب، ياقلب عمتك يابني ياحبيبي
مهاب: الحمد لله مفيش عنده حاجة يا أمي الدكتور طمنه، متعيطيش ارجوكي انا اعصابي تعبانه ومش ناقص
زينة بحزن: يعني هو ضيع مراته وبعدها وهي حامل وتعبانه علشان شوية اوهام، وحضرتك مفروض دكتور وعقلك كبير مش قادر تكلمه وترجعه عن تصرفاته دي، بس هنقول ايه فاقد الشئ لا يعطيه اذا كان انت نفسك متهور وعمرك ما بتفكر بعقل.

مهاب وهو يقترب منها ووجهه لا يبشر بخير لولا وقوف والدته حائل بينهما
هدى: ميصحش كده يابنتي، عيب الكلام ده ومش وقته، وانت يادكتور ازاي تسيب سليم لوحده ازاي متاخدوش لدكتور واثنين وعشرة..

مهاب بغضب: وانا مستني كلامكم، انا حاولت معاه بقالي ٦ شهور بموت وانا متخيل انه فعلا مريض، رافض يسمع واخد قرار ونفذه، ٦ شهور مش عارف أنام، خايف انام واصحي الاقي سليم مش موجود انتو مش حاسين بيا انا مليش حده غيره مليش اخوات ولا اصحاب ولا قرايب غيره، ارحموني بقي.

عاد الي كندا مرة ثانية ولكن هذه المره يرغب في العودة الي غيبوبته مره ثانية والا يفيق مطلقا، لقد ادرك الان معاناة تؤامه وماتعرضت له من الالام بعدما فقدت حبيبها من قبل، هل هذا الالم بقلبه بسبب سارة وابتعادها عنه، ام لانها فضلت الارتباط بغيره
حاول ان يبدو هادئا امام والديه، فهو غير قادر على الحديث او المواجهة حاليا
نداء: مالك يا نديم، في ايه حبيبي
نديم: سارة اتخطبت لواحد غيري يادانا.

نداء: ازاي اتخطبت انت من يومين كنت بتقول هنروح نخطبها
نديم: هقولك كل حاجة حصلت، انا محتاج اتكلم
نداء بعد ان استمعت الي أخيها بهدوء..
نداء: غلطان يا نديم، ايوة انت غلطان اكتر منها، تصرف سارة رد فعل لوجع قلبها وللاسف تصرفها هي هتدفع تمنه لانها قررت تعاقبك وترتبط بغيرك فهتظلم نفسها وتظلم الشخص اللي هترتبط بيه
ظلت نداء تتحدث كثيرا مع اخيها لعلها تريحه من اوجاعه ولو قليلا.

نداء: انا هتصل عليها ياحبيبي وان شاء الله تسمعني ولو اضطريت هنزل اصالحها بنفسي مع اني كده ممكن اولد في الطيارة
ابتسم نديم واحتضنها بمحبة وسعادة بوجودها بجانبه في هذا الوقت الصعب.

تجلس سارة لا تعلم هل قرارها صائب ام أن انتقامها لا معني له، هل حقا تستطيع نسيان نديم بتلك السهولة
سما: بصي ياسارة اللي انت عملتيه هو الصح جواز الحب دايما بينتهي بالفشل ومروان ولد مستقبله ممتاز واخلاقه كويسه
سارة: بس انا بحب نديم
سما: قلتلك مفيش حب، الحياة صعبة لازم تدوسي على قلبك وتبقي قوية
سارة: انا تعبانه ومش عارفه ايه الصح وايه الغلط.

قاطعهم اتصال من رقم مجهول، كانت تتمني سارة ان يكون الاتصال من نديم رغم انها طلبت منه الابتعاد الا انها تريد وبشدة ان تستمع لصوته.

سارة: الو، وعليكم السلام مين معايا
نداء: انا نداء ياسارة، ايه نسيتي نونو علشان سافرت
سارة: نداء وحشاني جدا اخبارك ايه والبيبي والاولاد
نداء: احنا بخير، بس انا زعلانة منك معقول تتخطبي ومش اعرف منك، نديم هو اللي قالي
سارة: وقد انهارت بعد سماع اسمه، نديم قالك اني اتخطبت ومقالش ليكي لييييه.

نداء: قالي ولو انا مش متأكدة من حبه ليكي عمري ما كنت هتصل، نديم بيحبك وميقدرش يبعد او يتخلي عنك ولو انت بتحبيه اكيد هتديله وتدي نفسك فرصة ثانية
تدخلت شقيقة سارة بالحوار عندما احست ان مكالمة نداء بدأت تؤثر بها
سما بحدة: متسمعيش كلامها ياسارة، طبيعي انها تدافع عن اخوها وتبرر خيانته.

نداء: انا مش بدافع عن نديم، البنت اللي شفتيه بيكلمها يعرفها من زمان وعمره ما كلمها وهو على علاقة بيكي وكل اللي حصل سوء تفاهم، اخويا غلط انه مقالش ليكي لكنه مش خاين
سما وهي تدفع سارة لانهاء الاتصال: اسمعي كلامي ياسارة، اللي بيكدب مرة بيكون متعود عالكدب وبكرة لو اتجوزتيه هيعمل اللي يعجبه وانت مش هتقدري تتكلمي ولا تعترضي
استجابت سارة لكلمات شقيقتها فهي بالفعل لا تستطيع الوثوق بنديم بعد الأن.

سارة: اسفه يانداء، خلاص كل شئ نصيب وبابا اتفق مع الناس.

مر اسبوع تمت خطبت سارة حاول نديم التعايش مع الأمر ساعده وجود نداء واولادها وانشغاله بهم وخاصة سولي الذي حيرهم جميعا فهو منذ سفرهم لم يتحدث سوى مرات معدودة يرفض الطعام باستمرار، قام نديم بعرضه على طبيب اطفال واخبرهم بأنه يمر يازمة نفسية.

نداء: يعني ايه طفل في السن ده وعنده ازمة نفسية، اعمل انا ايه مش فاهمه، اسيبه يسافر لسليم ويبعد عني
نديم: كلمي سليم يا نودي، وبلاش عند علشان خاطر ابنك
نداء: مستحيل هكلمه ابدا، ده من يوم ما سافرنا مش فكر مرة يتصل يطمن علينا كأنه كان بيتمني اسيبه
نديم: حبيبة قلبي والله بيتصل كل يوم اكتر من مرة وبيسألني عليكم وببعتله صوركم، بس خايف يكلمك.

نداء: وحشني اوي يانديم تعبت من سليم وقلبي وجعني، بجد مش عارفه اعمل ايه
نديم: كلميه يا دانا، خليكي قوية متتنزليش عن حقك في السعادة، وسليم حقك انت، حبيبك قبل ما يكون جوزك وأبو اولادك.

نداء: الو ايوة يادكتور سليم
سليم بسعادة وخوف من اتصالها الذي انتظره طويلا: ايوة يانداء عاملين ايه
نداء: الحمد لله كويسين كلنا، بس سولي نفسيته مش حلوة ومن وقت ماسافرنا وهو حزين
سليم بحزن: انا أسف مفروض كنت انتبه ان سولي عمره مابعد عني من وقت ما اتولد
نداء بتهكم: معلش مش تزعل حضرتك كنت بتضحي بينا، أوبس، اقصد علشانا فمش أخدت بالك ان سولى هيتعب
سليم : وسولي بس اللي تعب وهو بعيد عني.

نداء: سولي اول مرة يجرب بعدك وتخليك عنه، لكن انا اتعودت، وزي مانت معلمني لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، صح كده يادكتور
سليم: عندك حق ياقلب الدكتور
نداء وقد ابتسمت رغما عنها ثم حاولت ان تبدو هادئة
نداء: المهم ان سولي نفسيا مش كويس والدكتور نصحنا انه ينزل مصر ونديم صعب عليا اطلب منه ينزل خصوصا بعد خطوبة بنت خالك، سبحان الله زي ما يكون العيلة بتاعتك دي متخصصة في وجع قلبي انا واخويا.

سليم: سلامة قلبك ياقلب وروح وكيان سليم، وفعلا انا مش فاهم ايه اللي حصل بين نديم وسارة بس صدقيني هي الخسرانة نديم طلع شخصية تستاهل الحب واكيد ربنا هيعوضه باللي تستاهله
نداء: ياريت اتمني ينساها ويعيش حياته، لأنها جرحته ووجعت قلبه.

سليم: اللي بيجرح حبيبه بيتألم اضعافه، اللي بيحب بيحس بتعب جوة قلبه قبل ماحبيبه يحس بيه، كل ما الحب بيزيد بيزيد الغباء في التصرف لان العقل بيقف عن التفكير، انا غلطت واذيتك بس مكنتش شايف ولا فاهم بعمل ايه كنت مغيب وعارف ومتأكد انك هتسامحيني وهتديني فرصة واثنين ومليون لان قلبي ميتحملش تبعدي ولما قررت ابعدك كنت شايف انها ايام وهموت، وبعدك عني كان هيسرع الايام دي وتنتهي حياتي.

ظلت صامتة قليلا تحاول ان تتمساك تريد ان تطيل فترة عقابه فيتعلم الا يبتعد مرة اخري
نداء: المهم ان ابني تعبان ومحتاجلك وللاسف مش قادرة اقسي عليه واخليه ينساك
سليم بعتاب ورفض: عيزاه ينسى ابوه يانونو
كانت امه نسيتني
نداء: مستحيل ياسليم، حبك مستحيل انساه وجرحك المرة دي مستحيل اعديه وياريت تسكت وتخليني اركز واقولك انا عاوزة ايه
سليم: قولي ياعمري عاوزة ايه.

نداء: عاوزة ماما جميلة تاخد سولي لحد ما انا اولد وانزل واشوف حل
سليم بتردد وقلق: حل ازاي يعني مش فاهم
نداء بمكر: بعدين تعرف، حاليا الكلام مش هيفيد قولي بقي هتعمل ايه
سليم: هجيلك يانونو، علشان اخد سليم، وتشوفيني لأني اكيد وحشتك، زي ما أنا هموت واشوفك..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة