قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل السابع عشر

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل السابع عشر

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل السابع عشر

استمع عبد الرحمن بحزن مزق نياط قلبه إلى ما قالته ناريمان لابنتها؛ وحيدتها شمس؛ لم يستوعب بعد ما قالته ناريمان وكيف وصلت إلى اقصى درجات الانانية والوقاحه
ابتعد بهدوء مغادرا باتجاه غرفته؛ جلس والحزن يعلو قسمات وجهه ثم أخذ يستغفر ويدعو الله أن يحفظ حفيدته من كل مكروه؛ بحث مسرعا عن رقم شمس واتصل بها.

اجابت شمس اتصال جدها بتردد فهي تعلم حالته الصحيه السيئة وتخشى ان تزداد حالته سوءاً بعد معرفته بما أصابها
شمس: جدو حبيبي وحشتني اوي
عبد الرحمن بجدية وقلق: احكيلي ايه اللي حصل بالتفصيل يا شمس واياكي تخبي عني اي حاجة انا سمعت ناريمان وهي بتكلمك؛ بس عاوز اسمع وافهم منك انتي...
شمس ببكاء يعبر عن ضعفها وخوفها قصت عليه بالتفصيل ما حدث وما قاله ضياء.

صمت عبدالرحمن قليلا يحاول أن يأخذ قراراً يناسب شمس ويجعله مطمئناً عليها حال موته، بعد قليل تحدث بهدوء عكس شعوره الذي طغي عليه قائلاً
اطمني ياحبيبتي انا هتصرف؛ مش عاوزك تفكري في اي حاجة ابداً؛ خليكي في بيت ربيع وهو هيحميكي لحد ما ارجعلك بأذن الله؛ وضياء انا عاوزك تبعتيلي رقمه وسيبيني انا اتفاهم معاه
شمس بتردد: ياجدو حضرتك تعبان و...
عبدالرحمن: في ايه ياحبيبة جدو شيفاني كبرت ومقدرش اتصرف ولا أيه.

شمس: لأ طبعا انت عارف اني مليش غيرك؛ بس انا خايفة بابا يعرف باللي حصل؛ وقتها هياخدني بالعافية ومش هقدر ارفض
عبدالرحمن: متقلقيش يا شمس ابوكي وامك ميستاهلوش ضافرك يابنتي وانا هعرف اوقفهم عند حدهم.

يجلس عمار وقاسم وبجانبهما سليم ونديم يشاهدون مباراة لكرة القدم، يشجع قاسم وعمار فريقاً بينما يشجع نديم فريقاً اخر ويجلس سليم يتابع بصمت فهو على الحياد
صرخ قاسم بسعادة قائلاً: جووووون، ايوة بقي شكلكم هتتنفخوا النهارده يا نديم
عمار بهدوء: اسكت يا قاسم الواد ده ممكن يحسدهم ونتغلب
نديم بضيق: عيال فقر انتوا بتتفرجوا معايا ليه ما تروحوا تتفرجوا في اوضتكم؛ صدعتوني.

قاسم بمشاكسة: جري ايه يادكتور ما تحدد موقفك انت معانا ولا معاه
سليم: اتفرج وانت ساكت
عمار: تبقي معاه وزعلان انكم هتتغلبوا
سليم: هتتفرج وانت ساكت ولا اقفلك التليفزيون
عمار وقاسم ونديم: لااااا اوعي تقفله يا بابا
سليم مبتعداً عنهم: استغفر الله العظيم، سايبلكم المكان كله ورايح مكتبي؛ ده انتوا وش
اقترب كلاهما من نديم ناظرين اليه بتركيز قائلين بشئ من الجدية: بص ياض لو احنا كسبنا تعزمنا على كنتاكي.

نديم: ولو احنا كسبنا
عمار: مع انه مستحيل بس اطلب اللي يعجبك
نديم: تمام؛ لو احنا كسبنا تبدلوا معايا الاوض بتاعتنا
قاسم وعمار: اشمعني يا خويا
نديم: اوضتي حر ومفيش فيها بلكونه
قاسم بص لعمار وقال لنديم: نبدل لمدة اسبوع وبس مش علطول
نديم: تمام مش مشكلة اهو تغيير وخلاص.

اقترب سامر من شقيقته وهذا الشاب الأحمق الذي ينظر اليها باعجاب واضح؛ احاطها سامر بيديه جاذباً اياها اليه قائلاً بغضب
مين الولد ده يا سلمي؟
سلمي بتلعثم: ده، ده أدم زميلي هنا في الكلية
سامر: ومن امتي بتقفي مع زمايلك؟ وخصوصاً لو أولاد
قاطعه أدم مادداً اليه يده قائلاً بلباقة: مرحباً؛ انا أدم
سامر: مرحباً؛ علينا الذهاب الأن؛ نراك لاحقاً.

عادا سوياً ولكن لم يتحدثاً طوال الطريق، ما إن دلفا إلى داخل الشقة حتى، تحدث سامر بشئ من الحدة قائلاً
الواد ده تعرفيه من امتي؟
سلمي: في ايه يا سامر انت بتكلمني كده ليه؛ قولتلك زميلي وبعدين احنا كنا واقفين مع ناس كتير مش لوحدنا
سامر: لا والله يعني انا المفروض افرح واحمد ربنا انكم مكنتوش لوحدكم؛ عادي يا ست سلمي المرة الجاية ابقوا اخرجوا برة الجامعه.

سلمي: لو سمحت يا سامر؛ اتكلم عدل انت عارفني كويس ومتأكد من اخلاقي
سامر: انا متأكد من اخلاقك؛ لكني مش متأكد من اخلاق اللي حوالينا واتفقنا من اول يوم وصلنا فيه هنا اننا ملناش دعوة بحد؛ هنخلص دراستنا وبس ونرجع بلدنا
سلمي بغضب هي الأخري: والله قول لنفسك الكلام ده مش ليا
سامر بتوتر: تقصدي ايه؟
سلمى: اقصد اللي انت فهمته؛ ولا فاكرني مش واخده بالي من علاقتك انت وسيلا.

غادرت سلمي إلى غرفتها واغلقت بابها بقوة وبداخلها تعلم ان شقيقها محق ويخشي عليها ولكن قلبها قد خانها وبدأت تنجذب إلى هذا الأدم الذي استطاع ايقاعها في هواه
وبقي سامر واقفاً مكانه حائراً؛ يشعر بالقلق على شقيقته ويخجل من نفسه ومن مشاعره التي باتت ظاهرة...

افاق سليم عمر من نومه على صوت هاتفه يعلن عن اتصال من حبيبة روحه كما يسميها، ورغم ارهاقه الشديد اثر تدريبات شاقة يتلقاها هو وأمير، الا أن اتصال شجن به قد جدد نشاطه؛ اجاب اتصالها بلهفة عاشق يهفو إلى الاستمتاع بصوت معشوقته قائلاً:
حبيبتي وحشتيني يا شجن
شجن بصوت حاولت ان يبدو طبيعيا: انت كمان وحشتني اوي يا سليم.

سليم وقد تأكد انها تعاني من شئ ما؛ فتلك المرة الاولي التي تبادله لهفته وتعلن عن اشتياقها اليه فجن جنونه قائلاً:
تقوليلي حالاً ايه اللي مضايقك يا شجن وبقالك فترة متغيره وبتخبي عليا، والا قسماً بالله هاخد العربية واكون عندك في البيت ولا يهمني ابوكي ولا اي مخلوق.

شجن ببكاء وخوف: بابا عاوز يجوزني غصب عني وقالي ان انا وانت مش هنتجوز يا سليم؛ انا مقدرش اتجوز راجل غيرك؛ مقدرش؛ بس هو مصمم ومد ايده عليا ودي كانت اول مره يعملها انا مش عارفه اعمل ايه
سليم بجدية: متخافيش مفيش راجل غيري هيقربلك طول ما أنا عايش؛ سامعه ياشجن لو اضطريت اخطفك هعملها بدون تردد او ندم.

أحاطها أمير برعايته ورغم رفضها الشديد للارتباط به الا أنه لم ييأس؛ يبعث اليها برسائله التي تعبر عن شعوره واحلامه بقربها ولا تجيبه ولكنه يعلم أنها تبادله مشاعره حتى، وان أبت الاعتراف
تحدث إلى مهاب عدة مرات موضحاً له أن نداء تحتاج إلى بعض الوقت ليس الا...

بينما نداء تقضى اسعد واتعس أيام حياتها يعيش نصفها بظلام الغدر والظلم ويحيا نصفها الأخر بكلمات أمير التي أصبحت بالنسبه لها ادماناً لا غنى عنه؛ ورغم أنها لا تجيبه مطلقاً الا أن قلبها ينبض من جديد كلما استمعت إلى اشعار جديد بوصول رسالة من أميرها
تأخذ قرارها القاطع برفضه والتقدم بدراستها ولكن رغما عنها تتراجع خوفاً من فقدانه للأبد
حيرة وحيرة وحيرة لا تنتهي هذا ما تعيشه نداء الأن.

الأمر الذي يدهشها ويجعلها تخشى من القادم هو أنها لم تعد تشعر بتلك المرارة السابقة عند ذكرها لريان بل أصبحت تشعر بالغثيان، تقارن بين ندالته وشهامة أمير، فتزداد حيرتها.

تفاجئت نداء مهاب اثناء سيرها بالشارع وبصحبتها احدي اصدقائها بنظرات الاعجاب النارية الموجهه ناحية شاب وسيم قادم باتجاههما
مرتدياً الزي الرسمي الخاص بضباط الشرطة؛ دققت نداء النظر لتتأكد ان هذا الوسيم ما هو الا أميرها الذي تأبي أن تعطيه رداً يريح قلبه
ابتسم امير لنداء فشهقت صديقتها قائلة
تعرف الواد القمر ده يا ندا
نداء بخجل: ايوة ده أمير؛ اللي حكتلك عنه
سهر بتعجب: ده العريس الولهان يابت.

نداء بخفوت: ايوة؛ هو..
سهر مبتعده عن نداء حتى، تترك المجال لأمير بالاقتراب والحديث معها
اتكلمي معاه ياندا ومتبقيش عنيده؛ ده هيتخطف من البنات الحقيه ياهبله قبل ما يضيع
هرولت سهر مبتعده واقترب امير قائلا
السلام عليكم يا نداء، ايه رأيك في المفاجأة الجميله دي
نداء بغضب: انت بتهزر؟ ايه اللي جابك هنا وازاي تجيلي المدرسة.

أمير: انا استأذنت من حمايا الاول؛ ورفض طبعا بس ماما زينه اقنعته؛ على فكرة امك بتحبني جدا عقبالك
نداء: هو انت مجنون يا أمير، حماك ازاي يعني؛ يابني انا مش هتجوزك
أمير: هتتجوزيني يا ندا ومتخلنيش اعلي صوتي
زمايلك مراقبني
اقتربت منهما سحر تحاول ان تستمع إلى ما يقوله أمير لنداء؛ لكنها لم تستطع؛ لذا اقتربت قائلة بفضول: ازيك يا ندا؛ واقفه كده ليه ياحبيبتي مش تروحي بيتك احسن.

أجابها امير ببرود أعجب نداء قائلاً: وانتي مين بقي يا شاطرة
سحر بغيظ: ايه شاطرة دي شيفني عيله صغيرة
أمير: أكيد طبعا؛ ماهو انتي لو أنسه كبيرة وعاقله مش هتدخلي في شؤون غيرك
سحر: لا والله على فكرة انا قريبتها وبنت عمة خطيبها؛ اقصد اللي كان خطيبها
أمير: أهه؛ سبحان الله فيكم شبه من بعض؛ نفس الدم، تجاهل أمير سحر ونظر إلى نداء بحب أذاب قلبها المغلف بالعناد وأصاب سحر بالقهر
ليهتف أمير بمرح قائلاً:.

يلا بقي يا أميرتي الدكتور مهاب مستنينا على الغدا، اه صحيح يا أنسه بما انك قريبة نودي ابقي تعالي حفلة خطوبتنا..

منذ أن أخبر ضياء والده برغبته في الزواج من شمس وهو لا يتحدث اليه؛ اخبره برفضه الفوري لتلك الزيجة متعللاً بخوفه عليه من بطش عائلة راسل القوية النفوذ
فكر ضياء لوهلة بكلام والده واحس أن والده محق ولكنه انتفض مسرعاً ناحية والده يطالبه وللمرة الأولي بمساندته قائلاً بجدية:.

حضرتك من اول يوم بدأت اكبر فيه واعرف معني المسؤولية وانا معتمد على نفسي؛ عمري ما طلبت من حضرتك حاجة غير اللي انت بتديهولي؛ مفيش مرة اتسببت في مشكلة ولا احرجتك؛ لما طلبت مني ادخل كلية الحقوق نفذت طلبك؛ ولما اقنعتني اني اقدم في النيابة اقتنعت لأنك ابويا واكيد بتخاف على مصلحتي؛ لكن شمس لأ؛ شمس دي حياتي أنا نور في وسط ضلمه مستمرة من سنين؛ معني لحياتي وسبب لاستمراري أسف يا بابا بس ممكن حضرتك مش فاهمني لأنك مجربتش احساس انك تبقي وحيد بين اهلك وفجأة تقابل انسان غريب عنك يبقي هو اهلك كلهم؛ انا مش هتخلي عن شمس مهما حصل؛ لو راسل قتلني وأنا بدافع عن شمس معنديش مانع لكن لو فكر يأذي شمس انا هقتله وبأيدي.

شريف بصدمة وتعجب: يعني ايه؟
ضياء: يعني لو فعلاً بتحبني وخايف عليا حققلي أمنيتي ووافق اني اتجوزها؛ ارجوك يا بابا
شريف: ولو أنا مصمم على الرفض
ضياء: حقك طبعا؛ بس مش هتخلى عنها برده وهحارب معاها لأخر نفس حتى، لو الدنيا كلها وقفت ضدنا...

منذ ان توجهت بصحبته إلى بيتها وهي تود أن تقتله خنقاً بيديها على جرأته واعلانه لخطبتهما أمام سحر؛ سحر التي تشبه المذياع في نقل الاخبار؛ لن يبقي فردأ بالمنيا لن يعلم بأمر خطوبتها هي وهذا الأمير المشاغب
لاحظت زينه غضب ابنتها الواضح فتبعتها إلى غرفتها لتتحدث معها
زينة بحب: بتنفخي ليه يانودي وبتشتمي مين كده
نداء: هو في غيره؛ أمير طبعا
زينه: بذمتك ده يتشتم؛ ده أمير يابت؛ امير يا بنت مهاب.

نداء: ان شاء الله بابا يسمعك وانتي بتمدحي فيه كده يا ست زينه
زينه بسعادة لعودة نداء لمشاغبتها: مهاب ميقدرش يعمل حاجة؛ ده بيترعب مني
مهاب: أكيد طبعا ياحبيبتي؛ هو انتي شوية في البلد
زينه: انت جيت ازاي يا راجل انت من غير ما أحس بيك
مهاب: انا كنت جاي اشوف بنتي حبيبتي زعلانه ليه معرفش انك هنا
زينه: وسايب أمير لوحده.

مهاب: ايه المشكلة؛ العفريت هياكله وبعدين ده لاجئ عندنا بيقعد هنا اكتر ما بيروح شغله وعن قريب هيترفد
زينه: وانت زعلان ليه؟ راجل وعارف قيمة الحب
مهاب: ماشي يا ست زينه؛ عموما غيره حفي سنين برده علشان حبيبته ترضى عنه؛ بس شكلها بتنسي
نداء بمشاكسة: اسيبلكم الأوضة واطلع يا جماعة
مهاب: بس يابت؛ انا جاي اسألك هتوافقي على الواد ده ولا نمشيه ونخلص
نداء بحزن: اللي حضرتك تشوفه.

مهاب: حد قالك ان انا هتجوزه؟ انا عاوز رأيك انتي ياقلب بابا
زينة بحنان: وافقي ياندا ومتخافيش، الخوف بيضيع العمر على الفاضي وافقي وعيشي وحبي واتعلمي من اخطائك؛ اشتري اللي شاريكي واللي باعك متندميش عليه.

افاق راسل شاعراً بألالام حادة تداهمه، نظر حلوله قليلا ليستوعب ما حدث
ضغط الزر الخاص باستدعاء الاطباء بجانبه إلى ان جاؤه احدهم
اقترب منه الطبيب فاحصاً اياه في صمت ثم تحدث بهدوء:
حمد الله على السلامة، حاسس بايه يا استاذ؟
راسل بغضب: انا جيت هنا ازاي وامتي
الطبيب: انت هنا من يومين، كان عندك ارتجاج بالمخ نتيجة خبطة قوية بس الحمد لله مفيش حاجة تقلق
راسل: انا محتاج موبايلي وحاجتي اللي كانت معايا.

الطبيب: حاضر دقايق وهبلغ الامانات يوصلوا لحضرتك متعلقاتك الشخصية
راسل: المستشفي دي مستشفي العزبي
الطبيب: ايوه يا فندم..
راسل: متشكر ياريت تكلمهم بسرعة محتاج موبايلي علشان اطمن اهلي
ظل صامتاً قليلاً ليبتسم بتوعد قائلاً
هعرفك يا شمس يابنت ناريمان ازاي تعملي فيا كده هخليكي تندمي على اليوم اللي اتولدتي فيه وهتشوفي.

يدور سليم بغرفته كالأسد الجريح يزأر بقوة يود الفتك بهذا الرجل الجاحد المسمى مجدي؛ كيف يجرؤ على ضرب تلك الزهرة الرقيقة؛ هل اصابه جنون مفاجئ فخيل اليه أن شجن قد تكون لرجل أخر سواه
اقترب منه والده قائلاً: يلا يا سولي؛ خلينا نسافر بدري قبل الضلمة
سولي بطاعة: حاضر يا بابا
سليم: مش هأكد عليك تاني يا سولي؛ ياريت تسيبني اتصرف مع مجدي وتهدي انت علشان خاطر شجن
سولي: حاضر يا بابا اطمن.

توجها إلى المنيا، وبعد عدة ساعات مرهقه وصلا إلى وجهتهما
حسان بسعادة: يا مرحب يامرحب، سليم الكبير والصغير منورين الدنيا يا ولدي
قبل سليم يد عمه وكبيرهم قائلا: وحشني ياعمي اخبار صحتك ايه
حسان بحب: بخير ياغالي بشوفتك، كيفك يا ولد الغالي، كيفك يا ابن عمر
سولي بأدب: بخير ياجدي، ربنا يطول بعمرك ويديك الصحه
تحدث سليم إلى حسان مطولاً بعد ان تناولا معا الطعام وهدأت الاجواء قليلاً.

حسان بتعقل: الفاتحه كتاب يا ولدي، ولو مجدي نسي الأصول نفكروا بيها
استدعي حسان ولده حسن قائلاً: شيع لمجدي ابو ريان وشيع لعمه رجب وعمه سيف يا حسن وخبرهم اني رايدهم ضروري...
بعد مدة من الزمن حضر الجميع، جلس مجدي مترقباً
تحدث حسان قائلاً: ايه جولك ياحج رجب لما واحد منينا يوعد ابن اخوه ببته ويجروا الفاتحه ويجي بعد شهر يدي بته لراجل تاني
رجب بحدة: ميبجاش راجل يا حاج حسان.

مجدي بغضب: ايه الكلام ده ياعمي؛ انا مغلطتش
حسان: يعني سليم بيكدب
مجدي: لا، بس انا مش موافق على جوازه من بنتي
سيف: وليه من الاول وافقت وجريت فاتحتهم ولا هو لعب عيال
ظل مجدي يجادل ويماطل إلى أن هب دكتور سليم واقفاً وهو يقول
كلامنا يا مجدي كلام رجالة مفيهوش هزار ولا شغل نسوان؛ انا وابني جينا لعندك وطلبنا بنتك وانت وافقت؛ مش مشكلتنا ان ابنك ندل وباع بنت عمه وسابها مرميه بين الحيا والموت وسافر.

سليم ابن عمر ممنوع حد يقرب من حاجة تخصه وبنتك بعد موافقتك بقت تخصه واي راجل هيتجرأ ويفكر يقرب منها انا همحيه هو واللي يتشددله يا مجدي؛ احنا مشينا معاك بالأصول وجيتلك النهارده اشهد عليك اهلنا علشان بعد كده محدش يلومني...
سيف ورجب: وحد الله يا دكتور الكلام أخد وعطا
سليم: لا اله الا الله، ياعمي انا مغلطتش هو اللي بدأ بالغلط ورايح يقرأ فاتحة عروسة ابني لواحد تاني، هي دي الأصول.

رجب: اسمع يامجدي انت طول عمرك مسافر بره وشكلك نسيت عوايدنا، بتك لابن عمها ومفيش حد غريب هياخدها
مجدي: ياعمي..
سيف بغضب: جري ايه يا حزين هترد كلمة عمك وكبيرك
مجدي بطاعة: لا مقصدش
رجب: يبجي خلاص، شجن لسليم وانتهي الكلام...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة