قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل العاشر

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل العاشر

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل العاشر

أسرع مازن بلهفة وخوف قد تمكا من قلبه يود لو كان قادراً على الطيران ليلحق بشقيقته ويعلم ما بها؛ يشعر ببعد المسافة كلما اقترب من الوصول
يستغفر ربه بين كل لحظة وأخري ليطلب من السائق بلهجة تحمل الكثير من الرجاء قائلاً
الله يخليك ياعم صالح زود السرعة شوية
السائق بهدوء: خلاص يابني ودددددنصلنا الحمد لله ربع ساعة وتكون جوة البيت.

بينما مهاب قد صعد إلى غرفته يلعن نفسه وتسرعه ويلعن والد زينة فهو السبب فيما حدث؛ هل فقد هذا الرجل عقله ليطلب شيئاً كهذا؛ كيف؛ كيف استطاع ان يتجرأ ويفعلها.

ظلت هدى صامته؛ حزينة؛ تشعر بقلبها يعتصره الخوف مما هو أت؛ فهي على يقين ان صمت زينة وراؤه انفجار انثى قد دهست كرامتها؛ ولكنها تخشي ان يوافقها مازن فيما ستفعل؛ يا الهي كم حاولت هدى أن تجعل مهاب يتخلى عن عصبيته المفرطة دون فائدة؛ والأن قد يدمر بيته ويضيع زوجته واولاده بسبب تسرعه الأعمى
فزعت هدي عندما استمعت إلى صوت زينة الخفيض تستنجد بشقيقها ملقية بنفسها بين يديه لتنهار بعد صمت طويييل.

أخذت زينة تبكي بحرقة تتمتم بكلمات غير مفهومة لم يتبين منها مازن شيئاً الا انه شقيقته قد جرحت بشدة وان الفاعل هو مهاب
وجه مازن نظراته ناحية هدي ليتحدث بأدب قائلا
اسف يا حجة هدي اني جيت في وقت زي ده؛ بس مقدرش اتأخر عن زينة؛ هو ايه اللي حصل وفين مهاب
مهاب بكبرياء مصطنع وقوة يخبئ خلفها ضعفه وخوفه من فقدان زوجته تحدث بصلابة قائلاً
انا اهو يادكتور مازن؛ حمد الله على السلامة.

مازن مصافحاً مهاب بهدوء: خير يادكتور مهاب زينة مالها انا مش فاهمة منها حاجة
قص مهاب على مسامع مازن ما حدث وما قاله دون تجميل او تبرير ليتحدث مازن وقد تبدلت ملامحه تماما قائلاً
معاك حق طبعا يا دكتور مهاب تعمل اكتر من كده
نظرت زينة ناحية مازن بانكسار قد أدمي قلبه ليكمل مازن قائلاً.

من ٦ شهور ابويا جالي كندا؛ كان عنده صفقة شغل مهمة وقضي معانا يومين؛ بس في اليومين دول انا كطبيب لاحظت ان ابويا مش طبيعي فيه حاجة متغيرة؛ وكل لحظة كانت بتتأكد شكوكي وحبيت اتأكد
توقف مازن قليلاً عن الكلام لتتعلق به ابصار الواقفين وكل منهم يود سماع باقي كلامه
استكمل مازن حديثه بضعف قائلاً
بابا عنده زهايمر وعلشان كده انا نزلت مصر نهائي لأني قررت افضل معاه في المرحلة دي؛ وجه مازن نظراته ناحية زينة قائلا:.

انا اسف ياقلبي مقدرتش اقولك ومتخيلتش ان حالته تسوء بالشكل ده؛ بابا مستحيل يتسببلك في اذي او يطلب طلب زي ده وهو واعي؛ وبعدين انتي متجوزة بقالك سنين كان ممكن يطلب الطلب ده من زمان اوي بس بابا محبش ولا هيحب غير ماما يا زينة.

أما بالنسبة ليك يا دكتور مهاب فكلامي عن حالة والدي مش تبرير ولا استعطاف منك؛ ده مجرد توضيح بما انك طبيب وفاهم ان مريض الزهايمر معندوش قدرة يتحكم في تصرفاته؛ أنا حذرتك قبل كده انك تجرح أختي او تهينها ولكن انت للأسف مش اد الأمانة، تحدث مازن إلى شقيقته بثقة وحب قائلاً:
اي قرار هتاخديه يازينه انا معاكي فيه بدون نقاش
هدي بترجي: الله يخليك يابني طول بالك مهاب عصبي وميقصدش واحنا منعرفش ان والدك مريض.

مازن بقوة: لو سمحتي يا أمي مرض ابويا ملوش دعوة؛ ابنك لما يتجبر على اختي ويهددها انه يطردها من بيته اللي بقالها سنين بتبني فيه؛ يبقي ميستحقش تضيع معاه الباقي من عمرها؛ ابنك انسان غضوب وسرعة الغضب من الشيطان لما يعرف يتحكم في نفسه ويحترم غيره نبقي نتكلم
يلا يا زينة
اقترب مهاب من مازن وامسكه من مقدمة ملابسه قائلاً
مراتي مش هتخرج من هنا انت فاهم؛ ملكش دعوة بيها انا غلطت وانا هتصرف معاها.

ابعدت زينة مهاب عن شقيقها بحدة وقسوة متحدثة بعنف وتحذير
اياك تمد ايدك مرة تانية على اخويا انت فاااهم
ابتعدت زينة ناحية باب المنزل قائلة يلا بينا يامازن انا هرجع معاك بهدومي ومش عاوزة اي حاجة من البيت ده
هدي ببكاء: يابنتي الله يهديكي استهدي بالله واقعدي علشان ولادك ولو على مهاب يروح بيت خاله لحد ما الأمور تهدي.

زينة بحزن: أسفة يا ماما اللي يبيعني في لحظة غضب ويضيع عشرة السنين والحب بالساهل ميلزمنيش وولادي مع ابوهم وعارفين مكاني كويس؛ يلا يا مازن ارجوك انا تعبانة.

يود مهاب ان يختطفها من بين يدي شقيقها ويعتذر كي تسامحه؛ ولكن كيف يفعل وقد وعدها من قبل الا يجرحها وقد فعل؛ وعدها ان يسيطر على غضبه ولم يفعل؛ هل تجرؤ زينة على تركه بعد تلك السنين وهذه العشرة؛ ولما لا وقد هانت العشرة بينهما لحظة غضب وتهور لما تبقي هي عليه وقد باعها.

افاق مهاب من تأنيبه لنفسه على صوت محرك السيارة يعلن مغادرة زينة ومازن؛ وجه بصره ناحية والدته فوجد وجهها مغطي بالدموع وقد ايقنت ان زينة لن تعد بسهولة مثلما فعلت من قبل فهي تدري مدي عشق زينة لهذا البيت؛ ولأبنائها؛ ولمهاب تعلم انه قد كسر قلبها بكلماته؛ طردها من مملكتها التي ظلت سنوات تؤسس بها وقد غادرت وتركت كل شئ خلفها.

توجه سولي إلى الشركة الخاصة بعائلة الحسيني والتي يديرها والده؛ اراد سولي محادثة سليم بعيداً عن الجميع
تفاجأ سليم بوجوده امامه فهب مسرعاً ناحيته قائلاً
خير ياحبيبي انتوا كويسين؛ ماما كويسة؟
سولي بمشاغبة: اهدي يادكتور كلنا بخير والدكتورة نداء بخير الحمد لله؛ وبتاكل مانجة.
قهقه سليم قائلاً: والله يابني معرفش في ايه دي ماشية تتخانق مع نفسها دي خلفتكم انتوا الاربعة معملتش كده ابدا.

سولي: بتدلع عليك يادكتور؛ سيبها براحتها مش انت عاوز عيال
سليم: انا حاسس كده انك بتتريق يابن ندا
سولي بتردد: بابا، انا عاوز اتجوز وجايلك علشان تساعدني وتقنع ماما
سليم بصدمة ممزوجة بسعادة وفرحة ظل ناظراً اليه يسترجع كلماته؛ أحقاً يريد سولي الزواج؛ هذا الطفل الذي تربي على يديه وبين احضانه قد كبر ويود الزواج.
سليم بهدوء: هي مين وشفتها فين؟!
سولي: شجن اخت ريان خطيب نودي.

سليم بضيق: معرفش مهاب الزفت مسمي بنته ندا ليه؛ اهو كل ما حد يقول قدامي ندا خطيبة ريان ببقي عاوز اقتله
سولي ضاحكاً إلى ان ادمعت عيناه؛ امعن النظر إلى والده قائلاً: الله يكرمك يا بابا مش وقت قتل ركز معاااايا؛ ريان خطيب بنت مهاب؛ كده كويس؟
سليم: تمام؛ البنت جميلة ومؤدبة وفي كلية طب وغير ده كله بتحبك
سولي بصدمة وخجل: هو حضرتك تعرف منين الكلام ده؟

سليم: عرفت منين يا سيدي؛ امممم من سنتين تقريبا لما شفتك بتبصلها عرفت انك معجب بيها وبعدين لقيت الاعجاب بقي حب واستنيت تيجي تقولي بس اتأخرت وجمعت شوية معلومات عنها علشان اطمن على ابني؛ ولا عندك مانع؟
سولي: انا بحبها اوي يا بابا ونفسي أتقدملها ونتجوز؛ بعد اذن حضرتك طبعا.
سليم محتضنا سولي بحب واحتواء اعلن موافقته قائلاً.

بأذن الله النهاردة هكلم ماما ونتفق على معاد نروح نتقدم ونطلبلك ايد حبيبتك؛ متترددش وتضيعها من ايدك؛ ربنا يسعدك ياحبيبي.

منذ ان حادثته واخبرته بموافقتها على سفره وانها سوف تنتظره مهما طال غيابه فهي لن تقف عائقاً امام تحقيق احلامه؛ وهو يتفنن في مغازلته وإغداقها بكلمات الحب والغرام؛ يشعر بسعادة غامرة انها لن تتركه؛ لن تتخلي عنه؛ تذكر عندما هاتفته تخبره بما حدث بين والديها؛ لم يستطع صبرا ان يتركها وحيدة باكية بل هرول إلى بيتها.

عندما راته هي امامها ودت لو كانت قادرة على الاختباء بأحضانه؛ تشعر بالفزع منذ ان غادرة والدتها البيت وقد خيم على الجميع الحزن؛ شعور بالبرودة يتغلل إلى روحها
نظر اليها ريان بحب هامساً اليها محاولا طمأنتها قائلاً
حبيبتي متزعليش ان شاء الله يومين ويرجعوا البعض انتي مش عارفه يعني ابوك وامك بيحبوا بعض ازاي
نداء بحزن: بس بابا جرحها اوي ياريان وماما رافضه تتكلم مع حد؛ ساكتة وبس.

ريان: معلش هي برده مفروض تعذره يا ندا؛ اه هو اتعصب بزيادة بس حقه
ندا: حقه ايه؛ حقه يجرحها ويطردها من بيتها في نص الليل يا ريان؛ ماما مش غلطانه
ريان: ياستي ما علينا مين غلطان ومين معاه حق
انا مش عاوز اسافر واسيبك وانتي كده؛ انا عاوزك تبقي اقوي من كده ومتقلقنيش عليكي
نداء بنظرات لائمة تعاتبه: متقلقش ومتشغلش بالك كلها كام يوم وتسافر وترتاح.

مد ريان يده يحتضن كفها بين يديه لكنها ابعدت يدها عنه؛ زفر ريان بضيق هامساً
والله لو سنك يسمح وكنا كاتبين كتابنا كنت اخدتك معايا؛ انا مقدرش اشوفك مكشرة وزعلانه كده؛ اضحكي بقي علشان خاطري
نداء بضعف: متسبنيش ياريان دلوقتي حاول تأجل سفرك شوية
ريان بتوتر: مينفعش ياندا طب ليه مقولتيش من الاول كنت لغيت الفكرة كلها؛ حاليا مستحيل انا مضيت عقود وشرط جزائي مقدرش اتراجع ولا اتأخر.

نداء باكية: خلاص؛ انت عندك حق وبعدين اللي حصل مش ذنبك
ريان: انا عاوزك توصليني المطار؛ ممكن؟ عاوز اخر حاجة اشوفها هي وشك الجميل ده
نداء بابتسامة: حاضر ان شاء الله هوصلك وبعدها هسافر لماما اقعد معاها شوية يمكن اقدر اقنعها ترجع تاني.

بالمساء استلقى سليم يشعر بالرغبة القوية في النوم والراحة فقد كان يومه مرهقاً للغاية؛ لكنه يتوق إلى اخبار نداء بما قاله سولي؛ يود رؤية رد فعلها بشأن خطبة ابنها ووقوعه بالحب؛ ابتسم بهدوء عندما رأها تنظر اليه بتعجب قائلة
سليم انت بتضحك مع نفسك كده ليه مش قولتلي عاوز تنام؛ مش نمت ليه؟
سليم بسعادة: اصل في موضوع مهم عاوز اكلمك فيه
نداء بترقب: خير؛ موضوع ايه؟
سليم: ابنك عاوز يخطب.
نداء: ابني مين فيهم؟

سليم ضاحكاً: مش معقول يكون نديم يانونو
وعمار وقاسم اعتقد هيروحوا يخطبوا الاول وبعدين يجوا يعرفونا
نداء بغيرة طفولية: تقصد سولي؛ معقول عاوز يخطب؟
سليم جاذباً اياها إلى احضانه: بيحب يانداء؛ سولي كبر وبيحب وعاوز يتجوز
نداء: هي مين دي؛ حد نعرفه
سليم: ايوة؛ شجن اخت ريان خطيب بنت مهاب.

نداء بتركيز: امم؛ انا مش فكراها اوي بس شفتها في بيت زينة وعلي ما افتكر هي بنوته حلوة؛ بس انا شايفة انه لسه صغير؛ مستعجل على ايه؛ هي هتطير مثلاً
سليم بتعجب: هو انتي غيرانه ياندا
نداء بدموع مختلطة المشاعر بين سعادة وحب لابنها وغيرة وخوف من ابتعاده عنها قالت موضحة: انا مش عاوزة حد من ولادي يبعد عني خصوصا سليم؛ وخايفه يكون فاهم مشاعره غلط ويرجع بندم.

قبلها سليم بشغف قائلاً: احنا رجالتنا بيحبوا مرة واحدة ياندا؛ مرة واحدة بس ومبتتكررش
نداء: اللي تشوفه يا سليم انا موافقه عليه؛ بس تعرفه انه هيعيش معانا هنا حتى، لو حابب يستقل بحياته تبنيله شقه فوق بس ميبعدش عننا غير كده مش موافقة.

تعجبت شمس كثيراً من زيارة والدتها وتوددها اليها؛ لم ترى شمس من والدتها هذا الجانب من والدتها حتى، بمرحلة الطفولة؛ بل كانت ناريمان جافة المشاعر دائماً معها تراها عبئاً فوق كاهلاً؛ تري ما الجديد اليوم وما الذي حدث لتتغير هكذا
ربما بعد الوعكة الصحية الأخيرة التي تعرضت لها أرادت ان تتقرب من ابنتها؛ ربما؛ هكذا حدثت شمس نفسها.

بعد قليل استأذنت شمس والدتها في الصعود إلى غرفتها؛ لتزداد تعجباً عندما وجدت والدتها امامها تبتسم بتكلف قائلة: ممكن نتكلم شوية يا حبيبة مامي
شمس بهدوء: خير يا ماما حضرتك كويسة؛ حاسة بحاجة؟
ناريمان ضاحكة بقوة: يابنتي اهدي انا كويسة؛ كل الحكاية اني مكنتش اعرف اني بنتي كبرت كده وبقت مادموزيل جميلة والعرسان بتجري وراها
شمس بخجل: عادي يا ماما؛ انا كبرت من زمان بس حضرتك مش واخدة بالك.

ناريمان بمسايسة: ياقلبي خلاص انا هبقي معاكي علطول؛ خصوصا ان العريس مش غريب
شمس بتعجب: عريس مين ده؟
ناريمان بثقة: راسل أخو مدحت جوزي؛ شاب وسيم ومن عيلة وعايش كل حياته في باريس يعني عريس لقطة وفوق ده كله هتبقي معايا وقدام عيني.

شمس برفض: حضرتك انا مبفكرش في جواز دلوقتي انا هكمل دراسات عليا وهشتغل مع جدو في المستشفي؛ حضرتك من يوم ما اتجوزتي بطلتي تتابعي الشغل زي الأول وجدو كبر ومحتاج حد معاه؛ وخالتو دنيا اخدت نصيبها وعايشه في امريكا.

ناريمان محاولة الهدوء قدر المستطاع: ياقلبي فكري في نفسك؛ الشغل في الاول والاخر موجود مش هيطير لكن عريس زي راسل البنات بتتمني كلمة منه مش هيستني كتير؛ مترديش عليا دلوقتي وفكري على مهلك؛ انا مهما حصل بيني وبينك امك ومفيش حد هيخاف على مصلحتك الا أنا؛ صح يا شمس؟
شمس بحيرة: حاضر يا ماما هفكر وارد عليكي.

غادرت ناريمان وتركت شمس تفكر فيما يحدث حولها؛ ربما عليها ان تفكر بعقلها فاختيارات القلب لا يأتي من وراءها سوى الألم والخذلان فقط.

ثلاثة اسابيع مرت لم يحاول مهاب التحدث إلى زينة فهو يعلم انها غاضبة؛ وكبرياؤه يخبره انه محق؛ هو لم يخطئ يحاول قتل الوقت البطيء الذي يمر داخل العمل ولا يعود إلى البيت الا عندما يفقد قوته على الاستمرار.

بينما زينة اكتفت بالصمت رغم محاولات مازن الدائمة في حثها على الحديث الا انه فشل بذلك يخشي من انهيارها ولكنها عنيده إلى اقصى الحدود فيما يخص كرامتها؛ يعلم انها تتألم ولكن ما الذي يمكنه فعله؛ الحل بيد مهاب؛ ومهاب قد اختفى ولم يبالي كما توقع مازن؛ نظر إلى والدته متحدثاً بشئ من الضعف قائلاً: هنعمل ايه يا ماما؛ انا وافقت اني اجيبها معايا لأنها لو فضلت مع مهاب كانت النتيجة هتكون طلاقهم وبدون رجعة؛ زينة كانت منهارة ومجروحة منه ومحتاجة مني مساندة لكن انا بدأت اخاف عليها من سكوتها الزايد ده.

نادية: والله تعبت معاها يابني وندا جاتلها اكتر من مرة واتحايلت عليها تروح عندها تغير جو رفضت؛ مش عارفه نعمل ايه؟
مازن هحاول معاها يا ماما مرة تانية ولو اضطريت اروح لمهاب واجيبه يراضيها هروح؛ انا اللي يهمني اختي وبس!

تجلس نداء بصحبة جميلة تتحدثان معا..
جميلة: والله يا نداء عمتك هدي تعبانه يابنتي ومش عارفه تتصرف مع مهاب دماغه ناشفه جدا وعنيد.

نداء: عارفه يا ماما، خلاص احنا عملنا اللي نقدر عليه ولما بتكلم مع سليم كل مرة لازم نتخانق بسبب مهاب؛ انا كل مرة بيحصل مشكلة بينه وبين زينة بقولها معلش هو عصبي بس بيحبك لكن لما شفتها وحسيت اد ايه مكسورة ومصدومة مقدرتش اتكلم ولا ادافع عنه؛ اللي بيحب حد ميقدرش يوجعه بالشكل ده.
قاطع حديثهم اصوات اغاني شعبية تصدح بالبيت
جميلة: اطلعي لولادك يانداء لو سليم جه وسمع الاغاني دي هيتعصب عليهم وعلينا.

نداء: ياماما سليم محبكها اوي، هما شباب وبيقلدوا اصحابهم وانا تعبت اصالح فيهم شوية وسليم شوية
بغرفتهما يتراقصان معا هذا الثنائي المشاغب..
عمار وقاسم
نداء: انت يا ولد انت وهو ايه القرف اللي بتسمعوه ده
عمار بهدوء: مش انا يا نودي ده الواد قاسم
قاسم بسخرية: هو انا قاسم، انا عمار
نداء: على اساس اني مش هعرف افرق بينكم
اقترب الاثنان منها لينظرا اليها معا قائلين:.

انتي الوحيدة اللي دايما تعرفينا من بعض يا نودي يا قمر انتي
نداء مبتسمة: اه منكم ربنا يهديكم، بس بليز علشان خاطري بلاش الاغاني البيئة دي
عمار: طيب بذمتك دي اغنية وحشة
اقترب قاسم منها قائلا: وتجيني تلاقيني لسه في خيري مش هتبقي لغيري
عمار: سكر محلي محطوط على كريمة، يا ملاكي
نداء ضاحكة بقوة: لو دكتور سليم سمعكم هيعلقكم على باب زويلة
سليم: واعلقهم ليه يانودي، مفروض اعلق أمهم.

نداء بحب واشتياق: وانا ذنبي ايه يا دكتور
سليم: ذنبك انك مش عارفه تربي ولادك يا عيون الدكتور
وعلي فكرة يا روش انت وهو لو الاغاني دي سمعتها في البيت تاني، مفيش سفر عند خالكم نديم في الاجازة
عمار وقاسم بصوت واحد: لالالالالا خلاص يا دكتور احنا مستحيل نسمع الكلام الهلس ده تاني
عمار: اصلا يا بابا احنا بدأنا نستمع اللي اغاني الست ام كلثوم
قاسم مؤكدا: ايوة مظبوط وخصوصا الأطلال.

نداء: انا مش فاهمة انتو شبه بعض ودماغكم زي بعض، لازم تتجوزوا بنتين يكونو تؤام
عمار: وممكن نحب نفس البنت!
نداء بحدة: لأ، اوعي اسمعك انت وهو بتكرروا الكلمة تاني فاهمين
عمار وقاسم بتعجب: حاضر يا ماما، احنا بنهزر
نداء بتوتر: انا قلت كلمة وخلصنا، يلا اقعد ذاكر انت وهو على ما احضر الغدا
ابتعدت نداء بخطوات راكضة تحاول السيطر على انفعالها ليبتسم سليم ناظراً إلى ابنيه قائلاً.

تكفير ذنوب؛ كل ده تكفير ذنوب انا عارف.

استجاب أمير لما قاله سولي؛ وبعد ان تأكد من صعوبة الدخول في تجربة هامة ومصيرية مثل زواجه من ابنة عمته؛ لجأ إلى الله واستخاره اكثر من مرة ليأتيه نفس الرؤية بكل يوم يصلي به استخارة؛ تعجب امير كثيراً واحس بالقلق فما يراه شئ مزعج ومؤلم
فهاهي نداء واقعة امامه بحفرة مظلمة تتأوه وتأن بخفوت ولا يجرؤ احد على الاقتراب او مساعدتها.

لكنه لم يستطع الابتعاد وتركها بمفردها فألقى بنفسه معها؛ حملها بين يديه؛ ظلت تقاومه رافضة اقترابه منها الا انه لم ييأس بل احتضنها بتملك ومشى بها ناحية الضوء إلى ان وصلا معاً إلى مكاناً أمنا فأنزلها وجلس بجانبها إلى أن غفت على كتفيه..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة