قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل التاسع

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل التاسع

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل التاسع

بالسيارة المتجه الي حفل خطبة صوفيا ينظر نديم الي سارة بانبهار فهي تبدو فاتنة بشكل لا يمكن وصفه
تضع القليل من مساحيق التجميل لكنها اجادت اختيار فستانها وتسريحة شعرها؛ اغمض عينيه قليلا ليتحدث اليها بلهجة شبه أمرة قائلا
سارة انا عاوزك تتحجبي ممكن؟
سارة بشراسة: واشمعني دلوقتي ولا علشان شايفني هبقي احلي من صوفيا واغطي عليها بتقولي كده؟

ظل نديم يضحك الى ان ادمعت عيناه ليهمس اليها بكلمات جعلتها تصمت عن الكلام واكتفت بالموافقة على طلبه؛ ليتوقف السائق معلنا عن وصولهما الى الحفل؛ مد يده اليها يساعدها على النزول ورحبت هي بذلك فعندما تتلامس يدها بيده تصمت الاصوات من حولها وتشعر بالسكون وكأن العالم بأكمله هو نديم ليس الا.

دلفا معا الي الداخل وسط نظرات اعجاب واضحة من الجميع تجاه سارة لم تنتبه هي اليها فكل ما يدور بعقلها الان كلمات سما فقط
نظر نديم اليها فوجدها شاردة فتحدث قائلاً
سارة بكلمك ومش بتردي عليا؛ انتي كويسة؟
سارة بابتسامة خافتة: كويسة حبيبي بس كنت بفكر في حاجة.
نديم: ايه رأيك نسلم على صوفيا عالسريع ونخرج انا وانتي نتعشي برة؟
سارة: ياريت يا نديم؛ بس الولاد هنسيبهم لوحدهم.

نديم: متقلقيش ولادك كبروا ويقدروا يعتمدوا على نفسهم ولا انتي بتتهربي من العزومة؟
سارة بمرح: لا مش بتهرب طالما هتدفع انت انا موافقة
قاطع حوارهم معاً صوفيا قائلة بعتاب: مرحباً نديم كنت اتوقع مجيئك مبكراً؛ لما تأخرت هكذا؟
وجه نديم نظراته ناحية سارة قائلاً: كنت انتظر سارة فهي لم تكن ترغب بالحضور لكني لم اتركها الي ان وافقت.

صوفيا بهدوء: مرحبا سارة لما لم ترغبي بالمجئ؛اعتقد انك اكثر الموجودين فرحاً بشأن ارتباطي
سارة: موكد انا سعيدة من اجلك؛ واتمني لكي السعادة
صوفيا ناظرة الي نديم وقد فشلت في اخفاء مشاعرها الواضحة تحدثت بخفوت قائلة:
اعتقد ان سعادتي لن تكن ملكاً لي في يوم من الأيام
تحدث نديم بشئ من التحذير قائلاً: اين طوني يا صوفيا اريد ان ابارك له قبل ان اغادر.

صوفيا بلهفة: ارجوك نديم فلتبق معي قليلا طوني يتحدث مع اخيه وسوف يأتي بعد قليل
نديم: حسناً صوفيا؛ استأذن منك فأنا اود مراقصة زوجتي
كانت سارة صامته تنتظر سماع الحوار الدائر بين صوفيا ونديم الي نهايته؛ هي ليست غبية او ضعيفة مثلما يرى الكثيرين هي تعطى اي انسان فرصته كامله والان قد تأكدت ان صوفيا يكفيها اقترابا من نديم ويجب عليها ان تخرج بلا رجعة.

تعمدت سارة أن تدفع صوفيا بحوض السباحة الموجود خلفها بينما كانت تمر بصحبة نديم ناحية ساحة الرقص لتشهق صوفيا بعنف ويسرع جميع الحضور بفضول لرؤية العروس الواقعة بالمياه
اسرع نديم لمساعدة صوفيا ولكن سارة مدت يدها تمنعه من الحركة قائلة بتحذير: خليك مكانك في رجالة غيرك في المكان ممكن يساعدوها
نديم بحدة: سيبي ايدي يا سارة وحسابنا بعدين.

سارة بدموع جامدة: انا مكنتش اقصد؛ وبعدين ريح نفسك خلاص طلعت وزي القردة قدامك اهي
وايه حسابنا بعدين دي هتضربني علشانها ولا ايه مش فاهمه؛ اسمع يانديم انا صحيح هادية ومبحبش المشاكل بس الوقاحة بتخرج الانسان عن ادبه وهدوئه فياريت متدخلش انت في الموضوع احسنلك...
غادرت سارة مسرعة وظل نديم واقفاً لا يعلم ايجب عليه ان يعتذر من صوفيا ام يلحق بسارة التي قد فاجأته بتصرفها!

غادر ضياء المشفي بعد ان فحصه الطبيب وطمأن والده على حالته؛ خرج ضياء من المشفي تاركا بداخلها الكثير من الاوهام التي عاش بداخلها فبعد مقابلته مع سليم ادرك ان مشاعره ناحية نداء هي بالفعل اشتياق لمشاعر لم يعشها من قبل قد تختلف المسميات ولكنه بالنهاية ليس الحب الذي رأه بعيني نداء عندما تنظر الي سليم بالتأكيد ليس هذا ما يشعر به ضياء.

توجه ضياء بصحبة والده الذي ظل صامتاً طوال الطريق؛ حمل شريف الاغراض الخاصة بضياء وساعدهما حارس العقار على الصعود لشقتهما فضياء مازالت قدمه تؤلمه سوف تتحسن بمرور الوقت؛ ابتسم ضياء بهدوء عندما تذكر حادث السيارة وصاحبة السيارة؛ صاحبة الابتسامة الأجمل على الاطلاق؛ شمس؛ وياله من اسم على مسمى؛ فهي بالفعل شمس مشرقة.

تناول ضياء الطعام الذي اعدته زوجة والده ولأول مرة يجلس بصحبة والده واشقائه ولا يشعر بالغضب او النفور منهم بل احس ان تعرضه لتلك الكبوة ماهي الا فرصة للبدء.
بعد ان استراح ضياء قليلا بغرفته استمع الي صوت والده يستأذن بالدخول فسمح له ضياء على الفور.

جلس شريف امام ضياء ونظر اليه قليلاً ثم هتف مستفسراً: انت حاولت تنتحر يا ضياء بسببي؛ بسبب كلامنا اخر مرة واني كنت عاوز اجبرك تدخل النيابة؟ انا مكنتش اقصد الكلام اللي قولته يابني؛ انا عارف اني صعب واسلوبي ناشف معاك بس..
ضياء متحدثاً بأدب: اللي حصل مكنش بسبب حضرتك ولو فعلا حضرتك بتحبني بلاش نفتح في السيرة دي تاني؛ انا غلطت في لحظة ضعف سمحت للشيطان يتحكم فيا بس اوعد حضرتك انها غلطة ومش هتتكرر.

شريف بسعادة: ربنا يهديك ياحبيبي؛ وانا مش هجبرك على حاجة ده مستقبلك وانت ادري بيه
ضياء بجدية: بالعكس يا بابا انا بطلب من حضرتك لو ربنا كرمني وجبت تقدير زي كل سنه تساعدني ادخل النيابة؛ انا فكرت ولقيت ان كلام حضرتك مظبوط ليهمس الي نفسه قائلاً: يمكن البعد حل مناسب للكل.

توجهت سيلا مسرعة لترحيب بسلمي قائلة بحماس: انا مستنية ترجعي من الجامعة من بدررري؛ ايه رأيك نخرج نعمل شوبنج واعرفك على المكان
نظرت سلمي ناحية سامر فلاحظت نظراته موجهة ناحية سيلا لتصدم سلمي عندما سمعت اخيها يحدث سيلا بحدة قائلاً: ايه اللي انتي لابساه ده وازاي اهلك يسيبوكي تطلعي كده؟
نظرت سلمي ناحية سامر بتحذير لكنه لم يكترث لتحذيرها؛ لتجيبه سيلا بهدوء قائلة.

شئ ميخصكش؛ وبعدين انت متعرفش حاجة اسمها ذوق حتى، لو عاوز تلفت نظري لشئ انت شايفه غلط مفروض تبقي مهذب اكتر من كده
تركتهم سيلا وصعدت الي شقتها ولكنه توقفت قليلا لتتحدث الي سلمي بمرح قائلة:
لو هتخرجي معايا قدامك ساعتين ترتاحي وتستعدي؛ تمام؟
تحدثت سلمي الي شقيقها بشئ من العتاب قائلة له بعد ان دلفا الي شقتهما:.

ايه الاسلوب الغريب اللي اتكلمت بيه مع سيلا ده يا سامر؛ من امتي اصلا انت بتدخل في لبس حد ولا تصرفات حد؛ ده انا اختك وعمرك ماعملت معايا كده؛ شجن اللي مفروض انك كنت بتحبها عمرك ما اعترضت على لبسها
سامر بغضب: لان انت وشجن عمركم ما لبستوا حاجة مكشوفة ولا ضيقة بالشكل المستفز بتاع البنت دي.

سلمي بتوضيح: واحنا في سنها كنا بنلبس؛ سيلا كبيرة ومش كبيرة دي ١٤ او ١٥ سنة ومتربية هنا طول عمرها وبعدين هي عندها حق النصيحة متكنش كده
سامر بتوتر: انا مقصدتش بس لما بشوفها بتعصبني
سلمي بتعجب: مش عارفه بصراحة البنت عسولة جدا وجميلة ولبسها مش اوفر للدرجة اللي انت بتوصفها وعموما ياريت يا سامر تعتذر منها مش عاوزين مشاكل وكفاية اوي ان اهلها معانا من اول ما وصلنا كندا.

منذ يومان لم تغادر غرفتها؛ تحاول التفكير بهدوء دون ضغط من والدها الذي يرفض بشدة سفر ريان؛ او ريان الذي يحاول اقناعها ان السفر حل افضل لهما معاً؛ كيف يكن ابتعاده عنها افضل لهما؛ هل من يحب انساناً يتركه وحيداً هكذا ان لم يكن هناك ما يجبره على البعد؛ لأول مرة تنطفئ لمعة عينيها الزرقاء وتختفي ابتسامتها؛ تشعر بألم بقلبها لم تعانيه من قبل؛ هل هذا ألم الفراق المنتظر؛ ام انه ندم للوقوع بحب من لا يستحق؛ صراع بين عقل يستوعب طموح ريان ورغبته في الوجود بمكان افضل وبين قلب يأن بصمت من قرار قد يغير كل شئ بينهما.

توجه مهاب الي غرفة ابنته وناداها بهدوء لتبتسم اليه قائلة: اتفضل يا بابا
مهاب: عاملة ايه ياحبيبة بابا
نداء: محتارة يا بابا؛ انا مش عارفه اعمل ايه
مهاب بغضب: سيبيه يغور في داهية انا وافقت عليه لاني شفته بيحبك وانتي مش رافضة؛ لكن لما يفضل نفسه وطموحه اللي انا شايفه طمع في حاجة مش نقصاه؛ لا هو مسافر يتعلم ولا يشتغل ريان عاوز كل حاجة؛ عاوزك وعاوز السفر والشغل والفلوس؛ ومفيش انسان بياخد كل حاجة.

نداء: بس هو بيحبني فعلا يا بابا هو بس بيحب السفر زي ما انا بحب الخيول كده.
مهاب: حبك للخيل مش هيأذي غيرك دي هواية مش طمع؛ سيبيه يا ندا ولما يرجع لو ليكم نصيب يبقي وقتها نشوف يمكن يروح ويعيش هناك علطول.
نداء بحزن: مستحيل يا بابا ريان عمره ما يتخلي عني؛ وبعدين في ايه انت غيران عليا ولا ايه يا هوبا؟

احتضن مهاب ابنته بخوف قائلاً: انتي اغلي عندي من روحي ومش هسمح لحد يزعلك؛ اللي هيكسر قلب بنتي هكسر رقبته ورقبة اللي خلفوه
قهقة نداء بسعادة وحب لتهتف: كان نفسي فعلا اتجوز واحد يحبني زيك كده يا بابا
مهاب بصدق: صعب يا قلب بابا حد يحبك ادي انتي حته مني روحي فيكي ياندا ومش عاوزك تيجي على نفسك ولا تعملي حساب لحاجة وانتي بتاخدي قرارك وزي ماهو اختار نفسه انتي كمان فكري في نفسك الاول.

نداء بهدوء: انا هديله فرصه يا بابا ممكن يكون كلامه صح؛ انا مش لازم امنعه من تحقيق حلمه وبعدين انا هنشغل في الجامعه وهعتبر ان سفره فرصة علشان اركز اكتر في دراستي
مهاب: يعني متأكدة من قرارك ده ياندا؟ انا متعودتش اغصبك على حاجة.
نداء: ان شاء الله يا بابا؛ متقلقش انا فكرت كويس.

بمنزل الحاج حسان خال مهاب يجلس بجانبه ابنه الوحيد حسن وامامهما محمود والد زينة
حسان بترحاب: منورنا يا ابو مازن بجالك فترة مشرفتناش فينك يا راجل
محمود بشئ من التردد موجود يا حاج ربنا يحفظك؛ انا عاوزك في كلمتين ومش عاوزة ترد عليا دلوقتي خد وقتك وفكر براحتك
حسان بتركيز: اومرني يا ابو مازن خير!
محمود: انا عاوز اتجوز اختك.

حسان بصدمة جعلته صامتاً لوهلة؛ ثم مالبث ان تدارك الأمر فتساءل مستفسراً: انت تجصد ايه؛ انت رايد تتجوز هدي ام مهاب
محمود بتأكيد: ايوة؛ انا عارف انك متفاجئ بس انا مبطلبش حاجة حرام؛ انا محتاج ست تشاركني باقي ايامي وام مهاب عملت اللي عليها مع ولادها
حسان: بس انا خابر اختي زين وياما اتجدملها عرسان بعد ما ابو مهاب اتوفي ورفضت
محمود: انت بس كلمها وشوف رأيها
حسان: بس مهاب يا استاذ محمود ممكن يزعل منك.

محمود: هيزعل ليه هو بيحبني وبيعتبرني زي والده وانا كمان بحبه زي مازن واخواته
حسان بيأس: خلاص يا أبو مازن اللي فيه الخير يجدمه ربنا.

اقترب نديم من سارة بغضب قائلاً وبعدين بقي في لعب العيال ده يعني بقالك يومين بتنامي بعيد عن حضني وقولت حقها وزعلانه؛ تزوديها وتخرجي من غير ما تقوليلي وبقالي ساعة بتصل عليكي مبترديش
سارة بهدوء: كنت عند دكتور الاسنان؛ ايه اقول لاسناني متوجعنيش غير بعد اذن الاستاذ نديم
قهقه نديم غير مصدقاً لما تقول لينظر اليها قائلاً
انا وصوفيا فضينا الشراكة بينا النهاردة الصبح وكنت متصل افرحك.

سارة بحزن: على فكرة انا مش فرحانه ومش معني اني غيرانه عليك اني اتمنالك خسارة في شغلك؛ ياريت تكمل شغلك معاها بس تخلي بينكم حدود افضل ليك وليها
نديم بجدية: انا عملت كده لأنه ده الصح؛ ولأني عارف انك مستحيل تطلبي مني حاجة زي دي يا سارة مع اني مكنتش هرفض
سارة: قولتلك يا نديم قبل كده اني بثق فيك اكتر ما بثق في نفسي بس غصب عني صدقني لما شفتها بتبصلك في الحفلة كنت عاوزة اقتلها.

نديم: خلاص اطمني ولا تقتليها ولا هنشوفها تاني؛ هي هتتنقل سويسرا مع طوني ويعيشوا هناك وهي اللي عرضت نفض الشركة بينا او نكمل ويبقي في بينا فرع مشترك في سويسرا بس انا لقيت انها فرصة وجالي قولت نفض الموضوع كله ونخلص؛ ولا ايه؟
سارة بسعادة وارتياح: الحمد لله خدت الشر وراحت
احتضنها نديم بقوة قائلاً: بس انتي طلعتي شرسة يا حبيبتي؛ انا بصراحة خفت.

سارة بتقليد لطريقة سما في الحديث: خاف على نفسك يا طعم؛ من خاف سلم يا أبو محمد
نديم مقبلاً اياها بلهفة: انا عرفت ان نودي هتجيب بيبي جديد ان شاء الله؛ وانا كمان عاوز بيبي زي اختي
نظرت سارة الي نديم بتعجب من خبر حمل نداء ومن كلمات نديم؛ وقد أغلق نديم صفحة صوفيا حتى، تهدأ نفس سارة ويسعد بوصالها.

توجهت نداء الي غرفة تؤامها المشاغب فهي منذ علمت بحملها لم ترهما
ابتسمت نداء بحب وسعادة عندما وجدت نديم جالساً جوار عمار بينما قاسم يشرح له احدي مسائل الرياضيات؛ اختفت ابتسامة نداء عندما استمعت الي قاسم يقول: فهمت ياض
نديم بسعادة: اه والله ده انت طلعت شاطر جدا انا مش عارف ليه مكنتش بتساعدني قبل كده.

قاسم: صعبت عليا بصراحة؛ اصل انا عارف ان انت اكيد انصدمت لما عرفت ان نداء هتخلف وتنساك؛ وانت اكتر واحد مصاحبها
نديم بتعجب: يابني نداء دي امك؛ عيب كده؛ وبعدين مش يمكن تجيب بنت ويبقي عندنا اخت صغيرة
عمار: اسكت انت مش فاهم حاجة؛ ابوك وامك هينسونا ودلوقتي احنا ملناش غير بعض؛ لازم تفهم الكلام ده كويس
نداء: انا بصراحة مش عارفه انتوا ايه عفاريت ولا بشر زينا كده.

اقترب نديم من نداء واحتضنها بحب بينما نظر عمار ناحية قاسم ولأول مرة تلمح نداء لمحة من الغيرة والخوف بعيني ولديها
قبلت نداء رأس نديم وتركته وتوجهت الي تؤامها واحتضنت كليهما بحب وقوة قائلة
لو عندي مليون بيبي يا قلب ماما مستحيل حبي ليكم يقل بالعكس بيزيد كل لحظة وكل يوم تكبروا فيه بيكبر حبكم جوايا بس علشان خاطري بلاش تحسسوني بالذنب انا اصلا مش ناقصة.

قاسم بمرح: خلاص يا ماما متزعليش على رأي نديم يمكن تجيبي بنوته نلعب بيها
نداء: يعني لو ولد هتزعلوا
عمار: هنزعل ليه؛ ده احنا هننفخه
ضحكت نداء بقوة وتوجهت الي غرفتها قائلة بحب: ربنا يحفظكم واعملوا اللي يعجبكم؛ انا عارفة ان ولادي مفيش احن منهم في الدنيا
عاد سليم من مكتبه بعد يوم عمل طويل وشاق صعد الي غرفته وجد نداء نائمة اقترب منها يطمئن عليها لكنها افاقت قائلة بلهفة.

سليم انا عاوزة اكل مانجة؛ انا كنت بحلم بيها
سليم بتعجب: مانجة ازاي الساعه دلوقتي ١١ بالليل وانتي عندك حساسية من المانجة
نداء باصرار: مليش دعوة انا عوزاها دلوقتي لازم اكلها دلوقتي
سليم: حاضر ياقلبي الصبح هجبلك
نداء ببكاء حاد: انت مبتحبنيش وزهقتني والله لروح لماما جميله واقولها انت اصلا مش فاضيلي؛ راجعلي نص الليل ومش في دماغك غير الشغل وبس.

انتبه سليم انها قد غادرت الغرفة عندما اغلقت نداء الباب خلفها بحدة لنظر سليم الي اثرها بتعجب قائلاً: هو في ايه؛ انا مقولتش حاجة ولا زعلتها؛ ده احنا شكلنا هنشوف ايام زي الفل!

بعد يومان؛ تحدث حسان مع مهاب الذي اصابه حاله من الهياج؛ كان حسان متوقعاً ما حدث فهو يعلم تعلق مهاب الشديد بهدى ويعلم عصبيته المفرطه حاول حسان تهدئته ولكن دون فائدة انطلق مهاب الي بيته بسرعة البرق وما ان وصل الي الداخل حتى، هتف بصوت حاد وقاسي
مامااا زينة تعالوا هنا بسرعة
اسرعت زينة واعقبتها هدي لتتفاجأ كلتاهما بسؤال مهاب قائلا
حد فيكم يعرف ان محمود ابو زينة طلب ايدك من خالي حسان.

هدي بصدمة: ايد مين يابني
بينما توقف عقل زينة عن التفكير لتشهق بفزع عندما اقترب منها مهاب صارخاً بوجهها قائلا: كنتي تعرفي ان ابوكي عاوز يتجوز امي!
زينة بخوف: لا طبعا معرفش؛ اكيد انت فاهم غلط او الحكاية كلها هزار
مهاب: اقفل بوقك ده؛ هزار ايه؛ ده انا لسه جاي من عند خالي؛ ابوكي عريس الغفلة عمل بالأصول وراح طلبها من اخوها الكبير
حاولت هدي تهدئة مهاب الا انه تحدث بعنف قائلاً لزينة
يعني ايه يا مهاب.

مهاب: يعني اتصلي عليه وقوليله ميجيش عندنا تاني لاني لو شفت وشه مش هسيبه
زينة: على فكرة عيب الطريقة دي، راعي انه ابويا واكبر منك
مهاب بحدة: ومن امتي بقي ابوكي، مش ده اللي كان رميكم وعايش حياته، انا اللي غلطان اني حاولت اقربه منكم مكنتش اعرف انه راجل و...
زينه: لو سمحت كفاية كده ده جد ولادك ومهما حصل مسمحلكش تشتمه، هو غلط بس مرتكبش جريمة، وانت رفضت طلبه وخلصنا.

مهاب: لا يا شيخه جاي يطلب اجوزه امي، أمي اللي ضحت بعمرها وشبابها علشاني انا واخواتي يجي ابوكي الراجل، عاوز يتجوزها في السن ده
زينة: خلاص، كلمه وقوله ميجيش تاني يا مهاب
مهاب: لا انت هتكلميه وقدامي
زينة: مش هكلمه، انا مقدرش اقول لابويا متجيش بيتي، حرام عليك، انا كنت عايشة بعيد عنه ومتعودة على بعده مش بعد ما رجعته لحياتي عاوز تحرمني منه تاني
مهاب: يبقي لا انتي ولا هو يا زينة.

زينة بذهول وصدمة: مفهمتش قصدك ايه
مهاب يعني طول مانتي في البيت هياخدها حجة وكل شوية الاقيه في وشي، اما تكلميه وتقوليله ميجيش واما تروحيله انتي، بس لو خرجتي من البيت مش هترجعي
زينة بانكسار: حاضر يا مهاب مش هرجع تاني؛ انت مش غلطان وحقك تعمل اكتر من كده
ابتعدت زينة قليلا؛ حملت هاتفها واتصلت برقم شقيقها الذي يبدو انه قد عاد بعد تلك السنوات حتى، يكون سنداً لها في تلك اللحظة.

مازن بحب: حبيبة مازن؛ عاملة ايه يازينة
زينة بقلب يبكي قهراً: انا كويسة يا مازن بس عوزاك تجيلي المنيا دلوقتي؛ ممكن؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة