رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الثامن
استعد سامر وسلمي لبدأ اولى ايامهما الدراسية بكندا ورغم تخوفهم من القادم الا ان وجود نديم واسرته شكل فارقا كبيرا معهما تحدث سامر الي شقيقته قائلا:.
انا واثق فيكي يا لوما وعارف انك فاهمة حدودك كويس بس الحياة هنا غير مصر لازم ننتبه ونركز كويس مش عاوزك تثقي في حد ولا تصاحبي حد من البداية كده؛ خدي وقتك لحد ما نفهم نظام الحياة والناس؛ ولازم تفهمي ان هدفنا الاساسي هو اننا نحسن من مستوانا العلمي ونرجع تاني تمام ياحبيبتي
سلمي بابتسامة: فاهمة وحافظة عليا النعمة امك بتحفظني بقالها شهور لما زهقتني.
ابتسم سامر هو الاخر: ماهي حفظتني قبل منك بس برده عندها حق (وذكر فأن الذكري تنفع المؤمنين) ولا ايه؟
سلمي: اكيد طبعا؛ ربنا يهدينا ويثبتنا
سامر: كمان بخصوص استاذ نديم وعيلته هما طبعا ناس كويسين جدا بس عاوزين تعاملنا معاهم يبقي بحدود علشان ميحسوش اننا عبئ عليهم هما صحيح مصريين بس اكيد طباعهم زي الاجانب ومبيحبوش الزيارات الكتير والكلام ده.
سلمي: متقلقش اصلا احنا هنتنفخ في الدراسة ويمكن منلاقيش وقت نهرش حتى،
سامر: طيب يلا يا هبلة هتهرشي في كندا؛ الله يسامحك يا بابا انت السبب بيقول شوية مصطلحات زي الفل
سلمي بحب: بس ياض انت، بابا اصلا عسل ووحشني والله يلا مد قدامي وقول توكلنا على الله
بينما بشقة نديم تناول محمد وسيلا فطورهما لتهتف سيلا بحماس قائلة: انا حبيت سلمي كتير ورغم انها اكبر مني بس حابة اكون صاحبتها.
محمد بتعقل: ياريت؛ واضح انها مؤدبة وذكية وواخده الحياة جد
سيلا: اوبس شكله كده في اعجاب ميمو
محمد مبتسما: اكيد معجب بيها بس هي اكبر مني انا كمان يا عبيطة
سيلا بتلقائية: بس سامر اكبر مني يعني مفيش مانع، ابتلعت سيلا باقي كلماتها عندما لاحظت نظرات محمد التحذيرية لتكمل بمرح مصطنع
انت عارف اني بهزر؛ اصلا سامر مختلف عني كتييير
بالخارج تفاجأ سامر بوجود محمد مبتسما وبانتظاره.
سامر بهدوء: صباح الخير محمد خارج ولا ايه
محمد: منتظرك؛ بابا قالي اوصلكم الي الجامعة
سامر ضاحكا: يابني متعطلش نفسك احنا هناخد تاكسي ونروح
توجه محمد الي الخارج قائلا: اوامر مستر نديم مقدرش اخالفها؛ وبعدين متقلقش انا هوصلكم واسيبكم براحتكم ولما تخلصوا نتقابل.
تفاجأ ضياء بدخول والدته اليه ويبدو من ملامحها انها تشتاقه وتتلهف لرؤيته؛ احس ضياء بسعادة غارمة وتمني الا يكون ما يراه مجرد اوهام؛ ظل صامتا منتظرا منها الكلام؛ لتحتضنه بحب قائلة:
حبيبي الف سلامة عليك يا ضياء ازاي ياقلبي تعمل في نفسك كده؟ تحاول تنتحر ليه؟ عمل فيك ايه شريف ومراته؟
احس ضياء بضياع صوته وفقده القدرة على الرد عندما أتي والده بغضب اعمي قائلاً: ماله شريف ومراته يا هانم؟ مراتي بتحب ابنك وتراعيه اكتر منك؛ انتي مجرد ام بالأسم ملكيش دور ولا وجود في حياته
هند: وده بسبب مين؟ مش انت اللي طلقتني ورحت اتجوزت علطول ومحاولتش حتى، ترجعني علشان ابنك؟
شريف: لأ بسببك وبسبب عندك وغرورك اللي ملوش وصف وبعدين انتي ايه اللي جابك من امتي بتهتمي بضياء اتفضلي امشي احنا في غنى عن خدماتك.
هند بصراخ وحدة: انت بتطردني وعاوز تطلعني الشيطانة قدام ابني؛ اه ماهو مش جديد عليك طول عمرك ظالم ومفتري
توقف الاثنان عن الصياح وتبادل الشتائم عند سماعهما لصوت انثوي يبدو من طريقة صاحبه في الحديث انه ناقم عليهما ليقول
اطلعوا برة انتوا الاتنين
شريف وهند: انتي مين يا انسة؟
شمس بجدية: انا شمس العزبي صاحبة المستشفي وانا اللي جبت ابنكم هنا وكنت مستغربة انه شاب زيه يحاول ينتحر بس دلوقتي فهمت السبب؛ أي انسان عنده أهل زيكم لازم يكره حياته بجد انتوا مش طبيعين
شريف ناظرا ناحية هند: عجبك الفضايح دي؟
شمس باسلوب حازم لا يقبل النقاش: حضرتك لو بتحب ابنك انت وهي اتفضلوا اطلعوا برة وياريت تسيبوه لوحده لانه بسببكم حالته هتسوء.
نظر شريف ناحية ضياء بخجل وغادر معتذراً؛ لتقترب هند من ضياء باكية بحزن تحاول تبرير موقفها لكنها لم تجد منه ردا فغادرت هي الأخري دون جدال.
فحصها مهاب بحرص ثم نظر الي سليم بمكر وبدأت نداء بفتح مقلتيها بتعب لتهمس: انا دايخه اوي
سليم: مالك يا ندا حاسه بأيه
مهاب بجدية: مبروك يادكتورة، واضح ان سليم معجزش ولا حاجة
نداء بعدم فهم: مبروك على ايه؟
مهاب: على الحمل انتي حامل في شهرين تقريبا ازاي مش عارفة؟
شهق قاسم وعمار معا ليلتفت اليهما سليم بغضب بينما نداء تموت خجلا من نظرات ولديها، لتنظر ناحية سليم الذي فهم نظراتها فهتف بجدية.
اخرج وانت واخوك ياقاسم
قاسم باعتراض: نخرج ليه ما خلاص عرفنا كل حاجة
سليم بتحذير: اطلع برة انت وهو بدل ما اقوملك
خرجا معا دون رد لتفزع نداء على صوت الباب الذي اغلقه قاسم بقوة
نداء: انا فكرت يعني ان ده سن اليأس
مهاب ضاحكا: يأس ايه يا دكتورة، ده احنا مفروض نقلدكم بقي ونجيب اخت لنودي.
تركهما مهاب وغادر ليترك لهما المجال ليتحدثا معا.
بينما اسرع قاسم وعمار الي الاسفل بغضب لينظرا الي نديم قائلين بغضب: امك وابوك متخاصمين وطلعت حامل اومال لو متصالحين كان حصل ايه؟
لتشهق جميلة بسعادة ممزوجة بالصدمة قائلة: هي مين اللي حامل ياواد انت وهو؟
قاسم لاويا فمه وقاطبا حاجبيه باستنكار قائلاً:
أمي.
لينفجر مهاب ضاحكا عند سماعه لكلمات قاسم ليتحدث الي جميلة قائلا: مبروك يا مرات خالي الواد سليم طلع نمس وهيبقي أب بعد ٧ شهور بأذن الله؛ بس ربنا ينصفه بقي بدل العيال الفقرية دي
رد عليه عمار قائلا بشماته: ليه كده ياهوبا ده حتى، بابا ليل نهار يشتمنا ويقول طالعين لمهاب.
مهاب بغضب: ابوك بيقول كده ياض انت.
قاسم مؤكدا: اه والله بيقول اننا طالعين مجانين زيك.
أسرع الاثنان في الفرار من أمام مهاب الذي اعلنت نظراته اليهما انه سوف يريهما جنونه عن حق
لتبتسم جميلة برضا وحب محتضنة نديم الذي ظل صامتا لتهمس اليه قائلة: متزعلش يا قلب تيته انت هتفضل أخر العنقود واغلي حفيد ليا وبعدين مش يمكن ماما تجيب بنو ته حلوة تنور البيت وتبقي دلوعة الكل.
حاولت نداء الاعتدال في جلستها محاولة الابتعاد عن سليم الذي مازال يحتضنها منذ مغادرة مهاب ليتحدث اليها قائلا:
مش هقدر اعتذر يا ندا لأني مغلطتش؛ وعارف انك مغلطتيش ممكن تكوني تجاهلتي كلامي وتحذيري بدون قصد لكني متأكد انك مغلطتيش
نداء بحدة: يا سلام ولما حضرتك متأكد اني مغلطتش عاقبتني ببعدك وبكلامك وقسوتك ليييه.
تفتكري انا مبسوط بنفسي كده؟ تفتكري اني محاولتش اتعامل معاكي عادي واتحكم في غيرتي ياندا؛ تعرفي احساسي بالغيرة ده بيتعبني اد أيه؟
انا مش محتاج كلامك علشان تبرريلي تصرفاتك مع ضياء او مع غيره انا فاهمك اكتر من نفسك بس غصب عني؛ مهما تقولي ومهما تشرحي مفيش كلام هيريحني ولا يقلل احساسي اللي صعب اوصفه بعد ما سمعت حد غيري بيقولك بحبك.
صمت كان ثالثهما لفترة قبل ان يتحدث بارهاق قائلا: عارف ان كل اللي حوالينا شايفيني مزودها وان غيرتي مفروض تقل واني خلاص كبرت عالكلام ده؛ اقترب منها ليتحدث بجدية عاشق قد مل من كثرة العتاب قائلا:
لو انسان اتحرم من نعمة البصر فترة وبعدها ربنا كرمه ورجعله نور عنيه؛ مستحيل ياندا الانسان ده ينسي مرارة الضلمة اللي عاشها وهيفضل طول عمره خايف يرجعلها تاني.
ابتسمت نداء رغما عنها قائلة: خلاص يا سليم انا مش زعلانة منك برغم ان كلامك ليا جرحني بس عذرتك ومش عاوزاك تفكر في حاجة تتعبك ولا تضايقك أنا معاك وملكك لحد ما أموت؛ نظرت اليه بخجل وتوتر: الولاد هيقولوا عليا ايه يا سليم وشكلي وانا حامل وابني على وش جواز انا مش مستوعبة
ابتسم سليم بحب هامسا: مش ملاحظة ان حملك غريب شوية ودايما يحصل في ظروف غريبة؛ بس ده رزق من ربنا حد طايل؟
نداء: ياسليم الولاد كبروا وانا كمان كبرت معقول هبقي ماما تاني واربي واسهر وادلع من تاني.
سليم: انتي كبرتي! اومال انا اعمل ايه
نداء: انت راجل عادي يعني.
سليم مشاكساً: عادي ازاي يعني انتي شايفة اني كبرت
نداء: مهما تكبر في عيوني أجمل راجل في الكون
بس...
سليم مقاطعا اياها: مفيش بس نقول الحمد لله
نظرت اليه مؤكدة كلماته قائلا بتنهيدة متعبة: الحمد لله حمدا كثيرا؛ ربنا رزقنا بفضله كل اللي بنتمناه.
بالقاهرة كانت تسب شقيقتها المهاجرة لكندا عبر الهاتف؛ ورغم انها أصغر منها بعامين الا أن سما هي الأجرأ والاسرع في اتخاذ القرارات بينما سارة كانت منذ الصغر رقيقة ومترددة الي حد ما
سما: يابنتي ارحمي امي بقولك مينفعش تعتمدي على ان نديم صدها مرة وخلصنا ماهي يا أذكي اخواتك ملزوقة في وشه في الشغل ومن كلامك ياختي انها مزة جامدة
سارة بحيرة: ما انا مش فاهمة انتي عاوزاني اعمل ايه؟
سما بيأس: يا لهوتييييي؛ يابنتي بقالي ساعة بشرحلك يا سارة وانت استغفر الله مخك طخين
متسمحيش لواحدة تقرب من جوزك ياختي؛ هيطفش منك ياختي؛ اشغلي وقته وخليه يفكر فيكي ياختتتتتي
سارة ضاحكة: ماشي يا لمضة؛ طيب النهاردة حفلة خطوبتها وهو طلب مني اروح معاه وانا رفضت اني مش عاوزة اشوفها؛ وانا مش عوزاه يروح اعمل ايه؟!
سما بمكر: عطليه يا سارة
سارة بجهل: اعطله ازاي يعني؟
سما بعصبية: اتف عليكي يعني ولا اعمل ايه يابنتي عطليه اعملي انك دايخة وهتموتي؛ روحي ارقصيله؛ شوفي اللبس اللي ناوي يلبسه ووقعي عليه حبر ولا حاجة تبوظه؟
سارة: يعني انتي لو مكاني وسيف مكان نديم هتعملي ايه؟
سما: هقطع خبره ياختي؛ انتي فكراني هبلة زيك امشي يا سارة روحي استعدي وشوفي هتعملي ايه واوعي تخليه يروح لوحده ولو فشلتي البسي وروحي معاه وقوليله حسيت انك زعلت اني مش هاجي معاك وانت متهنش عليا؛ فهمتي يابت؟
اغلقت سما الهاتف بوجه سارة وهي تشعر بالغضب من حمق شقيقتها لتتحدث بغيظ قائلة: اه منك يا صوفيا الكلب انتي والله لو تقع تحت ايدي لهجيبك من شعرك بس نقول ايه وسارة اختي هبلة طول عمرها.
يجلس ريان متحيراً لا يعلم ماهو الصواب هل يحقق حلم حياته بالسفر ام يظل ببلده برفقة حبيبته المهلكة؛ يعلم ان بينهما عقبات ناشئة عن تباين طباعهما لكنه يحبها بكل مافيها؛ لم يكذب مازن حينما قال أن نداء اختيار قلب وعقل فهي بالفعل اول من نبض لها قلبه واتفق على اختيارها عقله؛ ولكن ان تضاربت المصالح بين قلبه وعقله فايهما سيختار! لينهي ريان ذلك الصراع باتصاله بمهاب قائلا: السلام عليكم يا دكتور مهاب.
مهاب: وعليكم السلام اهلا يا ريان اخبارك ايه؟
ريان: بخير الحمد لله بس لو عندك وقت عاوز اتكلم معاك شوية
مهاب: انا فاضي دلوقتي تحب تجيلي
ريان: ربع ساعة واكون عندك بأذن الله.
بنادي الشرطة يجلس أمير وسولي وبعض الاصدقاء يتحوثون سويا حول بعض الامور الخاصة بعملهم كرجال للشرطة وطموحات كل منهم ليستمر بينهم النقاش طويلا الي ان انصرف الجميع وبقى سليم وأمير
تحدث سولي بهدوء قائلا: أنا بفكر اطلب نقلي الصعيد؛ المنيا تحديدا؛ بس مش عارف رد فعل ماما هيكون ايه؟
أمير بتساؤل: انت عاوز تتنقل علشان شجن
سليم: علشان شجن ده سبب وكمان انا بحب المكان هناك وبرتاح فيه.
أمير بجدية: بس شغل الصعيد صعب وكله مخاطر؛ تار ومخدرات وتجارة أسلحة الموضوع مش بسيط يا سليم
سليم بتأكيد: أكيد طبعا؛ وبعدين انا لسه ماخدتش قرار انا لسه بفكر وهاخد طبعا رأي ماما وبابا
تساءل أمير قائلا: قولي يا سليم انت لو بتحب واحدة وعارف انها مش نصيبك ممكن ترتبط بواحدة تانية ولا كده بتظلمها معاك.
سولي بجدية: هتظلم نفسك قبل الكل وحتى، لو اللي بتحبها مش نصيبك يبقي تنتظر لحد ما تتخطاها او تقابل واحدة تشدك عالأقل يبقي بينك وبينها اعجاب
اومأ أمير برأسه موافقا ليسأله سولي مستفسرا
انت بتتكلم عن مين بالظبط.
أمير بهدوء: بتكلم عن نفسي؛ شفت بنت من فترة وعجبتني بس طلعت مرتبطة وابويا كلمني تاني في موضوع بنت عمتي خصوصا لما عمتي تعبت اليومين اللي فاتوا قالي عمتك ملهاش حد هي والبنات وياريت تفكر مرة تانية وانا بصراحة محتار نفسي اريحه بس مش قادر افكر
سولي: يابني متفكرش؛ اتعود لما تكون محتار متفكرش لان قرارك اكيد هيكون غلط والجواز بالذات صعب نتسرع فيه يا أمير؛ صلي استخارة مرة واتنين ومتوعدش والدك بحاجة.
أمير: عندك حق يا سليم ملوش لزوم التسرع
سليم ناظرا الي أمير بمكر: اسمها ايه ياض اللي وقعتك على بوزك دي
أمير بعد تفكير ابتسم قائلا: اسمها حياة يا سليم؛ اسمها حيااااة.
بعد أن جلست شمس قليلا امام ضياء الذي اغمض عينيه قليلا يحاول تناسي صوت شجار والديه الذي مازال عالقا بأذنيه؛ تنحنت شمس بصوت خفيض عليها تجذب انتباهه؛ ليفتح ضياء عنينه ببطئ ناظرا اليها بتعجب وكأنه يرى امامه حلما قد تحول الي واقع متجسدا امامه
ظل ضياء يتفحصها بنظراته الي ان تحدثت شمس قائلا
استاذ ضياء انت معايا؟
ضياء بحرج: اه معاكي؛ هو انتي مين!
مدت شمس يدها اليه وهي لم تعتد أن يمس رجلا غريبا يدها واحتضن هو كفها بين يديه؛ لتشعر شمس بأن دفئ يديه شبيها بدفأ والدها الذي غاب عنها ويشعر هو بأن أمان الدنيا قد وضع بتلك اليد الرقيقة.
توجه ريان بخطوات حذرة الي بيت مهاب يرسم بعقله مختلف السيناريوهات التي قد تدور بينهما يعلم ان مهاب لن يوافق على زواجه من نداء الان لكنه سيحاول وعليه ان يقنعه فهو لن يتركها مهما حدث
لاحظ مهاب بعد ان جلسا معا نظرات ريان المتوترة فأحس مهاب بالقلق؛ فسارع الي سؤاله قائلا:
ايه الاخبار يا ريان؟ في حاجة حصلت ولا ايه؟
ريان بهدوء: انت طبعا عارف يا دكتور مهاب ان البلد هنا فرص الشغل فيها تعبانة ومش مكان لتحقيق الأحلام
مهاب بتعجب: مين قال الكلام ده؛ اه للاسف الفرص هنا قليلة جدا بس في اماكن كتير برده تقدر تثبت فيها نفسك وبفضل ربنا انت قدامي اهو متعين في شركة كبيرة جدا وبتاخد راتب محترم
ريان: بس انا مش بتكلم عن الفلوس وبس انا ليا طموحات تانية؛ نفسي اطور من نفسي وتعليمي وايبقي ليا شركة خاصة بيا.
مهاب: ان شاء الله اكيد طبعا وانا معجب بطموحك ده جدا؛ بس انا برده مش فاهم كلامك
ريان: انا اشتريت فيزا للسفر لاوروبا؛ فرصة ممتازة ومقدرش اضيعها
مهاب: والمطلوب مني ايه؟ انت بتقول اشتريت الفيزا يعني واخد قرارك ومخطط وجاي تبلغني اعمل ايه انا؛ اباركلك ولا ايه؟
ولما انت عاوز تسافر جيت خطبت بنتي ليه
ريان: وايه المشكلة يادكتور مهاب؟
مهاب: المشكلة ان بنتي مش هتسافر ولو هتسافر فده مش هيحصل دلوقتي انا وافقت عالخطوبة لانكم جيرانا يعني بنتي هتبقي تحت عيني مش تاخدها وتسافر وهي لسه مدخلتش جامعة
ريان: بس انا بحبها وانت عارف اني هحافظ عليها.
مهاب قاطعا المناقشة: مهما تحبها مش هتحبها اكتر من نفسك ومهما تخاف عليها مش هتخاف عليها ادي؛ فكر كويس واختار اما تسافر ونفسخ الخطوبة واما تقعد وزي ما احنا متفقين.
ريان بمهادنة: يا دكتور مهاب انت قولت من الاول مفيش جواز غير لما ندا تكملي تعليمها ومانع اننا نخرج او نقرب من بعض وطبعا ده حقك ايه المشكلة اننا نقسم البلد نصين؛ اسافر انا سنتين وبعد كده انزل تكون ندا كبرت اكتر وانا ظبطت حالي وظروفي نتجوز واخدها معايا؛ واوعدك اني عمري ما ازعلها ولا أحسسها بغربة بس ارجوك فكر بهدوء ومتبعدهاش عني انا مبعملش حاجة غلط انا بحاول احقق حلم طول عمري بتمناه.
غادر ريان بعد أن انهي كلامه وظل مهاب يفكر في القرار المناسب والحل الافضل لابنته ومستقبلها.
منذ ساعات يتحدثان معا وكأنهما صديقان منذ سنوات
ضياء: يعني انتي خبطتيني بعربيتك علشان تنقذيني من الموت؛ حاجة غريبة اوي؛ ممكن نقول معجزة
ابتسمت شمس قائلة: مع انك نشفت دمي وقلبي كان هيقف من الخوف بس فعلا ربنا اراد ان يحصل كل ده علشان يلحقوك في المستشفي
ضياء: انا مديونلك بحياتي
شمس: امم؛ خلاص يبقي تنتبه على نفسك وتخلي بالك من حياتك الجاية مش انت مديون ليا؟ يعني لازم تسمع كلامي.
ضياء: ماشي ياستي بس انتي كمان توعديني
تهتمي بنفسك ولو احتجتي اي حاجة تكلميني.
شمس: اتفقنا؛ على فكرة مفروض تخرج من المستشفي بكرة وزي ما انا سمعت امتحاناتك قربت مظبوط
ضياء: اه المفروض بس حاسس اني نسيت كل حاجة وبفكر أاجل امتحاني
شمس برفض: لا طبعا انت لسه قايلي من شوية انك الاول على دفعتك ماشاء الله يعني اكيد مذاكر كويس محتاج بس تراجع وتضغط نفسك شوية
ضياء: بس خايف مقدرش انجح بنفس التقدير.
شمس بابتسامة جميلة: معتقدش على فكرة انا بقي واثقة فيك جدا ولازم انت كمان تثق في نفسك اكتر من كده
ظل ضياء ناظرا اليها الي ان احس بنفسه قد تمادي فاخفض بصره قائلا: حاضر يا أنسة شمس اوعدك اني مش هكسر الثقة واتمني نتقابل تاني في يوم من الايام.
اسرع ريان في الاتصال بنداء فهو لن يسمح لمهاب بالتأثير عليها وابعادها عنه
اجابته نداء بهدوء قائلة: ايوة ياريان عامل ايه
ريان: وحشتيني اوووي
نداء بخجل: ماشي؛ انت بقي مشيت علطول ليهوانا كنت هنزل اشوفك
ريان: هقولك كل حاجة واسمعيني للاخر ممكن
بعد قليل انتهي ريان من سرد ما حدث بينه وبين مهاب ليستطرد كلماته قائلا.
انا مقدرش اعيش من غيرك ياندا انا بحبك؛ ولو مش بحبك مكنتش اتقدمتلك وانتي في السن ده بس انا خفت حد غيري ياخدك مني؛ لكن السفر حلم مهم بالنسبة ليا ارجوكي متتخليش عني وخليكي جنبي؛ لو بتحبيني بجد مش هتسبيني صح ياندا؟
نداء بحزن: ماهو انت هتسيبني يعني انت مبتحبنيش؟
ريان بنفي: انا بموت فيكي؛ بس احنا مخطوبين وكل اللي بينا تليفونات؛ ممنوع الخروج وممنوع اشوفك غير كل فترة؛ انا هسافر احقق حلمي وبعد سنتين هرجع اخدك وتفضل معايا وجوة حضني علطول؛ فين المشكلة؟
نداء: مش عارفه يا ريان انت بتخيرني بين بعدك وبعدك؛ اما اختار انك تسافر وتبعد واما اختار انك متسافرش ووقتها برده هتبعد حتى، لو كملنا مع بعض هلاقيك بتبعد وانت بتحسسني اني منعتك من تحقيق احلامك...