قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الثالث

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الثالث

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الثالث

تجلس نداء مهاب، تستمع الي بعض الاغاني الصاخبة لم تنتبه الي صوت والدتها وهي
تناديها
زينة بغضب: انتي يابنت، زهقتيني، قلتلك مليون مرة وطي صوت الزفت ده
نداء: حاضر يا زينة، بس بلاش عصبية غلط على صحتك يا قمر
زينة: اه منك يابنت مهاب، طالعه مستفزة زي ابوكي
نداء: دكتور مهاب مستفز!
ده سكررر، ياريت الاقي راجل حلو زيه كده، دكتور وشيك ووسيم وفارس بيعشق الخيول
زينة متهكمة: وعصبي ومتسرع ولسانه سابق عقله يابنت مهاب.

نداء: ولو، مهما تقولي هو في نظري اجمل راجل في الدنيا
كان نفسي ريان يبقي زي بابا كده بس للأسف برغم ان ريان هادي ومش بيتعصب كتير بس اوقات بتمني يتعصب ويتخانق معايا يحسسني انه بيغير بجنون زي بابا؛ وبعدين مالك كده قالبه عليه؟
مع اني يعني شيفاه وهو بيقولك كلام رومانسي في المطبخ.

زينة: ندااااا، اتأدبي احسنلك ومتعليش صوت الاغاني كده تاني، اعملي حسابك خالك مازن هينزل مصر اخر الشهر عاوزاكي بقي تنزلي معايا السوق نشتري شوية حاجات
نداء بسعادة: ياااه، ده وحشني جدا، ووحشني الهدايا بتاعته
زينة: اه منك ومن شقاوتك، سبحان الله طالعه شبه نودي وحلوة زيها بس هي هادية مش شقية كده
نداء بمشاكسة: طبعا، نحن نختلف عن الاخرين خاااااالص.

تركتها زينة وغادرت وهي تتمتم ببعض الكلمات الرافضه لمشاكستها الدائمة بينما شردت نداء قليلا فيما قالته؛ هل هي حقاً تود نسخة مصغرة من أبيها هل هي قادرة على تحمل شخصية مثل مهاب بعيوبه قبل مميزاته.

ابتسمت بخفوت عندما تذكرت ريان فارسها الوسيم لا تدري لما انجذبت اليه دون غيره ربما جرأته وتعبيره عن حبه لها هو ما جعلها تستسلم ولكن ما الذي تغير لما تشعر ان هناك حاجزاً بينهما؛ صمتت قليلا تشعر بالحيرة فمنذ حدثتها زينة واخبرتها ان الحياة مواقف وان الحب يظهر قوته وصلابته وقت الشدة وهي تفكر كثيراً؛ انتشلها من دائرة افكارها اتصالاً من ريان اجابته بلهفة وكأنه طوق نجاة لتلك الغيمات المتلاحقة من التساؤلات التي لا اجابة لها.

ريان: نودي حبيبتي وحشتيني
نداء بهدوء: اه واضح علشان كده متقابلناش بقالنا اكتر من اسبوعين مع انك ساكن قريب مننا
ريان: انتي عارفه اني مشغول الايام دي انا مقدم ورقي في شركات كتير برة مصر ونفسي حد منهم يرد عليا
نداء: ريان احنا اتكلمنا كتير في فكرة السفر دي انت ليه مصمم عليها انت ولد وحيد وماديا مش محتاج.

ريان: وانا قولتلك كتير ان السفر بالنسبة ليا حلم ومش بس علشان الفلوس انا عاوز الف العالم اشتغل واثبت نفسي انا عندي طموحات صعب احققها هنا
نداء: وانا
ريان: اكيد هتبقي معايا انتي عارفه اني مقدرش ابعد عنك
نداء: عموما انا حاليا مش هقدر افكر انا كل اللي عوزاه اني اشوفك وكمان انا وماما هنسافر القاهرة ونقعد فترة خالي مازن راجع من السفر اخر الاسبوع
ريان: ليه كده حد يسيب كندا ويرجع مصر.

نداء: بقاله سنين كتير وخلاص تعب ونفسه يقرب من اهله ايه المشكلة
ريان: مفيش مشكلة ياستي، انا كمان مسافر القاهرة اخر الاسبوع واهي فرصة نتقابل بعيد عن دكتور مهاب ايه رأيك؟
نداء بتردد: نتقابل فين بابا ممكن يزعل مني
ريان: نودي انتي وحشتيني فكيها شوية بقي انا معزوم في حفلة وهنتقابل انا وانتي فيها؛ يعني مكان عام وزحمة ايه المشكلة بقي.

نداء: خلاص يا ريان نتقابل انا كمان زهقانه ونفسي اخرج معاك بعيد عن البيت والخنقة دي.

يمشي بين الجميع بسعادة يتلقى التهاني بمناسبة تخرج ابنه الأكبر، سولي، نعم لقد تخرج اليوم من كلية الشرطة، رغم رفض نداء القوي الا ان ابنها اصر وبشدة وأيده سليم
استكمل حلمه بأن يرى امتداد أخيه في اوج
نجاحه وتميزه، اصبح رجلاً فتياً يفخر به ويتمنى الكثيرين ابنا مثله.

واليوم يحتفل الجميع لم يترك سليم احداً يعرفه من الأهل والاصدقاء الا وقام بدعوته ففرحته الأن لا يضايهيها شئ يود ان يشاركه الجميع بذاك الشعور الجميل
تقف نداء مهاب بجانب والدتها ليأتي احد الشباب مندفعا بقوة ناحيتها حتى، كادت ان تقع، لكنه امسكها بقوة، لينظر اليها بحماقة قائلا:
ماشاء الله انتي حلوة كده ليه
مهاب بغضب: ما تحترم نفسك يا روح امك
ليأتي صوت احد يعرفه قائلاً:
ومالها امه بقي يا دكتور مهاب...

نظر اليه مهاب بملل ثم قال: هو الواد ده ابنك يا محمود، انا بقول برده طالع قليل الأدب لمين
ابنك بيعاكس بنتي
نظر محمود ناحية نداء ابنة مهاب ليتحدث مستفزاً له: ماهي الصراحة زي القمر، واكيد يعني مش شبهك تلاقيها طالعه حلوة لأمها
اتاهم دكتور سليم بابتسامته الرائعة التي لم تتغير ليوجه حديثه لهما بهدوء وهو يحتضن نداء مهاب ويقول:
دي حبيبة عمها سليم، واخدة اسم نداء وجميلة زي نداء.

مد محمود يده ناحية سليم ليبادله سليم تحيته بمودة؛ وجه محمود نظراته ناحية مهاب ليهتف:
لو شبه الدكتورة نداء فأنا كده هطلبها لأبني وانا مطمن
ابتسمت نداء بخجل بينما اجابه مهاب ساخراً: متشكرين يا خويا بنتي عرسانها كتير بس خلاص القلب ومايريد الأنسة مخطوبة لابن عمي شوف لابنك عروسة تانية مع ان انا عن نفسي كنت هوافق علشان خاطر الدكتورة رحاب بس النصيب بقي
محمود متعجباً: بس واضح انها لسه صغيرة مستعجل عليها ليه.

استأذنت نداء من والدها عندما لاحظت اقتراب والدتها ونداء
وتحدث مهاب معقباً على تساؤل محمود قائلاً:.

انت عارف انها بنتي الوحيدة يامحمود وعندنا في الصعيد غير هنا البنات بيتجوزوا صغيرين والبنت ماشاء الله حلوة وكل يوم جايلها عريس وانا كنت برفض؛ بس ريان لما اتقدم انا حسبتها بأكتر من طريقة هو وهي بيحبوا بعض وابوه ابن عمي واعرفه كويس وان شاء الله هيحافظوا عليها انا مضمنش اجوزها واحد غريب ويبهدلها والولد مستقبله كويس مهندس ومتربي وماديا مرتاح.

محمود: كلامك مظبوط ومع اني مبحبش جواز البنات بدري كده بس فعلا الواحد مننا اهم حاجة عنده واحد يصون بنته ويحافظ عليها
مهاب: ربنا يسعدهم وانا اتفقت مع ابوه ان مفيش جواز قبل ما تخلص جامعه انا يهمني دراستها طبعا
محمود: ربنا يفرحك بيها وبأخواتها يامهاب.

يتحدث امير بشئ من الحده التي لم يعتادها منه والده فبينهما لغة حوار وتفاهم يجعل العلاقه بينهما اشبه بالصداقه؛ لكنه الان قد وصل الي قمة غضبه فأكثر ما يكرهه أمير هو ان يحاول احدهم اجباره على شئ ما
أمير بغضب: اسف يا بابا انا مغلطتش مش معني انها عمتي تدخل في حياتي بالشكل ده وتسمح لبنتها الغبية دي انها تدلع عليا بالشكل ده
رياض بحذر: يا أمير البنت بتحبك.

أمير: وانا مبحبهاش وحتى، لو بتحبني ومحترمة عن كده كان ممكن افكر في الموضوع لكن انا بكره البنات اللي بالشكل ده فين خجلها وانوثتها دي بنت وقحة، ومفيش بيني وبينها اي شئ مشترك تافهه وحياتها كلها ملهاش هدف
رياض بحدة مماثلة: متعليش صوتك واهدي شوية خلاص انا متكلمتش وانت بتحرجهم قدامي بس متسوقش فيها.

أمير: يا بابا انا اسف مقصدش اعلي صوتي بس بجد انا مبحبش اسلوبهم ولا طريقتهم واللي انا عملته ده علشان اقطع اي أمل بالنسبة لعمتي اني ممكن ارتبط بجني
رياض: خلاص الموضوع انتهي اتفضل روح لسليم انت اتأخرت كفاية
امير: مش هروح وحضرتك زعلان انا اسف بس علشان خاطري تفهم موقفي.

رياض: فاهم والله يابني وانا برغم انها اختي بس مش عاجبني دلعها لبناتها بالشكل المبالغ فيه ده بس انا نفسي افرح بيك يا أمير ومهما كان بنت عمتك أولى بيك
أمير ضاحكاً: اولى بيا ازاي يا دكتور هو انت هتبيعني ليهم ولا ايه
رياض ضاحكاً: لا ياخفيف انا اقصد انها هتدلعك وتحافظ عليك حتى، لو فيها عيوب بس اخي من لحمك ودمك
أمير: هفكر يا بابا، هفكر علشان خاطرك مع اني مش مقتنع بس هحاول.

وصل الي الحفل؛ اقترب مهنئاً ليهتف سليم بمرح قائلا
اهلاً أمير باشا
أمير: اهلا يا ريس مبروك ياحبيبي عقبال ما نفرح بيك ان شاء الله
سليم ضاحكا: ايه ياض انت بتتكلم زي ستك الحاجة كده ليه
أمير بملل: ابداً اصل بسمع الكلمتين دول كتير لحد ما اثروا فيا
سليم مستفسراً: شكلك متضايق انت شادد مع رياض ولا ايه
أمير: مش وقته بعدين احكيلك
سليم: تعالي بعيد عن الدوشة دي وقولي في ايه.

أمير بعد ان جلس بعيدا هو وسليم: بابا مستعجل على فكرة جوازي ياسليم وانا مقدر خوفي واحتياجه لوجود تغيير في حياتنا بس مش بالشكل ده؛ انا ممكن اتجوز جواز تقليدي بس عالأقل يكون بيني وبين اللي هتجوزها قبول وتفاهم؛ جني بنت عمتي انت شفتها في عيد ميلادي اللي فات بذمتك ده شكل واحدة يعتمد عليها وتفتح بيت
سليم: بصراحة هي كشكل جميلة بس تافهه اوي.

أمير: اهو انت متعرفهاش وحسيت انها تافهه انا بقي عارفها وعارف انها تافهه وانانية ومتدلعه جداا اه حلوة وذكية وشيك مقدرش انكر بس مبتجذبنيش ناحيتها ابدا، انا اتربيت لوحدي طول عمري مفيش في حياتي حد غير ابويا نفسي لما اتجوز واحدة تبقي سكن وسند ليا مش عبأ وحمل على كتافي
سليم مازحاً: ياريت عندي اخت كنت جوزتهالك بس للأسف حظك وحش.

قاطع حوارهم اقتراب نداء مهاب منهما فقد خرجت بعيداً عن الحفل لتهاتف ريان؛ انتبه سليم لقربها فناداها قائلا: رايحة فين يانودي
التفتت نداء؛ فالتقت عينيها بعيني أمير فأحست بشئ غريب لم تصدفه من قبل ووقع هو بتلك الشباك التي القتها اليه عينيها الساحرة فتملكته.

تحاول جاهدة ان تغفو ولو قليلا فرأسها يؤلمها من
تزاحم الافكار والتخبط الذي لا تعلم نهايته
استمعت الي صوت جدها يستأذن بالدخول؛ ومن غيره يسأل عنها ان غابت
عبدالرحمن: حبيبة جدها نايمة بدري ليه ووشك مرهق كده ليه
شمس: انا كويسة ياجدو تعالي اقعد
عبدالرحمن: هتكدبي عليا يابنت طاهر؛ ده انا حافظك.

شمس باكية بخفوت: تعبت يا جدو بحاول ابقي كويسة واعمل لنفسي شخصية بعيد عن ماما ومش قادرة الناس بياخدوني بذنبها؛ لأمتي هفضل ادفع تمن غلطات غيري؛ دفعت تمن جواز ابويا منها وانفصالهم عن بعض؛ فضلوا سنين يحاربوا بعض علشان كل واحد فيهم ياخدني اعيش معاه وبعد ما كسبت هي المعركة واخدتني من بابا راحت اتجوزت وعاشت حياتها وهو كمان اتجوز وسافر وبيسأل عني في زياراته لمصر؛ وقولت عادي انا افضل من غيري عالأقل ربنا كرمني بحضرتك؛ بس تعبت تعبت اوووي ذنبي ايه لما احب وقلبي يدق ينكسر حلمي ويموت قبل ما يكبر.

عبدالرحمن: انتي قابلتي سامر يا شمس
شمس: قابلته ورفضت اني ارتبط بيه عفيته من الحرج هو مش هيقدر يغضب امه علشاني..
وأنا كمان مش هقدر اقطع علاقتي بأمي اللي انا واثقه ومتأكدة اني لو اتجوزت سامر هتخرب حياتي معاه بتصرفاتها ومش هترتاح غير لما تبعدنا عن بعض لأنها بتكره دكتورة رحاب وعمرها ما هتسمحلي اتجوز ابنها.

ومعتقدش ان سامر حبني كفاية علشان يتحدى الظروف وحتى، لو قدر يقنعها فهو قرر يسافر يكمل دراسته برة؛ يعني سواء انا وافقت او رفضت هو واخد قراره
عبدالرحمن: لو السفر المشكلة انا هتكفل بتكاليف سفركم وسافروا مع بعض.

شمس: لا ياجدو انا عاوزة واحدة شاريني ميتخلاش عني مهما حصل كفاية اقرب الناس ليا خذلوني وبعدو عني؛ سامر لسه صغير واللي هو بيحسه ناحيتي مجرد اعجاب لو بيحبني مكنش هيقدر يبعد ويسيبني وهو عارف ظروفي خصوصا ان سفره مش ضروري للدرجة دي بس هو اختار نفسه ومستقبله وانا كمان اختارت نفسي انا هكمل دراستي واعمل دراسات عليا ومش هستني حد خلاص بطلت ابقي درجة تانية في حياة اللي بحبهم انا لازم ابقي اقوي من كده.

واضح ان اللي زيي مش مكتوبلها تحب وتحلم.

بمنزل والدته
توجه لزيارتها فمنذ شهر تقريباً لم يراها، حقاً يشتاقها وكم يتمني لو انها تشتاقه ولكنه يعلم ان وجوده لم ولن يفرق معها ومع ذلك غلبه شوقه اليها
قابلته بترحاب وعانقته وبادلها عناقها لكنه لم يشعر بدفء.

يجلس بين اشقائه من والدته، صبي وفتاة اعمارهما متقاربة، كالعادة زوج والدته يتناول طعامه صامتاً، بينما تطعم هي ابنائها، انهما كبيران كفاية ليتناولا الطعام دون مساعدة ولكنها تطعمهما بيدها دون ملل او كلل، ينظر اليها متسائلاً لما تفعل ذلك ولما لم تتحمل من أجله، هل تحبه مثلما تحب ابنيها أم انه ذكرى سيئة ناتجة عن زواج باء بالفشل فأصبح وجوده عبئاً تبغضه.

انتبه عندما تنحنح زوج والدته بهدوء فقد لاحظ نظراته ولم تفعل هي
نظرت والدته اليه ببعض الحرج فهي قد تناست وجوده لتهتف قائلة:
مبتاكلش ليه يا ضياء ياحبيبي
ضياء بدموع يختنق بمقاومتها: الحمد لله فطرت انا كنت جاي اطمن عليكم بس افتكرت ان عندي مشوار مهم. بعد اذنكم.

انصرف مسرعاً، لم ينتظر سماع ردها، ابتعد قبل ان يقتله اليأس الذي تغلغل الي ثنايا روحه، نعم لقد يأس من والدته ووالده، اختنق وشعر بانسحاب الهواء من حوله ليخرج هاتفه مسرعاً ويطلب الرقم الوحيد المسجل بقائمة الاتصال متلهفاً لسماع صوتها لتجيبه هي ولم تخذله كعادتها لتقول بعذوبة: الو، ايوة يا ضياء
ضياء باكياً: أسف لحضرتك بس مخنوق ومش لاقي حد الجأله
نداء بخوف وقلق أم: مالك ياحبيبي فيك ايه وليه بتبكي.

ضياء: واحد صاحبي مات، مات وانا مش قادر استوعب اللي حصله
نداء: البقاء لله ياقلبي كلنا هنموت، صح ياضياء مش انت مؤمن وعارف ان احنا مصيرنا واحد وبينتهي بالموت
ضياء ببعض الأمل: تفتكري الموت هو الحل لكل المشاكل
نداء وقد فطنت الي مغزى سؤاله ففضلت الصمت قليلاً تحاول ايجاد اجابة مقنعة لتقول:.

لو حياتك مش حل لمشاكلك اكيد موتك مش حل ليها، ربنا الوحيد اللي عالم بالخير يا ضياء، احنا اتخلقنا في الدنيا لأسباب اهمها عبادة ربنا وطاعته اكيد مشاكلنا اوقات بتكون فوق طاقتنا بس بمرور الوقت بنعرف ان ربنا مبيحملناش فوق طاقتنا ابداً احنا اللي بنتسرع وبنيأس، يعني مثلا انا مريت بمشاكل كتير بس ربنا رزقني في المقابل بأب حنين وزوج أحن عليا من نفسي.

انت أكيد عندك مشاكل بس ربنا ميزك بتفوقك في الدراسة وشبابك ووسامتك
ابتسم ضياء من كلماتها ليتحدث قائلاً وسامة حته واحدة!
نداء بصدق: الجمال يا ضياء بيبدأ من قلوبنا الأول وبعدين يظهر عالوجوه، وانت جواك نقي علشان كده اكيد انت وسيم جدا ولو عندي بنوته كنت هجوزهالك بس للأسف معنديش غير قرود زيك كده
ضياء: ربنا يباركلك فيهم، همس ببعض الألم، ليكمل قائلا:
يابختهم بحضرتك، اكيد ربنا بيحبهم اوي لأنك والدتهم.

نداء بحب: خلاص اعتبرني ماما زيهم ايه المشكلة ما انتوا نفس السن
ضياء بهدوء: انا بجد متأسف اوي اني ازعجتك معايا، بس كنت مخنوق ومش قادر اتنفس
نداء: اتصل في اي وقت وانا موجودة، قولي بقي جهزت البحث بتاعي
ضياء باعتذار: لا لسه، انا أسف اول مرة اتأخر، بس اوعد حضرتك بكرة بالكتير هكون مخلصه.

نداء: تمام انا منتظره، دلوقتي حضرتك هتروح البيت تصلي لأنك اكيد لسه مصلتش وتتعشي كويس وتبدأ تكمل البحث مش لازم تستنى لبكرة ياكسول؛ اتفقنا؟
ضياء بحب وسعادة: حاضر، انا في الطريق للبيت اهو وهنفذ اللي قولتيلي عليه
نداء: تمام، خد بالك من نفسك، تصبح على خير
ضياء: وحضرتك من اهل الخير
اغلقت نداء الهاتف بينما ظل هو ناظراً الي الهاتف قليلاً ليقود سيارته متلهفاً للعودة لتنفيذ ما قالته نداء...

بكندا
تجلس سارة كعادتها شاردة تسترجع ذكرياتها مع والديها تتمنى لو انها كانت بجانبهما وقت وفاتهما؛ نعم تشعر بالندم واحساس بالذنب يطاردها لقد فارقت والديها وعقاباً لها لم تسنح لها فرصة وداعهما
اقتربت منها سلسبيل(١٧ سنه) تنظر اليها بتمعن وسألتها دون مقدمات قائلة:
حضرتك عارفه ان النهاردة عيد ميلاد بابا؟
سارة بشئ من الصدمة: معقول بس انا معرفش احنا كام في الشهر والله
سلسبيل بجرأة: لأمتي يا ماما.

سارة بعدم استيعاب: لأمتي ايه يا سيلا
سلسبيل: لأمتي هتفضلي معانا ومش معانا طب انا ومحمد ممكن نتصرف وتشغلنا دراستنا واصدقائنا لكن بابا مين يعوضه غيابك وبعدك عنه؛ هتفضلي سيباه كده لحد ما تصحى في يوم تلاقيه ضعف وواحدة غيرك عوضته الفراغ اللي حضرتك معيشاه فيه
ساره بغضب: انتي بتقولي ايه وشفتي ايه خلاكي تقولي الكلام ده؛ انتي سمعتي حاجة عن ابوكي.

سلسبيل: انا سمعت حضرتك وانتي بتتخانقي معاه علشان صوفيا متوقعتش بعد كلامك معاه انك تبعدي عنه بالشكل ده اللي بيحب حد بيحارب علشان مش بيسيبه لوحده ويعاتبه انها بيبعد
سارة بحيرة ووجع: تعبانه يا سيلا مش قادرة اتصرف حاسة نفسي متكتفه وضعيفة؛ ابتسمت سارة بحب ناظرة لابنتها قائلة: مكنتش اعرف انك كبرتي كده يا سيلا وممكن تنصحيني بالشكل ده.

سلسبيل: انا مش بنصحك يا ماما انا بحبك وخايفه عليكي احنا كلنا محتاجين وجودك الحياة صعبه جدا وحضرتك اساس البيت كلنا مفتقدينك بس بابا اكتر حد محتاجلك
الحب اللي بينكم يستحق تتعبوا علشانه صح ياماما
سارة بدموع قد افاقتها من غفلتها: صح ياقلب ماما نديم يستحق اني احارب نفسي قبل ما احارب الكل علشانه
بمكتبه يجلس نديم يشعر بالإرهاق استمع الي استئذان احدهم في الدخول ليصدم نديم من المفاجئة الواقفة امامه!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة