قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الثاني عشر

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الثاني عشر

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الثاني عشر

جلست سيلا امام حسابها الشخصي تبحث باهتمام عن صفحة سامر فهي تود ان تعلم عن شخصيته المزيد؛ رغم انه مختلف كلياً عنها الا انها تنجذب اليه ظلت تبحث عن اسمه بقائمة اصدقاء سلمي إلى ان وجدته؛ ارسلت اليه طلب صداقة وهي عازمة على الفوز بقلبه مهما طال الوقت
انتظرت سيلا قليلاً إلى أن تم قبول طلب صداقتها انتظرت منه ان يبدأ الحديث فلم يفعل
زفرت بضيق فيبدو أنه يتصرف بخطوات محسوبة
سيلا: hi, how are you.

سامر: بخير الحمد لله مش انتي بتعرفي تكتبي عربي ولا صعب عليكي
سيلا: بعرف بس شوية صعب
سامر: بالتدريج هتتعلمي؛ بعتالي طلب صداقة ليه؟ مش مفروض انك مش طيقاني
سيلا: مين قال مش طيقاك!
سامر: يعني بقالك فترة بتتجاهليني؛ بتتعاملي مع سلمي بمرح وهزار وانا دايما ساكته قدامي
سيلا: عادي؛ حسيت ان انت مش بتحب تتعامل معايا
سامر: وليه بعتيلي صداقة؟
سيلا: وانت ليه قبلت صداقتي؛ وعرفت منين ان انا سيلا.

سامر: من صورتك؛ ومش فاهم ليه حاطة صورتك
سيلا: انت ليه دايما مش عاجبك تصرفاتي؛ بأي حق بتنتقدني
سامر بتوتر: لأني بعتبرك زي سلمي وبخاف عليكي
سيلا: اوك؛ هحاول اصدقك؛ وهعتبر ان انت كمان زي محمد اخويا؛ يلا باي عندي مذاكرة كتير.

منذ أن غلبه قلبه وأعلن عن حبه لها وهو يشعر بالحزن فما فعله ليس من حقه ولكن رغماً عنه نطق لسانه بها أخبرها انه يحبها وياله من شعور رائع كانت ستكتمل روعته لو أنها بادلته ذاك الحب لو أنه يستمع إلى همسها بأسمه وهو تخبره انها تحبه.

ابتسم أمير بحزن فهو يعلم أن كل ذلك مجرد اوهام هي ولم ولن تحبه؛ ولكن لما يراها كل يوم باحلامه لما يزداد تعلقاً بها؛ عل هي بالفعل ساحرة والقت اليه بتعويذة جعلته لا يرى سواها
بداخله شئ ينبئه انها له مهما طال الزمن وينهره عقله طالباً من العدول عن تلك التخيلات
وما بينه عقله وقلبه يتمني ان يراها ولو مرة واحدة فيشبع روحه بنظرة من عينيها المهلكة.

تلقي مهاب مكالمة من زينة جعلته يطير فرحاً؛ ظل ناظراً إلى هاتفه لا يصدق ان تتصل به؛ أجاب اتصالها بلهفة قائلا
وحشتيني اوي يازينة
زينة بضعف: مهاب انت والولاد كويسين؛ في حد فيكم تعبان ولا حاجة؟
مهاب بنفي: لأ؛ احنا كلنا بخير مالك في ايه
زينة ومازالت تشعر بانقباض قلبه يؤرقها: طيب ندي فين خليني اكلمها برن عليها مبتردش وانا قلبي مقبوض معرفش ليه؟

مهاب بخوف: ندي! ندي طلعت من الصبح قالت انها جيالك القاهرة يا زينة وأنا انشغلت في المستشفي ولسه راجع؛ ازاي موصلتش لحد دلوقتي
زينة بهلع: البنت فين يا مهاب وازاي تسيبها تسافر لوحدها
مهاب: دي مش أول مرة يا زينة ماهي جتلك قبل كده وبعدين استني هي ممكن تكون زعلانه علشان ريان سافر النهارده وعلشان كده اتأخرت.

زينة: سافر! اكيد فعلا زمانها زعلانه وانا انشغلت عنها ونسيت اكون جنبها في موقف زي ده؛ كله بسببك انت يا مهاب ربنا يسامحك
انهت زينة الاتصال وقد غلبتها دموع الانكسار وظل مهاب واقفاً يفكر بكلمات زينة التي تحمله ذنب ما حدث
حاول مهاب مهاتفة نداء ولم يأتيه رد؛ احس هو الأخر بالقلق يتسرب اليه وقد بدأ يخيل اليه العديد من الاشياء السيئة التي قد تحدث لابنته.

ادرك مهاب انه قد اخطأ ولم يكن عليه السماح لها ان تذهب بمفردها
ارتدي ملابسه على عجالة وتوجه إلى منزل ريان
مهاب: السلام عليكم يا أم ريان؛ هو ريان طيارته كانت الساعه كام؟
سهير: المفروض ٨ المغرب
مهاب بتوتر: هو ريان راح المطار لوحده
سهير: مرضيش ياخد حد معاه؛ خير في حاجة ولا ايه يا ابو مراد؟
مهاب: لا مفيش انا بس بطمن عليه
عاد مهاب إلى بيته وقد زاد قلقه وتضاعفت حيرته وهواجسه؛ اين ابنته الأن ومالذي أصابها؟

مرت ساعة؛ ستون دقيقة بكل دقيقة تمر يتخيل مهاب شيئاً جديداً وتزداد دقات قلبه فزعاً وخوفاً على صغيرته.

ناريمان بهدوء: ايه يا بابا غريبة اني جاية اتعشي معاكم
عبدالرحمن: من امتي يا ناريمان؟
ناريمان: يوووة حضرتك حيرتني معاك؛ لو بعدت تقولي مبتسأليش ولو قربت تقولي بتخططي لحاجة
عبدالرحمن: لانك بنتي وحافظك كويس
ناريمان: ماشي يا بابا حضرتك عندك حق؛ بس اطمن المرة دي انا عاوزة مصلحة بنتي وبس؛ مش عاوزة حاجة تانية؛ ولا حضرتك فاكرني بعيد ومش عارفه اللي بيحصل
عبدالرحمن: تقصدي ايه؟

ناريمان: اقصد سامر ابن رحاب اللي امه رفضت يتجوز بنتي؛ شمس زين الدين اللي الف واحد احسن منه يتمنوها؛ عاوزني اسيبها قاعدة تندب حظها ولا اطلعها من العبط اللي هي فيه بواحد يسعدها ويخليها تعيش الدنيا
عبدالرحمن: وايه يضمنلك انه كويس؟
ناريمان: مفيش حاجة في الدنيا مضمونه علشان كده بنحسبها بالعقل والباقي ده علمه عند ربنا؛ ولد زي القمر من عيلة كبيرة متعلم وغني؛ يترفض ليه وبأي منطق؟

عبدالرحمن: وهيقربك من جوزك اكتير بما ان انت ومدحت مفيش بينكم ولاد ولا حاجة تربطكم
ناريمان: مش هنكر ان ده هدف من ضمن اهدافي بس الاساس هو شمس
عبدالرحمن: لو بتحبيها فعلا وعاوزة مصلحتها متضغطيش عليها وعلشان خاطري يا ناريمان لو حصلي حاجة اهتمي ببنتك اكتر من كده
ورغم انها لا تهتم لأحد الا ان كلمات والدها احزنتها فوجوده يعطيها ثقة وشعور بالأمان.

ناريمان: بعد الشر عنك يا بابا اطمن انا معنديش غير شمس وبحاول اوعيها واخليها تشوف مصلحتها لأنها طيبة وعايشة الدنيا بقلبها وده غلط؛ الحياة صعبة ومحتاجة قوة
تركت ناريمان والدها وصعدت إلى شمس التي كانت بانتظارها
ناريمان: فكرتي يا شمس؟
شمس بتعجب: هو انا لحقت يا ماما؟!
ناريمان: راسل مستعجل وانا شايفة ان مفيش داعي للتفكير الكتير وقبل ما تردي عليا اسمعيني.

انا معرفش بتفكري في ايه ولا ناوية على ايه بس عاوزاكي تحاولي تفكري بعقلك؛ صدقيني هتنجحي
انا ضعفت مرة واحدة في حياتي وسمحت لقلبي يضعف وكانت النتيجة وجع فضلت سنين اداريه لحد ما اتجوزت مدحت؛ برغم اني مش بحبه بس الوحيد اللي قدر يتقبل شخصيتي زي ماهي
شمس بفضول: انتي كنتي بتحبي بابا؟
ناريمان: لا وهو كمان محاولش يحبني؛ الحاجة الوحيدة في جوازنا كانت انتي
شمس: واللي كنتي بتحبيه راح فين؟!

ناريمان بغيظ: كان بيحب مراته ومش شايف غيرها؛ مجنون بيها معرفش على ايه!
شمس بتردد: يا ماما انا عاوزة وقت افكر براحتي علشانك انتي؛ انا لو اتخطبت لراسل وانفصلنا علاقتك بجوزك هتتأثر؛ خليني بعيد احسن
ناريمان: علشان خاطري يا شمس وافقي وصدقيني مش هتندمي
شمس: خلاص يا ماما اللي تشوفيه انا موافقة.

استطاعت نداء بعد عدة دقائق أن تخرج نفسها بصعوبة من السيارة وحاولت مساعدة ريان الذي كان فاقداً للوعي ورأسه ينزف؛ أصاب نداء حاله من الرعب عند رؤيته هكذا أخذت تبحث عن أحد
باكية بهستيريا وقد بح صوتها من الصراخ
ارجوك يا ريان متسبنيش حد يلحقني يا ناس
رياااان
فقدت وعيها من شدة الخوف والهلع وبقي ريان داخل السيارة لتأتي سيارة نقل بضائع بعد دقائق وينتبه السائق إلى السيارة المحطمة بجانب الطريق.

أسرع الرجل إلى تخليص ريان خوفا من انفجار السيارة وابعده اولا ثم حمل نداء ووضعها بسيارته إلى ان جاءت الشرطة وسيارة الاسعاف
بعد أن هدأت الأمور قليلاً اتصل رجال المباحث بوالد المصابة والمصاب
أجاب مهاب الاتصال الذي ورد اليه بخوف وقلب يخشى ما سيسمعه؛ ظل صامتاً قليلاً إلى أن اتاه صوت أجش يقول بجدية
حضرتك والد صاحبة الموبايل ده؟
مهاب بهدوء حذر: خير؛ حضرتك مين؟

الضابط بجدية: بنت حضرتك عملت حادثة هي وشاب على طريق المطار؛ اطمن هما بخير اصابات بسيطة ونقلناهم المستشفي
مهاب بصوت ذبيح: قولي اسم المستشفي لو سمحت؛ حضرتك كلمت اهل الولد؟
مهاب: لسه هتصل عليهم
مهاب: انا هروحلهم؛ ده خطيب بنتي وكان مسافر وهي بتوصله المطار
الضابط: تمام؛ وحمد الله على سلامتهم.

انهي مهاب الاتصال ولا يدري هل كان يبرر للضابط سر وجود نداء مع ريان أم يبرر لنفسه! هل استطاعت نداء ان تخدعه وتذهب بصحبة ريان دون علمه؛ هل ثقته المفرطة بها جعلتها تتمادي في تصرفاتها أم انه قد انشغل عنها فلجأت لريان
بديلاً عنه
انتبه إلى نفسه والي غبائه؛ هل يهم الان سبب تواجدها بصحبة ريان! ما يهم حقاً انها بخير، حاول تهدئة انفاسه الهادرة واتصل بمازن واخبره ان يمهد لشقيقته ما حدث.

ثم توجه إلى منزل ريان واخبر والديه بما حدث
ينتظر الجميع ان تفيق نداء؛ اهلها واهل ريان اصدقائها الجميع يتلهف إلى رؤيتها بينما ريان صامتاً لا يعلم ماذا حدث وكيف انتهي الحال بهما هكذا فهي كانت بين يديه تبتسم اليه بحب كيف انتهي الحال بهما هكذا
أسرعت زينة وقد اوشكت على فقدان عقلها من كثرة الظنون ممسكة بيد مهاب الذي خرج لتوه من غرفة نداء لتقول بترجي
بنتي فاقت ولا لا يا مهاب وايه اللي حصلها.

وجه مهاب نظراته ناحية ريان ثم اقترب منه ليلكمه بقسوة وقوة ازاحت ريان بعيدا لتشهق زينة بفزع قائلة: بتضربه ليه وبنتي فيييين؟!
مهاب بضعف تراه زينة لأول مرة بحياتها اجابها بخوف: البنت عندها انهيار عصبي ومبتتحركش ومعرفش ايه اللي حصلها؛ الدكتور بيقول ان مفيهاش اصابات بس تقريبا من الخوف حصلها صدمة قوية.

زينة دون أن تشعر امسكت بيده محاولة ان تطمئنه؛ فنظر اليها غير مصدقاً لما يحدث متحدثاً بخوف: هي نداء ممكن يحصلها حاجة يا زينة؛ بنتي ممكن تضيع مني؟
ورغم انها تحتاج إلى من يحتويها الا أن حبها له قد جعلها ترق لحاله لتنطق وهي على يقين ان ما حدث لنداء قد أدمي قلب مهاب فهي ابنته وقطعه من روحه والأغلي من بين الجميع لديه.
بعد لحظات كان الجميع بالمشفي بعد أن علموا بما اصاب ريان ونداء.

بحث مجدي بهلع عن وحيده الذي لا يدري ماذا أصابه اقترب من مهاب وزينة متسائلاً بحذر
ريان فين يا دكتور مهاب وايه اللي حصل
مهاب بغضب: ابنك واقف هناك اهو خده وامشي
مجدي بغضب: ايه الكلام ده يامهاب؟ ايه اللي حصل
مهاب: اللي حصل ان ابنك الغبي خد بنتي معاه وهو رايح المطار وعملوا حادثة؛ واهو واقف قدامك اهو الحمد لله؛ وبنتي جوة مش عارفين حصلها ايه
مجدي حامداً الله محتضناً وحيده بحب نظر إلى مهاب وتحدث بهدوء قائلاً.

وهو ابني كان قاصد يعمل حادثة يا دكتور مهاب الحمد لله انه بخير وان شاء الله بنتك مفيهاش حاجة
مهاب: وانت ابنك لو راجل ومحترم ياخدها من غير اذني ليه؛ كان هيسيبها ترجع لوحدها ازاي وهو مسافر
ريان بخوف: والله انا ما كنت قاصد أتسببلها في اي اذي بس كان نفسي اشوفها قبل ما اسافر؛ وهي كانت هتروح القاهرة لوالدتها.
مهاب: انت تخرس خالص وقسماً بالله لو بنتي حصلها حاجة ما هرحمك.

مجدي: جري ايه يا مهاب انت بتهدد ابني واحنا واقفين
مهاب: لأ مبهددش انا اقسمت بالله ان بنتي لو حصلها حاجة ما هسيبه يا مجدي وبعدين هو مش راجل بترد بالنيابة عنه ليه؟!
مجدي: ابني سيد الرجالة وبعدين هو غلط؛ بنتك راجت معاه ليه؟
ريان بحدة: بابا لو سمحت متدخلش ندا في الموضوع انا اللي اتحايلت عليها كتير.

مهاب: انت مش غلطان يا مجدي بس هي تقوم بالسلامة وانا هتصرف مع الكل؛ واعمل حسابك يا ريان اني لغيت الخطوبة دي ولو حتى، بنتي هتموت علشانك مش هتتجوزها
مجدي: اللي يريحك اعمله؛ انت طايح فينا من الصبح وبقول معذور وخايف على بنتك لكن تمد ايدك على ابني يبقي الجوازة دي قلتها احسن
مهاب بصوت مرعب: خد ابنك واطلعوا بررررة؛ مش عاوز اشوف خلقتكم قدامي.

توقف الجميع عن الشجار عندما خرج مازن من غرفة الكشف واجماً ويبدو من ملامحه القلق والتوتر
اقتربت منه زينه ناظره اليه برجاء فأدار وجهه ناحية مهاب قائلاً
زي ما توقعت يا مهاب البنت عندها صدمة قوية وعقلها مقدرش يستوعب.
مهاب بضعف: يعني ايه؟!
مازن مبتلعاً ريقه بهدوء: يعني خوفها خلاها تفقد الوعي؛ احتمال كبير انها شافت ريان والعربية مقلوبة زي ما السواق شرحلنا وفكرت ان ريان حصله حاجة فصدمتها كانت قوية.

شهقات زينة وصراخها منعه من استكمال ما يقول وجه مهاب نظره ناحية ريان الذي وقف والده امامه بحماية
مجدي: متفكرش اني هسيبك تقرب منه؛ انت فاهم
مهاب: خده وامشي لو خايف عليه يامجدي
مجدي: ماشيين يا دكتور ومش خوف منك بس لأن وجودنا ملوش لزوم؛ ربنا يشفي بنتك وتقوم بالسلامة.

كانت شجن نظراتها معلقة بسولي الذي وقف مصدوماً مما يحدث فنداء شقيقة له ولا يصدق ما أصابها؛ ولا يستوعب تصرف ريان الذي استمع إلى كلمات والده دون نقاش وغادر معه
امسك مجدي يد ابنته بقوة ساحباً اياها معه الا انها أبت قائلة
سيب ايدي يا بابا انا مش همشي غير لما اطمن على ندا؛ وبعدين انت رايح فين يا ريان انت هتسيب ندا وتمشي فعلا؛ انت ما صدقت ولا ايه؟
مجدي: انت يابت اتجننتي مش شايفه ابوها واللي عمله!

شجن: وحضرتك لو مكانه مش هتعمل نفس اللي عمله؛ نداء عندها صدمة وده بسبب خوفها عليك يا ريان.
ريان: عارف يا شجن بس انا محتاج ارتاح بعيد عن دكتور مهاب شوية وهرجعلها؛ انا مش هتخلي عنها
شجن بترجي: سيبني يا بابا ارجوك؛ انا مليش دعوة بمشاكلكم ندا اختي وصاحبتي ولازم اطمن عليها
مجدي بحدة: يلا يا بت انتي قدامي ومش عاوز كلام كتير.

وجهت شجن نظراتها ناحية سليم فأماء لها برأسه أن تتبع والدها كي لا يحدث مزيداً من الجدال بينه وبين مهاب.

ارتدي سليم ملابسه مسرعاً وهم بالخروج الا ان يدي نداء استوقته بخوف قائلة: انت رايح فين وندا حصلها ايه؟!
سليم بعدين ياندا؛ بعدين متقلقيش ان شاء الله خير انا لازم ابقي جمب مهاب
نداء: وانا مش هسيب زينة يا سليم وانت عارف اني مش هقدر اقعد هنا وزينة في محنة زي دي؛ الا بنتها يا سليم انا حاسة بيها اوي؛ ارجوك علشان خاطري خدني معاك؛ زينة محتاجة وجودي انا كمان
سليم بعصبية: ياندا السفر خطر عليكي بطلي عند بقي.

نداء برجاء: والله عارفه بس انا لو فضلت هنا هموت من القلق
سليم: استغفر الله العظيم؛ يا ندا ياحبيبتي لو حصلك حاجة هتبقي مبسوطة؟ ارحميني بقي وسيبيني امشي
نداء ببكاء قد اعتاده سليم تلك الايام: انا مش هقدر خدني معاك يا سليم
سليم بيأس: طيب ياقلبي وعمري كله ممكن تسمعيني؟ انا هروح اشوف ايه اللي حصل والوضع هناك عامل ازاي وبعدها هرجعلك اخدك معايا.

نظرت اليه بتردد فقبل رأسها قائلاً: انتي عارفه اني مبكدبش يانونو والله العظيم هاخدك معايا بأذن الله بس مش هينفع النهاردة؛ ماشي؟
نداء بحزن: خلاص يا سليم روح وطمني اول ما توصل ولو انت مقدرتش ترجع تاخدني خلي سولي يجيلي
سليم: حاضر؛ لا اله الا الله
نداء: محمد رسول الله
غادر سليم وأسرع قاسم وعمار إلى نداء واعقبهما نديم
قاسم: في ايه يا ماما بتعيطي ليه؟ انتي متخانقة مع بابا؟

نداء: لا نداء بنت عمكم عملت حادثة ومنعرفش حصلها ايه وانا قلقانه عليها اوي
عمار: ان شاء الله هتبقي كويسة يا ماما
نداء: ان شاء الله ياحبيبي؛ ربنا يحفظكم ياقلبي
نظر عمار إلى والدته متسائلاً بشئ من التعجب
هي مش ندا مخطوبة لريان اللي مفروض ابيه سليم هيخطب اخته
نداء: ايوة ياحبيبي واللي اعرفه ان الولد مفروض كان يسافر النهاردة
قاسم: مش انا قولتلك ياواد يا عمار الجوازة دي منحوسة
نداء بتعجب: يعني ايه؟

عمار: يعني عمو مهاب اتخانق مع طنط زينة والموضوع كبير ودلوقتي نودي المزة عملت حادثة ودي حاجة تاكد ان ابيه سليم منحوس
نداء برفض: اسكت يا قليل الأدب مش تقول على أخوك كده
نديم: سيبيهم يا ماما دول عندهم تخلف هما الاتنين
قاسم وعمار: شفتي بقي انه قليل الادب ولازم ينضرب
وضعت نداء فوق فوق بطنها متحدثة بألم: اياك ياقاسم انت وعمار تقربوا من اخوكم والله العظيم هزعلكم.

اقترب منها ابنائها الثلاثة بلهفة: مالك يا ماما انتي تعبانه؟ اقول لتيته ونجيبلك دكتور
نداء: لا انا كويسة متخافوش انا بس قلقانه على ندا وزينة
قاسم: انا هكلم أبيه سليم وهو يفهمني اللي حصل أكيد هو موجود معاهم
ابتسمت نداء بتعب موافقة على ما اقترحه قاسم وهي تدعو الله الا يصيبهم أذي وان تكون نداء بخير من أجل الجميع.

غادر ريان ووالده وغادرت معهما شجن تاركه روحها مع سليم الذي كان ينظر اليها مطمئنا بينما هي على يقين ان القادم لن يكون يسيراً
ما ان وصل ريان إلى بيته التقطته والدته باحضانها باكية تود التأكد ان ابنها الوحيد الذي لا ترجو من الدنيا شيئاً سوى سعادته قد عاد اليها سالما
سهير: حبيب امك يا بني؛ حصلك ايه يانن عيني
ريان انا بخير يا أمي اطمني
سهير: وندا اخبارها ايه؟

نظرت شجن لائمة لاخيها ووالدها قائلة: ندا منعرفش حصلها ايه وبابا وريان مقدروش يستنوا لما تفوق
ريان بحدة: شجن انا مش ناقصك انا عفاريت الدنيا بتتنطط في خلقتي
مجدي: سيبك منها يا ريان وخش اوضتك ارتاح
سهير: حد يفهمني ايه اللي حصل الاول والبت حصلها ايه؟!
قص مجدي ما حدث بينه وبين مهاب قائلاً
طردنا من المستشفي وانا بصراحة قولت خير ومصلحة انها جت منه
ريان بدهشة: يعني ايه يا بابا؟!

مجدي: يعني يا حبيبي البنات على قفى مين يشيل وهو اللي قل ادبه علينا؛ وبلاها الجوازة دي خالص
شجن: يا بابا حرام عليك الراجل معذور بنته كانت هتموت وابنك العاقل واخدها معاه من غير ما يعرف حد
مجدي: محدش ضربها على ايدها
شي جن: والله البنت صغيرة الدور والباقي على الباشمهندس العاقل
ريان: وانتي بقي زعلانه علشان نداء ولا علشان حبيب القلب.

سهير: ريان لم نفسك وملكش دعوة بأختك؛ انت اللي غلطان من الاول؛ واخدها معاك المطار ليه؟
ريان: يوووة وانا اعرف منين ان كل ده هيحصل وغير الحادثة السفرية ضاعت عليا يعني كل حاجة باظت
مجدي ببرود: ولا ضاعت ولا حاجة ارتاح يومين واحجز وسافر
سهير: والبت اللي سايبها في المستشفي دي
مجدي: ابوها فسخ الخطوبة يعني ميربطناش بيها حاجة
سهير: ده ابن عمك يامجدي
مجدي: انا معنديش أغلي من ابني وبعدين مستقبله اهم.

شجن: وهو مستقبله في السفر والغربة؛ بس عادي ما حضرتك فضلت اكتر من ٢٠ سنه مسافر وكل اللي يربطنا بيك زيارة كل سنتين تلاته؛ يس عارف يا ريان انت فعلا لو اتخليت عن نداء في الظروف دي هتكون هي الكسبانة وبكرة تندم..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة