رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الثالث عشر
أفاقت نداء وظلت ساكنة مكانها ثم اخذت تدور بعينيها بين الوجوه المترقبة حولها
وجدت ابيها وامها واشقائها الثلاثة؛ خالها مازن وجدتها الحبيبة؛ سليم وسولي؛ ولكن مهلاً أين ريان؟ اغمضت عينيها ثم اعادت فتحهما مرة اخري وقد اختفت تماما نظرات السكون وحل محلها الهلع والرعب لتصيح بوالدتها قائلة
ماما؛ مااااما ريان ياماما الحقوا ريان في العربية
زينة بحب: اطمني ياقلبي؛ ريان بخير.
ولكن نداء بدت وكانها بعالم أخر لا ترى به سوى ريان واغماءه والدماء المتدفقة من رأسه
ازداد صراخها لتقول بحدة: ريااان اكيد مات وانتي بتكدبي عليا.
صرخ بها مهاب قائلاً: اخرسي؛ قولنا كويس وزي القرد وابوه خده ومشي؛ مفيش فيه حاجة غير جرح خفيف في راسه.
ازداد خوف نداء فهي على يقين ان ريان لن يتركها بالمشفي ويذهب إلى بيته؛ وهنا تأكدت ظنونها انه قد اصابه مكروه؛ حاولت النهوض والخروج من الغرفة لتبحث عنه لكن قدميها قد خانتها وسقطت بقوة وسط نظرات الصدمة من الجميع
أسرع اليها مهاب الذي قد سقط قلبه معها اثر سقوطها وحملها بين يديه قائلاً
مالك ياقلبي؛ حاسة بأيه؟
نداء بضعف: بابا انا مش قادرة اقف ورجلي مش حاسة بيها؛ توقف عقل مهاب عن العمل وقد فقد الشعور بمن حوله ورغم انه طبيباً ماهراً نسي وضاع منه ما تعلمه طوال السنوات الماضية فنظر ناحية مازن يرجو منه تفسيراً.
اقترب مازن من نداء ناظراً اليها بحب قائلاً متخافيش يا نودي؛ بعد اذنكم يا جماعة اطلعوا برة دقيقتين بس وانا هطمن عليها واطمنكم
زينة برفض: لأ يا مازن مش هسيب بنتي.
امسك مهاب يدها وتحرك بها خارجاً دون نقاش بينما بقي مازن بصحبة نداء ليخرج اليهم بعد قليل قائلاً
خطيبها فين يا مهاب؟
مهاب: خطيبها ايه وزفت ايه انا فسخت الخطوبة وهو ما صدق ومسألش
مازن: البنت ضعيفة وهشة مقدرتش تتحمل صدمتها لما شافته مغمي عليه وبينزف فكرت انه مات
مهاب بعدم صبر: يا مازن انا فهمت أم الكلام ده هي دلوقتي مبتقفش على رجليها ليه؟
مازن: ده نوع من الهروب من الواقع، مش قادرة تستوعب لسه؛ تردد قليلاً خوفاً من انهيار شقيقته ليتحدث بهدوء قائلاً
ده شلل نفسي مش شلل عضوي؛ يعني بعد فترة بسيطة جدا مع متابعة اخصائي هتبقي كويسة بس طبعا الأهم انها تشوف ريان هو الوحيد اللي هيفرق معاها دلوقتي.
مهاب: مش هيحصل يا مازن الموضوع انتهي واللي يبيع بنتي بالرخيص ميلزمنيش.
زينة بقوة: انا هكلمه يا مازن وهيجي مش معقول يرفض يجيلها؛ وجهت نظرات نارية لمهاب قائلة
ملكش دعوة ببنتي يا مهاب احسنلك انا ماسكة نفسي عنك بالعافية.
مهاب بغضب: بتهدديني! عال والله يا أم مراد.
مازن مهادناً: تعالي معايا يا مهاب عاوزك في كلمتين؛ وانتي يازينة اتصرفي وهاتي ريان.
انتهي ريان من اعداد حقيبته ناوياً على الرحيل لضمان الحفاظ على فرصته الذهبية التي يحلم بها مع اصراره على العودة لنداء واقناعها بضرورة انتظاره
نظرت اليه شجن بخيبة أمل قائلة: طنط زينة اتصلت وبتقول ان نداء فاقت وحالتها صعبه ومفكرة انك حصلك حاجة؛ انا مقدرتش اقولها انك مسافر لو تحب روح شوفها قبل ما تسافر
تركته شجن وغادرت وهي تشعر بالسخط؛ اسرع ريان الخطى لاحقاً بها قائلاً.
ممكن افهم انتي بتكلميني كده ازاي؟ انا اخوكي الكبير.
شجن: الكبير بيكون بتصرفاته
ريان: وتصرفاتي مالها؛ هو انا لازم ابقي منافق علشان اعجبك؛ انا انسان صريح وعندي طموح
شجن: وطموحك ده معناه انك تتخلي عن حبيبتك؟ ده لو كانت اصلا حبيبتك يا ريان!
ريان: اكيد طبعا حبيبتي وانتي اكتر واحدة عارفة انا بحبها من امتي.؟!
شجن: كنت فاكرة انك بتحبها ومصدقة؛ بس لما سبتها مرمية في المستشفي ومشيت اتأكدت انك معجب بيها وبشكلها مش اكتر.
ريان بحدة: انتي مبتفهميش يابنتي؛ ابوها طردنا قدامك وانا انسحبت علشان يهدي.
شجن: للأسف يا ريان عاوزة اصدقك بس مش قادرة؛ عموما انت حر وصدقني نداء بنت صعب تلاقي زيها لو ضاعت منك.
انتهي ضياء من امتحاناته وينتظر ظهور النتيجة بترقب؛ لم يعد يلقي بالاً إلى العمل بالجامعة فما كان يسعى لأجله قد اختفى؛ اختفت نداء عن ناظريه ولكنها مازالت تسيطر على افكاره ليست مجرد حبيبة بل هي مجموعة من المشاعر حرم منها منذ نشأته
ضياء كان يرى بأستاذته نموذجاً كاملا للمرأة.
قوية وضعيفة عنيدة ومستسلمة ذكية دون مكر ومكرها يشبه الاطفال لا خبث فيه؛ هي كانت تمثل له الأم الحنون والزوجة المخلصة والصديقة الوفية والاخت التي لم يحظى بها وترجم تلك المشاعر بأسلوب خاطئ فاعتقد واهماً انه يحبها
أدرك ضياء خطئه وعلم ان نداء نموذج لما يريده لنفسه هو يود امرأة مثلها تكن له وحده تعوضه ما يحتاج اليه؛ ولكن أين يجدها.
أخذ قراراً لن يتراجع به سوف يسخر حياته القادمة لمستقبله المهني ولن يفكر بالحب ولا الارتباط الأن إلى ان تأتيه من تغير نظرته للحياة وتجبره على الخضوع.
بعد أن طمأنهم سليم قائلاً ان نداء وريان بخير هدأت اعصاب الجميع قليلا فقررت نداء النزول إلى حماتها والجلوس معها إلى ان يعود سليم.
وجدت جميلة جالسة ممسكة بالمصحف وبجانبها قاسم يتلو عليها ما يحفظه
نظرت اليه جميلة بحب قائلة: مظبوط ياقلب تيته برافو عليك يا عمار
قهقهة نداء قائلة برقة: ده قاسم مش عمار يا ماما
جميلة بيأس: يابنتي مبعرفهمش ابدا من بعض وبيستغلوا النقطة دي؛ انا سألته قالي انا عمار.
استكملت جميلة قائلة بفضول
تعالي يانودي وقوليلي بتعرفيهم من بعض ازاي؟
اقتربا منها عمار وقاسم قائلين برفض: لأ يا ماما اوعي تقولي
عمار ناظرا لقاسم: تقول ايه! اذا كان انا نفسي معرفش بتفرقنا من بعض ازاي؟!
نداء: اولا صعب حد يفرق بينكم بس انا من اول لحظة عرفت الاختلافات البسيطة بينكم وحفظتها ده غير اني بحس بيكم.
جميلة: قولي ياندا علشان خاطري؛ لحسن بيوقعوني كل مرة في الكلام.
ندا بصي ياماما عمار اطول من قاسم تقريبا ٣ سم
وقاسم عنده حسنة في خده اليمين
قاسم حط ايده على خده وقالها صح بس دي مش واضحة عرفتيها ازاي؟
نداء: عمار ابتسامته زي سليم وقاسم بيضحك بنفس طريقتي انا.
جميلة ضاحكة بقوة: لا دي صعب اعرفها دي؛ انتي علشان مجنونة بسليم مركزة مع ضحكته وابتسامته.
عمار وقاسم: مظبوط يا تيته ابنك مسيطر على تفكيرها تحسي انه عملها عمل
نداء: امشي يا ولد وخد القرد التاني في ايدك وروحوا ذاكروا.
عمار وقاسم بمكر: كده يانونو ده احنا عاملين مفاجأة هتخليكي تطيري من السعادة
جميلة: استرها يارب من مفاجأتكم
نظر اليها قاسم وعمار بغيظ ثم غادرا المكان وسط ضحكات جميلة ونداء.
حاول عبد الرحمن كثيراً أن يقنع شمس بالعدول عن قرارها بشأن الارتباط براسل الا أن رفضت قائلة
ياجدو مش هتفرق؛ انا محبتش اتكلم قدام ماما علشان متعملش مشكلة مع بابا
عبدالرحمن: ابوكي ماله بالموضوع! حصل ايه؟
شمس: اتصلت عليه اخد رأيه في الموضوع لقيته بيرفض بقوة بصراحة انا فرحت جدا وقولت لسه مهتم وخايف عليا؛ لقيته بيقولي ان مراته كلمته من فترة وعاوزة تخطبني لاخوها واني كده هزعلها لو وافقت على راسل؛ وبعدها فضل يقنعني ويعددلي في مميزات اخو مراته؛ فمش هتفرق كتير يا جدو بس عالأقل ماما قوية وهتقدر تقويني غير بابا اللي ماشي ورا مراته في كل حاجة وكأنه اتبدل ومبقاش بابا اللي طول عمري اعرفه.
عبدالرحمن: متعبريش حد فيهم ارفضي الاتنين؛ يولعوا محدش يقدر يقربلك طول ما أنا عايش
شردت شمس مع سببها الحقيقي الذي تستحي ان تذكره؛ هل تخبر جدها أنها تهرب من شعورها بالحب ناحية شخص لا تعرفه ولم تره سوى مرة واحدة؛ هل تخبره انها قد اصبحت مراهقة بسن النضوج وانها تحب ضياء الذي لا تعلم عنه شيئاً هل هي متقلبة المشاعر؛ تافهه أم انها سيئة الحظ تقع بحب الاشخاص الخاطئين.
عبدالرحمن: بتفكري في ايه يا شموسة؛ قوليلي ياحبيبة جدو
شمس: مفيش حاجة ياجدو؛ اصلا ماما زمانها قالت لراسل وجهزت كل حاجة مبقاش ينفع اتراجع وبعدين دي خطوبة مجرد تعارف يعني مش هنخسر حاجة؛ ولا انت مش عاوز تشوفني عروسة
عبدالرحمن: بتمني يا حبيبتي؛ نفسي اشوفك عروسة واطمن عليكي
شمس: خلاص اطمن؛ ومتقلقش انا تربيتك واعرف اخد حقي كويس لو حد زعلني؛ مظبوط؟
عبدالرحمن: مظبوط يابنت جدك انتي.
تحدث سليم بحب إلى عمته قائلاً
اشربي العصير يا عمتي ومتقلقيش ان شاء الله هتبقي كويسة
هدى: كويسة ازاي يا سليم! ده مازن بيقول شلل يابني؛ انفجرت هدى في بكاء مرير قائلة: ندا لو حصلها حاجة يا سليم هروح فيها يابني دي كانت زي الوردة المفتحة ايه اللي حصلها ده بس
امتنع سليم عن الكلام عندما لمح ريان مقبلاً ناحيتهم
سليم بحدة: انت لسه فاكر تيجي
ريان: يادكتور سليم انت كنت واقف وشايف
اللي حصل.
هدى: وهو ايه اللي حصل يا باشمهندس؟ كنت عاوز مهاب ياخدك بالحضن ويقولك الف مبروك ياحبيبي انك خدت بنته من وراه ورجعتله مبتتحركش وحتى، لو غلط اعمل حساب للعشرة انت وابوك اللي معبرش حد وخدك وسابنا وياريت ارتحنا من الشبكة السودة دي وخلصنا الا البت الغلبانة وقعت ومش قادرة تمشي على رجليها بسببك
ريان: يعني ايه؟
سليم: نداء عندها شلل نفسي؛ حالة مؤقته بسبب خوفها عليك لما شافتك مبتتحركش.
ريان وقد وقع بين شقي الرحى: طب ممكن اشوفها لو سمحت
بعد محاولات عديدة استطاع سليم اقناع مهاب ان ريان هو الوحيد القادر على احتواء نداء وردع مخاوفها لذلك استجاب مهاب فهو قد شعر بالسعادة كون ريان قد عاد للوقوف بجانب ابنته رغم ما حدث بينه وبين والده من قبل اذاً هو يحبها بالفعل.
دلف ريان إلى نداء التي ما ان رأته امامها واصبحت غير قادرة على الحديث ظلت دموعها تنهمر بغزارة وشهقاتها تزداد ليرق قلب ريان لحالها قائلاً
انا كويس ياندا؛ اهدي يا حبيبتي متخافيش
نداء بضعف: ريان انت هنا بجد؛ يعني محصلكش حاجة وحشة؟
ريان وقد تملك منه شعوراً بالذنب: انا كويس وأسف انا السبب في الحادثة وكل اللي حصل
نداء بحب: مش مهم اي حاجة؛ المهم انك معايا.
اراد ريان ان يخبرها بأمر سفرها ولكن كيف يخبرها الأن، ظل صامتاً قليلا لكنه قرر مواجهتها
نظرت اليه نداء ببراءة قتلها بكلماته التي اعلنها ببرود قائلا
انا عارف انك هتبقي كويسة علشان انتي قوية ومتأكده اني بحبك؛ صح يا ندا؟
نداء: ان شاء الله
ريان: انا مسافر كمان ساعه؛ انا مقدرش اتأخر اكتر من كده وفي شرط جزائي انا مضيته ولازم استلم شغلي بعد بكرة.
نظرت اليه نداء بذهول لا تستوعب كلماته لتتحدث ببطئ قائلة: انا كنت هموت من الخوف عليك؛ ارجوك متبعدش عني تاني
ريان: افهميني بس؛ انا هسافر شهرين بالكتير واتحجج بأي حاجة وانزل؛ بس حاليا صعب انا مقدرش ادفع المبلغ المطلوب في حالة رفضي للسفر
نداء: انت بتقول ايه ومين مسافر مش فاهمة؟
اقترب منها ريان ممسكاً يدها قائلا: حبيبتي افهمي بس؛ انتي مش تعبانه زي ما انتي متخيلة دي حالة نفسية مؤقته وخلال اسبوعين بالكتير هتكوني خفيتي وانا مضطر امشي ياندا متكبريش الأمور وتصعبيها عليا
نداء بتردد: انت عاوز تسيبني لوحدي! وانا كده
نداء: انت ازاي كده! ممكن بابا هو اللي اجبرك تبعد عني؛ صح هو اكيد زعلان علشان خرجنا مع بعض من وراه؛ بس متقلقش هو شوية ويهدي تاني بس انت متزعلش منه.
احس ريان ان المناقشة معها لن تفيد فهي مازالت ضعيفه وحديثه معها سوف يؤلمها فلجأ إلى المهادنة
ريان: ماشي يا ندا انا همشي دلوقتي وهرجعلك بعدين بس نامي وارتاحي؛ تمام
غادر ريان متردداً لا يعلم هل يظل جوارها ام يغادر ويتركها؟افاق على صوت المضيفة تطلب منه بتهذيب قائلة
بليز يا افندم اربط حزام الأمان.
لتصعد الطائرة إلى الأعلي ومعها ريان ساعياً لتحقيق طموحه تاركاً خلفه روحاً قد اذاها بشده وافقدها ثقتها بالحب وبالرجال فجميعهم يتخلي عمن يحب بسهولة؛ كان اولهم والدها الذي باع عشرة السنوات بسهولة وهاهو ريان يتركها وحيدة ويبتعد لتتأكد أن الحب وهم ليس الا...
في اليوم التالي أتت شجن لرؤية نداء وقد ازعن مجدي لالحاح شجن..
شجن: حبيبتي يانودي كده تقلقينا عليكي يا شقية
نداء بهدوء: ريان فين يا شجن ليه مجاش.
معاكي؟
شجن مبتلعة ريقها بحرج: ريان! ماهو جالك انبارح قبل ما يسافر
مهاب: هو سافر!
زينة بتعجب: سافر ياشجن رغم انه عرف اللي حصل لنداء!
شجن بتبرير تعلم انه لن يفيد: حضرتك هو اضطر لانه ماضي على شرط جزائي كبير جدا
مهاب: ربنا يوفقه على العموم انا فسخت الخطوبة ولولا نداء تعبت مكناش كلمناه وعطلناه عن السفر.
شجن: والله يادكتور مهاب ريان بيحبها بس...
لتصرخ نداء بقهر جعل زينة تفزع مهرولة اليها بينما حدق اليها مهاب برعب عندما نظرت اليه قائلة
ريان بيحبني اكيد بيحبني يا بابا؛ ما انت بتحب ماما ومع ذلك بتجرحها وقدرت تبعدها عنك؛ ريان سافر وسابني يا بابا أنا بكرهه وبكرهك.
تحدث محمود إلى ابنته سلمي واطمأن على احوالها ثم طلب منها التحدث إلى سامر
محمود: اخبارك ايه يا سامر؛ انتوا كويسين فعلا ياحبيبي؛ مش محتاجين اي حاجة؟
سامر بجدية: كويسين والله يا بابا اطمن الحمد لله الامور كلها تمام والدراسة ممتازة؛ والاستاذ نديم معانا في كل حاجة اطمن.
محمود: الحمد لله يا حبيبي انتبه لأختك كويس يا سامر
سامر: حاضر يا بابا؛ جدي عبدالرحمن كويس و، شمس عاملة ايه؟
محمود بسخرية: شمس كويسة الحمد لله وخطوبتها الاسبوع الجاي
سامر بصدمة: خطوبتها!
محمود: انت كنت عاوزة تقعد تعيط بعد ما اتخليت عنها وسافرت ولا ايه؟
سامر: بابا انا متخلتش عنها بس هي رفضت نرتبط
محمود: ملوش لزوم الكلام ده ربنا يوفقها لأنها تستحق ويوفقك انت واختك
سامر بخفوت: تمام يا بابا انا هقفل علشان عندي محاضرات بدري
انهي سامر الاتصال ونظرت رحاب إلى محمود معاتبة اياه قائلة
كان لازم يعني الكلمتين دول.
محمود: هو اللي سألني عليها وانا جاوبته
رحاب: وهي ما شاء الله مستعجلة على الخطوبة اوي
محمود: خلصنا يا رحاب؛ انتي رفضتي شمس وانا عذرتك ملكيش دعوة بيها بقي تتخطب تهاجر شئ ميخصكيش؛ وان شاء الله ربنا يعوضها خير واعملي حسابك انا رايح الخطوبة شوفي تحبي تحضري معايا ولا لأ.
احس سامر بغضب قوي يجتاحه لا يعلم هل كان يتوقع حقاً ان تنتظره شمس؟ وهل فعل من اجلها ما يساعدها على انتظاره؛ لقد كان ضعيفاً واستسلم من البداية فليس من حقه الأن ان يلومها.
خطى نديم خارج المطار ممسكاً بيد سارة التي كانت تنظر إلى المكان حولها باشتياق وسعادة
نديم متحدثاً بهاتفه: ايوة يا دكتور سليم؛ لأ متعرفش نداء خليها مفاجأة؛ احنا خرجنا من المطار وسولي واقف قدامنا اهو؛ ان شاء الله مسافة السكة ونكون عندكم
نظرت اليه سارة قائلة: طمن سيلا وميدو برسالة يا نديم.
نديم: حاضر اطمني انتي بس.
بينما وقفت سيلا تنظر بسعادة إلى ملابسها التي ارتدتها على أمل ان تنطلق بها خارجاً بعد ان اطمأنت ان والديها قد وصلا إلى القاهرة وشقيقها محمد بجامعته وهي غافلة عن سامر الذي تبعها عندما رأها تهرول إلى الخارج متوعداً اياها بعقاب يليق بها.
بعد مرور ما يقرب من شهر
،
اقترب سليم عمر من شجن التي توليه ظهرها وتتحدث مع أحد الرجال الذي ينظر اليها بهيام واضح
سليم بغضب: دكتورة شجن بقالي كتير واقف مستني حضرتك برة
شجن بخوف: ها؛ انا اسفة بس كنت بكلم الدكتور أحمد وجاية
أحمد بفضول: وحضرتك مين بقي
سليم: حضرتي خطيبها
أحمد بصدمة: انتي اتخطبتي امتي؟!
سليم: هي لازم كانت تاخد الأذن من حضرتك ولا ايه؟
شجن: سليم مينفعش كده.
سليم: اسكتي انتي لو سمحتي؛ مردتش عليا يادكتور مفروض انها تاخد اذنك قبل ما تتخطب
أحمد: اولا انا مقصدش كده دكتورة شجن طالبة مميزة وليها مكانه كبيرة عندي وانا اتفاجئت مش اكتر خصوصا انها مش لابسة دبلة
سليم بغيظ: معلش لسه الدبل قدام شوية
أحمد متجاهلاً سليم: اي حاجة تحتاجيها يا شجن انا موجود؛ ومبروك على الخطوبة
ارتعبت شجن من نظرات سليم الذي تحدث بهدوء قائلاً
اطلعي قدامي يا شجن ومتتكلميش نهائي.
ظلت جالسة امامه تفرك يديها سويا ليهتف بغضب
بطلي فرك زي العيال الصغيرين
شجن: سليم انت بتزعقلي ليه؟!
سليم: لا يا شيخة وليكي عين تسألي
شجن بحزن: ايوة ليا عين وبسأل وبعدين انت ايه اللي جابك مش بعدت عني وما صدقت ان بابا اتعصب عليك شوية
سليم بتعجب: ابوكي اتعصب عليا! ابوكي يعتبر طردني بالذوق يا شجن ومع ذلك انا مبعدتش علشان كده؛ ماما كانت تعبانه وكنا قلقانيين عليها جدا
شجن بقلق: مالها ياسليم الف سلامة عليها.
سليم: ماما رقيقة اوي ولما بيحصل ازمة لحد بتحبه اعصابها مبتتحملش مع الحمل وكده تعبت ولولا ربنا ستر كان الحمل هينزل
شجن بحب: أنا اسفه بس لما غبت عني فكرت انك هتبعد
امسك سليم يدها قائلاً بحب: انا راجل يا شجن ووعدتك انك ليا مهما حصل بأذن الله وهحاول مرة واتنين وعشرة لحد ما ابوكي يوافق وحتى، لو موافقش هفضل معاكي لحد ما تعنسي وما يلاقيش غيري ونتجوز.
تنفس بتعب قائلاً معرفش الدكتورة نداء رفضت فكرتي علشان نتجوز ليه بس؟
شجن: رفضت ايه؟
سليم: قولتلها اتجوزك غصب عن ابوكي بس هي قالتلي؛ عيب يا ولد لو بتحبها هتخاف عليها وبعدين ابوها صعيدي وممكن يقتلك انت وهي
قهقهة شجن بمرح قائلة:
بقي انت عاوزني اتجوزك من ورا بابا؟ واهون عليك يقولوا ابوها معرفش يربيها
سليم: انا افديكي بروحي يا شجن ولا اسمح لحد يغلط فيكي او يهينك.
شجن: تعرف يا سليم انا بحبك كل لحظة اكتر من اللي قبلها وبحس اد ايه نداء اتظلمت من ريان اخويا بسبب رجولتك وشهامتك
سليم: بالعكس نداء ربنا بيحبها لان اخوكي يا شجن كان عنده استعداد يضحي بيها مش ليها وده الفرق؛ انا علشانك اضحي بعمري كله واكيد نداء هتلاقي اللي يحبها ويفديها بعمره، صمت قليلا لتتغير لهجته العاشقة إلى اخري محذرة وكانه قد تذكر أمر ما:.
بس والله العظيم يا شجن لو شوفتك مرة تانية واقفة مع الزفت ده تاني لانفخك انتي وهو وابوكي كمان؛ فاهمة؟
شجن بعيون يملؤها الحب والامتنان: فاهمة يامجنون..