قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الخامس عشر

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الخامس عشر

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الخامس عشر

انتهت سما من تحضير الغداء المخصص لسليم وعائلته بمساعدة سارة لتهتف سما
كده تمام مفيش حاجة ناقصة غير السلطة هعملها اول ما يوصلوا
سارة: نديم وكلمني وقال قدامهم نص ساعة
سما: حلو اووي هدخل اخد دش واغير هدومي
سارة: ماشي يا حبيبتي وانا هغسل الحلتين دول على ما تخلصي
سما: بس قوليلي صحيح يابت يا سارة هي ندا مرات سليم دي مش مكسوفة كده وهي حامل وولادها بقوا رجالة.

سارة بتعجب: هتنكسف من ايه؛ نداء صغيرة وفرق بينها وبين سليم كبير وبعدين الحمل حصل فجأة وغصب عنها زي نديم ما بيقول
سما: ياختي اتلهي غصب ايه دي عاوزة تربط سليم اكتر ماهو
سارة: يابنتي اعقلي شوية تربط ايه هما لسه هيعرفوا بعض دلوقتي بعدين سليم بيعشقها ومش محتاج عيال تربطه بيها
سما: ايوة انا مشفتش راجل بيحب مراته زيها كده
سارة: ادخلي يا سما خدي الدش بتاعك قبل ما يجوا وسيبك من ندا وسليم.

سما: رايحة ياختي هو انا هحسدهم يعني انا بس مستغربة وبعدين ما انتي لازم تدافعي بقلب جامد ماهي عمتك صحيح
سارة بحب: والله ابدا عمرها ما اتعاملت معايا زي الناس ما بتعمل ندا دي بسكوته؛ وبعدين ما انتي جوزك بيحبك جدا
سما بحب: اه طبعا بيحبني وانا بحبه بس مش زي سليم برده
سارة: لان احنا مش زي نداء يا سما هي اتعذبت كتير واتحملت اكتر مع سليم؛ ربنا يسعدهم
سما: يارب يسعدنا جميعا.

تبكي بحرقة وتكتم شهقاتها فتحدثت والدتها بقوة قائلة
شمس قولتلك مبحبش الضعف ده لازم تكوني قوية واد المسؤولية؛ انا مش عاوزة جدك يحس انك زعلانه ومنهارة كده؛ انا مش هسيبه؛ وهنسافر اخر الاسبوع
شمس: انا مقدرش اتحمل بعده عني؛ ارجوكي خلوني اسافر معاكم.

ناريمان: مينفعش انا هسيب كل حاجة والمفروض انتي مكاني انا وجدك؛ ان شاء الله هيبقي كويس ياشمس الدكتور قالي ان الورم لسه في بدايته وسهل استئصاله بس مش عاوزين نضيع وقت وحالته تسوء؛ وبعدين راسل هيكون معاكي لو احتجتي اي حاجة اطلبي منه واهي فرصة تقربوا من بعض شوية
شمس بخفوت: حاضر يا ماما المهم جدو يبقي بخير
ناريمان: ان شاء الله يلا انا ماشية وانتي اطلعي نامي الوقت اتأخر وجدك نام من بدري.

غادرت ناريمان وتوجهت شمس إلى غرفتها
وجدت عدة اتصالات من ضياء فاعادت الاتصال به
ضياء بسعادة: اسف اني اتصلت اكتر من مرة بس كنت محتاج اتكلم معاكي
شمس: ولا يهمك يا ضياء؛ اخبارك ايه
ضياء: انتي بتعيطي ولا تعبانه؟ صوتك ماله
شمس: جدو تعبان اوووي انا لو حصله حاجة هموت يا ضياء ومفيش حد قادر يفهمني
ضياء: طيب ارجوكي متعيطيش؛ ان شاء الله هيبقي كويس بس انتي ادعيله كتير وربنا اكيد هيستجيب دعائك.

شمس: يارب يا ضياء انا اسفة اني ضايقتك بس كنت مخنوقة
ضياء: انتي تعملي اللي يعجبك
شمس بخجل: قولي بقي كنت متصل ليه
ضياء: مش عارف قلقان من الشغل في النيابة وخايف مقدرش اندمج مع زمايلي حاسس اني هبقي عبيط كده في وسطهم ومش عارف اصاحب حد.

شمس: على فكرة بقي انت الاول على دفعتك يعني متعين بمجهودك؛ لازم تثق في نفسك وتتعامل معاهم عادي جدا انت مش اقل منهم بالعكس هما اللي اقل منك وبعدين اتكلم معاهم عادي وبالوقت هتلاقي نفسك بدأت تتعود عليهم وتفك كده زي ما انت بتتعامل معايا
ضياء بنغمة غلفت صوته بالكثير من الصدق تحدث قائلا.

انتي غير كل الناس يا شمس؛ بس واضح اني مش شاطر في اي حاجة غير الدراسة وبس غير كده فهمي بطئ ودايما اكتشف الحقايق بعد فوات الأوان
شمس بتعجب: تقصد ايه!
ضياء: ولا حاجة؛ بس اسمحيلي ابقي اطمن عليكي وعلي دكتور عبدالرحمن
شمس: ياريت لأنه هيسافر هو وماما وانا هفضل لوحدي
ضياء: خلاص هكلمك علطول ولو احتجتي اي شئ انا معاكي.

تحدث مجدي إلى ريان مخبراً اياه بما حدث، تفاجأ ريان قائلاً
ايه الكلام الفاضي ده يا بابا نداء حتى، مكنتش بتسمحلي امسك ايديها مين الكلب اللي طلع الكلام ده عليها
مجدي محاولاً اخفاء الحقيقة: منعرفش يابني اهو حد بيكره البنت وقال كلمتين فارغين والبلد بتحكي بأي حاجة تسمعها
ريان: طيب وبعدين
مجدي: انت مينفعش تنزل وتراضيها بكلمتين.

ريان: صعب مش قبل ٦ شهور على الأقل؛ بس حضرتك ممكن تروح لمهاب وتقوله اني شاريها يابابا وان الحكاية مسألة وقت وهنزل اتجوزها
مجدي: مهاب هيرفض
ريان: روحله وانا هكلم نداء انا هقدر اقنعها وهي هتأثر عليه؛ انا بحبها وعاوزها
مجدي: بتحبها! اومال سبتها ليه
ريان: معرفش يا بابا الدنيا كلها اتلخبطت فجأة وانا خفت الفرصة تضيع مني بس خلاص انا ضمنت السفر والشغل وهحاول ارجع نداء بس المهم مهاب مينشفش دماغه.

مجدي: أمري لله هروحله مع اني عارف انه مش هيوافق بس بعد الكلام اللي اتقال لازم نخطبها من تاني ونقطع الكلام عالكل.

بكندا يحاول أدم التحدث مع سلمي علها تستمع اليه ولكن دون جدوى
ادم: ارجوك منك ان تتوقفي قليلاً وتستمعي إلى
سلمي بجدية: اعتقد انني اوضحت مراراً لك مدى رفضي للحديث معك
أدم: ولكني معجب بك للغاية
سلمي بتوتر: توقف عن قولك هذا فانت لا تعرفني
أدم: اذن دعينا نتعرف واعدك انني لن اضايقك بعدها؛ فقط دعيني اعبر لك عن مشاعري
سلمي ب خفوت: حسناً؛ فلتجلس ولكن امامك فقط عشر دقائق لتخبرني بما تريد.

أدم بسعادة: حسناً يكفيني حاليا تلك الدقائق
أنا أدم كندي الجنسية من أصول عربية والدي مغربي ووالدتي فرنسية تزوجا وانجباني هنا بكندا
لا اتحدث العربية ولكن من أجلك بدأت اتعلمها
سلمي: من أجلي أنا
أدم: نعم؛ فأنا منذ رأيتك بالجامعة وانا استعلم عنك
سلمي: حسناً؛ وماذا تريد
ادم: اريد ان اتزوج بك
سلمي ضاحكة: لقد انتهت المدة التي اتفقنا عليها إلى اللقاء أدم
أدم: لا يمكن هذا ظلم؛ أجيبي طلبي أولاً.

سلمي: اعتقد أنك تقرأ الكثير من الروايات وقد أثرت بتفكيرك وانا ليس لدي وقت كافي لتضييعه
وارجو ان تبتعد عني
غادرت سلمي ونظر أدم في اثرها مبتسما بحب قائلاً
كيف علمت انني اقرأ الكثير من الروايات؟ يبدو انها ذكية للغاية.

استمع سليم إلى صوت سولي يستأذن بالدخول فأذن له بحب قائلاً
ايه ياحبيبي النور ده اول مرة تطلع اوضتنا مع ان اخواتك مقيمين هنا
سولي: بيدلعوا عليك يا بابا معلش
سليم بحب: ياريتهم زيك كده يا بطل
سولي: هما مجانين بس دمهم خفيف
نداء بسعادة: شفت يا سليم الناس كلها شايفه انهم عسل الا انت
سليم بتعجب: عسل ايه يانداء! على رأي المثل القرد في عين أمه غزال؛ ودول مش قرد واحد ماشاء الله قردين وخايف اللي بطنك يطلعلهم.

نداء بغضب: استغفر الله العظيم؛ مش هرد عليك اصلا؛ قولي يا سولي ياقلبي كنت عاوزنا في ايه
سولي: موضوع يخص نداء مهاب
سليم بتركيز وترقب: مالها ندا
سولي: أمير بيحبها وطالب مني اروح معاه انا وحضرتك ونطلبها من ابوها وانا قولتله ان الظروف مش مناسبة بس هو بيلح عليا وبيقول انه هيقدر ينسيها اللي فات وهيقنعها توافق
نداء: أمير صاحبك يا سولي
سليم: اكيد ياندا هو احنا نعرف أمير غيره؛ بس غريبة دي.

سولي: انا قولت اخد رأيكم قبل ما ارد عليه تاني
سليم بحكمة: البنت نفسياً محتاجة راجل يعتمد عليه زي أمير فعلاً يمكن التوقيت مش مناسب بس عالأقل نحسسها انها مرغوبة وكتير غير الزفت اللي سابها ده بيتمنوها
احنا نروح ونحاول وحتى، لو رفضت طلبه قدام شوية يحاول تاني
نداء: أنا قولت لزينة بلاش تسمى بنتك على اسمي لأني كنت خايفة عليها تطلع منحوسة هي كمان
سولي: ماما ايه الكلام ده حرام طبعا كل شئ مقدر ومكتوب.

سليم: انزل كلم أمير وقوله يتفق مع ابوه وانا هكلم مهاب وافهمه
غادر سولي ونظر سليم إلى نداء معاتباً وهو يقول
بعد كل السنين دي ومش قادرة تنسي ياندا
نداء: أنا أسفة بس قلبي وجعني عليها وعلي
زينة.

سليم: كله هيعدي واكيد ده خير ليها ودلوقتي اتأكدت انه خير، متتخيليش الواد أمير ده راجل وشهم ازاي متربي صح وطلع في بيت يعرف معني الوفاء لأن ابوه راجل وفي ومخلص؛ الدكتور رياض فضل مع مراته سنين كانت مريضة ومتخلاش عنها ابدا ورغم انها اتوفت وأمير صغير اكتفي بابنه مع ان وقتها كان حقه يتجوز بس مش قادر انسى رده عليا لما قالي..
هي صحيح ماتت بس ذكرياتي معاها تكفيني لحد ما أموت
نداء بغضب طفولي.

يعني انا لو مت هتتجوز غيري يادكتور
سليم بخوف: نداء انا مش ناقص انا مرعوب عليكي من غير حاجة
نداء: خلاص ياسليم انا بهزر وبعدين الاعمار بيدي الله
المهم كلم مهاب وانا هكلم زينة وان شاء الله لو يستاهلها ربنا يجعلهم نصيب مع بعض؛ يمكن هو يكون أميرها اللي هينسيها الماضي.

تحدث أمير بسعادة إلى والده قائلاً
بابا انا عاوز اخطب
رياض بسعادة: بجد يا حبيبي الحمد لله؛ مين هي العروسة ولا اخطبلك انا
أمير مسرعاً: لالالا، انا بحب واحدة ومش عاوز غيرها
رياض بسعادة: هي مين؟ قولي واحكيلي كل حاجة
قص أمير على والده كل ما حدث لينتظر رداً من والده الذي بدا مصدوما ليتحدث بجدية قائلاً
بس البنت نفسيتها تعبانه وهتتعبك يا أمير
أمير: عارف يا بابا بس مش هيأس منها ابداً.

رياض: ولو كانت لسه بتحب خطيبها الأولاني
أمير بثقة: مبتحبوش من الأساس وحتى، لو بتحبه هتنساه لأني هساعدها تنسي
رياض بخوف: وليه وجع القلب ده يا أمير انا خايف عليك
أمير بترجي: ارجوك يا بابا مترفضش انا بحبها اوي غصب عني مش قادر انساها ولا ابعد عنها وانا شايف نفسي احق بيها
رياض: خلاص يا حبيبي اللي يريحك وانت أكيد عارف ان كل اللي يهمني سعادتك وبس.

دلف مهاب إلى غرفة مدللته التي غابت عن ناظريه ولأول مرة منذ أن رزقه الله بها؛ فهي منذ أن اصبح لها اباً صارت دنياه بين يديها؛ كانت نداء هي الاقرب إلى قلب مهاب ولا يعلم السبب ربما لأنها ابنته الوحيدة وربما لأنها الاكبر بين ابنائه
وربما كونها تشبهه كثيرا فقد ورثت منه كافة صفاته الشخصية حتى، عنادها يعلم انها تعلمته منه.

اقترب منها واضعا يديه فوق جبهتها يتحسسها بحب ففتح نداء عينيها وليتها لم تفعل فالانكسار البادي بتلك العيون الفيروزية أذاب فؤاده
تحدثت نداء بحزن قائلة
في حاجة يا بابا؟
مهاب: انا أسف يا ندا
نداء: على ايه يا بابا!
مهاب: على كل حاجة؛ اعتقد ان كل اللي انتي فيه بسببي مش بسبب ريان؛ مفروض كنت اعرف ان ربنا هيعاقبني بيكي انتي وزي ما كسرت قلب زينة بكلامي؛ قلبي انكسر من وجعي عليكي.

نداء: يا بابا ارجوك متقولش كده انا أسفة على الكلام اللي قولته كان غصب عني
مهاب: متتأسفيش؛ كلامك كان صح ريان مفرقش عني كتير
امسكت نداء يد والدها تقبلها بحب قائلة
لأ يابابا انت مش زيه ابداً ومستحيل تبقي زيه انا عارفه انك عصبي ومبتقدرش تتحكم في غضبك بس حضرتك مش اناني ولا عمرك استغليت ثقة حد فيك حتى، لو جرحت حد بيكون بدون قصد
مهاب: مبتفرقش كتير ياندا لما بتكسري حاجة مبتفرقش تقصدي ولا لأ؛ المهم النتيجة.

نداء: لأ يا بابا لما بتكسر حاجة بدون قصد ممكن مع الوقت اعذرك واقول غصب عنه لكن لما اسلملك حاجة غالية اوووي واقولك حافظ عليها وتكسرها بكل برود ومن غير سبب وقتها مستحيل حد يسامحك
مهاب: وياتري ريان تبع أي تصنيف من دول
نداء بصوت مهزوز يعبر عن مدى تأثرها ما فعله ريان بها قالت
ريان كسر قلبي نصين وخلاني افقد الثقة في نفسي؛ اعتقد انه مش تبع اي تصنيف للأسف ندالته ملهاش مثيل ولا شفتها قبل كده.

مهاب: يعني لو رجع مش هترجعيله
نداء: لو رجع مش هيلاقيني يا بابا؛ نداء الطفلة اللي كانت بتصدق اي كلمة يقولها خلاص اختفت ولو رجع مش هيعجبه النسخة الجديدة
مهاب: ولو اعتذر وطلب فرصة تانية
نداء: لو روحي بين ايديه مش عوزاها؛ الفرصة التانية بتكون لحد يستحقها وهو ميستاهلش
مهاب بتردد: انتي عارفه ومتأكدة اني بحبك اكتر من نفسي يا ندا؛ صح؟
نداء: عارفه يا بابا اكيد.

مهاب: عمك سليم كلمني وقالي انه جاي بعد يومين هو وأمير علشان يطمنوا عليكي
نداء بصدمة: لأ؛ لا يا بابا مش عاوزة اشوف حد
مهاب بحب: ولو قولتلك علشان خاطري اقعدي معاهم ميصحش حد يجيلك وترفضي تقابليه
نداء بخوف: ارجوك يا بابا علشان خاطري مش عاوزة حد متخليش حد يقرب مني
مهاب: عمري ما هجبرك على حاجة انتي رفضاها بس حاولي واللي هتقوليلي عليه هعمله؛ اتفقنا؟
نداء بضعف: حاضر يا بابا.

سافر عبدالرحمن بصحبة ابنته وزوجها مدحت وتركوا خلفهم شمس تنتظر بترقب وخوف عودتهم مرة اخري بعد ان يمن الله على جدها بالشفاء
يهاتفها يوميا ضياء للاطمئنان على احوالها وكذلك راسل
كانت جالسة تتحدث إلى ضياء عندما استمعت إلى صوت جرس الباب فأحست بالخوف قائلة
في حد بيخبط على الباب
ضياء: طيب شوفي مين وانا معاكي اهو
شمس: لأ انا خايفة
ضياء: هو مفيش حارس للبيت ولا شغالين.

شمس: الحارس تعبان بقاله اسبوع ومفيش شغالين جدو مبيحبش حد غريب يدخل البيت
ضياء: طيب قولي مين كده
شمس بخوف: مين اللي بره
راسل: انا راسل افتحي يا شمس
شمس بتعجب: في ايه يا راسل؟
راسل بغضب: افتحي الباب هتكلميني وانا برة
استأذنت شمس من ضياء الذي احس بحزن يتغلل لثنايا قلبه وانهي الاتصال قبل ان يستمع إلى المزيد؛ وتوجهت هي بحذر لتفتح الباب.

تفاجئت شمس بهيئة راسل فكان بادياً عليه اثار الشرب لتشهق شمس قائلة: انت سكران ولا ايه؟
راسل مقترباً منها ومغلقاً الباب خلفه بقوة
ايوة سكران من جمالك؛ خلاص جننتيني ياشمس
دفعته شمس بهلع قائلة
امشي يا راسل دلوقتي انت مش في وعيك
احاط خصرها بيديه وجذبها اليه برغبة بدت واضحة بعينيه لتحوله إلى ذئب يتربص بفريسة ضعيفة لا حول لها ولا قوة
حاولت شمس الفكاك منه دون فائدة وحاولت الصراخ فكمم فمها بكفه قائلاً بتحذير.

انا مش هسيبك ومتحاوليش على الفاضي انا شارب صحيح بس مش سكران انا فايق وعارف بعمل ايه
شمس ببكاء ورعب جعله يقهقه قائلاً
انتي فكراني عبيط يابت؟ انا صحيح معجب بجمالك بس انا مفيش ست ترفضني وانا مش هقدر اصبر لحد ما نتجوز وانتي شكلك موالك طويل وعاوزاني احب فيكي واقولك كلام رومانسي وحركات الشباب الاهبل دي
كاد ضياء أن يجن منذ ان استمع إلى صوت راسل وهو يشعر بنيران تحرق قلبه غمغم بتأفف قائلاً.

رايحلها البيت وهي لوحدها ليه
حدث نفسه موبخا: وانت مالك ياضياء هي حرة
ضرب جبهته عدة مرات بكف يده قائلا
لأ مش حرة دول لسه مخطوبين ازاي تسمحله يروحلها البيت؛ ااااه منك يا شمس ليه كده؟
القي بها بعنف بعد ان حملها عنوة إلى غرفة نومها وثبتها بيديه قائلاً بوقاحة
احنا مخطوبين وعادي يعني لما يحصل بينا شوية تجاوزات؛ هيحصل ايه يعني
شمس بكره: ابعد عني انا هفسخ الخطوبة دي ومش عاوزة اشوف وشك تاني.

راسل بصوت ارعبها: بتحلمي يابنت ناريمان انتي فكراني هسيبها تورث اخويا وثروتنا تتنقلك بعد موتهم؛ انا عارف ان مدحت كاتبلها نصيبه في كل حاجة؛ مغفل وبيحاول يعوضها علشان الخلفة
لكن لو اتجوزنا كل حاجة هتبقي بيني انا وانتي وده مش طمع؛ ده حقي فلوس ابويا وتعبي انا ومدحت طول السنين
شمش: انا مش محتاجة منكم اي حاجة؛ ارجوك ابعد عني..
راسل وقد تمكن منها: مش مهم انتي؛ المهم انا عايز ايه وانا بقي نفسي فيكي اوووي.

انطلقت شمس راكضه بسرعة تتخبط بين الحين والاخر وهي تتلفت خائفة ان يراها أحد
تود ان تحتمي بامها او ابيها ولكن كلاهما لن يحميها
اخذت تبكي برعب تتمتم بكلمة واحدة
يااارب احميني يارب انا مليش غيرك وكنت بدافع عن شرفي
امسكت هاتفها بيد ترتعش رعباً واتصلت به قائلة
الحقني يا ضياء؛ الحقني ارجوك
ضياء بفزع: مالك حصل ايه
شمس: انا، انا قتلت راسل هو كان هي...
هو السبب انا قولتله يسيبني ومرضيش ارجوك انا خايفة.

ضياء محاولاً التركيز: اهدي ومتخافيش وقوليلي حصل ايه بالظبط
قصت شمس عليه ما حدث لتشهق قائلة
ضربته على راسه يا ضياء ووقع على الأرض
ضياء طيب خليكي قدام الفيلا وانا جايلك اوعي تتحركي
شمس برعب: لأ البوليس هياخدني
ضياء بجدية: قولتلك متخافيش انا جايلك.

بعد قليل وصل ضياء إلى العنوان الذي أملته اياه شمس؛ وجدها واقفه امام البيت بحالة مذرية ملابسها ممزقه ووجها به عدة اصابات؛ احس بالدماء تغلي برأسه أسرع اليها قائلاً
انتي واقفه كده ازاي يا شمس
شمس ببكاء: انا معملتش حاجة يا ضياء هو السبب
ضياء: خليكي واقفه هنا وهاتي المفتاح
شمس بفزع: لأ متورطش نفسك في جريمة زي دي
ضياء بهدوء: متخافيش اديني المفتاح وروحي استنيني في العربية.

دلف ضياء بحذر إلى داخل المنزل أخذ يبحث بين الغرف عن راسل إلى أن وجده ملقي على الأرض والدماء تغطي وجهه أسرع اليه يتحسس نبضه فوجده مازال على قيد الحياة
احس ضياء ببعض الأمل كونه مازال حياً واخذ يفكر بهدوء فيما يجب عليه فعل
بحث بعينيه عن كاميرات للمراقبة وبالفعل وجد واحدة؛ اقترب ضياء ساحباً شريط المراقبة فهذا دليل شمس انها كانت تدافع عن نفسها
خرج اليها وتحدث بجدية قائلا.

الزفت ده لسه عايش بس لازم يروح المستشفي
شمس برعب: مستشفي لأ، انا هروح السجن
ضياء: افهمي ياشمس لازم نلحقه بدل ما يموت وتبقي جريمة قتل؛ طيب المستشفي بتاعتكم مفيهاش دكتور بتثقي فيه ويقبل يساعدك
شمس محاولة التركيز: ايوة في دكتور ربيع صديق جدو
ضياء خلاص كلميه وقوليله يجيلك هنا وهو هيساعدنا ويقولنا نعمل ايه...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة