قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الرابع عشر

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الرابع عشر

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الرابع عشر

منذ ان غادرت المشفي وحالتها تسوء استطاع مازن التواصل معها عدة مرات إلى ان تحركت قدميها بشكل طبيعي الا انها مازالت صامته تحاول النوم معظم الوقت
اقتنعت زينة بما قاله مازن عندما تحدث اليها بعيداً عن الجميع قائلاً
الأفضل يا زينة ان نداء تخرج من المستشفى على بيتكم؛ بيتك انتي ومهاب وقبل ما تعترضي مش معني ان بقولك ارجعي يبقي بطلب منك تسامحي مهاب بس حالياً كلكم محتاجين بعض يا زينة.

زينة: بس الأفضل ان نداء تبعد عن البلد وتغير جو
مازن: نداء هتحتاج وقت واحتواء وتفهم لوجعها يازينة للأسف قلة كلامها هيزود المشكلة وانا بكلمك كدكتور مش أخ..
زينة: يعني اعمل ايه؟
روحي مع مهاب وحاولي تتعاملي معاه بصورة طبيعية على الأقل قدام ندا وياريت تشغلوا وقتها بأي حاجة، وتشوفوا ايه اللي بتحبوا وتعملوه.

توقفت السيارة وترجل منها مهاب الذي ساعد ابنته على النزول دون محادثتها او النظر اليها بينما حمل مازن وابناء شقيقته الحقائب والاغراض الخاصة بهم
صعدت نداء إلى غرفتها وبقيت زينة وهدي بجانبها وهبط مازن بصحبة مهاب ليظل الصمت سائدا بينهما إلى ان قطعه مازن قائلاً.

طبعا انت دكتور وفاهم ان نفسية المريض بيتوقف عليها الجزء الاكبر من شفائه؛ بنتك جسدياً بقت كويسة لكن نفسياً معرضة تدخل في حالة اكتئاب حادة بسبب الضغوط اللي اتعرضتلها
مهاب: عارف يا مازن وبأذن الله هنكون معاها ونحاول نطلعها من السكون ده
مازن: وبالنسبة لزينه يامهاب ياريت تحاول تتجنب الصدام معاها حالياً هي مش هتتقبل منك اي كلام وكفاية عليها تعب نداء
مهاب: عارف يا مازن وفاهم انها رجعت معانا علشان ندا.

مازن: تمام انا مضطر امشي النهاردة وهرجعلكم تاني وفارس ومراته هيكونوا معايا لأنها بتحب عزة وقريبة منها يمكن وجودهم يفرق معاها.

انتشر بين الأهل والجيران خبر الحادثة وبعد عدة ايام انتشرت اشاعات لم يعرف مصدرها غير انها صارت حديث الجميع؛ هناك الذين يدافعون عن نداء ويتحدثون عن تربيتها الحسنة والبعض يؤيد سوء خلقها والا لما هجرها ريان رغم الحب بينهما
مهاب بغضب اعمي موجهاً حديثه لنداء: شايفه عندك وصلنا لفين؟!
شايفة الكلب اللي سابك وسافر علشان ميضيعش الفرصة من ايده؛ الناس بتقول انه سابك بعد ما ضحك عليكي يابنت مهاب..

فاهمة ياندا انا مفروض اعمل فيكي ايه دلوقتي
زينة بحدة: ابعد عن البنت مش كفاية اللي هي فيه؛ هي ذنبها ايه ان قريبك زبالة وواطي؛ وبعدين اللي يقول يولع بنتي انا واثقة في اخلاقها كويس
مهاب: ملكيش دعوة انتي فاااهمة؟!
زينة: انت اصلا مجنون صح! مجنون وانا خلاص اكتفيت منك وهاخد بنتي وابعد عنك؛ اصلا ريان ده نفس عينتك
مهاب: انا يا زينة؛ انا بتشبهيني بالحيوان ده.

زينة: ايه الفرق بينك وبينه عالأقل هو واضح من اولها وأتخلى عن بنتي قبل ما يتجوزها انت بقي فضلت سنين مفهمني ان حبنا اقوي من اي حاجة واي ظروف وفي الاخر بعتني وبالرخيص؛ وجاي دلوقتي بدل ما تحتوي بنتك وتقويها بتحاسبها على حاجة ملهاش ذنب فيها؛ ايوة هي غلطت انها خرجت معاه من ورانا؛ بس ده بسببي انا وانت لولا مشاكلنا وبعدنا عن بعض مكنتش ندا هتضعف وتخبي علينا.

مهاب بيأس: طب اعمل ايه؛ انا في ايدي ايه اعمله وهي رافضة تتكلم او تتعالج؛ اعمل ايه يا زينة انا هموت علشانها هموت.
زينة باكية: خليك سندها يا مهاب زي ما كنت طول عمرك؛ انا اكتر حاجة كنت بحبها فيك هي انك أب ملوش زي، كنت بتمني تبقي ابويا أنا؛ سند وحماية وحب؛ علاج ندا انت عارفه يا مهاب بلاش تقسى
عليها وتصدق كلام فارغ زي اللي انت سمعته.

مهاب: انا تعبان يا زينة ومش قادر افكر وانا شايفها بتموت بالبطئ قدامي كده؛ وعارف ومتأكد ان انتي كمان مش هتسامحيني يعني كل حاجة ضاعت خلاص
زينة: متشغلش بالك بيا انا كل اللي يهمني بنتنا وبس يا مهاب بنتي وبس..

ابتعدت سيلا عن سلمي ولم تعد كما كانت من قبل كي لا تلتقي بسامر؛ فمنذ اخر لقاء بينهما وهي تخشى مواجهته؛ حاول الاعتذار منها كثيراً ولكنها لم تجبه مطلقاً؛ اغمضت عينيها لتشرد متذكرة ذلك اليوم عندما تسللت خارج منزلها عقب سفر والديها
اسرعت سيلا مهرولة بسعادة على أمل ان تحظي ببعض الانطلاق ولكنها تسمرت محلها عندما استمعت إلى صوت سامر قائلاً
رايحة فين يا سيلا؟
سيلا بخوف حاولت اخفائه: انا خارجة مع اصحابي.

سامر: ولما انتي خارجة ملبستيش هدومك ليك هتمشي في الشارع كده
سيلا: ايه الكلام ده انا لابسة قدامك اهو؛ ايه مش شايف
سامر ممسكاً يدها بقسوة: أنا شايف لبس رقاصه مش اكتر
سيلا بغضب: انت جاهل مش بتفهم؛ وبعدين انت مش ليك دعوة انا حرة
سامر: والله العظيم اخبطك قلمين اعلمك الأدب واخليكي تلمي لسانك
سيلا بتحدي: اوك؛ وأنا اوديك البوليس والصبح تترحل على مصر.

سامر: ولا يهمني؛ واتحركي قدامي بدل ما اتصل على اخوكي يجي يشوفك وانتي طالعة من وراه زي الحرامية
أحست سيلا بجدية تهديده فتراجعت قائلة بندم وضعف مصطنع: بليز سامر؛ انا مش هتأخر؛ ساعة واحدة بس وهرجع.
سامر: اطلعي غيري هدومك وبلاش الحركات دي انا مش عيل وفاهم انك بتمثلي يا سيلا
سيلا بحدة: اوك سامر اتصل بمحمد قوله انا مش بخاف وانت متدخلش مرة تانية لاني هخرج بمزاجكك او غصب عنك.

أمسك سامر يدها ساحباً اياها داخل البيت إلى أن وصل أمام شقتها فدفعها عنه قائلاً بحدة
واضح انك سافلة ومش متربية كويس لأن ده مش لبس بنات محترمة
سيلا: وانت ماااالك؛ حبيبي وغيران عليا مثلا؟
سامر بقسوة: انا أحب واحدة وقحة زيك! ازاي انت اخرك تتصاحبي وبس.
مدت يدها لتصفعه لكنه امسك يدها محذراً قائلاً
انا مش هقول لحد على اللي حصل بس خلي بالك انا عيني عليكي ومراقبك كويس لحد ما اهلك يرجعوا؛ فاااهمة؟

أغمضت عينيها بحزن لتنظر إلى شاشة هاتفها المضيئة برسالة من سامر يقول فيها
أنا أسف يا سيلا؛ عارف اني قولتلك كلام صعب بس انتي عصبتيني؛ ردي عليا ارجوكي.
اغلقت هاتفها مبتسمة بمكر قائلة
هنشوف يا سامر مين فينا هيستسلم الأول؛ هتشوف سيلا هتعمل فيك ايه بس انت اصبر عليا يا وقح.

منذ أن تمت خطبتها اليه يحاول يومياً اقناعها بالخروج معه لكنها تتحجج اليه بالعديد من الأسباب؛ واليوم لم تجد مفراً فوافقت على مضض
راسل بلباقة: اعتقد انك النهاردة ملقتيش حجة مناسبة تتهربي بيها مني
شمس: احنا لسه مخطوبين من فترة بسيطة يا راسل وانا بس محتاجة وقت اعرفك ونتعود على بعض
راسل: وهنتعود على بعض ازاي وانتي بعيدة ورافضه تدخليني حياتك؟

شمس وقد لانت قليلاً: أسفه بس انا بطبعي باخد وقت على ما اتعرف على حد او اثق فيه
راسل بنظرات اعجاب اخجلتها: واضح ان كل حاجة فيكي حلوة يا شمس؛ مش بس شكلك
شمس: ممكن بلاش كلام من ده
راسل ضاحكاً بصخب: كلام ايه! هو انتي عمرك ما حبيتي يا شمس وخرجتي مع شباب؟
شمس برفض: ازاي يعني! هو انت فاكرنا في اوروبا.

راسل: لا انا فاهم طبعا ان الحياة هنا غير؛ بس برده انتي من عيلة متفحته وغنية وبنوته جميلة وجذابة؛ معقول مفيش حد شدك ناحيته خالص
شمس: لأ؛ مفيش
راسل: اوك ده شئ يسعدني اني اكون الأول في حياتك بس انتي اديني فرصه وبلاش الخوف الزايد ده
شمس: ان شاء الله هحاول.

أحس ضياء بالضيق الشديد منذ ان حضر حفل خطبتها فهو قد انجذب اليها كصديقة وهو لم يحظ من قبل بواحدة ولكنه لم ينعم كثيراً بصداقتها فها هي قد خطبت ومؤكد ان خطيبها لن يسمح بتواصلها معه
حدث ضياء نفسه قائلاً
معقول يا شمس يكون نظراتك ليا يوم خطوبتك زي ما انا فهمتها ولا تهيؤات بحاول اقنع نفسي بيها معقول اكون غبي وضيعتك من ايدي وأنا مش حاسس.

امسك هاتفه محاولاً الاتصال بها لكنه وجد هاتفها مغلقاً فزفر بضيق قائلا
ردي يا شمس؛ حابب تكوني اول واحدة ابلغها بخبر نجاحي.

ظل نديم يتحدث إلى نداء فترة طويلة إلى أن اقترب منه قاسم قائلاً
شوف يا نديم انت تقنع الحاج سليم بموضوع سفرنا معاك بأي شكل؛ انت اخو مراته يعني مفروض يحترمك لأنك في مقام حماه.
عمار مؤكداً: صح الكلام؛ وبعدين لو رفض هدده وقوله انك هتاخد ماما معاك تقضي شهرين تلاته عندك
قاسم: اسكت انت ياض؛ ابوك لو حد خد منه نداء ممكن يفجرنا كلنا.

نديم ناظراً اليهما بتعجب: هو انتوا بتتكلموا كده ليه وازاي! وسليم بيتعامل معاكم ازاي يابني
عمار وقاسم: الدكتور سليم مبيتعاملش معانا في بينا وبينه مشاكل.
قهقه نديم بمرح عندما لاحظ اقتراب سليم الذي امسك بكليهما قائلاً:
وايه كمان يا قاسم بيه؟!
قاسم بخضة: يانهار اسود هو حضرتك مش كنت في الصعيد؟
عمار بخوف: شكله حاطط كاميرات مراقبة في البيت.
نديم محاولاً كبح ضحكاته: سيبهم يادكتور بدل ما اندهلك نداء.

سليم: وهو في حد مبوظ دماغهم غير نداء
خرجت اليهم نداء حاملة بين يديها بعض العصائر والأطعمة الخفيفة؛ أسرع نديم لمساعدتها بينما نظر اليها سليم بحب فهي قد تحسنت كثيراً منذ وصول نديم إلى مصر
جلس الجميع وتحدث سليم بجدية قائلاً
سيف جوز سما كلمني من ساعتين وعزمنا كلنا عنده عالغدا؛ ايه رأيك يانودي؟!
نداء: زي ما تحبوا؛ لو نديم حابب يروح اوك انا موافقة
سليم: أيه رأيك يا نديم؟ سيف قالي أنه كلمك وعزمك.

نديم: ايوة كلمني بس انا كنت لسه صاحي من النوم ومش مركز اوي، اصلا انا مش فاهم ازاي سارة بقالها اسبوع عند اختها وسيباني لوحدي؟
عمار: لأنك مش مسيطر
قاسم: فعلا يا خالو، قدامك بابا اهو مستحيل يسيب ماما بره البيت ٧ ساعات مش ٧ ايام
نداء: مش تسمع كلامهم يانديم؛ سارة بقالها اكتر من سنتين مش شافت اختها واكيد وحشاها.

سليم بجدية: وخلاص شافتها واطمنت عليها يبقي تقعد معانا هنا، ده بيتها هي ونديم وميصحش تقعد اكتر من كده عند سما
قاسم بصوت منخفض
اسكتي يانودي لأن العرق الصعيدي ظهر دلوقتي وبابا ممكن يكهربنا
انفلتت منها ضحكاتها رغماً عنها فنظر اليها سليم قائلاً
الواد ده قالك ايه؟
نداء: مش قال حاجة؛ انا بس افتكرت حاجة تضحك، حاولت تغيير مسار الحديث فتحدثت إلى نديم قائلة
بابا وماما مش هينزلوا مصر بقي؟

نديم: انتي عارفه ان بابا مبقاش زي الأول يا دانا والسفر مرهق لصحته.
نداء: يعني مش هشوفهم!
نديم: انتي بس تقومي بالسلامة واكيد هما هينزلوا أو تسافري ليهم.

شجن بحدة: اخرسي يا حيوانة
مجدي بغضب: شجن اتلمي ومتشتميش بنت عمتك
شجن بغضب اشد: ده انا اشتمها واضربها بالجزمة هي ازاي تتجرأ وتجيب سيرة نداء ست البنات واكتر واحدة عارفه كويس اخلاقها وحب ريان بيه ليها؛ ريان اللي سحر بنت اختك كانت هتموت عليه وهو معبرهاش وجري على نداء.

سحر بغيظ: وفي الاخر سابها وسافر وبعدين ده مش كلامي البلد كلها بتقول انهم عملوا الحادثة وهي هربانة معاه ومسافرة من ورا ابوها واهو سابها وسافر بعد ما خد منها غرضه
انحنت شجن ممسكة بحذائها وسط ذهول والدها وصدمة سحر وانهالت شجن عليها بالحذاء قائلة
ده مقامك يا سحر علشان لسانك ميغلطش في ستك مرة تانية؛ فاهمة يا حيوانة ندا دي ستك وتاج راسك
ابعدها مجدي عنها بصعوبة ادهشته ليهتف محذراً.

والله لو ما بعدتي لكون ضاربك ياشجن
شجن بغضب: مش هسيبها لو حتى، موتني انت فاهم عمي مهاب ممكن يعمل ايه في بنته لو كلام الكلبة دي وصله؛ ولا كل اللي يهمك بنت اختك وبس وبعدين انا متأكدة ان هي اللي طلعت الاشاعات دي على نداء؟
سحر بخوف: وانا مالي بيها انا سمعت من الناس
مجدي بقوة: انتي ليكي يد في الكلام ده يا سحر؟

شجن: حضرتك بتكدبني وبتسألها! بقولك دي عيلة متخلفة وطول عمرها بتغير من ندا واتجننت اكتر لما ريان خطبها
مجدي بتحذير: وقسماً بالله يابنت اختي لو الكلام ده مظبوط لكون قايل لأبوكي وهو يتصرف معاكي
سحر برعب: لأ ابوس ايدك يا خالي ابويا لا
مجدي وقد ادرك صدق ابنته: الله يخربيت اللي خلفتك؛ بقي انتي بتتبلي على البت؛ طب وريان مفكرتيش ان ابوها ممكن يقتله من ورا كلامك ده يا بومة.

سحر: انا مليش دعوة انا عاوزة اروح بيتنا
شجن ممسكة سحر بحدة ساحبة اياها خارج المنزل قائلة: غوري جتك قرف في شكلك اياك اشوف وشك هنا تاني
هرولت سحر مسرعة ودلفت شجن إلى داخل البيت تشعر بالحزن ناظرة إلى والدها تلومه
قائلة:
ابقي اتصل على ريان وقوله يا بابا؛ ابقي فرحه بنتيجة عمايله يارب تكون ارتحت انت وهو..

توجهت سلمي إلى المكتبة المخصصة للمراجع العلمية التي ترغب بقراءتها؛ لتبتسم بسعادة بعد أن وجدت ضالتها
ظلت سلمى تقرأ وتسجل ما تحصل عليه من معلومات إلى أن اقترب منها أحد الشباب قائلاً
مرحباً أنسة سلمي
سلمي بتعجب: هل تناديني أنا؟
أدم: أجل؛ اتابعك منذ فترة وسمعت أحد الفتيات تهتف باسمك من قبل
سلمي بتحفظ: حسناً هل استطيع مساعدتك؟
أدم: ارغب بالتعرف اليك ليس الا.

سلمي: أسفة؛ فانا لا اتعرف إلى اشخاص جدد وكل ما يهمني دراستي فقط
أدم: اعلم جيداً فانا جمعت عنك بعض المعلومات
سلمي بقلق: استأذنك في الانصراف فأنا قد تأخرت؛ إلى اللقاء
ابتسم أدم بهدوء قائلاً: يا الهي انها مذهلة؛ وكأنها ملاكاً وليست من البشر؛ حسناً يا أنستي يبدو ان الطريق إلى قلبك طويلاً ولكني لا اعرف اليأس وسوف ترين
خرجت سلمي مسرعة إلى خارج الجامعة لتجد شقيقها بانتظارها
نظر سامر اليها بشك قائلاً.

مالك يا سلمي انتي هربانه من حاجة ولا ايه؟
سلمي بتوتر: ههرب من ايه يابني؛ يلا خلينا نروح لأني مصدعة شوية
سامر: حاضر ياحبيبتي؛ لو تعبانه تعالي نروح المستشفي
سلمي بهدوء: مفيش داعي انا هبقي كويسة بس منمتش كويس بالليل
سامر: خلاص لما نوصل ان شاء الله نتغدى ونامي براحتك.

توجه سليم عمر إلى مركز الشرطة بعد غياب امتد لعدة اسابيع
أسرع أمير باتجاه سليم قائلاً بشئ من القلق والكثير من اللوم
اخيرا يا بني؛ في ايه ياسليم انت مبتجيش الشغل ليه والتدريبات اللي فاتت وبتصل عليك مفيش على لسانك غير كلمة بعدين هفهمك؛ طمني حصل ايه؟
سليم: يابني هفهمك والله هدخل بس أدي التمام واعتذر من العقيد رأفت وراجعلك علطول وهفهمك بالتفصيل.

جلس سليم وامامه امير ناظراً اليه بترقب ليتحدث سليم بتعب قائلاً
طبعا انت عارف نداء بنت عمي مهاب
ارتجف قلب أمير عند ذكر اسمها وعلت ثغره ابتسامه اشتياق ليتحدث بجدية مصطنعة يحاول اخفاء ضعفه خلفها قائلاً
اه طبعا مالها؛ اتجوزت؟
سليم: اتجوزت ايه يابني! ياريت والله كان هيبقي ارحم من اللي حصل اليومين اللي فاتوا
ارتعب أمير خوفاً أن يكون أصابها مكروه فتحدث بلهفة قائلا
اخلص يابني وقولي حصل ايه؟

قص سليم عليه ما حدث بالتفصيل وسط نظرات الدهشة والرفض من أمير الذي غامت عيناه رغماً عنه بدموع الحزن لفاتنته والكره لهذا الخائن المسمى ريان
استكمل سليم كلماته قائلاً.

المشكلة ان ماما لما عرفت ان نداء عندها شلل مؤقت اغمي عليها وتعبت فترة طويلة وبابا كان محتار يقعد جنبها ولا يساند عمي مهاب وفضلنا انا وهو شوية في القاهرة وشوية في المنيا؛ ده طبعا غير موضوعي انا وشجن واللي اتعقد بسبب موقف والدها وموقف بابا اللي اول مرة اشوفه متحامل على شخص بالشكل ده؛ ده قالي لولا خايف عليك ومش عاوز اكسر قلبك كان مستحيل اناسب الراجل الواطي ده!
أمير باندفاع: ابوك عنده حق دول ناس زبالة.

سليم بتعجب: وشجن ذنبها ايه؟
أمير: ونداء ذنبها ايه؟ عملت ايه للحيوان ده علشان يكسر قلبها ويهز ثقتها في نفسها وفي الناس بالشكل ده؟ استدرج أمير كلماته بحرج
قائلاً:
انا اسف مقصدش شجن طبعا انا بس مش قادر استوعب ندالة الناس دي!
ظل أمير صامتاً يحاول تهدئة انفعالاته ولكن دون جدوى ليتحدث إلى سليم بجدية يشوبها رجاء واضح.

انا قولتلك قبل كده اني بحب واحدة مع انها مش نصيبي؛ بس الكلام ده كان الأول لما كانت مخطوبة لكن دلوقتي مفيش حاجة تمنعني عن حلمي في قربها ولا شئ يبعدني عنها؛ انا بحب نداء من اول لحظة شفتها ومش هتخلي عنها مهما حصل بس ارجوك تساعدني
نظر اليه سليم مصدوما فاتحاً عينيه باتساع لا يصدق أنه قد غفل عن مشاعر صديقه القوية تجاه ابنة عمه ليومئ اليه موافقاً على مساندته دون قول المزيد..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة