قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الخامس

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الخامس

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الخامس

يقف سليم وأمير كحائط سد امام مهاب الذي جن جنونه عند رؤيته لنداء وهي تتألم فهي بالفعل نقطة ضعفه عندما يصيبها شئ يشعر هو بالألم؛ تتعالى صيحاته وتحذيراته بينما تنظر اليه نداء بخوف حقيقي وغضب تحاول كتمانه؛ فكيف يعنفها بتلك الطريقة امام أمير
تحدثت زينة محاولة تهدئة الاجواء قليلا قائلة
طول بالك يا مهاب الله يكرمك خلينا نطمن عليها الاول؛ مش شايف رجلها وارمة ازاي.

تحدث سليم بهدوء قائلا: ان شاء الله مفيش كسر بس ده التواء او تمزق في الاربطة
أكد امير ما قاله سليم ليزداد مهاب غضبا متوعدا وموجهاً حديثه لنداء قائلاً: المرة دي مفيش كسر بس المرة الجاية هكسرلك انا رقبتك يا حيوانة
لم تتمالك نداء دموعها فتلك المرة الأولي التي يهينها والدها بتلك الطريقة؛ احس أمير بغصة والم عند رؤيته لحالتها ليتحدث الي مهاب قائلاً.

حضرتك نشوف دكتور الاول يطمنا عليها وبعدين تتفاهموا مع بعض بهدوء
احتضنت زينة ابنتها بحماية ووجهت نظرات تحذيرية ناحية مهاب كي لا يتمادى اكثر
اقترب مهاب ناحية نداء فأختبأت بأحضان والدتها ولكنه ازاح يدي زينة بهدوء وحمل نداء بين يديه دون كلام ثم تحدث الي سليم طالباً منه احضار طبيب لمعاينتها.

غادر مهاب حاملاً ابنته بينما نظرت زينة بتمعن ناحية أمير الذي حاول جاهداً اخفاء مشاعره ولكنها كأم وعاشقة قد مرت بما يمر به أمير الان ادركت ان أمير يكن مشاعراً ناحية نداء
تحدثت زينة بهدوء لسليم قائلة: اطلع ياسليم هات الدكتور بكر اكيد موجود في عيادته دلوقتي
توجه سليم مسرعاً وحاول امير اللحاق به لكن سليم منعه هاتفاً: خليك انت الدكتور في البيت اللي جنبنا دقايق ان شاء الله واجيبه.

غادر سليم وبقت زينة ناظرة ناحية أمير فقررت ان تواجهه بحقيقة الأمر فيبدو انه لم يعلم بشأن خطبتها لأخر فتحدثت بجدية:
للأسف مهاب لما بيتعصب بيبقي صعب اوي ومبيعرفش يتحكم في اعصابه؛ بس المرة دي هو عنده حق ومعذور
أمير باندفاع: لا طبعا؛ هي اصلا مرعوبة ومش متحملة انه يزعقلها وقدامي كمان!
تأكدت زينة تماماً من حبه لابنتها فلمعة عينيه عند ذكره لأسمها لا توجد سوى بعيني عاشق.

زينة بحزن من أجله ظهر جليا في صوتها تحدثت بتوضيح قائلة
حبيبي لما تبقي اب هتعرف ان ابنك ده وهو بيجري ويتنطط بتكون روحك بين ايديه ولما يقع ولا يحصله حاجة انت اللي بتتوجع مش هو؛ نداء هي تؤام مهاب بيحبها اكتر من روحه بس هي للأسف عنيدة زيه؛ حذرناها كتير؛ حتى، خطيبها ريان مبيحبش الخيول ودايما بيطلب منها متركبش خيل بس مبتسمعش الكلام.

أمير بخوف وتردد سألها متمنيا ان تنفي ما سمعه تحدث قائلا: حضرتك قولتي خطيبها؛ ازاي خطيبها
زينة: نداء مخطوبة لابن عم دكتور مهاب مهندس اسمه ريان؛ بيحبوا بعض ومهاب قال يبقوا قدام عنينا بدل ما يتقابلوا من ورانا بس الجواز مش هيتم قبل ما تخلص دراستها.

انطفأت بعيني امير تلك اللمعة على الفور وحل مكانها غيمة من خيبة الأمل انفطر قلب زينة من اجله فهي مدركة لما يعانيه الأن فقد مرت بموقف شبيه عندما ارتبط مهاب بغيرها؛ تعللت زينة بالصعود لابنتها وتركته وحده يستشعر معني كلمة جديدة لم يعلم بوجودها سوى الان وهي
انكسار القلب.

بغرفتهما مازال سليم يحتضن نداء بتملك يهمس اليها بالعديد من التحذيرات واهمها الا تذهب الي الجامعة بغيابه لتعترض نداء قائلة
يعني ايه مش اروح الجامعة ياحبيبي الامتحانات قربت وانت هتغيب اسبوعين
سليم: مليش فيه طول ما انا مسافر متخرجيش
نداء بدلال: علشان خاطري يا سليم مش ينفع كده هروح المحاضرات المهمة وبس.

سليم برفض قاطع: قولت لأ ومش هرجع في كلمتي وانتي عارفه وبلاش تدلعي عليا كده لاني مش هسمع كلامك بس هعمل حاجات تانية
نداء بغضب طفولي: لا بجد انت جننتني يا دكتور الشغل ملوش دعوة بالغيرة بتاعتك دي يعني الطلبة هياكلوني مثلا؛ استغفر الله العظيم يارب؛ تحولت نظرات الغضب بعينيها الي حزن يغلفه الاشتياق لتكمل بصوت ضعيف.

مش كفاية هتسيبني لوحدي اسبوعين؛ انا بحس ان روحي هتطلع وانت بعيد يا سليم ولولا انك مسافر عمرة مش كنت هسيبك ابدا
لم ينتظر سليم كثيرا بل اذابها داخل احضانه يود تخبئتها عن العالم بأكمله واستكانت هي داخل حصونه التي تشعرها بالأمان
انتفض كلاهما على صوت دقات عنيفة مصدرها تؤامهما الشقي ليسبهما سليم وتبتسم نداء بيأس من تغير تصرفاتهما
قاسم بصوت مرتفع: مااااما احنا وصلنا وعاوزين نتغدا.

وضع سليم يده فوق فمها يمنعها من الكلام ليرد هو نيابة عنها قائلا
ماتروح تاكل انت وهو هي ماما هتأكلك بايديها
عمار: يابابا فين ماما؟
سليم: نايمة يا حبيبي.
قاسم: صحيها يا بابا او افتح الباب واحنا نصحيها
حاولت نداء كتم ضحكاتها دون فائدة لينظر اليها سليم محذرا الي ان صمتت
سليم بجدية: انزل انت وهو اتغدوا واحنا هننزل بعد شوية.

ابتعد عمار وقاسم على مضض ولكن سليم استمع الي صوت احدهما يقول للأخر: والله ابوك ده دماغ قال نايمة قال تلاقيه بيقولها الوصايا العشر قبل ما يسافر
لم تستطع نداء السكوت بعدما لاحظت ذهول سليم لتملأ ضحكاتها المكان ويبتسم سليم معترفاً بان ما قاله ابنه حقيقة.

توجهت شمس لمنزل والدتها مرغمة بعد الحاح من جدها الذي اخبرها بمرض والدتها وخضوعها لعملية لاستئصال الزائدة
كانت تشعر بثقل انفاسها فهي تكره هذا المكان وقاطنيه لم ولن تشعر بينهم بالألفة او الارتياح شعور بالضيق يسيطر عليها منذ لحظة وصولها الي أن تغادر ووقتها فقط تشعر بعودة الهواء النقي من حولها؛ تتنفس بحرية بعيداً عن والدتها واصدقائها الذين لا يخلوا البيت منهم.

دقت جرس الباب ليفتح لها الخادم بابتسامة بسيطة
شمس بخفوت: السلام عليكم؛ مدام ناريمان موجودة؟
اجابها شاب يبدو بالثلاثين من عمره لم تره من قبل لكنها احست بانقباض لا تعلم مصدره عند اقترابه منها؛ تراجعت للخلف وتحدثت بحذر قائلة
حضرتك مين؟
مد يده مصافحاً لكنها لم تبادله السلام قائلة أسفة مش بسلم على رجالة
راسل: اممم انتي متأكدة انك بنت ناريمان؟!

شمس بغضب: لو سمحت ممكن تقولي ماما فين وتبعد عن طريقي انت اصلا مين وبتتكلم معايا بأي صفة؟!
راسل: انا ياستي راسل الجابري اخو مدحت جوز امك؛ قال كلمته الأخيرة بشئ من السخرية زادت من غضب شمس لتنظر اليه بثقة وتحدي قائلة
والمفروض اعمل ايه يعني؛ تمام يا استاذ راسل تشرفنا ممكن بقي تقولي ماما فين عاوزة اطمن عليها وامشي لأني مش فاضية.

راسل بوقاحة: تمام ماما فوق بس تعرفي انتي مش واخدة منها اي حاجة غير جمالها الرهيب وده من حسن حظك
نظرت اليه شمس بتحذير لتتحدث بجدية قائلة
يا استاذ راسل ياريت تلتزم حدودك معايا واه فعلا انا واخدة من امي شكلها وبس وعلشان كده ياريت تبعد عني لأني مبحبش اتعامل مع اغراب ولو سمحت ممكن تطلع تبلغها اني عاوزة اشوفها او تبعد عني وانا هتصرف.

مر يومان كانا بالنسبة لأمير هما الاصعب من بين ايام حياته فرغم انه فقد والدته وهو بسن صغير الا انه لم يشعر بهذا الألم الذي يحرق روحه الان
كيف لم يلحظ ان نداء مخطوبة؛ مؤكد هي ترتدي خاطم خطبتها ولكنه لم يشك للحظة انها مرتبطة بهذا السن الصغير اخذ يلوم نفسه ويعاتبها على تسرعها؛ ولكن هل لأحد منا سلطان على قلبه؛ هل نختار من نحب ونعشق ام انها اقدار قد كتبت علينا!

غادر هو وترك سليم بالصعيد رغم تعجب سليم ومحاولته المستميتة لبقائه معه الا أن أمير اعرب عن عدم ارتياحه وطلب من سليم ان يسمح له بالمغادرة
توجه الي المطار وغادر هارباً من المكان ومنها ومن قلبه الذي احس بضعفه وكسرته وقرر الابتعاد عنها الي الأبد.

اسرع ريان باتجاه منزل مهاب فهو لم يعلم بما أصاب نداء سوى الأن؛ دقات عالية تعبر عن لهفة وغضب صاحبها جعلت مراد يسرع لفتح الباب
مراد بهدوء: ايه ياعم ريان هتكسر الباب فكرتك حد مهم
وكزه ريان بغيظ قائلاً: مقولتليش ليه ياكلب ان ندا عملت حادثة
مراد: حادثة ايه دي كانت راكبة الحصان ووقعت ولولا ربنا ستر كان زمانها ماتت وارتحنا اقصد بعد الشر عنها.

نظر اليه ريان بسخرية: مش هتبطل تغير منها يامراد ياحبيبي انت بقيت شحط اد الدنيا اهو لم نفسك ومتغلطش في نودي بدل ما انفخك
مراد: روح ياعم انفخها هي بسببها الدكتور مهاب قالب علينا كلنا ومش طايق حد؛ البت دي عنيدة بشكل استغفر الله ظالمة
ريان بلهفة: طمني عليها بجد يامراد حصلها ايه متبقاش بارد وخليك جدع وخليني اشوفها.

مراد مبتسماً: ماشي انا هطلع اجدع منك هي قاعدة مع الحاجة هدى وبابا مش موجود ادخل بقي اطمن عليها وانا هعملك شاي بايدي علشان تعرف غلاوتك يا هندسة
اسرع ريان فرحاً لمعرفته بقربها وفرحته الأشد بخروج مهاب الذي لا يسمح له مطلقاً بالبقاء معها
استأذن ريان بالدخول وسمحت له هدي ان يدلف الي الغرفة
ريان بأدب: السلام عليكم ازيك يا ست الكل
هدى مبتسمة: تعالي يابكاش فينك ياواد ياريان.

ريان ونظراته معلقه بنداء التي تبدو شاحبة
انا كنت في القاهرة ولسه راجع واول ما عرفت جيت جري
هدي بمكر طيب تعالي اجعد وانا هطلع اجول لزينة تحضر الفطار ليك انت والست ندا اصلها مخصمانا ومبتاكلش
ريان بهدوء: تسلم ايدك انا مفطرتش والست ندا هتاكل معايا مش كده يانودي؟
ابتعدت هدي وتركت باب الغرفة مفتوحاً وتوجهت باحثة عن زينة.

بينما كانت نظرات ريان لا تبشر بالخير فهو قد حاول التماسك واخفاء غضبه لكنه عندما لاحظ شحوب وجهها واثر لندبة واضحة بجانب عينها جن جنونه
ريان بغضب: هتبطلي عند امتي ياندا؛ لا وليكي عين تتقمصي وتزعلي؟
نداء: الله يخليك يا ريان كفاية اللي بابا عمله انا مش ناقصة
اقترب منها ريان وتحدث بغضب: انتي مجنونة مش حاسة بحجم المصيبة اللي عملتيها كنت هتموتي نفسك وتخسري ابوكي ثروة.

نداء باعتراض: يا سلام وانت بقي زعلان عالفلوس ولا عليا؟

ريان: انت تفكيرك متسرع يا نداء على فكرة الحياة لازم الانسان يحكم فيها عقله قبل قلبه انتي عارفه الفرس اللي كان هيروح بسببك ده سعره كام؛ متخيله ان الجروح اللي في وشك دي كان ممكن تشوهك؛ متخيلة انتي كان ابوك وامك هيحصلهم ايه لو حصلك حاجة؛ هدأت حدة صوته قليلا لينظر اليها بحب قائلا: مفكرتيش فيا يا تاعبة قلبي مش اتفقنا بلاش تركبي زفت تاني ياندا ليه كده؟

نداء بحزن: يا ريان افهمني انت عمرك ما حبيت حاجة وحسيت انك متقدرش تبعد عنها او تعيش من غيرها ليه مش قادرين تفهموا اني بعشق الخيول بحس بحاجة صعب تتوصف وانا راكبة الخيل
ريان بسخرية: عموما انا مش قلقان لأني عارف ان دكتور مهاب باع الفرس ده وبسعر اقل من تمنه ياريت ترتاحي بقي وتعقلي
لم تستطع نداء الرد فهي قد اخطأت بالفعل
لانت ملامح ريان قليلا عند رؤية دموعها ليتحدث مازحا.

احمدي ربنا ان رؤوف صاحبي اجل حفلة خطوبته اسبوعين كنت هاخدك ازاي وانت مشلفطة كده
نداء: مش خارجة معاك يا ريان ويلا قوم روح
امسك يدها وقبلها برقة قائلا: حبيبتي الكل خايف عليكي وانا أولهم بلاش تعرضي نفسك لحاجة تأذيكي لأني مقدرش اعيش من غيرك وبعدين ايه روح دي حد يطرد حبيبه كده
نداء بحزن: ايوة مفروض انت اكتر واحد تحس بيا انا مكنتش اقصد.

ريان: خلاص يا قلبي متزعليش بقي واضحكي خلي الدنيا تنور بدل ما هي ضلمة كده.

قضت نداء ليلتها تنعم بقرب سليم بعد ان عاد من سفره وعادت معه روحها الغائبة وأمانها المتمثل بوجوده؛ استيقظت قبله واستعدت للذهاب للجامعه فيكفي غيابا
بعد ان انتهت نداء من محاضراتها توجه اليها ضياء الذي بدا شاحبا؛ حزينا
نداء مالك يا ضياء انت كويس؟
ضياء: لا انا مش كويس ابدا انا تعبان محبط معنديش رغبة في اي شيء حتى، املي الوحيد ابويا مصر يحرمني منه
نداء: أمل ايه ده ياحبيبي؟

ضياء: عاوزني اتعين في النيابة ومبقاش معيد في الجامعة
نداء: طيب ليه متفكرش في كلامه دي فرصة بالنسبة ليك حد يطول يبقي من رجال القضاء
ضياء: يعني انتي مش عاوزاني معاكي مش فارق معاكي اني افضل او امشي
نداء بتعجب: يا ضياء اللي يهمني مستقبلك وبعدين حتى، لو اتعينت في النيابة مش هتكلمني وتجيلي اشوفك؛ ولا انت هتنساني بقي وتبقي راجل مهم ومتفتكرنيش.

ضياء: انا مش هتعين في النيابة وعمري ما هبعد عنك انا مقدرش اعيش من غيرك لأني بحبك
نداء بتلقائية: وانا كمان بحبك جدا ياضياء وانت عارف
ضياء بصوت جاد وحاد بعض الشيء: افهمي بقي انا مش بحبك زي امي لأني اصلا مجربتش حب الأم شكله ايه؛ انا بحبك؛
بحبك زي اي راجل ما بيحب ست!

توقفت نداء عن الشعور بما حولها وتذكرت فقط كلمات سليم؛ لقد حذرها مراراً من ضياء وتعلقه الشديد بها؛ احست بالذنب ناحيته ولكنها ليست غاضبة منه هو بالفعل يتيم المشاعر؛ وكم منا يعاني هذا اليتم!
ارادت الرد عليه عندما لمحت بعينيه نظرات الترجي لكي تجيبه ولكن يدى سليم كانت الاقرب لتشهق نداء بفزع عند رؤية نداء لسليم يلقي بضياء ارضا ويكيل له الصفعات.

تجمدت اطرافها وشلت عن التفكير وكان ضياء مستسلما بشدة ربما يعاقب نفسه وربما لا يجرؤ على مقاومة غضب هذا العاشق؛ لكنه تحدث باجهاد واضح ما زاد سليم الا جنونا ليقول:
انا معنديش مشكلة تقتلني بس متأذيهاش هي ملهاش ذنب؟
صدمت نداء فهي تعلم ان ما قاله ضياء سوف يزيد من الوضع سوءاً اقتربت من سليم تحاول تهدئته لكنه دفعها عنه بعنف وقسوة لم تحدث من قبل قائلاً.

انتي للأسف السبب في اللي حصل مش الحيوان ده لوحده الغلطان؛ بس خلاص من النهاردة انا هعلمك تحترمي كلمتي يا نداء وقسماً بربي يا كلب لو لمحتك في اي مكان لكون مخلص عليك.

اطفأ محرك السيارة وتحدث اليها بجدية تحمل الكثير من الشدة: انزلي
نظرت اليه تستجديه ولكنه أشاح عنها ونظر امامه
غادر السيارة وسارت هي في اعقابه بخوف وقلق يكاد يجمدها عن الحركة، توجهت ناحية الجزء المخصص لهما معا لكنه جذب يدها بعنف مغيرا طريقها ليتوجه ناحية مبني منفصل عن البيت الرئيسي، ملحق به مخصص للضيوف
نداء بحذر: احنا جايين هنا ليه؟!
اكتفي بالصمت فزاد توترها.

دخلا معا واحكم غلق الباب خلفه لينظر اليها بتمعن قائلا:
تعرفي المكان ده انا مدخلتوش بقالي كام سنة، ده كان ملجأي لما حضرتك كنتي معايا ومانعة نفسك عني، فاكرة يا نداء فضلت منتظرك كام سنة علشان تسامحيني وتحني عليا وترجعيلي؟!
امسك معصمها بغل يقربها اليه يتحدث بلهجة عاشق غلبه جنون غيرته فأعمته عن الرؤية..

نداء بدموع لا تتوقف: سليم حبيبي اهدي واسمعني، انا عارفه ان الولد غلط بس هو شاب ومش فاهم حاجة ومش قادر يقيم مشاعره صح
سليم بحدة: اخرسي، تعرفي تخرررررسي وبس
ازاي جاتلك الجرأة انك تستغلي ثقتي فيكي بالشكل ده ازاي تسمحي لراجل غيري يقولك بحبك!؟
وللمرة الأولي منذ لقائها به تلمح بعينيه نظرات اتهام لم تستطع تحملها لتهتف بترجي.

سليم انت ازاي تقولي الكلام ده انا عارفه اني غلطت بس انا كنت عاوزة اساعده وبتعامل معاه زي اولادي ارجوك بلاش الأسلوب ده؟!
سليم بلهجة آمرة: مش انا قولتلك تخرسي ولا الكلام مش مأثر فيكي..؟! عموما عندك حق انتي لازم تتعاملي بأسلوب مختلف
قدامك حل من الاتنين
اما تاخدي اجازة لحد الكلب ده ما يخلص امتحاناته ويسيب الجامعة لأنه مش هيتعين معيد فيها طول ما انا عايش!

واما تكملي شغلك وتتحديني ووقتها هقدمه لمجلس تأديب وارفضه سنتين واضيعلك مستقبله
اختاري وردي عليا يادكتورة يامحترمة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة