قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الرابع والعشرون والأخير

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الرابع والعشرون والأخير

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الرابع والعشرون والأخير

استيقظ سليم بكسل على صوت طفلته الصغيرة تناديه بشقاوة قائلة: بابي حبيبي اصحي بقي
سليم بحب: صباح الخير حبيبة بابي
قبلته جميلة بقوة قائلة: جميلة تروح مع عمار وقاسم باي
سليم بتعجب: باي فين عالصبح كده
جميلة: سوف مزة
سليم بصدمة: نهار ابوكم أسود، تشوفي مزة ايه
جميلة بخوف: قاسم قالي
حملها سليم وخرج منادياً عمار وقاسم قائلاً
تعالي يا زفت انت وهو قدامي هنا بسرعة
نظر عمار لقاسم وتوجها إلى سليم
عمار: نعم يا بابا.

سليم: مزة ايه اللي اختك هتروح تشوفها؟
قاسم: ها، مزة ايه يابابا انت هتصدق عيلة صغيرة زي دي
عمار: احنا كنا بنقول ماما المزة
جميلة: لا، مزة باي
سليم: عارف يا عمار انت وقاسم انا ممكن اطلع روحكم واخلص من عمايلكم السودة عالصبح
قاسم: يا بابا اهدي مفيش حاجة، اديني بس جميلة علشان خارجين نفسحها
سليم: انت اهبل يالا، هتفسحها الساعة ٨ الصبح!؟
عمار: ايوة البنات عندهم محاضرات بدري..
سليم: بنات مين يا حيوان؟

قاسم: هات بس جميلة يا بابا وبعدين هنفهمك الموضوع؛ دي خدمة انسانية صدقني
سليم: جميلة مش هتخرج معاكم؛ كفاية الالفاظ اللي بتتعلمها منكم
عمار: يا بابا ارجوك جميلة لازم تخرج معانا دي هتعمل شغل جامد
ابتسمت نداء بحب وهي مقبلة اليهم قائلة: شغل ايه اللي جميلة هتعمله يا حبيبي؛ هتساعدك انت وهو تلموا البنات حواليكم..
سليم بتعجب: هما عاوزين ياخدوها علشان كده.

قاسم وعمار: يانودي ايه اللي حصل بس حتى، انتي فهمانا صح...
قهقهة نداء قائلة: اختكم لو حصلها اي حاجة ولو مجرد خدش متعرفوش انا هعمل فيكم ايه
سليم بجدية: في ايه ياندا؛ انتي هتسبيهم ياخدوها بجد..! لا طبعا مستحيل
نداء بهدوء: خدوا جميلة ومتتأخروش؛ ممكن نتكلم شوية يا دكتور لوحدنا
اختطف قاسم جميلة من بين يدي سليم وغادر مسرعاً
نظر سليم إلى نداء معاتباً فاقتربت منه قائلة.

على فكرة جميلة لما بتغيب عن عيني دقايق قلبي بيوجعني؛ ولو بأيدي مش هسيب عمار وقاسم ياخدوها بس انا مبسوطة جدا بقربهم منها وحبهم ليها ومش عاوزة اعمل حاجز بخوفي عليها
سليم: نداء ولادك واضح من كلامهم انهم رايحين يقابلوا بنات
نداء: على فكرة قاسم قالي انهم شافوا بنتين تؤام عند نديم في الجامعه ومعجبين بيهم جداً والنهاردة واخدين جميلة لانها بنوته صغيرة وهتجذب نظر البنات ليهم.

سليم بدهشة: وانتي عادي بالنسبة لحضرتك ان ولادك يصيعوا مع بنات
نداء: مسهماش صياعة ولو في نيتهم حاجة وحشة كانوا هيخبوا عليا، وبعدين انا حبيتك وانا اصغر منهم
سليم: وانا حافظت عليكي
نداء: وولادك برغم جنونهم ده بس طالعينلك يا سليم رجالة واكيد لو وقعوا في الحب هيحافظوا على حبايبهم
سليم بعدم اقتناع: انا مش موافق على تصرفك ده الولاد في كلية صعبة ومحتاجة تركيز.

نداء: غريب موقفك؛ انت كنت هتطير من الفرحة لما عرفت ان سولي بيحب
سليم بابتسامة: لأنه عاقل وكنت متأكد من اختياره
نداء: اوقات بتحيرني اوووي يا سليم مش قادرة استوعب حبك لسولي؛ انا ساعات بحس انك بتحبه اكتر من ولادك
سليم: وهو مش ابني
نداء: انا مش اقصد كده طبعا وانت فاهم قصدي عمر الله يرحمه لو عايش مكنش هيعمل لسولي اكتر من اللي انت عملته.

سليم: سولي طول عمره واضح بالنسبالي مبتعبش علشان افهمه غير ولادك شخصياتهم مختلفه ومتقلبة
نداء: كل الحكاية انهم اشقيا شوية عادي يعني انت بس اللي بتغير منهم
سليم بغيظ: يا شيخه وايه كمان؟
نداء: وبتغير على بنتك القردة ومش عاوزها تخرج
قهقه سليم: والله خايف تكوني متفقة مع ولادك ياخدوها بعيد عني علشان ترتاحي
نداء: اسكت بقي علشان انا قلقانه عليها خالص وخايفة ولادك ينشغلوا عنها؛ ربنا يستر.

سليم: انا هعدي الموقف ده علشانك انتي مفهوم
نداء: مفهوم يا دكتور..
سليم بحب ونظرات اشتياق: طب ايه، مش دي فرصه برده اقولك كلمتين مهمين قبل القرود ما يرجعوا.

أحست سلمى بالتعب فمنذ الصباح لم تترك والدتها مركزاً للتسوق الا ودلفت اليه
سلمي: كفاية يا ماما انا تعبت؛ ايه كل اللبس ده وبعدين حضرتك بتختاري حاجات قليلة الادب جدا وانا مستحيل البس كده
رحاب بتأفف: انتي هبلة يابت؛ هو انتي هتخرجي برة البيت؛ ده لبس عروسة ياحبيبتي
سلمي بخجل: بس كده عيب
قهقهة رحاب بحب وسعادة قائلة: فكرتيني يا لوما ايام فرحي انا ومجمود كنت بقول لأمي نفس الكلام.

سلمي: لسه بتحبي بابا زي الاول يا ماما؟
رحاب: اكتر من الاول بكتير يا سلمي؛ الجواز عن حب جميل والاجمل انه يستمر وينتج عنه اطفال وبالعشرة بيبدأ الحب يقوي وكل موقف يعدي ونقدر نتغلب عليه بيسيب جوانا ذكرى تقوي الحب ده، ابوكي بعد ما كان حبيبي وبس بقي حبيبي وجوزي وابو ولادي، وبعد ما ابويا وامي ماتوا بقى سندي؛ اكيد بنختلف وبيجنني وببقي نفسي أخنقه بس بعد دقايق بنسى كل حاجة وبفتكر بس انه شريك حياتي.

سلمي: انا خايفة يا ماما؛ مش عارفه ازاي انا وادم هنعيش حياتنا خايفة مكونش اد المسؤولية
احتضنتها رحاب بقوة قائلة: اعملي اللي تقدري عليه علشان تحافظي على بيتك وجوزك احتويه ومتنسيش انه راجل البيت وفي الأول والأخر وكل شئ نصيب؛ ربنا يسعدك يا حبيبتي ويوفقك...
سلمي: يارب يا ماما، تعالي بقي ناكل ايس كريم الأول لان انا خلااااص مش قادرة وبعدين نكمل...

أمسك ضياء بيد زوجته وحمل عنها صغيرته الجميلة، أجلس زوجته اولاً ثم جلس مقابلاً لها؛ نظر إلى حياة بحب قائلاً
اصحي بقي ياحياتي؛ معقول كل ما نخرج نتفسح تفضلي نايمة
شمس: اه يا سيدي وتصحالي انا طول الليل زي القردة
ضياء: متقوليش قرد دي قمر، أحلي البنات
شمس بغيرة: يا سلام، بقي كده
ضياء بحب: أكيد طبعا طالعه قمر زي شمسي.

ابتسمت شمس بسعادة وطالعها هو بحب وشوق جارف قائلاً: عندي انتداب في الاسماعيلية ومش هقدر اسيبكم لوحدكم؛ ايه رأيك تسافروا معايا علشان ابقي مطمن عليكم
شمس بسعادة: ياريت؛ انا عمري ما رحت الاسماعيلية وبيقولوا حلوة اوي..
ضياء: ايه رأيك ناخد الايس كريم ونروح البيت احسن
شمس: زي ما تحب
ضياء: هروح ادفع عند الكاشير وارجعلك..

استمعت رحاب إلى حديث شمس وضياء بسعادة وندم فهي كانت تشعر بالندم لرفضها لشمس من قبل وكانت تؤنب نفسها دائما ولكنها تأكدت الان من حب شمس لزوجها وتشعر بالسعادة من اجلها
اقتربت رحاب من شمس قائلة
ازيك يا شمس ياحبيبتي ايه الصدفة الجميلة دي
شمس بتعجب: دكتورة رحاب! اهلاً حضرتك عاملة ايه؛ ازيك يا سلمي
احتضنتها سلمي بحب وبادلتها شمس بهدوء فتحدثت رحاب متسائلة
بنتك دي يا شمس؟
شمس مبتسمة: ايوة، حياة.

نظرت اليها رحاب وسلمي ومدت سلمي يدها اليها قائلة
ممكن اشيلها يا شمس؟
شمس: اه طبعا ياحبيبتي
سلمي: بسم الله ما شاء الله زي القمر جميلة اوي ياشمس
شمس: تسلمي ياقلبي عقبالك يارب؛ خالو محمود قالنا ان فرحك قريب
سلمي: ان شاء الله؛ واكيد هتحضري انتي وحياة وجوزك
شمس: ان شاء الله اكيد هحضر؛ ربنا يسعدك يا لوما..
رحاب: اخبارك ايه ياشمس؛ عاملة ايه مع جوزك؟
شمس: الحمد لله كويسة
رحاب: لسه زعلانه مني!

شمس: بالعكس، انا ربنا عوضني عن سنين عمري اللي فاتت كلها بضياء جوزي، وبعدين حضرتك كل شئ نصيب والحمد لله نصيبي راضية بيه اوي وبتمني يديمه نعمه في حياتي...
استأذنت شمس مغادرة على وعد بحضور حفل زفاف شمس
ونظرت سلمي إلى والدتها قائلة
طول عمرها رقيقة ومسالمة وواضح ان جوزها زيها..

رحاب بتنهيده وحزن: مش كان زمان اخوكي متجوزها ومخلف منها؛ بس انا بغبائي وقفت قدامه واهو من يوم ما رجع من السفر وحاله مش عاجبني ولا عارفه ماله
سلمي بتردد: يا ماما سامر مش زعلان علشان شمس هو اصلا محبهاش بالدرجة الكافية علشان يتمسك بيها، سامر حب بنت واحنا في كندا بس حصل بينهم مشاكل وانفصلوا ومن وقتها وهو كده؛ بس ارجوكي متفتحيش معاه الموضوع..

رحاب باهتمام: اقعدي واحكيلى ومتخافيش مش هكلمه في حاجة بس نفسي افهم ماله...

تحدث سامر إلى محمد كعادته مؤخراً يطمئن على احواله ويعلم محمد ان اتصال سامر ماهو الا محاولة للاطمئنان على سيلا؛ تلك العنيدة التي ارهقت قلب سامر وقلبها؛ تكمل دراستها بكل همة وتعمل مع والدها؛ لا تعطي لنفسها مجالاً للتفكير بسامر ومع ذلك فشلت بنسيانه
تحدثت سيلا إلى بعض اصدقائها بالهاتف؛ انتهت من مكالمتها وتوجهت إلى غرفة شقيقها محمد قائلة:
ممكن تخرج معايا شوية؛ انا حاسة بملل.

محمد: ملل ايه وانتي لسه راجعه من الشغل؛ انتي بتقتلي نفسك في الشغل يا سيلا
سيلا بتوتر: عادي بحاول اثبت نفسي مش اكتر
محمد: لحد امتي هتفضلي تهربي؛ مش كفاية كده..
لو هتقدري تنسي كنتي نسيتي من زمان
سيلا: بليز يا محمد بلاش كلام في الموضوع ده
محمد: على فكرة سامر هيخطب قريب
لم تستطع سيلا الوقوف بعد كلمات محمد فجلست فوق المقاعد المجاور لها وقد تزايدت دقات قلبها بألم؛ نظرت إلى شقيقها بضعف قائلة
معقول؛ هيخطب خلاص!

احتضنها محمد بحب وخوف قائلاً: للأسف لأ؛ هو كمان غبي زيك وموقف حياته عليكي؛ انا كدبت علشان اعرف لسه بتحبيه ولا لأ واعتقد انا وانتي وصلتلنا الاجابة؛ الحقيه قبل ما يفقد الأمل فيكي ويرتبط بغيرك يا سيلا...

استمعت سحر إلى خالها مجدي متحدثاً إلى والدتها قائلاً بجدية
موافقش، قلتله والله بنت عمتك مفيش زيها بس قالي مش هتجوز دلوقتي؛ البت بنت مهاب لسه شغلاه وحاسس بالندم انه سابها
شقيقة مجدي: والنبي ابنك ده ملوش في الطيب نصيب وبعدين هو انا بنتي بايرة ولا هتعنس من غيره..
مجدي مبرراً: مش القصد ياختي، دي سحر ست البنات
تمتمت سحر بغيظ محدثه نفسها قائلة: بقي كده يا ريان طيب ماشي والله لأحرق دمك يابن خالي.

بقي انا ترفض تتجوزني يا عرة.

اراد أن يتحدث اليها بعد ان عاد إلى بيته عقب قيامه بإحدى المهام الخطرة التي اشترك بها ضمن اعضاء فريق العمليات الخاصة فهو ومنذ ثلاث سنوات لم يتخاذل مطلقاً عن اداء واجبه كذلك الحال لسليم عمر الذي قد ادي دوره رغم زواجه الحديث..
توجه إلى غرفة والده واطمأن على احواله ثم استأذنه لكي ينال قسطاً من الراحة.

أمسك هاتفه كي يحادث زوجته، ابتسم بسعادة عند تكراره لتلك الكلمة، أخيراً اصبحت نداء زوجةً له، بدأ بضغط زر الاتصال الا انه وجد مكالمة من سولي
اجابه أمير بغيظ قائلاً: عاوز ايه يابني انت مش لسه عريس جديد
سليم ضاحكا بقوة: عقبالك ياعم بس خف شوية حاسس انك مركز معايا...
أمير: نفسي اتجوز زيك بقي...
سليم: طيب اسمع يا سيدي؛ هقولك خبر خاص جداا
أمير: خير يا ريس
سليم: شجن حامل؛ انا هبقي أب ياض.

أمير بسعادة: الف مبروك ياحبيبي ايه الحلاوة دي؛ ربنا يكملها على خير
سليم: المهم بقي انا هعزمك انت وندا على سهرة حلوة بالمناسبة دي
أمير: حبيبي يا سليم يا جامد؛ بس تفتكر مهاب هيوافق؟
سليم: متقلقش ابويا هيكلمه وهيقنعه بس عد الجمايل ومتنساش
أمير: مش هنسي يا معلم؛ جميلك على راسي يا باشا كفاية سبتها يوم كتب الكتاب وطلعنا المهمه ومن وقتها هموت واشوفها..
سليم: ربنا يهون وتتجوزوا عن قريب.

أمير: يارب يا سليم ان شاء الله الشقة قربت تخلص وهحدد مع دكتور مهاب معاد علطول، بس انا نفسي اعملها مفاجأة ومحتاجلك تساعدني
سليم: معاك؛ قولي محتاج ايه وانا هنفذ.

بعد الحاح من دكتور سليم استجاب مهاب لطلبه ووافق على دعوة سولي وشجن
ارتدت نداء فستاناً رقيقاً يشبهها وتوجهت بصحبة والدها إلى القاهرة
استقبلتها نداء بحب كبير قائلة: نودي حبيبة قلبي
نداء مهاب: مبروك يا تيته نونو؛ معقول في تيته قمر في الدنيا كده
نداء بسعادة: مش قادرة اتخيل يا نودي هطير من الفرحة سولي هيبقي أب
نداء مهاب: ان شاء الله ربنا يسعده هو وشجن يستاهلوا كل خير.

نداء: يلا استعدي أمير جاي دلوقتي ودكتور مهاب مشغول مع سليم، اخرجي واتبسطي ياقلبي ومتقلقيش سولي وشجن معاكم؛ تمام
نداء مهاب: تمام
نداء: انتي بتحبي امير يانودي؟
اومأت نداء بخجل دون رد فابتسمت نداء بطفولية قائلة: ما انا عارفه، مفيش حد يعرف في الحب ادي أنا..
اتت اليهما شجن قائلة: ايه الجمال ده نودي الكبيرة والصغيرة
نداء مهاب: شوشو، وحشتيني يا مامي
شجن بخجل: عقبال لما نفرحك بيكي يا ندا.

نداء: اقعدي يا شجن مش تقفي كتير ياحبيبتي
شجن: حاضر
قهقه سولي عندما استمع إلى زوجته ووالدته قائلاً بمرح: كلمة حاضر دي هي اللي وقعت الدكتور سليم؛ وشكل شجن ماشية على نفس خطواتك يا نونو
نداء: بس يا ولد ملكش دعوة بيا انا وسليم؛ وبعدين احمد ربنا ان مراتك رقيقة زي مامتك ولا مش عاجبك
قبل سولي يد والدته باحترام قائلاً: انا اول حاجة حببتني في شجن انها بتشبهلك في حاجات كتير.

طيب تعرفي ان هي اللي رفضت نسافر نقضي شهر العسل برة وقالت انها مبسوطة بوجودها معاكم، وضيعت عليا الفرصة
نظرت نداء إلى شجن بامتنان متحدثة بجدية قائلة
بعد ما ربنا يقومها بالسلامة هاخد انا البيبي وانتوا سافروا شهر العسل في المكان اللي يعجبكم.

احد المطاعم الشهيرة جلس أمير ونداء بطاولة منفردة؛ وبطاولة مجاورة جلس سولي وشجن..
تناولوا جميعا عشاءاً شهياً ثم اغلقت الاضاءة فجأة، شهقت نداء بخوف هامسة لأمير: ايه ده النور مطفي ليه
أمير بهدوء: ممكن عطل بسيط؛ متخافيش
نداء: تمام..
بعد لحظات قليلة عادت الاضواء ولكن بشكل مختلف..

اتسعت ابتسامة نداء بسعادة وخجل فطري عندما شاهدت أمير واقفاً أمامها ممسكاً بيده باقة من الورد الأحمر وبين الورود واحدة بيضاء اللون
علت اصوات الموسيقي ونظرت نداء إلى أمير بحب عندما وجدته يغني بصوت عذب لم تدرك من قبل أنه يمتلكه قائلاً
صاحبة الصون والعفاف، أحلي واحدة في البنات
اللي عمر ما قلبي شاف، زيها في المخلوقات
تسمحيلي برقصة هادية؟ تسمحيلي بقربي منك؟
حلم عمري تكوني راضية عن وجودي بس جنبك.

يا خلاصة الجمال، يا نشيد العاشقين
يا إجابة عن سؤال كان شاغلني من سنين
كام سؤال عن مين حبيبتي
مين هتبقى أساس حكايتي
والاجابة كانت انتي، انتي كنتي غايبة فين
تفاجأت نداء بانحناء أميرها مادداً يده اليها راغباً أن يضمها اليه بأولي رقصاتهما سويا، نظرت نداء باتجاه سليم وشجن فأومأ اليها سليم مشجعاً ورغم خجلها الواضح الا انها تمنت أن يراقصها فتنعم بدفء احضانه التي تجعلها تعشقه اكثر واكثر.

كانت تلك تجربتها الأولي ورغم ذلك كانت تشعر انها تحلق بالسماء لم تجد صعوبة بالحركة بين يديه بينما كان أمير هائماً بين تفاصيل وجهها فتارة ينظر إلى عينيها واخري إلى وجنتيها التي تفتنه بحمرتها الخجولة، ثم ينظر بشغف إلى شفتيها..
لاحظت نظراته فتحدثت بخفوت قائلة: انت وحشتني اوي يا أمير..
لم يصدق أمير ما قالته فتوقف عن الحركة وسألها بتأكيد
انتي قولتي ايه؟

لم تجبه؛ فأمسك يدها بحب ونظر باتجاه سليم وشجن قائلاً بصوت يسمعه الجميع
زي النهاردة من ٤ سنين كنت مقتنع ان الحب وهم واني مستحيل احب واضعف قدام اي بنت؛ وفي لحظة واحدة وبنظرة من عنيها غيرت كل افكاري، بقيت أسير لضحكتها، بتمني أشوفها ولو صدفة، غيرتني وغيرت حياتي، وقبل أن تستوعب نداء ما قاله أمير حملها بين يديه وأخذ يدور بها وسط تصفيق حاد من الثنائيات المتواجدة بالمكان.

ابتسمت سحر بشماته عند رؤيتها لمقطع الفيديو الذي ارستله اليه احدي صديقاتها قائلة بانبهار
شفتي يا سحر نداء وعريسها، يالهوي واد قمر ياناس ورومانسي ازاي
سحر: شفت ياختي؛ ربنا يسعدها عقبالنا
الفتاه: يا شيخة انا بحسبك هتضايقي
سحر بغيظ: وانا هتضايق ليه ياحبيبتي؛ كان خطيبي وسابني علشانها..
الفتاه: يعني احنا عارفين انك مبتحبيش ندا.

تمتمت سحر قائلة بخفوت: كنت بكرهها علشان ريان بيحبها ومش حاسس بيا بس طلع مبيعرفش يحب حد؛ بس والله لروحله واخليه يشوف ندا وعريسها واقهره عليها.

بالمطار كانت سيلا تنظر إلى المكان من حولها بتوتر وترقب فهي وبعد الحاح من والديها وشقيقها وعمتها نداء وافقت على النزول إلى مصر، لا تعلم ان كان قرارها صائباً ام خاطئاً؛ ما تعلمه انها تشتاق إلى رؤية سامر وبشدة؛ منذ رحيله وكل شئ اختلف وكأن الحياة وجمالها كان مرهون بوجده بالقرب منها
بالبيت كانت نداء تنتظر وصول شقيقها واولاده على أحر من الجمر
ولكن اتصالاً من رحاب جعلها تنشغل قليلاً.

نداء: مش معقول أخيراً حضرتك افتكرتيني..
رحاب: انتي عارفه اني دايما فكراكي يا نودي؛ بس سلمي فرحها قرب وبنجهزها، عقبال جميلة الجميلة
ابتسمت نداء بسعادة: ياااه معقول هشوف اليوم ده يارب يا دكتورة رحاب
رحاب: ان شاء الله ياقلبي تفرحي بيها وبولادها، قوليلي يانودي انتي فاضية ولا مشغولة
نداء: لا انا مش مشغولة، انا كنت قاعدة منتظرة نديم اخويا هيوصل من كندا النهاردة.

رحاب بسعادة: كويس جداااا، اسمعيني بقي علشان مفيش حد غيرك هيساعدني.

توجهت سحر بخطوات ثابته إلى بيت خالها
وجدت ريان جالساً خارج المنزل بالساحة الامامية وسط الاشجار المزروعة أمام البيت، اقتربت منه وتحدثت بشماته قائلة
ازيك يا ريان اخبارك ايه؟
ريان بتعالي: كويس، خير في حاجة
سحر بغيظ: ايه ممنوع اجي بيت خالي ولا ايه؟ عموما انا كنت جاية اسأل عن شجن أختك اصل أنا لمحتها في الفيديو بتاع نداء وعريسها وماشاء الله واضح انها مبسوطة اوووي فكنت جاية اباركلها.

ريان بفضول: فيديو ايه ده؟
سحر دون تردد: الفيديو ده؛ بص نداء وعريسها ماشاء الله قمررر
الحقيقة ربنا عوضها
شاهد ريان الفيديو كاملاً، احست سحر بالرعب من ملامحه وقبل أن تتحدث كان ريان ملقياً بهاتفها أرضاً بقوة محطماً اياه
سحر بصدمة: نهارك أسود كسرت الموبايل يا حزين
ريان بغضب: غوري يابت انتي من وشي يا بومة
سحر: أنا بومة يا غراب البين والله نداء ربنا بيحبها وارتاحت منك.

غادرت سحر من امامه وهي تسبه بكل ما تعلمه من شتائم بينما ريان يود أن يفتك بها...

استمعت نداء بإنصات إلى رحاب إلى أن انتهت، ظلت نداء صامته قليلاً ثم تحدثت بجدية قائلة
طبعا انا اتمني ان سامر وسيلا يكونوا لبعض، سيلا مش بس بنت نديم؛ هي كمان بنتي وانا وهي اصدقاء وحكتلي كل اللي حصل بينها وبين سامر
رحاب: قالتلك ايه؟

نداء: قالت ان طباعهم مختلفة، سامر بيفكر بعقلية الراجل الشرقي، وسيلا اه متربية كويس وتعرف دينها وتعاليمه، بس غصب عنها عندها ميول للانطلاق بتقلد المحيطين بيها؛ كانت صغيرة وسامر مقدرش يستوعب انها لسه مراهقة، حصل بينهم اكتر من موقف وبالنهاية سيلا قررت تبعد
رحاب: بس سامر لسه بيحبها
نداء: وهي كمان، بس تفتكري هيقدروا يتخطوا الاختلافات اللي بينهم.

رحاب: نداء انا اللي يهمني ان ابني يتجوزها، بعدين يبقوا يتخطوا براحتهم
قهقة نداء بشقاوة قائلة: حضرتك كده هتخلينى ارجع لنودي بتاعت زمان واخطط للموضوع ده
رحاب: اعملي اللي يعجبك وانا معاكي
نداء: عاوزين بنوته حلوة من قرايبكم نجنن سيلا بيها ونفهمها ان عينها من سامر ومحتاجة حضرتك تشرفينا في البيت كأنها زيارة عادية عاوزاكي تتعرفي على سيلا وتقربي منها، وسيبي الباقي عليا.

رحاب: حاضر ياحبيبتي بكرة هكون عندكم انا وسلمي علشان نطمن على عروسة ابني.

مر شهر بأكمله لم يمر به يوم الا ورحاب وسلمي يصطحبا سيلا معهما للتسوق وتجهيزات العرس؛ كانت تلتقي سامر بلحظات خاطفة كانت يحاول تجاهلها كما اوصته نداء ويظهر أمامها اهتمامه بابنة خالته..
جلست سيلا بأحدي الكافيهات تنتظر عودة سلمي ورحاب الا انها وجدت سامر امامها، حملت حقيبتها ناوية الرحيل لكنه استوقفها قائلاً
استني يا سيلا، ماما قدامها دقايق وراجعة، اقعدي محتاج اخد رأيك في موضوع.

جلست سيلا وابعدت عينيها عنه كي لا تضعف أمامه، بينما تأملها هو باشتياق قاتل، همس اليها بضعف قائلاً
ايه رأيك في هند بنت خالتي
سيلا بغضب: اعرفها منين انا علشان اقول رأيي فيها
ابتسم سامر وتحدث بجدية مصطنعة قائلاً: يعني باعتبار انكم بنات زي بعض؛ تفتكري لو ارتبطت بيها هتكون مناسبة
سيلا بغضب: اتفلق انت وهي يا سامر، تعرف بقي تقوم من وشي وتبعد عني.

سامر بحب: طيب ممكن تهدي وتقوليلي متعصبة ليه؛ انتي عارفه انا بقالي اد ايه بتحايل عليكي ترجعيلي، كام مرة اتأسفت، كام ليلة حلمت بيكي مسمحاني واصحي الاقيكي مش جنبي، تعرفي انا تعبت اد ايه في بعدك، انا ندمان وانتي رافضة حتى، تديني فرصة
توقف سامر عندما دخلت سيلا بنوبة بكاء قوية جعلت المحيطين بهما يلتفتون اليهما
سامر بخوف: طيب خلاص انا همشي، علشان خاطري متعيطيش يا سيلا علشان خاطري.

سيلا: خلاص يا سامر، هتخطب؛حبيت غيري لقيت واحدة محترمة تسمع كلامك وتسلمها اسمك وانت مطمن
سامر: انا مش عاوزة واحدة اسلمها اسمي، انا عاوزك امتي؛ عاوز اسلمك روحي واسمي وقلبي وحياتي تبقي معاكي وبيكي
جثي سامر على ركبتيه أمامها واخرج من جيبه خاتماً رقيقاً وفخماً قائلاً
تقبلي تتجوزيني؛ تقبلي تسامحي واحد غبي ضيع من عمره وعمرك سنين بسبب غلطة.

نظرت اليه سيلا بضياع ودهشة، وجدت رحاب وسلمي وهند ابنة خالتها يبتسمون اليها بحب فأدركت خطتهم، ارتاح قلبها عندما تأكدت انه لم يحب سواها
ادارت وجهها إلى سامر قائلة: موافقة
وبكده اتجمع كل كابل وصفولي الصبر بنهاية سعيدة انتظروووا الخاتمه..

(سليم & نداء)
(نديم & سارة)
(مهاب & زينة)
(سولي & شجن)
(ضياء & شمس)
(امير & نداء)
(سيلا & سامر).

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة