قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل السادس

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل السادس

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل السادس

مرت الساعات وقد قضتها نداء تعاتب نفسها لما حدث لم تتوقع ان تصل الأمور الي ما ألت اليه؛ اعتقدت انها سوف تساعد ضياء على تخطى مرحلة الضياع تلك ويشعر بان هناك من يهتم لأجله لم تتوقع ان يترجم اهتمامها بتلك الطريقة؛ عادت لمعاتبة نفسها قائلة:
وليه لا انتي نفسك حبيتى الدكتور بتاعك رغم فرق السن بينكم
نهرت نفسها قائلة: بس سليم هو كمان كان بيحبني وكنت حاسة بحبه.

صمتت قليلا لتدخل في نوبة قوية من البكاء وهي تتحدث بصوت مسموع قائلة: ياربي انا مش عارفه اعمل ايه؛ اسيب شغلي علشان ضياء يكمل دراسته ولا اكمل شغلي واثبت لسليم انه غلطان
عادت لمعاتبة نفسها قائلة: بس سليم مش غلطان هو معذور؛ بس ضياء ملوش غيري ليه اسيبه ليه حتى، لو غلط انا ممكن اكلمه وافهمه غلطه واخليه يعتذر من سليم؛ احست نداء بإرهاق تعب يسيطر عليها فأغمضت عينيها تدعو الله ان يلهمها.

الصواب؛ مضي بعض الوقت لتفيق من غفوتها عندما استمعت الي رنين هاتفها لتنظر الي الشاشة بتعجب فتجد ان المتصل هو سليم؛ ترددت نداء قليلاً قبل ان تجيب ولكن اصراره جعلها تجيبه قائلة:
الو في حاجة يا دكتور؟
سليم: عاوز اعرف رد حضرتك؟
نداء بذهول: نعم! انت متصل عليا علشان كده
سليم بجدية: معتقدش ان في موضوع اهم من ده حالياً ولا انتي مش مهتمة بمستقبل الاستاذ ضياء
اغلقت نداء الهاتف بغضب ونزلت باحثة عن سليم.

توجهت الي غرفة مكتبه لتدلف دون استئذان وهي تصيح به
انت بتتصل عليا يا سليم مستكتر تطلع تسألني بنفسك خلاص الغيرة جننتك ومبقتش قادر تتحكم في نفسك!
سليم بهدوء: لما احب اشوفك هتلاقيني عندك
نداء بحزن: اه يعني حضرتك مش عاوز تشوفني؛ تمام؛ انا طبعا يهمني مستقبل اي طالب عندي وعلشان كده هاخد اجازة مفتوحة من الجامعة؛ عندك اي أوامر تانية؟
سليم بتجاهل: لا متشكر
نداء ببكاء تحدثت دون النظر اليه قائلة.

انت ليه مش قادر تحس بيا ليه لاول مرة في حياتنا مع بعض احسك غريب عني ازاي قدرت تقسي قلبك عليا كده ازاي يا سليم في لحظة غضب تهيني وتجرحني وانت اقرب ليا من نفسي.

علشان غلطت؟ ايوة انا غلطت بس لو رجعت بالزمن هكرر نفس تصرفي لان الولد ده نسخة مني وقت ما كنت ضايعة ونفسي حياتي تنتهي باي شكل مع اني كنت افضل منه كان ليا اب بيحبني ويحاول يحميني لكن احساسي بالوحدة وكره امي ليه كرهني في نفسي؛ انخفضت نبرة صوتها وكأنها طفل قد ارتكب خطأ فادح وندم بشدة على ارتكابه لتقول
انا حاولت انتحر اكتر من مرة علشان كده بابا دخلني المصحة عند مازن اخو زينة.

التفت اليها سليم مصدوماً لتبعد عينيها بعيداً عنه قائلة:
ضياء هش جدا ومعندوش حد يعلمه الصح والغلط انا اللي علمته يصلي ويقرب من ربنا لان مفيش حد هينقذه من الضياع ده غير ربنا وبس كل الناس ظالمة وقاسية كلهم وانت أولهم
ازاي تضربه وتهددني انك هترفده مبسوط دلوقتي يا سليم ضميرك مرتاح انك قعدتني من الشغل.

سليم بهدوء: لأ مش مبسوط يا دكتورة نداء وكل كلامك ده ميخصنيش انا مش سبب في ازمة ضياء ولو كان لجألي كأب ودكتور كنت هساعده واقف جنبه وانت عارفه اني عمري ما اتخليت عن طالب محتاجني لكن ضعفك وتساهلك في التعامل معاه زود ازمته انتي السبب مش أنا لو اي راجل مكاني وسمع طالب عند مراته بيقولها انا بحبك زي اي راجل ما بيحب ست كان قتلك قبل منه لكن انا قدرت اراعي احساسك ناحيته وفاهمه كويس وغيرتي اللي مش عجباكي دي حقي انتي ملكي غصب عنك وعن الكل وضربي للولد كان علشان افوقه واعرفه حدوده؛ انتي متخيلة لو دكتور غيري كان قريب من مكتبك وسمع الكلام ده سمعتي وسمعتك كانت هتبقي على كل لسان سااامعة ولا مبتفهميش غير اللي على مزاجك.

ودلوقتي اتفضلي اطلعي ارتاحي انا عندي شغل ومش فاضي
غادرت نداء مسرعة لتصعد الي غرفتها دون الالتفات لأحد لينظر نديم الي شقيقيه قائلاً:
والله انتوا الاتنين فقر وحسدتوا ماما وبابا
قاسم وعمار بنفس اللحظة: يابني واحنا مالنا ابوك هو اللي كان مدلعها بزيادة وادي نتيجة الدلع نداء مش عاجبها حد
نديم: عيب ياقليل الادب انت وهو دي ماما
قاسم: تعرف ياض انت طالع خنيق معرفش لمين.

عمار: سيبك منه وتعالي نطلع عند نودي يمكن نعرف ايه سبب خصامها هي والدكتور سليم بيه.

خارج مطار العاصمة الكندية استقبل نديم وابنه محمد سامر وسلمي ابنى الدكتورة رحاب؛ اتصل به سليم اكثر من مرة مؤكداً ضرورة الاعتناء بهما ورعايتهما موضحاً له مدي قوة العلاقة التي تربط بينه وبين رحاب ومحمود واخذ وعداً مؤكدا من نديم بان يوليهما اهتماماً خاصاً
نديم متحدثاً الي سامر وسلمي: حمد لله على السلامة انا نديم وده محمد ابني
سامر بحذر: اهلاً بحضرتك متشكرين جدا تعبناكم معانا.

نديم بحب: ازاي حبيبي انتوا الاتنين من النهاردة زي محمد وسيلا لحد ما تخلصوا الماستر بتاعتكم ترجعوا مصر
سلمي بأدب: ان شاء الله متشكرين مرة تانية لحضرتك
بعث نديم رسالة لسليم لطمأنته على وصولهم وتوجه بصحبتهم الي منزله
وصل الجميع الي منزل نديم اشار نديم الي احدي الشقق المغلقة قائلا: الشقة دي بأذن الله هتكون بتاعتكم علشان تبقوا معانا علطول بس هنطلع الاول نتعشي سوا وتتعرفوا على طنط سارة وسيلا بنتي.

حاول سامر الاعتراض دون فائدة ليصعدا جميعا الي شقة نديم حيث كانت سارة بانتظارهم.

بعد قليل من الوقت بدأت سارة بوضع الطعام وساعدتها سيلا؛ تناولوا وجبتهم الاولي بكندا وسط اجواء هادئة يشوبها بعض الحزن من ناحية سامر وسلمي لمغادرتهم مصر والابتعاد وعن والديهما لأول مرة؛ ابتسمت سارة فهي مدركة لتلك المشاعر لتتحدث بمرح قائلة: على فكرة انا الوحيدة اللي حاسة بيكم؛ الناس دي مولودة في كندا يعني ميعرفوش يعني ايه غربة
ابتسمت سلمي لوجود احد بالمكان يقدر ما تشعر به وتحدث سامر قائلا.

يعني حضرتك مش مولودة هنا؟
سارة بمرح: لا طبعا انا مصري وابويا مصري مش زيهم ابدااا
نظر نديم اليها قائلا: انا اول زيارة ليا في مصر شفتها وجننتني وبعدها مقدرتش اعيش من غيرها مرتحتش غير لما اخدتها من مصر وبقت معايا
احست سارة بالخجل وابتسم الجميع على كلمات نديم التي تعبر عن حبه لها؛ لتتساءل سلمي قائلة:
ممكن نكلم ماما وبابا نطمنهم علينا
سارة بحب: طبعا ياقلبي قومي يا سيلا هاتي موبايل يتكلموا براحتهم.

بينما كانت رحاب تشعر بانسحاب الروح من جسدها منذ ان ودعت طفليها بالمطار وهاهي تنظر الي الهاتف تتابعه بشغف علها تحظي بمكالمة تعيد اليها روحها لتسرع بلهفة تحتضن هاتفها عندما اتاها اتصالا من رقم خارجي لتصيح بسعادة تعالي يامحمود بسرعة في رقم غريب بيتصل اكيد دول سامر وسلمي.

توجه أمير للحفل الذي دعي اليه يحاول الانسجام وسط الحضور والبحث عن صحبة تنسيه تلك الجنية التي تملكته
بينما نداء واقفة بركن بعيد عن الجميع فهي لا تعلم احداً من الحضور تأخر ريان كثيراً وبدأت تشعر بالملل اخرجت هاتفها وطلبت رقمه اكثر من مرة ولم تحظى برد؛ انتبهت الي اقتراب احد الاشخاص منها فشعرت بالقلق؛ ابتسم اليها ونظر ناحيتها باعجاب واضح ليمد يده اليها مصافحاً قائلاً: انتي قريبة العريس ولا العروسة.

نداء بتردد: انا هنا مع خطيبي وهو صاحب العريس
الشاب بخيبة امل: مخطوبة بجد ولا بتقوليلي كده علشان امشى
كان امير واقفاً مصدوماً يستمع الي حوار نداء وهذا الشاب؛ في البداية اعتقد انه خطيبها المزعوم لكنه شعر بالغضب عندما علم من كلامها انه مجرد معجب بها
اقترب منهما ودون مقدمات امسك بمعصمها واسرع خارج القاعة؛ نظر الشاب في اثرهما وقد تأكد انها بالفعل مرتبطة.

بينما نداء لم تتعرف الي هوية امير بعد فصدمتها جعلتها تهرول خلفه دون جدال
توقفت فجأة لتهتف بحدة
سيب ايدي يامجنون انت مين وعاوز مني ايه
أمير: امشي قدامي وانتي ساكته كفاية فضايح
نداء مهاب: وانت مااااالك ياحيوان سبني انت تعرفني منين؟!
امير بثبات: انا امير صديق سليم عمر ابن عمك ولو متحركتيش معايا من المكان القذر ده هتصل على اهلك اجبهم.

نظرت اليه بهلع واستجابت له رغماً عنها ليكمل هو خطواته وهو يفكر كيف لتلك الفاتنة ان تكون بتلك الوقاحة
ابتعدا معاً الي ان هدأت ثورة غضبه قليلاً بينما نداء تشعر بتخبط لا تعلم مصدره؛ هي غير غاضبة مما فعله أمير على العكس هي كانت خائفة وشعرت بالأمان عند رؤيته؛ رغم حدته معها وتدخله فيما يخصها الا انها لم تنهره او ترفض حمايته.

أمير بهدوء: ممكن اعرف ازاي تخرجي لوحدك في مكان اغلبه شباب واكيد لاحظتي البنات الموجودين لبسهم واسلوبهم مختلف عنك
نداء بتبرير: دي حفلة خطوبة وانا معزومة
امير: ولما انتي معزومة مش واقفة مع صحباتك ليه وبعدين ازاي توافقي تفضلي في مكان فيه رقاصة وشرب حتى، لو خطوبة او فرح
نداء: يا سلام ولما هو مكان مش مناسب بتعمل فيه ايه؟
امير بغضب: انا راجل واقدر احمي نفسي مش لسه عيل في ثانوي.

نداء بغضب مماثل: خليك في حالك انا اصلا غلطانة اني بتكلم معاك؛ انا جاية مع خطيبي
امير: كمان! يعني خطيبك موافق عالكلام الفاضي ده
ابتلعت نداء ريقها بخوف فربما يخبر امير سليم بشأن رؤيتها ويعلم والدها
لاحظ امير تغير ملامحها ليسألها بحب: انتي زعلتي مني؛ انا خايف عليكي
نداء بتردد: بص؛ انا ممكن اطلب منك طلب
امير بتأكيد: اطلبي اللي يعجبك
نداء بخجل: انا وريان كنا عاوزين نتقابل هنا يعني بعيد عن البيت وكده.

امير بغيرة: لو بيحبك هيخاف عليكي اكتر من كده عالعموم اعتبريني مش موجود ولا شوفتك بس مش هقدر اسيبك غير لما خطيبك ده يوصل واطمن عليكي
بدأت نداء تتلفت باحثة بعينيها عن ريان ليأتيها اتصالاً منه فأجابت بلهفة قائلة
في ايه ياريان انت ازاي تتأخر كده وتسبني لوحدي في مكان معرفوش
ريان باعتذار: انا اسف ياندا والله صاحبي تعب فجأة وعطلني استنيني نص ساعة كمان واكون عندك.

نداء: اسفة انا ركبت تاكسي وهروح لان ماما هتقلق عليا انا بقالي اكتر من ساعة ونص متنيلة قاعدة في الحفلة
ريان: ياحبيبتي انا مقصدش وانتي عارفه اني نفسي اشوفك بس زين صاحبي كان معايا وفجأة تعب اوي ووديته المستشفى تقريبا اكل حاجة من برة وعملتله تسمم
نداء: خلاص حصل خير انا مش قادرة اتكلم دلوقتي يلا مع السلامة
ريان بقلق: ازاي بس هتروحي لوحدك استنيني احسن وانا مش هتأخر.

نداء قولتلك خلاص يا ريان لو سمحت بلاش نتكلم دلوقتي سلام
انهت الاتصال ونظرت ناحية امير الذي تغيرت ملامحه تماما وكأنه قد حصل على الجائزة الكبرى
نداء بهدوء: بعد اذنك انا ماشية ريان مش هيقدر يجي ولازم اروح
أمير: تمام انا هوصلك
نداء: لا هركب تاكسي
امير: مش هيحصل اما تستني خطيبك يجيلك لو هيقدر واما هوصلك
نداء: لو سمحت مينفعش انا مقدرش اركب معاك عربيتك لوحدنا.

امير: يا شيخه وكنتي هتركبي تاكسي لوحدك ازاي وبعدين متخافيش مش هاكلك ولا حاجة يلا اتفضلي لان الوقت اتأخر واهلك هيقلقوا
توجها معاً الي سيارته ورغم يقينه انها ليست له الا ان دقات قلبه تتراقص لقربها منه
ظل الصمت حليفهما مدة طويلة الي ان تحدثت نداء قائلة: على فكرة انا اول مرة اخرج من غير اذن بابا وماما
امير بهدوء: وياريت تكون اخر مرة؛ بلاش تغلطي ياندا حتى، لو غلط بسيط او غير مقصود.

نداء وقد ارادت معاندته لكنها اجابته دون ان تدري قائلة: حاضر؛ بس انت وعدتني مش هتقول لحد
امير: اطمني انا كلمتي مستحيل ارجع فيها او اخلف وعدي؛ قوليلي العنوان فين بالظبط علشان دخلنا المهندسين خلاص.

ببيت ضياء تجلس زوجة والده تنظر ناحية الساعة بقلق فضياء بعمره لم يتأخر خارج البيت هكذا هي تعلم انه لا اصدقاء لديه ولا يحب الاختلاط
بالأخرين تعلم ان الوحدة رفيقه الدائم
اقترب منها زوجها قائلاً:
قاعدة كده ليه ياحبيبتي
أمل بقلق واضح: ضياء اتأخر اوي يا شريف اول مرة يعملها
شريف: عادي هو عيل صغير يعني.

أمل بتعجب: على فكرة مش مبرر انك بتكره طليقتك انك تكره ابنك كمان؛ انا عارفه انك مبتعرفش تعبر عن مشاعرك لحد حتى، ليا ولولادنا بس ولادي انا معاهم وبحاول اعوضهم لكن ضياء مسكين حرام عليكم تعملوا معاه كده
غادرت أمل غاضبة بينما احس شريف بتوتر من كلماتها التي تواجهه بها لأول مرة
اخرج هاتفه يحاول الاتصال بابنه الغائب عن البيت وعن اهتمام الجميع ليحظى بلا شئ فهاتف ضياء مغلق ليتسرب القلق رويداً رويدا.

بعد ان انتهت سهرته مع زملائه عاد سولي الي بيته يفكر في خطوته القادمة في علاقته مع شجن حاول ان يحادث والدته حول رغبته في الارتباط بشجن لكنه توقف عند احساسه بوجود خلاف قوي بينها وبين والده؛ بعث رسالة الي شجن يطمئن عليها فأتاه اتصالاً منها أجابه بسعادة ولهفة
سولي بحب: وحشتيني يا شجن
شجن بخجل: انت كويس يا سليم
سولي: اه الحمد لله ليه بتسألي
شجن: مفيش بس حسيت من رسالتك انك مضايق علشان كده اتصلت.

تنفس سليم بعمق ليتحدث بهدوء
قائلاً: انا فعلا متضايق شوية وكنت عاوز اسمع صوتك بس خفت تكون نايمة
شجن: انا صاحية وبعدين انا مبنمش بدري اتصل وقت ما تحب قولي بقي زعلان ليه
سولي: مفيش حاجة معينة؛ انا كنت ناوي افاتح ماما وبابا في موضوع خطوبتنا بس حسيت انهم متخانقين مع بعض او في حاجة مضيقاهم
شجن: متزعلش نفسك انا اللي يهمني تبقي كويس وبس؛ وبعدين متخافش انا معاك ومش هسيبك ولو انت اتأخرت عليا هخطبك انا.

سولي ضاحكاً: يا شيخه مش تقولي كده من بدري انا كده اطمنت على مستقبلي.
استكمل سليم كلماته قائلاً: انا بحبك فعلا يا شجن بحبك جدا؛ وبتمني تبقي معايا وملكي قدام الكل
شجن بخجل: ان شاء الله كل شئ بأوان المهم تركز في شغلك وتخلي بالك من نفسك علشان خاطري
سولي بمشاكسة: ليه؟
شجن بخجل: سلييييم مش هكلمك تاني
سولي بحب: علشان خاطري محتاج اسمعها منك
شجن بتوتر: علشان بحبك ومقدرش اعيش من غيرك.

وكالعادة وقبل ان يجيبها كانت قد انهت المكالمة وتركتها حائراً يتمني وصالها وقربها منه.

عندما يضعف الانسان يحتاج الي شخص ما يقويه يحتويه ويشعره ان الألم الذي يشعر به سوف ينتهي وعندما يتخلي عنك الجميع تلتجأ لنفسك فان كنت قوياً سوف تتخطى ما تعانيه والا سوف تنهار وتهلك؛ ستصبح حطاماً ولن يشعر احد بغيابك؛ لن يخسر احد سواك.

ظل ضياء ماشياً لفترة طويلة قطع مسافة لا يعلم مداها كل ما يشغله انه قد تسبب بضرر ربما يصعب اصلاحه لمن كانت له سنداً؛ يعلم انه اخطأ ولكنه معذور كيف تلوم من حرم من الراحة سنوات ووجدها امامه؛ من منا يرفض نعيماً ينتشله من جحيم الوحدة؛ ليس من حقه ان يحبها ولكنه قد فعل والان ستعاني هي بسببه.

اقترب ضياء من احدي الصيدليات وطلب مسكناً قويا وابتعد مرة أخرى ليستريح بمكان مظلم وقد قرر ان يضع حداً لحياته التي لن تشكل فارقاً مع أحد
غادرت شمس منزل والدتها تشعر بالملل يغلف حياتها فهي كانت من قبل تكره الذهاب اليها ورغم ان زوجها شخص بارد عديم المشاعر الا ان نظراته ليس بها ما يخيفها على عكس هذا المتطفل المسمى راسل ولولا شعورها بالشفقة ناحية والدتها التي بدت مريضة بالفعل لما بقيت.

انطلقت شمس بسيارتها تبتعد عن الجميع تود ان تعود لبيتها وغرفتها تحتمي بها عن الجميع لكن صدمت بشخص ما يقع مغشياً عليه امام سيارتها
صياح المارة بفزع ورعب سيطر على حواس شمس جعلها تتسمر مكانها دون حراك لتنتبه لأحد الواقفين يدق بعنف على زجاج سيارتها يطلب منها النزول؛ استجابت شمس لطلبه ونزلت بخطوات ثقيلة تتمنى الا يكون هذا الشخص قد تأذي بسببها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة