قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الثامن عشر

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الثامن عشر

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الثامن عشر

قبل أن يخضع لتلك العملية الجراحية الخطرة قام عبد الرحمن بطلب محاميه الخاص واطلاعه على ما يريد لذلك تحدث إلى ضياء ووالده كي يضمن حماية حفيدته
ناريمان بهدوء: يلا يا بابا حضرتك مش شرط تكلم شمس دلوقتي كلمها بعدين
عبدالرحمن بحزن: واضح اني مليش نصيب اودعها
ناريمان محاولة التمسك بقوتها الدائمة: يا بابا خليك متفائل عن كده، العملية بسيطة وهتطلع بالسلامة.

عبدالرحمن: لو عارف ان كلامي معاكي هيأثر يا بنتي كنت فضلت اتكلم كتير، بس هعمل اللي عليا لأخر مرة واقولك خلي بالك من بنتك؛ انتي مخلفتيش غيرها يا ناريمان شمس هتكون سندك وقت ضعفك
ناريمان بتأفف: حاضر يا بابا؛ اتفضل بقي لأن الدكاتره منتظرين.

اتجه عبدالرحمن إلى العمليات ولكنه كأي اب اشفق على ابنته من الدنيا وغرورها لذا احتضن ناريمان بقوة وقد أحست ناريمان بأن كيانها وقوتها تسحق متأثرة بهذا الدفئ الذي لن تعوضه ولو احتضنها رجال العالم أجمع.

منذ أن افاق راسل وهو يخطط للايقاع بشمس والانتقام منها
عين أحد الرجال لمراقبتها ونقل اخبارها اليه وبعد فترة اتاه ما يريد معرفته
هناك شاب يصاحبها اينما ذهبت يسمى ضياء؛ استطاع جمع ما يلزم حول شخصه وعائلته وكيفية معرفته بشمس
تحدث راسل إلى محاميه الخاص قائلاً
عاوزك تروح النيابة تقدم بلاغ وتقول فيه الكلام اللي هقولك عليه ده يا متر
المحامي: تحت أمرك يا راسل بيه.

راسل: أنا كنت خاطب شمس بنت ناريمان العزبي مرات اخويا مدحت، عارفها طبعا
المحامي: أكيد يافندم
راسل: من فترة والدتها وجدها سافروا وسابوها لوحدها رحت اطمن عليها، لقيت عندها شاب وللأسف شفتهم في وضع مش مظبوط واتخانقت انا والولد ده وفجأة ضربني على دماغي، بعدها جابوني على مستشفي دكتور عبدالرحمن علشان يضمنوا اني مقدرش ابلغ عنهم
المحامي: حضرتك تعرف اسم الولد؟

راسل: أكيد، انا اول ما فقت جمعت المعلومات اللازمة عنه، اسم ضياء شريف عبدالمجيد
متخرج من كلية الحقوق وتقريبا بيرسم على شمس واستغل انها لوحدها، طمعان في ثروتها اكيد
المحامي: اطمن يافندم، بكرة بالكتير هيكون في النيابة ومش هسيبه غير لما اجيبلك حقك.

بعد أن اتفق المجلس المكون من كبار العائلة على كون شجن لأبن عمها، لم يعط سليم الفرصة لمجدي بالتراجع او التفريق بين ابنه ومحبوبته...

الدكتور سليم؛ هذا الرجل الذي يشبه إلى حد كبير البركان الخامل؛ وسرعان ما يتحول إلى بركان ثائر يدافع بشراسه عن عائلته واحبائه، قد ادرك بخبرته الواسعة بالحياة ان مجدي لا أمان له وقد يحاول بشتى الطرق وضع العراقيل امام زواج شجن من سولي ولكنه لن يضيع تلك الفرصة السانحة امامه الان وسوف يقطع عليه الطريق ويضمن زواج ابنه بمن اختارها
ظل سليم ينظر بتفحص ناحية مجدي الذي ظل صامتاً.

تحدث سليم بشئ من السياسة التي يجيدها
قائلاً: متزعلش يا مجدي انت أخونا وطول عمرنا أهل وانت متأكد ان بنتك هتبقي بنتي وهنشيلها في عنينا
مجدي على مضض: أكيد يا دكتور سليم
سليم: يبقي نتوكل على الله ونكتب كتابهم ومعاد الفرح تحدده انت وقت ما تحب واحنا مش هنتكلم؛ ومهرها وشبكتها حددهم انت وانا مش هتكلم
رجب: ولد أصول يا ولدي طول عمرك، أيه جولك يا أبو ريان
مجدي مجبراً: اللي تشوفه ياعمي.

رجب: بأذن الله الخميس الجاي نكتب الكتاب، الف بركة يا بني ربنا يسعدكم
احتضن سولي والده دون ان يتحدث فما فعله سليم اليوم لا يوجد رد يوفيه حقه لذا اكتفى باحتضانه وربط هو على ظهره متمتاً:
مبروك يا حضرة الظابط، مبروك يا ابن عمر.

مثلما توقعت نداء، قامت سحر بنشر خبر خطبتها لأمير بكل مكان، كانت تعتقد أن تخلي ريان عن نداء هو نهاية وانكسار لها وقد كانت واهمة فأحيانا النهايات تكون بداية لقصص اجمل واروع...
واقفه والغيرة تذيبها تنظر إلى وجوه زميلاتها الشامتة بحقد قائلة
بتضحكي على انتي وهي، ماهي الدنيا حظوظ ياختي اتخطبت لريان وبعد ما سابها وقعت على واحد أجمد منه
احدي الفتيات: بصراحة ندا تستاهل
سحر: ليه ياختي عشان عنيها ملونه؟

فتاه اخري: انتي هبله يا سحر؟ نداء حلوة جداا
وابوها اشهر دكتور في البلد وامها معاها دكتوراه
وبنت وحيدة على ٣ صبيان وماشاء الله ابوها غني كمان
سحر: خلاص ياختي عرفنا، انا بس مستغربه انها نسيت ريان بالسرعة دي، شكلها كانت بتمثل انها بتحبه
الفتاة: ياشيخه اسكتي بقي كلنا عارفين انه سابها في المستشفي وسافر وبعدين بذمتك ريان ايه قدام حضرة الظابط الحليوة اللي كان معاها، يالهوي، ده كان هياكلها بعنيه.

غادرت سحر بعد ان أوشكت على الانفجار، توجهت إلى بيت خالها متناسية تحذير شجن لها من قبل؛ دلفت إلى الداخل مسرعة والغضب يصاحبها قائلة
شفتي يا شجن الست نداء اتخطبت بسرعة ازاي!
شجن بتعجب: اتخطبت بجد! امتي وانتي عرفتي ازاي؟
سحر: كان جايلها عند المدرسة؛ ظابط زي القمر وشكله بيحبها كمان
تذكرت شجن أمير وتلميحات سليم من قبل ممهداً لها ارتباط أمير ونداء...

ابتسمت شجن بحب ممزوج بشئ من الحزن لفقدان انسانه مثل نداء قائلة: ربنا يسعدها تستاهل كل خير ولأنها اتظلمت ربنا عوضها
سحر بغيرة: ماشي يا حبيبتي؛ انا بس حبيت اقولك انها مش فارق ريان ولا حاجة؛ اصل انتي كنتي زعلانه اوي
شجن بنظرات تحذير: روحي بيتكم وامشي بكرامتك بدل ما اجيبك المرة دي من شعرك وخالك مش موجود يعني مفيش حد يخلصك من ايدي
غادرت سحر مسرعه خوفاً من شجن وابتسمت شجن بسعادة قائلة.

البت دي بتخرجني عن شعوري اعتقد لو سولي حبيبي شافني وانا بضربها هيخاف على نفسه واحتمال يهرب
لحظات ووجدت هاتفها يعلن عن اتصال متكرر من رقم خارجي، انتظرت قليلاً ولكنه كرر اتصاله لتجيبه قائلة
السلام عليكم، مين معايا؟
ريان بصوت مكسور: انا ريان يا شجن، هي نداء فعلا اتخطبت!

تلقت شمس خبر وفاة جدها بضياع وخوف؛ حزن مزق روحها أخذت تبكي وتصرخ وتصيح بألم وبعد أن فقدت قدرتها على فعل المزيد اسرعت إلى هاتفها تستغيث بضياء وكالعادة احتواها قائلاً
قولي لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
اللهم اجرني في مصيبتي؛ قولي ياشمس
وكأنه قد اعطاها مهدئاً قويا فاستجابت لما قاله مكرره خلفه بخفوت، استكمل كلماته قائلاً
انا مسافة السكة واكون قدامك
شمس: متتأخرش يا ضياء
ضياء: حاضر.

استعد ضياء للتوجه اليها، اسرع لركوب سيارته وقبل أن يقودها تحركت سيارة شرطة باتجاهه
ظل ضياء جامداً مكانه لا يتحرك بينما اقترب منه أحد امناء الشرطة قائلاً: انزل يابني وريني بطاقتك ورخص العربية
مرت ثلاث ساعات لا تصدق شمس ان ضياء لم يأت اليها إلى الأن، بدأت تشعر بالقلق يتمكن من نفسها، حاولت تهدأت نفسها دون فائدة.

بداخل أحد أقسام الشرطة يقف ضياء وأمامه ضابط شرطة جالساً خلف مكتبه ينظر إلى ضياء بازدراء قائلا
ما تخلصني يا روح أمك وتعترف، انت كده كده التهمة لبساك وراسل باشا موصي عليك جامد يعني هتتعلم الأدب قبل ما تتحول النيابة
ضياء بهدوء رغم ما يشعر به من خوف: انا معرفش مين راسل ده وبعدين انا عاوز اذن النيابة
الضابط: مفيش اذن نيابة؛ وريني هتعمل ايه
ضياء: لو سمحت انا عاوز اكلم والدي يجبلي محامي.

وقف الضابط امام ضياء ليفاجئه بصفعه قوية قائلاً: انت مبتفهمش يا، ؛ بقولك هتعترف الأول وبعدين نبقي نشوف حكاية المحامي دي، قبل ما تقف قدام أسيادك ابقي اعرف الأول هما مين؟

منذ ان عادا من المنيا، انشغل دكتور سليم بأعماله المعطلة بشركاته وجامعته، ويحيا سولي اسعد لحظات حياته
عاد من قسم الشرطة يتغنى بأحدي الاغنيات قائلاً بسعادة..
دنيتي اتغيرت اول ما شفت عنيك انا، دنيتي اتغيرت من يوم لقاك وانا مش انا
كان سولي غافلا عن اخويه اللذان اقتربا منه ينظران اليه بتدقيق قائلين
مش انت ازاي يا حظابط، انت كويس يا سمسم؟

سولي ضاحكا بقوة: انتوا بتبصولي كده ليه والله بخاف منكم وانتوا مقربين مني كده
عمار: ماشي ياعم، ليك حق تتريق ياعريس
قاسم: متفرحش اوي كده، نداء من الصبح بتتخانق مع ابوك في التليفون وبتقوله
ابداااا ابني مش هيكتب كتابه من غيري، انت فاهم يا سليييم
عمار متحدثا بصوت خفيض: واصلا الجوازه دي نحس ويا عالم هيحصل ايه!
امسكه سولي من ياقة ملابسه رافعا اياه بخفة قائلاً: انت بتقول ايه يا حمار؟

قاسم مدافعا عنه: سيبه، مش هو اللي بيقول ده نديم
سولي بسخرية: نديم محترم ومخه مش ضارب زيكم
عمار برفض: يعني انت بتحبه عننا؟!
سولي: يابني انتوا متتحبوش اساساً
قاسم وعمار: بكرة تعرف قيمتنا وتحتاج خدماتنا لما امك تحاول تبوظلك الجوازه
سولي بشك: هي فعلا اتخانقت مع ابوك
قاسم: اه والله، وانت عارف ابوك ميقدرش يزعلها
تركه سولي واسرع إلى غرفة نداء بينما نظر قاسم إلى عمار غامزاً بعينه قائلاً.

دلوقتي يرجعلنا ويقول حقي برقبتي، بس تفتكر يا عمار احنا مخنا ضارب فعلاً ولا هما مش قادرين يفهمونا
عمار: دايما العباقرة والناس المهمين بيكون اعدائهم كتير، سيبك منهم وتعالي نذاكر عندنا امتحان بكرة ومش عاوزين نسمع كلمتين من ابوك.

مازال مهاب جالساً بصحبة ابنائه الثلاث وبجانبهم أمير الذي ينتظر رداً من مهاب
مهاب: يابني ركز في شغلك وان شاء الله خلاص اعتبر نداء خطيبتك، ملوش لزوم تسيب شغلك كل يوم والتاني وفي النهاية تترفد وتبقي عاطل
أمير: أنا رايح معسكر تدريب لمدة ٣ شهور وعاوز اروح وانا مطمن
مهاب: يعني اعمل ايه، تاخد نداء معاك
امير بسعادة: ياريت والله، بس ميصحش طبعا انا اقصد خلينا نلبس الدبل قبل ما اروح..

مهاب: على فكرة انا ممكن اقوم انفخك ولا يهمني ظابط ولا بتاع، بطل نحنحة واتعدل، وعموما هريحك علشان ارتاح منك ومن زنك، الدبل هتلبسوها بكره وتروح تدريبك وتركز بقي في مستقبلك، كلم والدك وشوف المعاد يناسبه ولا لأ علشان ميزعلش
أمير بلهفة: لا المعاد مناسب وبابا مش هيعترض
مهاب: استغفر الله، يابني اتقل شوية البت هتغر عليك، مش هي بنتي بس انا بقولك اهو، اتقل شوية ياحبيبي.

انتظر مهاب رد أمير بترقب عله يجد منه شيئاً يقلقه لكنه اجابه بما اثلج قلبه قائلاً
حضرتك انا بحب بنتك وده مش عيب ولا حرام وحقها تعرف اد ايه انا شاريها وحتى، لو اتغرت فمن حقها..

بعد أن اسرع سولي للتحدث إلى والدته امسك مقبض الباب ليفتح لكنه تفاجأ بها تخرج من غرفته، مرتدية ملابسها ومستعدة للخروج وبادياً عليها الغضب
سولي بأدب: ماما رايحة فين؟
نداء: مش ليك دعوة بيا انت وابوك
قهقه سولي عاليا واحتضنها اليه قائلاً: يعني نودي حبيبتي زعلانه والعيال مبيكدبوش.

نداء ببكاء: اه ما انت ليك حق تتريق مش خلاص خطبت حبيبتك واتفقت انت والدكتور على كل حاجة ولا كأني موجودة، لأ وكمان زعلان مني علشان بقوله لازم احضر كتب الكتاب
أخذت نداء تشهق بقوة فتحدث سولي اليها بهدوء قائلاً
لو حضرتك عاوزاني الغي كل حاجة انا مش هتردد لحظة، يا ماما انا ميهمنيش في الدنيا كلها غير رضاكي عليا
نداء بسعادة وقد تناست حزنها: بجد يا سولي
سولي: طبعا يا ماما.

نداء: لأ ياقلبي انت ملكش ذنب وان شاء الله تفرح انت وحبيبتك والعيب مش عليك، العيب على الدكتور اللي بيزعقلي كأني عيلة صغيرة ومفكر اني خلاص بعد ما قعدني من شغل مش هيبقي ليا رأي في حاجة
سولي: طيب بس اهدي علشان متتعبيش؛ حضرتك عارفه ان بابا ميقدرش على زعلك
نداء وقد عادت للبكاء من جديد: لا يقدر، ده قفل السكة في وشي
دكتور سليم من خلفهما بشئ من الجدية.

قفلت السكه في وشك لما قولتيلي بمزاجك او غصب عنك هحضر كتب كتاب ابني
عضت شفتيها بخجل مما قالت، ونظر اليها سولي معاتباً
نداء: انا مش كنت اقصد
سليم: مش هتفرق كتير، انا كنت خايف عليكي بس واضح انك ادلعتي بزيادة ونسيتي اني جوزك وكلمتي تتنفذ حتى، لو مش مقتنعه
ابتعد عنهما سولي متوجهاً إلى شقيقيه، بينما اقتربت نداء من سليم معتذرة قائلة.

أسفه يا سليم، انا مقدرش اتحمل تزعل مني وانت مفروض تحس بيا، سولي بقي راجل وهيكتب كتابه انا حاسه اني هطير من الفرحهز، اعذرني ومتضيعش فرحتي بالتكشيرة دي.

تحدث مهاب إلى والدته واخبرها بما اتفق عليه مع امير، ثم خطى بحذر ناحية غرفة زينة التي أخذتها ملجأً له بعيداً عنه
طرق على بابها مرتين إلى أذنت له بالدخول
اقترب منها وجدها نائمة بفراشها وتبدو باكية
مهاب بلهفة: زينه؛ انتي بتعيطي؟
زينة بهدوء: مفيش حاجة، خير
احتضن مهاب وجهها بكفيه ناظراً اليها بندم قائلاً
اعمل ايه علشان تسامحيني، اعمل ايه علشان ترجعيني لدنيتي من تاني.

زينة بتجاهل: انا عاوزة انام يا مهاب، لو في حاجة مهمة قولها؛ مفيش سيبني انام وروح اوضتك
مهاب: أنا رحت لدكتور مازن ووالدك واعتذرتلهم
زينة: مازن كلمني وقالي
مهاب: طيب يا زينة علشان خاطري سامحيني، انا تايه من غيرك.

زينة وقد انهارت تماما: ابعد عني بقي ارحمني، انت فاكرني مبسوطة ببعدي عنك، انا بموت من شوقي ليك نفسي ارمي نفسي في حضنك واحس بالأمان بس مش قااادرة، مش قادرة انسي صوتك وطريقتك وانت بترميني بره بيتك، تعبت وانا بحاول امثل قدام بنتي اني كويسة وقوية، انا محتاجة لحد يقويني، مبقتش قادرة اتحمل وجودي جنبك، افهم يا مهاب انت وجعتني وجعت قلبي، حرام عليك بقي ابعد عني.

مهاب معتذراً: مقدرش ابعد، مستحيل بعد الحب ده والعشرة اللي بينا ابعد عنك، انا غبي وبغلط وهفضل اغلط، بس برده بحبك وهفضل احبك لحد ما اموت، انا غلطان، انتهت كلمات مهاب وحلت محلها قبلات متلهفة من عاشق متعب يخشى الفراق، حاولت زينه الاعتراض مراراً لكنها مثله تماما تشتاقه وان رفضت الاعتراف، تحتاجه لتشتكي منه واليه.

مضي اسبوع، لا يعلم ضياء ما يحدث معه هو لم يرتكب جرماً يحبس من اجله، ولم يخضع لتحقيق بل وضع بالسجن مع المجرمين دون ذنب
يتعرض للاهانه والضرب دون سبب، ادرك معني الظلم الحقيقي والاذي الجسدي واصبح على يقين ان مشاكله السابقه لم تكن شيئاً مقارنة بما يعانيه الأن
اقترب منه احد المساجين متحدثاً بخفوت قائلاً
انت تهمتك ايه يا أخ؟
ضياء: معرفش، انا معملتش حاجة، بس في واحد وشكله مهم في البلد موصي عليا.

المسجون: يبقي عليه العوض هتفضل مرمي هنا لحد ما يعفو عنك
ضياء بغضب: يعني ايه؟ البلد مفيهاش قانون
المسجون بخوف: وطي صوتك الله يخربيتك حد يسمعنا ويدخلوا يروقونا
اسمع انت شكلك لسه صغير وملكش في البهدلة، انا هديلك تلفوني تكلم حد من اهلك يلحقوك، بس لما تطلع متبقاش تنساني
ضياء بترجى: ياريت الله يكرمك وعمري ما هنسي معروفك ده ابدا.

تحدث ضياء إلى والده الذي كاد يجن خوفاً على ابنه، بحث عنه بكل مكان، بالمستشفيات والأقسام ولم يجد له اثراً
شريف: يعني ايه مقبوض عليك من غير تهمة
ضياء بتعب: اسمعني بسرعة يا بابا، روح للدكتور سليم الحسيني احكيله كل حاجة تخصني انا وشمس وقوله راسل الجوهري لفقلي تهمه وحبسني، انا اتبهدلت اوي يا بابا، ارجوك خليه يساعدني، هو محامي كبير وعمره ما هيتخلي عني.

علشان خاطري يا بابا روح لشمس واطمن عليها اكيد لوحدها وممكن يأذوها
شريف بغضب: يابني شمس ايه وزفت ايه خلينا نطلعك من المصيبة دي قبل ما تضيع مني وبعد كده نشوف...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة