قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الختامي الأول

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الختامي الأول

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الختامي الأول

بداخل الصالة المخصصة لإقامة العرس المرتقب لأدم وسلمى تتحرك رحاب بحبور بين الحضور ترحب بهم وتتلقى التهاني والمباركات، بينما يقف محمود وسامر بالقرب من المدخل لاستقبال القادمين
بينما يجلس والدى ادم وبصحبتهما بعض الاصدقاء المقربين منهما...
يتراقص العروسان سوياً على نغمات اغاني شعبية انتقاها سامر وعمار وقاسم رغم رفض سلمى.

تجلس نداء وبجانبها سليم الذي لم يستحسن ما يسمعه من اغاني هابطة ابتسمت نداء بسعادة عندما اقترب منهما ضياء وبصحبته شمس محتضناً يده بيده...
اعتدل سليم واقفاً عندما انتبه إلى اقتراب ضياء قائلاً
اهلاً اهلاً، منور يا أبو حياة
قهقة ضياء فهو يحب مناداته بذاك الاسم المحبب إلى قلبه، بينما تحدثت نداء بحنان قائلة: عامل ايه يا ضياء؟
ضياء باحترام: الحمد لله؛ حضرتك عاملة ايه وفين جميلة؟

نداء: الحمد لله نامت بدري فسبتها في البيت مع ماما، وجهت نداء حديثها لشمس قائلة
اخبارك ايه يا حبيبتي؟
شمس: الحمد لله تمام..
بإحدى الطاولات البعيدة نسبياً تجلس سيلا متأففة من رفض سامر أن ترقص بصحبة سلمي ولكنها لم تستطع العبوس مطولاً عندما اقترب منها سامر قائلاً: تعالي نرقص سوا ياقمري، أنا استأذنت من عمي
سيلا بدلال: والله، طب انا مش هرقص معاك.

سامر بحب: أحنا كتبنا كتابنا على فكرة يعني مش محتاج اذن من حد وممكن اشيلك حالاً ونرقص وانتي في حضني
نظرت اليه بمكر قائلة: طيب خليني ارقص مع سيلا شوية
سامر بتحذير: إياك يا سيلا، انا قولت لأ، مش شايفة الشباب حوالينا بيبصوا للبنات الموجودين ازاي
سيلا بسعادة من غيرته: خلاص أمري لله ارقص معاك بقي
...
ادم: عذراً سلمي توقفي عن الرقص قليلاً انا لا افهم تلك الموسيقي ولا المقصود بكلمات الاغنية.

اجتذبه عمار من يده قائلاً: مش مهم تفهم عيش اللحظة ياخويا واللحن هيعمل اللازم
قاسم: بذمتك ايه اللي مش مفهوم ما الكلام واضح اهو، سكر محلي محطوط عليه كريمة..
تلفت عمار حوله قائلاً: اسكت انت لحسن الاغنية دي بتعصب ابوك
عمار: اهو الاغنية اتغيرت ودخلنا في الجد، بتعدي في حته انا قلبي بيتكسر مية حته افضل في مكاني لسته الصبح بفكر فيك
دفع عمار وقاسم ادم باتجاه سلمي بعدما شاهدا دخول تؤامهما، تالا وتاليا.

عمار: مش معقول ايه النور ده
تالا: هاي عمار، مبروك فرح اختك
قاسم محدثاً عمار بهمس: هو انت قولتلها ان سلمى اختنا؟
عمار: اه اومال كانوا هيحضروا الفرح ازاي
قاسم: برافو عليك ياض، وجه قاسم حديثه تجاه تاليا قائلاً: تعالي معايا يا تاليا اعرفك على ماما...

ظل ريان شارداً عقب مغادرة سحر ورؤيته لنداء بأحضان أمير؛ يشعر الأن بمدى خسارته فهو أدرك ان نداء أحبت أمير بالفعل ولن تنظر مرة ثانية إلى الوراء ولكن ماذا عنه كيف يتقبل خسارتها وهو لم يخسر شيئاً اراده من قبل
هو لا يؤمن بالحب المطلق الذي يأتي دون شروط بل يؤمن بحب الصفات والأن عليه أن يبحث عن صفات مثالية تتجمع بأحدي الفتيات ووقتها فقط سوف يسمح لنفسه بالارتباط مرة أخري.

مر يومان حزم فيهما أمره وقرر العودة إلى الخارج فلا داعى لوجوده الأن؛ فشقيقته قد تزوجت ونداء ايضا قد ضاعت من يده بلا رجعة عليه الأن التفكير بعقلانية كي لا يفقد حلم السفر الذي اضاع من أجله الكثير
اقتحم مجدي غرفة ريان بغضب صائحاً بحدة قائلاً:
انت حجزت تذاكر السفر وهتسافر كمان اسبوع
ريان ببرود: اه يا بابا، عرفت منين.

امسكه مجدي بقوة من ملابسه ناظراً اليه بثبات قائلاً: انت فاكرني قضيت عمري كله في الغربة اتعب وأشقي واجمع فلوس علشانكم وفي الأخر تتصرف كأني مش موجود
ريان بخوف: في ايه يا بابا هو أنا عيل صغير انا حر وخلاص حضرت فرح شجن وانتهينا والشغل مش هيستني...
مجدي: انت قولت اجازتك ٤ شهور، ده انت بقالك ٣ سنين مسافر مستكتر علينا ٤ شهور تقعد معايا انا وامك!

ريان بهدوء: مش هتفرق كتير انا هسافر النهاردة او بعد شهرين النتيجة واحدة
مجدي: يبقي خلاص تكمل اجازتك هي مش فارقه معاك بس هتفرق معانا احنا..
ريان: يا بابا...
مجدي: مفيش بس وبعدين قولتلك تفكر في موضوع سحر بنت عمتك
ريان: تاني يا بابا سحر ايه بس
مجدي: يابني البت حلوة ومن دمك وهتورث من ابوها كتير، اتجوزها تبقي معانا في البيت وتونسنا هي وعيالك وانت سافر ولو عاوز تتجوز عندك واحدة تشوف طلباتك اتجوز.

ريان بتعجب: اتجوز سحر ولو حبيت اتجوز في المانيا حضرتك مش هتعترض
مجدي بمهادنة: هعترض ليه المهم مصلحتك عندي وبعدين سحر هتعرف منين انت هتكون في بلد وهي في بلد
ابتسم ريان منتشياً من الفكرة فسوف يتزوج ويكون أسرة تحظي برعاية والديه واعطاه والده الحق بأن يتزوج بأخرى متي يشاء وتلك فرصته للانتقام من سحر...
بمنزل سحر تجلس بغرفتها والغيرة والحقد يتوغلان إلى روحها تتمتم بغيظ محدثة نفسها قائلة.

ايه اللي في بنت مهاب زيادة عني يا ريان علشان تموت عليها كده حتى، بعد ما اتجوزت غيرك لسه هتموت من القهر علشانها؛ وأنا بنت عمتك وطول عمري بحاول افهمك اني بحبك...
أه منك يا ندا يا فالحة طول عمرك بتقشي كل حاجة ومن غير ما تتعبي بتجيلك لحد عندك..
ولا تدري سحر أن أقدارنا جميعا معلقة بين يدي الله وان ما نتمناه ونود الموت من أجل الحصول عليه قد يكون سراً لتعاسة لا تنتهي...

احتضن أدم سلمى بحب وتملك ورغبة هامساً اليها بخفوت:
مبارك لنا حبيبتي، كم تمنيت أن احتضنك هكذا منذ سنوات
ابتسمت سلمى بخجل هامسة هي الأخرى بحب قائلة
عندما أراد الله وصرت ملكاً لك حبيبي
ابعدها أدم عنه قليلاً ونظر اليها بعشق جارف واحتضن شفتيها برقة معبراً لها عن مدى سعادته
أخذ أدم يقبل سلمى مرات متكررة بحب وشغف
ابتعد عنها بعد دقائق نال بهما أولى قبلاتهما قائلاً
انتي مزة مزة مش اي كلام.

نظرت اليه سلمي بتعجب وصدمة فتعجب هو الأخر معتقداً انه قد قالها بطريقة خاطئة، تحرك خطوات قليلة ثم نظر إلى سلمى متسائلاً
هل اخطأت بنطق تلك الكلمات
قهقهة سلمى عالياً لتسأله بفضول:
من أين أتيت بتلك الالفاظ حبيبي؟
أدم بتوتر: تحدث الى عمار وقاسم واخبراني أنك تحبين اللغة العامية وأنني يجب أن أعبر عن حبي واشتياقي اليك بكلمات مفهومة
قهقهة سلمى بقوة اكثر من ذي قبل واقتربت منه ناظره اليه بسعادة وتحدثت بصدق قائلة.

أنا أحبك كما انت ولا أود أن يتغير بك أي شئ؛ وينبغي عليك أن تعلم أن عمار وقاسم ما هما الا قنبلة مصائب متحركة لا تستمع اليهما مطلقاً
اقترب ادم هو الأخر إلى أن اتحدت انفاسهما هامساً: حسناً يكفي كلاماً فاتنتي؛ عليك الأن أن ترحمي فؤادي الذي يهفو إلى قربك ولا يطيق صبراً؛ هيا لنتوضأ ونصلي سوياً كما تمنيت دوماً
أومأت سلمى بخجل وتوجها سويا لبدء اولى ليالهم بالتضرع إلى الله أن يرزقهما السعادة..

ببيت مهاب وزينة يجلس مازن متحدثاً إلى زينة عن ابنائه واحوالهما قائلا
عادي يا زينة هما مرتاحين في كندا ورافضين فكرة الاستقرار في مصر وعندهم حق؛ حياتهم ومستقبلهم هناك هيكون افضل ولو غيروا رأيهم في وقت هكون سعيد طبعا بوجودهم معايا بس مش هقدر اجبرهم يعيشوا هنا
زينة بحب: ربنا يحفظهم هنا أو هناك، معلش يا مازن انت طول عمرك شايل همنا ولحد دلوقتي بعدت عن ولادك ونزلت مصر علشان بابا وماما.

مازن: مش بس علشان؛ انا تعبت من الغربة ياحبيبتي مش كل الناس بترتاح في البعد...
المهم فرح نودي امتى؟
زينة: ان شاء الله قريب، ممكن اخر الشهر؛ أمير مستعجل..
مازن ممازحاً: مستعجل ايه بس الواد استني كتير اوي
زينة: فعلاً يا مازن ولد أصيل اوي وبيحبها بجد
مازن: ومهاب، عامل ايه
زينة بهدوء: بيحاول يتغير يا مازن بس اعتقد ان مش كل العيوب بتتصلح فلازم نتقبل اللي بنحبهم بعيوبهم
مازن: المهم يكونوا يستاهلوا.

زينة: يستاهلوا يا مازن، مهاب يستاهل اقبله زي ماهو
مازن: عارف وواثق من كده بس انا اللي يهمني انتي وبس، فهماني يا حبيبتي
زينة بامتنان: فاهمة يا قلبي.

تعمد ريان أن يقيم حفل زفافه قبل زفاف نداء وعمل على ظهور الحفل بصورة مبهرة للغاية، بينما كانت نداء منشغلة بتجهيزات زفافها ولم تعط بالاً لريان وزواجه
بعد مرور شهر تقريبا
كانت نداء بفستانها الأبيض المرصع باللآلئ البراقة جالسة بجوار أميرها.

كانت تختلس اليه النظر بين حين واخر تتأمل وسامته على استحياء فهو اليوم يبدو بغاية الروعة، تتذكر ما حدث عندما توجه لاصطحابها من مركز التجميل ووجدها تشعر ببعض الدوار وتبدو مرهقة
لم تنس نظرات الاعجاب والتقدير من الجميع وخاصة والدتها عندما هتف أمير بقلق قائلاً
انتي تعبانه من امتي؛ وليه مقولتليش يا طنط؟
زينة: يا حبيبي هنعمل ايه هي بس مرهقة من تجهيزات الفرح وبعدين الناس في القاعة مستنيين.

أمير بجدية: خلاص احنا هنلغي كل حاجة ونروح ودكتور مهاب يجي معانا ويتابعها و...
توقف أمير عن استكمال كلماته عندما لاحظ نظرات الفتيات اليه واحس بالحرج من نظراتهم
لم تكن نداء منتبه اليهم بل كانت تقارن بين لهفته الأن واستعداده لإلغاء حفل زفافه بكل بساطة من اجل خوفه عليها وموقف ريان عندما تهرب منها وتركها، تشعر أن رجال الدنيا بأكملها لا يمكن مقارنتها بأمير فهو أمير واحد خلقه الله من أجلها هي فقط.

انتبهت إلى نظرات الفتيات الأن فصاحت بغيرة قائلة: أنا كويسة يا حبيبي متقلقش، يلا بقي خلينا نمشي
أمير بتردد: بجد كويسة ولا بتطمنيني؟
نداء بتأكيد: دلوقتي بقيت كويسة؛ لما انت جيت بقيت كويسة يا أمير
نظر اليها ولم يجد ما يقوله؛ وابتسمت زينة فهي مدركة لمغزى كلمات صغيرتها بينما ابتسمت نداء بخجل وتوجه الجميع إلى الحفل المقام...

كان الحفل مكتظاً بعدد هائل من رجال الشرطة زملاء أمير واصدقائه، عدد لا بأس به من القادة وعلي رأسهم معاذ عمران وهشام وساجدة...
سليم كان كعادته بجانب مهاب يفهم ما يريد قبل أن يقول مقدر مشاعره وما يمر به
سليم بحب: مبروك يا هوبا، عقبال اولادها
مهاب: بنتي هتسيبني يا سليم؛ قلبي وجعني اوي
سليم: ادعيلها واتمنالها السعادة
مهاب: ربنا يسعدها ويبعد عنها أي أذى.

اقترب أبنائه الثلاث مراد وزياد ومؤيد قائلين: بابا، تعالي نرقص مع ندا وأمير
نظر مهاب اليهما بتحذير قائلاً: امشي ياض انت وهو؛ رقص ايه انا مبعرفش ارقص والعبط ده
جذبه سليم إلى ان اوصله إلى نداء ثم تركه قائلاً
يلا ياعروسة ارقصي مع الراجل ده خلينا نشوفه هيقدر يتحرك ولا عجز وراحت عليه.

اقتربت نداء من والدها واختبأت بين يديه واحتضنها مهاب وكأنه يخفيها عن عيون الحضور واولهم أمير، تراقصت نداء مع والدها إلى ان قال مهاب بنبرة ضعيفة
انتي مهما كبرتي هتفضلي بنوتي ياندا اول واخر حب في حياتي هو انتي حب ملوش وصف ولا يتقارن مع حد، مبسوط اوي انك لقيتي راجل يقدرك واسلمك ليه وانا مطمن راجل هيصونك، خفت صوت مهاب بشده وهو يقول
راجل مختلف عني..
نظرت اليه نداء ودموعها قد زينت وجهها قائلة.

لو أمير مش زيك مكنتش هحبه، انت أول فارس في حياتي، انت اللي كونت شخصيتي، انت اللي علمتني مرضاش بحاجة أقل من قيمتي، لولا وجودك مكنش هيبقي ليا وجود
أمير في حاجات كتير منك لكن عمره ما هياخد مكانك في قلبي لأن حبك غير أي حب وحاجتي لوجودك مفيش حد غيرك يعوضها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة