قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الرابع

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الرابع

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الرابع

نظر نديم ناحية صوفيا بترقب وتعجب ليتحدث بهدوء قائلا
مرحبا صوفيا الم تقولي انك ستغادرين اليوم مبكرا من اجل لقاء طوني
صوفيا بعيون يملؤها الحنين تحدثت بخفوت قائلة: لقد اعتذرت منه فقد تذكرت ان اليوم هو يوم مولدك ولم استطع ان اغادر قبل ان اتمنى لك يوم ميلادا سعيدا.

ابتسم نديم وتمنى لو ان سارة من كانت امامه الان؛ تنهد بيأس فيبدو ان سارة لن تعود كما كانت تحولت نظراته ناحية صوفيا التي اقتربت منه الي حد مهلك لاعصابه لتهمس: اشتقت اليك كثيرا نديم حاولت ان اتخطى حبي لك ولم استطع لما لم تبادلني حبي لك؛ لما ابتعدت؛ اقتربت منه اكثر لتسأله بعشق؛ لما لم اجد رجلا يشبهك وضعت يدها فوق صدره لتشعر بدقات قلبه المتسارعه فابتسمت قائلة
لماذا احببتها هي يا نديم رغم اني اعشقك.

نديم محاولا الابتعاد: صوفيا لما هذا الكلام الان لقد تحدثنا مسبقا ووعدتني اننا سنبقي اصدقاء ارجوكي لا تفسدي العلاقة بيننا
صوفيا باكية: لكني احبك؛ اريدك بشدة ارجوك لا تبتعد عني؛ قبلته برقه تحاول ان تبثه مشاعرها وما تتمناه ليبعدها نديم قائلا بتحذير.

اياك ان تفعليها مرة ثانية صوفيا والا سيكون ردي عنيفا معك انا لست خائنا لم ولن افعلها؛ استكمل كلماته بضعف قائلا؛ اعترف انني اخطأت واقتنعت بكلامك وانك بالفعل تودي ان تستمر صداقتنا ولكن كيف تجرؤين وتتقربي مني بتلك الطريقة
صوفيا بحدة: لأنني مازالت احبك الا تفهم اعطني فرصة واحدة نديم دعني احتفل معك اليوم ولن تندم.

نديم بهدوء: اخرجي الأن يبدو انك غير واعية لكلامك واتمني ان تبتعدي عني هذه الفترة صوفيا فأنا في اسوأ حالاتي؛ اتعلمين السبب
نظرت اليه صوفيا بترقب تستمع لجوابه لكمل حواره قائلا
سارة بعيدة عني منذ فترة وهذا يقتلني ويجعلني غير قادر على متابعة حياتي فهي مصدر قوتي وضعفها يهلك روحي انا اعشقها ياصوفيا ارجو ان تدركي كلامي جيدا لاني لن اكرره
خرجت صوفيا مسرعه وصوت بكاؤها يعلو الي ان ابتعدت تماما.

وضع نديم رأسه بين كفيه وأغمض عينيه يشعر بالتعب يتملكه فرغم رفضه لصوفيا الا انه يحتاج الي سارة؛ احتياج رجل لزوجته؛ عاشق يفتقد قرب معشوقته؛ أخذ نديم يلعن بداخله تلك الظروف التي تعانده على الدوام هو يبحث عن الاستقرار لا يود أن يفقد مزيدا من عمره في بعد وجفاء يكفيه ما ضاع من قبل.

بينما حاولت سارة الاتصال به اكثر من مرة ولكن هاتفه كان مغلقا؛ نظرت سارة الي ساعتها ووجدت ان معاد عودته قد حان منذ ساعه؛ بدأ القلق يتسرب الي قلبه فحملت حقيبة يدها وعزمت أمرها ان تذهب الي مقر عمله للمرة الأولي فرغم طلب نديم المستمر منها أن ترافقه الي شركته الا انها ترفض ربما حان الوقت أن تغير سارة الكثير من الأمور مثلما بدأت بنفسها وغيرت من هيأتها كاملة.

فها هي قد صبغت شعرها للون الأسود ليضفي جرأة لما تعهدها الي ملامحها وضعت أحمر شفاه يزيد من جمال شفتيها وارتدت فستانا زادها فتنة لتنظر الي نفسها برضا تام
تحدثت الي نفسها قائلة: يااااه شكلي اتغير جداا ياترى هيعجب نديم.

مازال أمير شاردا منذ لحظة لقائه بها؛ تلك الفاتنة التي جعلت دقات قلبه تخالف نظام حياته وتعلن عصيانها عليه لأول مرة يفقد السيطرة على مشاعره لم يستطع النوم منذ رؤيته لنداء وان غلبه النوم يرى وجهها الذي يجمع من الصفات كل شئ وضده؛ فهي جميلة بصورة واضحة ولكنها لا تجذب من يراها بل تسحره فيصبح مغيبا هادئة وعينيها تفيض بمشاكسة وتمرد؛ تمشى بثقة لكنها تبدو كطفلة تحتاج الي حماية؛ ابتسامتها تدعوه للاقتراب ولكنه يشعر ان هناك ما يبعده عنها ولا يعلم السبب.

تحدث سولي اليه بصوت قوي عله يجيب قائلا:
يابني رد عليا انت ايه اللي حصلك من انبارح متنح انت كويس يا أمير
أمير بحرج: ايوة يا سليم انا اسف بس كنت بفكر في حاجة ومنتبهتش لكلامك
سليم: اممم اكيد موضوع بنت عمتك، يابني كبر دماغك احنا قربنا نوصل المنيا فك كده وروق
امير: تمام انا فايق اهو اطمن خلاص انا مركز معاك.

تقف شجن امام المرآة تنظر الي نفسها بتقييم وتبدو حائرة؛ اقتربت منها والدتها مبتسمة قائلة
بسم الله ما شاء الله ايه القمر ده يادكتورة شجن
شجن بسعادة: بجد حلوة يا ماما الفستان مظبوط ولا شكله مش اوي
سهير بنفي: مش حلو ايه ده روعة بس قوليلي ايه الحكاية مش ملاحظة ان الحاجات الحلوة دي مبتظهرش غير لما حضرة الظابط يشرف المنيا
شجن بخجل وتردد: تقصدي ايه يا ماما
سهير: اقصد سليم ابن عمر يا بنت مجدي.

شجن: انا، انا كنت رايحة اشوف نداء
سهير: روحي ياحبيبتي ربنا يجعله من حظك ونصيبك، انا عارفه انك مبتغلطيش يا شجن وعارفه ان الواد مؤدب ومتربي بس خلي دايما في بالك ان كل شئ في الاول والاخر نصيب فلازم البنت تحافظ على نفسها لجوزها يا حبيبتي فاهمة كلامي
شجن: ايوة يا ماما فاهمة اطمني
سهير: ربنا يسعدك يا بنتي ويرزقك باللي يريح قلبك؛ روحي يا دكتورة شوفي نودي وسلميلي عليها وعلي زينة لحد ما اروحلهم.

أسرعت شجن الخطى تود ان تمر الدقائق بسرعه فتلتقي بسليم فهي قد اشتاقته بقوة ابتسمت عندما تذكرت كلمات والدتها وادركت ان حبها لسليم من الصعب اخفائه؛ نعم هي تحبه وتعشق اهتمامه بها يحتويها باتقان رغم عنادها الدائم مع الجميع واعتزازها بنفسها ورأيها تصبح امام سليم مستسلمة فغالبا ما يكون قراره صائبا
استمعت الي صوته بالقرب منها يناديها بلهفة لم يستطع كتمانها قائلا:
شجن؛ دكتورة شجن استني.

التفت اليه وقد احتلت حمرة الخجل ملامحها؛ وابتعد أمير عنهما قليلا
سليم هامسا: وحشتيني
اكتفت شجن بالصمت فتحدث هو بكلمات تقطر غيرة وغضب قائلا: ماشية لوحدك ليه وايه الفستان ده احنا مش اتفقنا بلاش حاجة ملفته
شجن ناظرة حولها: سليم احنا في الشارع اهدى شوية.

ابتسم أمير فهو مدرك لغيرة سليم فيبدو ان سليم قد ورث من والده الكثير من الصفات فقد لاحظ أمير يوم الحفل محاصرة دكتور سليم لزوجته لم يسمح لأحد بالاقتراب منها اينما توجهت يتبعها بنظراته؛ ازدادت ابتسامة أمير اتساعا عندما تخيل نفسه واقعا بنفس الموقف مع من ستحتل قلبه وعقله؛ هل سيكون غيورا هكذا ام ان الغيرة ليست دلالة وضرورة للحب
اقترب منه سليم متحدثا بيأس: أميييير انت حالتك صعبة بتضحك زي الأهبل كده ليه.

أمير: هي شجن راحت فين
سليم ساخرا: كلتها وانت سرحان
أمير بمشاكسة: بالهنا والعافية ياحبيبي
سليم: يلا اتحرك قدامي انا بدأت اشك انك بتحب ياض ماهو مفيش حاجة تبهدلك كده غير الحب
أمير: امشي يابني انا الشمس سيحت نفوخي واكيد هي السبب؛ قال حب قال مفيش بنت تقدر توقع أمير رياض
سليم: كان غيرك اشطر ياخويا امشي قربنا نوصل.

بغرفته وكالعادة يجلس وحيدا يتابع الأخبار استمع الي صوت دقات خفيفة بالباب فسمح للطارق بالدخول
تفاجأ ضياء بقدوم والده اليه فتلك سابقة لم تحدث سوى مرات معدودة
ابتسم والده بمجاملة وبادله ضياء بالمثل قائلا بتردد: خير يا بابا في حاجة
شريف: ايه هو لازم في سبب علشان اقعد معاك
ضياء بأدب: لا طبعا يا بابا مقصدش كده
شريف: اخبارك ايه وعامل ايه في مذاكرتك.

ضياء بسعادة تشبه سعادة طفل قد حصل على ما يحب: كويس الحمد لله قربت امتحن واخلص ان شاء الله
شريف: اتمنى تنجح بتفوق زي كل سنه؛ انا كلمت ناس مهمين في النيابة ووعدوني انك تتعين وكيل نيابة بما انك الاول على دفعتك والحمد لله عيلتك تشرف ومفيش ما يمنع
ضياء برفض قاطع: حضرتك انا هتعين معيد في الكلية وحتى، لو محصلش هكمل دراسات عليا لحد ما ابقي دكتور في الجامعه.

شريف بغضب: دكتور ايه ده ان شاء الله هتاخد كام وهتبقي سلطتك ونفوذك ايه؛ بقي انا بفكر في مصلحتك وانت بتعارضني
ضياء: حضرتك انا بكلمك عن طموحي وحلمي
شريف: وانا اللي بصرف عليك وكلمتي هي اللي تتسمع
ضياء بنبرة تحمل الكثير من الرجاء: ارجوك يا بابا انا طول السنين دي بجتهد علشان اتعين في الجامعه مش النيابة ياريت حضرتك تحترم رغبتي.

شريف بصياح وحدة: تعالي يا ست هانم شوفي البيه اللي قولتيلي ادخل كلمه واقعد معاه؛ وسمعت كلامك وعطلت نفسي وفي الأخر بيتحداني
ضياء بانكسار: يعني مرات حضرتك هي اللي قالتلك تيجي تقعد معايا؟
أمل بحزن: حبيبي بابا مش قصده بس انت عارف انه بيتعصب بسرعه وبعدين هو هدفه مصلحتك حد يرفض يتعين في النيابة
شريف بقسوة: اه في لما يكون وش فقر زي اللي خلفته.

ضياء بغضب: ولما هي وش فقر اتجوزتها ليه وخلفتني ليييه علشان تفضل تذل فيا طول عمرك انت ايه مش ابويا ليه بتعاملني كده ارحمني بقي ارحمني
غادر شريف الغرفة ناظرا الي ضياء بتوعد قائلا: انت ولد قليل الأدب واعمل حسابك اني مش هرجع في كلامي ولو مش عاجبك الباب يفوت جمل.

بعد ان رحب مهاب وزينة بأمير وسليم صعدا معا لنيل قسطا من الراحة ليصعد مراد وهو الابن الاكبر لمهاب بعد نداء التي تكبره بعام واحد
مراد: يلا يا أبيه سليم بابا مستنيكم تحت علشان تتغدوا وبيقولكم كفاية نوم بقالكم كتير نايمين
سليم: حاضر يا استاذ مراد هننزل بس مستني أمير بياخد حمام وهننزل علطول
بغرفة نداء وبجانبها شجن التي قد خلعت عنها حجابها وجلست باريحية تتحدثان سويا.

نداء: وحشتيني يا شجن ياجزمة؛ بقالك كتير مشفتكيش هو لازم يعني سولي يشرفنا علشان نشوف وشك
شجن ضاحكة بصخب: انتي بتشتميني وانا اكبر منك واخت خطيبك يعني عمتك يابت
نداء: عادي طالما قليلة الأدب اشتمك وافهمك غلطك
شجن: فهمت يا نودي ومش هعمل كده تاني بس انا ممكن انتقم بطرق ملتوية وروح اقول لريان انك زعلتيني
نداء: متقدريش لان انا كمان هقول لأبيه سليم انك زعلتيني ووقتها العرق الصعيدي عنده يشتغل ويطخك عيارين.

شجن بحب: تؤ؛ سليم ده مفيش منه اتنين حتى، وهو زعلان مبيعرفش يقسي عليا؛ انا بحبه اوي يانودي
نداء بسعادة: ربنا يسعدكم يا شوشو انتي كمان تستاهلي كل خير
شجن بفضول: اخبارك انت وريان ايه؟
نداء: مش عارفه والله اخوكي بقاله فترة مشغول عني بس وعدني انه هيفهمني كل حاجة اخر الاسبوع؛ خفضت نداء صوتها قليلا خوفا من ان يسمعها احد اخر قائلة
هنتقابل انا وهو في القاهرة لما نروح نشوف خالي مازن.

شجن: ليه كده يا نودي افرضي حد عرف؟
نداء: بس بقي ماخوفنيش انا اصلا مش مقتنعه بس اعمل ايه اخوكي وحشني ونفسي نقرب من بعض اكتر من كده؛ نفسي نقرب من بعض ونفهم بعض اكتر
شجن بحيرة وتردد: بس كان ممكن يطلب من عمي مهاب افضل
نداء: بابا مش هيوافق انا عارفه وبعدين متخافيش كده دي حفلة خطوبة واحد صاحبه يعني هيصة وفي ناس كتير؛ وبطلي غلاسة بقي انا اصلا مش مقتنعه بس مش حابة ازعل ريان.

شجن: ماشي يانودي ربنا يستر ومحدش يقفشكم.

صعدت سارة الي مكتب نديم وهي تتوق الي رؤيته استأذنت اكثر من مرة في الدخول لكنها لم تحظى برد؛ وقفت قليلا لتحزم امرها وتقرر الدخول
اقتربت منه وجدته نائما ويبدو على ملامحه الارهاق الشديد ظلت تتأمل ملامحه وكانها كانت مسافرة وعادت لتوها بعد غياب طويل؛ اقتربت اكثر حتى، احست بانفاسه؛ ابتسمت بسعادة فهو وسيم للغاية حتى، اثناء نومه قبلت وجنته بهدوء لكنه لم ينتبه فتجرأت اكثر وقبلته برقة.

تفاجأت سارة بنديم يبعدها عنه بعنف قائلا
قلتلك ابعدي عني يا صوفيا ازاي اتجرأتي ورجعتي تاني.

شهقت سارة بفزع وقد ادركت معني كلماته ونظر اليها بصدمة وعدم استيعاب متسائلا هل سارة واقفه امامه بالفعل او انه يتخيل؛ ما الذي جاء بها مؤكد ان هناك مصيبة قد حدثت؛ هم بالحديث لكنه صمت عندما استعاد وعيه كاملا وتأمل هيئتها الساحرة لقد عادت به الي لحظة لقائهما الاول عندما رأها بالقاهرة؛ اقترب منها ينظر اليها بعتاب واشتياق برغبة لن يشبعها سواها بينما توقف عقل سارة عن التفكير بعدما ادركت ان صوفيا قبلته.

نديم بحب: سارة انتي كويسة انتي والولاد في حاجة انتي اول مرة تيجي المكتب حصل ايه؟
سارة بغضب وغيرة تفتك بها: معلش غلطة ومش هتتكرر
اسرعت بالفرار من امامه الا انه امسك يدها بقوة وجذبها اليه قائلا بحدة: في ايه مالك انا بكلمك ماشية ورايحة فين؟
دفعته سارة بقوة جعلته ينظر اليه بتعجب قائلة: ابعد عني بقولك خليني امشي.

حاول نديم تهدئتها دون فائدة فابتعد عنها واغلق بابا المكتب والقي بالمفتاح بعيدا؛ وجه نظراته اليها قائلا بتحذير: انا تعبان يا سارة واعصابي مش متحملة انطقي وقوليلي في ايه وجاية المكتب ليه؟
سارة ببكاء: كنت جاية علشان عيد ميلادك بس واضح ان خلاص هديتك وصلتلك من صوفيا؛. مظبوط يا نديم؟!
صمت نديم قليلا لتزداد ثورة سارة قائلة: انت مش غلطان انا الغلطانة لاني وثقت فيك وانت خاين..

صوت نديم الحاد جعلها تفزع فلأول مرة تراه
غاضبا الي هذا الحد جذبها اليه بعنف قائلا بتهديد: انطقيها مرة تانية وانا اقطعلك لسان فااااهمة انا عمري ما كنت خاين ولو بطلت احبك او حبيت واحدة غيرك اقدر بكل بساطة ابعد عنك
اصلا بأي حق جاية تعاتبيني وتتهميني بالخيانة؛ ردي وقوليلي بأي حق!
سارة بضعف: مفيش ليا حقوق يانديم انت صح انا ضيعتك بضعفي واهمالي ليك.

نديم بجنون: غبية غبية وهتضيعي كل اللي بينا بسبب ضعفك وسلبيتك انتي ايه! فين الحب اللي انتي دايما تتكلمي عنه؟ ازاداد صوته ارتفاعه ليكمل هو ده الحب انك تتنازلي عني وتسيبيني لغيرك
سارة: انا مش هجبرك تعيش معايا غصب عنك انت اول ما قربت منك وبوستك فكرتني صوفيا حصل ولا لأ؟
نديم: وانا من وجهة نظرك ممكن اضعف شايفاني تافه للدرجة دي!

سارة ببكاء وخوف من اجابته: لا يا نديم انا متاكدة انك مستحيل تضعف بس كمان متأكدة ان صوفيا مش هتسلم بسهولة وهتحاول توصلك
نديم وقد ابتسم رغما عنه: يا سلام والله فرحتيني بثقتك الكبيرة فيا يامدام سارة بس منين حضرتك متاكدة كده ان صوفيا لسه بتحبني
سارة بخفوت: من نظراتها ليك يا نديم انا مش عبيطة!
اقترب نديم ورفع وجهه اليه لتتلاقي اعينهما سويا ويرى مدى جمالها المهلك فتهدأ ثورته ويهمس اليها بصدق.

ولما انتي ذكية كده ولاحظتي نظرات صوفيا مقدرتيش تشوفي نظراتي ليكي وعشقي اللي قتلني يا سارة؛ هان عليكي تبعدي عني كل ده وتدبحيني بالشكل ده؟!
قدرتي تتهميني اني خاين؛ ردي وقوليلي كده ازاي اخونك وانا مجنون بيكي
سارة بندم: اسفه اسفة على كل لحظة بعدت عنك وتعبتك معايا بس غصب عني ارجوك يانديم اديني فرصة ومتبعدش
نديم بجدية: انتي قولتي انك جاية علشان عيد ميلادي صح؟
سارة: ايوة والله انا كنت عاوزة اعملك مفاجأة.

نديم: ودي اجمل مفاجأة اتعملتلي في حياتي كلها والاجمل منها الفستان الجميل ده؟
سارة بخجل: يعني حلو وشعري عجبك لونه
نديم مقبلا رأسها بحب وهو يحاول تهدئة انفاسه المتلاحقة نظر اليها متسائلا
انا تعبت يا سارة وقبل ما تفهمي كلامي غلط انا مش تعبان منك انتي؛ انا تعبت من البعد نفسي تحتويني اكتر من كده كفاية اللي ضاع من عمري
سارة بجرأة وتأكيد: مش هبعد
نديم: ولو حصل تاني؟
سارة: سامحني وعرفني غلطي بس من غير قسوة.

ابتسم نديم واقتربت سارة مقبلة وجنتيه باعتذار لتزداد رغبته بالمزيد ولم تبخل هي بما يريد لتقترب من شفتيه في محاولة منها لارضائه لكنه لم يستطع الانتظار اكثر فاحتضن شفتيها بقوة واشتياق اضاعهما معا في دنيا جديدة
سارة بانفاس متقطعه: خلاص يا حبيبي خلينا نروح احنا في المكتب
نديم برفض: خلاص ياسارة انتي جيتي بنفسك تتحملي بقي اللي هيحصلك ومتخافيش مفيش حد هيدخل المكتب.

قضي سليم وامير يومهما الاول بصحبة مهاب الذي تعامل مع أمير بحفاوة وترحاب جعلت امير يندمج بسهولة بينهم
مهاب: على فكرة عندنا مجموعة خيول عربية ملهاش مثيل ملكي انا ودكتور سليم من سنين
أمير بسعادة: الخيول دي شئ ممتع وقليل لما تلاقي حد بيقدر قيمتهم
مهاب: ازاي ده النبي صلي الله عليه وسلم
( قال الخيل معقود في نواصيها الخير الي يوم القيامة).

انا مهما كنت مخنوق او متضايق او ما بركب الفرس ويجري بيا بنسي كل حاجة بنسى نفسي
أمير: انا عرفت الواد سليم بيجي المنيا كتير ليه عنده حق
مهاب: يلا يا سليم خد صاحبك وروحوا عالاسطبل انا ورايا مشوار مهم هخلصه واحصلكم
مرت ساعة دون ان يشعر أمير بالوقت الهواء المنعش والهدوء المحيط بالمكان يجعله أشبه بالجنة
سولي بتأفف: انت يازفت كفاية بقي بقالنا ساعه وانا تعبت وعاوز اكلم شجن يا غلس.

أمير: ياعم روح كلمها وحل عني انا مبسوووط جدا يا سليم بجد انا بعشق الخيل
سليم: خلاص خليك براحتك انا هروح اكلمها وارجعلك وانت عيش بقي مع نفسك تمام
ابتعد سليم متلهفا لمحادثة شجن بينما انطلق أمير يسابق الوقت والهموم والافكار التي لا تنتهي يحس انه طائرا حرا يحلق بالسماء
بينما كانت نداء تقترب بحذر من فرسها الجامح الذي تعشقه وقد حذرها والدها مرارا من ركوبه.

اخذت تراقب المكان بحذر الي ان تاكدت من خلوه من اي أحد
وثبت بخفة فوق ظهر الفرس الذي علا صهيله محذرا لها ولكن ما زادها هذا الا عنادا واصرارا على ترويضه
ضربته بخفه لتحثه على الانطلاق واستجاب لها
ابتعدت نداء كثيرا لكنها شردت قليلا؛ لحظات كانت كفيلة بأن يلقيها الفرس أرضا بقوة وقسوة لتصرخ نداء متألمة.

اغمض أمير عينيه مستمتعا بذاك الشعور الرائع ولم ينتبه لتلك الواقعة ولكن صرختها التالية جعلته يتوقف قليلا ليبحث عن مصدر الصوت
وجه أمير فرسه باتجاه تلك الصرخات ليقترب منها ويصدم بنداء واقعة ارضا تبكي ويبدو ان بها ما يؤلمها
أمير بخوف: أنسة نداء انتي كويسه؟
هزت رأسها نافية لتتحدث بصعوبة قائلة: لا انا وقعت والحصان طلع يجري وخايفة يحصله حاجة
أمير بغضب: مش مهم الحصان المهم انتي؟

نداء: لا المهم الحصان ارجوك رجعه لان لو حصله حاجة مش هسامح نفسي وكمان بابا مش هيسامحني
لحق امير بهذا الفرس الجامح وتركها مرغما ليعود بعد قليل وقد تمكن منه وامسك لجامه باحكام
هبط امير اليها قائلا بهدوء: تقدري تمشي ولا اشيلك؟
نداء بخجل: لا انا كويسة ابعد لو سمحت شوية
أمير وقد تيقن من وقوعه بحبها دون شك: طيب هاتي ايدك على ما تقفي
هزت راسها نفيا وحاولت الوقوف ولكن الالم القوي بكاحلها جعلها تصرخ بقوة.

ارتعب أمير وازدادت دقات قلبه لألمها ورفعها بخفة فوق ظهر حصانه؛ احست نداء ان قلبها سيتوقف من فرط خجلها ولم تتحدث مطلقا امسك أمير بلجام الفرسين معا وتحرك بهدوء يتمني الا تنتهي المسافه وان يتوقف الوقت كي تبقي بجانبه واغمضت هي عينيها تتألم بقوة من ألم بجسدها والم بروحها لا تعلم له سببا..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة