قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الثالث والعشرون

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الثالث والعشرون

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الثالث والعشرون

احتدت نظرات ضياء عندما وجد شمس واقفه تتحدث إلى أحد الاطباء العاملين بمشفى عبدالرحمن العزبي الخيرية، اتفق ضياء مع شمسه على متابعة المشفي بصفة دائمة، استطاع ضياء بمساعدة دكتور ربيع على تنفيذ وصية عبدالرحمن بشأن تحويل قصره إلى مشفي خيري؛ استغرق الأمر عامين من العمل الدائم إلى أن تسلم ضياء المبني وقد تحول إلى مركز طبي متكامل لعلاج الأورام بالمجان مع وجود جزء استثماري لتغطية تكاليف الجزء المجاني...

انشغل ضياء ببعض التحقيقات التي يتابعها بداخل مبني النيابة العامة فطلبت منه شمس أن تتولي هي متابعة المشفي حتى، ينتهي من عمله
ولكنه لم يضع بحسبانه أن المشفي ملئ بالأطباء
رجال وبينهم تلك الشمس المشرقة؛ انه يشعر الأن بغيرة عمياء لم يعتادها
أسرع صوب شمس وهذا الطبيب قائلاً بجدية
السلام عليكم؛ ايه يا مدام شمس خلصتي؟
شمس بحب: ايه ده انت مقولتليش انك هتيجي المستشفي.

ضياء: خلصت شغل وقولت نروح سوا؛ في مانع ولا ايه؟
شمس بتعجب: لا طبعا؛ دي مفاجأة جميلة؛ بعد اذنك يا دكتور أحمد أنا همشي وهنتظر من حضرتك تقرير عن كل الاطباء اللي اتعينوا معانا جديد
توجها معاً إلى موقف السيارات؛ فتح ضياء باب سيارته إلى ان جلست شمس وقام بغلق الباب بعنف جعل شمس تنظر اليه بدهشة
دار ضياء بغضب وجلس بالجانب الأخر ولكنه أخذ يضرب بيده فوق مقود السيارة قائلاً بغضب.

انا عاوز افهم انتي ايه جابك المستشفي لوحدك
شمس: في ايه يا ضياء! انت كويس ياحبيبي
ضياء: بلا حبيبي بلا زفت، واقفه مع الدكتور وعمال يبصلك باعجاب وانتي مش واخده بالك
شمس بسعادة: انت غيران عليا!
ضياء بغضب: مش عيزاني أغير! ليه؛ مش راجل؟
شمس بحب: انت أجمل راجل في الكون كله؛ بس اول مرة اشوفك كده
ضياء بتوتر: معرفش بقي؛ بس الفستان ده ضيق وانتي حاطه مكياج كتير و...

شمس مقاطعة اياه: الفستان واسع جدا وانت عارف وعارف اني مش بحط ميكب
ضياء: يوووه يا شمس؛ ايوة غيران وهموت من الغيرة كمان؛ ارتحتي كده؟
شمس: اه طبعا ارتحت جداااا
ضياء بغيظ: لا والله؛ طيب خلينا نروح بيتنا ونشوف الموضوع ده
شمس: بحبك، انا بحببببك
ضياء مبتسماً: برده هنشوف وبعد كده ممنوع تروحي اي مكان من غيري يا أم حياة
قهقة شمس بسعادة واقتربت من ضياء واضعه رأسه بالقرب من صدره هامسه له: حاضر يا أبو حياة.

قامت نداء بتحضير الفطور من أجل سولي وشجن وطلبت من الخادمة ايصاله إلى الجناح الخاص بهما
اقترب منها نديم قائلا: صباح الخير يا ماما
نداء: صباح النور حبيبي؛ انت خارج دلوقتي
نديم: عندي سيكشن بعد ساعه
قاطعه عمار وقاسم وقد عادا لتوهما من جولة حول المنزل لممارسة رياضة الركض قائلين
رايح فين ياض هي كلية اقتصاد وعلوم سياسية محتاجة مذاكرة؛ دي كلية سهلة
نداء باستنكار: بقي كلية نديم سهلة!

عمار بتأكيد: بالطبع يا مزة...
قاسم: دي كلية الناس المهمين واغلبهم بيطلعوا وزراء وسفراء ناس رقيقه وحساسة بزيادة
قهقه نديم قائلاً: عندكم حقد طبقي غير طبيعي
قاسم: أحنا هنحقد عليك انت ياض
نديم: أكيد؛ كفاية اني معايا جنسية كندية وانت وهو اتنازلتوا عنها علشان تدخلوا العسكرية
نداء بتأفف: فعلا يا نديم عندك حق؛ معرفش ازاي تتنازلوا عن جنسيتكم علشان كلية.

تحدث عمار بجدية: مش هتفرق يا ماما انا وعمار وسليم اختارنا بنفسنا ومقتنعين غير كده احنا عايشين في مصر هتفرق ايه معانا جنسية تانية او لأ
نداء: تفرق كتير؛ بس خلاص زي ما انت قولت الموضوع انتهي من زمان؛ اللي يهمني سلامتكم وبس
نديم: أنا همشي يا ماما، بص يا كابتن انت وهو تعالولي الجامعة هستناكم الساعة ٣ بس بالبدلة الميري
عمار: اشمعنى!
نديم بشقاوة: لما تيجوا هقولكم، سلااام
غادر نديم وتساءل قاسم باهتمام قائلاً.

فين جوجو يا ماما
نداء: لسه نايمة؛ ومترحش تصحيها انت وهو مفهووم
قاسم وعمار: ان شاء الله
هرولا سويا باتجاه غرفة جميلة وأخذت نداء طعام الفطور الخاص بحماتها وذهبت اليها
استيقظ سليم يبحث بجواره عن نداء فلم يجدها ارتدي ملابسه وخرج من غرفته باحثاً عنها
علم أنها بغرفة والدته فانضم اليهما قائلاً
ينفع كده تفطروا من غيري
جميلة بحب: تعال ياقلبي حماتك بتحبك
سليم: وأنا بحبها وبحب بنتها.

نداء: اقعد افطر ياحبيبي وأنا هطلع اصحي جوجو وافطرها
امسك سليم يدها قائلاً: اقعدي كملي فطارك، جوجو هانم مع العصابة بتاعتها
نداء: أنا قولتلهم يسيبوها نايمة مش بيسمعوا الكلام ابدا
سليم: سيبك منهم يا نودي وركزي مع ابوهم
قهقة جميلة وأحست نداء بالخجل قائلة: سليم افطر وانت ساكت
سليم: جهزوا نفسكم اخر الاسبوع هننزل المنيا علشان كتب كتاب ندا
جميلة: ان شاء الله؛ ربنا يسعدها.

حاولت رحاب اثناء ابنتها عن تلك الزيجة فهي غير مقتنعة بزواجها بالخارج فهي قد تحملت سنوات سفرها هي وسامر مرغمة وكانت تتحمل بعادهما على أمل العودة ولكن زواجها بأدم يعني ابتعادها للأبد
تغيرت حالة محمود المادية بعد ان حصل على ما كتبه له عبدالرحمن بوصيته
وبعد عودة سامر وسلمي تفاجأ سامر بتأسيس والده لشركة استيراد وتصدير وبدأ سامر بالعمل مع والده
اما سلمي فتستعد لزفافها وهي تشعر بسعادة بالغة.

رحاب: قولي يا سامر مبتفكرش تخطب ياحبيبي.
سامر: لا يا ماما
رحاب: يعني مفيش واحدة لفتت نظرك وانت في كندا؛ ولا لسه بتفكر في شمس
سامر بحدة: اعتقد ان شمس اتجوزت وخلفت وميصحش حضرتك تجيبي سيرتها وبعدين مش شمس دي اللي رفضتيها وخدتيها بذنب امها
رحاب بحزن: أنا غلطت بس اعتقد انك لو بتحبها كنت اتمسكت بيها
محمود بغضب: في ايه يا سامر انت بتعلى صوتك على أمك وانا قاعد.

سامر: أنا أسف يا بابا مقصدش، بعد اذنكم أنا تعبان ومحتاج انام شوية
تحدثت سلمي بهدوء قائلة: متزعليش يا ماما بس سامر بقاله فترة متغير واعصابه مشدودة
رحاب: أنا عارفه ان زعلان مني لأني كنت السبب في بعده عن شمس
محمود: خلاص كل شئ نصيب وهي ربنا عوضها عقباله هو كمان
سلمى: ايه يا جماعة هتقلبوها نكد ولا ايه؛ انا عاوزة انزل انا وانتي يا ماما نشتري شوية حاجات
رحاب: حاضر يا حبيبتي
محمود: أدم هينزل مصر امتي ياحبيبتي.

سلمي بسعادة: قبل الفرح بأسبوعين يا بابا
رحاب: واهله، هيجوا معاه ولا ايه؟
سلمى: ان شاء الله هينزلوا معاه؛ هما نفسهم يشوفوا مصر
رحاب: ماشي خليهم يشوفوا مصر واحنا نشوفهم ربنا يستر
سلمى: يا دكتورة رحاب اطمني وبطلي قلق؛ والله ناس كويسين وهتحبيهم اوووي
رحاب: أنا اللي يهمني تبقي سعيدة يا روح ماما.

اتجه سامر إلى غرفته غاضباً من نفسه ومن اهله ومن سيلا؛ تلك العنيدة التي أرهقته بصدها، يشتاقها بجنون، رغم سنوات فراقهم الطويلة الا انه كان يراها ولو صدفة أما الأن فلا أمل برؤيتها لا يعلم متي يتخلص من عشقه لها كيف السبيل إلى نسيانها، يحتاج إلى والده ورأيه الصائب ولكنه منذ أن عاد من سفره مازال يشعر بالغربة تحيطه لم تعد علاقته بوالديها كما كانت من قبل.

يحتاج بعض الوقت لكسر تلك الحواجز والمسافات التي خلفتها سنوات البعاد، سوف يخبر والده عله يعطيه حلاً لمشكلته...

استجاب عمار وقاسم لمطلب شقيقهما نديم واتجها إلى لقائه بكليه الاقتصاد
ارتديا زي الطيران ودخلا سوياً إلى الحرم الجامعي، اصطدم عمار بفتاة كانت تقف ولم ينتبه اليها؛ التفت اليه وملامحها غاضبة لكنها لم تتفوه بكلمه عندما نظرت اليه
اعتذر منها عمار قائلاً: أسف يا أنسة مأخدتش بالي
تالا: اوك حصل خير
انتبه عمار وقاسم على صوت فتاة أخري تناديها قائلة: يلا بينا يا تالا.

نظر عمار إلى قاسم مصدوما هو أنا شايف صح ولا تهيؤات
عمار: مش عارف ياض بس شكلك مش بيتهيألك
اصل أنا كمان شايف اتنين مش واحدة
تحدثت تالا برقة قائلة: دي تاليا أختي التؤام
عمار: حلوة اوي زيك تمام
تالا بغضب: عيب كده على فكرة
قاسم: هو ميقصدش يا أنسه؛ هو قصده ان أختك
مزة زيك بالظبط
اقتربت تاليا ناظرة إلى قاسم وعمار بدهشة لتهتف
واو أخيراً شفنا حد في الجامعة دي زينا.

تالا: تاليا حبيبتي دول مش معانا؛ شكلهم في كلية طيران
قاسم: احنا كنا بنحلم ندخل الكلية هنا بس للأسف محصلش نصيب
عمار: اه فعلا ومن حبنا في الكلية دخلنا اخونا الصغير فيها
قاسم: نديم؛ في سنة تانية
اقترب نديم منهما بعد ان بحث عنهما طويلا وعندما رأهما تحدث بغضب قائلاً
انت يازفت انت وهو بقالي ساعة بدور عليكم
قاسم وعمار: حبيبي يا نديم؛ تعالي يا غالي طول عمرك وش الخير يا واد
نديم بتعجب: هو في ايه؟

ابتعدت تالا وتاليا بخجل وحاول عمار ايقافهما الا انه فضل الانتظار
قاسم: انت ايه اللي جابك دلوقتي ياحمار
نديم: انت مجنون يابني مش كنت فرحان من شوية اني جيت
عمار: المزز مشيوا بسببك
نديم: انت وهو جايين تصاحبوا هنا ولا ايه؟
عمار وقاسم: اخلص وقول عاوز ايه يافقر
نديم: عاوز اتمنظر قدام صحباتي بيكم
قاسم باستنكار: صحباتك يعني بنات
نديم: اكيد يعني صحباتي بنات انت أهبل؟

قاسم وعمار: تمام هنظبطك؛ بس انت كمان تساعدنا نعرف البنتين التؤام دول مين وفي سنة كام؛ تمام!
نديم: تمام؛ دول اصلا معايا في الدفعة
قاسم: حبيبي حبيبي ياض يا ندوم.

استقام مهاب واقفاً بعد أن رأي أمير ووالده مقبلين باتجاهه
ابتسم مهاب بمودة قائلاً: اهلا اهلا يا دكتور رياض نورت البلد
أمير: وأنا منورتش
مهاب: انت لاجئ سياسي من فترة يا أمير؛ ومع ذلك منور يا جوز بنتي
أمير: ايوة بقي هي دي الكلمة المهمة؛ جوز بنتك
قهقه رياض قائلاً: والله يا دكتور مهاب الواد ده طول عمره عاقل وتقيل؛ معرفش بنتك عملت فيه ايه؟
مهاب: ربنا يسعدهم يا دكتور رياض.

اتفضلوا جوة؛ الحاجة مستنياكم وخالي صفوت.

كانت واقفة بالقرب من اسطبل الخيول تشاهد الخيل بسعادة ناقصة؛ فهي لم تعد تمطي الخيل منذ تلك الحادثة واكتفت بمراقبتها من بعيد
استمعت نداء إلى صوته يناديها؛ انقبض قلبها وأحست برغبة قوية في وجود أمير الأن
كرر ريان ندائه لها بصوت خفيض قائلاً:
استني ياندا متمشيش
نداء بثبات حاولت ادعائه: نعم؛ فيه ايه؟
ريان: وحشتيني...
نداء: متشكرة جدا؛ في حاجة تانية.

ريان: يا ندا ارجوكي اديني فرصة تانية؛ انا لسه بحبك ومش قادر اعيش من غيرك..
نداء: كداب انت متعرفش تحب. كداب
ريان: انا غلطت وعارف اني جرحتك..
نداء: انت قتلتني وقتلت ثقتي في نفسي وفي الناس؛ ابعد عني بقي
ريان: عارف اني غبي واتسرعت؛ بس صدقيني ندمان ونفسي ترجعيلي
نداء: انت مجنون؛ ها مجنون ولا بتستعبط؛ أنا مستحيييل ارجعلك؛ انا خلاص كملت حياتي من غيرك وربنا عوضني بواحد مستحيل يتخلي عني.

ريان بغيرة: يا سلام ومنين الثقة دي؟!
نداء: لأنه وقف جنبي وقت ما انت رمتني؛ وقف جنبي ومكنش بينا اي حاجة تخليه يتحملني؛ بقاله سنين بيصلح قلبي اللي انت كسرته وجاي بكل بجاحه تقولي ارجعلك؛ ارجعلك ازاي وانت سبب خوفي، بقيت بخاف من الناس؛ بسببك مش قادرة اتعامل مع أمير بطبيعتي
ريان: لو بتحبيه كنت هتنسي وتتعاملي معاه من غير خوف.

نداء: اوقات الحب بيبقي اكبر من انه يتعبر عنه بكلمة، اللي بيني وبين أمير صعب انت تفهمه
أنا لو أمير طلب مني أرمي نفسي في البحر هنفذ طلبه وانا واثقة انه هينقذني؛ لكن انت لأ، عمري ما حسيت معاك انك سند يا ريان فهمت ايه الفرق بينك وبينه
ريان بيأس: أنا همشي واسيبك دلوقتي بس صدقيني انتي مبتحبيش امير انتي اخدتيه بديل وقت ما بعدنا عن بعض؛ بلاش تظلميه وتظلمي نفسك.

ابتعد ريان مبتسماً بانتصار فهو قد لاحظ وجود أمير بالقرب وتعمد أن يستمع إلى حديثه مع نداء
غادر ريان واعقبه أمير بغضب وغيرة
أمير بحدة: استني عندك
ريان ببرود: خير؛ يا حضرة الظابط
أمير: ابعد عن نداء لأني مش هسمحلك تأذيها مرة تانيه
ريان: هتعمل ايه؟ هتحبسني مثلاً
أمير: لا هقتلك يا ريان؛ هقتلك لو لمحتك قريب منها...

ريان باستفزاز: اتجوزها؛ لو كرامتك تقبل انك تتجوز واحدة بتحب غيرك تمام؛ بس خليك فاكر ان قلبها معايا؛ واني اول راجل حبته وسمحتله يقرب منها؛ انا اول راجل مسك ايدها. اللي بيني وبينها صعب يتنسى
احتدت نظرات أمير وأمسك ريان من تلابيبه وهمس بالقرب من اذنه قائلاً:
لو قربت من حاجة تخصني هتندم
ندا خطيبتي وبعد ساعات هتبقي مراتي ولو فكرت تكلمها تاني هدفنك مكانك.

عاد أمير وشياطين الكون تتراقص امام عينيه الا يكفيه معاناته طوال السنوات الماضية؛ تتحدث مع غريمه..
اقترب من مكان وقوفها نظرت اليه بتعجب فهي لم تتخيل أن تراه الأن
أمير بجمود: واقفة لوحدك ليه؟
ندا: زهقانه شوية؛ ماما مشغولة هي وتيته مع الطباخ؛ واخواتي التلاته بيوزعوا كروت الحفلة؛ وبابا طول اليوم بيتكلم في الموبايل مع قرايبنا
وحضرتك مكلمتنيش من انبارح.

أمير: حضرتي كنت مشغول مع ابويا وقرايبي اللي هيحضروا كتب الكتاب وبعدين عادي قولتلك قبل كده لو فارق معاكي اوي وجودي من غيابي ممكن تتصلي؛ بس مينفعش طبعا تتنازلي وتتصلي عليا؛ لازم أنا اللي اتصل واتحايل واتذلل
نداء بخوف: في ايه يا أمير؛ انت بتشخط فيا كده ليه؟
امير: ريان كان واقف معاكي ليه؟ كان بيقولك ايييه
نداء بتوتر: انا اتفاجئت بيه وبعدين الموضوع بسيط مش مستاهل العصبية دي كلها.

أمير بغضب قوي: انا اللي احدد الموضوع بسيط ولا لأ، ودلوقتي عاوز اسمع البيه كان بيقولك ايه
نداء بعناد: ملكش فيه أنا مش متهمة ولا عملت جريمة وانت جاي تحقق معايا؟
امسك أمير يدها بقسوة قائلاً: انطقي ومتخلنيش اتغابي عليكي
نداء ودموعها قد زينت عينيها: هتعمل ايه يعني؛ هتسبني؛ هتتخلي عني؟
أمير: انتي لسه بتحبيه؟
نداء: مش هرد عليك؛ أنا مش مضطرة ابرر حاجة ملهاش وجود، لو بحبه مستحيل كنت وافقت اكمل معاك.

أمير وقد أحس ببعض الهدوء يرافقه: وأنا يا ندا أنا ايه بالنسبة ليكي
نظرت اليه نداء بخجل معاتبة له على قسوته: انا عاوزة امشي؛ وبعدين سيب ايدي وجعتني وكمان عيب
قرب أمير يدها من فمه مقبلاً اياها بأسف قائلاً بهمس: أنا أسف، بس مش هتهربي مني زي كل مرة يا ندا؛ أنا بجد تعبت من الانتظار
ندا بابتسامة ساحرة: بعد كتب الكتاب هجاوبك؛ ممكن!
أمير: ممكن يا ندا؛ لو هتطمنيني ممكن اوووي.

استعد سولي للسفر بصحبة والده واخوته لحضور عقد قران امير وندا؛ لاحظ شرود شجن فتحدث اليها برفق قائلاً
ايه ياحبي سرحانة في ايه؟
شجن: ولا حاجة يا حبيبي
سولي: ياراجل؛ عليا برده، في ايه انتي مش عاوزة تسافري
شجن: لا طبعا؛ بالعكس ماما وحشتني جدا وكمان بابا وريان بس صعبان عليا ريان..
سولي بضيق: اخوكي اللي اختار؛ محدش غصبه.

شجن: عارفه يا سليم؛ بس فعلا نداء وريان كان بينهم حب كبير واخويا مقدروش؛ ودلوقتي حاسة انه ندمان
سولي: اولا نداء ربنا عوضها بأمير؛ ثانيا اخوكي محبهاش..
وحالياً ندمان انها ضاعت من ايدها لأنه شايفها فرصه، بصي يا شوشو أنا مقدر موقفك كويس وعارف ان ريان مهما عمل هو اخوكي؛ بس كمان أمير صديقي الوحيد واتمني تتقبلي ان كل شئ نصيب لأنك هتتعاملي مع أمير وندا كتير.

شجن: حاضر يا سليم؛ فعلا كل شئ نصيب وريان ملوش نصيب معاها؛ ربنا يسعدها ويسعده.

حاول ريان ان يتمالك نفسه ويرجع إلى بيته دون ان يراه أحد؛ انطلق إلى غرفته ومنها إلى الحمام المرفق بها؛ وقف أسفل المياه المنهمرة يحاول اراحة جسده ونفسه التي تؤنبه، لقد انتهي أمله برجوع نداء فمن الواضح أنها تخطته ويبدو أن امير لن يتركها مثلما فعل هو...
انتهي من حمامه وبدل ملابسه والقي بنفسه إلى الفراش
اقترب منه والده قائلاً
ريان، انت كنت فين؛ وبتصل عليك مبتردش ليه.

ريان بضيق: عادي يا بابا مخنوق شوية ممنوع ولا ايه؟
مجدي: جري ايه يا واد انت بتتكلم معايا كده ليه؟
ريان: معلش يا بابا اعذرني؛ خير حضرتك عاوز حاجة
مجدي: اه انا عاوزك تخطب قبل ما تسافر تاني؛ او اكتب كتابك وخدها معاك
ريان: هي مين دي!
مجدي: سمر بنت عمتك
ريان بغضب: بقي انا اتجوز سمر بعد ما كنت خاطب نداء، نداء اللي الكل كان بيحسدني عليها!
مجدي: ومالها سمر! ماهي دخلت هندسة وطول عمرها شاطرة وبنت عمتك وحلوة..

ريان: لأ يا بابا انا خلاص هسافر بعد اسبوع هقطع اجازتي ومسافر ولما اقابل واحدة مناسبة هفكر في الجواز لكن سمر دي لأ، أنا يوم ما اتجوز لازم تكون افضل من نداء في كل حاجة...
مجدي: هسيبك تفكر براحتك؛ بس اعمل حسابك انك مش هتسافر قبل ما نخطبلك وسيبك من اللي فات، انا اللي يهمني تخطب سمر أو غيرها مش هتفرق، فاااهم.

بالقاعة المخصصة لاستقبال الضيوف جلس أمير وبجانبه والده، وبالمقابل يجلس مهاب وسليم وافراد العائلة من أجل عقد قران نداء وأميرها
كانت نداء جالسة بركن بعيد وبجانبها والدتها؛ مرتدية فستاناً بسيطاً من الشيفون الوردي..

كانت ملامح أمير تشع بالسعادة والرضا وكان مهاب قلقاً يود ان يتراجع عن تلك الزيجة فالأن صغيرته سوف تصبح ملكاً لرجلاً سيأخذها بعيداً عن احضان والدها، تلك المدلله الجميلة التي اختطفت قلبه وجعلته ينظر إلى الحياة بمنظور جديد عقب ولادتها
كرر أمير خلف المأذون الشرعي ما أملاه عليه وفعل مهاب المثل إلى أن اعلن المأذون قائلاً
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.

٧اخفضت نداء نظرها ارضاً وود أمير أن يختطفها الأن من بين يدي والدتها التي تحتضنها بقوة
تلقى مهاب التهاني الحارة من الجميع واحتضنه سليم بحب قائلاً: عقبال ما تفرح بولادها يا مهاب
مهاب: يارب؛ في حياتك وبوجودك يا سليم
تحدث مهاب إلى أمير قائلاً
مش هوصيك عليها يا أمير
أمير باندفاع: ندا مش محتاجة حد يوصيني عليها دي حبيبتي؛ حلم كنت بتمناه من أول لحظة شفتها فيها
سولي بخفوت: يخربيتك؛ مهاب هينطحنا كلنا دلوقتي.

رياض محاولاً شغل مهاب بعيداً عن أمير: مبروك يا دكتور مهاب؛ عقبال مراد واخواته
مهاب: ان شاء الله يا دكتور رياض؛ اتفضلوا ياجماعة يلا علشان نتعشى
تناول الحضور العشاء المعد، وتناول أمير ونداء طعامهما وسط هدوء من كليهما
تحدث أمير قائلاً: مبروك يا ندا
نداء: الله يبارك فيك
أمير: مبسوطة يا نداء
أومأت نداء بخجل؛ وتحدثت بخفوت قائلة:
انت مبسوط؟
أمير: أنا بحبك؛ بحبك بجنون
نداء بخجل: أمير، بلاش الكلام ده.

أمير: انا بقيت جوزك واقول اللي أنا عاوزة
نداء: لأ، لما نتجوز
أمير: ما احنا اتجوزنا
نداء: وبعدين معاك انت فاهم قصدي
أمير: لا خلاص أنا اكتفيت اني افهم من غير ما تتكلمي؛ أنا عاوز اسمع؛ اتكلمي وقوليلي حاسة بأيه عاوزة ايه؛ هتعترفي انك بتحبيني امتي وهسمعها امتي؟
نداء بصدمة نظرت اليه دون رد فتحدث مكملاً
أنا بحبك وقولتها كتير وعارف انك بتحبيني بس من حقي اسمعها.

نظرت نداء أرضاً وكاد أمير أن ينفعل من ردها الصامت الا انه حاول تهدأت نفسه عندما لاحظ ارتباكها؛ اقترب منها فابتعدت بخوف قائلة انت بتقرب كده ليه؟
جذبها أمير اليه محتضناً اياها بحب واحتواء وقوة وتملك حاولت ابعاده ولكنها لم تستطع فهي بحاجة اليه اكثر مما يتخيل...
ظل أمير محتضناً لها إلى أن هدأت دقات قلبه فابعدها عنه قائلاً
تعالي معايا أنا عاملك مفاجأة
نداء: مفاجأة ايه؟
أمير: تعالي وبطلي خوف، مفاجأة هتعجبك.

غادر أمير ونداء إلى عالماً صنعه اليوم من أجله
نظرت إلى الساحة الواسعة وانبهرت مما تراه لقد زين المكان بأكمله باضاءة خافته مع بالونات وورود بكل مكان، أسهم مضيئة تشير إلى لوحة ضوئية ضخمة وبداخلها مكتوب
أحببتك منذ اول لقاء فصرتي حياة أتمني أن اعيشها وحلماً أرجو الله أن يصبح حقيقة...
نظرت اليه نداء بملامح تشع بهجة وثقة وسعادة.

ولكنه امسك يدها واستكمل خطواته؛ خرج اليها شقيقها مراد ممسكاً بلجام فرس لم تر نداء بجماله من قبل، نظرت إلى أمير متسائلة فتحدث بحب قائلاً
كان نفسي أخدك ونطير أنا وانتي على ضهر الفرس ده؛ وقبل ما تبقي مراتي مكنش ينفع بس دلوقتي خلاص.

قبل أن تفهم مقصده كان واضعاً اياها فوق ظهر الحصان وامتطي صهوته محيطاً اياها بيديه وانطلقا سويا يسابقان الريح؛ تشعر نداء بأنها قد ولدت من جديد وان أولي دقة ينبضها قلبها عقب ولادتها اصبحت ملكاً لأمير؛ اعادها الأن طفلة لم تعاني ولم تتألم؛ بل تشعر بسعادة لم يعشها أحد من قبل
ويستنشق أمير عبيرها الأخاذ بارتياح فما كان محرماً عليه صار حلاله؛ وما كان يراه مستحيلاً صار ممكناً.

اوقف أمير ذاك المهر الجامح ببراعة واستدارت اليه نداء فتوجهت خجلاً من نظراته
تحدث هو بحب قائلاً:
عاوزة تقوليلي ايه بقي؟
نداء بتوتر: عاوزة اقولك انك أول وأخر انسان اتمني اعيش واموت بين ايديه يا أمير؛ انت قوة وقت ضعف كان هيقضي عليا؛ انت حياة مفيهاش خوف؛ انت حبيبي
انتهت الكلمات بين شفتيها عندما أخذ أمير ماهو ملكاً له يعوض حرماناً دام طويلاً ويؤكد لنفسه أنها لم ولن تكن لسواه...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة